مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
البحوث الفائزة في المسابقة البحثية الاولى/ الفائز الاول /ألادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة(عليها السلام) دراسة تحليلة بقلم الباحث الشيخ الدكتور ثائــر العقيلي مدير مركز الدراسات الفاطمية
+ = -

  ألادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة(عليها السلام) دراسة تحليلة

بقلم الباحث الشيخ الدكتور ثائــر العقيلي مدير مركز الدراسات الفاطمية في البصرة

  المقدمة

 شكلت سيرة السيدة فاطمة (عليها السلام ) في معطياتها المختلفة جدلية ثنائية بين المنصف والمتجي عليها في مسارت معينة ، ونحن في هذا البحث سوف نناقش لنتثبت خلاف من يرى من الباحثين عدم تدوين مصادر السيرة والتاريخ ادوار اجتماعية في الابعاد الحركية العامة للسيدة فاطمة(عليها اليسلام ) ، لنثبت مسارت تتلخص في امرين الاول :الدفاع عنها (عليها  السلام) والثاني: الرد على من يتبنى ذلك مهما كانت مدرسه الفكرية.

  ومن الجدير بنا الاشارة ان المعطيات الاساسية التي يعتمد عليها الباحث تنطلق من الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام ) ، وليس الخاصة بما يرتبط في منظومة اجتماعية اسرية خاصة او عامة ، و الباحث  سوف يدرس الادوار خارج هذه الحدود الى ما هو اوسع لينطلق الى الفضاءات الفكرية المتنوعة.لذلك تكون البحث من  محورين مهمين هما:

الاول :الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام ) في المرحلة المكية

    استعرضا في هذا المحور الروايات الاجتماعية العامة أبتداءاً من حياتها (ع) في شعب ابي طالب خلال المقاطعة القرشية للمسلمين ، ومواقفها (ع) في الدفاع عن الرسالة والرسول ثم هجرتها الى المدينة  والظروف التي مرت بها (ع) وتدوين القران الكريم والمصادر التاريخة، لهذا المسار الاجتماعي الحركي للسيدة فاطمة (ع)  واستنطاق تلك الظروف التي عاشتها لمعرفة المديات الفكرية التي يمكن استنطاقها من خلال النصوص مطلقا.ً

الثاني: الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام ) في المرحلة المدنية.

  نبدأ في دراسة هذا المحور بمجرد الدخول الجفرافي المبارك للسيدة فاطمة (ع) للمدينة، لنرسم المعالم الاجتماعية العامة من خلال امرين مهمين هما:

الاول : النص القرأني.

الثاني :النص التاريخي.

سوف نعمد في هذين الامرين الى دراسة جميع الاشارت ذات العلاقة لدراستها بصورة تحليلية.

 المحور الاول :الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام) في المرحلة المكية .

      لقد كانت السيدة فاطمة (عليها السلام) النموذج الاكمل والمثل الاعلى الذي صاغته الرسالة المحمدية للمرأة المسلمة سلوكاً ومنهجاً سواء على صعيد حياتها الشخصية او على صعيد حركتها في واقع المجتمع الاسلامي ، وفيما يخص نشاطها على الصعيد الاجتماعي العام ، الذي تألقت في رسم آفاق جديدة لدورها في مجمل النشاطات الاجتماعية ، فقد تمتعت (عليها السلام) ، بمكانة أجتماعية سامية ، مستمد ذلك من كونها ابنة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومحط اجلاله وحبه وعنايته ، فضلاً عن مزايا شخصيتها وأخلاقها وسجاياها التي قل مثيلها في الوجود الانساني ، فأصبحت موضع اجلال واحترام لكل من حولها([1]) .

        أن الوقوف على الحياة الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام) وأدوارها المختلفة ، يستلزم منا دراسة ذلك في ابرز مرحلتين عاشتهما (عليها السلام )، وهما المرحلة المكية والمرحلة المدنية ، وقبل الدخول في تفاصيل المرحلتين لابد من الاشارة الى عدة من الامور التي ميزت المرحلة المكية عن المرحلة المدنية  والتي أبرزها ألاتي.

1_ أن الثمانية عشر ربيعاً من عمر السيدة فاطمة (عليها السلام) ، شكلت دوراً مهماً ،في تحجيم الانشطة الاجتماعية في داخل الاوساط ذات العلاقة .

2-ان للبيئة المكية ظروف لعبت دور كبير في تحجيم حركة وحرية المرآة ، وهذه البيئة لا تختلف كثيراً عن العادات والتقاليد السائدة في سائر الحواضر العربية الاخرى.

3-أن بعض المواقف الاجتماعية تتطلب حضور الرجال دون النساء الامر الذي قلل من حضورها الاجتماعي.

4-ان بعض الاعمال تدخل في باب العبادات الخاصة التي تتطلب في غالبها السرية والكتمان، الامر الذي جعلها بعيدة عن التدوين التاريخي.

  أشار العاملي ان هناك ملاحظات مهمة قد غابت عن ذهن بعض الباحثين الامر الذي دفعهم في القول بعدم وجود اي دور أجتماع للسيدة فاطمة(سلام الله عليها) الا في رواية او روايتين([2]).

      ان الروايات التاريخية التي وصلت الينا متعددة ، نستطيع ان نلتمس من خلالها الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام) ، ونرد على كل من يدعي ان لا وجود اي دور لها .

      بعد هذه المقدمة صار لزوماً علينا الرجوع من اجل الوقوف على المحور الاول من هذا البحث والذي أشارنا اليه تحت عنوان (( الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام ) في المرحلة المكية)).

     عاشت السيدة فاطمة (عليها السلام) في المرحلة المكية ، قرابة ثمانية اعوام ، ولم نجد المصادر التاريخية ، تشير الى مواقفها الاجتماعية العامة ، الا النز اليسير ، ولعل هذا راجعاً الى صغر عمرها الشريف في هذه المرحلة فولادتها على المشهور كانت بعد البعثة بخمسة  اعوام([3]) ، عاشت اكثرها في ايام المقاطعة الاقتصادية لبني هاشم ومعتنقي الدعوة . ودون ادنى شك تجرعت في هذه المرحلة الالام والجوع والعوز.    عاصرت السيدة فاطمة (عليها السلام) الظروف القاسية التي مرت بها الدعوة الاسلامية وخصوصاً بعد وفاة ابي طالب (رضوان الله عليه) ، الذي شكلت وفاته ، مساراً جديداً في مسارات المواجهة القرشية ، اذ نالت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بألوان الاذى ،  وهذه ما يوضحه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((ما زالت قريش كاعة عني حتى مات أبو طالب )) ([4]).

وفي هذه المرحلة كان للسيدة فاطمة (عليها السلام) موقفاً مهماً ، نستطيع ان نقرأ منه قراءات عديدة ، ابرزها القراءة الاجتماعية وهو ما روي عن عبد الله بن مسعود ان قال: (( ان النبي( صلى الله عليه واله وسلم) كان يصلى عندالبيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجئ بسلا جزور بنى فلان يضعه على ظهر محمد إذا سجد ،فانبعث أشقى القوم فجاء به ،فنظر حتى إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه ،وانا انظر لا أغنى شيئا لو كان لي منعة، قال فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره ،فرفع رأسه ثم قال :اللهم عليك بقريش ثلاث مرات ،فشق عليهم إذ دعا عليهم قال- وكانوا يرون ان الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى- اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعد السابع لم نحفظه قال فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب)) ([5]).

      بدأت الهجرة الفاطمية بعد هجرة  النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الذي خرج من مكة متوجهاً الى يثرب بعد علمه بأمر قريش وتدابر اغتياله([6]). وهذا المخطط القرشي أشار له القران الكريم في قوله تعالى: ((øŒÎ)ur ãä3ôJtƒ y7Î/ z`ƒÏ%©!$# (#rãxÿx. x8qçGÎ6ø[ãŠÏ9 ÷rr& x8qè=çGø)tƒ ÷rr& x8qã_̍øƒä† 4 tbrãä3ôJtƒur ãä3ôJtƒur ª!$# ( ª!$#ur çŽöyz tûï̍Å6»yJø9$#))([7])  .

ولابد لنا التساؤل عن المكان الذي خلف رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فيه السيدة فاطمة(عليها السلام)، في مكة لان المصادر لم تشير الى روايات في هذا المجال ، وعلينا ان نفترض عدة فرضيات ابرزها الاتي.

الاولى:أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تركها في منزلها مع توفير الحماية الخاصة لها، من قبل بعض الاشخاص في مقدمتهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ،والسيدة فاطمة بنت أسد.

الثانية: أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ارسلها الى بيت السيدة فاطمة بنت أسد لتكون تحت رعايتها.

الثالثة:أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تركها في مكان لايعلم به أحد حفاظاً عليها من قريش .

وعلى فرض  صحة اي فرضية من هذه الفرضيات الثابت تاريخياً والذي لاخلاف فيه عدم خروج السيدة فاطمة (عليها السلام) من مكة مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).أثناء هجرته الى المدينة.

بعد هجرة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم)  متوجها الى المدينة  عهد الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) ، للقيام بعدد من الوظائف كان من بينها ارجاع الامانات التي كانت بعهدته الى اصحابها والهجرة بالفواطم وقد تصدد قريش الى هذه الهجرة العلوية العلنية فأرسلت عدد من مقاتليها لمنعة( عليه السلام ) وقد واجه هذا الموقف  الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام )، بشجاعه فريدة وصلابة كبيرة فما كان منهم الا العودة خائبين([8]) .                          

    لم تكن الهجرة في فكر وعقيدة السيدة فاطمة(عليها السلام) ، انتقالاً جغرافياً من مكة الى يثرب ، بل كانت تدرك ان الهجرة مرحلة من مراحل تأسيس الدولة المحمدية التي سوف تعمل على نشر الدعوة الالهية الى جميع انحاء العالم .

 قضى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام )،  ليلته تلك مع الفواطم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر ثم سار حتى قدم المدينة وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم : )الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار(194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ((([9]). وقد ذهب الطوسي وابن شهرأشوب أن المقصود في الذكـر الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)،  والأنثى السيدة فاطمة (عليه السلام) ([10])

   ان هذه الاية الشريقة ترسم احدى اهم الحطات المهمىة والرئيسة في حياة السيدة فاطمة (عليها السلام ) ،ذات المنهج الحركي الذي طرزت ملامحة منذ البدايات الاولى على التعرض للصعاب ،والسير في المنهج الالهي والمحمدي وعند الوقوف مع الايه نستقرأ دلالاتها والتي ابرزها الاتي.

1-الذكر الالهي الدائم لامير المؤمنين والسيدة فاطمة(ع) بقرينة القيام والقعود وهذا يرسم لنا حجم الارتباط مع الله والذوبان في ذاته المقدسة.

2-التفكر في خلق السموات والارض من قبلهما (عليهم السلام) والتي كانت ابرز نتائج ذلك التفكير الاقرار بعظمة صنع الخالق سبحانه وتعالى .

3-الاقرار في الميعاد الالهي الموعود الذي ابرز لوازمة العقدية الاقرار بيوم القيامة والجنة والنار.

4-ألاستجابة الالهية لهما لجميع فعالياتهم  العبادية والعقدية بقرينة (أعمالهم) التي توحي الى الاطلاق .

5- يبدو ان هذا النص القراني يمثل النص الاول في تاريخ السيرة الفاطمية الذي يؤرخ لعدد من الجوانب في المنظومة الفكرية الفاطمية، والتي بدورها ترسم حجم ومقام السيدة فاطمة (عليها السلام في هذه المرحلة.

 وقد وصل (صلى الله عليه وآله وسلم)  الى يثرب في الثاني عشر من ربيع الاول . وأقام في بني عمرو بن عوف حتى وصول امير المؤمنين (عليه السلام) ، الذي استخلفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لإرجاع الودائع لأهالي مكة ، وجلب الفواطم والتي كانت السيدة فاطمة (عليها السلام) ابرز الفواطم المهاجرة فوصلت (عليها السلام) الى يثرب ودخلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان منتظر وصولها مع زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فنزلت مع أبيها في دار ابي ايوب الانصاري([11]).

  أن الانتظار النبوي الشريف للسيدة فاطمة وامير المؤمنين (عليهما السلام) يحمل عدد كبير من الرسائل التأسيسية للأمة الاسلامية التي بدورها رسمت بصورة واضحة لمكانتهما في مفهوم النبوة  وانهما اذرع المشروع الالهي الذي بدأ منذ دخوله (صلى الله عليه واله وسلم) الى داخل المدينة وقد ترجمت هذه الابعاد التاسيسة في مواقف عديدة في المسيرة النبوية المقدسة.

     ان هذه المحطات الفاطمية ، ما هي الا دروس وعبر للرجال والنساء ، تدعونا للصبر والتضحية والايثار والدفاع عن الاسلام المحمدي الاصيل .

                               المحور الثاني

 الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام ) في المرحلة المدنية .

 

      نلاحظ ان الحياة الاجتماعية العامية للسيدة فاطمة (عليها السلام) في هذه المرحلة تعد أثرى من المرحلة المكية ، وهذا نجده واضحاً من خلال وقوفنا على عدد من الادوار التي غالباً ما غيب المؤرخين عنها تاريخ وقوعها ، لذلك سوف نشير الى هذه المرحلة بلحاظ المصدرية الفكرية عبر قسمين مهمين هما .

أولاً : النص القرآني .

        لقد ارخ النص القرآني في عدد من آياته الشريفة، بعض الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام ) في العهد المدني منها قوله تعالى : ((tbqèùqム͑õ‹¨Z9$$Î/ tbqèù$sƒs†ur $YBöqtƒ tb%x. ¼çn•ŽŸ° #ZŽÏÜtGó¡ãB* tbqßJÏèôÜãƒur tP$yè©Ü9$# 4’n?tã ¾ÏmÎm7ãm $YZŠÅ3ó¡ÏB $VJŠÏKtƒur #·ŽÅ™r&ur * $oÿ©VÎ) ö/ä3ãKÏèôÜçR Ïmô_uqÏ9 «!$# Ÿw ߉ƒÌçR óOä3ZÏB [ä!#t“y_ Ÿwur #·‘qä3ä© * $¯RÎ) ß$$sƒwU `ÏB $uZÎn/§‘ $·Böqtƒ $U™qç7tã #\ƒÌsÜôJs% * ãNßg9s%uqsù ª!$# §ŽŸ° y7Ï9ºsŒ ÏQöqu‹ø9$# öNßg9¤)s9ur ZouŽôØtR #Y‘rçŽß ur  )) ([12]).

    روي في اسباب نزولها عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قوله : (( مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) مرضاً شديداً فعادهما سيد ولد آدم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) …….فقال علي بن ابي طالب (عليه السلام) ان عافا الله ولدي مما بهما صمت لله ثلاثة ايام متواليات وقالت فاطمة مثل مقالة علي …. فلما عافا الله الغلامين مما بهما ….. (فصاموا ) فلما وضع بين ايديهم الطعام وأرادوا اكله فإذا سال قد قام بالثبات فقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين …فاعطوه طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا الا الماء …… (ففي اليوم الثاني جاء يتيم) فأعطوا طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا الا الماء واصبحوا صياماً …. ( وفي اليوم الثالث جاء اسير ) قال : فأعطوه طعامهم وباتوا على صيامهم لم يذوقوا الا الماء فلما علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وشاهد ماهم عليه من جوع وتغير في الوانهم قال : اللهم اشبع آل محمد فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال يا محمد !…أقرأ : (( ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا )) ([13]).

    وروي كذلك في قوله تعالى((ويؤثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصة)) ([14]). انها نزلت في السيدة فاطمة(عليها السلام) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فقد روي : (( ان رجلاً جاء الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكى اليه الجوع ، فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى بيوت ازواجه فقلن: ما عندنا الا الماء فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن ابي طالب (عليه السلام) : انا يا رسول الله فأتى فاطمة (عليها السلام) ، فاعلمها .فقالت ماعندنا الا قوت الصبية ، ولكنا نؤثر به ضيفنا فقال : (عليه السلام) ، نومي الصبية وأطفئ السراج ،فلما اصبح غداً على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .فنزل قوله تعالى (ويؤثرون …)) ([15]).

 عندما نقف مع هاتين الايتين الشريفتين  نستنتج عدد من الامور ابرزها الاتي.

  • المدح والثناء الالهي لاهل البيت (عليهم السلام) في هذه الايات الشريفة التي تثبت لهم الادوار الاجتماعية.

  • نجد في النص وثيقة تاريخية مهمة تثير الى طبيعة الحركة لبعض طبقات المجتمع في تلك الفترة .

  • نلاحظ وضوح سياسة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) في تلك الفترة مع الاسرى الذين يقعون في ايدي المسلمين جراء حروبهم مع قريش.

  • بلوغ التكامل الروحي والنفسي للسيدة فاطمة (عليها السلام) الى اعلى درجات الايمان والايثار الى المرحلة التي شهد الحق سبحانه وتعالى لها بذلك.

ثانياً:النص التاريخي .

    على الرغم ان النص التاريخي لم يقدم لنا الكثير من الاشارات التي تشير للأدوار الاجتماعية العامة ، للسيدة فاطمة (عليها السلام) ، الا ان ما وصل الينا نستطيع من خلاله رسم الملامح العامة لها ، وهذا ما نروم اثباته. وأول تلك الاشارات ما رواها ابن ابي الحديد بقوله: ((يغشاها نساء المدينة وجيران بيتها )) ([16]). ونجد في هذه الاشارة المهمة مدى حجم العلاقات الاجتماعية بين السيدة فاطمة (عليها السلام) ونساء المجتمع المدني سواء من القريبات من الناحية الجغرافية من مختلف طبقات سكان المدينة ، ويبدو ان هذه العلاقات كانت على مستوى كبير ، وهذا الامر يعكسه ماروي عن الامام الحسن المجتبى (عليها السلام) من انه شاهد والدته السيدة فاطمة (عليها السلام)، قال 🙁 رأيت أمي فاطمة ( عليها السلام ) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت لها : يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني ! الجار ثم الدار ) ([17]).

     ومن الشواهد التاريخية المهمة التي روتها المصادر ، ماروي عن علي بن الحسين (عليها السلام) انه قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : (( كنت عند فاطمة (عليها السلام) ، اذ دخل رسول عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي عنقها قلادة من ذهب كان أشتراها لها علي بن ابي طالب (عليه السلام) من فئ فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا فاطمة  لا يقول الناس: ان فاطمة بنت محمد تلبس لبس الجبابرة ، فقطعتها وباعتها ، واشترت بها رقبة ، فاعتقتها ، فسر بذلك رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) )) ([18]).

وعندما نقف مع هذا النص نسجل عدد من الملاحظات ابرزها الاتي .

1_ ان الراوي الاول للرواية هي أسماء بنت عميس ، والملاحظ ان المصادر ، قد اختلفت في تاريخ وفاتها  الى عدة  اقول، الاول : ان وفاتها كان في سنة ثمان وثلاثين للهجرة([19]) ، والثاني :  عبرت عنه الروايات انها ماتت بعد علي (عليه السلام) ([20]) ، والثالث:  قيل ماتت في سنة ستين للهجرة([21]) . وعلى فرض  صحة القول الاول ، فلا يمكن قبول ذلك لان التاريخ الاول يوافق تاريخ ولادة الامام علي بن  الحسين (عليهما السلام) ([22])  وعلى فرض صحة القول الثاني كذلك لايمكن التسليم  بالصحة لان الامام علي بن الحسين (عليهما السلام) ما زال صغيراً . فلا يستطيع ان يروي عنها .اما القول الثالث فنحن لانعتقد بحصته فلايكون له قيمة علمية حينئذ لانه تفرد من قبل الصفدي اذ لم نجد من يروي هذا القول غيرة .

2- وجود روايات اخرى روتها بعض المصادر تعارض هذه الرواية منها ماروى عن الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) دون الاشارة للأمام علي بن الحسين (عليهما السلام) او السيــــــــــدة اسماء بنت عميس([23]).

  فضلاً عن روايات اخرى رويت عن السيدة اسماء بنت عميس فقط دون الاشارة لراوي آخر([24]).

3- ان اخلاق الامام علي (عليه السلام) والسيدة فاطمة (عليها السلام) ، وتقواهما وشعورهما بالفقراء ، يجعلنا نستبعد قيامهما بذلك خصوصاً اذا علمنا ان سعر السوار يوازي سعر شراء عبد  يعتق في سبيل الله .

4_ ان النص يصور عدم رضا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على هذا الفعل ، وفي ذلك رسالة نقد للإمام (عليه السلام) والسيدة فاطمة (عليها السلام) بسبب شراء القلادة ، وهذا لايمكن قبوله لان الامام (عليه السلام) نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) والسيدة فاطمة (عليها السلام) هي روح النبي وبضعته ، فلا يمكن صدور هذا الامر او غيره منها .

5_ ان المجتمع الاسلامي والعربي في ذلك الوقت كان متعارفاً على لبس الذهب للنساء بل وللرجال كذلك ، ولا يعد ذلك عيباً او من يرتديه يعد من الجبابرة .

6_ ان موقف السيدة فاطمة (عليها السلام) من بيع القلادة ، وسرور رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) ، يثبت سلبية موقفها (عليها السلام) ، وانه كان خطأ وهذا لا يمكن قبوله ، لثبوت عصمتها (عليها السلام) .

7- لم تشير المصادر التاريخية الى امتلاك السيدة فاطمة (عليها السلام) يوماً اي قطعة من الذهب .

   وعلى ضوء ما تقدم من هذه الملاحظات نرجح عدم حجة هذا النص او الشك في صحته .

       ومن المواقف الاخرى التي تثبت دور السيدة فاطمة (عليها السلام) ما روى عن جابر بن عبد الله الانصاري انه قال : (( ان رسول الله ادى صلاة العصر معنا …واذا بشيخ عربي كان يجر اقدامه لشدة الجوع والفقر …..فسأله عن حاله فأجاب الشيخ : يا رسول الله انا جائع فأطعمني وعرياناً ، فاكسني ومسكيناً فيسر لى امري ، فأجاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انا لا املك الان شيئاً اساعدك به ولكني ادلك ، فالدال على الخير كفاعله ، اذهب الى بيت من يحبها الله والرسول ويحب الله ورسوله ، ثم امر بلال بان يدله على دار فاطمة وحين بلغ باب الدار ، نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا اهل بيت النبوة ….فأجابت فاطمة : وعليك السلام من انت؟ فرد الشيخ : اعرابي ذهبت الى ابيك سيد البشر وشكوت له حالي فدلني عليك فأرحميني يرحمك الله …..عندما سمعت فاطمة بهذا خلعت قلادة كانت في رقبتها اهدتها اياها بنت حمزة بنت عبد المطلب اعطتها للأعرابي ، وقالت خذها ، وبعها ارجوا ان يكرمك الله بخير منها . اخذ الاعرابي القلادة الى المسجد ، فوجد الرسول جالساً بين اصحابه …نهض عمار بن ياسر وقال : أتأذن لي يا رسول الله . ان اشتري هذه القلادة ؟اجاب الرسول : لا يعذب الله من يشتريها ، سال عمار الاعرابي : بكم تبيع هذه القلادة ، فأجاب : بما يشبعني خبزاً ولحماً وببرد يماني استر به نفسي ودينار انفقه للوصل الى اهلي . قال عمار بن ياسر . سأعطيك مئتي درهم وعشرين ديناراً ذهباً احمر ، وسأكسوك ببرد وسأوصلك على ناقتي الى اهلك وسأشبعك من خبز الحنطة واللحم . قال الاعرابي : ما اكثر سخاءك كان لا يزال لديه بعض من غنائم خيبر التي اعطاها اياه الرسول ، فاصطحب الاعرابي وأوفى بما وعده به ، … بعد ان اشترى عمار تلك القلادة من الاعرابي عطرها بالمسك ، ولفها ببرد يماني وكان له عبد اشتراه من غنائم خيبر اسمه سهم استدعاه وسلمه القلادة ، وطلب اليه ، ان يأخذها الى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له : لقد وهبتك له ايضاً والرسول وهبها بدوره الى فاطمة . جاء سهم الى فاطمة وسلمها القلادة ، فأخذتها واطلقته ، ضحك سهم ، فسألته عما يضحكه فقال : يا بنت رسول الله ، لقد اضحكتني بركة هذه القلادة ، فقد اشبعت جائعاً وكسيت عرياناً وأغنيت فقيراً وأركبت راجلاً، واعتقت عبداً وعادت في النهاية الى صاحبها)) ([25]).

  أن هذا النص يرسم لنا بوضوح حجم الدور الاجتماعي العام الذي تحتله السيدة فاطمة (عليها السلام )، في الاوساط المجتمعية وهو يسجل منقبة وكرامة كبيرة لها (عليها السلام)،وهي بدورها ترسل رسائل عديدة لجميع المسلمين ،للتعريف بها لتؤسس بل لتكرس لان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)،دون شك قد أشار في عدد من المواقف لمكانتها.

   وننتقل من المواقف المادية الى المواقف المعنوية للسيدة فاطمة (عليها السلام) من خلال الوقوف على عدد من الممارسات الاجتماعية العامة ، والتي تشترك جميعها في مسار المواساة ، لبعض الاسر المدنية التي تعرضت ، لنكبات الوقوف مع الدعوة الاسلامية اثر جهادهم المسلح ، وفي اوائل تلك الادوار ماروي من مبادرتها الى مصرع حمزة بن عبد المطلب ، بعد استشهاده في معركة احد مع صفية بنت عبد المطلب يبكيانه ، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، يبكي لبكائها ، ولم تفارق زيارة قبره فيما بعد ، اذ انها كانت تزوره مع باقي قبور الشهداء غداه كل سبت([26])

      ومن الشواهد الاخرى التي تحمل المواساة الاجتماعية المعنوية ماروي عن اسماء بنت عميس قالت : (( اصبحت في اليوم الذي اصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ……فقال يا اسماء اين بنو جعفر ؟  فجئت بهم الية فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكى ، فقلت : اي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شيء ، قال : نعم قتل اليوم …… فخرج رسول الله حتى دخل على ابنته فاطمة وهي تقول : واعماه …….ثم قال رسول الله : اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد شغلوا عن انفسهم اليوم )) ([27]).

        وفي السنة الثامنة من الهجرة ، توجه ابي سفيان للمدينة ، للحيلولة دون نقض صلح الحديبية ، الذي عقد في السنة السادسة للهجرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآل وسلم) ، وبعد وصوله اخذ البحث عمن يجيره ، فطلب من السيدة فاطمة (عليها السلام) ، ان تجيرة الا انها رفضت قائله : (( لا يجرأ احد على رسول الله )) ([28]). وهذا الموقف يعكس مكانتها الاجتماعية في داخل الاوساط المكية والمدنية .

روي في تفسير الإمام العسكري : رواية عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : (( حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت : إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك ، فأجابتها فاطمة (عليها السلام ) عن ذلك ، فثنت فأجابت ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا أشق عليك يا ابنة رسول الله ، قالت فاطمة : هاتي وسلي عما بدا لك ، أرأيت من اكترى يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه ؟ فقالت : لا . فقالت : اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل على ، سمعت أبي (صلى الله عليه وآله ) يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلة من نور ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : أيها الكافلون لأيتام آل محمد ( صلى الله عليه وآله )، الناكثون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلاالعلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتى أن فيهم يعني في الأيتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة وكذلك يخلع هؤلاء لأيتام على من تعلم منهم ، ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم ، وتضعفوها لهم فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من يليهم ممن خلع على من يليهم . وقالت فاطمة عليها السلام : يا أمة الله إن سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة وما فضل فإنه مشوب بالتنغيص والكدر )) ([29]).

       وفي آخر الشواهد الاجتماعية التي تثبت ادوارها الاجتماعية العامة ، ماروى عنها من امر خروجها مع لمه من حفدتها ونساء المدينة ، بعد منع ابي بكر حقوقها الاقتصادية([30].والتي شكلت بدورها نهضة تأسيسية بكل المقايس في ذلك العصر اذ كيف خرجت أمرأة تطالب بحقوق اقتصادية لاهداف عقدية مع تخلي جميع المسلمين عن موقف ثوري مناصر لأل بيت النبوة ، وعندما نقرأ تلك الخطبة المباركة نجدها تحمل ابعاداً اجتماعية وعقدية وفكرية وتاريخية وادبية وبلاغية ولغوية متنوعة ،حتى اصبحت مادة ثرية لكثير من الباحثين لينهلوا منها حسب اختصاصاتهم([31]).

  والمهم لدينا في هذه الجزئية من البحث الوقوف على الابعاد الحركية التي الاجتماعية التي تحملها الخطبة الفاطمية التي عُرفت عند كثير من الباحثين في بأسم (الخطبة الفدكية) ([32]).

  ونعتقد أن هذه الاطلاق اللفظي بما يحمل من معنى حقيقي يرسل بعض الاشارت التي تحمل  تحجيم للحركة الرسالية الفاطمية التي نهضت بها سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام )، التي كانت تحمل مشروعاً رسالياً من اجل الدفاع عن الشريعة المقدسة التي تعرضت الى الانحراف الحقيقي ، وذلك لانها تجعل الحركة الفاطمية في مسار شخصي ودنيوي، وهذا تحريفاً للاسباب الحقيقة التي خرجت من اجلها وصرحت بها (عليها السلام).

        ومن ابرز الشواهد التي تحمل مسارا حركياً اجتماعياً الاتي.

  • قالت السيدة فاطمة (عليها السلام ):(أَنْتُمْ عِبَادُ اللهِ نُصْبُ  أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، وَحَمَلَةِ دِيْنِهِ وَوَحْيِهِ ، وَأُمَنَاءُ اللهِ …. جَعَلَ اللّـهُ الإيمانَ ؛ تَطهيرَاً لَكُم مِنَ الشِّرك ، والصَّلاةَ ؛ تنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبرِ ، وَالزّكاة ؛ تَزكِيَةً للنَّفْسِ ، وَنَمَاءً في الرِّزْقِ ، والصِّيامَ ؛ تَثْبِيتَاً للإِخلاصِ ، والحَجَّ ؛ تَشْيِيدَاً للدِّين ، والعَدْلَ ؛ تَنْسِيقَاً للقُلُوبِ، وَطَاعَتَنَا ؛ نِظامَاً للمِلّةِ ، وإمامَتَنَا ؛ أَمَاناً مِنَ الفِرْقَةِ ، والجِهَادَ ؛ عِزّاً للإسلام ، والصَّبْرَ ؛ مَعُونَةً على استِيجَابِ الأجْرِ ، والأَمْرَ بِالمعرُوفِ ؛ مَصْلَحَةً للعَامَّةِ ، وَبِرَّ الوَالِدَينِ ؛ وِقَايَةً من السَّخَطِ ، وَصِلَةَ الأَرْحَامِ ؛ منسأةً في العُمر ومنماةً للعَدَدِ ، والقِصَاصَ ؛ حَقْنَاً للدِّمَاءِ ، والوّفَاءَ بِالنَّذْرِ ؛ تَعْرِيضَاً لِلمَغْفِرَة ، وَتَوْفِيَةَ المَكايِيلِ وَالمَوَازينِ ؛ تغييراً لِلْبَخْسِ ، والنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الخَمْرِ ؛ تَنْزيهاً عَنِ الرَّجسِ ، وَاجْتِنَابَ القَذْفِ ؛ حِجَابَاً عَنِ اللَّعْنَة ، وَتَرْكَ السَّرِقَةِ ؛ إِيْجَابَاً لِلعِفَّةِ ، وَحَرَّمَ اللّـهُ الشِّركَ إخلاصاً له بالرّبوبيّة…))([33])

  • قالت السيدة فاطمة (عليها السلام ) : (( وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ ) ، مُذْقَةَ الشّارِبِ  ، وَنُهْزَةَ الطَّامِعِ ، وَقِبْسَةَ العَجْلانِ ، وَمَوْطِئَ الأَقدامِ ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ ، وَتَقْتَاتُونَ القِدَّ أَذِلّةً خَاسِئِين، تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النّاس مِنْ حَوْلِكُمْ ، فَأَنْقَذَكُمُ اللّـهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى بِأَبِي مُحَمَّدٍ (ص)بَعْدَ اللَّتَيَّا والَّتي ، وَبَعْدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهُمِالرِّجَالِ وَذُؤبَانِ العَرَبِ ، وَمَرَدَةِ أَهْلِ الكِتَابِ ) كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ( ، أَوْ نَجَمَ قَرْنُ الشَّيطَانِ ، أَوْ فَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ المُشْرِكِينَ ، قَذَفَ أَخاهُ فِي لَهَوَاتِهَا ، فَلا يَنْكَفِئ حَتَّى يَطَأ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ ، وَيُخْمِدَ لَهَبَهَا بسيفه ، مَكْدُودَاً فِي ذَاتِ اللهِ ، مُجْتَهِدَاً فِي أَمْرِ اللهِ ، قَرِيْبَاً مِنْ رَسُولِ اللهِ ، سَيِّدَاً فِي أَوْلِيَاءِ اللهِ ، مُشَمِّرَاً نَاصِحَاً ، مُجِدَّاً كَادِحَاً ، لا تَأخُذُه فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم ، وَأَنْتُم فِي رَفَاهِيَةٍ مِنَ العَيْشِ ، وَادِعُونَ فَاكِهُونَ آمِنُونَ ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ ، وَتَتَوَكَّفُونَ الأخبَارَ ، وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ ، وَتَفِرُّونَ مِنَ القِتَالِ .)) ([34]).

  • قالت السيدة فاطمة (عليها السلام ) : ( فَلَمَّا اختَارَ اللّـهُ لِنَبِيِّهِ دَارَ أَنبِيَائِهِ ، وَمَأوَى أَصْفِيائِهِ ، ظَهَرَ فِيكُم حَسْكَةُ النِّفَاقِ ، وَسَمَلَ جِلبَابُ الدِّين ، وَنَطَقَ كَاظِمُ  الغَاوِينَ ))([35]).

  • قالت السيدة فاطمة (عليها السلام )  بعد التفاتها الى الناس  🙁 مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ المُسرِعَة إلى

 قِيلِ البَاطِلِ ،  المُغْضِيَةَ عَلَى الفِعْلِ  القَبِيحِ الخَاسِرِ ،  أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

 ؟ كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِكُم مَا أَسَأْتُم مِنْ أَعْمَالِكُم ، فَأَخَذَ بِسَمْعِكُم وَأَبصَارِكُم ، وَلَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُم ،

 وَسَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُم ، وَشَرَّ مَا مِنْهُ اغتَصَبْتُم ! لَتَجِدُنَّ وَاللهِ مَحْمَلَهُ ثَقِيْلاً ، وَغِبَّهُ وَبِيلاً ، إِذَا كُشِفَ

لَكُمُ الغِطَاء ، وَبَانَ مَا وَرَائَهُ  مِنَ البَأسَاءِ و الضَّرَّاءِ ، وبدا لكم من ربِّكم ما لم تكونوا تحتسبون ،

 و خَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) ([36]).

    نلاحظ في الاشارات المتقدمة عدد كبير من  المسارت العقدية والسياسية والاجتماعية و هذا

  ماسوف نقف  معه لارتباطه في موضوع البحث ومن ابرز تلك الاشارات التالي.

1-اكدت السيدة فاطمة (عليها السلام) في قولها):   وَطَاعَتَنَا ؛ نِظامَاً للمِلّةِ ، وإمامَتَنَا ؛ أَمَاناً مِنَ الفِرْقَةِ )

.على الابعاد الفلسفية الالهية في الجوانب العقدية والشرعية ذات الانعكاسات الاجتماعية التي ترمي في

 حال التطبيق العملي على تماسك النسيج الاجتماعي بين المسلمين والذي لايمكن أن يتحقق الا في طاعة

وامامة أهل البيت (عليهم السلام ).

2-أن هذه النصوص المتقدمة المروية للسيدة فاطمية (عليها السلام) تثبت بصورة جليلة الحجم الحقيقي

 للعلوم المتعددة التي تمتلكها ع  في جونب عقدية وتاريخية واجتماعية وسياسية .

3-جمعت السيدة فاطمة ع بين بعدين مهمين في خطابها الاجتماعي  مع المسلمين كان الاول قد ركـز

 على السمات العامة للمجتمع عرب قبل الاسلام والثاني أكدت على الخذلال والتنصل  من قبل

 المسلمين في تطبيق الامر الالهي بتنصيب اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام )، ولياً عليهم

 بعد وفاة رسوله.

4-وجهت السيدة فاطمة (عليها السلام ) خطابها الى عدد من فئات المجتمع المسلم فمنهم من اشارت

 لهم بصورة عامة بقولها (ظَهَرَ فِيكُم حَسْكَةُ النِّفَاقِ ) ومنهم من صرحت بأسلامهم(مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ

المُسرِعَة إلى قِيلِ البَاطِلِ   ).  ونجد هناك عاملاً مشتركاً بين هذين الفئتين يتمثل في البعد عن الشريعة

الالهية الحقة .

ومن الشواهد الاخرى التي تعكس لنا ايضا الادوار الاجتماعية العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام ) خطبتها

مع نساء المهاجرين والانصار والتي جاءت بعد تولي الحزب القرشي للقيادة السياسية للمسلمين بعد رحيل

الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، والتي اعلنت بصورة مباشرة للأبعاد الخطابية

الاجتماعية والعقدية ، ومن ابرز الاشارات المهنة التي ينبغي الوقوف عليها التالي:

    قالت السيدة فاطمة (عليها السلام ): ((أَصْبَحْتُ واللهِ عائِفةً لدُنياكُنَّ ، قَالِيَةً لِرِجَالِكُنّ… وَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي العَذَابِ هُم خَالِد… وَيْحَهُمْ أَنَّى زَعْزَعُوهَا عَنْ رَوَاسِي الرِّسالة ، وَقَوَاعِدِ النُّبوَّةِ والدَلالَة ، وَمَهْبِطِ الرُوح الأَمِين، والطِبينِ بأُمورِ الدُّنيا والدِّين… وَمَا الّذي نَقِمُوا مِنْ أَبِي الحَسَنِ (عليه السلام)، ؟! نَقِمُوا واللهِ مِنْهُ نكيرَ سَيْفِهِ ، [ وَقِلَّةَ مُبَالاتِهِ لحتفِهِ ] ، وَشِدَّةَ وَطْأَتِه، وَنَكَالَ وَقْعَتِهِ ُرَهُ فِي ذَاتِ اللهِ…. لَيْتَ شِعْرِي إلى أيِّ سِنادٍ استندُوا ؟! وإِلى أيِّ عِمادٍ اعتمَدُوا ؟! وبأيّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا ؟! وَعَلَى أيَّة ذُريّةٍ أَقْدَمُوا واحْتَنَكُوا… استبدَلوا وَاللهِ الذُّنابي بالقوادِم ، و العجزَ بالكاهلِ…أمَا لَعَمْرِي لقدلقِحَت فَنَظِرَةٌ  ريثُمّا تُنتِج ، ثُمّ احتلِبُوا مِلْءَ القَعْبِ  دَمَاً عَبِيْطَاً…وَأَبْشِروا بِسَيْفٍ صَارمٍ ، وَسَطوَةِ مُعتَدٍ غاشِم ، وَبِهَرجٍ شامِل ، واستِبْداد مِنِ الظالِمِينَ ، يَدَعْ فَيْئكُمْ زَهِيداً ، وَجَمْعَكُم حَصِيداً ، فَيَا حسرةً لَكُمْ ! وَأَنَّى بِكُم ، وَقَدْ عُمِيَتْ عَلَيكُمْ ، أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُم لَهَا كَارِهُون .) ([37]).

وعند الوقوف مع هذه الاشارت  نسجل عدد من الامورمن ابرزها الاتي:

  • أن النسوة التي وجهت خطابها باتجاههن لم يكن نساء من عامة المسلمين بل من كبار المسلمين الذين ساهموا في منع شريعة السماء من ان تأخذ التطبيق العملي لها بوصول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) كما صرحت في عدد من الاشارات التي وردت في الخطبة.

  • التكامل الروحي والنفسي لشخصية السيدة فاطمة (عليها السلام) التي تميزت في هذه الخطبة بعدد من الخصائص ابرزها صلابة العقيدة وقوة الشخصية التي اتسمت بالشجاعة والبلاغة وقوة البيان .

  • الصراحة والوضوح في الدفاع عن ولاية امير المؤمنين (عليه السلام) واتباع البعد الاستدلالي اثبات الولاية المغتصبة.

  • ثبوت الابعاد الاستشرافية للسيدة فاطمة(عليها السلام) ،في واقع الامة التي تخلت عن نصرة قضيتهم الالهية من حدوث الظلم والقتل وانتشار الفساد في الارض.

      ان ما تقدم من هذه الشواهد ، تثبت الادوار العامة للسيدة فاطمة (عليها السلام) ، وهو رد قاطع للرد على من تبنى بعدم وجود دور اجتماعي على المستوى العام للسيدة فاطمة (عليها السلام) في داخل المجتمع الاسلامي الا في رواية او روايتين([38]).

  الهوامش

([1])النصر لله ، صاحبة التسبيح المقدس ،231.

([2]) مأساة الزهراء،1/49

([3])الكليني :الكافي :1 / 457 .الخصيبي :الهداية الكبرى : 175 .المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر: 2 / 295

([4])الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، 2، 250 .ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق،339،66/الاربلي ،كشف الغمة،16،1

([5])البخاري ،صحيح البخاري، 65،1 ؛ مسلم ،صحيح مسلم،179،5 ؛ النسائي،سن،161،1 ؛ الذهبي،تاريخ الاسلام،161،1.

([6])للوقوف على تفاصيل الهجرة ، ينظر العقيلي ، شخصية الرسول ،285- 289 .

([7])سورة الانفال ،آية 30 .

([8])للوقوف على تفاصيل اكثر ينظر  الطوسي، الامالي 471 ؛ المجلسي ،بحار الانوار،66/19

([9])سورة آل عمران آية 191 .

([10])الامالي :  469 ـ 471 ؛ المناقب :1/160.

([11])ابن هشام ، السيرة النبوية / 426 .

([12])سورة الدهر ، آية 7- 11.

([13])ابن الفرات الكوفي ، تفسير ابن الفرات ، 2، 526 – 527 .

([14])سورة الحجر ، آية 9.

([15])الكراجكي ، كنز الفوائد ، 508 .

([16])ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 1، 77 ؛ الشيرازي ، كتاب الاربعين / 617 .

([17])المجلسي بحار الانوار،82،43.

([18])الصدوق ، عيون اخبار الرضا ، 2، 48؛ المجلسي ، بحار الانوار ، 43 – 72 .

([19])الصفدي ، الوافي بالوفيات ، 9، 33 ؛ ابن تغري بردي / النجوم الزاهرة ، 1، 117 .

([20])ابن حجر الهيثمي،تقريب التهذيب ، 629،2 ،لسان الميزان ،522،7/الصالحي،سبيل الهدى والرشاد،52،2

([21])الصفدي ،الوافي بالوفيات ،34،9

([22])الخصيبي ،الهداية الكبرى ،213/الطبرسي ،تاج المواليد ،36/ ابن الخشاب البغدادي ،تاريخ مواليد الائمة ،22

([23])الطبرسي ، مكارم الاخلاق ، 95 ؛ المجلسي ، بحار الانوار ، 43 ، 84 .

([24])الطبراني ، ذخائر العقبى ، 51 ؛ القندوزي ، ينابيع المودة  ،2، 239 .

([25])الطبري ، بشارة المصطفى ، 108- 109 .

([26])الصنعاني ، المصنف ، 3، 550 ؛ ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 15، 17 .

([27])ابن سعد ، الطبقات ، 8، 282 .

([28])الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 295 .

([29])العسكري، تفسير العسكري،323 ؛ المجلسي،بحار الانوار،2،3

([30])ابن راهوية ، مسند ، 5، 17.

([31])الدليمي ،اساليب الانشاء في كلام السيدة الزهراء ،232،1/الناصر،خطاب الزهراء ،340،1

([32])المسعودي ،الاسرار الفاطمية ،470/الهمداني، فاطمة الزهراء ،23

([33]) أبن طيفور ،بلاغات النساء ،21،20/الطبرسي ،الاحتجاج ،134،1/المجلسي ،بحار الانوار،107،6

([34])أبن طيفور ،بلاغات النساء ،18،17/الطبرسي ،الاحتجاج ،134،1

([35])الطبرسي ،الاحتجاج ،134،1/المجلسي ،بحار الانوار،273،29

([36])ابن شهر أشوب ،مناقب ،50،2 /الطبرسي ،الاحتجاج /144،1

([37]) ابن طيفور،بلاغات النساء ،22،21/وينظر بالالفاظ اخرى ابن ابي الحديد،شرح نهج البلاغة،233،16/المجلسي ،بحار الانوار،15،73

([38])العاملي ، مأساة الزهراء ، 1، 49.

                     قائمة المصادر والمراجع

أولاً :- القرآن الكريم :-

ثانياً :- المصادر الأولية :-

  • الأربلي ، ابو الحسن علي بن عيسى بن أبو الفتح ( ت 692هـ/1292م).

    1- كشف الغمة في معرفة الأئمة ، ط1 ، قم ، 1412هـ .

  • البخاري ، أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم ( ت 256هـ/ 869م).

2- صحيح البخاري ، د ط ، استانبول ، 1981 م .

– البيهقي ، احمد بن الحسين (ت458هـ/1065م).

3-السنن الكبرى ، د ط ، دمكا ، د ت .

– ابن تغري بردي ، يوسف ( ت874هـ/1469م).

   4- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، د ط ، القاهرة ، د ت .

– ابن حجر العسقلاني ، شهاب الدين احمد بن علي بن علي بن محمد ( ت852هـ/1448م).

5- تقريب التهذيب ، تح مصطفى عبدالقادر ، ط2 ، بيروت ، 1995م.

6-لسان الميزان،ط2،بيروت ،1971م.

– ابن أبي الحديد ، عبدالحميد عبدالله المعتزلي ( ت656هـ/1258م).

     7- شرح نهج البلاغة ، د ط ، دمكا ، د ت .

    -الحلبي،علي بن بهاء الدين الشافعي(1044ه/1635م)0

      8-السيرة الحلبية ط1،دمشق،2006م0

     – ابن الخشاب ، ابو محمد عبدالله بن النصر البغدادي ( ت567هـ/1171م).

        9- تاريخ مواليد الائمة ووفياتهم ، د ط ، دمكا ، د ت .

   – الخصيبي ، ابو عبدالله الحسين بن حمدان ( ت 334هـ/945م).

        10- الهداية الكبرى ، د ط ، دمكا ، 1999م .

    – الذهبي ، شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان ( ت748هـ/ 1347م ).

     11- تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، تح عمر عبدالسلام ، ط2 ،  

        بيروت،1998م . 

    -ابن راهويه : إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المروزي ت 238هـ

     12- المسند ، تح : د. عبد الغفور عبد الحق البلوشي ، ط1 ،المدينة المنورة ، 1991م

  –  ابن سعد ، محمد بن عمر ( ت230هـ/845 م ).

    13- الطبقات الكبرى ، د ط ، بيروت ، 1985م .

        -ابن شهر آشوب ، أبو عبدالله محمد بن علي ( ت588هـ/1192م ).

     14- مناقب آل أبو طالب ، ط1 ، بيروت ، 2007 م .

    –    الشيرازي ، محمد طاهر القمي ( ت 1098هـ/1686م ).

       19- الأربعين في امامة الائمة الطاهرين، تح السيد مهدي الرجائي، ط1 ،    دمكا ، 1418هـ.

     -الصالحي الشامي ، محمد بن يوسف ( ت 942هـ/ 1535 م ).

        20-سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ، تح عادل احمد (وآخرون) ، ط1 ، بيروت ، 1993م .

   –  الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ت 381هـ/991م).

     21- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ، ط1 ، بيروت ، 1984م .

      -الصفدي ، صلاح الدين خليل أيبيك ( ت764هـ/ 1362م ).

      22- الوافي بالوفيات ، تح احمد الأرناؤوط (وآخرون) ، د ط، بيروت ، 2000م.

    –   الصنعاني ، أبو بكر عبدالرزاق بن همام ( ت211هـ/826م ) .

      23- المصنف ، د ط ، دمكا ، د ت . 

    – الطبرسي ، أحمد بن علي بن أبو طالب (560هـ /1164م).

      24- الأحتجاج ، تحقيق إبراهيم الهادي (وآخرون) ، ط5، طهران ، 1424هـ.

     -الطبرسي ، ابو علي الفضل بن الحسن ( ت 548هـ/1135م ).

      25- اعلام الورى باعلام الهدى ، ط1 ، بيروت ، 2004م .

       26-  تاج المواليد في مواليد الأئمة ووفياتهم ، د ط ، دمكا ، د ت .

       27- مكارم الأخلاق ، ط1 ، قم ، 1400هـ

       -الطبري : أبو جعفر محمد بن جرير (ت 310هـ ،990م).

       28- تاريخ الرسل والملوك ، تح محمد ابو الفضل ابراهيم ، ط5، القاهرة ، د ت.

      – الطبري : عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم ت بعد 553هـ .

     29 – بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، تح : جواد القيومي ، ط2 ، مؤسسة    النشر الإسلامي ، قم ، 1422هـ .

  -الطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن ( ت460هـ/826م ) .

        30- الأمالي ، ط1 ، قم ، 1414ه.

     -ابن طيفور : أبو الفضل احمد بن أبي طاهر ( 204-280هـ ) .

     31-  بلاغات النساء ، ط2 ، مط : شريعت ، الناشر : المكتبة الحيدرية ، قم ، 1378 .

       -فرات الكوفي ، ابو القاسم ابراهيم ( ت 352هـ/963م ) .

        32- تفسير فرات الكوفي ، ط1 ، طهران ،1990م

       -القندوزي ، سليمان بن ابراهيم الحنفي ( ت 1294هـ ، 1877م ).

          33- ينابيع المودة ، د ط ، دمكا ، د ت .

          -الكراجكي ، أبو الفتح ( ت 449هـ/1057 م ) .

           34- كنز الفوائد ، ط2 ، قم ، 1369 هـ .

           الكليني ، ابو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق ( ت328 هـ / 939م).

            35- الكافي ، ط5 ، طهران ، 1405 هـ.

          المجلسي ، الشيخ محمد باقر ( ت1111هـ/1699م ).

          36-بحارالأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، ط2 ، بيروت ،983م

         -المحب الطبري ، احمد بن عبدالله ( ت694هـ/1294م ) .

  • – ذخائر العقبى ، د ط ، القاهرة ، 1356هـ.

-المسعودي ، ابو الحسن علي بن الحسين بن علي ( ت345هـ/956م ) .

          38- مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ط2 ، قم ، 1984م

         -مسلم النيسابوري ، ابو الحسن مسلم بن الحجاج ( ت 261هـ/874 م ).

            39-صحيح مسلم ، د ط ، بيروت ، د ت .

 –           النسائي ، ابو عبدالرحمن احمد بن شعيب ( ت303هـ/915م )

           40- السنن الكبرى ، تح عبدالغفار سليمان ، ط1 ، بيروت ، 1991م .

            -ابن هشام ، أبو محمد بن عبدالملك ( ت 218هـ/833م ) .

              41- السيرة النبوية ، تح مصطفى السقا (وآخرون) ، ط3 ، بيروت ، 2005م .

             -النسائي ، ابو عبدالرحمن احمد بن شعيب ( ت303هـ/915م )

           42- السنن الكبرى ، تح عبدالغفار سليمان ، ط1 ، بيروت ، 1991م.

            -اليعقوبي، احمد بن أبو يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح (ت292هـ/905م).

            43- تاريخ اليعقوبي ، ط1 ، قم ، 1425هـ.

ثالثاَ:المراجع الثانوية

-العاملي،جعفر مرتضى

44-مأسأة الزهراء (عليها السلام ) شبهات وردود،ط2،بيروت،1998م.

-المسعودي،محمد فاضل.

45-الاسرار الفاطمية ،ط4، بيروت،2003م.

-الهمداني ،أحمد.

46-فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى،دط،بيروت ،2002م.

-النصرالله ،جواد كاظم(واخرون).

47- صاحبة  التسبيح المقدس حوارية تاريخية في رد الشبهات عن سيرة السيدة فاطمة (عليها السلام)،ط1،بيروت،2012م.

 رابعاً:الرسائل الجامعية.

-الدليمي ،عامر سعيد.

48-أساليب الانشاء في كلام السيدة الزهراء (عليها السلام) ت11 هــ دراسة نحوية بلاغية(رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة بابل، كلية التربية ،2011م.

-العقيلي ،ثائر هادي رسن.

49-شخصية الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في القرأن الكريم دراسة تاريخية،(اطروحة دكتوراه غير منشورة)،جامعة البصرة ،كلية الاداب،2015م.

-الناصر،عبدالحسن علي حبيب.

50-خطاب الزهراء (عليها السلام) في ضوء المنهج التحليلي اللغوي،(رسالة ماجستير غير منشورة)،جامعة البصرة ،كلية الاداب،2013م.