المحور السياسي في سيرة السيدة فاطمة عليها السلام
إعداد
طـه حســين
07711130435
المــقدمــة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء محمد وآله الطيبين الطاهرين
عندما نتبحر في حياة السيدة الزهراء نجد العناية التي أولاها النبي الاكرم لا لكونها قد فقدت أمها السيدة خديجة بل لكونه كان على علم ودراية ان لفاطمة دور مهم وحلقة من حلقات المرحلة التي كانت بعد شهادة النبي الأكرم فكان لابد من إعدادها لهذه المرحلة حتى تكشف الضبابية التي وقعت على الأمــــة ، وتبين بدون خوف أو وجل من كان على نهج أبيها ومن أنحرف عنه ، وقد أوضحنا في هذا البحث المتواضع مكانة الزهراء عند رسول الله من خلال أفعاله وأقواله والذي برهن من خلالها ان فاطمة معصومة بالعصمة المطلقة وهذه العصمة تعد حاكمة على الأمة في أي حكم صادر منها وعلى الأمة الانصياع لكل أحكام المعصوم حتى تتجنب الانحراف .
وقد حاولنا الاختصار قدر الإمكان في هذا البحث مع بيان جزء من مظلوميتها فضلا عن المواقف التي أتخذت ضدها حتى يتم إسكاتها عن المطالبة بالحق الشرعي ، لذلك مضى القوم بمشروعهم وحالوا بين الوريث الشرعي للنبي الاكرم وبين الأمة الفاقدة لبوصلة القيادة الحقة وبذلك حُرِمَّ المجتمع الإسلامي من الماء الغدق والذي لم يتمكن الانقلابيون _ والذين في رؤوسهم خطة _(1) من استسقائه للأمة لكونهم ” بين حاذفٍ وقاذِف ” (2)
المحور السياسي في سيرة السيدة فاطمة
لا يعرف البشر في تاريخ الكون سيدة فاقت النساء والرجال في كل ما يقال له فضيلة، ولا يعرف الانسان حتى اليوم موجوداً أنثى توفرت فيها صفات أمتازت بها عن جميع الخلق غير الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ابنة سيد الانبياء وأحب الخلق أليه وبضعته وريحانته والتي دخلت في ساحة العمل والخدمة للإسلام ولم تبلغ من العمر عشرا(3) .
عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: “ما رأيت احداً من خلق الله اشبه حديثاً ولا كلاماً برسول الله من فاطمة ” ( 4).
“وكانت اذا دخلت عليه أخذ بيدها فقبَّلها ورحب بها واجلسها في مجلسه، وكان اذا دخل عليها قامت أليه ورحبت به وأخذت بيده فقبلتها”(5 ).
نجد ان هذه العلاقة لها مديات وأبعاد كثيرة في حياة النبي الأكرم ، لكن الملفت للنظر هو قيام النبي بشخصه ووقوفه لاستقبال بضعته عند وفودها عليه، وقد يسأل البعض عن هذا الوقوف؟ فيقال ان العاطفة قد دفعت رسول الله إلى هذا الفعل ، ولاسيما انها ابنته الوحيدة
لكن الحقيقة غير ذلك فقد ينطبق هذا على شخص آخر وليس على شخص خاتم الانبياء الذي كان يريد “التأكيد على ان قيام النبوة العظمى لها انما هو قيام لما تمثله الزهراء من دور في مسيرة النبوة الكبرى بالإضافة إلى استحقاقها الذاتي للاحترام والتقديس باعتبارها معلماً من معالم الاسلام”( 6) وقد أطلق النبي الأكرم من فمه الطاهر ولسانه الذي لا ينطق عن الهوى حزمة من الاحاديث الشريفة بحق السيدة فاطمة تبين عظيم حبه لها كقوله : “فاطمــة بهجــة قلبــي”( 7)
وفي لفظ آخر “روحي التي بين جنبَيْ” (8 ) وكذلك قولــــه: “هي نور عيني وثمرة فؤادي وهي الحوراء الأنسية” ( 9).
وهذه العاطفة المتدفقة جعلت عائشة في حيرة من أمرها وان سؤال كان يختلج في صدرها عن سر هذه العلاقة لكنها سرعان ما سألت رسول الله : أتحبها يا رسول الله؟ قال: “أما والله لو علمتِ حبي لها لازددتِ لها حباً”(10).
ولم يكتفِ رسول الله بحبه لابنته بل يعمل على تبيان الآثار المترتبة على حبها ومودتها كما في قوله لسلمان: “يا سلمان من أحب فاطمة فهو في الجنة معي ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والحشر والصراط والحساب، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ومن رضيت عنه رضي الله تعالى عنه”(11)
كما ورد عن ابن عباس انه قال: “كان رسول الله إذا قدم من سفر قبلَّ رأس فاطمة “(12 ) بل يربط رضا فاطمة برضاه وسخطها بسخطه وحب فاطمة بحبه كقوله : “رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، من أحب فاطمة أبنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد اسخطني” (13 ).
“وهذا يدل على عصمتها لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذيا له على كل حال، بل كان متى فعل المستحق من دمها أو اقامة الحد -إن كان الفعل يقتضيه- ساراً له ومطيعاً. على إنا لا نحتاج -فيما يريده- إلى أن ننبه على القطع على عصمتها، بل يكفي في هذا الموضع العلم بصدقها فيما أدعته، وهذا لا خلاف فيه بين الامة، لان أحداً لا يشكك في انها عليها السلام لم تدع ما ادعته كاذبة، وليس بعد أن لا تكون كاذبة إلا ان تكون صادقة”( 14)
وقد علق ابن حجر على كل من يؤذي فاطمه أو يسخطها قائلا: “وفي الحديث تحريم أذى من يتأذى النبي بتأذيه، لان أذى النبي حرام اتفاقاً قليله وكثيره، وقد جزم يؤذيه ما يؤذي فاطمة ، فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فهو يؤذي النبي ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد” (15 ).
وقد كان لبيت فاطمة قداسة ووقع خاص في قلب رسول الله حتى أنه كان يمر على دار فاطمة ويأخذ بعضادتي الباب ثم يقول: “السلام عليكم اهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله” ويتلو قوله تعإلى: {إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}(16) وقد اختلفت الروايات في مدة قيام النبي بهذا الفعل حتى وصلت إلى سبعة عشر شهراً”( 17) وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قالا: ” قرأ رسول الله هذه الآية: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}(18) فقام أليه رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال: بيوت الأنبياء فقام إليه ابو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها ـلبيت علي وفاطمة ـ قال: نعم من أفضلها”(19 ). وقالت ام سلمة: “في بيتي نزلت{إنّما يُريــدُ اللهُ لِيُــذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُـمْ تَطْـهِيراً} ( 20) فارسل رسول الله إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين ، فقال:هؤلاء اهل بيتي”(21) وليس من المنطقي ان يكون فعل النبي بمحض العاطفة، ولكنه أراد عن علم وقصد أن يؤسس لفكرة ان هذا البيت قد علا شأنه لما سوف يكون له من أثر كبير في أدامة النهج المحمدي الاصيل وذلك من خلال ذهاب الرجس عن هذا البيت الذي ضمَّ بين جدرانه الاربعة علي وفاطمة والحسن والحسين ، فكان لابد من لفت الأنظار إليه ولاسيما الصحابة وذلك لأثبات الحجة وتعريفهم بمن سوف يكون له الأحقية في قيادة الأمة .
وقد زاد الله سبحانه وتعالى من هيبة وسؤدد هذا البيت عندما أمرَّ نبيه الكريم بالأستئذان قبل الدخول وإن كان بيته، أو من كانت في الدار بضعته، بل وان كان نبيا ومن أولوا العزم بل وسيد الانبياء وخاتمهم، فعن جابر بن عبد الله الانصاري قال: “خرج رسول الله يريد فاطمة -وأنا معه- فلما انتهيت إلى الباب وضع يده عليه فدفعه ثم قال: السلام عليكم، فقالت فاطمة : عليك السلام يا رسول الله، قال: أَدخْل؟ قالت: ادخل يا رسول الله، قال: ادخل انا ومن معي؟ فقالت: يا رسول الله ليس عليَّ قناع، فقال: يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فقنعي به رأسكِ ، ففعلتْ…”(22).
بل نجدها موضع فخر لعلي عليه السلام حيث يقول: “وانا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة النقية الزكية البرة المهدية حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله” ( 23)
ولم يقف مقام فاطمة عند هذا الحد بل نجد علي يقول: “سمعت رسول الله يقول: اذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر”(24 ).
وكانت كأبيها فصيحة بليغة غزيرة العلم، فإذا خطبت أتت بالدر المنثور( 25).
وامام كل هذا وذاك فاللسان عاجز حتما عن الأتيان بما يليق وشأن شخصيتها الفذة التي تجلت فيها القيم الألهية، والقلم قاصر حقاً عن ايراد ما يناسب شأو ما حباها الله من فضائل جمة فكانت بحق سيدة نساء العالمين( 26) . ولم تكن فاطمة في معزل عن أبيها رسول الله سواء اثناء حياته وفي فترة مرضه ، حتى ان عائشة عندما سئلها معاذ قائلا: كيف وجدت رسول الله عند وجعه ووفاته؟ فقالت: يا معاذ ما شهدته عند وفاته، ولكن دونك هذه فاطمة ابنته فسلها(27 ).
بل كانت كلما تسمعه يتأوه قائلاً: “وا كرباه” حتى تجيبه ببكاء فتقول:” واكربي لكربك يا أبتِ”(28 ).
كما نجدها ملتصقة بأبيها في ساعاته الاخيرة فقد روت عائشة: ان رسول الله قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة : يا بنيـة احني علي فأحنت عليه فنـاجاها ساعة ثم انكشفت وهـي تبــكــي(29)
فتأثر النبي لهذا الموقف قائلاً لها: ” يا فاطمة لا تبكين فداكِ ابوكِ فأنتِ أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة”( 30)
وعن أنس بن مالك قال: “لما فرغنا من دفن رسول الله أقبلت عليَّ فاطمة فقالت: لا يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على وجه رسول الله التراب، ثم بكت ونادت: يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه من ربه ما أدناه، يا أبتاه مَنْ ربهُ ناداه، يا أبتاه! إلى جبرئيل ننعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه”(31).
كما نجد لها خطاب آخر مع علي عليه السلام بعد انتهاء مراسيم دفنه ، فقالت: “كيف طابت قلوبكم ان تحثوا التراب عليه، أليس كان نبي الرحمة؟ قال: نعم ولكن لا مرد لأمر الله”( 32).
وقد وقفت على قبر ابيها ، فقالت:
“إنا فقدناك فقد الارض وابلها وغابْ مُذْ غبت عنا الوحي والكتب
فليت قبلك كان الموت صادفنــا لما نعيت وحالت دونك التـرب”( 33)
“ثم لم تقف الحوادث عند هذا الحد الرهيب، بل عرضت الزهراء لخطب آخر قد لا يقل تأثيراً في نفسها الطهور، وأيقاداً لحزنها وأذكاء لأساها عن الفاجعة الاولى كثيراً وهي خسارة المجد الذي سجلته السماء لبيت النبوة على طول التاريخ، وأعني بهذا المجد العظيم سيادة الامة وزعامتها الكبرى، فقد كان من تشريعات السماء أن يسوس آل محمد أمته وشيعته لانهم مشتقاته ومصغراته، واذا بالتقدير العاكس يصرف مراكز الزعامة عن أهلها، ومناصب الحكم عن أصحابها، ويرتب لها خلفاء وأمراء من عند نفسه. وبهذا وذاك خسرت الزهراء أقدس
النبوات والابوات، وأخلد الرئاسات والزعامات بين عشية وضحاها”( 34).
“الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي عليه السلام والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث اليهم ابو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له: إن ْ أبوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على ان يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة ، فقالت: يا بن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم او تدخلوا
فيما دخلت فيه الامة….”(35).
ويا ترى هل إصرار عمر بن الخطاب على مبايعة ابي بكر هو من أجل الفات نظر علي وفاطمة إلى ضرورة وجود بيعة في عنقهم حتى لا يموتوا ميتة جاهلية امتثالاً للحديث الشريف “من خرج من الطاعة وفرَّق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية”( 36).
أم أن القضية تتعدى هذا الغرض من أجل إسباغ الشرعية على حكومة تم تشكيل هيكليتها في غلس الليل ولاسيما إن الذي يراد أخذ البيعة منه كان هو المرشح الوحيد في حوزة النبي الاعظم وهذا ما نطق به ابو قحافة عندما علمَّ بتسنم ولده منصب الخلافة قائلاً: “لقد ظلموا علياً حقه وقد بايع له النبي وأمرنا ببيعته”( 37) .
وقد ذكرت المصادر التاريخية أن عمر بن الخطاب كان له دور فعال في تحصيل البيعة لابي بكر بتفصيل أوسع، فقد حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم: “انه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في امرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله ، والله ما أحد أحب إلينا من أبيكِ وما من أحدٍ أحب إلينا بعد أبيكِ منكِ، وأيمْ الله ما ذاك بمانعي أن اجتمع هؤلاء النفر عندكِ أن آمربهم أن يُحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاؤوها فقالت : تعلمون ان عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنَّ عليكم البيت وأيم الله ليمضينَّ لما حلف عليه”( 38) .
وهذا النص يدعو للدهشة فكيف يكون رسول الله أحب الناس إلى عمر بن الخطاب، لكن هذا الحب لا يمنعه من حرق البيت وإن كانت فيه فاطمة ، ولم نجد إمتثال القوم لقوله : “المرء يحفظ في ولده”( 39)، بل “توعد من لجأ إلى دار فاطمة من الهاشميين واخرجهم منها”(40).
كما أن البلاذري يذكر: “ان عمر بن الخطاب كانت بيده فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب، اتراك محرقاً عليَّ بابي؟ قال: نعم”( 41).
كذلك نجد ابن قتيبة يذكر تهديد عمر بن الخطاب قائلا: “لتخرجنَّ أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا ابا حفص، أن فيها فاطمة؟ فقال: وإنْ“(42 ) وهكذا نجد عمر بن الخطاب أستمر في سياسة الضغط لإجبار منْ في الدار على أخذ البيعة لابي بكر، “ولولاه لم يثبت لابي بكر امر ولا قامت له قائمة“( 43) وبدأ الهجوم وأخذ نواحي شتى، فقد وردت في كثير من المصادر التاريخية على: ان عمر رفس( 44) فاطمة حتى اسقطت بمحسن(45 ).
كما ذكر الصفدي على: “إنْ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتـى ألقت المحسن من بطنها“(46 )
كما نجد الشهرستاني يقول: “إن عمراً ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين “(47)
وعن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله قال: “قبضت فاطمة في جمادي الآخر يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة، وكان سبب وفاتها ان قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً” (48)
لكن المفارقة في هذا الحديث هو ان ابن سنان هل هو محمد بن سنان؟ أم عبد الله بن سنان؟ وهنالك بون شاسع بينهما، لكون محمد بن سنان ضعيف وهو من الكاذبين المشهورين( 49)، بينما عبد الله بن سنان ثقة لا يطعن عليه في شيء( 50) . كما إن الروايات الآنفة الذكر قد أجمعت على ان الهجوم على بيت فاطمة أودى بحياة جنينها المسمى(المحسن)، لكن الشيخ المفيد (رض) عندما يذكر أولاد علي فانه يعدُهمْ حتى يصلوا إلى سبع وعشرون ما بين ذكرا وأنثى، ويقول: وفي الشيعة من يذكر ان فاطمة اسقطت ذكراً كان سماه رسول الله -وهو حمل- محسناً فعلى قول هذه الطائفة اولاد أمير المؤمنين ثمانية وعشرون، والله أعلم(51 ) لكننا نجد أكثر من مؤرخ يذكر وجود المحسن من بين أولاد علي ، منهم ابن اسحاق حيث يذكر الرواية الآتية: “حدثنا يونس، عن يونس بن عمر عن أبيه عن هاني ابن هاني، عن علي قال: لما ولد حسن سميته حرباً قال: فجاء رسول الله ، فقال: أروني ابني ماذا سميتموه؟ فقلت : سميته حرباً فقال رسول الله لا ولكن اسمه حسن. فلما ولدت حسينا سميته حربا ً فجاء رسول الله فقال: اروني ابني ماسميتموه؟ فقلت: سميته حرباً فقال: لا ولكن اسمه حسيناً، فلما ولد الثالث، سميته حرباً فجاء رسول الله فقال: أروني ابني ماذا سميتموه؟ فقلنا: سميناه حرباً فقال: لا ولكن اسمه محسن“(52 ).
كما يذكر الطبري اولاد فاطمة قائلاً: “وكان لها من الولد الحسن والحسين ويذكر انه كان لها منه أبن آخر يسمى محسناً توفي صغيراً”( 53).
كما نجد ذكر المحسن عند القلقشندي حيث يقول: “وكان له من الولد أربعة عشر ذكراً منهم الحسن والحسين ومحسن من فاطمة بنت رسول الله “( 54).
لكن هذا لا يمنع ان لم يكن هناك إسقاط لجنينها، فعلى أقل تقدير كان هناك إحراق لباب فاطمة وتهديد ووعيد لأهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وهذا هو رسول الله لم ينبت الربيع على دمنته (55 )، “والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يُقْبَر”(56 ).
والذي يبين امتعاضها انها خاطبت من اعتدى عليها وظلمها قائلة: “لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم، تركتم رسول الله جنازة بين ايدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، وصنعتم بنا ما صنعتم، ولم تروا لنا حقاً”( 57) والذي يؤيد أن هناك اقتحام لبيت فاطمة هو تصريح أبي بكر في ساعات احتضاره قائلاً: “اني لا آسي على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت اني تركتهن: فوددت أني لم اكشف بيت فاطمة وإن غلقوه على الحرب”( 58) وفي رواية أخرى بنفس المضمون قال ابو بكر في ساعات احتضاره: “فليتني تركت بيت علي وإن كان أعلن على الحرب“( 59) .
وسمي البيت هنا بيت علي ، تهرباً من ذكر بيت فاطمة التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، غافلاً أو متغافلاً عن ان بيتهما واحد، وهما في الحرمة سيان وبيتهما من أفاضل البيوت التي أمرَّ الله سبحانه وتعإلى بأن تصان حرمتها ويعرف قدرها(60 ).
ولا غرابة لو رأينا التعتيم والغموض يلف قضية موت المحسن سقطاً، فالحكومات المتعاقبة من بعد النبي الأكرم ، والتي استحوذت على الحكم بالقوة، كلها تناويء المحسن وآله أماً وأباً ومن يمت إليه نسباً، فكيف يتوقع من الرواة من أن يذكروا الحدث كما حدث، وهو حدث مريع وفظيع وذكره يقلقل أحشاء الحاكمين، وينسف مقولة شرعية حكم الظالمين( 61) .
وكل ماحدث على سيدة نساء العالمين لم يؤخذ بعين الاعتبار ، بل نجد أن هناك من يهتم بغيرها ويحسب لها الحسابات البعيدة المدى “فقد خطب عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت ابي بكر، وهي صغيرة فارسل عمر إلى عائشة ، فقالت: الأمر إليَك، فلما ذكرت ذلك عائشة لام كلثوم، قالت: لا حاجة لي فيه! فقالت عائشة : أترغبين عن أمير المؤمنين؟ قالت: نعم إنه خشن العيش، شديد على النساء! فأرسلت عائشة إلى المغيرة بن شعبة فأخبرته فقال لها: إنا سأكفيكِ! فأتى عمر فقال: يا امير المؤمنين، بلغني إنك تخطب أُمَّ كلثوم بنت ابي بكر، قال: نعم، أفرغبت بها عني، أم رغبت بي عنها؟ قال: لا واحدة منهما، ولكنها حدثة نشأت تحت كنف خليفة رسول الله في لين ورفق، وفيك غلظة، ونحن نهابك وما نقدر إن نردك عن خلق من أخلاقك؛ فكيف بها؟ إن خالفتكَ في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك“( 62).
المؤلم في هذه المحاورة إن المغيرة يخبر عمر بإن ام كلثوم نشأت تحت كنف ابا بكر في لين ورفق، وإنك في حال غضبك عليها تكون ممن تسيء إلى ابي بكر، لإن المرء يكرم في ولده، وهل أوصى المغيرة نفسه وصاحبه بفاطمة حينما أدخلا الخوف إلى قلبها؟ وقد نشأت فاطمة في كنف سيد الكائنات محمد الذي “إذا قَدِمَّ من سفرِ، قبلَّ نحر فاطمة وقال: منها أشم رائحة الجنة“( 63).
وهكذا دخل الخوف إلى قلب “فاطمة سيدة نساء أهل الجنة”(4 6)، في مدينة أبيها الذي قال: “من أخاف أهل المدينة ظالماً لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله”(65 ).
ولما ولي عمر بن عبد العزيز قال: إن فدك كانت مما أفاء الله على رسوله ، فسألتها فاطمة رسول الله فقال لها: مالكِ ان تسأليني ولا لي أن اعطيكِ، فكان رسول الله يصطنع فيها حيث أمره الله، ثم ولي ابو بكر وعمر وعثمان فكانوا يضعونها المواضع التي وضعها رسول الله ، ثم ولي معاوية فاقطعها مروان، ووهبها مروان لعبد الملك وعبد العزيز فقسمناها بيننا أثلاثاً أنا والوليد وسليمان، ولما ولي الوليد سألته نصيبه فوهبه لي، وما كان لي مال أحب أليَّ منها، وأنا أشهدكم أني قد رددتها إلى ما كانت عليه على عهد رسول الله “( 66) .
وفي هذا النص نجد التناقض عندما يذكر ابن عبد ربه ان عثمان من الذين وضعوا فدك في مواضعها، بينما نجد في نص آخر على أنه “أقطع فدك لمروان”(67 ).
كما يعطي ابن عبد ربه انطباع على ان عمر بن عبد العزيز قد سار على نهج أسلافه في أرض فدك، لكنه الخليفة الوحيد من سلالة بني أمية قد أرجع فدك إلى ورثتها، وقد روى مرفوعاً، ان عمر بن عبد العزيز لما أستخلف قال: “أيها الناس اني قد رددت عليكم مظالمكم وأول ما أردنها ما كان في يدي من فدك على ولد رسول الله ، وولد علي بن أبي طالب ، فكان أول من ردها، وروي انه ردها بغلاتها منذ ولي، فقيل له: نقمت على ابي بكر وعمر فعلها، فطعنت عليهما ونسبتهما إلى الظلم والغصب وقد اجتمع عنده في ذلك قريش ومشايخ أهل الشام من علماء السوء فقال عمر بن عبد العزيز: قد صح عندي وعندكم أن فاطمة بنت رسول الله أدعت فدك وكانت في يدها، وما كانت لتكذب على رسول الله مع شهاده علي وأم أيمن وأم سلمة، وفاطمة عندي صادقة فيما تدعي، وأن لم تقم البينة، وهي سيدة نساء أهل الجنة، فأنا اليوم اردها على ورثتها اتقرب بذلك إلى رسول الله وأرجوا ان تكون فاطمة والحسن والحسين يشفعون لي في يوم القيامة، ولو كنت بدل ابي بكر، وادعت فاطمة كنت أصدقها على دعواتها، فسلمها إلى محمد بن علي الباقر ، وعبد الله بن الحسن فلم تزل في أيديهم إلى ان مات عمر بن عبد العزيز”( 68) “ولما صارت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رد عليهم سهام الخمس، سهم رسول الله ، وسهم ذوي القربى، وهما من أربعة أسهم رد على جميع بني هاشم، وسلم ذلك إلى محمد الباقر “( 69).
وقد عوتب من قبل بني أمية على عمله هذا فأجابهم قائلاً: “انكم جهلتم وعلمت، ونسيتم وذكرت، ان رسول الله قال: فاطمة بضعة مني يسخطني ما يسخطها ويرضيني ما يرضيها”(70 ).
أما المأمون العباسي فأنه نصب لها وكيلا ووكيلا لابي بكر، وجلس للقضاء، وحكم لها بذلك، ولو لم يكن الامر معروفاً معلوماً لما فعلوا ذلك مع موضعهم من الخلافة وسلطانهم الذي ارادوا حفظ قلوب الرعية وألا يفعلوا ما يؤدي إلى تنفيرهم، وليس لاحد ان ينكر ذلك ويدفعه لان الامر في ذلك أظهر من أن يخفى( 71) .
عن ابي سعيد قال: “لما نزلت آية:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقّه}( 72) دعا رسول الله فاطمة فأعطاها فدكاً”(73 ) .
فعن عائشة عن فاطمة بنت النبي أرسلت إلى ابي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك، فقال ابو بكر: “ان رسول الله قال: لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيما عمل به رسول الله فأبى أبو بكر أن يدفع الى
فاطمة شيئاً فوجدت فاطمة على ابي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت“( 74). وفي هذا النص نجد منع ابي بكر لفاطمة من تحصيل حقوقها في فدك بحجة أن النبي قال: “لا نورث ما تركنا صدقة” وهنا وفي هذا الامر من حق ابي بكر ان يحافظ على المال العام بإعتباره خليفة المسلمين، لكن نجد ردة الفعل من قبل فاطمة انها وجدت على ابي بكر ولم تكلمه حتى توفيت وهذا معناه انها غاضبة وساخطة على ابي بكر وهذا لا يقبل التأويل.وكيف يجوز أن لا يبين النبي لأهله والمختصين بهذا الحكم ما بينه لمن يتعلق به، فيعلموا ان لاحق لهم في الميراث، فلا يتعرضوا للفضيحة وقلة المعرفة وموضع التهمة للمطالبة بما لا يستحقونه( 75).
كما إن ابا بكر عندما حاجج فاطمة خاطبها قائلاً: “يا خير النساء وابنة خير الانبياء”( 76) ، وكيف يكون المخاطب بهذه النعوت وتدعي ما ليس لها؟.
“والذي يدل على صحة دعواها وأنها كانت مظلومة بالدفاع عن حقها ما تواتر الخبر به بأنها بعد مفارقتها لذلك المجلس لم تكلمهم حتى ماتت وأوصت ان تدفن ليلاً ففعل ذلك أمير المؤمنين ، ولم يصليا عليها، وروي أنه رشَّ اربعين قبراً حتى لا يبين قبرها من غيره من القبور، فيصلون عليها، ومثل ذلك لا يفعل بمن ترضى بأفعاله، ولا كانت تفعل مثل هذا بمن هو مصيب في فعله”(77 ).
“وقد روي أن النبي أشترى فرساً من سواء بن قيس المحاربي فجحده سواء فشهد خزيمة بن ثابت للنبي فقال رسول الله : ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً؟
قال: “صدقتك بما جئت به، وعلمت انك لا تقول الا حقاً، فقال : من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه”( 78) .
“وهذه قصة مشهورة، وهي مشبهة لقضية فاطمة ، يشهد بذلك من حيث عُلِمَّ انه رسول الله ، ولا يقول الا حق، وأمضى النبي ذلك على الوجهة ولم يدفعه عن الشهادة من حيث لم يحضر ابتياعه، فقد كان يجب على من عَلِمَّ ان فاطمة لا تقول الا حقاً، ألا يستظهر عليها بطلب شهادة أو بينة”(79 ).
ونجد ان النبي الأكرم يقبل شهادة خزيمة بن ثابت ولم يكن حاضراً، لكن ابي بكر وعمر يردان شهادة علي الذي روي عنه انه قال: ” جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت ان أبي أعطاني فدك، وعلي يشهد لي وأم أيمن، قال: ماكنت ِ تقولين على أبيكِ الا الحق، قد أعطاكيها، ودعا بصحيفة من أدم، فكتب لها فيها، فخرجت فلقيت عمر، فقال: من أين جئت يا فاطمة؟ قالت: “جئت من عند أبي بكر، أخبرته ان رسول الله أعطاني فدك وعلي يشهد لي وأم أيمن، فأعطانيها، وكتب بها لي، فأخذ عمر منها الكتاب، ثم رجع إلى ابي بكر، فقال: أعطيت فاطمة فدك وكتبت لها؟ قال: نعم، قال عمر: علي يجر إلى نفسه، وأم أيمن امرأة وبصق في الكتاب ومحاه”( 80).
“وهذا يدل على مقدار القيمة المادية لفدك والتي جعلت عمر يمنع ابا بكر من ترك فدك للزهراء لضعف المالية العامة مع احتياجها إلى التقوية لما يشهد الموقف من حروب الردة وثورات العصاة”( 81)
“ومن الجلي أن أرضاً يستعان بحاصلاتها على تعديل ميزانية الدولة وتقوية ماليتها في ظروف حرجة كظرف الثورات والحروب الداخلية لابد انها ذات نتاج عظيم”(82 )
وقد أبدى علي عليه السلام اعتراضه على القوم قائلا: “أما فاطمة فبضعة من رسول الله ومن كذبها فقد كذب رسول الله “( 83).
وبعد كل هذا من اعتداء على حرمة بيت رسول الله ومصادرة الحقوق السياسية والاقتصادية، نجدها تكمد حزنها حتى تكون أول اللاحقين بأبيها ، موصية بدفنها ليلاً، وقد بينت سبب منع ظالميها من الصلاة عليها؟: “لا تصلي عليَّ أمة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله في أمير المؤمنين وظلموا لي حقي، وأخذوا أرثي وحرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك، وكذبوا شهودي وهم الله تعإلى وجبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين وأم أيمن، وطفت عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين يحملني ومعي الحسن والحسين ليلاً ونهاراً إلى منازلهم، وأذكرهم بالله ورسوله إلا تظلمونا ولا تغصبونا حقنا الذي جعله الله لنا، فيجيبونا ليلاً ويقعدون عن نصرتنا نهاراً، فجمعوا الحطب الجزيل عن بابنا وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا… أفهذه أمــة تصلي علَّي!”(84 ).
وفي ظل الدولة التي تتدثر بالدين يكون العنف أشد ضراوة حيث يسهل إيجاد مبررات دينية كافية من خلال توظيف النصوص المقدسة وتأطير المسوغ القانوني والاجتماعي لتغليف العنف المادي والمعنوي للحكام بغية إحكام السيطرة وفرض القمع وتصفية الخصوم ومصادرة كل مظاهر الحريات(85 ) وقد بينَّ علي (عليه السلام) لابي بكر وعمر سبب منع حضورهما في مراسيم دفنها قائلاً: “والله لقد أوصتني ان لا تحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها، وما كنت الذي أخالف أمرها ووصيتها ألي فيكما“( 86).
وعند مواراة جسدها الطاهر من قبل علي تمثل بهذين البيتين:
“لكل اجتماع من خليلين فرقـة وكل الذي دون الممات قليـــــل
وان افتقادي واحداً بعـد واحــدِ دليل على ان لايدوم خليـل”( 87)
الخـاتمــة :
1: تبين لنا ان عناية النبي الاكرم ببضعته الزهراء لم يكن نابع من غريزة العطف الابوي فقط وانما كان بمثابة الاعداد للمرحلة القادمة في مواجهة الانحراف الذي تصدت له الزهراء ودفعت حياتها ثمن لذلك التصدي
2: كان سلوك الزهراء بعد وفاة أبيها قائم على مواجهة الانحراف ولكن بطريقة الحوار وتقديم الحجج والأدلة فكانت بموقف أقوى فلم يكن من القوم الا ان واجهوها بقوة ولم يراعوا لها حرمة رغم تأكيد النبي على حفظ مقامها وعدم إغضابها .
3: أدرك القوم أن موقفهم السياسي سيكون ضعيف في حال استمرار غضب الزهراء عليهم فحاولوا بشتى الطرق إرضائها وذلك لكون الاحاديث النبوية الشريفة الصادرة بحقها لازالت عالقة في أذهان المسلمين ، لكنها رفضت واعتزلت وهذا أيضا يعد بحد ذاته فضح لشرعية الحكام الذين تسنموا السلطة بعد النبي الاكرم .
4: وبعد شهادتها أدرك القوم أنه لامحيص عن الاستمرار في مشروعهم وان كان ثمنه قتل سيدة نساء العالمين وسلب فدك وهذا بدوره يعكس طبيعة المتصدين في ذلك الوقت وماآلت إليه الأمور من تسافل وكان من نتيجة هذا التسافل أن الخلافة وصلت الى بني أمية والذين أتخذوا أموال الله دولا وعباد الله خولا .
المصادر والمراجع
(1) الخطة الامر العظيم ، يضرب لمن في أنفسهم حاجة قد عزموا عليها ، ينظر الميداني، ابي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري(ت518هـ/1124م), مجمع الامثال، تح: محمد محيى الدين عبد الحميد، (دار المعرفة، بيروت، د.ت), ج2، ص15.
(2) يضرب مثلا للرجل لاينصرف من مكروه إلا الى مثله ، ينظر: العسكري، ابي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل(ت395هـ/1004م)، جمهرة الامثال، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، ط2، دار الجيل, (بيروت، 1409هـ)،ج1،ص212
(3) القزويني، محمد كاظم، الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)،مجلة نداء الاسلام، العدد5، السنة الاولى، مطبعة الاداب, (النجف,1387هـ/1967م), ص13.
(4) ابن ابي عاصم،ابو بكر احمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلدالشيباني(ت287هـ/900م), الآحاد والمثاني، تح: باسم فيصل احمد الجوابرة، ط1، دار الراية،(الرياض,1412هـ/1991م), ج5، ص358.
(5) الحاكم, ابي عبد الله النيسابوري(ت405هـ/1014م) فضائل فاطمة الزهراء، تح: علي رضا بن عبد الله بن علي رضا، ط1، دار الفرقان, (القاهرة ,1429هـ/2008م),ص123.
(6) النعماني، محمد رضا، فاطمة والخلافـــة، مؤسسة اهل البيت، ط1،(قم, د.ت)، ص61.
(7)الخوارزمي، ابي مؤيد الموفق بن أحمد المكي(ت568هـ/1172م), مقتل الحسين، تح: محمد السماوي، ط1، دار انوار الهدى,(إيران, 1418هـ/1997م), ج1، ص99.
(8) الصدوق، ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت381هـ/991م) الاعتقادات في دين الإمامية ، تح: عصام عبد السيد، المؤتمر العلمي لألفية الشيخ المفيد, (إيران, د.ت), ص105.
(9) الطبري عماد الدين, ابي جعفر محمد بن ابي القاسم(ت554هـ/1159م)، بشارة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)لشيعة المرتضى (عليه السلام)، تح: جواد الفيومي الاصفهاني، ط1، مؤسسة النشر الاسلامي, (إيران,1420هـ/1999م)،ص306.
(10) الصدوق، ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت381هـ/991م) ، علل الشرائع، ط1 دار المرتضى, (بيروت,1427هـ/2006م) ، ج1 ، ص182.
(11)الجويني، ابراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله(ت722هـ/1322م) فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والائمة من ذريتهم (عليهم السلام)، تح: محمد باقر المحمودي،ط1، دار الحبيب, (ايران, 1428هـ/ 2007م) ج2،ص67
(12)ابن النجار، محمد بن محمود بن الحسن البغدادي(ت643هـ/1244م)، الدرة الثمينة في تاريخ المدينة، تح: محمد زينهم محمد عزب، مكتبة الثقافة الدينية, (القاهرة,1416هـ/ 1995م), ص154.
(13) ابن قتيبة ، ابي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري (ت276هـ/889م) الإمامة والسياسة ، تح: علي شيري، ط1، دار الاضواء، (بيروت,1411هـ/ 1990م) ج1، ص31. (14) الطوسي ، ابي جعفر محمد بن الحسن بن علي (ت460هـ/1067م) تلخيص الشافي، تح: حسين بحر العلوم، ط1، مؤسسة انتشارات المحبين, (إيران,1382هـ/1962م) تلخيص الشافي ، ج3 ، ص123.
(15) العسقلاني، ابي الفضل أحمد بن علي(ت852هـ/1448م) ، فتح الباري بشرح صحيح الامام ابي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، تح: عبد القادر شيبة الحمد، ط1، مكتبة الملك فهد الوطنية، (الرياض، 1422هـ/2001م)،ج9، ص240.
(16) سورة الاحزاب، الآية: 33.
(17) الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله بن احمد النيسابوري(ت470هـ/1077م), شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة على أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ، تح: محمد باقر المحمودي ، ط2، مؤسسة الاعلمي, (بيروت,1431هـ/2010م), ج2، ص50
(18) سورة النور، الآية: 36.
(19) الحسكاني، شواهد التنزيل ، ج2، ص410.
(20) سورة الاحزاب، الآية 33.
(21) ابن حجر العسقلاني، ابي الفضل أحمد بن علي(ت852هـ/1448م) ، الاصابة في تمييز الصحابة، تح: عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط1، (القاهرة، 1429هـ/2008م)ج4، ص92.
(22) الكليني، أبي جعفر بن يعقوب بن إسحاق(ت329هـ/994م) الأصول في الكافي, تح: محمد جعفر شمس الدين, دار التعارف, (بيروت،1411هـ/1990م). الكافي ، ج3، ص533.
(23) الحويزي،عبد علي ابن جمعه العروسي، تفسير نور الثقلين، مركز تحقيقات العلوم الاسلامية, (قم, 1385هـ/1965م)، ج5، ص599.
(24) ابن الاثير، عز الدين ابي الحسن علي بن محمد الجزري(ت630هـ/ 1232م) ، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تح: علي محمد معوض، عادل احمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، (بيروت – د.ت) ج7، ص220.
(25)أمين، أحمد, التكامل في الاسلام ، ط5، منشورات النعمان (النجف,1394هـ/1974م), ج1،ص203.
(26) العقيلي، عبد الكريم، ظلامات فاطمة الزهراء في السنة والآراء , ط1، مكتبة الاسكندرية ، (بيروت,1417هـ/1996م)، ص6.
(27) ابن حجر العسقلاني، الاصابة ، ج14، ص67. (28)الكلاعي، ابو الربيع سليمان بن موسى الاندلسي(ت634هـ)، الأكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء، تح: محمد كمال الدين عز الدين ،ط1،عالم الكتب, (بيروت, 1996م), ج2،ص431.
(29)الطبراني، ابي القاسم سليمان بن احمد(ت360هـ/970م), المعجم الكبير، تح: حمدي عبد المجيد السلفي ، مكتبة ابن تيمية، (القاهرة,1404هـ/1983م), ج22، ص416.
(30) القمي، ابو القاسم علي بن محمد الخزاز الرازي(ت400هـ/1009م), كفاية الاثر في النص على الائمة الاثنى عشر، تح: محمد كاظم الموسوي, عقيل الربيعي ،ط1،مركز نور الانوار, (قم,1430هـ), ص36.
(31) البخاري، الجامع الصحيح ، ج6، ص15
(32)الديار بكري, حسين بن محمد بن الحسن (ت966هـ/1558م)، تاريخ الخميس في أحوال انفس نفيس، دار صادر، (بيروت, د.ت)، ج2، ص173.
(33) الجوهري، ابي بكر احمد بن عبد العزيز البصري البغدادي(ت323هـ/934م)، السقيفة وفدك، تح: محمد هادي الاميني ،مكتية نينوى الحديثة, (إيران, د.ت) ،ص143.
(34) الصدر، محمد باقر، فدك في التاريخ، دار التعارف للمطبوعات,(بيروت,1411هـ/ 1990م)، ص17.
(35) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة، ج1 ، ص30 ؛ للاستزادة ينظر ، ابي الفداء، عماد الدين اسماعيل(ت732هـ/1331م) ،المختصر في تاريخ البشر، مكتبة المتنبي، (القاهرة, د.ت)المختصر في اخبار البشر ، ج1، ص156.
(36) النسائي, ابي عبد الرحمن أحمد بن شعيب(ت303هـ/915م)، السنن الكبرى، تح: حسن عبد المنعم شلبي، ط1، مؤسسة الرسالة ،(بيروت, 1422هـ/2001م), ج3، ص462؛ المجلسي ، محمد باقر(ت1111هـ/1699م) ، بحار الانوار، ط3، دار أحياء التراث العربي، (بيروت,1404هـ) ج29، ص331.
(37) الطبرسي، ابي منصور احمد بن علي بن ابي طالب (ت549هـ/ 1154م)، الاحتجاج، مؤسسة الاعلمي، (بيروت,1402هـ/1981م) ، ج1 ، ص88.
(38) النويري، احمد بن عبد الرهاب بن محمد القرشي التيمي (ت733هـ/1332م), نهاية الارب في فنون الادب ، ط1، دار الكتب والوثائق القومية ،(القاهرة,1423هـ/2002م), ج19،ص140
(39) الجزري مجد الدين، منال الطالب في شرح طوال الغرائب ، تح: محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي, (القاهرة, د.ت), ص505.
(40) ابن ابي الحديد ،عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المعتزلي (ت656هـ/1258م) شرح نهج البلاغة، تح: محمد ابراهيم، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت, 1428هـ/2007م)ج1،ص110
(41) احمد بن يحيى بن جابر(ت279هـ/892م) ، انساب الاشراف، تح: سهيل زكار، رياض زركلي،ط1، دار الفكر, (بيروت,1996م) ج1، ص586.
(42) الإمامة والسياسة ، ج1، ص30.
(43) ابن ابي الحديد ، عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المعتزلي (ت656هـ)،شرح نهج البلاغة، تح: محمد ابراهيم، ط1، دار الكتاب العربي، (بيروت, 1428هـ/2007م)، ج1، ص110.
(44) الرفسة الصدمة بالرجل في الصدر ورفسه ضربه في صدره برجله ، ينظر: ابن منظور، محمد بن مكرم الافريقي المصري (ت711هـ/1311م) لسان العرب، تح: عبد الله علي الكبير وأخرون، ط1، دار المعارف، (القاهرة، د.ت)ج18 ، ص1688.
(45) الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت748هـ/1347م) ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تح: علي محمد البجاوي ، دار المعرفة, (بيروت ,1383هـ), ج1، ص139
(46) الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك(ت764هـ/1362م) ، الوافي بالوفيات، تح: أحمد الأرناؤوط، تركي مصطفى، ط1، دار أحياء التراث العربي، (بيروت،1421هـ).، ج6 ، ص15.
(47) الشهرستاني، ابي الفتح محمد بن عبد الكريم بن ابي بكر احمد(ت548 هـ/1153م) ،الملل والنحل، تح: امير علي مهنا, علي حسن فاعور، ط3،دارالمعرفة،(بيروت,1414هـ)الملل والنحل ، ج1 ، ص71.
(48) المجلسي، محمد باقر(ت1111هـ) بحار الانوار، ط3، دار أحياء التراث العربي، (بيروت,1404هـ)،ج43، ص170.
(49)الخوئي، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، مكتبة الإمام الخوئي،(النجف, د.ت) ج17 ، ص164.
(50) المرجع نفسه ، ج11 ، ص224.
(51) المفيد، ابي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت473هـ/1080م)
الارشاد الى معرفة حجج الله على العباد، تح: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لأحياء التراث، ط1، (يبروت,1413هـ/1995م)، ج1، ص355
(52)محمد بن اسحاق بن سيار(ت151هـ/768م)، سيرة ابن اسحاق، تح: محمد حميد الله ، مطبعة محمد الخامس، (المغرب,1396هـ/1976م), ص231.
(53) الطبري ابي جعفر، محمد بن جرير (ت310هـ/922م) تاريخ الرسل والملوك، تح: محمد ابي الفضل ابراهيم، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1408هـ/1987م)، ج5، ص153.
(54) مآثر الانافة في معالم الخلافة، تح: عبد الستار احمد فراج، عالم الكتب، (بيروت, د.ت), ج1، ص100
(55) أي انه لم يمت قبل زمان بعيد، ينظر: الهمذاني، ابي الفضل احمد بن الحسين بن يحيى (ت389هـ/998م), مقامات بديع الزمان الهمذاني، تح: محمد عبده ،ط3، دار الكتب العلمية، (بيروت,1426هـ/2005م), ص72.
(56) الجزري ، منال الطالب ، ج2 ، ص503.
(57) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج1 ، ص30.
(58) ابن سلام ، ابي عبيد القاسم(ت224هـ/838م)، الاموال، تح: محمد عمارة، ط1، دار الشروق، (بيروت, 1410هـ/1989م), ص217.
(59) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج1 ، ص36.
(60) الخرسان، محمد مهدي ، المحسن السبط مولود أم سقط، مكتبة الروضة الحيدرية، (النجف الأشرف، 1430هـ/2009م) ص321.
(61) المصدر نفسه، ص119.
(62) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج4،ص199.
(63) القندوزي، الشيخ سليمان ابراهيم الحسيني البلخي الحنفي ، ينابيع المودة، ط1، مؤسسة الاعلمي,(بيروت,1418هـ/ 1997م)، ج1، ص205.
(64) البخاري، ابي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي (ت256هـ/869م )، صحيح الامام البخاري، ط1، دار الطوق للنجاة، (بيروت, 1422هـ/2001م). ج5 ،ص20.
(65) المتقي الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين البرهإن فوري(ت975هـ/1567م)، كنز العمال في سنن الاقوال والافعال، ط5، مؤسسة الرسالة، (بيروت,1406هـ/1985م), ج12، ص246.
(66) ابن عبد ربه الأندلسي، احمد بن محمد (ت328هـ/939م) ، العقد الفريد، تح: عبد المجيد الترحيني، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1404هـ/1983)، ج5 ، ص182.
(67) المصدر نفسه ،ج5،ص36.
(68) الأربلي، ابي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح (ت693هـ ) ، كشف الغمة في معرفة الائمة، ط2، دار الاضواء،(بيروت، 1406هـ/ 1985م) ج2 ، ص117.
(69) الاربلي ، كشف الغمة ، ج2، ص117.
(70) الشريف المرتضى, الشافي في الإمامة، تح: عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، مؤسسة الصادق، ( طهران,1408هـ/1987م), ج4، ص103.
(71) الطوسي ، تلخيص الشافي ، ج3، ص127.
(72) سورة الاسراء، الآية: 26.
(73) الخوارزمي، ابي مؤيد الموفق بن أحمد المكي(ت568هـ/1172م) مقتل الحسين، تح: محمد السماوي، ط1، دار انوار الهدى,(إيران, 1418هـ/1997م) ، ص113.
(74) البخاري ، الجامع الصحيح ، ج5، ص139.
(75) الطوسي ، تلخيص الشافي ، ج3، ص146.
(76) المصدر نفسه ، ج3 ، ص144.
(77) المصدر نفسه ،ج3،ص130.
(78) ابن الاثير ،أسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج2، ص171.
(79) الطوسي ، تلخيص الشافي ، ج3،ص124.
(80) المصدر نفسه ، ج3 ،ص125
(81) الصدر ، فدك في التاريخ ، ص30.
(82) الصدر ، فدك في التاريخ ، ص31.
(83) المجلسي، بحار الانوار ، ج29، ص157 ؛ التبريزي، محمد علي بن أحمد القراجة داغي الانصاري(ت1310هـ/1892م), اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السلام ، تح هاشم الميلاني ،ط1،مؤسسة الهادي, (إيران,1418هـ/1997م), ص792.
(84) الديلمي، الحسن بن ابي الحسن محمد(ت760هـ/1358م)، ارشاد القلوب، تح: هاشم الميلاني، ط2، دار الاسوة للطباعة والنشر, (إيران,1323هـ/1905م), ج2،ص62.
(85) حريز، عبد الناصر، الإرهاب السياسي، دراسة تحليلية، مكتبة مدبولي, (القاهرة، 1417هـ/1996م), ص48.
(86) الصدوق، علل الشرائع ، ج1، ص187.
(87) ابن عبد ربه الاندلسي، العقد الفريد ، ج3، ص198؛ للاستزادة ينظر: المجلسي ، بحار الانوار، ج43، ص216؛ الجويني ، فرائد السمطين ، ج2، ص87.