مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
الشخصيه الفاطمية بين طهارة الروح ونقاء العقيده / بقلم الشيخ ثائر العقيلي
+ = -

الشخصية الفاطمية (( بين طهارة الروح ونقاء العقيدة)) بقلم الشيخ ثائر العقيلي 

أن ھناك العديد من الأبعاد في شخصية السيدة فاطمة (ع) التي ينبغي للمؤمن الرسالي التعرف عليھا ومن ابرز تلك الأبعاد

( قوة الشخصية ) التي ھي من أھم أبعاد شخصيتھا (ع) . التي كانت بين طھارة الروح ونقاوة العقيدة فأي مؤمن رسالي

لھ ھدف في الحياة لا يمكن أن ينجح في تحقيق مشروعھ الرسالي دون تحقيق شرطين أساسيين ھما .

1 طھارة الروح

2 نقاوة العقيدة

لذلك على الشخصية الرسالية أن تراجع أبعاد شخصيتھا لترى مدى الانسجام مع ھذين الشرطيين .

إننا إذ نجد في قراءة سريعة لأبرز محطات حياة السيدة فاطمة (ع) الكثير من الشواھد التي تدل على قوة الشخصية

الفاطمية . فقد عاشت أبرز واھم محطات مسيرة حياتھا لتنشر الدعوة الإسلامية في عھديھا المكي والمدني ونلاحظ قوة

الشخصية الفاطمية امتازت بذلك منذ نعومة أضفارھا ففي عمر لا يتجاوز ربما الخامسة سجلت لنا موقفا يدل على قوة

الشخصية حيث وقفت أمام زعماء مشركي قريش بعد ان رموا مخلفات بعض الحيوانات على رأس أبيھا رسول لله

(ص)وتدعوا عليھم وتكلمھم غير أبھة بما كان لھم من سلطة وتفوت عامدة إلى رأس أبيھا (ص) تزيل عنھ تلك المخلفات

بكل قوة وصلابة ، ولا غرابة وھي ربيبة الوحي والنبوة.

أن حياة السيدة فاطمة(عليھا السلام) رغم ما فيھا جنبة فقدان حنان الأم ودفء صدرھا عن عمر لا يتجاوز الخامسة إلا

أن ذلك لم يشكل في حياتھا (ع) منعطفاً للضعف بل نجد العكس تماماً ، فقد مارست ادوار الأم تجاه أبيھا (ص) حتى

عرفت بأم أبيھا .

واستمرت السيدة فاطمة (ع) تعيش أجواء قوة الشخصية منطلقة من طھارة الروح التي عاشتھا في أجواء النبوة ونقاوة

العقيدة من خلال رسالة السماء .

ثم ھاجرت (ع) إلى المدينة ومرت بظروف قاسية في رحلتھا ووصلت أليھا وواكبت مسيرة جھاد الأب والزوج بعد

أقرانھا بأمير المؤمنين (ع) فعاشت بعد ھذه المرحلة بين معطيات النبوة والإمامة . لتسجل لنا تاريخاً زاخراً بالدروس

والعبر فقد شھدت جميع مواقف أبيھا (ص) وما كانت تمر بھا الدعوة من خطورة من قبل قريش والمنافقين وغيرھم.

تجلت قوة الشخصية الفاطمية في دفاعھا (ع) عن الإمامة بكل قوة وصلابة فقد مارست ذلك بمواقف شتى أبرزھا الخطبة

الفدكية ورفض البيعة للتيار الغاصب للخلافة والدعاء عليھم ورفض الصلاة وحضور جنازتھا كما جاء في وصيتھا .

كل ذلك يدل على قوة الشخصية الفاطمية طيلة بثمانية عشر ربيعاً أثمرت تعطي دروساً وعبر لنا لنقتدي بھا (ع) عبر ھذا

التاريخ الطويل.