مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
بحوث المسابقة الثانية(مكانة الزهراء(ع) في المدرك الاستراتيجي للمرجع اليعقوبي خطاب 2018)الباحث الاكاديمي محمد الجزائري
+ = -

مكانة الزهراء(عليها السلام)  في المدرك الاستراتيجي للمرجع اليعقوبي ،خطاب 2018 انموذجاً..              

الباحث الاكاديمي محمد الجزائري/

مركز دراسات البصرة والخليج العربي/جامعة البصرة

المقدمة

للزهراء مكانة مهمة ومتميزة في قلب وعقل كل مسلم وكل انسان قلبه عامر بالمبادئ السامية التي تعتمدها البشرية كمعيار للحياة الحرة الكريمة والتي يمكن من خلالها بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات التي يفرض الواقع المادي البعيد عن التوجهات الانسانية المشرعة بالكتب السماوية وبالاضافة الى وسوسة الشيطان المتمدة لحين قيام الساعة.

المرجع اليعقوبي (ادام الله ظله) وكعادته المثمرة والمميزة في احياء نهج وسلوك الزهراء عبر مناسبات عديدة ومميزة خلال الاعوام السابقة والعام الحالي استمر بالحث على السير في طريق الزهراء عليها السلام وبعلها وبنيها وقبل كل شي ابيها عليهم افضل الصلاة والسلام،سماحته ومن اجل التاسي والاخذ والتعريف بفضل الزهراء افرد لسيدة نساء العالمين يوماً مميزاً الا وهو ذكرى استشهاد الزهراء في الثالث من جمادي الاخر،واخذ سماحته على عاتقه نشر فكر الزهراء عليها السلام هذا الفكر المبارك ومدولاته ،الذي ليس له حد من زمان او مكان ،من خلال هذه المناسبة ،هذا من ناحية اما ناحية اخرى فقد جرت عادته سماحته ايضا ومن خلال المكانة المميزة للزهراء في فكر سماحته ومدركه الاستراتيجي في الاستعانه وعكس منهج وسلوك الزهراء عليها السلام في عالم اليوم بمعنى الاخذ والعمل بنصائح وخطى الزهراء عليها السلام  من اجل تحقيق مرضاة الله والعدالة الالهية في حياتنا اليومية وحل المشاكل والاخطار التي تحيط بالامة الاسلامية .

المحور الاول

الزهراء(عليها السلام) من الولادة الى الشهادة

1.الولادة

وُلدت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بعد بعثة والدها العظيم ( صلى الله عليه وآله ) بخمسة أعوام ، وبعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنين ، وقد بشّر جبريل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بولادتها وكان تاريخ ولادتها يوم الجمعة العشرين من شهر جمادى الآخرة في مدينة مكّة([1]) ،والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له من العمر خمسة واربعين عاماً، فأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين. لما حملت خديجة (عليها السلام) بفاطمة، كانت فاطمة (عليها السلام) تحدّثها من بطنها وتصبّرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل رسول الله يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة (عليها السلام) فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يُحدِّثني ويُؤنِسني .قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى، وانها النسلة الطاهرة الميمونة، وأن الله سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه.
فلم تزل خديجة (عليها السلام) على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم: أن تعالين لتلينّ مني ماتلي النساء من النساء. فأرسلن اليها: أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا، وتزوّجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له، فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئاً، فاغتمّت خديجة (عليها السلام) لذلك . فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهمن لمّا رأتهن. قالت احداهن: لا تحزني يا خديجة، فإنّا رسل ربّك إليك، ونحن أخواتك، أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه كلثم أخت موسى بن عمران، بعثنا الله اليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها، وأخرى عن يسارها، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهّرة. فلما سقطت الى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، فلم يبق في شرق الارض ولاغربها موضع إلا أشرق منه ذلك النور([2]). ودَخلنَ عشر من الحور العين، كل واحدة منهن معها طست وابريق من الجنة، وفي الابريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقـتين بيضائـين أشدّ بياضاً من اللبن، وأطيب ريحاً من المسك والعنبر، فلـفتها بواحدة وقـنّعتها بالثانية. ثم استنطقتها، فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادتين وقالت: أشهد أن لا إله الا الله، وأن أبي رسول الله سيدالانبياء، وأن بعلي سيد الاوصياء، وولدي سادة الاسباط.ثم قالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهّرة زكيّة ميمونة، بورك فيها وفي نسلها ([3]).

2.حياة الزهراء بعد الولادة

نشأت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في أحضان الوحي والنبوة ، في بيت مفعم بكلمات الله وآيات القرآن المجيد ,سألتْ احدى زوجات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم عن سبب حبّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة هذا الحبَّ العظيم , فلقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ينهض إذا دخلت عليه فاطمة وكان يقبِّل رأسها ويدها .

فأجاب سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) : ” لو علمتِ ما أعلم لأحببتيها كما أحبّ . فاطمةُ بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني ، ومن سرّها فقد سرّني ” .

وقد سمع المسلمون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ” يقول إنّما سُمِّيتْ فاطمةُ فاطمةَ لأن الله عزّ وجل فَطَمَ من أحبّها من النار ” .

كانت فاطمة الزهراء تشبه سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) في خَلْقه وأخلاقه .

تقول أم سلمة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فاطمة أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كانت ترعى أباها وعمرها ست سنين ، عندما توفيت أمها خديجة الكبرى ، فكانت تسعى لملء الفراغ الذي نشأ عن رحيل والدتها .

وفي تلك السنّ الصغيرة شاركت أباها محنته وهو يواجه أذى المشركين في مكّة .

كانت تضمّد جراحه ، وتغسل عن ما يُلقيه سفهاء قريش , وكانت تحدّثه بما يُسلّي خاطره ويدخل الفرحة في قلبه ؛ ولهذا سمّاها سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله ) أمَّ أبيها ، لفرط حنانها وعطفها على أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ([4]).

3.الهجرة

ولمّا أُصيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله بوفاة السيدة خديجة وعمّه أبي طالب عزم على الهجرة من مكّة، وأمر عليّاً أن يبيت على فراشه تلك الليلة، وسُمّيت تلك الليلة: (ليلة المبيت) وهي الليلة التي اجتمع فيها حوالي أربعين أو أربعة عشر رجلاً من المشركين، وطوَّقوا بيت الرسول، وهم يريدون الهجوم على النبي ليقتلوه في بيته، فخرج النبي إلى الغار، وبقيت السيدة فاطمة في البيت، وهي تتوقّع هجوم الأعداء على دارها في كل ساعة وتستمع إلى هتافات الكفر والإلحاد ضد الرسول، ويعلم الله مدى الخوف والقلق المسيطر عليها طيلة تلك الليلة، وهي تعلم خشونة طباع المشركين وقساوة قلوبهم([5]).

وإلى أن أصبح الصباح من تلك الليلة، وهجم القوم في الدار شاهرين سيوفهم كأنّهم ذئاب ضارية أو كلاب مستسبعة تطلب فريستها، وقصدوا نحو فراش النبي فلم يجدوه بل وجودوا عليّاًعليه ‌السلام راقداً في فراش النبي، ملتحفاً بردة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله فخابت ظنونهم، وخرجوا من الدار فاشلين، وكادوا أن يتفجَّروا حقداً وغيظاً وغضباً.ولمّا خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام بالفواطم من مكّة وهُنَّ: فاطمة الزهراء بنت رسول اللهصلى‌الله‌ عليه‌ وآله وفاطمة بنت أسد (أُمّ أمير المؤمنين) وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، فلحقهم العدو، واعترضهم في أثناء الطريق للحيلولة دون الهجرة، وكان الموقف حرجاً، واستولى الرعب والفزع على قلوب الفواطم من الأعداء، وكادت أن تقع هناك كارثة أو كوارث لولا حفظ الله وعنايته، ثم بسالة الإمام علي وبطولته المشهورة، وكفاهم الله شرّ الأعداء، ونجا علي والفواطم بقدرة الله تعالى([6]).

وصلت الفواطم إلى المدينة، وقد كان رسول الله صلى‌الله ‌عليه‌ وآله قد سبقهم إليها، وكان ينتظرهم، ولمّا وصلوا دخل النبي المدينة ونزل في دار أبي أيوب الأنصاري، والتحقت به ابنته فاطمة الزهراء، ونزلت على أُمّ أبي أيوب الأنصاري([7]).

كانت السيدة الزهراء تعيش تحت ظل والدها الرسول في المدينة بعد أن مرَّت بها عواصف شديدة وحوادث مؤلمة: من موت أُمّها خديجة، وهجرة أبيها الرسول من وطنه ومسقط رأْسه، وهجوم الأعداء على الدار، وهجرتها من مكّة إلى المدينة، ومطاردة الأعداء لها ([8]).

4.الزواج

قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (لولا علي لم يكن لفاطمة كفء)  ، زواج الامام علي من السيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام) والتي تصادف اليوم الاول من شهر ذي الحجة ، ،قال الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) لابنته فاطمة (عليها السلام) : (يا بنية ، من صلى عليك غفر الله له ، والحقه بي حيث كنت من الجنة) ، وقال(صلى الله عليه واله) ايضا : (فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها ويريبني ما يريبها) ، فاذا كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تحتل هذه الدرجة من المقام الرفيع عند الله ، فمن لا يحب شرف الاقتران بها ، واعلان رغبته في الزواج بها من اكابر قريش ، فانه قد تقدم لخطبتها من ابيها(صلى الله عليه واله) ابو بكر ، وعمر ، واخرون ، وكل يخطبها لنفسه ، الا ان الرسول (صلى الله عليه واله) يعتذر عن الاستجابة لطلبهم ، ويقول (صلى الله عليه واله) : (لم ينزل القضاء بعد) ، وقد روى السيد الامين في المجالس ما ملخصه : جاء علي (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو في منزل ام سلمة ، فسلّم عليه وجلس بين يديه ، فقال له النبي (صلى الله عليه واله) : (اتيت لحاجة)؟ فقال(عليه السلام) : (نعم ، اتيت خاطبا ابنتك فاطمة(عليها السلام) ، فهل انت مزوجني)؟ .. قالت ام سلمة : فرايت وجه النبي (صلى الله عليه واله) يتهلّل فرحا وسرورا ، ثم ابتسم في وجه علي (عليه السلام) ودخل على فاطمة (عليها السلام) ، وقال لها : (ان عليا قد ذكر عن امرك شيئا ، واني سالت ربي ان يزوجك خير خلقه فما ترين)؟ ، فسكتت (عليها السلام) ، فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يقول : (الله اكبر ، سكوتها اقرارها) ، فعندها امر رسول الله (صلى الله عليه واله) انس بن مالك ان يجمع الصحابة ، ليعلن عليهم نبأ تزويج فاطمة لعلي (عليهما السلام) ، فلما اجتمعوا قال (صلى الله عليه واله) لهم : (ان الله تعالى امرني ان ازوج فاطمة بنت خديجة ، من علي بن ابي طالب) ، ثم ابلغ النبي (صلى الله عليه واله) عليا بان الله امره ان يزوجه فاطمة على اربعمائة مثقال من الفضة ، وكان ذلك في اليوم الاول من شهر ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة([9]).

5.بيت الزهراء

كان بيتُ عليٍ وفاطمة (عليهما السلام) أروع نموذج في الصفاء والإخلاص والمودّة والرحمة، تعاونا فيه بوئامٍ وحنان على إدارة شؤون البيت وإنجاز أعماله. إنّ الزهراء خرّيجة مدرسة الوحي، وهي تعلم أنّ مكان المرأة من المواقع المهمّة في الإسلام، وإذا ما تخلّت عنه وسرحت في الميادين الأُخرى عجزت عن القيام بوظائف تربية الأبناء كما ينبغي. لقد كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تبذل قُصارى جهدها لإسعاد أُسرتها، ولم تستثقل أداء مهام البيت، رغم كلّ الصعوبات والمشاق، حتّى أنّ علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) رقّ لحالها وامتدح صنعها، وقال لرجلٍ من بني سعد: (ألا أُحدّثك عنّي وعن فاطمة، إنّها كانت عندي وكانت من أحبّ أهله (صلى الله عليه وآله) إليه، وإنّها إستقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتّى مَجُلت يداها، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتّى دكُنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضررٌ شديد. وروي أنّه دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) فوجده هو وفاطمة (عليهما السلام) يطحنان في الجاروش، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (أيّكما أعيى)؟ فقال الإمام علي (عليه السلام): (فاطمة يا رسول الله). فقال (صلى الله عليه وآله): (قومي يا بُنية)، فقامت وجلس النبي (صلى الله عليه وآله) موضعها مع الإمام علي (عليه السلام) فواساه في طحن الحبّ. وروي عن جابر الأنصاري أنّه رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: (يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة). فقالت (عليها السلام): (يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائهِ)، فأنزل الله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)[الضحى: 5] وقال الإمام الصادق (عليه السلام: (كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحتطِب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (عليها السلام) تطحن وتعجن وتخبز. ( وعن أسماء بنت عُميس عن فاطمة (عليها السلام): [أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) أتى يوماً فقال: أين إبناي؟ يعني حسناً وحسيناً، (فقلت: أصبحنا وليس عندنا في بيتنا شيء يذوقه ذائق. فقال الإمام علي (عليه السلام): اذهب بهما إلى فلان؟ فتوجّه إليهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما فضلٌ من تمرٍ، فقال (صلى الله عليه وآله): يا علي، ألا تقلب إبنيّ قبل أن يشتدّ الحرّ عليهما؟ فقال الإمام علي (عليه السلام): أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست يا رسول الله حتّى أجمع لفاطمة تمرات، فلمّا اجتمع له شيء من التمر جعله في حجره ثمّ عاد إلى البيت]. هذه هي الدنيا في عين فاطمة (عليها السلام) مواجهةٌ للمعاناة، وتألّمٌ من الجوع، وانهيارٌ من التعب، ولكن كلّ ذلك يبدو ممزوجاً بحلاوة الصبر وندى الإيثار، لأنّ وراءه نعيماً لا انتهاء له، حصة يوم يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب. إنّ إلقاء نظرة فاحصة على حياة الزهراء (عليها السلام) توضّح لنا أنّ حياتها الشاقّة لم تتغيّر حتّى بعد أن أصبحت موفورة المال، في سعة من العيش ـ خصوصاً بعد فتح بني النضير وخيبر وتمليكها فدكاً وغيرها ـ عمّا كانت عليه قبل ذلك رغم غلّتها الوافرة، إذ روي أنّ فدكاً كان دخلها أربعة وعشرين ألف دينار، وفي رواية سبعين ألف دينار سنوياً. فالزهراء (عليها السلام) لم تعمّر الدور، ولم تبن القصور، ولم تلبس الحرير والديباج، ولم تَقْتَنِ النفائس، بل كانت تنفق كلّ ذلك على الفقراء والمساكين، وفي سبيل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام([10]).

6.ولادة الاقمار النبوية

في العام الثالث من الهجرة أنجبت فاطمة ( عليها السلام ) أول أولادها فسمّاه سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ” الحسن ” ، وبمولده غمرت الفرحة قلب رسول الله ، وهو يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم في أذنه اليسرى ويغمره بآيات القرآن .

 

وبعد عام وُلد الحسين ( عليه السلام ) , أراد الله أن تكون ذرّية رسوله محمد ( صلى الله عليه وآله ) من فاطمة ( عليها السلام ) .

واحتضن الرسولُ سبطيه يحوطهما برعايته ، وكان يقول عنهما : ” هما ريحانتاي من الدنيا ” .

كان يحملهما معه إذا خرج أو يُجلسهما في أحضانه الدافئة .

دخل رسول الله ذات يوم منزل فاطمة وكان الحسن يبكي جوعاً وفاطمة نائمة ، فأخذ إناءً وملأه حليباً وسقاه بنفسه ‘,ومرّ ذات يوم آخر أمام بيت فاطمة فسمع بكاء الحسين ، فقال متأثراً : ” ألا تدرون أن بكاءه يؤذيني ” , ومرّ عام جاءت بعده ” زينب ” إلى الدنيا ،,وهكذا أراد الله أن تكون ذرية الرسول في ابنته الوحيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . . ذرّية بعضها من بعض والله سميع عليم ([11]).

7.الوفاة

إن التاريخ شهد أحداثاً عدة حصلت للزهراء (ع) في الفترة الأخيرة المنتهية إلى وفاتها. كان قد دخلها حزن شديد إثر وفاة أبيها،ونقلوا بأنهم لم يروها تضحك بعد ذلك،ومن أهم الوقائع هي حادثة السقيفة، والإستيلاء على الخلافة، وتبعه غصب فدك والخطبة الفدكية التي ألقتها أمام الصحابة.

وتعرضت الى الاذى والاصابة على إثر ممانعتها من استجلاب علي (عليه السلام)لإرغامه على البيعة، وتسبب ذلك في إجهاضها.ثم عندما لازمت الفراش أوصت لعلي (ع) أن لا يشهد أحد جنازتها ممن ظلمها وأن لا يترك أن يصلي عليها أحد منهم وطبقاً لوصيتها، دفنها علي ليلاً ولم يعلم احدً بذلك بذلك،وقبضت يوم الثالث من جمادي الآخرة، سنة إحدى عشرة من الهجرة. وإن تعددت الأقوال في تحديد مدة حياتها بعد رسول الله([12]).

 المحور الثاني

الاستراتيجية والمدرك الاستراتيجي

1ـ الاستراتيجية

فالاستراتيجية (Strategy) مصطلح يوياني ويعني فنون الحرب وادارة المعارك.([13]),وقد كثر استخدام كلمة استراتيجية في المعاهدات العسكرية وابتداءً من القرن التاسع عشر,وقد تطور مضمونها وزادت اهميتها بعد ان كانت حتى نهاية القرن الثامن عشرعن عبارة مجموع وسائل الخداع والتضليل التي يعتمدها القائد العسكري في مواجهة خصمه,فقد توسع في استخدام مصطلح الاستراتيجية في القرن العشرين وتعدى نطاق العمليات العسكرية في الحرب,ليصبح التعريف فيما بعد بانها (علم وفن وضع الخطط العامة المدروسة بعناية والمصممه بشكل متلاحق ومتفاعل ومنسق لاستخدام الموارد لتحقيق الاهداف الكبرى) ([14])

وقد الحقت كلمة الاستراتيجية بالعربية كما هي بدون يتم تعريبها لسعت معانيها ومقاصدها وغموضها في بعض الاحيان كما كانت هناك محاولات عديدة لتعريفها حتى اطلق من حاول تعريفها برحلة صيد الاستراتيجية .([15]) كما جاء تعريف الاستراتيجية  في الموسوعة السياسية للكيالي بانها:علم وفن وضع الخطط العامة المدروسه بعناية والمصممة بشكل متلاحق ومتفاعل ومنسق لاستخدام الموارد المختلفة (مختلف اشكال الثروة والقوة) لتحقيق الاهداف الكبرى.([16])

وقد مرمفهوم الاستراتيجية بتطورات واكبت دور الدولة,وتطور فكر القائمين عليها والباحثين الاكاديميين , اضحى مفهوم الاستراتيجية يعني بجانب كبير منه ذلك التدبير العلمي الشامل المستند الى قدرات الدولة,والذي يسعى لتحقيق اهداف محددة وباقل الكلف.ولانها كذلك ,فقد تخضع الاستراتيجية لتقييم حسب معدلات الانجاز المتحققه وبكلفها الفعلية ([17]),أي انها كل التصورات والخطط والوسائل والافكار المتناسقة والمتكاملة التي من شانها تحديد وتحقيق المصالح الوطنية وتحقيق ميزات وقدرات تنافسية من منظور عالمي للدولة وموسساتها بصورة تمكنها من تحقيق غاياتها عبر احسن استغلال للفرص والموارد,وتستجيب عبرها للمخاطر والتهديدات ونقاط الضعف في البيئة المحلية والدولية,ويتم عبرها تحديد الرؤية والرسالة والغايات والأهداف الاستراتيجية للدولة.([18])

لذلك تعرف الاستراتيجيةبانها(علم وفن استخدام الوسائل والقدرات المتاحة في أطار عملية متكاملة يتم اعدادها والتخطيط لها بهدف خلق هامش من حرية العمل تعين صناع القرار على تحقيق أهداف سياساتهم العليا في أوقات السلم والحرب)([19]).

2ـ الثقافة الاستراتيجية للدولة

الثقافة الاستراتيجية لدولة ما,تعد منطلقا حيويا لفهم الاعمال والقرارات الممكنة لتك الدولة,لأن الثقافة الاستراتيجية هي (الاطار المنطقي الذي تناقش الدولة ضمنه الافكار الاستراتيجية,وتكمل صوغ قراراتها الدفاعية) ([20]).ان الثقافة الاستراتيجية بعبارة عامة لبلد ما هي (منظومة عقائده المشتركة,وفرضياته,وانماط سلوكه,المستمدة من تجارب مشتركة وروايات مقبولة,تسهم في صوغ هوية جماعية وعلاقات بالجماعات الاخرى,وتحدد الغايات والوسائل المناسبة لانجاز الاغراض الامنية) ([21]).

  1. الاستراتيجية العليا

درج استعمال تعبير (الاستراتيجية العليا) حديثا بوصفه مجمل الخطط الخاصة بالدولة,او بائتلاف عدد من الدول.وقد راج استعمال مفهوم (الاستراتيجية العليا) او (الاستراتيجية القومية) او (الاستراتيجية الشاملة),منذ منتصف القرن العشرين في معرض الاستعمال المنسق للمصادر كافة لأمة من الأمم,من اجل تحقيق أهدافها القومية([22]).

ويتلخص دور الاستراتيجية العليا في تحديد المهمة الخاصة بمختلف الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية,وتأمين توافقها,وتعد هذه الاستراتيجية من عمل رؤساء الحكومات المتعاونين مع روساء أركان الدفاع الوطني والمستشارين او مجلس الدفاع الاعلى ([23]).

لذلك فالاستراتيجية العليا هي استراتيجية شاملة,تلخص الرؤية الوطنية لتطوير وتطبيق وتنسيق جميع أدوات القوة الوطنية بقصد تحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى,وتشمل:حماية الامن القومي,وتعزيز الازدهار الوطني,ونشر قيم الوطنية.وقد تكون الاستراتيجية العليا معلنة,وقد تظل مستترة ضمن الدوائر المعنية([24]).

وتعرف ايضا انها بانها ضمانة الوجود القومي وحماية المصالح الحيوية….وتتحدد وفقا لعوامل مختلفة,مثل أهدافها وغايتها ,وأهداف وغايات شعوب أخرى من جهة,وقوتها النسبية من جهة أخرى([25]).

لذلك فان الاهداف السياسية هي التي تفرض الاهداف العسكرية.وتحمل السلطة السياسية مسؤولية ادارة الحرب ,في حين تتحمل السلطة العسكرية مسؤولية بناء القوة العسكرية ,وتاهيلها,وتشغيلها في الحرب,وكذلك ادارة العمليات الحربية.وتدل التجربة التاريخية على ان التطبيق الناجح لستراتيجية ما,يستدعي اخضاع كل الوسائل المختلفة للآهداف السياسية,على ان تكون الوسائل العسكرية والاقتصادية المستخدمة كافية لتحقيق أهداف الآمة السياسية ومنسجمة معها.وهناك امثلة كثيرة في تاريخ الحروب تدل على الفشل في تحقيق التوازن بين الوسائل والاهداف,ومن ابرز هذه الامثله خسارة المانية النازية الحرب العالمية للاسباب سابقة الذكر ([26]).

4.مفهوم المدرك

المدرك هو موضوع الادراك وهو مقابل التصور ونسبته إلى قوه الادراك الحسي كنسبة التصور إلى قوه الادراك الذهني ولا يشترط في وجوده أن يكون مستنداً إلى حقيقة واقعية([27]).

ويرى الدكتور عبد الوهاب المسيري أن المدرك هو عملية الادراك فبين المنبه ألمادي والاستجابة  الحسيه والعقلية يوجد عقل مبدع ينظم وهو يتلقى, وعملة رصد الانسان من جانب أخر للظواهر وهي عمليه بالغة ألتركيب فالحقائق الأنسانيه لا يمكن فهمها الا من خلال دراسة الفاعل لعالمه الداخلي والمعنى  ألذي يسقط عليه، في حين ترى المدرسة المثالية الفلسفية ويمثلها باركلي بعدم وجود شى ما لم  يكن ذلك ألشئ مدركاً ويقول الشى المدرك هو النفس و الأشياء المدركه هي التصورات والمعانى  القائمة في مجال الحس والادراك  كما عرف المدرك با نه المعلوم والادراك هو الحقيقة المتمثلة عند المدرك ويفسر ذلك بان الادراك هو حالة مستنده إلى الخارج أو صوره منتزعه من الخارج تتحول إلى المدرك مستفيداً منها ويقوم المدرك بشرح الصورة

ألماوردي في تعريفه للعقل يقول انه المدرك للأشياء على ما هي عليه من حقائق المعنى أي أن العقل هو صاحب عملية الادرك وعلى الرغم من أن المدرك هو موضوع الادراك إلا أن الادراك نفسه يخضع لنقاشات فلسفيه كبرى في صياغة مفهومه من اجل الكشف عن حقيقته لان الادراك ملتقى الكثير من البحوث والدراسات ولكل دراسه مفهومها الخاص الذي يعالج مفهوم الادراك ويبرز الصراع في أن الادراك هل هو ظاهره مادية أو مجرده عن ألماده أي صراع بين المادية المتيافيزيقيه، أما عملية الإدراك فان ألذات المدركة إذا عرفت شيئاً وانطبع فيها ذلك الشئ أصبحت ملتصق به في الوقت الذي لابد أن تتصف تلك الذات بالوعي لكي تستطيع أن تعرف ، فالانسان وبسبب التكوين الطبيعي يميل إلى التركيز على البيئه الخارجية ويهتم على وجه الخصوص بالأحداث الجديدة أو غير المتوقعه او المختلفة وهذا الاسلوب الادراكي له قيمة هامه في الحفاظ على البقاء حيث يساعد على الاستجابة للخطر المفاجئ وتحديد موضوع الأشياء ومعالجتها في المكان([28]). أما اللغة التي يستخدمها المدرك للا فصاح عن ادراكه للوأقع لغة دقيقه في وصف الظواهر, لان ترجمة الواقع إلى أفكار عمليه بالغة التعقيد وان كل مدرك حسي يعتبر صيغه مهما كان نوعه حيث انه يؤلف وحده تبرز منفردة في مجال الادراك ومتميزة عما يحيط بها والصيغه هي أشياء أو عناصر معينه تبرز في مجالنا الأدراكي وتجذب أنتباهناعلى ادراكها دون سواها من الأشياء . أذن يمكن القول أن المدرك هو الحالة ألتي تحصل بعد الادراك أو انه المحصلة النهائية لعمليه الادراك فمثلاً عندما تنظر إلى كتاب أمامك وتراه فالكتاب أصبح في هذه ألحاله مدرك حسي فأن أغمضت عينيك استطعت أن تراه أيضاً, ومع ذلك فان هذه العملية تمر اولاً بالاحساس  فالاحساس أول حاله  بالمدرك هو أول خطوه لمعرفة العالم الخارجي الا أن ألأمر يمتد ليتناول احساسات الانسان ليفسرها ويؤولها ويضيف اليها من خبرته وتجاربه مما يجعلها معاني و رموز في ادراكنا فبا لإحساس وحده لاندرك شيئاً وكذلك بدونه لا ندرك لان الإدراك هو تفسير و تأويل الإحساس . إذن هذا ما يؤكد إن الصورة في المدرك والصراع الذي جرى بين المدارس الفلسفية حول كون المدرك حاله ماديه او ميتافيزيقيه يؤكد انتصار الذهب المتيافيزيقي([29]). واضافه إلى ألاحساس هناك التصور كعامل في تكوين المدرك وأفضل من تكلم عن التصور هم الفلاسفه  المسلمون  وهم  يقولون  أن التصورات قسمين أوليه وثانوية وألاولية هي ألاساس للذهن البشري فمثلاً نتصور اللون لاننا ادركناه بالبصر وعلى ضوء هذه التصورات تنشا التصورات الثانوية بعد ذلك يبدا الذهن البشري بدور الابتكار فيولد الذهن مفاهيم جديدة من تلك المعاني الاولية ومع هذا فان عوامل أخرى مثل الدوافع والخبرات تؤثر في تكوين المدرك الا أن عناصر تحفيزها متباينة  فاذا تساوت جميع المخلوقات في مدى استجابتها لنفس المثيرات فأ ننأ سوف نتنافس على نفس موارد الغذاء والماوى الا أن اختلاف احساساتنا ومداركنا يسمح لنا باقتسام البيئه و العالم الخارجي الذي يحيط بنا عالم يتألف من أشياء ومواد ووقائع منظمه وفق انين خاصة هي قوانين التنظيم الحسي التي تنظم المنبهات الحسيه في وحدات وصيغ مستقله تبرز في مجال ادركنا ثم تاتي الخبره اليوميه والتعلم فتفرغ على هذه الصيغ معاني ودلالات. أذن فالمدرك لايعمل وحده , انما هناك عوامل داخليه وخارجية تؤثر فيه ومن ثم تعطينا صور مدركه عن ما هيه الشى المراد ادراكه وعلى ضوء المدرك ياتي السلوك([30]).

المحور الثالث

الزهراء عليها السلام في خطاب المرجع اليعقوبي لعام 2018

بسمه تعالى

(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد:4)

المعية الإلهية … الثمرات والمراتب 

تنبّه الآية الكريمة إلى حقيقة قرآنية عظيمة تزيد الانسان كمالاً ومعرفة بربّه كلما ازداد ايماناً بها واستحضرها في وجدانه فعلاً.

تلك الحقيقة هي ان الله تعالى معكم في جميع مراحل تكوّنكم في الدنيا والآخرة وفي كل مكان تكونون فيه ومهما اعتقدتم انكم في خلوة وانفراد فانه معكم، وهو تعالى معكم في كل زمان وفي كل حالة من حالاتكم ومطلّع عليكم ومحيط بكم (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (سبأ:3) فالمعيّة الإلهية متحققة من جميع الجهات، وان لفظ (اين ما) الوارد في الآية لا يحدّدها بالمعية المكانية، ولعل ذكرها باعتبار ان المعية المكانية هي الاوضح في الاذهان للتعبير عن الاقتران وكذا الغيبة المكانية أوضح في التعبير عن الافتراق.

ولذا جاءت الفقرة التالية لها (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) كالنتيجة لهذه الحقيقة لان لازم حضوره معكم وعدم احتجابكم عنه وإحاطة علمه بكم أن يكون بصيراً بأعمالكم عالماً بنيّاتكم وأغراضكم أي يعلم ظاهر الاعمال وباطنها.

وقد تكرر هذا المعنى في آيات كريمة أخرى كقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7) وقال تعالى (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) (النساء:108).

وقد استلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الحقيقة وقدّم توجيهاً تربوياً في وصيته لأبي ذر (رضوان الله تعالى عليه) بقوله (أعبد الله كأنك تراه فان كنت لا تراه فأنه يراك) والعبادة تسري في كل شؤون الحياة.

إن الايمان بهذه الحقيقة له عدة آثار في حياة الانسان:

1- سيشعر انه ليس وحيداً في مواجهة الصعوبات والمحن والبلاءات وانما يكون معه رب رؤوف رحيم يشفق عليه ويرعاه ويدفع عنه ويحميه ويستجيب لدعائه وطلباته و اذا تأخرت الإجابة فلمصلحته لانَّ ربه يختار له الخير ويكافئه على الاحسان ويعفو عن الإساءة وينصره عند الضعف والانقطاع (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (الشعراء:78-82) فهي معيّة الايجاد والهداية ومعيّة الاطعام والسقي ومعيّة الشفاء من المرض ومعيّة البعث والنشور. وبذلك يتحول عجز الانسان وضعفه إلى قوة واقتدار ويتبدل خوفه وقلقه بفضل الله تعالى إلى أمن وطمأنينة قال تعالى (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:35) وقال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) (التوبة:40).

روى الشيخ الصدوق عن إمامنا الْعَسْكَرِيِّ (عليه السَّلام) (أَنَّهُ سُئِلَ إمامنا الصَّادِقُ عَنِ اللَّهِ؟ فَقَالَ لِلسَّائِلِ:” يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَلْ رَكِبْتَ سَفِينَةً قَطُّ “؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: ” فَهَلْ كُسِرَ بِكَ حَيْثُ لَا سَفِينَةَ تُنْجِيكَ، وَلَا سِبَاحَةَ تُغْنِيكَ “؟ -أي حالة انقطاع أسباب النجاة-  قَالَ: بَلَى. قَالَ: ” فَهَلْ تَعَلَّقَ قَلْبُكَ هُنَاكَ أَنَّ شَيْئاً مِنَ الْأَشْيَاءِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ وَرْطَتِكَ “؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ الصَّادِقُ: ” فَذَلِكَ الشَّيْ‏ءُ هُوَ اللَّهُ الْقَادِرُ عَلَى الْإِنْجَاءِ حِينَ لَا مُنْجِيَ، وَعَلَى الْإِغَاثَةِ حِينَ لَا مُغِيثَ “) لاحظوا عظمة النعمة بحضور الله تعالى معنا، وأي وحشة وعجز وضعف يحسّ به المنكر للخالق.

وتزداد معية التوفيق والتأييد كلما ازداد العبد قرباً من ربّه (وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي) (المائدة:12) أي ان بعض مراتب المعيّة العالية مشروطة بالإيمان والعمل الصالح.

وفي الحديث الشريف (انا عند المنكسرة قلوبهم) أي ان الالطاف الإلهية الخاصة تحضر عند انكسار القلب لاي سبب كان سواء من خشية الله تعالى او عند التعرض لمظلومية وعدوان وغير ذلك .

2- وسيشعر أيضاً أنه ليس مطلق السراح في اتباع شهواته ونزواته واهوائه ويفعل ما يشاء من جرائم ومنكرات وظلم للآخرين وإنما هو تحت الرقابة الإلهية التي لا تحيط فقط بظاهر الاعمال بل تنفذ إلى باطن العمل فتعلم النية والغرض، فقد يكون العمل حسناً بحسب الظاهر الا انه في حقيقته سيئ لان نية صاحبه سيئة كما لو قام به رياء او طلباً للسمعة والجاه ونحو ذلك ولم يكن يبتغي به وجه الله تعالى لان الناقد بصير وهيهات لن يخدع الله عن جنته كما ورد في كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام).

وهذا الشعور يدفع العباد إلى القيام بالمزيد من الاعمال الصالحة وتخليص النيات من الشوائب وتجنب الاعمال السيئة والظلم والعدوان، فهذه الرقابة الإلهية لمصلحة الإنسان وهي توجّه بوصلة حياته نحو الخير وتضبط استقامته وليست شيئاً قسرياً مفروضاً عليه.

وهي رقابة داخلية تستقر في ضمير الانسان وتكون حاضرة اذا غابت عنه رقابة الأجهزة والقوانين الحكومية أو الأعراف الاجتماعية.

ولأهمية هذه الحقيقة فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (من أفضل ايمان المرء أن يعلم أن الله تعالى معه حيث كان).

أيها الاحبّة:

لقد أرادت السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أن ترسّخ هذه الحقيقة في قلوب وعقول الأمة لما رأت غفلة الكثيرين عنها وأن سلوكهم كان لا ينمّ عن إيمان حقيقي بها وإن اعتقدوا بها ظاهراً فخاطبت جمعهم بقولها (أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه) وقالت (عليها السلام) (فاتقوا الله حق تقاته ولا تموُّتن الا وانتم مسلمون، واطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه).

وتحذّر (سلام الله عليها) من عدم الالتفات إلى هذه الحقيقة والعمل بها فقالت (لتجدنّ والله محمله ثقيلاً، وغّبه ــ أي عاقبته ــ وبيلا اذا كشف لكم الغطاء، وبان ما وراءه الضراء، وبدا لكم من ربّكم مالم تكونوا تحتسبون وخسر هناك المبطلون).

من هذا نعرف الخسارة العظمى التي تحل بالإنسان حينما يغفل عن هذه الحقيقة او ينفيها او يتسافل اكثر فينكر وجود الخالق ونعرف حجم الخسارة التي تحل بالأمة حينما يروّج البعض فيها إنكار هذه الحقيقة ويدعو إلى الالحاد ونبذ الدين ونحو ذلك، لا لشيء الا لكي يطلقوا العنان لشهواتهم واتباع اهوائهم ولكي لا يؤنّبهم ضميرهم وليغطّوا على الشعور بالذنب والخطيئة (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل:56) فيخدعون أنفسهم بإنكار هذه الحقيقة العظمى أعني وجود الخالق فيكون حالهم كالوصف المنقول عن النعامة أنها اذا أحدق بها الخطر دفنت رأسها في التراب لكي لا تراه وتخدع نفسها بالتخلص منه.

هذا هو الدافع الحقيقي لمن يقف وراء دعوات الالحاد ونبذ الدين اما التابعون لهم فهم مخدوعون ببعض الشعارات والادعاءات، وإلا فإن دعاوى إنكار الخالق أو الشرك به أوهام باطلة من صنع خيالات فاسدة ولا يساعد عليها عقل ولا منطق عقلائي بل أن العقل السليم يسخر من هذه الأفكار لان أبسط جهاز أو آلة حولنا لا يمكن أن نصدّق انه وُجد بلا صانع عاقل فكيف بالكون المترامي الذي يتحرك بنسق متناهي الدقة ووفق قوانين محكمة أتاحت المجال لعلماء الفلك أن يحسبوها ويستفيدوا منها في الرحلات الفضائية.

فأحذروا أيها الأحبة من كل سبب يؤدي الى الغفلة عن الله تعالى، وحذّروا الناس من كل الدعوات التي تريد تغييب الله تعالى عن الحياة وعزله والتحلل من هذا الالتزام معه سبحانه وتعالى، واعملوا على ترسيخ حقيقة أن الله معنا لدى عموم الناس، وادعوا بالحكمة والموعظة الحسنة المتأثرين بما ينشر في مواقع التواصل لتنقذوهم من ضلالهم حتى يستشعروا هذه النعمة العظيمة والمسؤوليات تجاهها، وذلك بعد ان تتسلحوا بالعلم والمعرفة ولو على المستوى الفطري والعقلائي الذي لا يحتاج إلى دراسات معّمقة ومتخصصة.

وقد ورد في رواية  عن السيدة الزهراء فيمن يقوي الايمان و الدين وينصر المؤمنين ويدحض شبهات المضلّين والمنحرفين ان الله تعالى يضاعف له ما اعدَّ له من المنزلة الكريمة المستحقة له في الجنان الف الف ضعف، فعلى الجميع ان لا يتقاعسوا عن نصرة الدين وهداية الناس وخدمتهم، وقد حذّرت السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من ان حب الراحة والدعة واللامبالاة والكسل أسباب حقيقية لتضييع الحق وحذّرتهم من خذلانه فقالت (عليها السلام) (الا وقد أرى أن قد اخلدتم إلى الخفض ــ أي الحياة المرفّهة ــ وأبعدتم من هو أحقّ بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة ــ أي الراحة والسكون ــ ).

وفقنا الله تعالى وإياكم لنصرة الدين وإعلاء كلمة الله رب العالمين ونشر شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) ([31]).

التحليل الاستراتيجي للخطبة سماحته

لقد احتوى خطاب سماحته على جملة من المبادى المهمة والضرورية من اجل حياة افضل بعيدة كل البعد من الياس ،فسماحته هنا يعطي الكثير من الامثلة القرانية المباركة والكريمة التي تحتوي على مسئلة مهمة وضرورية الا وهي العناية الالهية للعباد والتسديد الالهي  لعمل الانسان ،وكذلك وجود الله عز وجل وحمايته للعباد وبوسائل شتى الله وحده هو من يحددها ولكن وبرغم من وجود تلك العناية الالهية  فان الله سبحانه وتعالى يامر عباده بالابتعاد عن المعاصي والذنوب والرياء في القيام بالاعمال لغايات غير رضا الله ،فالله سبحانه وتعالى هو من يعرف الظاهر والباطن لاعمالنا وهو من يطلع على نية العباد ولكذلك فان الامور واضحة للرحمن الرحيم وبالتالي فان الانسان محل مراقبة من قبل الله من اجل الثواب والعقاب في حالة اعتبار الذنبوب منهج وسلوك خاطى والاستمرار عليه.

سماحته وفي حديثه عن المنهج الايماني للزهراء عليها السلام كان متضمناً النص الالهي في المحبه والمساندة للعبد وان الله عز وجل موجود ويجب ان يعلم عباد الله ان عملك هو لله والله يرى ويسمع ما تقوم به وتعمل،ولو جعل الانسان هذا المبدأ كمنهج وسلوك فهو اكيد سيكون مع الله لانه سبتعد عن المعاصي ويتجه الى تعزيز حسناته بعمله ان الله يراه وهو اي الانسان يحاول ان يجد ويجتهد من اجل ان الله عز وجل جميل صنعه لا قبحه بمعنى ان الانسان يتحول في ضوء هذا الذي تقدم الى صانع للخير وامر لله وناهي عن المنكر والاتيان بالذنبوب ،وبالتالي فان منهج وسلوك الزهراء عليها السلام كان هذا من اهم مدلولاته لانه يصنع الخير في الانسان ويجعله مستعداً دوما ودائما من اجل الخدمة المثلى للبشرية بدون رياء او محاولة تسويق الذات المزيفة اما الامر الاخر فهو مرضاة الخالق وهذا الامر هو المبتغى وهو الهدف الاسمى.

سماحته وكعادته في رصد كل مايعيق ويعرقل تقدم المجتمع الانساني العالمي بصورة عامة والعراقي بصورة خاصة ،فقد تحدث سماحته الى الدعوات الى الالحاد ونبذ الاديان وكذلك وجود موجه تدعو التحلل وعدم الالتزام بشرع الله ،هذه الدعوات التي شخصها سماحة المرجع حذر منها لما لها من دور في مسخ المجتمع وجعله محل لغضب الله وعدم الاتيان ببركة الخالق وبالتالي الابتعاد عن الروحية البنائه في المجتمع مما يؤدي الى عدم وجود حدود معينه في التعامل كالتي نصت عليها الشرائع الاسلامية وبمجمل الامور فان ذلك يؤدي الى الابتعاد عن الله عز وجل ومن بتعد عن الله فهو الخاسر الاكبر في الدنيا والاخرة،والزهراء عليها السلام تردينا ان نكون قريبين من الله بالعبادة والتقديس والتعامل كما امرنا الله،وسماحته كعامل بهنج الزهراء وقد خبر بركاة هذا المنهج العظيم يريد ان يحث ويحدث الكل عن الالتزام بهذا النهج الذي اذا استجاب العبد لله فانه سيعيش وقلبه نابض بكل مفاعيل الخير والبركة،اما اذا اختارعكس ذلك فان ذلك هو مدعاة للفتن ومفاعيل الشر من تقاطع المصالح والاقتتال،وبالتالي الى تفكك المجتمع وانهياره.

الخاتمة والاستنتاجات

ابتداً من 2006 وسماحة المرجع اليعقوبي يخص مناسبة استشهاد الزهراء عليها السلام لما للزهراء من مكانة في نفوس المسلمين بصورة عامة ولدى سماحة المرجع اليعقوبي بصورة خاصة وانطلاقاً من هذه المكانة الكبيرة والعظيمة فان ذكرى الاستشهاد ومن خلال خطب سماحته كانت ابعادها تختص بكل جوانب الحياة واينما كانت هناك فجوة او خلل في المجتمع فان سماحته يبادر الى  التذكير بمنهج وسلوك الزهراء المحمدي والبناء ،وكان هذا حال كل خطب المرجع اليعقوبي من البداية ولغاية العام الحالي اي عام 2018 ،المختلف بالامر هو الاتي:

1.اتساع قاعدة من يعمل ويتخذ من منهج وسلوك الزهراء عليها السلام ،منهاجاً ونبراس له في الحياة ، من خلال احتفاء سماحة المرجع وقاعتده المباركه بذكرى استشهاد الزهراء.

2.سماحة المرجع يتخذ من تجربة الزهراء وصبرها على مصاعب الامور التي مرت بها ،كنبراس لنا من اجل الاقتداء بها وعدم التململ من الاوضاع الصعبه او يواجه المؤمن من تحديات خطيرة وكبيرة خلال فترة حياته.

3.ان رمزية الزهراء عليها السلام ومحبت المؤمنين لها ومن كل المذاهب هو مدعاة للوحدة المنشودة بين الفرق والمذاهب الاسلامية وهو هدف كل مسلم مؤمن ،وبالتالي فان سماحته من اشد المتصدين لمن يريد الايغال في التفرقة واشاعة الضعف بين صفوف المسلمين،ولذلك كان جزء كبير من حل مشاكل الامة هو الحث على الاقتداء بالزهراء عليها السلام وفكرها الموحدة للامة الاسلامية،وقد نجح سماحته في هذا الامر.

4.ان لغة ومدلولات خطاب سماحة المرجع في الخطاب الفاطمي هي لغة اخاء ونبذ كل مايعتصر صدر الامة من ارهاصات ومشاكل ،يحددها المرجع اليعقوبي وبدقة متناهية ،وليس هذا فقط بل يقوم سماحته بطرح الحلول والاطر السلمية لحل تلك المشكلات ،وهذه الحلول هي مستوحاة من منهج الائمة الاطهار وامهم الزهراءعليهم السلام.

 المصادر والمراجع

 (1) القرآن الكريم

 (2) سيرة حياة بضعة الرسول (ص) فاطمة الزهراء سلام الله علیها،مركز الامام علي الاسلامي في السويد،للموقع الالكتروني:http://imamalicenter.se/ar/content                                 

(3) ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) اضاءة في حياة الامة الاسلامية،وكالة انباء مهر للانباء،مقالة منشوره بتاريخ 19-3-2017،طهران،على الرابط:      https://ar.mehrnews.com/news/1871009

)4) المصدر نفسه.

(5) سيرة حياة بضعة الرسول (ص) فاطمة الزهراء سلام الله علیها،مركز الامام علي الاسلامي في السويد،للموقع الالكتروني:http://imamalicenter.se/ar/content                                 

 (6) السيد محمد كاظم القزويني،فاطمة الزهراء عليها السلام من المهد الى اللحد،كتاب منشور الكترونيا على الرابط :http://alhassanain.org/arabic/?com=book&id=202

(7) المصدر نفسه.

(8) السيد محمد كاظم القزويني،فاطمة الزهراء عليها السلام من المهد الى اللحد،مصدر سبق ذكره،انترنت.

(9) المصدر نفسه.

(10) ابو علي الشاوي،   زواج فاطمة الزهراء من امير المؤمنين (عليهما السلام) امر الهي،مركز الدراسات الفاطمية في البصرة،مقالة منشوره على الرابط الالكتروني للموقع:

https://alfatimi-basra.com/index.php/bulletin/

(11) الزهراء عليها السلام نموذج المراة الكاملة ،الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة،مقالة منشور على الرابط الاكتروني للموقع:

https://www.imamhussain.org/arabic/deenwhayat-11/947/

 

(12) سيرة حياة بضعة الرسول (ص) فاطمة الزهراء سلام الله علیها،مركز الامام علي الاسلامي في السويد،للموقع        http://imamalicenter.se/ar/content

 

(13) حياة السيدة الزهراء عليها السلام،الموسوعة الالكترونية لمدرسة اهل البيت ،للموقع الالكتروني:                                       http://ar.wikishia.net/view/

 

 

(14) د.محمد حسين ابوصالح,التخطيط الاستراتيجي القومي,ط2,شركة مطابع العملة السودانية,الخرطوم,2009,ص49

(15) د.عدنان السيد حسين,نظرية العلاقات الدولية,ط3, المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع,بيروت,2010,ص ص 98 ـ99

(16) د.جاسم سلطان,التفكير الاستراتيحي والخروج من المأزق الراهن,ط2,مؤسسة أم القرى للترجمة والتوزيع,المنصورة,2010,ص15

(17) د.عبد الوهاب الكيالي واخرون,الموسوعة السياسية,ج1, ط4,الموسسة العربية للدراسات والنشر,بيروت,1999,ص169

(18) د.قحطان كاظم الخفاجي, الاستراتيجية العسكرية والاستراتيجية التوقيت واشكالية التكامل,ملخصات بحوث ندوة بعنوان الاستراتيجية والاسترلتيجية العسكريةاشكالية التبادل وضرورات التغيير,اصدار قسم الاستراتيجية,كلية العلوم السياسية ,جامعة النهرين, بغداد,27 كانون الاول 2010,ص15

(19) د.محمد حسين ابوصالح,التخطيط الاستراتيجي القومي,مصدر سبق ذكره,ص51

(20) علي فارس حميد,التخطيط الاستراتيجي للأمن القومي العراقي,ط1,مركز لاؤية للبحوث والدراسات الاستراتيجية,بغداد,2012,ص16

(21) جنيفر كنيبر وأندرو تيريل, الثقافة الاستراتيجية الايرانية والردع النووي, ط1, دراسات عالمية (88), مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, ابوظبي, 2009, ص ص 7ـ8.

(22) جنيفر كنيبر وأندرو تيريل,الثقافة الاستراتيجية الايرانية والردع النووي,مصدر سبق ذكره,ص8

(23) المصدر نفسه,ص ص 7ـ8.

(24) امين أمين محمود عطايا, الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية, ط1, دراسات استراتيجية العدد (19), مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ,ابوظبي ,1998,ص11.

(25) هاري آر.يارغر,الاستراتيجية ومحترفوا الامن القومي التفكير الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين,ط1,ترجمة :راجح محرز علي,مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية,ابوظبي,2011,ص46.

(26) امين محمود عطايا,الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلي,مصدر سبق ذكره,ص12.

(27) محمد نجاح محمد, الامكانات العسكرية الايرانية واثرها على التوازن الاستراتيجي الاقليمي بعد 2003,, ط1دار البصائر ودار المحجة البيضاء,بيروت,2014,ص12

(28) بهاء عدنان الحسني,الاهمية الاستراتيجية للعراق,رسالة ماجستير غير منشورة,كلية العلوم السياسية,جامعة النهرين,بغداد,2005,ص2

(29) بهاء عدنان الحسني,الاهمية الاستراتيجية للعراق,مصدر سبق ذكره,ص ص 2-3

(30) بهاء عدنان الحسني,الاهمية الاستراتيجية للعراق,مصدر سبق ذكره,ص3

(31) محمد الجزائري,مكانة القوات المسلحة في المدرك الاستراتيجي للمرجع اليعقوبي بعد 2003,ط1,سلسلة دراسات حول المرجعية الدينية (9),مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة,النجف الاشرف,2016,ص ص 92-93

(32) خطبة سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي بذكرى استشهاد الزهراء (عليها السلام) بعنوان: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) المعية الإلهية … الثمرات والمراتب،موقع سماحة المرجع اليعقوبي،بتاريخ 20-2-2018 وعلى الرابط الالكتروني للموقع:http://yaqoobi.com/arabic/index.php/permalink/6656.html

 

 

 

 

[1])) سيرة حياة بضعة الرسول (ص) فاطمة الزهراء سلام الله علیها،مركز الامام علي الاسلامي في السويد،للموقع الالكتروني: http://imamalicenter.se/ar/content                                 

 

 

[2])) ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) اضاءة في حياة الامة الاسلامية،وكالة انباء مهر للانباء،مقالة منشوره بتاريخ 19-3-2017،طهران،على الرابط:      https://ar.mehrnews.com/news/1871009

[3])) المصدر نفسه.

[4])) سيرة حياة بضعة الرسول (ص) فاطمة الزهراء سلام الله علیها،مركز الامام علي الاسلامي في السويد،للموقع الالكتروني: http://imamalicenter.se/ar/content                                 

[5])) السيد محمد كاظم القزويني،فاطمة الزهراء عليها السلام من المهد الى اللحد،كتاب منشور الكترونيا على الرابط: http://alhassanain.org/arabic/?com=book&id=202                                

[6])) المصدر نفسه.

[7])) السيد محمد كاظم القزويني،فاطمة الزهراء عليها السلام من المهد الى اللحد،مصدر سبق ذكره،انترنت.

[8])) المصدر نفسه.

[9])) ابو علي الشاوي،   زواج فاطمة الزهراء من امير المؤمنين (عليهما السلام) امر الهي،مركز الدراسات الفاطمية في البصرة،مقالة منشوره على الرابط الالكتروني للموقع:

https://alfatimi-basra.com/index.php/bulletin/

 

 

[10])) الزهراء عليها السلام نموذج المراة الكاملة ،الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة،مقالة منشور على الرابط الاكتروني للموقع: https://www.imamhussain.org/arabic/deenwhayat-11/947/

 

[11])) سيرة حياة بضعة الرسول (ص) فاطمة الزهراء سلام الله علیها،مركز الامام علي الاسلامي في السويد،للموقع الالكتروني: http://imamalicenter.se/ar/content  

[12])) حياة السيدة الزهراء عليها السلام،الموسوعة الالكترونية لمدرسة اهل البيت ،للموقع الالكتروني:

http://ar.wikishia.net/view/

 

 

[13]))د.محمد حسين ابوصالح,التخطيط الاستراتيجي القومي,ط2,شركة مطابع العملة السودانية,الخرطوم,2009,ص49

([14])د.عدنان السيد حسين,نظرية العلاقات الدولية,ط3, المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع,بيروت,2010,ص ص 98 ـ99

([15])د.جاسم سلطان,التفكير الاستراتيحي والخروج من المأزق الراهن,ط2,مؤسسة أم القرى للترجمة والتوزيع,المنصورة,2010,ص15

[16]))د.عبد الوهاب الكيالي واخرون,الموسوعة السياسية,ج1, ط4,الموسسة العربية للدراسات والنشر,بيروت,1999,ص169

[17]))د.قحطان كاظم الخفاجي, الاستراتيجية العسكرية والاستراتيجية التوقيت واشكالية التكامل,ملخصات بحوث ندوة بعنوان الاستراتيجية والاسترلتيجية العسكريةاشكالية التبادل وضرورات التغيير,اصدار قسم الاستراتيجية,كلية العلوم السياسية ,جامعة النهرين, بغداد,27 كانون الاول 2010,ص15

([18])د.محمد حسين ابوصالح,التخطيط الاستراتيجي القومي,مصدر سبق ذكره,ص51

([19])علي فارس حميد,التخطيط الاستراتيجي للأمن القومي العراقي,ط1,مركز لاؤية للبحوث والدراسات الاستراتيجية,بغداد,2012,ص16

[20])) جنيفر كنيبر وأندرو تيريل, الثقافة الاستراتيجية الايرانية والردع النووي, ط1, دراسات عالمية (88), مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, ابوظبي, 2009, ص ص 7ـ8.

([21]) جنيفر كنيبر وأندرو تيريل,الثقافة الاستراتيجية الايرانية والردع النووي,مصدر سبق ذكره,ص8

([22]) المصدر السابق,ص ص 7ـ8.

[23])) امين أمين محمود عطايا, الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية, ط1, دراسات استراتيجية العدد (19), مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية, ابوظبي, 1998, ص11.

([24]) هاري آر.يارغر,الاستراتيجية ومحترفوا الامن القومي التفكير الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين,ط1,ترجمة :راجح محرز علي,مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية,ابوظبي,2011,ص46.

([25]) امين محمود عطايا,الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلي,مصدر سبق ذكره,ص12.

[26])) محمد نجاح محمد,الامكانات العسكرية الايرانية واثرها على التوازن الاستراتيجي الاقليمي بعد 2003,,ط1دار البصائر ودار المحجة البيضاء,بيروت,2014,ص12

[27])) بهاء عدنان الحسني,الاهمية الاستراتيجية للعراق,رسالة ماجستير غير منشورة,كلية العلوم السياسية,جامعة النهرين,بغداد,2005,ص2

 

([28])بهاء عدنان الحسني,الاهمية الاستراتيجية للعراق,مصدر سبق ذكره,ص ص 2-3

[29])) المصدر نفسه,ص3

([30]) محمد الجزائري,مكانة القوات المسلحة في المدرك الاستراتيجي للمرجع اليعقوبي بعد 2003,ط1,سلسلة دراسات حول المرجعية الدينية (9),مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة,النجف الاشرف,2016,ص ص 92-93

 

[31])) خطبة سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي بذكرى استشهاد الزهراء (عليها السلام) بعنوان: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) المعية الإلهية … الثمرات والمراتب،موقع سماحة المرجع اليعقوبي،بتاريخ 20-2-2018 وعلى الرابط الالكتروني للموقع:

http://yaqoobi.com/arabic/index.php/permalink/6656.html