أ . د خليل خلف بشير – كلية الآداب – جامعة البصرة
الباحثة: زينب فاضل محمد – مديرية تربية البصرة
البحث الدلالي في كتاب (الزهراء «عليها السلام»وخطبة فدك )
شرح الخطبة الفدكية للعلامة محمد باقر المجلسي (ت ١١١٠هـ)
أ . د خليل خلف بشير – كلية الآداب – جامعة البصرة
الباحثة: زينب فاضل محمد – مديرية تربية البصرة
المقدمة
برحيل النبي الأعظم إلى الملكوت الأعلى غابت الشـــــــــــــــــــمس وحجب نورها عن العالمين ذلك الســــــراج المنير الذي أنار ظلمات الإنســــــــــانية وانتشـــلها من مهاوي الجاهلية والرذيلة فكان الرد الجميل بأن تنقلب الأمة على الأعقاب، ويكون أجر الرســـــــــــــــالة قطيعة رحم الرسول (صلى الله عليه وآله) ومصادرة حقه واغتصابه فخرجت بطلة المواجهة وبضعة الرسول بشخصية لا نظير لها، ونجحت في حمل الرســـــــــالة واســــتطاعت ان تؤديها على وجه الكمال والتمام صادحة بقول الحق ومعارضة للباطل وجنده، وكانت خطبتها الموســـــــــومة بـ (خطبة فدك) قد أبرزت فيها مكنونات علمها، ولا مراء فهي من بيت علم، علمهم من الله، وكلامهم دون كلامه وفوق كلام خلقه، وإذا أردنا أن نفصل بمضامين كلامها (عليها الســــــــــــــــــلام) يطول بنا المقام، لذا اقتصرنا على رصد بحث الدلالة بمســــــــتوياتها الثلاثة (الصرفية، والنحوية، والمعجمية) في شــــــــــــــــــــــــــرح من شروح خطبتها هو شرح العلامة محمد باقر المجلسي (ت ١١١٠هـ) الموسوم ( الزهراء (عليها السلام) وخطبة فدك )، وقد قسمنا البحث على فقرات هي : مفهوم الدلالة لغة واصطلاحا، الأبنية الصرفية ودلالاتها، والدلالة النحوية، والدلالة المعجمية.
بدءً وقبل بيان مســتويات البحث الدلالي عند العلامة المجلسي في شرحه لخطبة الزهراء (عليها السلام) لابد من معرفة مفهوم الدلالة لغة واصطلاحا:-
ورد في معجم لســـــــــــان العرب في مادتها اللغوية (( دلَّ فلان إذا هدى، ودلَّ إذا افتخر ،والدلة المنة. قال ابن الأعرابي : دلَّ يدلُّ إذا هدى، ودلَّ يدلُّ إذا منَّ بعطائه ….ودلّه على الشيء يدُّله دَلّا ودَلالة فاندل : سدَّده إليه. والدليل: ما يستدل به ، والدليل الدال، وقد دلَّه على الطريق يدلَّه دَلالة ودُلالة ودِلالة، والفتح أعلى ))([1]) ، وقد كان للعلماء واللغويين العرب دراسة للدلالة أو البحث الدلالي لكنها لم تأخذ ســــــمة العلمية رغم أن التراث العربي قد أصل وأسس لعلم الدلالة الذي صار فيما بعد منطلقا لعلم الدلالة بالمفهوم الحديث([2]) .
حيث عرفه الشــــــــــــــــــــــــريف الجرجاني ((الدلالة كون الشيء بحالة يلزم به العلم بشيء أخر، الأول هو الدال والثاني هو المدلول))([3]) أما بالمفهوم الحديث فعلم الدلالة هو علم دراسة المعنى([4]).
وهذا التعريف يــعد أكثر حضورا لدى علماء الدلالة واللـــــغويين الــغربيين، واللـــغة الـــعربية يمكن وصفها دلاليا على أربعة مستويات هي: المستوى الصوتي الذي تشكل الأصوات بنيته الدلالية, والمستوى التصريفي الذي تكون ذات الدلالة فيه هي اللواصق ( سوابق، ولواحق، ومقحمات )، والمستوى التركيبي ودلالته النحوية، والمستوى المعجمي وتعد المعجمات هي الوحدات الدلالية التي تنضوي تحت هذا المستوى([5]).
1.الأبنية الصرفية ودلالاتها
إن مجال البحث في علم الصرف ينقسم على قســـــــــمين كبيرين هما التصريف والاشـــــتقاق، أما التصريف فيأخذ جانبين علمي وعملي، أما الجانب العملي فقد ذكر ابن جني (392هـ) أن التصريف ((هو أن تجيء إلى الكلمة فتصرفها على وجوه شتى ))([6]) أما ابن مالك فقد حدّ التصريف ((علم يتعلق ببنية الكلمة، وما لحروفها من أصالة، وزيادة، وصحة، وإعلال، وشبه ذلك))([7])، وعرفه ابن هشام الأنصاري بأنه علم يهتم بتغيير في بنية الكلمة أما لغرض لفظي أو معنوي([8]).
والجانب العلمي لــلتصريف (( علم بأصول تعرف بها أحوال أبنية الكلم التي ليسـت بإعراب))([9]).
وقد تابع المحدثون القدماء عندما سموا أحرف الزيادة بالمورفيمات أو الوحدات الصرفية، وقد أشار الدكتور تمام حسان إلى أن الصيغة الصرفية لا تكون كافية بمفردها للدلالة على المورفيم فهي بحاجة الى مثال يوضح غموضها مثال ذلك صيغة “فَعل” يشترك فيها المصدر والصفة([10]).
وقد تناول العلامة المجلسي في شرحه دلالة الفعل والمصدر والمشتقات والعدول في الصيغ أو النيابة والجموع وغيرها وذلك بالآتي:
1 – دلالة الفعل
تقسم بنية الفعل على قسمين :-
الفعل المجرد والفعل المزيد، والقسم الثاني هو المستهدف من دراسة الدلالة؛ لأن الزيادة في المبنى ترافقها زيادة في المعنى، وقد أحصى الصرفيون أحرف الزيادة بعبارة (سألتمونيها) أو ((هويت السمان)) أو ((أمان وتسهيل))، وغيرها([11])
والفعل الثلاثي المزيد بحرف واحد يأتي على ثلاثة أوزان هي:
1.بناء أفعل المزيد بالهمزة ويأتي لازما ومتعديا: وتحمل هذه الزيادة دلالات عدة منها التعدية والجعل((الصيرورة))، والمطاوعة، والتعريض، والكثرة والمبالغة، وغيرها([12]).
وقد أشار العلامة المجلسي في شرحه قول الزهراء ( عليها السلام ) في خطبتها: ((وَأَطْلَعَ الشيْطانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرِزِهِ، هاتفاً بِكُمْ، فَأَلْفاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجيبينَ، وَلِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلاحِظِينَ. ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفافاً، وَأَحْمَشَكُمْ فَأَلْفاكَمْ غِضابا))([13])
(أطلع الشيطان رأسه من مغرزه) حملت الزيادة معنى التعدية فقد شبه الشيطان بالقنفذ الذي يطلع رأسه عند زوال الخوف أو الرجل المقدم على أمر يمد عنقه إليه([14])، وقولها عليها السلام :(أحمشكم فألفاكم غضابا) يقول المجلسي : ((أحمشت الرجل: أغضبته وأحمشت النار : ألهبتها: اي حملكم الشيطان على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه او من أنفسكم))([15])،وفيها دلالة الجعل أو الصيرورة .
((فَوَسَمْـتُمْ غَيْرَ اِبِلِكُمْ، وَأَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبكم))([16])أوردتم : الورود :حضور الماء للشرب .والايراد الاحضار . والشِّرب :بالكسر : الحظ من الماء وبذلك دلت على التعدية والتعدي حيث دلت على أخذهم ماليس لهم بحق من الخلافة والإمامة وميراث النبوة([17]) .
2- بناء فعَّل المزيد بالتضعيف ولهذا البناء معانٍ كثيرة اهمها :
. الكثرة والمبالغة وقد ورد هذا البناء كثيرا في خطبتها( عليها السلام) وقد حمل دلالات عدة قد ذكر العلامة المجلسي دلالة المبالغة في الفعل ((سمّاه)) في قولها في حق أبيها الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله وسلم):((وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ اجْتَبَلَهُ))([18]) والمعنى أنّ الله سبحانه وتعالى سماه لأنبيائه قبل أن يخلقه قد حمل البناء معنى المبالغة تنبيها على أنه خلق عظيم([19])، وقد تكون (سمّى) بمعنى أسمى من أسمى الشيء : أعلاه من السمو بمعنى العلو والارتفاع ونجد مثل هذا في كلام الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة ((قد سمّى آثاركم))([20])
وفي قولها(عليها السلام):((وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ))([21]) حيث دلّ الفعل (بصّرهم) على معنى التعدية والتوكيد؛ لأن النبي بصرهم ورفع العمى عنهم، وأوضح لهم الطريق القويم ,والصراط المستقيم .
3. بناء فاعل ويدل هذا البناء على المشاركة بين اثنين أو أكثر وتعد المشاركة أهم دلالاته ونقل عن سيبويه في معنى هذا البناء قوله ((اعلم إنك اذا قلت فاعلته فقد كان من غيرك اليك مثل ما كان منك إليه ))([22])
ونجد بناء (فاعل) في قولها( عليها السلام): (( قاتَلْتُمُ الْعَرَبَ، وَتَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَالتَّعَبَ، وَناطَحْتُمُ الاْمم، وَكافَحْتُمً الْبُهَمَ))([23]) الأفعال (قاتل، وناطح، وكافح) أي دافعتم وحاربتم الخصوم بجد واهتمام كما يدافع الكبش قرنه بقرنه([24]).
وكذا قولها (عليها السلام): ((ألا وَقَدْ قُلْتُ ما قُلْتُ عَلى مَعْرِفَةٍ مِنّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خامَرَتْكُمْ))([25]) خامرتكم اي خالطتكم، وقد حملت دلالة المشاركة في الخذل وترك النصرة .
2.الفعل الثلاثي المزيد بحرفين وهو خمسة أبنية هي : (افتعل، وافعلّ، وانفعل، وتفعّل، وتفاعل)، وقد ورد منها في خطبتها عليها السلام :
1. بناء افتعل وله معان عدة منها المبالغة، والمشاركة، والاتخاذ، والطلب، والمطاوعة، وغيرها([26])
ونجد هذا البناء في قولها عليها السلام :
(( اِبْتَدَعَ الأَشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها))([27]) في (ابتدع) معنى المطاوعة([28]), وهي من معاني صيغة افتعل، وفيها أن الأشياء منقادة لله ومطيعة له وفيه دلالة مبالغة في المعنى([29]) واقتدار لعظمة الله سبحانه وتعالى في ابتداع الأشياء من العدم . أما في قولها (عليها السلام):
(( ابْتَعَثَهُ اللهُ تعالى إتْماماً لأمْرِهِ، وَعَزيمَةً على إمْضاءِ حُكْمِهِ، وَإنْفاذاً لِمَقادِير حَتْمِهِ)) فقد جاء(ابتعث) بمعنى اتخذ([30]) أي اتخذه الله مبعوثًا لإتمام أمره وإمضاء حكمه .
2. بناء تفعّل من معانيها مطاوعة (فعّل) والمبالغة([31])، ورد في قولها (عليها السلام ):((حَتّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ)) أي انشق حتى ظهر ضوء الصباح فيه التدرج في حصول الفعل من ظلام ليل الى وضوح وضياء الصبح .
وفي قولها( عليها السلام) :((وَخَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَنَجَوْتُمْ مِنَ الضِّيقِ بِالسَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ ما وَعَيْتُمْ، وَدَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ))([32])
(تسوغتم) ساغ الشراب إذا سهل مدخله في الحلق وتســـــوغه شربه بسهولة([33]) أفادت دلالة التكلف والتدرج .
3.اما بناء استفعل المزيد بثلاثة أحرف، فقد ورد كثيرا في خطبتها (عليها السلام )، وقد وظفت هذا الصيغة لحمل دلالات منها : معنى الطلب في قولها (عليها السلام)((وَاسْتَحْمَدَ إلَى الْخَلايِقِ بِإجْزالِها))([34]) أي طلب منهم الحمد ؛لأنه أجزل النعم وأكملها عليهم, وقد أورد المجلسي دلالة للفعل (استحمد) بمعنى تحمّد عليّ، أي يمتنّ([35]).
ومن معاني استفعل :الجعل التي وردت في خطبتها( عليها السلام) قولها:((وَبَقِيَّةٌ استَخْلَفَها عَلَيْكُمْ)) جعلهم خلفاء عليكم كتاب الله (القرآن ) وعترته أهل بيته، ومعنى الصيرورة في قولها (عليها السلام):((فَخَطْبٌ جَليلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْيُهُ، وَاسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ )) في الفعلين (استوسع ، واستنهر)، وفيهما دلالة ومعنى التحول من حال الى حال([36]) استوسع وهي حملت دلالة التحول والصيرورة اي بلي وصار واسعا، أما استنهر والنهر السعة أي صار الفتق واسعا فقد صار النهر واسعا بوفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واتسع الخطر وزاد الضعف فهو كالبناء المتشقق الواهن وبذلك صار أمر الدين ضعيفا متسع الفتق آيلا للسقوط، وبذلك بدأت تتوالى المصائب والخطوب فيه([37]).
2. دلالة المشتقات
لم يتفق العلماء قديما وحديثا في أصل المشتق فمنهم من جعل أصله المصدر ,ومنهم من قال بان الفعل هو الأصل في الاشتقاق ، وكل منهم قدم أدلته لإثبات صحة قوله ، ونحن ليس بصدد الخوض في أقوالهم وأدلتهم ؛ ولكن لابد أن نشير إلى تعريف الاشتقاق لدى العلماء القدماء وهو(( إنشاء فرع من أصل يدل عليه ))([38]) أما المحدثون فقد عرفه بعضهم بأنه ((استحداث كلمة أخذًا من كلمة أخرى للتعبير بها عن معنى جديد يناسب المعنى الحرفي للكلمة المأخوذ منها، أو معنى قالبي جديد للمعنى الحرفي مع التماثل بين الكلمتين في أحرفهما الأصلية وترتيبها وما فيهما))([39])، وقد تنوعت أبنية المشتقات الواردة في خطبة السيدة الزهراء (عليها السلام) حيث اكسبت الخطبة جرسًا ونغما مزلزلا للظلم والظالمين حيث تنقلت بين اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة وصيغة المبالغة، ووصلت من خلالها الى الهدف المنشود من الخطبة .
ومن هذه المشتقات:-
2.الصفة المشبهة: وتعرف بأنَّها(( وصف يشتق من الفعل اللازم للدلالة على الوصف وصاحبه، وتفيد الدوام والثبوت، فلا زمان لها؛ لأنها ثابتة لا تتغير بتغير الزمان))([43]) وقد وردت الصفة المشبهة بوزن فعيل في قولها( عليهاالسلام): (( وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَنَطَقَ زَعِيمُ الدّينِ ))([44]) فالصفة المشبهة هنا (زعيم)علىوزن فعيل، وهذه الصيغة تحمل دلالة اتصاف الذات بالحدث على وجه الثبوت والدوام([45]).
وقد اشتق من الفعل ( زعم ) الثلاثي اللازم فقد كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) زعيما لكم، وكافلا لنجاتكم إذا ما اتبعتموه وتمسكتم، واعتصمتم بكتاب الله وعترته الطاهرة.
وفي قولها( عليها السلام )((والقُرْآنُ الصّادِقُ، وَالنُّورُ السّاطِعُ، وَالضِّياءُ اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ))([46]). فـ ( بَيِّنَةٌ ) صفة مشبهة أي واضحة على وزن فيعل، وهي مشتقة من الفعل الثلاثي بان يبين فهو بيّن إذا ظهر([47]) أي بصائر القران الواضحة وفيها دلالة الثبوت والتوكيد على صفة القرآن الكريم.
3.اسم المفعول
يصاغ اسم المفعول من الفعل الثلاثي المبني للمجهول على وزن مفعول ومن غير الثلاثي مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر للدلالة على من وقع عليه الفعل([48])، ويدل اسم المفعول على الحدث والحدوث([49]).
وقد جاء في قولها (عليها السلام):((كِتابُ اللهِ النّاطِقُ، والقُرْآنُ الصّادِقُ، وَالنُّورُ السّاطِعُ، وَالضِّياءُ اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْياعُهُ))([50]).
اسم المفعول ( مغتبطة) من الفعل ((غبطته فاغتبط اي اشياعه مغبوطون، والغِبطة ان يتمنى المرء مثل حال المغبوط من غير ان يريد زوالها منه))([51])، واسم المفعول قد حمل دلالة الحدوث والتجدد، والملاحظ هنا بأن (مغتبطة ) اسم فاعل بمعنى اسم المفعول؛ لأن فعل الغبطة واقع عليهم، وهو ما سمي بالعدول الصرفي او النيابة، وقد وردت شواهد عليه في القرآن الكريم والشعر العربي.
وفي قولها (عليها السلام ) تصف حال ابن عمها الإمام علي (عليه السلام) ((مَكْدُوداً في ذاتِ اللّهِ، مُجْتَهِداً في أمْرِ اللهِ))([52]) اسم المفعول ( مكدودا) من الكد وهو التعب([53]) اشتق من الثلاثي المضعف (كدّ)، وقد حمل دلالة الصفة التي وقعت على الإمام علي (عليه السلام)، وبيان حاله المكدود بكل قواه، من أجل اعلاء كلمة الحق، ونصرة دين الله, وقد ناله الكد والتعب والاجتهاد وهو غير مبال؛ لأن ذلك بعين الله وفي ذاته .
4. صيغة المبالغة :
صيغة تدل على كثرة حدوث الفعل والمبالغة فيه, وأما تكون مبالغة (اسم الفاعل) فتحول صيغة فاعل إلى أحد أبنية المبالغة([54]), وقد يأتي بناء المبالغة في اسم المفعول مثل (حميد) مبالغة في (محمود)([55])، وقد ورد في الخطبة قولها( عليها السلام) ((قَدْ حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرَّبَّ الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ))([56]) فـ (الغفار، الجبار) صيغتا مبالغة من اسم الفاعل على وزن (فعّال), وفيهما دلالة الكثرة والمبالغة في غفران الذنوب صغيرها وكبيرها, وهي من صفات الله سبحانه بأنه واسع المغفرة والرحمة ،والجبار فعّال من الجبر، وهو أن تغني الرجل وتصلح عظمه من كسر، وجبر الله فلانا فاجتبر اي سد مفاقره ، فالجبار المصلح لجميع نقائص أمور خلقه([57]) .
2.الدلالة النحوية :
إنَّ نظام الجملة العربية له ترتيب خاص ، فأن أي خلل في هذا الترتيب سيؤدي الى خلل في فهم المعنى المراد منها([58]), وهو ما وسمه عبد القاهر الجرجاني بنظرية النظم والتي تنص على (( أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو, وتعمل على قوانينه وأصوله وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها وتحفظ الرسوم التي رسمت لك فلا تخلّ بشيء منها…))([59])، وبذلك نعلم بأن الدلالة النحوية هي دلالة تحصل من خلال العلاقات النحوية بين الكلمات التي تتخذ موقعا معينا في الجملة حسب قوانين اللغة([60]), ولعل فكرة التعلق أو العلاقات بين الكلمات عند القدماء هي عينها فكرة التماسك عند المحدثين اذ يعد تماسك الكلمات لبنة أساسية في بناء الجملة ، ومن هنا ظهرت العناية بالكلمة ثم الجملة ،بل إن الكلمة ليس لها معنى خارج سياق الجملة الذي ترد فيه([61])،وبذلك تكون مهمة النحو هي كشف الروابط بين اللفظ ومعناه ، ومزج الدراسة اللغوية للنص من نحو وإعراب مع الدلالات التركيبية الأخرى من تقديم وتأخير، وحذف وذكر، ووصل وفصل ….ودلالة كل ذلك على المعاني المقصودة من كلام العرب([62]).
دلالة الحذف:
معنى الحذف في اللغة، الاسقاط وحذفت الشَّعر إذا اخذت منه([63])، أما معناه الاصطلاحي فهو إسقاط جزء من الكلام لدليل([64])، والحذف ظاهرة تشترك فيها اللغات الإنسانية ،واللغة العربية لغة تميل إلى الإيجاز، وهي خصيصة متأصلة فيها([65])، والحذف لا يكون إلا لأغراض منها معنوية ولفظية (يقتضيها المعنى واللفظ ) في الشعر والنثر، وهذه الأغراض والفوائد منها التفخيم والإعظام، وطلب الإيجاز والتشجيع على الكلام وتحقير شأن المحذوف أو تشريف له أو طلب الإبهام أو الجهل بالمحذوف، أو الخوف منه أو عليه أو مراعاة الوزن الشعري، وخلت بعض المواضع من التعليل فلم يذكر النحاة لها سببا للحذف([66])، ونجد الحذف والإضمار عند سيبويه بمعنى واحد ولم يفرق بينهما، وقد تكلم عن الحذف في الأسماء والأفعال، وعن الإضمار في الأفعال، وقد أشار للحذف ووقوعه في الصيغ والتراكيب، وبين كيف نستدل على المحذوف، وهو ما يعرف بالأصلية والفرعية وذلك بقوله: ” اعلم أنـهم ممـا يحذفون الكلم وإن كان أصله في الكلام غير ذلك، ويحذفون ويعوضون …. فـمـا حـذف وأصله في الكلام غير ذلك : لم يـك، ولا أدر وأشباه ذلك” ([67]).
وعنوان هذا الموضوع عنده ” باب ما يكون فـي اللفـظ مـن الأعراض([68]). يدل على أنه يعد الحذف عارضا يعرض في الكـلام، وأن الأصل أن يرد الكلام بغير حذف، وهو ما يتفق عليه النحاة جميعًا .
ويقرر ابن جني أن الحذف يعتري ” الجملة والمفرد والحـرف والحركة، وليس شيء من ذلك إلا عـن دليـل يـدل عليـه”([69])وقد عمدت الزهراء (عليها السلام في خطبتها إلى الحذف )، واتخذ الحذف لديها أغراضا عدة وحصل في مواضع متنوعة من خطبتها عليها السلام من حذف الحرف، وحذف الفعل، وحذف الفاعل، وحذف المفعول، وحذف المبتدأ، وغيرها .
في قولها (عليها السلام): ((أَنْتُمْ عِبادَ الله نُصْبُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ))([70]) حذفت حرف النداء وبقي المنادى المضاف (عبادَ الله)، وفيه دلالة مدح للمنادى بوصفهم بالعبودية، كما أشار إلى ذلك المجلسي ودل على ذلك سياق الجمل بعده من بيان تكليفهم وتنبيهم على وظائفهم الخطيرة وشؤونهم التي جعلها الله لهم([71]) فضلا عما حمله حذف حرف النداء من الإيجاز؛ لأن المقام مقام إيجاز واختصار([72]).
في قولها (عليها السلام ) :((ابْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ))([73]) ابتدارا مصدر بتقدير فعل محذوف والمعنى : ابتدرتم ابتداراً في غصبكم حقنا, وبذلك حمل دلالة الذم وتحقير شأنهم وفضحهم واظهار كذبهم وخداعهم بزعمهم دفع الفتنة لاجتماعهم في السقيفة ,وإنما كان الغرض غصب الخلافة عن أهلها وهو عين الفتنة([74]).
ومن مواضع حذف الفاعل في خطبتها (عليها السلام):((اِبْتَدَعَ الأَشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها، وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ))([75]) فحذفت الفاعل بعد الأفعال (ابتدع، وانشأ، وكوّن، وذرأ) مع الإيجاز الذي حمله الحذف بيد أنّ غرض الزهراء (عليها السلام) بيان مكانة الخالق بأن خلقه بديع لا مثال له سبقه وهذا الخلق إحداث وانشاء لا مادة له قبله .
يحذف المبتدأ لأغراض يبتغيها المتكلم أو يستدعيها مقام الكلام، وقد أشار سيبويه إليه في «باب يكون المبتدأ فيه مضمرا ويكون المبني عليه مظهرا»([76])،وبذلك يبين قدرة المخاطب في فهم قصد المتكلم لمعرفة سابقة في ذهنه وذلك من خلال السياق الذي يرد فيه الحذف ، بقرائن المقال والمقام التي تبين المعنى الدال على المحذوف وتغني عن ذكره . ونجد حذف المبتدأ في قولها( عليها السلام) :((حُكْمٌ فَصْلٌ وَقَضاءٌ حَتْمٌ))([77])خبران لمبتدأ محذوف، والتقدير «هو» اي الموت حكم فصل ..
الترتيب الثابت في المفردات العربية في إطارها التركيبي يكون مقيدا كتقديم الفعل على الفاعل،والفاعل على المفعول به،والموصوف على الصفة، والمضاف على المضاف إليه .
وهذا هو الاصل في الترتيب التركيبي للجمل ،ان تغير مواقع المفردات او الألفاظ في الجملة له مما يسوغه من ناحية المعنى والدلالة، وقد أكد النحاة وعلماء البلاغة هذا الأمر([78]) يقول عبد القاهر الجرجاني:((إن الألفاظ إذا كانت أوعية للمعاني ، فإنها لا محالة تتبع المعاني في مواقعها ، فاذا وجب لمعنى أن يكون أولًا في النفس ، وجب للفظ الدال عليه ان يكون مثله أولا في النطق))([79]).
والتقديم والتأخير أسلوب يدل على موهبة وتمكن يملكه منشئ الكلام ؛وذلك لما يتركه من وقع حسن ومذاق عذب لدى المتلقي، وقد استعمله العرب في كلامهم«دلالة على تمكنهم في الفصاحة….وله في القلوب أحسن موقع وأعذب مذاق»([80])
أما المفردات التي يحصل فيها التقديم والتأخير داخل التراكيب وفقا لمراد المتكلم وقصده([81]) فيتقدم الخبر على المبتدأ ،والمفعول به على الفاعل، حيث تتولى العلامة الإعرابية مهمة بيان موقع الكلمة من الجملة ومحلها الإعرابي([82]).
وقد تنوع التقديم والتأخير في خطبتها (عليها السلام) وذلك لما اقتضاه الحدث، وفيه بيان للدلالة والمعنى .
ورد كثيرا في فقرات خطبتها( عليها السلام) في قولها: «بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْياعُهُ»([83]) تقدم الخبر (بينة، ومنكشفة، ومتجلية، ومغتبطة)، والمعنى الذي أفاده تقديم الخبر على المبتدأ هو الاختصاص([84]) فهي تصف القرآن الكريم بالوضوح والتجلي وانكشاف سرائره وقررت لهم بأن القرآن ظاهره وباطنه متصف بالوضوح عند آهل القرآن وحَملته([85]).
في قولها( عليها السلام): ((إذِ الْخَلائِقُ بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسِتْرِ الأَهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ))([86]) تقدمت أشباه الجمل (بالغيب ، وبستر الأهاويل، وبنهاية العدم) على الخبر(مكنونة، ومصونة، ومقرونة)، وقد حمل هذا التقديم زيادة في التأكيد والتخصيص؛ وذلك لأهمية الحديث عن الغيب والأهاويل والعدم([87]).
في قولها (عليها السلام) :((جَمَّ عَنِ الإحْصاءِ عدَدُها، وَنأى عَنِ الْجَزاءِ أَمَدُها، وَتَفاوَتَ عَنِ الإِدْراكِ أَبَدُها))([88])، وهذا التقديم فيه دلالة إهتمام وتنبيه المخاطب بقصوره عن إحصاء نعم الله وتتبعها، وان استقصاها لا يبلغ آمدها وغايتها([89])؛ لأن نعم الله لاتعد ولاتحصى كما قال الله تعالى: (( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ))[ابراهيم:٣٤].
نجد ذلك في قولها( عليها السلام):((وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها))([90]) تقدم شبه الجملة (عن القلوب، وعن الأبصار)على المفعول به (بهمها، غممها) وذلك حمل دلالة الاهتمام والاختصاص مع إضمار الفاعل, لا يكون الكشف إلا عن القلوب ولا يكون التجلي إلا عن الأبصار ولا يؤدي المعنى دلالاته إلا بهذا التقديم([91]).
3.الدلالة المعجمية:
هي الدلالة الأصلية التي نستفيدها من المعجمات أو هـي ((المعنـى الذي تدل عليه الكلمة المفردة كما في المعاجم))([92])، وقد سماها الأصوليون الدلالة الوضعية ((وهي عند أهـل العربية والأصول كون اللفظ بحيث إذا أطلق فهم المعنى منه للعلــم بالوضع))([93])
وسميت بالدلالة المركزية([94])، أو الدلالة الأساسية([95]) أي دلالة الكلمة وفق الاستعمال المجتمعي مفردة أو في التركيب سواء أكان المعنى حقيقيا أو مجازيا نقل من المعنى الحقيقي([96])
والدلالة المعجمية تقوم على التعدد ، إذ لا تعين على تحديد البعد الدلالي للكلمة فيها؛ لأنها تحتمل أكثر من معنى وهو في الغالب معنى منفرد يقوم علـى التجريـد المنطقي([97])، وهذا لا يعني أن الدلالة المعجمية هي ((دلالة كلمة مفردة فقط بل يـدخل فيها كل التراكيب التي تشكل وحدة دلالية متماسكة لا تتجزأ فالمعجم يبحث معنـى الكلمة المفردة، والتركيب الاصطلاحي، والمثل، والقوالب اللفظية التـي تشـكل وحدة معنوية))([98])، وعلى هذا فالدلالة المعجمية تمثل وحدانيـة المعنـى، وثبـوت (الدال) والمسمى بها (المدلول) فكل لفظ يقابله معنى مركزي، أو مسمى ثابت في المحيط الخارجي ، فلكل كلمة مدلول موجود في حياتنا تشير إليـه هذه الكلمة وتعينه، وبها تتم عملية التواصل اللغوي بين الناس في حدودها وإمكاناتها، وأغراضها الدنيا، وقد أشار إليها العلماء العرب القدماء في بداية البحث اللغوي عندهم، وألفوا معجماتهم في ضوئها ثم انتقلت هذه الدلالة الى نظرية خاصة أطلق عليها المحدثون نظريات المعنى ((مطابقة معنى الكلمة بمدلولها))([99]) فالصورة المعجمية لأي لفظ في اللغة العربية تمثل المرجعية الأولى لهذه اللغة في القاموس الخطابي ، باعتبار دلالته الأولى التـي (( تمثـل الصـورة الأساسـية لمحيطها الدلالي))([100]) .
وقد فسر علماء المعجم المعنى بطرق عدة وهي:
التفسير بالمرادف، والتفسير بالمغايرة أو المخالفة، والتفسير بالعبارة أو بالجملة أو بالتعريف، والتفسير بالمجاز، وتفسير الكلمة بنظيرها في لغةٍ أجنبية إن لم يوجد مايقابلها او يوضحها في العربية؛ وذلك لتحديد دلالتها، والتفسير السياقي، والتفسير السببي والتفسير بالصورة([101]). وقد وظف العلامة المجلسي في شرحه لخطبة السيدة الزهراء( عليها السلام) كماً كبيراً من المعاني المعجمية، وقد يلجأ في شرحه الى النظير اللغوي تارة، وإلى الأضداد تارة ثانية، والى المشترك اللفظي تارة اخرى لبيان معنى من المعاني، ويورد الأمثال التي ضمنتها السيدة الزهراء خطبتها وذلك لتقوية الحجة والاستشهاد تارة والتهكم والتوبيخ واللوم تارة اخرى وذلك عند شرحه لكلامها ودلالاته وقصديته في خطبتها (عليها السلام).
دلالة المفردة ودلالة التركيب
1-دلالة المفردة
في قولها (عليها السلام) : ((ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، ذِيادَةً لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ.))([102]) فقد أشار المجلسي إلى معنى ((الذَّود والذياد:- السَّوق والطرد والدفع والإبعاد.وحشت الصيد أحوشه: إذا جئته من حواليه لتصرفه إلى الحِبالَة . ولعل التعبير بذلك لنفور الناس بطباعهم عمّا يوجب دخول الجنة))([103])
وفي قولها (عليه السلام) في الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) :((ثمَّ قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ))([104]) ألمح العلامة المجلسي إلى معنى الرحمة والرأفة وبين الفرق اللغوي بينهما (( ولعل الرأفة ألصق بالقلب، والرحمة ألصق بالجوارح، بمعنى أنّ كلاً منهما يستعمل فيما إذا كان هناك حال في القلب وأثر في الفعل والرأفة بحال القلب ألصق، والرحمة على أثر الفعل أدل، والأول منشأ للثاني. وربما اشير الى هذا الفرق في تقديم الأول على الثاني فيقال رؤوف رحيم، ولا يقال رحيم رؤوف))([105]) .
اما قولها( عليها السلام) مستشهدة بقوله تعالى في وصف الرسول (ص) :((لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم))[التوبة:128]اي رحيم بالمؤمنين منكم ومن غيركم . والرأفة : شدة الرحمة ، وقيل رؤوف بالمطيعين، رحيم بالمذنبين .
وقد قيل رؤوف بأقربائه، رحيم بأوليائه، وقيل رؤوف بمن رآه، رحيم بمن لم يره, وهذا التقديم للاهتمام بالمتعلق، وقيل في سبب تقديم الرأفة على الرحمة ان الرأفة منشأ الرحمة، والرحمة أثر الرأفة ولهذا تقدم الرأفة على الرحمة دائما([106]) كما قال الله تعالى ((……وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ))[الحديد:27]وجاء في مجمع البحرين ((الرأفة أرقّ من الرحمة ،ولاتكاد تقع في الكراهة ،والرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة))([107]).
اما في قولها( عليها السلام):((وَطاحَ وَشيظُ النِّفاقِ))([108])
قال المجلسي : يقال طاح فلان يطوح اذا هلك وأشرف على الهلاك وتاه في الأرض وسقط . والوشيظ : السفلة من الناس ومنه قولهم: إياك والوشائظ ([109])، وذكر الجوهري أن ((الوشيظ لفيف من الناس ليس أصلهم واحد…….))([110])،والمجلسي حين يفسر قولها( عليها السلام) :«ما هذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي؟))([111])يستعين بالمعجم وينتقي المعنى الأنسب والأكثر دلالة، وهو ما قاله الخليل بعد أن أورد تفسير( الغمز) لدى الجوهري، ولم يعرض ما فسره الفيروز آبادي؛ لأن فيه تكلفا وبعدا .
حيث أورد قول الجوهري:((ليس في فلان غميزة اي مطعن ))، ونحوه ذكره الفيروزآبادي ،وهو لا يناسب المقام الا بتكلف وقال الجوهري ((رجل غمز ….اي ضعيف ))، وقال الخليل:((الغميزة- بفتح العين المعجمة والزاي :- ضعفة في العمل وجهلة في العقل، ويقال سمعت كلمة فاغتمزتها في عقله أي علمت أنه احمق))([112])
2.دلالة التركيب
أولى علماء العربية أهمية كبيرة للتعابير والأمثال والحكم، وقد حظيت باهتمام الدارسين والباحثين مما يؤكد قيمة التراكيب في اللغة والعبارات المسكوكة والقوالب الجاهزة وهذه التعابير تتكون من كلمتين على الأقل فأكثر، وتكون لها سمات مشتركة منها ثبات الصيغة اللفظية والتي تكون وحدة دلالية متماسكة لا يتحقق الفصل في بنيتها وقد تداولها المجتمع فتصبح مألوفة في الخطاب وتخضع لمتطلبات الحدث الكلامي([113]).
ومن هذه التعابير المركبة التي أشار اليها المجلسي في تفسيره قولها( عليها السلام) وهي تصف الغدر والخذل وترك النصر والغيظ الذي اظهروه بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :((وَلكِنَّها فَيْضَةُ النَّفْسِ، وَنَفْثَةُ الْغَيْظِ، وَخَوَرُ الْقَنا، وَبَثَّةُ الصُّدُورِ، وَتَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ))([114]).
يقول المجلسي: ((الفيض في الأصل كثرة الماء وسيلانه يقال فاض الخبر، شاع وفاض صدره بالسر أي باح به وأظهره .ويقال فاضت نفسه، أي خرجت روحه، والمراد هنا إظهار المضمر في النفس لاستيلاء الهم وغلبة الحزن ))([115]) ففي هذا التفسير نلمح اشتراكًا لفظيا في مفردة (فاض)وتعدد معانيها ودلالاتها في شرحه لتعبيرها (عليها السلام) (فيضة النفس)، ولا شك أن السياق كان حاكما في بيان المعنى وإيضاحه .
اما في قولها( عليها السلام):((أَخّذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَها، وَتُهَيِّجُونَ جَمْرَتَها، وَتَسْتَجِيبُونَ لِهِتافِ الشَّيْطانِ الْغَوِيِّ، وَإطْفاءِ أنْوارِالدِّينِ الْجَلِيِّ، وَاهْمادِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تُسِرُّونَ حَسْواً فِي ارْتِغاءٍ))([116])
استعان المجلسي لقولها (تورون وقدتها ) بمعجم الصحاح :((ورى الزند ….. يرى وَريا : إذا خرجت ناره . وفيه لغة اخرى وري الزند يَرى- بالكسر فيهما -وأوريته أنا وكذلك وريته تورية وفلان يستوري زِناد الضلالة))([117]) ووقدة النار بالفتح وقودها ،ووقدها: لهبها .أهماد النار اطفاؤها بالكلية. والحاصل أنكم أنما صبرتم حتى استقرت الخلافة المغصوبة عليكم ، ثم شرعتم في تهييج الشرور والفتن واتباع الشيطان وإبداع البدع وتغيير السنن([118]).
في قولها (عليها السلام)(تسرّون حسوا في ارتغاء) فسر مفردة الإسرار بالتضاد بقوله : الإسرار ضد الإعلان والحَسو بفتح الحاء وسكون السين :شرب المرق وغيره شيئا بعد شيءٍ. والارتغاء شرب الرغوة وهو زبد اللبن قال الجوهري «الرغوة [مثلثة ]زُبد اللبن ….. وارتغيت :شربت الرغوة. وفي المثل: يسرُّ حسوا في ارتغاء، يضرب لمن يظهر أمرًا ويريد غيره([119]).
وفي قولها (عليها السلام):((سَرْعانَ ما أَحْدَثْتُمْ، وَعَجْلانَ ذا إهالَةً))([120]) .وقال الميداني: ((قولهم: سرعان ذا إهالة، أصله ان رجلا كانت له نعجة عجفاء و كانت رغامها يسيل من منخريها لهزالها، فقيل له: ما هذا الذي يسيل؟ فقال: ودكها. فقال السائل: سرعان ذا إهالة……وهو مثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته ))([121]) ذكر المجلسي غرض التعجب قي قولها(عليها السلام )التعجب من تعجيل الأنصار ومبادرتهم إلى إحداث البدع وترك السنن والأحكام، والتخاذل عن نصرة عترة سيدالأنام مع قرب عهدهم به وعدم نسيانهم ما أوصاهم به فيهم وقدرتهم على نصرتها وأخذ حقها ممن ظلمها. ولا يبعد أن يكون المثل إخباراً مجملاً بما يترتب على هذه البدعة من المفاسد الدينية وذهاب الآثار النبوية. وقد علق الشيخ شريعتمداري([122]) على ذلك : ((الظاهر أن صوغ المثل على التهكم والتسمية على الضد كما يظهر من أصله المحكى عن الفيروزآبادي. فكأن السائل يستهزئ بمن سمى الرغام أهالة يتعجب من سرعة الإنتاج قبل أوانه المتوقع. ففي ما نحن فيه كأن الصدّيقة ( عليها السلام) أرادت أنا كنا نتوقع الانتفاع من إيمان المؤمنين وشكرهم للنبی (صلى الله عليه وآله وسلم )(وهو المشبه بالإهالة) ولكن لا بهذه العجلة والسرعة فقد أدركنا خيرهم ونفعهم سريعاً عاجلاً (وهو ما أحدثوا وأبدعوا قوم منهم وخذلوا وتواكلوا قوم آخرون) وتسمية ما صدر عنهم خيراً ونفعاً على سبيل التهكم والاستهزاء. وهذه نكتة لا يستقيم ما أفاده المجلسي بدونها))([123]).
اما قولها( عليها السلام)((وَسَمَلَ جِلبْابُ الدّين))([124]) سمل الثوب كنصر ـ: صار خلقاً. والجلباب بالكسر : الملحفة. و قيل ثوب واسع للمرأة غير الملحفة. وقيل هو إزارو رداء. وقيل هو كالمقنعة تغطى به المرأة رأسها وظهرها وصدرها. وقد علق الشيخ شريعتمداري بكلام على شرح العلامة المجلسي ارتأينا ايراده في هذا الموضع (أن الجلباب هو الثوب الواسع أي الشامل لجميع البدن المحيط به) واستعماله في المقنعة الكبيرة بنحو من التجوز والمسامحة، يظهر هذا من ملاحظة موارد الاستعمال، كقوله تعالى: (….يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ…)[الأحزاب:59 ]، ولم يقل: بدنين منهن بل أتى بلفظة( على ) الدالة على الاستعلاء والإحاطة. ثم ان اضافة الجلباب الى الدين من قبيل اضافة المشبه به الى المشبه مثل لجين الماء، فكان الدين اعتبر أمراً شاملاً للامة المسلمة جميعاً يزينهم و يستر عوراتهم، کما قال تعالى (…قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ…) [الاعراف:26] . وكون التعبير بالجلباب ههنا بـملاحظة ستـره لكل من أظهر الاسلام و ان نافق بقلبه، و الدليل عليه قولها (عليها السلام ) ظهرت فيكم حسيكة النفاق([125]).
وفي قولها (عليها السلام )((وخضعت نعرة الشرك))([126]) فسر المجلسي : النُعَرة مثال هُمَزة :- الخيشوم والخيلاء والكبر أو بفتح النون نَعَرَ العرق بالدم أي فار فيكون الخضوع بمعنى السكون([127]) أو بالغين من نغرت القدر اي فارت وقال الجوهري ((نَغِرَ الرجل اي اغتاظ .قال الأصمعي:”هو الذي يغلي جوفه من الغيظ “….وقال ابن السكيت “يقال ظل فلان يتنغر على فلان، أي يتذمر عليه”))([128]).
وقد وردت في اكثر النسخ (ثغرة) وهي نُقرة النحر بين الترقوتين فخضوع ثغرة الشرك كناية عن محقه وسقوطه كالحيوان الساقط على الأرض([129])، وهذا نظير قول أمير المؤمنين علي عليه السلام :«انا وضعت كلكل العرب» أي صدورهم([130]).
وقد وردت الكثير من التراكيب المعجمية في خطبتها عليها السلام اقتصرنا على عرض اليسير إيجازا ومراعاة لمساحة البحث نسأل الله أن نكون وفقنا في عرض ما أورده العلامة المجلسي من دلالات في تفسيره لكلام السيدة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها الموسومة بــ (خطبة فدك).
الخاتمة
تناول العلامة محمد باقر المجلسي في مؤلفه (الزهراء وخطبة فدك) شرح الخطبة الفدكية للصديقة الزهراء (عليها السلام ) وبعد رحلة البحث في شرحه توصل الباحثان إلى أن العلامة اعتمد في تفسيره :
1)الأبنية الصرفية التي زخرت بها الخطبة، وقد وظفتها الزهراء توظيفا أوصل رسالتها للمتلقي القريب والبعيد، وتنوعت الأبنية الصرفية فيها بين بنية الأفعال والمشتقات وكل منها أضفى معنى دلاليا في سياقه الخطابي .
2) في الجانب الدلالي النحوي كان الذكر والحذف والتقديم والتأخير حاضرا في تعليلات المجلسي وقد تعددت أغراضه ومعانيه فقد حمل دلالات منها الاختصاص, اللوم والعتب تارة, والتهكم والتعريض تارة أخرى .
3)أما الدلالة المعجمية أو المركزية تنوعت بين التفسير بالنظير واعتماد الآيات القرآنية لتقوية التفسير فضلا عن اعتماده المعاجم في بيان المعنى الوضعي للمفردات ,والتفسير بالتضاد والمشترك اللفظي ومن الجدير بالذكر أن الزهراء( عليها السلام) اعتمدت لونا من الوان التعبير الخطابي، وهو التعبير بالأمثال وقد زخرت خطبتها (عليها السلام) بها والمجلسي كان يفسر كل مثل ويورد سبب التمثل فيه، وقد أوجزنا في انتقاء الشواهد من خطبتها (عليها السلام) إيثارا ومراعاة للمساحة المشروطة للبحث والله من وراء القصد ورضا رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
([1]) لسان العرب : ابن منظور, مادة (دلل)١١/٢٤٨-٢٤٩، وينظر: تاج العروس : الزبيدي، مادة (دلل)١٤/٢٤٢-٢٤٣.
([2]) البحث الدلالي في تفسير الميزان: د. مشكور العوادي ،٤٥.
([3]) التعريفات: الشريف الجرجاني ، ٢١٥.
([4]) ينظر: رؤية جديدة في مفهوم علم الدلالة، (بحث)، احمد جاسم نصيف الجنابي، مجلة معهد البحوث والدراسات العربية، ع١٣، العراق، 1984م، ٢٠٣.
([5]) ينظر: دلالة اللواصق التصريفية في اللغة العربية، أشواق النجار ،٢٤- ٢٥.
([7]) تسهيل الفوائد: ابن مالك ،٢٩٠.
([8]) أوضح المسالك : ابن هشام ،٣/٣٠٢
([9]) شرح الشافية : رضي الدين الاستراباذي ،١/١.
([10]) ينظر: مناهج البحث في اللغة: د. تمام حسان، 206.
([11]) ينظر: وشرح المفصل :ابن يعيش ٩/١٤ والممتع في التصريف :ابن عصفور ١/٢٠١.
([12]) ينظر: أوزان الفعل ومعانيها ، د. هاشم طه شلاش ٥٦-٧١.
([13]) الاحتجاج: الطبرسي ١/١٠١.
([14]) الزهراء وخطبة فدك : العلامة المجلسي ،٩٤
([17]) ينظر : الزهراء وخطبة فدك٩٥ .
([19]) ينظر الزهراء وخطبة فدك: ٤٧.
([20]) نهج البلاغة : أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، جمع الشريف الرضي الخطبة،٨٥.
([24]) الزهراء وخطبة فدك :١١٦.
([26]) ينظر : المبدع في التصريف : ابو حيان النحوي الأندلسي،١١٥.
([28]) ينظر: تصريف الأفعال والمصادر والمشتقات ،د. صالح سليم الفاخري ١٢٣.
([29]) ينظر : أوزان الفعل ومعانيها ٩٠.
([30]) ينظر: أدب الكاتب: ابن قتيبة ،٣٠٦.
([31]) الممتع في التصريف:١/١٨٣ .
([33]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ،١٢٢
([36]) ينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي،٤٥٠/٤
([37]) ينظر : اشراقات فكرية من انوار الخطبة، حبيب الهديبي ،١/١٢٩-١٣٠ .
([38]) الممتع الكبير في التصريف : ابن عصفور ١/٤٢ .
([39]) علم الاشتقاق نظريا وتطبيقيا: د محمد حسن حسن جبل ،١٠.
([40]) أبنية الصرف في كتاب سيبيويه: د. خديجة الحديثي ،٢٥٩ .
([43]) المهذب في التصريف : د. صلاح مهدي الفرطوسي و د. هاشم طه شلاش، ٢٥٣.
([45]) ينظر : أبنية الصرف في كتاب سيبويه ،٢٧٥
([47]) اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء (ع):العلامة التبريزي الأنصاري،٥١٥ .
([48]) الكافي في علم الصرف، د. فراس عبدالعزيز عبدالقادر الكداوي وعبد الوهاب محمد علي العدواني، ٩٠.
([49]) معاني الأبنية في العربية : د. فاضل السامرائي ٥٢ .
([51]) الزهراء وخطبة فدك: ٦٠ .
([53]) ينظر: الدرة البيضاء في شرح خطبة الزهراء، السيد هادي الصائغ٤٢٠ .
([54]) ينظر : البناء اللغوي في الأصمعيات دراسة صرفية نحوية، عصام كاظم الغالبي، (اطروحة دكتوراه) ، كلية التربية – جامعة بغداد (ابن رشد) ،٩٨.
([55]) ينظر معاني الأبنية: ٦٣ .
([57]) ينظر: اللمعة البيضاء ٤٨٥ .
([58]) ينظر: دلالة الألفاظ، ابراهيم أنيس ٤٨ .
([59]) دلائل الإعجاز: عبد القاهر الجرجاني،٦٩.
([60]) ينظر : الدلالة اللغوية عند العرب، د. عبد الكريم مجاهد ، ١٩٤.
([61]) ينظر : النحو والدلالة ،د. محمد حماسة ،٣٥-٣٦.
([62]) ينظر :الدلالة القرآنية عند الشريف المرتضى ،د. حامد كاظم عباس ،٢٣٣.
([63]) ينظر: لسان العرب : ابن منظور، مادة (حذف) ١٠/٣٨٤.
([64]) ينظر : البرهان في علوم القرآن : الزركشي :٣\١٠٢
([65]) ينظر : ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي ،طاهر سليمان حمودة،٩ ،٨٨- ٨٩ .
([67]) الكتاب : سيبويه ١/٢٥٧ومابعدها .
([69]) الخصائص: ابن جني ٢/٣٦٢ .
([71]) ينظر الزهراء وخطبة فدك:٥٧-٥٨ .
([72]) ينظر : معاني النحو، د. فاضل السامرائي٤/٢١٨
([78]) ينظر الكتاب ١/٣٤، والخصائص ١\٢٩٤-٢٩٥، واسرار البلاغة ٢-٣ .
([80]) ينظر: الصاحبي : ابن فارس ٢٠٨، وينظر: البرهان ، الزركشي٣\٢٣٣ .
([81]) ينظر : التطور النحوي للغة العربية، برجستراسر ١٣٤.
([82]) ينظر : الجملة العربية في الدراسات اللغوية، (بحث)، د .نعمة رحيم العزاوي ١٦٧، مجلة المورد، ع٣-٤، ١٩٨١م .
([84]) ينظر: التعبير القرآني : د. فاضل السامرائي ،٥٥.
([85]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ٥٩-٦٠.
([87]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ٤٧- ٤٨.
([89]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ٥٣.
([91]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ٣٣.
([92]) ظاهرة الإعراب: أحمد سليمان ياقوت ٧٧وينظر علم الدلالة دراسة وتطبيق ،نور الهدى لوشن ٨٣ .
([93]) التعريفات : الجرجاني ٦٢ وينظر: كشاف اصطلاحات الفنون : التهانوي٢\٢٨٨.
([94]) دلالة الألفاظ: ١٠٦-١٠٧ .
([95]) علم الدلالة العربي : فايز الدايه ٢٠
([96]) التحليل اللغوي في ضوء علم الدلالة :د. محمود عكاشة ١٦٠ – ١٦٨.
([97]) منهج البحث اللغوي بين التراث وعلم اللغة ، علي زوين ١٨٥ .
([98]) التحليل اللغوي في ضوء علم الدلالة ١٥٧ .
([99]) علم الدلالة التطبيقي في التراث ، د. هادي نهر١٧٧ .
([100]) علم الدلالة العربي ، فايز الدايه ٤ .
([101]) ينظر: التحليل اللغوي في ضوء علم الدلالة١٦٠- ١٦٨ .
([103]) الزهراء وخطبة فدك ٤٦ .
([105]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ٥٤ .
([107]) مجمع البحرين، الطريحي ٢/٦٥٤ .
([109]) الزهراء وخطبة فدك ٧٩ .
([110]) الصحاح: الجوهري مادة(غمز)، ١٢٤٧.
([112]) العين : الخليل, مادة (غمز) ،٣/٢٩٠ .
([113]) ينظر: التحليل اللغوي ١٧٨.
([115]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ١٢٣
([117]) ينظر: الصحاح مادة (وري): ١٢٤١- ١٢٤٢.
([119]) المثل في مجمع الأمثال: الميداني ٢/٥٢٤.(( وقال الميداني :« قال أبو زيد والاصمعي :أصله يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة ولا يريد غيرها ، فيشربها وهو في ذلك ينال من اللبن. يضرب لمن يريك انه يعينك وإنما يجر النفع لنفسه )).
([121]) مجمع الأمثال: ١/٣٣٦، رقم المثل :١٧٩٨
([122]) تعليق الشيخ محمد تقي شريعتمداري على كتاب الزهراء وخطبة فدك في نفس كتاب الزهراء(عليها السلام وخطبة فدك) ،١٠٧
([123]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك ١١٧.
([125]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك٩٠-٩١.
([127]) ينظر: الزهراء وخطبة فدك٩٠-٩١ .
([128]) ينظر الصحاح: مادة (نعر) ١١٥٠، ومادة(نغر) ١١٥٣.