مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
ادوار السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) قراءة في ضوء حياتها المعاصرة / أ.م.د. مرتضى عباس فالح
+ = -

ادوار السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) قراءة في ضوء حياتها المعاصرة

أ.م.د. مرتضى عباس فالح

المقدمة

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله. والصلاة والسلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها.

بدءاً إن حياة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حافلة بكثير من الأدوار والتجارب التي تنوعت مع وحدة هدفها وسبيلها التي كانت مؤدية الى الله تعالى وما يرضيه ، وبهذا أمكننا ذلك أن نستثمر تلك الثروة الهائلة والإرث العظيم من سيدتنا ومولاتنا الزهراء (عليها السلام) ، فجاء هذا البحث المتواضع (أدوار السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قراءة في ضوء حياتها المعاصرة) محاولاً الوقوف من خلاله على بعض من إضاءات تلك الأدوار المباركة لتنير حياتنا المعاصرة ، ومن ذلك :-

مقدمة ذكرت فيها صورة إجمالية لخطة البحث.

المحور الأول : وقد تعلق بمختصر بسيط عن ولادة ونشأة وتسمية الزهراء (عليها السلام).

المحور الثاني : تناولت فيه بعضاً من أدوارها المتنوعة مثل دورها كزوجة ومربية ومثقفة ومعينة لأسرتها ولغيرها كما في الدور الاجتماعي ، فضلاً عن الدور الفكري لها (عليها السلام).

ثم تلا ذلك خاتمة بأهم المضامين التي وقف عندها البحث ثم قائمة بمصادر ومراجع البحث ، ولا أدعي أنني أجدت ولكنني حاولت فعسى أن أوفق لخدمة النبي وآله الطاهرين (صلى الله عليه واله وسلم).

المحور الأول :-

– ولادة ونشأة السيدة الزهراء (عليها السلام) :-

ولدت من أبوين طاهرين فكان الأب الصادق الأمين والام سيدة مكة الأولى بالطهر والعفاف والايمان.

اختار الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) المرأة الصالحة وأماً صالحة لمن سيولد ، وهي السيدة خديجة (عليها السلام) فكانت أمّاً للسيدة الزهراء (عليها السلام) ، تقول الكاتبة قدرية حسين : (( وهكذا نشأت السيدة الزهراء (عليها السلام) على الكمال والفضيلة وأصبحت نبراساً للمرأة المسلمة في الحياة ، ولم يأخذها الغرور يوماً لعلو منزلتها في الاسلام ، وكانت سلسة القياد ، حلوة اللسان ، تحب معونة الفقراء ))([1]).

فما أحرانا اليوم أن نغتدي بهذه السمات التربوية (الأسرية والاجتماعية) نبدأ بهذه الصفات من انشائنا الاسرة ومن ثم تأثير ذلك في أن يتوسع بذلك ليكون له الاثر الكبير في المجتمع.

– تسميتها وحسن تلك السمية

ومن أهم تلك الاسماء (فاطمة ، والصديقة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والرضية ، والمحدثة ، والزهراء) كما أشار الامام الصادق الى ذلك ([2]).

نفهم من تلك الاسماء : ضرورة أن نحسن تسمية (أبنائنا) ووقت التسمية حيث هناك أتجاهان :-

الأول : قبل ولادته ، قال أمير المؤمنين (علبيه السلام) :-

((سموا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا (أذكر أم أنثى سموهم بالأسماء التي تكون للذكر والانثى ، فإن اسقاطكم اذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه : ألا سميتني وقد سمى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) محسناً قبل أن يولد))([3]).

الثاني :- تميل اليه الكثير من الروايات : وهو أن يسمى الولد في اليوم السابع بعد الميلاد.

عن عمار بن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :- ((وسألته عن العقيقة عن المولود كيف هي ؟ قال : إذا أتى للمولود سبعة أيام سمي بالاسم الذي سماه الله عز وجل به))([4]).

ومن الأمور التاي تنسب الى ذات الشخص اسمه واسم ابنائه فمن الضروري حينئذ أن تكون جميلة في غاية الجمال ، لأنها تعطي صاحبها السعادة والاطمئنان إن كانت تبعث الى البهجة وتعطي الشؤم اذا كانت منغرة.

وأسماء السيدة الزهراء (عليها السلام) هي مما يبعث البهجة والسعادة والاطمئنان.

بقي أن نفهم معاني تلك الاسماء وأثرها في حياتنا اليوم ، فلو لا استحقاق الزهراء (عليها السلام) لتلك المعاني أولاً ولأنها عاملة ومطبقة لمعانيها فما سميت بها ، فيجدر بنا أن نستفيد من تلك المعاني وضرورتها في حياتنا الاسرية وأثر ذلك في حياة المجتمع.

فمثلاً معنى أسم فاطمة (عليها السلام) على لسان الامام الصادق (عليه السلام) حينما أجاب من سأله عن معنى لفظة فاطمة :- مم فطمت ؟

قال : من الشرك ، ثم قال :- لو لا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) تزوجها لما كان لها كفؤ على وجه الأرض الى يوم القيامة من آدم فمن دونه ([5]).

وفضلاً عن ذلك فطم من أحب الزهراء (عليها السلام) من النار كما أشار الى ذلك الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله :-

((سميت ابنتي فاطمة لان الله عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار))([6]).

وهذا الحب يعني العمل أسرياً وأجتماعياً والاقتداء بسلوكها واقوالها لنكون مفطومين من النار مع مولاتنا السيدة الزهراء (عليها السلام).

وقد ذكر ابن مجد العسقلاني بأن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) قال ((فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار))([7]). وهذا معناه جليل الاخلاق والنشأة وطيب المولد والسلوك فضروري أن نلتمس ذلك في إنشاء الاسر من قبل اختيار الزوجة واثناء ذلك وبعد ذلك أثار ذلك في المجتمع.

ومن أسمائها (عليها السلام) : البتول :- ومن أهم معانيها القطع / لإنقطاعها (عليها السلام) عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً وقيل معناه (لإنقطاعها عن الدنيا الى الله تعالى)([8]).

نستفيد من ذلك ضرورة الالتزام بالأخلاق العالية والابتعاد عن الدنيا والاقتراب الى الله تعالى بما يحب ويرضى.

وقيل في معنى (الزهراء) (عليها السلام) كما ذكر الامام الصادق (عليه السلام) :- ((لأنها كانت اذا قامت من محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض))([9]).

هذا جاء من التزامها ودينها وسلوكها واقوالها الصالحة ، وهذا نحتاجه اليوم.

فضلاً عن كنيتها بـ(أم أبيها) دلالة على مدى برها وعنايتها ودورها الكبير في حياة والدها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)([10]).

وهذا له أثره في حياتنا من حيث ضرورة البر بوالدينا وبجميع أفراد أسرنا وأفراد مجتمعنا.

المحور الثاني :-

أدوار السيدة الزهراء (عليها السلام).

كانت تؤدي دورها برعاية الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والعناية به عندما كانت قريش تحاربه وذلك قبل زواجها وبعده وكذلك دورها في الدفاع عن إمامها وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) وكيف خرجت فخطبت في القوم (خطبتي : خطبة الدار مع نساء المهاجرين والانصار ، وخطبة المسجد).

وهذا فيه كثير من المعاني الاسرية والاجتماعية في ضرورة الدفاع عن الرسالة والدين ، وعن الامامة ، وعن الامام حياً وميتاً وغائباً وحاضراً ، وعمن ينوب عن الإمام (عجل الله فرجه) فالسيدة الزهراء (عليها السلام) كانت تحمل هذا الدين وتحميه وهذا دور كبير جداً له اثره في انشاء اسرة ومجتمع صالحين يهيئان لظهور الامام (عجل الله فرجه).

الدور الاسري للسيدة الزهراء (عليها السلام) :-

السيدة الزهراء (عليها السلام) بعظيم تربيتها ونشأتها كانت زوجة مثالية في بيت زوجها الامام (عليه السلام)([11]) بعيداً عن البهارج والزخارف الدنيوية في ما يحصل في الاعراس فضلاً عن التقاليد والاعراف غير المقبولة من غلاء المهور وعدم اختيار الرجل الصالح للمرأة وعدم الاعتناء برعاية حال المتقدم للزواج من النواحي المادية وغيرها كل ذلك وغيره له وجوده الاجتماعي في حياتنا وما ينتج بعد ذلك من نتائج وخيمة من قبيل :-

– عدم وجود الذرية أصلاً بتأخيرها لحكمة لا يعلمها الا الله تعالى.

– وكذلك قد تكون الذرية غير صالحة.

– وقد تسودنا الامراض الخبيثة وغيرها فضلاً عن الأمراض المعنوية مثل (الغيبة ، والنميمة ، والحسد ، والربا) كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) تعمل في بيتها بما عليها من واجبات من (باب الدار) الى (داخل الدار) ومن الباب الى (خارج الدار) على الامام علي (عليه السلام) وكل منهما (عليهما السلام) يهيئ الاجواء المناسبة لذلك كله وهذا فيه معنى الصبر وتربيتها الصالحة لأولادها مع طاعتاها واعانتها لزوجها (عليها السلام).

إن هذا لم يتأت من فراغ بل مما كانت تملكه الزهراء (عليها السلام) من معرفة وثقافة فقد كانت (عليها السلام) متعلمة ومستلهمة ومستفيدة من أبيها الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ومن زوجها وامامها امير المؤمنين (عليه السلام) وكيف استقت من القرآن الكريم علمها ومعرفتها فما بذرته من تربية صالحة في أولادها (عليهم السلام) وكذلك ما قالته وطرحته من معانٍ قرآنية في خطبتها وأدعيتها (عليها السلام) وهذا له دور مهم في قوة شخصية المرأة وقدرتها على إدارة اسرتها ومواكبة عصرها من جميع النواحي.

وقد أكدت (عليه السلام) على مسألة مهمة أيضاً وهو أن الانسان لابد أن تكون له (وصية) والسيدة الزهراء (عليها السلام) وصية الامام علياً (عليه السلام) ووصيتها معروفة في مسألة تشيعها ودفنها وعدم الاستدلال على قبرها وغير ذلك مما ذكره (د. حسن عيسى الحكيم)([12]).

من ذلك نفهم ضرورة أن يترك الناس عموماً وصية بعد موتهم لما (عليهم) وما (لهم) وهذا يسير الحياة الاسرية والاجتماعية بشكل صحيح.

سألها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) عن زوجها الامام علي (عليه السلام) فأجابت : إنه خير زوج ، وعندما سأل زوجها الامام علي (عليه السلام) عنها : أجاب (عليه السلام) :- نعم العون على طاعة الله ([13]).

وفي ذلك معانٍ كبيرة ، منها أن الزهراء (عليها السلام) لم تعط بزوجها أمام أبيها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ومع إنه لم يصدر عن الإمام ما يسيء للسيدة الزهراء (عليها السلام) ولا ما يسيء له هو (عليه السلام) وكذلك لم يعط هو (عليه السلام) بالسيدة الزهراء (عليها السلام) فضلاً على أن كلمة (خير) تعني الافضلية في كل ما يتعلق بصفات الزوج ، وكذلك التي تكون عوناً على طاعة الله تعالى فهي خير النساء وفي ذلك آثار عظيمة في حياتنا المعاصرة.

كانت تقوم بأعمال ملائمة لها وتعطي وقتاً للعبادة والتبليغ وتربية الأولاد ، وهذا لا يعني الابتعاد او الاخلال بمسؤولياتها في البيت بل هي مسألة ترتيب الامور ونظمها ([14]).

– الدور الاجتماعي للسيدة الزهراء (عليها السلام) :-

– كانت تعلم النساء وترد على اسئلتها الشرعية. كما روى الامام الحسن العسكري (عليه السلام) : – (( حضرت امراة عند الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) فقالت ان لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في امر صلاتها شيء ، وقد بعثتني اليك اسالك ، فاجابتها فاطمة (ع) عند ذلك ، فثنت فاجابت ثم ثلثت الى ان عشرت فاجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا اشق عليك يا ابنة رسول الله ، قالت فاطمة (ع) هاتي وسلي عما بدا لك ، ارايت من اكتري يوما يصعد الى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة الف دينار يثقل عليه ؟ فقالت لا . فقالت اكتريت انا لكل مسالة باكثر من ملئ ما بين الثرى الى العرش لؤلؤاً فاحرى ان لا يثقل علي ، سمعت ابي ( صلى الله عليه واله وسلم ) يقول : ان علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في ارشاد عباد الله حتى يخلع على الواحد منهم الف الف حلة من نور ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : ايها الكافلون لايتام ال محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، الناعشون لهم عند انقطاعهم عن ابائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم والايتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من اولئك الايتام على قدر ما اخذوا 
عنهم من العلوم حتى ان فيهم يعني الايتام لم يخلع عليه مائة الف خلعة 
وكذلك يخلع هؤلاء الايتام على من تعلم منهم ، ثم ان الله تعالى يقول :
 اعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للايتام حتى تتموا لهم خلعهم ، وتضاعفوها لهم فيتم لهم ما كان لهم قبل ان يخلعوا عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من يليهم ممن خلع على من يليهم . وقالت فاطمة (ع) : يا امة الله ان سلكة من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس الف مرة وما فضل فانه مشوب بالتنغيص والكدر )) .

– فضلاً عن المعونة المادية ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً))([15]).

((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ))([16]).

وهذا ينبئ عن مساعدتها (عليها السلام) للمجتمع وهنا إشارة لمساعدة المفقران ومساعدة ايتام آل محمد مادياً ومعنوياً.

وهذا الدور مع غيره يتضافر مع بقية الأدوار بل ويتداخل معها فمادته ماثلة في بقية الادوار للسيدة الزهراء (عليها السلام).

– الدور الفكري للسيدة الزهراء (عليها السلام) :-

استقت علمها من أبيها النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ومن زوجها الامام علي (عليه السلام) وذلك واضح بإشاراتها في خطبة المسجد الى معانٍ مهمة مثل :

التوحيد :- (وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الاخلاص وتأويلها ، وضمن القلوب موصولها ، وأنار في التفكر معقولها،…).

العدل :- (والعدل تنسيقاً للقلوب،…).

وهذا يعني أنها على معرفة ومنزلة من الفكر الذي له أثر في أسرتها والمجتمع.

– إفادتها من معاني القرآن الكريم مثل :-

أ- ركنتم على شفا حفرة من النار :- اشارة الى قوله تعالى ((وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا))([17]).

ب- قولها (عليها السلام) وغن تعجب فعجب قولهم :- وهذا من قوله تعالى ((وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ))([18]).

– افادتها من علم الحديث بروايتها عن أبيها المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم).

– لها دور في الدعاء مثل (أدعية الأيام) كما في دعاء يوم الأحد ، إذ تقول (عليه السلام) : (( اللهم اجعل اول يومي هذا فلاحاً ، وآخره نجاحاً ، وأوسطه صلاحاً…))([19]).

فهنا إشارة منها (عليها السلام) الى مسألة تنظيم الوقت خلال اليوم فضلاً عن نوعية العمل الذي يفترض أن يعمله الانسان والذي يؤدي بدوره الى النتائج التي طرحتها السيدة الزهراء (عليها السلام) مثل (الفلاح ، والنجاح ، والصلاح) وهذه النتائج إنما هي مترابطة مع بعضها ليكون الاستثمار الحقيقي للوقت خلال اليوم الواحد.

وفي دعاء اخر وهو دعاء يوم الاثنين تقول (عليها السلام) :- ((اللهم اني اسالك قوة في عبادتك / وتبصراً في كتابك ، وفهماً في حكمك…))([20]).

وهنا تشير (عليها السلام) الى ضرورات مهمة يجب ان نعمل على ايجادها في انفسنا لنقوى على العبادة ومعرفة كتاب الله العزيز ، وفهم حكمه تعالى في حياتناكلها ، وغير ذلك من أدعيتها (عليها السلام) التي تستلهم الدروس الكثيرة والمنظمة لحياتنا.

الخاتمة

ومما تقدم يمكن ان يتوصل الى امور عدة من أهمها :-

– تعلمنا السيدة الزهراء (عليها السلام) كيف نطلع على الاسلام ومن أية نافذة وهي تبين فلسفة أحكام الاسلام بقولها ((فجعل الله الايمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق ، والصيام تثبيتاً للإخلاص)).

– تعلمنا (عليها السلام) كيفية معالجة الفرقة بين المسلمين وتوحيدهم فقالت (عليها السلام) :- ((فجعل الله طاعتنا نظاماً للملة ، وإمامتنا أماناً للفرقة)).

– باستعراض حياة السيدة الزهراء (عليها السلام) وأدوارها الاجتماعية والاسرية وغير ذلك من الادوار التي لها الاثر الكبير في حياتنا الاسرية والاجتماعية ، فمثلاً ما نعرفه من أن يوم الزهراء (عليها السلام) تشكل فرقاناً لتمييز المنقلبين على الرسالة من الثابتين عليها وهذا في اطار الحرب على التأويل ، وهذا يبين واجبها تجاه دينها ورسولها وامامها (صلى الله عليه واله وسلم).

– هي الزوجة الصالحة وهذا ما يمكن أن نلمحه مما قالته في ساعاتها الاخيرة :- (( يا ابن العم هل عهدتني كاذبة أو خائنة أو خالفتك منذ عاشرتني؟)).

وهنا (عليها السلام) تبين الصفات الواجب على الزوجة والرجل كذلك الابتعاد عنها ومنها : ( الكذب والخيانة والمخالفة وسوء العشرة) ونلاحظ كذلك كيف انها (عليها السلام) بدأت بمخاطبة زوجها بـ(يا ابن العم) وهذا أدب رفيع يجب ان نتربى عليه جميعاً في آداب الكلام.

– هي العابدة والمكثرة بالدعاء لغيرها قبل نفسها وأهل بيتها (عليها السلام) وهذا ما أرشدنا اليه الامام الحسن (عليه السلام) حينما رآها في محراب عبادتها تصلي وتدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر من الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء فيقول الامام الحسن (عليه السلام) قلت لها :- (( يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت : يا بني الجار ثم الدار)) وهذا ايثار وادب رفيع.

قائمة المصادر والمراجع

أولاً – القرآن الكريم.

ثانياً – المصادر والمراجع.

1. اعلام الورى بأعلام الهدى : الفضل بن الحسن الطبرسي ، مطبعة الحيدري ، طهران ، 1338هـ.

2. الاغاني : علي بن الحسين الاصبهاني ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1407هـ/1986م.

3. تذكرة الخواص : سبط ابن الجوزي ، المطبعة العلمية ، النجف ، 1396هـ.

4. خطاب المرحلة : سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ، ط1 ، دار الصادقين ، 1433هـ/2012م.

5. دلائل الإمامة : محمد بن جرير الطبري ، المطبعة الحيدرية ، ط2 ، النجف الاشرف ، 1383هـ/1963م.

6. شهيرات النساء في العالم الإسلامي : قدرية حسين ، تعريب عبد العزيز امين الخانجي ، مطبعة السعادة ، مصر ، 1334هـ ، 1924م.

7. الصحيفة الفاطمية الكاملة : حسن آل عصفور ، ط2 ، دار التفسير ، قم ، 1425هـ/2004م.

8. الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة : أحمد بن حجر العسقلاني ، دار الطباعة المحمدية ، القاهرة ، 1375هـ.

9. عبقرية مبكرة لأطفالنا : د. توفيق بو خضر ، ط2 ، دار المحجة البيضاء ، بيروت ، 1429هـ/2008م.

10. فاطمة الزهراء (عليها السلام) شهاب النبوة الثاقب :الاستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم ، ط1 ، انتشارات المكتبة الحيدرية ، مطبعة شريعة ،1330هـ – ق.

11. مقتل الحسين : الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي ، مطبعة الزهراء ، النجف ، 1367هـ/1948م.

12. مناقب آل ابي طالب : محمد بن علي بن شهر آشوب ، المطبعة العلمية ، قم ، د.ت.