مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
البحث الفائز الاول تسبيح فاطمة الزهراء(ع) جذورٌ وثمارٌ ونماء” (بحث مضموني دلالي) / الباحثة رجاء محمد بيطار /لبنان
+ = -

المقدمة:

قال الله تعالى في محكم كتابه:

{واذكروا الله ذكرًا كثيرا}[1]

(وربّك فكبّر}[2]

{وقلِ الحمد لله الذي هدانا لهذا}[3]

{سبّح اسم ربّك الأعلى}[4]

هي آياتٌ بيّناتٌ تختصر حكاية الحياة، وتترجم ذاك الذكر الأعظم الذي خصّ به سيد الكائنات ابنته المجتباة، ألا وهو ذكر فاطمة الزهراءعليها السلام، سيدة السيدات.

        ويزخر القرآن الكريم بالآيات الحاثّة على ذكر الله وشكره، وعلى تسبيحه وتقديسه وتهليله، وتفوح من ثنايا حروفه النورانية نسائم الرحمة الإلهية المتجسّدة بتعاليمه الملكوتية، التي ترقى بالإنسان روحًا وعقلًا وقلبًا وجسما، وتفتح له آفاق المعارف ما ظهر منها وما بطن، فإذا هو كما أراده سبحانه، وكما تنزّل به الروح الأمين على قلب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، نبراسٌ للحق والهدى على مدى العصور، لا يتمسّك بحبله ضالٌّ إلا اهتدى، ولا يلوذ بنوره لائذٌ إلا وجد فيه نجاته، فهو الصراط المستقيم الذي يمضي عليه السائرون نحو الله، فلا يحيدون ولا يتنكّبون مواطئ الهدى…

        ولعل من الملفت حقًّا أن يخصّص القرآن الكريم لموضوع “الذِّكر” عددًا من الآيات التي تكشف لنا عظيم أهميته، لا في حياة الإنسان فحسب، بل في حياة الكائنات جميعها، فنرى أنه يشير إلى تسبيح الملائكة والجن، كما يتحدّث عن تسبيح الحيوانات والأشياء والأفلاك، وكل حيٍّ وجماد…

فالملائكة يخاطبون ربهم عندما أراد خلق الإنسان: {قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}[5]، والسموات والأرض والطير تسبّح بلغاتها وتذكر الله بصلاتها: {ألم ترَ أن الله يسبّح له من في السموات والأرض والطير صافّاتٍ كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه والله عليمٌ بما يفعلون}[6].

والرعد كذلك يسبّح: {ويسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته…}[7]،

والجبال تسبّح: {إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق}[8]… وإنّ كلّ ما خلق الله يسبّح، وله لغته الخاصة في عبادة ربه: {تسبّح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليمًا غفورا}[9].

        أما الذِّكْر، فهو قد ورد في القرآن الكريم، فإذا هو بمعنى القرآن الكريم ككلّ، في قوله {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم}[10]، كما جاء بمعانٍ أخرى دالةٍ على التلفّظ باسم الله الجليل في صيغٍ مختلفة، من تسبيحٍ وتهليلٍ وتحميدٍ وتكبير، كقوله {واذكروا الله ذكرًا كثيرًا}، وهو ما فسّره لنا أهل البيت عليهم السلام بأنه تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، إذ قال إمامنا الصادق(ع): ” من سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام فقد ذكر الله الذكر الكثير”[11].

إن الآيات الكريمة التي تنقل إلينا ذكر الله وتمجيده، لا تنفصل عن الأحاديث الشريفة المتمحورة حول هذا الذِّكْر، فالرسول الكريم وأهل بيته الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، هم سبل طاعة الله ومصادر معرفته، بهم بدأ الله وبهم ختم، ومنهم يُنال الهدى والحق، وقد جعلهم الله منائر للخلق، وهم نصب أمره ونهيه، قدوة للعالمين في قولهم وفعلهم، بهم نستنير ومنهم نستمدّ العلم الغزير، فهم أهل بيت الوحي الذين افترض الله علينا طاعتهم، وعرّفنا بذلك منزلتهم، فمن أخذ عنهم أصاب، ومن أخذ عن غيرهم ضلّ وأخطأ، فالماء الصافي يُستقى من النبع، وكلما ابتعدتَ عن النبع خالطتك الشوائب، ولذا فإننا في هذا البحث سنحاول أن نرصد الذكر الكثير في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، عن النبي والمعصومين عليهم السلام، فنربط بينه وبين ذاك التسبيح المعظّم المبجّل، الذي خصّ النبي الأكرم به بضعته المصطفاة، فأكرِمْ به من هادٍ مُهْدٍ وأكرم بها من هاديةٍ مُهداة، وأكرِمْ بتسبيحها الملكوتي من هبةٍ سماويةٍ لا تليق إلا بمثلها، فعلى خطاها الثابتة الراسخة تمضي خطوات الهداة، ويترسّم دربها المضمّخ بالطيب والنور كل من طلب الهدى، شيخًا كان أو فتى، وشيخةً كانت أو فتاة.

إن هذا البحث يتمحور حول تسبيح الزهراء عليها السلام، ومصاديقه في القرآن والحديث، ومعانيه الجزئية والكلية، ومدلولاته النظرية والعملية، ودروسه النفسية والتربوية، وهو محاولةٌ لاستدرار بعض عطاياه، التي يعجز عن الإحاطة بها علمنا القاصر، فلا بأس بأن نلتقط منها بعض ما تناثر، ولنا في القليل لو أدركناه، عبرةٌ وكفاية، ولنا في رصد “جذور” و”ثمار” هذا التسبيح المبارك، في مفاصله المتسلسلة، خير حصادٍ وأشهى جنى وأزكى نماء، لتلك الشجرة الطيبة التي كرّمها الله وكرّمنا بها ومدّ علينا من ظلّها الوارف وأفاء، فأصلها ثابتٌ راسخٌ وفرعها في السماء.

وليس هذا البحث فريدًا من نوعه، فقد حاول الباحثون ولا يزالون يحاولون، أن يدلوا بدلوهم في بحر الزهراء اللجّيّ، فكانت مؤلّفاتٌ وأبحاثٌ وتعليقات حولها سلام الله عليها، ولكن كثرة الاستقاء من البحر لا تنقصه بل تستدرّه، ومحاولة الإضاءة على خفايا أسراره تؤكّد أن النور ينبعث منه لا إليه، وما النظر فيه إلا مكرمةٌ يخصّ الله بها من يشاء من عباده، عساه ينال من بركاتها نفحة ومن نظراتها لمحة، ويبقى الدرّ المكنون فيها يحتاج إلى من يبحث عنه أكثر ويفيض شرحه، فعلى الله نتوكّل وبه نستعين، وندلي بدلو البحث في هذا المعين.

أولًا: قصة تسبيح الزهراء(عليها السلام)، الجذور والثمار والنماء:

  • “قصة تسبيح الزهراء”(ع)، الجذور”:

تناقل المؤرخون عبر التاريخ تلك القصة المؤثرة المأثورة، والتي ينقلها أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ومفادها قوله: “لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت، وقد جاء سبيٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قلت لها: “هلّا أتيت أباك تسألينه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت؟” فأتت النبي وإذا عنده جماعة فانصرفت، وعلم أبوها أنها جاءت لأمرٍ أهمها، فغدا دارها صباحًا وسألها عما جاءت له، فقلت له “إنك تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء والطحن والكنس، وقد أثّر ذلك عليها، فقلت لها لو سألت أباك يُخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أفلا أدلّك يا فاطمة على ما هو خيرٍ من الخادم ومن الدنيا؟” فقالت: “بلى يا رسول الله”، فعلّمها هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كلّ صلاة.[12]

وللقصة رواياتٌ أخرى تتشابه في مضمونها وتختلف في أسلوبها قليلًا، ولكنها كلها تتمحور حول أن الزهراء(ع) قد طلبت من والدها النبي (ص) أن يهبها خادما، فوهبها تلك الهبة العظيمة التي أغنتها وأغنت شيعتها عن كل خادم، وكانت لها ولهم كرامةً إلى يوم يبعثون.

  • “قصة تسبيح الزهراء(ع)، الثمار والنماء”:

ليست قصة هذا التسبيح العظيم إلا قصةً أخرى من قصص الولاء والمحبة والعظمة المتنامية التي نرصدها في شخص سيدة النساء عليها السلام، وهي قصة القول والعمل، فالذكر الذي تعلّمته الزهراء من والدها العظيم لم يكن كلماتٍ فحسب، بل كانت بذورًا زرعتها في قلبها وقلوب شيعتها ومن اقتدى بها إلى يوم البعث، فالكلمة ليست حروفًا وأصواتًا فقط، بل هي مضمونٌ ودلالة، وتكرار تلك الكلمات القليلة لم يكن مجرّد لقلقة لسان، والعياذ بالله، بل كانت ولا تزال آفاقًا تنفتح منها آفاق، فالذكر جسمٌ وروح، وقد عاشت الزهراء كلمات ذاك الذكر العظيم، واستمدّت منه الطاقة الروحية والنفسية والجسدية كذلك، لتغنيها عن كل معونة، فمن توكل على الله كفاه، واستغنى به عن كل ما عداه، ولقد كان ذلك التسبيح ولا يزال دعامةً من دعامات التربية النفسية والاجتماعية للإنسان، فأن يستغني المؤمن بذكر الله عن الاستعانة بخلقه، هو نوعٌ فريدٌ من الاستعانة العملية بالطاقات الروحية الكامنة، وأن تؤمن بأن الله أكبر، وأنك تحمده على نعمائه وتُكثِر، وتسبّحه وتمجّده وتتأمّل في لطيف صنعه وعجيب خلقه، هو شعورٌ بالتصاغر أمام عظمته وجليل نعمته، وهو بالتالي تقوٍّ على طاعته، وشحذٌ للهمة ولكوامن النفس المطمئنة، حتى الوصول إلى التكامل النفسي والخلقيّ اللذين يستغني معهما الإنسان عن خادمٍ يكفيه شأن دنياه، فالقوة الروحية قد أغنته عنه وعن كل ما سواه، ولعمري فإن الزهراء عليها السلام جديرةٌ بأن تكون هي الدالّة على هذا الخير العميم، والوسيلة والقدوة النظرية والعملية إلى تلك الطاقة المكتنزة في هذا الذكر العظيم، فهي سيدة نساء العالمين، ومنها وإليها يكون البدء والعود لكلّ خلقٍ قويم.

ثانيًا: كيفية تسبيح الزهراء(ع)، الجذور والثمار والنماء:

  • “كيفية تسبيح الزهراء(ع)، الجذور”:

وردت روايات عديدة في كيفية هذا التسبيح المبارك، بين تقديم بعضه وتأخير بعضه، ولكن المشهور منها هو الآتي:

التكبير (ألله أكبر) أربعًا وثلاثين مرة

التحميد (الحمد لله) ثلاثًا وثلاثين مرة

التسبيح (سبحان الله) ثلاثًا وثلاثين مرة

  •  “كيفية تسبيح الزهراء(ع)، الثمار والنماء”:

إن كيفية هذا التسبيح هي أمرٌ ذو عمقٍ عظيم، فهي قطب الرحى في فلك الذِّكْر الكثير، وذلك بناءً على أحاديث كثيرة عن المعصومين عليهم السلام تشير إلى ذلك، وسيتم إيرادها في موقعها من هذا البحث، ولنا أن نرصد كل ذِكْرٍ منه على حدة، لنكتشف مرجعيّته القرآنية من جهة، ووظيفته الروحية والنفسية والتربوية من جهةٍ أخرى.

فـالتكبير، “ألله أكبر”، هو مستهلّ هذا التسبيح، ولعل أرقى ما يذكُر به العبد ربَّه أن يصفه بـ”الأكبر”! فهو تمجيدٌ وتقديسٌ للذات الإلهية لا يجارى ولا يحاذى، ويكفينا دلالةً على عظمته أنه استهلال للصلاة، فريضةً كانت أو مندوبة، فتكبيرة الإحرام هي أول ما يناجي به العبد ربه حين يقف بين يديه متوسّلًا رحمته طالبًا رضوانه وغفرانه، مقدّمًا له فروض الشكر والولاء… كما أنه يفصل بين أركان الصلاة، من قيام وقعود، وركوعٍ وسجود، حيث لا يفتأ التكبير يتردّد على لسان العبد في كل حالات صلاته… وللتكبير مواقع عديدةٌ أيضًا، من رؤية هلال العيد، إلى التكبير على جنازة المؤمن، حيث يأخذ موقعه البارز في شتى المناسبات الحياتية والاجتماعية والفردية للمسلم، من أفراحٍ وأحزانٍ وغير ذلك…

وقد ورد في القرآن الكريم آياتٌ كثيرةٌ تشيد بفضل التكبير وفضل العاملين به، ومنه قوله تعالى: {يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربّك فكبّر}[13]، حيث جعل التكبير تاليًا للإنذار بعد القيام بالدعوة العلنية للدين الحنيف، دلالةً على رمزيته وشموليته لأصول هذه الدعوة، وقوله أيضا: {وقل الحمد لله الذي لم يتّخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذلّ وكبّره تكبيرا}[14]، حيث جعل من التكبير تاليًا للتوحيد ونتيجةً طبيعيّةً للاعتقاد به، وقد قُرن بالتهليل، وهو قول “لا إله إلا الله” في مواطن عديدة، منها وقت الحج إذ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :” أكثروا من التهليل والتكبير فإنه ليس شيء أحبّ إلى الله تعالى من التهليل والتكبير”[15]. ويضيق المجال عن إحصاء ما أتت به الآيات البينات من ذكر التكبير، ونكتفي بهذا القدر للتدليل على أهميته العظمى، ولعل من أبرز ما يدلّنا على هذه الأهمية أيضا، ختم “الباقيات الصالحات”[16] به، واستهلال تسبيح الزهراء(ع) أيضًا به.

ثم يأتي التحميد، “الحمد لله”، فنجد أنها أول آيةٍ في القرآن الكريم، وهي الآية التي تُستهلّ بها سورة الفاتحة،{الحمد لله ربّ العالمين}، وتُدعى باسمها، سورة الحمد، وهي أول ما يبتدئ به المسلم صلاته، بعد تكبيرة الإحرام، فالحمد تالٍ للتكبير هناك، وكذلك هنا، وقد ورد في الآية الكريمة: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}[17]، أن الحمد هو آخر دعوى المؤمنين، أي أنه مِنْ ألصق صفاتهم وجديرٌ بأن يكون ختام كلامهم.

كما أن الحمد في الحديث الشريف هو أحب الأعمال إلى الله عزّوجلّ، حيث قيل لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: أي الأعمال أحب إلى الله عزّ وجلّ، فأجاب: “أن تحمده، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر من الحمد في الصباح والمساء”[18].

أما التسبيح، “سبحان الله”، فقد جاء تاليًا للتحميد في هذا الموقع الشريف من الذِّكْر الزهرائي، وهو موافقٌ لمواضع عديدةٍ من الآيات الكريمة، حيث يتلازم التحميد مع التسبيح، كقوله تعالى: {وسبح بحمد ربك حين تقوم}[19]، وقوله {سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين}[20]، كما يلتقي التسبيح بالتحميد في ركوع الصلاة (سبحان ربي العظيم وبحمده)، وسجودها (سبحان ربي الأعلى وبحمده)… حيث نلاحظ شدة الْتصاق هذين الذِّكْرين وتلازمهما وتتاليهما، كما في “الباقيات الصالحات” أيضا.

كل هذا الترابط والتآلف بين أجزاء هذا الذكر العظيم والتسبيح الجليل، يؤكد على خصوصية هذه الكلمات، وخصوصية وقوعها على النحو الذي وقعت فيه، فهي ذات أسرارٍ لا نعلم منها إلا ما علمنا الله عبر أهل بيت نبيه الأطهار، وهي بحقٍّ كما وصفها الرب الجليل في كتابه الحكيم “الذّكر الكثير” الذي من داوم عليه كُتب عند الله من الذاكرين.

ثالثًا: الروايات في فضل تسبيح الزهراء(عليها السلام)، الجذور والثمار:

  •  “الروايات في فضل تسبيح الزهراء(ع)، الجذور”:

       كثرت الروايات وتنوّعت مصادرها، حول تسبيح فاطمة عليها السلام، ولم تقتصر الروايات على الشيعة وحدهم، بل تعدّتها إلى أهل السنة والجماعة، فكانت رواياتهم الصحيحة في فضل هذا التسبيح وتفصيله والتأكيد على أنه هو “الذكر الكثير” المقصود في الآية الكريمة، ومن هذه الروايات ما جاء في صحيح البخاري (كتاب فرض الخمس، الدليل على الخمس لنوائب رسول الله (صلى الله عليه وآله والمساكين) الحديث 2945، وكتاب الدعوات، باب التكبير والتسبيح عند المنام، الحديث 5959)، ومستدرك الحاكم (كتاب معرفة الصحابة، الورد عند النوم، الحديث 4777)، وصحيح ابن حيان (كتاب أخباره صلى الله عليه وآله، ذكر علي عليه السلام، الحديث 7047)، وغيرها… مما يضيق المجال عن ذكرها هنا، وكلها تروي قصة التسبيحات وكيفيتها وفضلها بطرقٍ متشابهة…

        أما مصادر الشيعة فكثيرة وعديدة أيضا، ولكننا نورد منها هنا ما قاله الإمام الباقر(عليه السلام): “ما عبد الله بشيءٍ من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام، ولو كان شيءٌ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام”[21]، وقوله أيضا: ” … هي مئة باللسان وألف في الميزان، وتطرد الشيطان وترضي الرحمن…”[22]، وعن الصادق عليه السلام قوله: “من سبّح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له، وليبدأ بالتكبير”[23]، وقوله: “تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعةٍ في كل يوم، وإنا لنأمر صبياننا به كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه فإنه لم يلزمه عبدٌ فشقي”[24]“… وغيرها من الأحاديث المستفيضة التي يضيق المجال عن ذكرها هنا.

  • “الروايات في فضل تسبيح الزهراء(ع)، الثمار والنماء”:

مما لا شكّ فيه أن فضل هذا التسبيح العميم، وعطاءه العظيم، نابع من سرّ خاصٍّ يتعلّق به، ويغوص ويسبح في ثناياه، فحين نرى تأكيد أهل البيت عليه وتوصياتهم المتكررة به، نعلم أي كنزٍ يتحفوننا به، بل ويوصوننا بملازمته، لما فيه من الفوائد التي لا تحصى، والتي لا بد منها لمن أراد أن يرقى في علاقته ببارئه، وأن يتزكّى في نفسه ودينه… فقول الإمام الباقر عليه السلام مثلًا، أنه أفضل العبادة، تأكيدٌ على شموله لمعنى العبادة ومغزاها، وهل العبادة إلا تلك الصلة الوثيقة بين العبد وربه، إذ يقرّ له بالربوبية ويسبحه ويمجّده ويحمده، ويتصاغر بين يديه ويتذلّل لعظمته وجبروته، فيقوم ويركع، ويسجد ويتضرّع، وينصرف إليه بكلّه، ويذوب فيه ما بين فعله وقوله؟!… إن تسبيح الزهراء عليها السلام مشتملٌ على هذه العبادة ومكمّلٌ لها، حتى أنه قد ذكر كتعقيبٍ أساسٍ لا يفصله عن الصلاة فاصل، وكأنما هو جزءٌ لا يتجزّأ منها، وتمتدّ أهميّته أكثر، ليغدو أقرب إلى الفرض، حيث يؤكد أئمتنا على تعليمه للأولاد بشكلٍ موازٍ لتعليمهم الصلاة، بحيث لا يستغنون عنه أبدا…

ويزداد فضل هذا التسبيح ازديادًا ساحقا، بحيث يغدو “أفضل من ألف ركعة”، وهو يتضاعف ليغدو “ألفًا في الميزان”، ويتمدّد ليكون درعًا يقي من كيد “الشيطان”، وعملًا صالحًا مِن أصلح ما يقوم به العبد بين يدي ربه، ليكسب مودته ومحبته ورضاه… حتى يبلغ به إمامنا الصادق حدًّا يقول معه: “ما لزمه عبدٌ فشقي!” فهو إذًا مجلبة للسعادة ووقايةٌ من الشقاء في الدنيا والآخرة على حدٍّ سواء…

ويكفي في عظمة هذا الذكر أنه وُصف بـ “الذِّكْر الكثير”، رغم أنه لا يتجاوز بضع كلماتٍ ينطق بهن العبد في الأوقات المنصوصة، ولكن تأثير هذه الكلمات يفوق عددها أضعافًا مضاعفة، تمامًا كما نجد قطرة البلسم تفيض على البدن شفاء، وشعاع الشمس الباهرة المشرقة يملأ الكون ضياء.

رابعًا: أوقات وفوائد تسبيح الزهراء(عليها السلام)، الجذور والثمار: 

  • “أوقات وفوائد تسبيح الزهراء(ع)، الجذور”:

إن المتتبّع للأحاديث الشريفة المتمحورة حول هذا التسبيح العظيم، يلاحظ أن توصيات أهل البيت عليهم السلام تتركّز باستحباب هذا التسبيح في وقتين رئيسين، هما عقيب الصلاة المكتوبة، وقبل النوم. مع استحبابه بشكلٍ عامٍّ لفوائد أخرى في أوقات أخرى…

وقد ذُكر هذا التوقيت وتلك الفوائد في الأحاديث السابقة التي أوردناها حول فضله، وللتأكيد على ذلك نأتي بالأحاديث الآتية:

  • في استحبابه عقيب الصلاة المكتوبة: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ” من سبح تسبيح فاطمة في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب الله له الجنة”[25]
  • –        في استحبابه قبل النوم: عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: “إذا أخذت مضجعك فكبّر الله أربعًا وثلاثين، واحمده ثلاثًا وثلاثين، وسبّحه ثلاثًا وثلاثين، وتقرأ آية الكرسي والمعوّذتين وعشر آياتٍ من أول الصافات وعشرًا من آخرها”[26].
  • للشفاء من الأمراض: فقد روي أن رجلًا دخل على الإمام الصادق عليه السلام فشكا إليه ثقلًا في أذنيه، فقال له: ” أين أنت من تسبيح فاطمة؟” … فعلّمه إياه، وقال الرجل: “فما فعلت ذلك إلا يسيرًا حتى ذهب عني ما كنت أجده”[27].
  • لطرد الشيطان، ولطلب الغفران، وللحصول على الرضوان: حيث قال الإمام الصادق عليه السلام: “من سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم استغفر غُفر له، وهي مئةٌ باللسان وألف في الميزان، وتطرد الشيطان وترضي الرحمن”[28].
  • أ‌-     “توقيت وفوائد تسبيح الزهراء(ع)، الثمار والنماء”:

إنه من الملاحَظ أن الأوقات التي يتمّ بها عمل هذا الذكر العظيم، هي أوقاتٌ ذات خصوصية للإنسان، فهي تلي صلاته الواجبة، وتسبق نومه.

ولو تمعّنّا في هذين الوقتين على وجه الخصوص، ختام الفريضة وما قبل النوم، لوجدنا أن في كلّ منهما حضورٌ روحيٌّ يختلف عن مواقيت اليوم الأخرى، وذلك بالتفصيل الآتي:

  • ختام الفريضة: إن المرء بعدما يختم صلاته وينهي ذاك الاتصال الروحي مع بارئه، فيختصر تلك العلاقة الاستثنائية التي تريح الإنسان من هموم الدنيا ومشكلاتها، وتفتح له آفاق الرحمة وتنير له جنباتها، يكون في حالةٍ من الهدوء النفسيّ والروحي تطغى على جوارحه، بحيث يصبح وجوده مرتعًا خصبًا لكل طيّبٍ من الثمر، تمامًا كما تكون الأرض الطيبة بعد شتاءٍ ممطرٍ غدِق، ومع مطلع الربيع الدافئ، فهي مجهّزةٌ لامتصاص شعاع الشمس ونورها وتحويله إلى براعم وثمار، وخضرةٍ زاهيةٍ تكسو الأشجار، فتضجّ بالحياة والنماء… وكذا المصلّي بعد إنهاء صلاته، فهو مستعدٌّ ليستنير بشمس زهرائه، ويحرّك لسانه الذي لم تدنّسه بعد شوائب الدنيا ولذّاتها، بذلك الذِّكْر العظيم الذي يفيض عليه بالخير العميم، نورًا وطيبًا وثناء، فتزهر روحه وتثمر، وتغدو أقرب إلى رب السماء، ولذا فإنه يستحب بعده الاستغفار والدعاء، وليس على المؤمن إلا أن يستثمر الفرصة، ويسأل حاجته ويستدرّ من الله رحمته، فهي تقضى بإذن الله ومشيئته.
  • ما قبل النوم: إن استحباب تسبيح الزهراء(ع) قبل النوم، له تفسيرٌ قد نستطيع مقاربته بعلمنا القليل، فالنوم انتقالٌ من عالم المادة إلى عالم الروح، وهو وفاةٌ للأنفس، يشبه الموت في بعض تفاصيله، حيث تتحرّر الأنفس من كيانها الترابي الماديّ، وتحلّق في فضاء الأحلام بكيانٍ روحي، ولذلك تفاصيل لا مجال لذكرها في هذا البحث، ويكفي أن نأتي بالآية الكريمة: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمى إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون}[29]، وقد أتى في تفسيرها، أن “المراد بالأنفس الأرواح المتعلّقة بالأبدان… فالموت والنوم كلاهما توفٍّ وإن افترقا في أن الموت توفٍّ لا إرسال بعده والنوم توفٍّ ربما كان بعده إرسال”[30].

خلاصة القول في هذه النقطة، أن النوم انتقالٌ لعالمٍ آخر يحتاج الانتقال إليه استعدادًا روحيًّا، كما هو الموت، فمجرد فكرة خروج الروح من الجسد حال النوم تجعل الإنسان يشعر برهبة هذا الموقف، ولعله يرى فيه نوعًا من الاستعداد والتدرّب على موقف الموت العسير، ولذا فإن استعداده ينبغي أن يكون على قدر عظمة الموقف، فهو مثلًا يقرأ سورة الملك، التي ثبت استحباب قراءتها قبل النوم، ويقرأ المعوّذتين، كما يأتي بتسبيح الزهراء(ع)، لما فيه من أسرارٍ عظيمةٍ تؤكد على تعظيم الله وتمجيده وتثبيت القلب على الإيمان به وتوحيده، فيكون ذاك التسبيح له مدعاة ارتقاءٍ في سلّم التمسّك بالإيمان، ويرفعه مكانًا عليًّا يسلم معه من وساوس النفس والشيطان.

        أما المواقيت والفوائد الأخرى لهذا التسبيح المبارك، أي في صدد الاستشفاء، ومظانّ إجابة الدعاء لطرد الشيطان ورضا الرحمن، فهي تصبّ في نفس هذا الموقع، حيث أن ثمارها ونماءها يتجلّى في كون الإنسان يسعى إلى الوصول للتكامل النفسي في التوجّه إلى الله جلّ جلاله، تأدّبًا قبل أن يدعوه ويسأله حاجته، أو يستشفيَه ويستعين به على وساوس نفسه وشيطانه… فالدخول من باب الرحمة واستجابة الدعاء يتوقف على خلوص النية وسلامة الطوية، وهما أمران يتوصّل إليهما الإنسان بتهذيب نفسه وتزكيتها وتنقيتها من الذنوب والأهواء، بالاستغفار وطلب التوبة، والتسبيح أيضا، ويكفينا أن الاستغفار قد أتى تاليًا للتسبيح الزهرائي، بحسب الحديث السابق الوارد عن الإمام الصادق(ع)، “من سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم استغفر غُفر له…”، بحيث جعل تسبيح فاطمة بابًا حتى لقبول المغفرة،  وهنا تتجلّى عظمة هذا الذّكْر وآثاره، بما لا مجال لنفيه أو إنكاره، وتثبت علامات التربية الروحية والنفسية للإنسان، بجعل تسبيح الزهراء(ع) بابًا لبلوغ الرضوان والغفران والقضاء على وساوس النفس والشيطان.

خامسًا: أدوات تسبيح الزهراء(ع)، جذور وثمار:

  • “أدوات تسبيح الزهراء(ع)، الجذور”:

إن هذا التسبيح العظيم قد وردنا من مصادره المعتبرة، كما أسلفنا، مضافًا إليها بعض التفاصيل الخاصة باستخدام أدواتٍ معيّنةٍ لعدّ التسبيحات، فالزهراء عليها السلام “كانت سبحتها من خيطٍ من صوفٍ معقود عليه بعدد التكبير، وبعد أن استشهد حمزة(رض) استعلمت حباتٍ من تربته وجرى الناس على ذلك”[31]، إلى أن استشهد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء سنة 61 للهجرة، فعدل الناس إلى تربته لما فيها من الخصائص، ولتشجيع أئمة أهل البيت(ع) على التسبيح بها، في أحاديث مستفيضة، منها قول الإمام الصادق(ع): “من سبّح بسبحة من طين قبر الحسين(ع) تسبيحة، كتب الله له أربعمائة حسنة، ومحا عنه أربعمائة سيئة، وقضيت له أربعمائة حاجة، ورفعت له أربعمائة درجة”، وقوله أيضا: “من كانت بيده سبحةٌ من تربة سيد الشهداء كُتب مسبّحًا وإن لم يسبّح بها”[32]، والأحاديث في هذا المورد كثيرةٌ ومعتبرة…

  • “أدوات تسبيح الزهراء(ع)، الثمار والنماء”:

إن لتسبيح الزهراء(ع) كما أسلفنا دلالاتٍ ومعانٍ عميقة، في قصته ورواياته ومواقيته، وفي كل ما يتعلّق به من تفاصيله، ومن ضمنها تلك الأدوات المعتمدة في عدّه وإحصائه، ولئن كان السرّ في الجوهر، فليس للمظهر أن لا يُعتبر، فاستعمال العدّ بالأصابع، إن افتقر المرء إلى سواها، أدعى لجعل هذه الأصابع شواهد على المسبّح بتسبيحه يوم الحساب، لقوله تعالى: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}[33]، فهلّا شهد لسان المسبّح بأنه سبّح ومجّد، وشهدت أصابعه بأنه أحصى عليها وعدّد، وشهدت رجلاه بأنه ما قام من مكانه بعد صلاته إلا وقد أنهى تسبيح فاطمة بنت محمد(ص)؟!

وأما استعمال الخيط المعقود من الصوف، فلا تظهر به دلالةٌ محددة، سوى أنه جعْلُ شيءٍ من نعم الله وآلائه في موضع التسبيح لله، ليكون شاهدًا على شكر نعمائه، وأما استعمال تربة الشهداء، وأولهم حمزة(رض) أسد الله وأسد رسوله، فهو تمهيدٌ لاستخدام تراب الشهداء للتسبيح تبرّكًا وتذكّرًا لما استشهدوا من أجله، ألا وهو إحياء دين الله ودين رسوله، وهل أجدر من تربة سيد الشهداء عليه السلام لتكون شاهدةً على ذلك؟!

إن إقامة تسبيح فاطمة  بتربة الحسين بن فاطمة(عليهما السلام)، لهو استواء السفينة على الجوديّ، فالحسين (عليه السلام) سفينة النجاة،  وهو مركب كل من رام الهدى فسعى إليه جاهدًا وافتدى، وتسبيح الزهراء المصطفاة من أكمل سبل التوحيد والتمجيد والتحميد، وهو من أبرز صفات من اتبع الهدى، فبه تكتمل عدة الصلاة، وبتعداده تشرق على النفوس والأرواح أنوار النجاة، وإن هذا الالتقاء والاندماج بين عنصري التسبيح الفاطمي والتربة الحسينية، لهو الارتقاء إلى تلك الأنوار الملكوتية، حيث يمضي المسبّح على خطى بضعة نبي الله، فيتحرّك لسانه بذكر عظمة الله، وتضمّ أنامله تربة حبيب الله، ويتوجّه قلبه وترتقي روحه إلى ملكوت الله، فيبلغ بهذا الذّكر الزهرائيّ الحسينيّ أسمى درجات الذّكر الكثير، الذي بارك به الله ورضي عمن عمل به وأرضاه.

الخاتمة:

      كلما تضافرت القلوب واتّحدت الأرواح على الحق، كان درب محمدٍ وآل محمدٍ هو السبيل الأوضح والدرب الأوفق والأصدق، وقد رفع الله عن العيون والأفئدة حجب الرّق، وحرّرها من كلّ ظلمةٍ دامسةٍ وشقّ لها من نور عظمته ما شقّ، وأفاض عليها من غزير العطاء وواسع الرزق، فهم الصراط المستقيم والنبأ العظيم، وهم مصابيح الدجى وسفن النجاة، قد خصّهم الله بالكمال من الصفات، فكان حريًّا بأم الأئمة الهداة وبضعة المصطفى المصطفاة أن تكون عنوانًا للرقيّ والتكامل في الحياة، ومن عناوينها ذاك التسبيح الأقدس المكمّل للصلاة، والذي حاولنا أن نستضيء به ونستلّ بضع شذراتٍ من أخباره، وعسى أن نكون قد وُفّقنا لقراءة بعض ما خفي من أسراره، فالسرّ المستودع في مولاتنا الصدّيقة الكبرى لا تستطيع عيوننا الكليلة أن تحيط بأنواره، وإن هي إلا محاولاتٌ وفقنا الله إليها، وعسى أن يتقبّلها منّا بقبولٍ حسن، بحق أم الحسين والحسن(ع)، وما تسبيح الزهراء عليها السلام إلا غيضٌ من فيضها، وما هذا الحديث إلا نثير الولاء المتهافت حول شعاعها، ووريقات الورد المتساقطة من أشجار روضها، وما التسبيح الزهرائيُّ الملكوتيُّ الذي تتلفّظ به ألسنتنا التائقة، إلا ترجمة تلك النبضات التي تزخر بها أفئدتنا الشائقة، نحو الملكوت الأعلى الذي لا يرتقي إليه إلا من سلك صراط فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها، وتمسّك بحبل السرّ المستودع فيها، عساه يفوز بخير الدنيا والآخرة، فهم النجوم الزاهرة، ومنهم تبتدئ وإليهم تنتهي كلّ الخيرات والبركات الزاخرة.

إن تسبيح الزهراءعليها السلام كان ولا يزال على مدى القرون والآجال، صفةً من صفات تزكية الأعمال، مذ خصّ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم به شخصها المبارك المجلّل بالكمال، وأسلمها بركات الذّكر الكثير ومفاتيحه، وجعل من تسبيحها تسبيحه، فغدت وهي سيدة نساء العالمين تحمل رسالتها الملكوتية، وتتحف المؤمنين والمؤمنات بعطاياها الزكية، فيقتدون بها في كل ما حباها به النبيُّ الكريم عن الرّب الرحيم من هدية، ويقتفون أثرها فيكون تسبيحها لهم، كما سائر آثارها العليّة، نبراسًا يستضيئون به بكرةً وعشيّا، ويكلّلون به عباداتهم وحاجاتهم العصيّة، فينالون طرفًا مما نالته صلوات الله وسلامه عليها من عطيّة.

مراجع البحث:

  • القرآن الكريم
  • الباقيات الصالحات، الشيخ عباس القمي
  • بحار الأنوار العلامة المجلسي
  • تفسير الميزان، الطباطبائي
  • جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي
  • صحيح البخاري، محمد بن اسماعيل البخاري
  • صحيح ابن حبان، أبو حاتم ابن حبان
  • فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني
  • الكافي، الشيخ الكليني
  • كشف الغمة في معرفة الأئمة، بهاء الدين الإربلي
  • مستدرك الحاكم، الحاكم النيسابوري
  • مستدرك الوسائل، الميرزا النوري

[1] سورة الأحزاب، الآية 41

[2] سورة المدّثّر، الآية 3

[3] سورة الأعراف ، الآية43

[4] سورة لأعلى، الآية 1

[5] سورة البقرة، الآية 30

[6] سورة لنور، الآية 41

[7] سورة الرعد، الآية 13

[8] سورة ص، الآية 18

[9] سورة الإسراء، الآية 44

[10] سورة آل عمران، الآية 58

[11] “وسائل الشيعة”،الحر العاملي، 6/ 443

[12] “كشف الغمة في معرفة الأئمة”، بهاء الدين الإربلي،(2/99)، و”فتح الباري في شرح صحيح البخاري”، ابن حجر العسقلاني، (11/118).

[13] سورة المدثر، الآيات 1و2و3

[14] سورة الإسراء، الآية 111

[15] “وسائل الشيعة”، الحر العاملي، ج7، ص190

[16] السبحانيات الأربعة:سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وهي الباقيات الصالحات المذكورة في الآية الكريمة { والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثوابًا وخيرٌ أملا} (تفسير الميزان، الطباطبائي، ص 319)

[17] سورة يونس، الآية 10

[18] “جامع أحاديث الشيعة”، السيد البروجردي، 1/380

[19] سورة الطور، الآية 48

[20] سورة الصافات، الآية 180،181،182

[21] “الكافي”، الشيخ الكليني: 3/343

[22] “وسائل الشيعة(تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة)”، الحر العاملي، 6/ 442

[23] الكافي، 3/342

[24] الكافي، 3/343

[25] بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم السلام)، العلامة المجلسي، 82/ 332

[26] الكافي، 2/536

[27] مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج5، ص37

[28] وسائل الشيعة، 6/ 442

[29] سورة الزمر، الآية 42

[30] تفسير الميزان، ج17، ص269

[31] فتح الباري، 11/180

[32] الباقيات الصالحات، 17

[33] سورة النور، الآية 24