مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
فاطمة (عليها السلام) في القرآن
+ = -

فاطمة (عليها السلام) في القرآن

مما يدل على عظم شأن الصدّيقة الزهراء (عليها السلام) وارتفاع مكانتها عند الله جل جلاله، هو نزول الكثير من آيات القرآن الكريم في شأنها، وأشادت العديد منها إلى فضائلها وخصالها الحميدة.

ففي الحديث عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)صلّى صلاة الفجر ثم استوى في محرابه كالبدر في تمامه، فقلنا: يا رسول الله إن رأيت أن تفسّر لنا هذه الآية، قوله تعالى: (فاُولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين((61).

فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «أمّا النبيون فأنا، وأمّا الصدّيقون فعلي بن أبي طالب، وأمّا الشهداء فعمّي حمزة، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وولداها الحسن والحسين (عليهم السلام)». فنهض العباس من زاوية المسجد إلى بين يديه(صلى الله عليه وآله وسلم)وقال: يا رسول الله ألست أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من ينبوع واحد؟

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «وما وراء ذلك يا عمّاه»؟

قال: لأنك لم تذكرني حين ذكرتهم، ولم تشرّفني حين شرّفتهم.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عمّاه أمّا قولك أنا وأنت وعلي والحسن والحسين من ينبوع واحد فصدقت، ولكن خلقنا الله نحن حيث لا سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا عرش ولا جنة ولا نار، كنا نسبّحه حين لا تسبيح، ونقدّسه حين لا تقديس، فلمّا أراد الله بدء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش، فنور العرش من نوري ونوري من نور الله وأنا أفضل من العرش، ثم فتق نور ابن أبي طالب فخلق منه الملائكة، فنور الملائكة من نور ابن أبي طالب ونور ابن أبي طالب من نور الله ونور ابن أبي طالب أفضل من الملائكة، وفتق نور ابنتي فاطمة منه فخلق السماوات والأرض، فنور السماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ونور فاطمة من نور الله وفاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثم فتق نور الحسن فخلق منه الشمس والقمر، فنور الشمس والقمر من نور الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر، ثم فتق نور الحسين فخلق منه الجنة والحور العين، فنور الجنة والحور العين من نور الحسين ونور الحسين من نور الله والحسين أفضل من الجنة والحور العين، ثم إنّ الله خلق الظلمة بالقدرة فأرسلها في سحائب البصر، فقالت الملائكة: سبّوح قدّوس ربنا مذ عرفنا هذه الأشباح ما رأينا سوءً فبحرمتهم إلاّ كشفت ما نزل بنا. فهنالك خلق الله تعالى قناديل الرحمة وعلّقها على سرادق العرش. فقالت: إلهنا لمن هذه الفضيلة وهذه الأنوار؟ فقال: هذا نور أمتي فاطمة الزهراء (عليها السلام) فلذلك سمّيت أمتي الزهراء لأنّ السماوات والأرضين بنورها ظهرت، وهي ابنة نبيي وزوجة وصيي وحجّتي على خلقي، اُشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها إلى يوم القيامة.

فعند ذلك نهض العباس إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقبّل ما بين عينيه وقال: يا علي لقد جعلك الله حجّة بالغة على العباد إلى يوم القيامة (62).