ابنة الزهراء دوحة من الصبر والعلا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
في البدء كان نيتي ان اكتب موضوعا متواضعا عن الزهراء سلام الله عليها لكن تقدير الله شاء ان اكتب عن العقيلة زينب عليها السلام وتأثير الزهراء فيها .
لا يخفى على الكثير من المسلمين الدور القيادي الذي لعبته العقيلة زينب سلام الله عليها في واقعة ألطف وما بعده من حمايتها لعيال الحسين عليه السلام وتصديها لرموز الانحراف المتمثلة آنذاك بعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد ويزيد بن معاوية لعنة الله عليهم أجمعين, ويحق لنا أن نتساءل من أين جاءت العقيلة زينب سلام الله عليها بهذه الجرأة والقوة والعزيمة والصبر على الماسي والملمات.
فالكثير من المتخصصين بالجانب الاجتماعي والتربية يذكرون بان العوامل التي تؤثر على الانسان هي ثلاثة البيئة والوراثة والتربية فناخذ على سبيل المثال عامل البيئة ,ففي اي بيئة عاشت العقيلة زينب؟
للاجابة على هذا السؤال نقول مع من عاشت سلام الله عليها؟ مع جدها رسول الله صلى الله عليه واله مدة خمس سنوات على اعتبار ولادتها سلام الله عليها سنة 5 او 6 للهجرة ومع آمها سلام الله عليها نفس المدة لقرب وفاة الزهراء بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله ,ومع أبيها 35 عام ومع الحسن عليه السلام 42 عام ومع الحسين عليه السلام 53 عام , هذه القمم الشامخة في تاريخ الإسلام من خاتم الأنبياء ,وعلة الوجود الزهراء سلام الله عليها ,ووصي النبي أمير المؤمنين , هؤلاء هم البيئة التي نشأت فيها العقيلة زينب سلام الله عليها,فكيف كان تأثير مثل هذه البيئة المتشبعة بروح الرسالة المحمدية الاصيلة والتعاليم العقائدية الحقة من ائمة الهدى وسادات الورى ,فمن الطبيعي ان تنشا سلام الله عليها ورعة متدينة صابرة مسؤولة عن عقيدتها اولا وعن من يمثلها ثانيا.
وبما ان السيدة زينب عليها السلام امراة فمن الطبيعي ان تكون قد تاثرت بأمها الزهراء عليها السلام (هذا ونحن نتحدث عنها حسب المفهوم الطبيعي لا الغيبي)هذه الخصائص التي اهلت السيدة الزهراء لان تنال مرتبة سيدة نساء اهل الجنة من الاولين والاخرين,وهي ذاتها التي اهلتها لان تكون كفؤا لامير المؤمنين كزوجة ,وهي بعينها التي اهلتها لان تكون اماً وجدة لعترة النبي من اهل البيت عليهم السلام ,بربكم كيف ستكون امراة والدتها مثل السيدة الزهراء بصفاتها هذه , فلقد ورثت زينب عليها السلام اغلب صفات امها عليها السلام ,وحتى الصبر والبلاء,حتى قال عنها الشاعر عنها:
بابي التي ورثت مصائب امها فغدت تقابلها بصبر ابيها
ولنلقي نظرة عن ما رأته السيدة زينب من مصائب ( وهي التي شاهدت من المصائب اكثر واكبر من غيرها من ال البيت ان صح التعبير) ,فلقد شاهدت فقد النبي صلى الله عليه واله ومصيبة الزهراء وانتهاك حرمتها واستشهاد ابيها امير المؤمنين ومحنة اخيها الحسن واستشهاده والحادثة الاكبر والاكثر الما عليها هي رؤيتها مصرع ابنائها واخوتها جميعا واستشهاد إمام زمانها الحسين عليه السلام هذه المصيبة التي تهد اكبر جبل من الصبر,ولكن هذه الفاجعة لم تزحزح ابنة الرسالة عن موضع الحق قيد انملة ,بل وقفت شامخة شموخ الحق مدويا صوتها في الظالمين بصوت سيد المرسلين وسيد الوصيين حتى اخزت الظالمين من بني امية ,وهي مدافعة عن الإسلام افضل الدفاع بوجه طغاة عصرها حتى اجبرتهم على ان يعودوا بذرية ابي عبد الله الحسين للمدينة ليتخلصوا من صوت الحق الذي اخذ يهز عرش بني امية .
اذن فعامل البيئة والوراثة والتربية اجتمعوا في عامل واحد مؤثر لإيجاد مثل هذا الجبل الأشم زينب عليها السلام فالسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية .