الدُّعاءُ الفاطميُّ– فِعلاً كلاميًا
قراءةٌ جديدةٌ
أ.م.د موفق مجيد ليلو أ.م.د ظافر عبيس عناد
المديرية العامة لتربية ميسان جامعة المثنى– كلية التربية الأساسية
ملخص
أسَّست الدراسات التداولية، ومنها نظرية الفعل الكلامي لمفاهيم جديدة ونظرة مختلفة عن التفكير الدلالي السابق الذي تبناه علم الدلالة، عبر توسيع مجال المعنى ليكون الاستعمال هو الفيصل في تحديده وفهمه، فالاستعمال هو ما يكشف المعنى المقصود للمخاطَب، ويفصح عن إرادة المخاطِب.
وفي نظرية الفعل الكلامي تتحول الأفعال إلى انجازات وليست كلمات ملفوظة فحسب، فهي تؤدي أعمالاً تترتب عليها آثار ونتائج تتقوم بها حياة المجتمعات، ويتم التواصل والتفاعل بها.
والدعاء– بطبيعته- يستبطن انجازًا بما يتضمنه من أفعال وأساليب طلبية سواء أكانت متحققة على المدى البعيد أو القريب، والزهراء (عليها السلام) بوصفها مركز النبوة والعصمة، فلا تنطق عن الهوى، فإنَّ كلامها ودعاءها (عليها السلام) متحققان بحكم الولاية التي تمتلكها (عليها السلام)، فأدعيتها وكلامها– بوجه أو بآخر هو امتداد لكلام الله والنبوة، وبعبارة أخرى فإنَّ الدعاء الفاطمي بوصفه طلبا فهو فعل متحقق على المدى القريب أو البعيد.
تسعى هذه القراءة الى دراسة أدعية الزهراء (عليها السلام) بوصفها فعلاً كلاميًا، من وجهة نظر عقدية، إذ هي (عليها السلام) التجلي الأكمل لميراث النبوة، ودوحة الإمامة.
قدَّمت القراءةُ تنظيرًا موجزًا عن نظرية الفعل الكلامي بين منظورين: الغربي والعربي، ثم ركّزت على استنطاق نصوص الدعاء الفاطمي وبيان تجليات الفعل الكلامي، وما فيه من انجازية وقصد، عبر نصوص مختارة من الصحيفة الفاطمية الجامعة.
مقدمة
تنطلق نظرية الافعال الكلامية من منطلق أن الكلام يتمثل في تبليغ الآخر بعض المعلومات عن الشيء الذي يتمّ فيه الكلام، ويتمثل أيضاً في فعل معين في المخاطب أو العالم المحيط، فعوض عن أن نقابل الكلام بالفعل كما هو عادة، ينبغي أن نعدَّ القول في حد ذاته شكلاً ووسيلة عمل، فنظرية الأفعال الكلامية من أهم مجالات الدرس التداولي، بل إنّ نشأتها الأولى كانت مرادفة للأفعال الكلامية، ولها مكانها وموقعها الرائد في الدرس اللساني المعاصر .
وظهرت للباحث ملامح متميزة للأفعال الكلامية، وقف عندها وحللها عند اطلاعه على الدعاء الفاطمي، واقتضت طبيعة البحث أن يقسم على مبحثين، جاء الأول بعنوان/ مقدمات ومنطلقات في المفهوم، بحث فيه نشأة وتطور نظرية الأفعال الكلامية، وأبرز مؤسسيها ومطوريها، وحمل المبحث الثاني عنوان الأفعال الكلامية المباشرة، وتناول أهم انواع الافعال الكلامية المباشرة التي رصدها الباحث في الدعاء الفاطمي، بعدها سجل الباحث خلاصة النتائج التي وردت في البحث .
المبحث الأول
مقدمات ومنطلقات في المفهوم
تُعدُّ نظرية الأفعال الكلامية المفهوم الأساس من مفاهيم النظرية التداولية، إذ لا يمكن تجاهلها في تحليل الخطاب، فالتخاطب يتأسس على تأدية المتخاطبين لأفعال الكلام، فقد ظهرت أثر نظرية الاستعمال أو اللعب، أول ما ظهرت في مدرسة أكسفورد، وعلى الأخص في أعمال أوستن، ولاحقاً في أعمال تلميذه الفيلسوف جون سيرل صاحب نظرية أفعال الكلام .
لقد أحدث أوستن بطريقته الخاصة تحولا في المنعطف اللغوي، فهو لا يقول بالتقسيم التقليدي للقضايا والجمل إلى خبرية وإنشائية، وبالتالي الاحتكام إلى معيار الصدق والكذب، وإنمّا من موقف جديد وهو: أنّ كل الجمل والعبارات مهما كانت طبيعتها قابلة ومعدة للتواصل، وبالتالي فإنّ الوحدة الاساسية للغة هي الافعال الكلامية، وإذا اعتبرنا الأفعال أقوالاً فإنها تسعى إلى أن تحقق شيئاً ما، وبالتالي فإنّ المسألة لا تتعلق بالصدق أو الكذب، وإنمّا بالسياق والمناسبة التي تمّ فيها الفعل أيضاً([1]).
فنظرية الافعال الكلامية تنطلق من فرضية أن الكلام يتمثل في تبليغ الآخر بعض المعلومات عن الشيء الذي يتم الكلام فيه، وهو أيضاً يتمثل في فعل معين في المخاطب أو في العالم المحيط، فعوض أن نقابل الكلام بالفعل كما يقع عادة ، ينبغي أن نعدّ القول في حد ذاته شكلاً ووسيلة عمل، فالفعل الكلامي هو «كلّ ملفوظ ينهض على نظام شكلي دلالي، إنجازي، تأثيري، وفضلاً عن ذلك يعدّ نشاطاً مادياً، نحوياً يتوسل أفعالاً قولية لتحقيق أغراض انجازية، وغايات تأثيرية تخص ردود فعل المتلقي كالرفض والقبول، ومن ثم ، فهو فعل يطمح إلى أن يكون فعلاً تأثيرياً في المخاطب اجتماعياً، أو مؤسساتياً ومن ثم إنجاز شيء ما»([2]).
وهذا المفهوم يرسم صورة للعمل المنجز بالكلام من طور التكوين إلى طور الإنجاز، أو الأداء، إذ يشمل على كل العناصر المكونة للعمل اللغوي وإن اختلفت الأنماط، فاختلافها الرئيس في غرضها الانجازي، فاللغة ليست وسيلة للتواصل فقط، وإنما هي وسيلة للتأثير في الواقع وتغيير للسلوك والمواقف([3]) .
بدأ اوستن اطروحته بمعارضة فلاسفة اللغة الوضـعيين، أو ما أسماه بالمغالطة الوصفية، فأنكر اقتصار وظيفة اللغة على وصف وقائع العالم وصفاً يكون إما يكون صادقاً وإما كاذباً، ورأى أن هناك نوعاً أخر من العبارات الوظيفية في تركيبها لكنها لا تصف وقائع العالم ولا تصف بالصدق أو كذب، بل النطق بها هو أنشاؤها وإنجازها([4])، وبذلك ينتهي في هذه المرحلة من تفكيره إلى التميز بين صنفين من العبارات اللغوية : (العبارات الوصفية – التقريرية) التي تصف حدثاً، أو حالة معينة، و(العبارات الانجازية – الأدائية): أو كما تسمى الإنشائية أو الذاتية، وهي لاتصف ولا تخبر ولا تثبت أمراً ، لكن التلفظ بها يساوي إنجاز فعل كلامي في الواقع الخارجي([5])، وهذه الأفعال لا تخضع لمعيار الصدق أو الكذب ، بل لمعيار النجاح، أو الفشل .
ثم تأمل اوستن الأفعال الأدائية فوجدها نوعين : (أدائيات صريحة) نحو : أني أعدك بأني سوف آتيك غداً، و(أدائيات أولية (نحو: سوف آتيك غداً، فالمثال الأول صريح الدلالة على الوعد ولا يحتمل غيره، في حين أن المثال الثاني قد يكون وعداً أو لا يكون([6]).
أما المرحلة الثانية عند اوستن، فتمثل في فحص التميز بين العبارات الوصفية والعبارات الانجازية، فتبين له أن الحدود بينهما لاتزال غير واضحة، فتساءل عن أمكانية اختزالهما في صنف واحد مستدلاً على امكانية ذلك بأن العبارات المصنفة على أنها عبارات وصفية ليست في الواقع إلا عبارات انجازية فعلها انجازي غير ظاهر سطحياً([7])، فاكتشف أن لك منطوق بما في ذلك المنطوقات التقريرية أو العبارات بعد ادائياً، فتم الاختزال واقترح ان يكون ذلك في إطار نظرية شاملة توحد كل العبارات اللغوية في مصطلح واحد هو (الفعل الكلامي) الذي يمثل مرحلة فكرية ثالثة عند اوستن، متواصلاً بذلك إلى أنّ تلفظاً أو قول كلام ما يعني إنجاز فعل كلامي ما، فالأفعال «تنجز فعلاً ما بمجرد أن ينطق المتكلم بها، فالقول هو الفعل، وبذلك فكل الأفعال هي أفعال انجازية»([8]).
وهكذا توصل أوستن إلى تقسيم جديد لفعل الكلام بهذا المعنى، فحسب رأيه ينجز المتكلم بأي لغة طبيعية ثلاثة أنواع من الافعال في أن واحد، وهي:
1- الفعل اللفظي([9]): ويراد به إطلاق الألفاظ في جمل مفيدة ذات بناء نحوي سليم وذات دلالة، إذ يتكون من الفعل الصوتي، والفعل التركيبي، والفعل الدلالي.
2- الفعل الانجازي([10]): وهو ما يؤديه الفعل اللفظي من معنى إضافي يمكن خلف المعنى الأصلي.
3- الفعل التأثيري([11]): ويقصد به الأثر الذي يحدثه الفعل الانجازي في السامع، وهذه النتائج، أو الاثار تعدّ خارج نطاق اللغة ودراستها خارج دراسة اللغة، وهي ليست نتيجة ضرورية ولازمة في كل أفعال كلام لا تتبعها تأثيرات كلامية سوى إدراك المقاصد([12]) .
ويصنف (أوستن) الأفعال الكلامية على أساس القيمة الانجازية إلى خمسة أصناف عامة([13]):
1ـــ أفعال الأحكام والقرارات: وهي التي تعبر عن حكم حول شيء ما، واقعياً كان أم قيمة.
2ـــ أفعال الممارسة التشريعية: وهي التي تتعلق بممارسة السلطة والنفوذ .
3ـــ الأفعال الإلزامية: وهي التي يعد المرسل بإنجاز فعل معين يلزم نفسه به .
4ـــ الأفعال المتعلقة بالسلوك: وتختص بمجموعة منتشرة لا يمكن حصر أطرافها بسهولة، ولكنها كلها تندرج تحت باب السلوك والأعراف المجتمعية .
5ـــ الأفعال التفسيرية: وتتضمن تقديم وجهات النظر وتوصيل الحجة وتوضيح الاستعمالات.
إن ما قدمه أوستن لم يكن كافياً لوضع نظرية كاملة، ولكن تلميذه جون سيرل أكمل المسيرة ، فظهرت على يده نظرية منتظمة قائمة على قصدية المتكلم بدل تفسير المستمع الذي اشترطه أوستن لإنجاز الفعل الكلامي ، وأهم ما قام به سيرل هو([14]) :
أولاً/ تعديل التقسيم الذي قدمه أوستن للأفعال الكلامية فجعله أربعة اقسام:
1- الفعل النطقي (القول): وهو يشمل الجوانب الصوتية والنحوية والمعجمية .
2- الفعل القضوي: الذي يشمل المتحدث عنه، أو المرجع، والمتحدث به أو الخبر.
3- الفعل الانجازي: وهوما يؤديه التلفظ من انجاز فعل في الواقع .
4- الفعل التأثيري: الذي هو إنجاز الفعل من أثر في متلقيه.
ثانياً/ الفعل الكلامي عند سيرل أوسع من أن يقتصر على مراد المتكلم، بل هو مرتبط أيضاً بالعرف اللغوي، والاجتماعي([15]) .
ثالثاً/ تطوير شروط الملاءمة، فجعلها أربعة شروط هي([16]):
1- شروط المحتوى القضوي: ويتحقق بأن يكون للكلام معنى قضوي (نسبة إلى القضية).
2- الشرط التمهيدي: ويتحقق إذا كان المتكلم قادراً على إنجاز الفعل.
3- شرط الإخلاص: ويتحقق حين يكون المتكلم مخلصاً في أداء الفعل، فلا يقول غير ما يعتقد ولا يزعم أنه قادر على فعل ما لا يستطيع .
4- الشرط الأساسي ويتحقق حين يحاول المتكلم التأثير في السامع لينجز الفعل .
رابعاً/ أعاد سيرل النظر في تصنيف أوستن للأفعال الانجازية ، فبين أوجه الضعف، فقدم تصنيفه البديل على أسس منهجية ثلاثة (الغرض الانجازي، واتجاه المطابقة، وشروط الإخلاص) ، وجعلها خمسة أصناف على النحو التالي([17]):
1- الاخباريات: والغرض الانجازي فيها هو نقل المتكلم واقعة ما (بدرجات متفاوتة ) من خلال قضية يعبر بها عن هذه الواقعة، والإخباريات تحتمل إحدى قيمتي الصدق والكذب، واتجاه المطابقة فيها من الكلمات إلى العالم، أما الحالة النفسية لها فهي الاعتقاد .
2- التوجيهيات: وغرضها الانجازي محاولة المتكلم توجيه المخاطب إلى فعل شيء ما، واتجاه المطابقة فيها من العالم إلى الكلمات، وشرط الإخلاص فيها يتمثل بالإرادة والرغبة الصادقة، والمحتوى القضوي فيها دائماً هو: فعل السامع شيئاً في المستقبل .
3- الالتزاميات: وغرضها الانجازي هو التزام المتكلم بفعل شيء ما في المستقبل، واتجاه المطابقة في هذه الافعال فيها من العالم إلى الكلمات، وشرط الإخلاص هو النية أو القصد، والمحتوى القضوي فيها دائماً فعل المتكلم شيئاً في المستقبل .
4- التعبيريات: وغرضها الانجازي التعبير عن الموقف النفسي تعبيراً يتوافر فيه شرط الإخلاص، وليس لهذا الصنف اتجاه مطابقة .
5- الإعلانيات: والسمة المميزة لهذا الصنف من الأفعال أن اداءها الناجح يتمثل في مطابقة محتواها القضوي للعالم الخارجي، وانها تحدث تغيراً في الوضع القائم، فضلاً على أنّه تقتضي عرفاً غير لغوي، واتجاه المطابقة في أفعال هذا الصنف قد يكون من الكلمات إلى العالم ، ومن العالم إلى الكلمات، ولا يحتاج إلى شرط الإخلاص .
خامساً: كان أوستن قد فرق بين الأفعال الانجازية الصريحة والأولية، ثم جاء سيرل فخطا في هذا الاتجاه خطوة واسعة تتمثل في التميز بين ما أسماه الأفعال الانجازية المباشرة وغير المباشرة، والافعال المباشرة عنده هي: التي تطابق قوتها الانجازية مراد المتكلم، أما غير المباشرة فهي التي تخالف قوتها الانجازية مراد المتكلم، وسيقتصر البحث على النوع الأول اختصارا للبحث.
في ماهية الدعاء
الدعاء نصٌّ اقناعي انجازي أم تأثيري انفعالي يستدر الدموع ويحفز الانسان للتوبة والرجوع الى الخالق؟
يرى بعض الباحثين أنَّ النص بطبعه يحمل بين طياته نزعة إقناعية وانجازية تختلف في درجاتها حسب نوع النص، فالخطابة والمناظرة والاعلان ربما تكون أكثر اقناعا؛ لأنَّها وضعت لهذا الغرض بينما ترى الشعر أو بعض الفنون النثرية الأخرى تستهدف تحقيق الامتاع والتأثير في المتلقي ثم يأتي الاقناع.
قيل في معنى الدعاء:” الدعاء كالنداء، الا أنّ النداء قد يقال بيا أو أيا ونحو ذلك من غير أنْ يضمَّ إليه الاسم، والدعاء لا يكاد يقال الّا إذا كان معه الاسم نحو: يا فلان، وقد يستعمل كلُّ واحد منهما موضع الآخر”([18])، وفي التفريق بين الدعاء والنداء يقول ابو هلال العسكري (395ه): “النداء هو رفع الصوت بما له معنى والعربي يقول لصاحبه: ناد معي ليكون ذلك اندى لصوتنا أي أبعد له. والدعاء يكون برفع الصوت وخفضه، يقال: دعوته من بعيد وعوت الله في نفسي، ولا يقال ناديته في نفسي وأصل الدعاء طلب الفعل: دعا يدعو”([19]).
ويرى السيد الطباطبائي أنَّ: “الدعاء والدعوة، عطف نظر المدعو الى ما يُدعى اليه، وجلب توجّهه، وهو أعمُّ من النداء، فإنَّ النداء يختصُّ بباب اللفظ والصوت، والدعاء يكون باللفظ والإشارة وغيرهما، والنداء إنَّما يكون بالجهر ولا يقيد بالدعاء”([20]).
الدعاء خطاباً أدبيًا
يمكن القول: إنّ الدعاء منجزٌ أدبي إسلامي بامتياز، وهو نصٌّ أدبي متميز يستدعي كل مقومات النصية الابداعية، ولذا نراه ينال اهتماما كبيرا لدى المعصوم نفسه، أو العلماء الذين رفعوه الى منزلةٍ دون القرآن الكريم وكلام النبي (ص)، نعم هو من كلام المعصوم ولكنه يرتقي عن الخطاب الأدبي بأسلوبه الساحر، حتى يمكن أن نعدّه جنسًا أدبيا مستقلًا مثلما هي الخطابة أو القصة أو فنون النثر الأخرى.
والذي يميز أدعية الأئمة (عليهم السلام) تلك السمة القرآنية المهيمنة عليه، فهو يفسر النص القرآني ويستدل على حقائقه ويقدمها اليه بلغة استدلالية إقناعية موجهة للمتلقي، مع استحضار السياقين اللفظي وغير اللفظي من خلال هيأة الداعي وملابسات الدعاء والظروف المحيطة. ليس الدعاء نصا من فائض المعنى أو النافلة، بل هو سلاح اقناعي وتراث ابداعي فضلاً عن العلوم والمعارف التي يتضمنها، التي تؤسس لمنظومة معرفية متكاملة في العقائد والعبادات والمعاملات، تبين ما اختلفت فيه الأمم، وهو ينبع من عقيدة راسخة تتجلى فيها تلك المعرفة العظيمة لأهل بيت النبوة لرب الأرباب سبحانه. إنّنا من خلال مبدع النص يمكن أنَّ نستدل على معرفته ومعرفة خالقه.
وما يميز الدعاء ما يأتي:
المبحث الثاني
الدعاء الفاطمي في ضوء نظرية الفعل الكلامي
الدعاء بالأسماء الإلهية
من سمات الدعاء الفاطمي تركيزه على الدعاء بالأسماء الإلهية، ومن هنا لابد أن نوضِّح دلالة الاسم في أدبيات الدعاء، فالاسم هو عين المسمى؛ لأنَّ أسماءه وصفاته – عز وجل- عين ذاته. ولذا فنحن نحتاج أن نقف على معنى الاسم في المدونة العقدية .
الاسم واسم الاسم والاسم الأعظم
الاسم في اللغة «ما يعرف به ذات الشيء، وأصله سِمو بدلالة قولهم: أسماء وسُميٌّ، واصله من السمو، وهو الذي به رفع ذكر المسمى»([21])، واختلف أهل اللغة في اشتقاقه من الوسم، وهو رأي الكوفيين، أو من السمة، وهو قول البصريين([22]).
والاسم في اصطلاح أهل العقيدة والمعرفة ليس اللفظ فقط، بل «هو ذات المسمى باعتبار صفة وجودية كالعليم والقدير، وعدمية كالقدوس والسلام»([23]).
ويفرِّق العرفاء بين الاسم واسم الاسم؛ لأنَّ الاسم عند أهل الحقيقة «هو وجوده بتعين إمَّا بمقتضى ذاته كقولك: إنسان، أو من حيث وصف أوصافه كقولك: ضاحك»([24])، وإما اللفظ فهو اسم الاسم، أي أن الملفوظ هو اسم المسمى؛ لأن المسمى هو الاسم الحقيقي المقيد بتعين بمعنى أو صفة ما، وإلا فلا جدوى من اللفظ وحده لو لم يضمر تحته الموجود والمسمى.
ويذهب الغزالي([25]) الى كون الاسم والمسمى والتسمية متباينة، فالاسم اللفظي يختلف عن الاسم الخارجي، فالأخير يأتي «بمعنى الذات مأخوذاً بوصف من أوصافه، فهو من الأعيان لا من الألفاظ»([26])، وأسماء الله سبحانه على هذا النحو.
وأما الابتداء بـ(بسم الله) في أول الكلام، ففيه وجوه، فقيل: للتبرك والتيمن، أو كما قيل: إن لله سبحانه الأسماء الحسنى، ولكل اسم صفة، وإطلاق الاسم المطلق الله شامل لكل الأسماء والصفات، فجاء الابتداء بما يدل على كل اسم وصفة([27]).
ويتفرع على الحديث عن الاسم ودلالته العرفانية والتفسيرية الحديث عن الاسم الأعظم وحقيقته وتجلياته، ويختلف الباحثون في عدد الأسماء الإلهية من المائة وحتى الألف أو أكثر، كما ورد في دعاء الجوشن الكبير، والمذكور منها في القرآن الكريم (127) اسماً([28])، وهي التي يدار من خلالها عالم الإمكان.
وتتمايز سعةً وضيقاً من حيث آثارها، وهذا من الناحية الوجودية الحقيقية لا الناحية اللفظية، يقول العلّامة الطباطبائي: «وأمَّا الاسم بمعنى الذات مأخوذاً بوصف من أوصافه، فهو من الأعيان لا من الألفاظ»([29])؛ لأنَّ النظر إلى الأسماء الإلهية يكون بمعنى الذات الإلهية مأخوذة بحيثية أو صفة أو معنى من المعاني الكمالية كالرحمن والملك والقدوس والرزاق الوهاب… ولكن «بشرط أن لا يكون في هذا الاسم رائحة نقص أو عيب أو تحديد»([30]).
ومن هنا يتضح سر تذييل الآية بالأسماء الإلهية المناسبة لمضمونها، بحيث يكون ذيل الآية وختامها بالاسم المناسب، مفتاحاً وعلة لما قبلها، «والقرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يستعمل الأسماء الإلهية في تقرير مقاصده، ويعلمنا علم الأسماء من بين ما بلغنا من الكتب السماوية المنسوبة إلى الوحي»([31]).
وهنا يشير العرفاء إلى أنَّ الأسماء الإلهية تختلف سعةً وضيقاً في آثارها واندراج بعضها تحت بعض، فالحياة يندرج تحتها– مثلاً- السمع والبصر والعلم، وهكذا حتى تنتهي إلى الاسم الأعظم الذي يضم جميع حقائق الأسماء الإلهية.
وتشير كتب التفسير والروايات إلى أنَّ الاسم الأعظم يتكون من ثلاثة وسبعين حرفاً، وأنَّ من يعلمه تكون له ولاية تكوينية، أو أنَّ من يدعو به الله سبحانه فإنَّه مجاب بإذن الله، وهذا الأمر لا يمكن أن يُحمل على نحو الوجود اللفظي؛ لأنَّ ذلك من خصيصة الوجود الحقيقي([32]).
ومن هنا نجد أهمية الدعاء بالأسماء الالهية والاسم الاعظم، وارتباطها بفكرة الانجاز والتحقق، فعبر السؤال بالاسم الالهي المناسب للمطلب المناسب، وباستعمال الاسماء الالهية وتوظيفها في الدعاء تتحقق الاستجابة ( الانجاز).
وثمة أمر يتعلق بمقدار اتصاف العبد بالاسم الالهي فان دعاءه يكون أقرب الى الاستجابة والتحقق.
ومن الأدعية الفاطمية التي تعلقت بالأسماء الالهية قولها (ع):
« اللهم إني أتوجه اليك بهم،… وبأسمائك الحسنى وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها، وأسألك باسم العظيم الذي أمرت ابراهيم (عليه السلام) أن يدعو به الطير فأجابته،
وباسمك العظيم الذي قلت للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فكانت،
وبأحب أسمائك اليك وأشرفها عندك واعظمها لديك وأسرعها إجابة ،وأنجحها طلبة …
وأسألك بكتبك… فان فيها اسمك الاعظم وبما فيها من أسمائك العظمى اتقرب اليك …
واختار لنفسه أحسن الاسماء، يامن سمى نفسه بالسم الذي تقضى حاجة كل طالب يدعوه به، وأسألك بذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، وبحق محمد وآل محمد، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي لي حوائجي…»([33]).
تتضح مركزية الاسم في الدعاء وبوصفه فعلا وتحققا يفرض أهمية الدعاء بالاسم بحيث يجعله الدعاء(أقوى شفيع ويقرنه بمحمد وآله)، وقد أشار الدعاء الى الأثار الواقعية للدعاء بالاسم بالنسبة لنبي الله ابراهيم (ع)، فبهِ كانت النار بردا وسلاما على ابراهيم (ع) ، وبها يتحقق التقرب وتقضى الحوائج، فالنطق بالفعل– وهو الفعل اللفظي او القولي، يحقِّق فعلا انجازيا واقعا اي هو القول الفعل، وهو ما يظهر من الدعاء.
وأما الفعل التأثيري وهو أثر الفعل في المتلقي، فإنّنا لا يمكن أن نجوِّز فكرة التأثير على الذات الالهية بالمعنى المعروف، غير أنه سبحانه كتب على نفسه أن يستجيبَ لمن يدعوه – كما يشير الدعاء- بهذه الاسماء ومتعلقاتها، فهو ليس تأثيرا بمعنى الانفعال الذي يستحيل عليه سبحانه، بل هو مورد من موارد الرحمة الالهية للذات المقدسة التي وصفت نفسها بقوله سبحانه: { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }الأنعام من الآية12.
فالأسماء توقيفية وهو سبحانه من سمَّى نفسه بها وندب عباده الى أن يدعوه بها قائلا:
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180
{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } الإسراء110
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر24
وفي دعاء آخر تقول عليها السلام: « أسألك بالأسماء التي يدعوك بها حملة عرشك…
وبالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل واسرافيل الا اجبتني… يامن فعله قول وقوله أمر وأمره ماض على ما يشاء،
أسألك بالاسم الذي دعاك به ابراهيم خليلك حين القي به في النار فاستجبت له وقلت: (يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم) الانبياء 69
وبالاسم الذي دعاك به موسى (ع) من جانب الطور الايمن فاستجبت له ،
وبالاسم الذي خلقت به عيسى (ع) من روح القدس وبالاسم الذي تبت به على داود ،
وبالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيى (ع)
وبالاسم الذي كشفت به عن ايوب الضر وتبت به على داود وسخرت به لسليمان (ع) الريح تجري بأمره …
وبالاسم الذي خلقت به العرش
وبالاسم الذي خلقت به الكرسي
وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين
وبالاسم الذي خلقت به الجن والانس
وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق
وبالاسم الذي خلقت به جميع ما اردت من شيء
وبالاسم الذي قدرت به على كل شيء
أسألك بحق هذه الاسماء الا ما اعطيتني سؤلي …»[34]
ثمة تركيز واضح على أهمية الاسم في الاستجابة، مع اشارات صريحة الى مظاهر هذه الاستجابة في حياة الانبياء (ع)، وهو فكلهم (ع) دعوه سبحانه بالاسم،، ونال مبتغاه واستجيب به، وعليه فإن التحقق والاستجابة لا شك فيها بعد كل ما بدر من استجابة الدعاء للأنبياء، ونلحظ الضمير العائد على الاسم مقترنا بحر الجر الباء الذي يفيد – من خلال السياق- الاستعانة، فبالاسم يتحقق المراد التأثير الواقعي والانجاز الفعلي، فهو قول انجازي بكل ما يحمل من ملفوظية.
الصلاة فعلا كلاميا
ورد في معنى الصلاة : ” الدعاء والتبريك والتمجيد… وصلوات الرسول وصلاة الله للمسلمين هو في التحقيق تزكيته إياهم … ومن الملائكة هي الدعاء والاستغفار كما هي من الناس ، قال «ان الله وملائكته يصلون على النبي» والصلاة التي هي العبادة المخصوصة أصلها الدعاء وسميت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمنه..”[35]
تتصدَّر أكثر الأدعية والمناجيات بالصلاة على محمد وآل محمد، وكذلك في ختام الدعاء، ومن ثمّ فإنَّ الدعاء يأتي بين صلاتين، والصلاة على محمد وآله ضمان لاستجابة الدعاء كما ورد في الروايات، ذلك أنَّه سبحانه أكرم من أنْ يقبل دعاءين ولا يقبل ما بينهما، “والسِّرُّ في قبول الدعاء إذا اقترن بالصلاة أمران:
الأول: إنَّ النبي (ص) وآله (عليهم السلام) وسائط بين الله سبحانه وبين عباده في قضاء حوائجهم ونجاح مطالبهم، وهم أبواب معرفته (عزَّ وجلَّ)، فلابدَّ من التوسُّل بذكرهم في عرض الدعاء عليه.
الثاني: إذا ضمَّ العبد الصلاة مع دعائه، وعرض المجموع على الله تعالى، والصلاة غير محجوبة فالدعاء غير محجوب؛ لأنَّه تعالى أكرم من أنْ يقبل الصلاة ويردّ الدعاء، ولا يمكن أنْ يردَّ الجميع، لكرامته (ص)، فلم يبقَ إلا قبول الكل وهو المطلوب”([36]).
وبناءً على هذا فإن الصلاة على محمد وآله في الأصل هي فعل تزكية ودعاء واستغفار، ومن هنا نفهم سر تصدر أكثر الأدعية بها- كما أشرنا- فالصلاة تنجز فعلا، وترفع الدعاء وتعزّزه، وهو ما يحقق انجازية الفعل الكلامي وتأثيره، في ضوء ما أضرنا اليه من قاعدة (اللطف الإلهي) التي تستلزم الرحمة واللطف للعبد اذا تحقق بشروط معينة وتخلق بأدب خاص.
فمن بين تلك الأدعية التي تمركزت حول الصلاة على محمد وآله بحيث شكلت بؤرة مركزية في الخطاب تلاها اقتران الصلاة على محمد وآله بالمطالب المرجوّة من الداعي قولها عليها السلام:
«اللهم إني اصبحت أشهدك وكفى بك شهيدا… اللهم صل على محمد وأهل بيته المباركين، وصل على جبرئيل وميكائيل واسرافيل، وحملة عرشك أجمعين والملائكة المقربين ، اللهم صل عليهم جميعا…اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه.
اللهم صل على محمد وآل محمد كما ينبغي لنا أن نصلي عليه،
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد من صلى عليه
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد من لم يصل عيه
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد كل حرف في صلاة صليت عليه
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد كل شعرة ولفظة ولحظة ونفس وصفة وسكون وحركة ممن صلى عليه وممن لم يصل عليه وبعدد ساعاتهم ودقائقهم وسكونهم وحركاتهم وحقايقهم وميقاتهم وصفاتهم وأيامهم وشهورهم وسنينهم وأشعارهم وابشارهم وبعدد زنة ذر ما عملوا أو يعملن أو بلغهم أو رأوا أو ظنوا أو كان منهم أو يكون الى يوم القيامة ، وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة الى يوم القيامة يا ارحم الراحمين…»([37])
وردت الصلاة ما يقارب الثلاثين مرة في هذا الدعاء وحده، وفيها تكرار واضح لهذا الفعل الذي يجمع بين النداء والدعاء بصورة، وكما أشرنا فان هذه الصلاة من الله سبحانه تزكية للنبي ص وأهل بيته، فاللفظ هو فعل القول، والمعنى هو التزكية ، وفعل التأثير كما يسمى هو تحقق التي تقترن بالصلاة على محمد وآله.
التسبيح فعلاً كلاميًا
التسبيح هو الآخر يحضر بشكل فعل في الدعاء الفاطمي بحيث يشكل ظاهرة واضحة، وهو يتحقق بالمفعول المطلق لفعل محذوف تقديره (أسبّح) والتسبيح في اللغة هو:
التسبيح تنزيه الله تعالى وأصله المر السريع فى عبادة الله تعالى وجعل
ذلك فى فعل الخير كما جعل الإبعاد ف الشر فقيل أبعده الله، وجعل التسبيح عاما فى العبادات قولا كان أو فعلا أو نية ،قال ( فلو لا أنه كان من المسبحين ) قيل من المصلين والأولى أن يحمل على ثلاثتها ،قال ( : ونحن نسبح بحمدك ـ وسبح بالعشى ـ فسبحه وأدبار السجود ـ لولا تسبحون ) أى هلا تعبدونه وتشكرونه))[38]
التنزيه وهو نفي كل ما لا يليق به سبحانه، فالفعل القولي هو سبحان، والفعل الانجازي هو التنزيه والترفع عن كل مالا يليق به سبحانه من مختصات المخلوقين، والتأثير هو تحقق الايماء الحقيقي للعبد الذي لا يكون الا بتنزيه الله عما لا يليق .
وما تذكره كتب الأذكار والأدعية من تأثير التسبيح وفضله يرتكز من استدرار الرزق والخير ما لا يتسع له هذا البحث، ولكن يمكن الاشارة بشكل عام الى أن ترديد هذا الذكر (سبحان الله) ينجز فعلا كلاميا ويحقق أثرا واقعيا، فالتسبيح يحقق آثارا وضعية للإنسان لكن مع استحضار شرط النية (الاخلاص) الذي يتطلبه الفعل الكلامي.
ومن ذلك قولها (ع): «سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي الملك الفاخر القديم، والحمد لله الذي بنعمته بلغتُ ما بلغت من العلم به والعمل له والرغبة اليه والطاعة لأمره…»([39]).
نلحظ تقدّم التسبيح على التحميد لله سبحانه، فبالمعرفة المتحققة يكون التنزيه والذي يكون طريقا للحمد؛ لأن الحمد هو الثناء وهو ما يكون بعد المعرفة التي والتنزيه، وكثيرا ما اقترن التسبيح بالحمد كما في التسبيح الوارد عن السيد الزهراء (ع) المسمى باسمها .
فالتسبيح يصنع الواقع ويؤثر في تغييره ويسبغ الروح في الكلمات الجامدة بحيث تغدو فاعلة ومؤثرة، عبر تكرارها واقترانها مع بعضها.
ومن ذلك أيضا قولها (ع) في تسبيح الله تعالى:
«سبحان من استنار بالحول والقوة
سبحان من احتجب في سبع سموات فلا عين تراه
سبحان من أذل الخلائق بالموت، وأعز نفسه بالحياة
سبحان من يبقى ويفنى كل شيء سواه
سبحان من استخلص الحمد لنفسه واتضاه
سبحان الحي العليم
سبحان الحليم الكريم
سبحان الملك القدوس
سبحان العلي العظيم
سبحان الله وبحمده»([40]).
فنرى التسبيحات جاءت مقترنة بالأسماء والاوصاف التي اتصفت بها الذات الالهية او وصفت نفسها بها في محكم الكتاب العزيز، وهو اقتران يناسب التنزيه والتقديس، في تسلسل وترتيب، من الاستنارة الى الاحتجاب ثم اذلال الخلائق بالموت ثم البقاء وافناء كل شيء ثم اقتران ذلك بالحمد.
وبعدها الوصف بالأسماء الالهية وختام ذلك بالحمد أيضًا، فثمة رابطة جلية بين التسبيح والتحميد – كما أشرنا – تتجلى في الدعاء الفاطمي كظاهرة.
خاتمة
المصادر والمراجع
[1]) ينظر: الفلسفة واللغة، نقد المنعطف اللغوي في الفلسفة المعاصرة، الزواوي بغوره:104.
[2]) التداولية عند العلماء العرب، د. مسعود صحراوي:40.
[3]) ينظر: السياق والنص الشعري، علي آيت أوشان:63.
[4]) ينظر: نظرية أفعال الكلام العامة(كيف ننجز الاشياء بالكلام)، اوستن:17.
[5]) ينظر: التداولية اليوم علم جديد في التواصل، آن روبول، وجاك موشلار:31.
[6]) ينظر: نظرية أفعال الكلام العامة:93، وافاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، د. محمود أحمد نحلة:69.
[7]) ينظر: المصدر نفسه:123، واللسانيات الوظيفية مدخل نظري، د. احمد المتوكل:23.
[8]) التداولية وتحليل الخطاب(الرؤى والتمثلات)، د. باسم خيري:44.
[9]) ينظر: التداولية عند العلماء العرب:41.
[10]) ينظر: افاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر:47.
[11]) ينظر: نظرية أفعال الكلام العامة:131.
[12]) ينظر: نظرية الفعل الكلامي، هشام ابراهيم الخليفة:91.
[13]) ينظر: نظرية أفعال الكلام العامة:186، واستراتيجيات الخطاب(مقاربة لغوية تداولية)، عبد الهادي بن ظافر الشهري:156-157.
[14]) ينظر: افاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر:74-75، والتداولية وتحليل الخطاب (الرؤى والتمثلات):49.
[15]) ينظر: نظرية المعنى في فلسفة بول غرايس، صلاح اسماعيل:53.
[16]) ينظر: افاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر:49-50.
[17]) ينظر: المصدر نفسه:78-81، والمقاربة التداولية، فرانسوز ارمينكو:66-69.
[18] مفردات ألفاظ القرآن: 169- 170.
[19] الفروق اللغوية: 49-50.
[20] الميزان في تفسير القرآن: 10/ 28 .
[21] المفردات: 244.
[22] ينظر الخلاف في اشتقاق الاسم في الأنصاف في مسائل الخلاف: ج1/8 مسألة (1).
[23] اصطلاحات الصوفية: 12، وينظر: مواهب الرحمن:1/10.
[24] لطائف الإعلام:63.
[25] ينظر: المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى:22.
[26] الميزان في تفسير القرآن:1/17.
[27] ينظر: المحيط الأعظم:5/68.
[28] ينظر: الميزان في تفسير القرآن:8/357.
[29] الميزان في تفسير القرآن:1/17.
[30] الاسم الأعظم حقيقته ومظاهره:21.
[31] الميزان في تفسير القرآن:8/353.
[32] ينظر: الاسم الأعظم حقيقته ومظاهره:28.
[33] الصحيفة الفاطمية الجامعة: 24- 26
[34] الصحيفة الفاطمية الجامعة: 27- 28
[35] المفردات :285
[36] المناجاة الشعبانية علوم الأدب مع الله: 56 نقلا عن رياض السالكين.
[37] الصحيفة الجامعة: 34-42
[38] المفردات: 290
[39] الصحيفة الفاطمية الجامعة: 49
[40] الصحيفة الفاطمية الجامعة: 18
[41] الصحيفة الفاطمية الجامعة: 27