تمثل بعدية مطالبة السيدة فاطمة (ع) بحقوقها الشرعية من الحكومة الجديدة بصورة عامة وفدك بصورة خاصة إشكالية جدلية بين أتباع المدرستين مدرسة أهل البيت : ومدرسة أهل السنة والجماعة حتى يومنا هذا،حيث نجد المدرسة الأخرى رغم وضوح التأسيس القرآني والنبوي ، كانت تدافع عن رموزها طيلة تلك الفترة ونجد اليوم اجترار الباحثين المعاصرين للكثير من الأفكار التي كتبت سابقاَ.
ومن هذه المنطلقات علينا أولا بيان التأسيس القرآني والنبوي لفدك وغيرها ممن ينطبق عليها الحكم. والأمر الذي لا خلاف عليه في المدرستين إن فدك كانت مما لم يوجف عليها خيل او ركاب ونجد ذلك في قوله تعالى : ((وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) ( [1] ).وقد اشرنا في الدرس السابق إن يهود فدك صالحوا رسول الله (ص) على النصف وقد وهبها الله تعالى للسيدة فاطمة (ع) بأمر السماء وقد أصبحت تحت يدها حتى رحيله (ص).وهذه الحيثيات لا خلاف عليها بين المدرستين ،واعتقد عند هذه الحدود تكون فدك للسيدة فاطمة (ع) .
بعد رحيل رسول الله (ص) ومجيء أبي بكر إلى الحكم وفي الأيام الأولى كانت أول المقررات له أخراج وكلاء السيدة فاطمة (ع) من فدك وفي سابقة لم يشهدها حاكم قبلة في سياق هكذا إجراءات سريعة ، ودون شك كان هذا الموقف مدروس في جميع تفاصيله فلا بد إن يكون له مستند يعتمد عليه أ لتبرير هذه الخطوة الاقتصادية والسياسية مع مقدرات أهل البيت: ، لذلك أحتج بحديث واحد ولكن المصادر روت عدد من الأحاديث وليس حديثاً واحداً وهي تختلف في ألفاظها ودلالاتها ولكن تشترك جميعها في مخرج دفاع أبي بكر عند مصادرة فدك وهي تحت ملكية السيدة فاطمة (ع) وسوف نشير إلى تلك الأحاديث وهي الأتي.
1-قال اليعقوبي: ((واتت الخليفة ابا بكر فاطمة بنت رسول الله (ص) تطلب ميراثها من ابيها ، فقال لها : قال رسول الله ( ص ): انا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ! فقالت (ع) : أفي كتاب الله إن ترث أباك ولا ارث
أبي ؟ اما قال رسول الله (ص): المرء يحفظ ولده ؟ فبكى ابو بكر بكاءاً شديداً)) . ( [2] ).
2- قال ابو بكر للسيدة فاطمة (ع) : (( إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا أرضا ولا عقارا ولا دارا ، ولكنا نورث الإيمان والحكمة والعلم والسنة)) ( [3] ).
(ع)- عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير إن عائشة أخبرته : ((ان فاطمة (ع) ابنة رسول الله (ص) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله (ص) ان يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله (ص) قال: لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت)) ( [4] ).
4-عن مالك بن أوس بن الحدثان ، قال : (( أرسل إلى عمر حين تعالى النهار ، فجئته ، فوجدته جالسا على سرير …، فقال يا أمير المؤمنين ، هل لك في عثمان بن عفان ، و عبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص ؟ قال : نعم ، فأذن لهم فدخلوا ، ثم جاءه يرفأ فقال : يا أمير المؤمنين هل لك في العباس وعلى ؟ قال : نعم ، فأذن لهم ، فدخلوا ، فقال العباس : يا أمير المؤمنين ، اقض بيني وبين هذا يعنى عليا فقال بعضهم : أجل يا أمير المؤمنين أقض بينهما وأرحمهما ، قال مالك بن أوس : خيل إلى أنهما قدما أولئك النفر لذلك ، فقال عمر … : اتئدا ، ثم أقبل على أولئك الرهط فقال : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، هل تعلمون أن رسول الله(ص) قال : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) فقالوا : سمعناه…)) ( [5] ).
5-عن أبي هريرة قال :جاءت فاطمة إلى أبى بكر وعمر تطلب ميراثها فقالا :سمعنا رسول الله (ص) يقول: (( لا نورث ما تركنا صدقة)) ( [6] ).
ونحن عندما نقف مع رواة هذا الحديث نجد الراوي الأول للحديث أبي بكر فقط، نعم وقعت حركية في النص من حيث تعدد الرواة والشهود ولكن هذه الروايات جاءت في مرحلة متأخرة عن عصر المطالبة بفدك اي بعد وفاة أبي بكر وهذا المعنى يشير إليه ابن أبي الحديد بقوله : (( روى أن أبا بكر يوم حاج فاطمة 7 قال : أنشد الله امرأ سمع من رسول الله (ص) في هذا شيئا ! فروى مالك بن أوس بن الحدثان ، أنه سمعه من رسول الله (ص) ، وهذا الحديث ينطق بأنه استشهد عمر وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعدا ، فقالوا : سمعناه من رسول الله (ص) ، فأين كانت هذه الروايات أيام أبى بكر ! ما نقل أن أحدا من هؤلاء يوم خصومة فاطمة (ع) …)) ( [7] ).
ومن هذا المنطلق يصنف هذا الحديث بخبر الآحاد وقد روى الامدي في هذا المسار ما نصه : (( والأقرب في هذه المسألة إنما هو التمسك بإجماع الصحابة . ويدل على ذلك ما نقل عن الصحابة من الوقائع المختلفة الخارجة عن العد والحصر ، المتفقة على العمل بخبر الواحد ، ووجوب العمل به…. قلت : وهذا أيضا مشكل ، لان أكثر الروايات أنه لم يرو هذا الخبر الا أبو بكر وحده ، ذكر ذلك أعظم المحدثين حتى أن الفقهاء في أصول الفقه أطبقوا على ذلك في احتجاجهم في الخبر برواية الصحابي الواحد . وقال شيخنا أبو علي : لا تقبل في الرواية إلا رواية اثنين كالشهادة ، فخالفه المتكلمون والفقهاء كلهم ، واحتجوا عليه بقبول الصحابة رواية أبى بكر وحده : ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ) ( [8] ).
ونستطيع تسجيل بعض الملاحظات على متن هذه الأحاديث الأتي.
1-ان جميع هذه النصوص جاءت مخالفة بصورة صريحة للآيات الشريفة التي أكدت وراثة الأنبياء كما في قوله تعالى : ((وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)) ( [9] ) وقوله تعالى : (( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)) ( [10] ). فظلاً عن الآيات التي تشير إلى التوارث بين الأرحام كما في قوله تعالى : ((يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْن)) ( [11] ). وقوله تعالى : ((وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) ( [12] ). وقوله تعالى : (( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا )) ( [13] ).
2- أشارت كثير من مصادر مدرسة أهل السنة والجماعة بعد نزول قوله : ((وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)). ( [14] ). دفع رسول الله(ص ) دفك وهذا ما تم الإشارة إليه في الدرس السابق وهذا الموقف يبين ان فدك منحة وهدية إلهية من السماء ، وكانت تحت تصرفها حتى اغتصبت من ابي بكر بعد رحيل رسول الله (ص).
3-أن هذا الحديث من الأحاديث الغريبة من ناحية اختصاص أبي بكر في معرفته دون سائر جميع المسلمين بما فيهم أهل البيت :.
4-جميع مصادر المسلمين ذكرت وصية رسول الله (ص) ولم تذكر فيها أي أشارة لفدك وهذا خلاف القران الكريم وسنة النبي (ص ) اللذان يؤكدان على وجوب الوصية.
5-جميع هذه الأحاديث عدا الثاني نجد فيها عامل مشترك متمثل في لفظ (لا نورث ما تركنا صدقة) ونجد في هذا الدعوى مخالفة كبيرة حيث إن فدك ليست صدقة من قبل رسول الله (ص) للسيدة فاطمة (ع) بل كانت هبة إلهية لها فظلا عن ذلك ان الصدقة تبقى بيد المتصدقين عليهم ولا يتم استرجاعها منهم هذا من جهة ومن جهة أخرى إن فدك ليست أرثا من ارث النبي (ص) لأنها كانت بيدها (ع) والعبارة توحي الترك حال الوفاة لا مطلق الترك منذ سنين كون ذلك مخالف للمنطق والعقل والأعراف وهذا ما عليه فدك.
(ص)- روى عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي (ص) أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله (ص) أرسلت إلى أبي بكر تسله ميراثها من رسول الله (ص) فيما أفاء الله على رسوله وفاطمة حينئذ تطلب صدقة رسول الله (ص) بالمدينة فدك وما بقي من خمس خيبر فقالت عائشة فقال أبو بكر أن رسول الله (ص) قال: لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله (ص) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله (ص) ولأعملن فيها ما عمل فيه)) ( [15] ).
لم تلتزم السيدة فاطمة (ع) الجانب السلبي بل طالبت بكل قوة وشجاعة عن حقها الشرعي خصوصاً فدك ، وقد راجعت أبي بكر حول ذلك أكثر من مرة وقد طالبها في البينة ، فشهد لها أمير المؤمنين والحسن والحسين : وأم ايمن وقد رد جميع هذه الشهادات بحجج مختلفة ،ومن الجدير بالإشارة ان الدعوى الفاطمية تمتلك العديد من مقومات القوة وهي الأتي .
1-وضع اليد وهي قاعدة عرفية وشرعية تثبت ملكية ما تم وضع اليد عليه مطلقاً ،وفدك كانت كانت تحت يد السيدة فاطمة(ع) والروايات تثبت إن أبي بكر قام فأخرج وكلائها منها.
2-تمتلك السيدة فاطمة (ع) شهادة إلهية في عصمتها وطهارتها من جميع الذنوب وذلك في قوله تعالى ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)) ( [16] ). وقد أجمعت جميع مصادر المسلمين إن السيدة فاطمة (ع) كانت مشمولة في هذه الآية .
3-لقد خالف أبي بكر وبصورة صريحة القاعدة النبوية في التحاكم التي رويت عنه (ص) : ((البينة على من ادعى واليمين على المدعى عليه)). ( [17] ). وفي نص أخر قال : (ص) :((البينة على من ادعى واليمين على من أنكر)) ( [18] ). .فكان عليه هو من يقيم الدليل فجعل نفسه مدعياً والسيدة فاطمة (ع) مدعياً عليها لذلك عمدت الى بيان البينة.
4-تفردت السيدة فاطمة (ع) في الحديث النبوي بأحاديث تدل على سمو المقام وعلو المنزلة ومن بين أهم تلك الأحاديث الشريفة ما قاله رسول الله (ص) : (( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )) ( [19] ). وقوله (ص): ((إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)). ( [20] ). وما في شك ان سيدة نساء أهل الجنة التي يدور رضى وغضب الله تعالى لا تطلب شيئا الا اذا كان ملكاً لها.
لقد تعاملت السلطة الجديدة مع السيدة فاطمة (ع) بمخطط سياسي بينا ملامحه العامة في الدرس السابق بل في ازدواجية كبيرة في الوقت الذي يتم مصادرة فدك من السيدة فاطمة (ع) لكونها صدقة نجد الحكومة الجديدة تترك الكثير من الصدقات النبوية بيد أصحابها ومن ابرز تلك الشواهد الأتي.
1-روى البلاذري عن هشام بن عروة عن أبيه قال : ( اقطع رسول الله (ص) الزبير بن العوام أرضا من أراضي بني النضير ذات نخل)، وفي رواية أخرى قال 🙁 اقطع رسول الله (ص) من أموال بني النضير ) . ( [21] ).
2-روى ابن سعد قال : اقطع رسول الله (ص) من أراضي بني النضير أبا بكر بن أبي قحافه فقد حصل على موضع يقال له بئر حجر ، واقطع عمر موضعاً يقال له جرم،
اما عبد الرحمن بن عوف فقد حصل على موضع يقال سؤاله او كديمة وهو الذي يقال له( مال سليم ). ( [22] ).
3-وروى البلاذري: إن رسول الله (ص) اقطع من ارض بني النضير أبا بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف وأبا دجانه سماك بن خرشه الساعدي وآخرين ، كما اقطع النبي(ص) حمزة بن النعمان بن هوذه العذري رمية سوطه من وادي القرى( [23] ).
وكذلك نجد الازدواجية في قبول أقوال بعض الصحابة في قضايا مالية من دون بينة وما ابرز الشواهد الأتي.
1-روى عبد الرحمن بن عوف قال : (( اقطعني رسول الله (ص) وعمر بن الخطاب ارضاً كذا وكذا… فقال عثمان : ان عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه)). ( [24] )
2- روى عن جابر بن عبد الله قال : (( قال ابو بكر ( رض ) بعد وفاة الرسول (ص) : من كان له على النبي (ص) دين او مال فليأتي ، فأتيت ابا بكر فقلت له ان رسول الله (ص) وعدني إذا قدم مال البحرين اعطيتك هكذا وهكذا يعني ثلاث حثيات قال: فخذ فحثوث فقال عدها فإذا هي خمسمائة، قال فخذ بعددها مرتين. ( [25] ).
3-روي عن أبي سعيد الخدري انه قال : ((سمعت منادى ابي بكر ينادي بالمدينة حين قدم عليه مال البحرين: من كان له مال عند رسول الله (ص) فليأت ؟ فيأتيه رجال فيعطيهم فجاء ابو بشير المازني فقال ان رسول (ص) ، إذا جاءنا شيء فأتنا ، فأعطاه ابو بكر حفنتين او ثلاثاً فوجدها ألفاً واربعمائة درهم))( [26] ).
ومن هنا يتضح أن هناك ازدواجية في التعامل مع الصدقات التي احتج بها ابي بكر فصادر فدك فقط ، فظلاً عن قبول الشهادة الجميع من دون بينه ورد شهادة السيدة فاطمة (ع) وأمير المؤمنين (ع) وغيرهم ممن شهد لها(ع)، بل نجد الحكومة الجديدة ذهبت أكثر من ذلك بحيث لم تصادر ممتلكات رسول الله (ص) الشخصية وهي ضمن الحديث المزعوم ( لا نورث ما تركناه صدقة ) ومن ابرز ما أشارت إليه الروايات الأتي .
1- من وصية عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله قال : (( انطلق إلى عائشة ام المؤمنين وقل يستأذن عمر بن الخطاب ان يدفن مع صاحبيه. فسلم وأستأذن ثم دخل عليها فوجدها جالسة تبكي، فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام : يستأذن ان يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أريده لنفسي ولاؤثرنه به اليوم على نفسي ، فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء . قال : ارفعوني ، فأسنده رجل إليه ، فقال : ما لديك قال : الذي تحب يا أمير المؤمنين ، أذنت ، قال : الحمد لله ما كان من شيء أهم إلي من ذلك فإذا انا قضيت فاحملوني ، ثم سلم ، فقل يستأذن عمر بن الخطاب فأن أذنت لي فأدخلوني فأن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين)) ( [27] ).
2-روى الماوردي قال : (( أما دور أزواج النبي (ص) فقد اعطى كل واحدة منهن الدار التي تسكنها وأوصى بذلك لهن ، فإن كان ذلك منه عطية
تمليك فهي خارجة من صدقاته ، وان كان عطية سكنى وإرفاق فهي جملة صدقاته)). ( [28] ).
3- روى الماوردي وابن أبي الحديد قالا:((إن ابا بكر الصديق ( رض ) دفع إلى علي ابن ابي طالب 7 آلة رسول الله (ص) ودابته وحذاءه وقال ما سوى ذلك صدقه)) . ( [29] ).
وفي نهاية هذا الدرس يتضح لنا إن فدك هبة وهدية إلهية للسيدة فاطمة (ع) ، اغتصبتها الحكومة القرشية وقد دافعت (ع) عنها بكل قوة وشجاعة وبمختلف الوسائل و كان من اشهرها تلك الأساليب خطابها في المسجد النبوي الشريف الذي يصور لنا الملامح العامة لشخصية سيدة نساء العالمين (ع).
[1] – سورة الحشر ، الآيات 6-7
[2] – اليعقوبي ، تاريخ ، 2 ، 127 .
[3] – الجواهري، السقفية وفدك ،103/ ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ،16 ، 214
[4] – البخاري ، صحيح ، 4 ، 42.
[5] – ابي داود ، سنن ، 2 ، 21
[6] – البيهقي، سنن، 6، 302.
[7] – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ،16 ،228
[8] – الأحكام ،2 ،64
[9] – سورة النمل ، الآية 16
[10] – سورة مريم ، الآيات 5-6
[11] – سورة النساء ، الآية 11
[12] – سورة الأنفال ، الآية 75
[13] – سورة النساء ، الآية 7
[14] – سورة الإسراء ، الآية 26
[15] – البخاري ،صحيح ،4 ،210
[16] – سورة الأحزاب ، الآية 33
[17] – الشافعي ،اختلاف الحديث ،487
[18] – السرخسي ، المبسوط ، 13 ،31.
[19] – البخاري،صحيح البخاري ،4، 209 – 219 / ابن حنبل، مسند احمد ، 5 ، 391.
[20] – الصدوق ، عيون اخبار الرضا ،2 ،51 / المفيد الامالي ،95.
[21] – فتوح البلدان ، 21 .
[22] – الطبقات ، 2 ، 58 .
[23] – البلاذري ، فتوح البلدان ، ص40 .
[24] – ابن حنبل ، مسند ،1 ، 192 / البيهقي ، السنن الكبرى ،10 ، 124 .
[25] – البيهقي ،السن الكبرى ، 6 ، 302 . ، ابن حجر ،جمع الزوائد ، 9 ،14 .
[26] – ابن سعد ، الطبقات ،2 ، 318 – 319 .
[27] – البخاري ، صحيح ، 5 ، 78 – 79 .
[28] – الاحكام السلطانية ، 171 .
[29] – الأحكام السلطانية ، 171 / ابن ابي الحديد ، شرح النهج ، 16 ، 125 .