مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
القدوة في حياة المرأة المعاصرة ((فاطمة الزهراء(ع) أنموذجاً / د. مالك يوسف سلطان العظماوي
+ = -

القدوة في حياة المراة المعاصرة ((فاطمة الزهراء (عليها السلام)

أنموذجاً))

The Role Models in the life of Contemporary Women

Fatima Al-Zahra (peace be upon her)

Model  As a

الباحث

د. مالك يوسف سلطان العظماوي

malikaladhmawy@gmail.com

The Researcher

Dr. Malik Y. S. Al-Adhmawy

 07800514166

كلمات مفتاحية: الزهراء، العفة، المعاصرة، عبادتها، بلاغتها

المستخلص:

تغذت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ ولادتها المباركة من أنوار الهدى والطهر، من جهة أبيها وأمها. فقد نمت وترعرعت في حضن خير أم وهي السيدة خديجة الكبرى (عليها سلام الله)، وكان نموها الفكري والإعداد الروحي برعاية الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لها الإعداد الخاص. وتشاء الأقدار، أن تنتقل أمها السيدة خديجة إلى الرفيق الأعلى، بعدما عاشت معها، فاطمة عليها السلام محنة الحصار، في شعب أبي طالب، لمدة ثلاث سنوات، وفي نفس العام يتوفى أبو طالب عم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وحاميه ويبقى محمد صلى الله عليه وآله وحده في مواجهة الهجمة الشرسة على عقيدة التوحيد من أهل الشرك، وعبدة الأصنام، وتبقى فاطمة الصغيرة مع أبيها، التي فقدت أمها وهي ما تزال بحاجة الطفولة الى الأم، فكان أبوها (صلى الله عليه وآله) جاهدا بتعويضها ما فقدت وكان لها ما ارادت وما رغبت، فقد حظيت بحب غامر من لدن سيد الخلق ليعوضها حنان الام، فأدناها له وغمرها بحنانه، فكانت كما أراد وكما تمناه فيها، وأصبحت ملاذه وراحته وسكينته، فقد عوضته بدورها عن فقدانه شريكة حياته وسنده التي بذلت كل ما تملك لأجله ولأجل دعوته، وكذلك فقدانه العم والسند والمحامي والمدافع عنه! حتى لقبها (صلى الله عليه وآله وسلم): بـ “أم أبيها”.

Abstract:

Lady Fatima al-Zahra (peace be upon her) was nourished since her blessed birth by the lights of guidance and purity, on the part of her father and mother.  She grew up and grew up in the bosom of the best mother, the Lady Khadija al-Kubra (may God’s peace be upon her), and her intellectual growth and spiritual preparation was under the auspices of the Greatest Messenger (may God bless him and his family and grant them peace) for her special preparation.  Moreover, fate wants her mother Khadija to pass to the supreme companion, after she lived with her, Fatima, peace be upon her, the ordeal of the siege, in the people of Abu Talib, for three years.  May God be upon him and his family alone in the face of the fierce attack on the doctrine of monotheism from polytheists and idolaters, and the young Fatima remains with her father, who lost her mother and still needs a mother in childhood.  She wanted and what she wanted, she had an overwhelming love from the master of creation to compensate her with the tenderness of the mother, so he brought her to him and overwhelmed her with his tenderness.  As well as losing his uncle, bond, lawyer and defender!  Even her title (may God bless him and his family and grant them peace): “Mother of her father”.                                                  

المطلب الأول:

المبحث الأول:

مكانتها ومنزلتها عند أبيها:

كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يحبّ ابنته، ويحترمها حباً واحتراماً قلَّ نظيره، حيث كان يقول: ” فاطمة بَضعة مني”، ومعنى البضعة هنا: يعني القطعة منه (صلى الله عليه وآله وسلم)[1] . ويدل على هذه العلاقة، حديث معروف للنبي حيث قال: “يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها”، أو: “من سرّها فقد سرّني، ومن ساءها فقد ساءني[2].

ولذا فقد أجمع أتباع أهل البيه (عليهم السلام) على أن الزهراء (ع) تتصدر الأئمة الأطهار -من ولدها- في المرتبة والمنزلة، وذلك بعد أبيها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). وقد ذكرت المصادر الروائية حديثاً قدسياً، إذ ورد بأشكال مختلفة، ففي أحدها يُناط خلق السماوات بخلق فاطمة (عليها السلام) ورسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) والإمام عليّ (عليه السلام). وروي عن النبي أنه قال: يغضب الله عز وجل لغضبها، ويرضى لرضاها. وطبقاً لروايات أخرى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث يقول: “فاطمة أعزّ البريّة عليّ”. ونقل هذا الحديث المحدّثون القدامى من الشيعة كـالمفيد ومن السنة أحمد بن حنبل بعبارات مختلفة.

المبحث الثاني:

ولادتها وألقابها وكنيتها:

ذكرت المصادر التاريخية لدى الشيعة الإمامية بأن ولادة السيدة الزهراء (سلام الله عليها) كانت في 20 جمادى الآخرة[3] وطبقاً لهذا الرأي، فإنها ولدت في السنة الخامسة لـلبعثة النبوية[4] أما ما ذكرته المصادر الإسلامية الأخرى، فإن ولادتها (عليها السلام) كانت قبل البعثة بخمس سنوات[5] وذكر آخرون بأنها ولدت في السنة الثانية من البعثة كما ذكره الكفعمي[6].

وكانت (سلام الله عليها) تكنى (أم أبيها) و (أم الأئمة) و (أم الحسن) و (أم الحسين) و (أم الريحانتين)، ولها ألقاباً كثيرة فمن أشهر هذه الألقاب: الزهراء، الصديقة، المحدَّثة، البتول، سيدة نساء العالمين، المنصورة، الراضية، والمرضية[7]. والمعروف إنما سمّاها النبي “فاطمة”؛ لأنّ اللَّه فَطَمها ومحبيها أو ذريّتها ووُلدها، عن النار[8]. وأشهر ألقابها الزهراء، وقد تسمّى به غالباً، ويقترن مع اسمها أحياناً، فيقال فاطمة الزهراء أي: النور الساطع والضياء اللامع.

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل: فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدِّثة، والزهراء)[9]. وكفى بآسمها “فاطمة” الذي يعني البشارة الكبرى لمواليها ومحبيها، فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: [إن الله تعالى فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم عن النار، فلذلك سميت فاطمة][10]. وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: [هل تدري لم سميت فاطمة؟ قال علي: لم سميت فاطمة يا رسول الله؟ قال: لأنها فُطمت هي وشيعتها من النار][11].

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام): [شق الله لك يا فاطمة اسماً من أسمائه فهم الفاطر وأنت فاطمة][12].

المبحث الثالث:

عبادتها:

كانت للزهراء -عليها السلام- تهتم كثيراً بعبادتها، فقيامُ الليل لدى فاطمة (عليها السلام) كقيام أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكقيام أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت تمضي ساعات من العبادة الليلية، ولها أيضاً نوافلها اليومية، وصلواتها، وصومها المستحب.

كما إنها كانت قادرة على الجمع بين التكاليف، وهي الجمعُ بينَ التكاليف، وهذه من أهم الصفات التي تميز حياة الزهراء (عليها السلام) كإنسانةٍ كاملة. نحنُ مشكلتنا –كأشخاص عاديين- أننا نجعل لكُلِ شيءٍ حقلاً منفرداً، فعندما نعمل مثلاً، ننسى العبادة، وعندما نتعبد ننسى العمل، وكأنَ الإنسان ينتقلُ من حقل إلى حقل؛ وهذا خطأ كبير! فالمؤمن يعيش كُل الحقول في آنٍ واحد. ولكن لنرى سيرتها (عليها السلام) في المنزل، فعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: [إنها استقت بالقربة حتى أثرّت في صدرها، وجرّت بالرّحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها][13]. لم يكن الأمر سهلاً على سيدة النساء، التي كانت تقوم بأعمال المنزل، وكانت في خدمة أمير المؤمنين كزوجة مثالية، فالأسرة الأولى المثالية من خِلقة آدم (عليه السلام) إلى قيام الساعة، هيَّ أسرة عليٍّ وفاطمة. هكذا كانَ حالها (عليها السلام) فقد جمعت بين عمل النهار المتعب، وبين العبادة، تلكَ هي سيدة نساء العالمين، العابدة الأولى في تأريخ البشرية في صنف النساء!

المطلب الثاني:

المبحث الأول:

فاطمة الزهراء المثل الأعلى للنساء:

إنَّ الحديث عن فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين، ذو شجون وتشعبات كثيرة، وقد يتهيب المرء الكلام عن هذه الشخصية الفريدة في صفاتها، ومكانتها، ودورها الكبير والمتميز في عالم النساء، وخصوصاً أنَّها عاشت في زمن كان يُنظر إلى المرأة نظرة دونية، إذ أنَّ تحقير المرأة في الجاهلية، كان أمراً عادياً، ومقبولاً، لا بل طبيعياً بحيث أنَّ وأد البنات كان من المسلَّمات التي لا يعترض عليها معترض، ويصوِّر القرآن الكريم، الحال بقوله تعالى: [وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ][14].

ويأتي الإسلام ليرفع هذا الحيف عن المرأة، كإنسان وكدور، وليعلن المساواة الواقعية بين المرأة والرجل، على أساس الطبيعة البشرية، وليجعل جزاء الأعمال، للذكر والأنثى، على حد سواء، لا تفاضل بينهما، في الأصل، أو الجنس.. قال تعالى: [وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا][15]. إنَّ عملية التحول في وضعية المرأة، على يد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، بلغت ذروتها، عندما اختار اللَّه تعالى، فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله، لتكون سيدة نساء العالمين، والقدوة والقائدة، لنساء زمانها، وكل زمان، لا بل القدوة للرجال وللنساء معاً، باعتبار أنها تمثّل الأنموذج الكامل للمرأة، في كل تفاصيل حياتها، منذ أنْ أبصرت النور، حتى آخر لحظات عمرها الشريف، وستبقى فاطمة الزهراء عليها السلام الكوكب المضيء في عالم الإنسانية، تشرق على بني الإنسان كالشمس، فتملأ العقول بالفكر الصافي، والقلوب بالعواطف النبيلة، والحياة بالدور النسائي المميَّز، بحيث لا تجد في شخصية فاطمة إلا أسمى الصفات، وفي أعلى الدرجات.

إنّها الزهراء “القدوة لكل النساء اللواتي ينهلن من معين الحقيقة والنور الإلهي” كما قال إمام الأمة الخميني قدس سره، وكان لا بد لهنَّ أن يتمثَّلنَ بسيرة فاطمة عليها السلام التي كتبها اللَّه مع الأبرار، الذين قال فيهم: [إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا][16]. فكم هي محظوظة المرأة التي تكون الزهراء عليها السلام مثالها وقدوتها، فالزهراء عليها السلام نبراس لكل امرأة تريد سبيل الرشاد، وتطلب معالي المعرفة والأخلاق ومفاخر التربية والتهذيب، وكم هي تعيسة، وطريقها مظلم تلك المسلمة المقلِّدة والمنبهرة بالمرأة الغربية، فهي تعاني من فراغ فكري هائل، فكل ما لديها مجرد أوهام وتقاليد عمياء، حتى أمست أكثر مرونةً، وأسهل تقبلاً لكل ما يرد إليها من فساد الموضات الثقافية والاجتماعية الهابطة، وأصبحت الحرية الممنوحة لها أعظم معول هدَّام لمجتمعها.

وإذا أردنا الوقوف عند بعض التفاصيل المتعلقة بالزهراء عليها السلام، في كافة مراحل حياتها المباركة، فإننا سنجد، باعتبارها المثال الأعلى للمرأة، أنها كانت في مرحلة الطفولة، كأفضل ما تكون الفتاة، وذلك لأنها ابنة لأعظم شخصية على وجه الأرض، حتى يرث اللَّه الأرض ومن عليها، وهو الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله، وعندما أصبحت فاطمة عليها السلام زوجة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنها كانت الزوجة المثالية، إذ أعطت أبهى صورة عن الحياة الزوجية المنسجمة، الراقية.. وأما دورها كأم، فإنّه الدور الذي بلغ الذروة في عملية التربية، ذات المستوى الأعلى، كما يدعو إليها الإسلام من خلال الكتاب والسنَّة.

ولم يكن دور فاطمة عليها السلام كزوجة وكأم على حساب دورها العام، وهو الدور الذي ارتقى إلى درجة الانفتاح على عمق ما رسمه القرآن الكريم للمرأة، من دور ريادي في الحياة والمجتمع، وهذا الدور ابتدأ من كونها معلِّمة للجيل النسائي في زمنها، وللأجيال الأخرى الآتية في مستقبل الزمان، ولم يقتصر هذا الدور على أمور اعتيادية، بل تجاوز كل ذلك، ليكون دورها دور المناصرة للأمة والعقيدة والمبدأ، وهي التي أعلنت رأيها صريحاً واتخذت الموقف الواضح، من أخطر الموضوعات التي تعلقت بمصير الأمة كلِّها، في تلك اللحظات التاريخية الهامة.. وحتى لا نبقى في عالم التعميم يحسن بنا أن نتحدث، ولو بشكل موجز عن الزهراء عليها السلام، في مراحل حياتها المختلفة.

المبحث الثاني:

علمها وبلاغتها:

كانت السيدة فاطمة (عليها السلام) عالمة، جليلة القدر، عابدة وبليغة. فعندما شعرت (عليها السلام) أن حقها وحق بعلها علي بن أبي طالب (عليه السلام) صودرا، ذهبت مع حفدة من النساء الى مجلس الخليفة، وضرب بينها وبين الرجال ستراً، وخطبت خطبة أشارت بها الظلم الذي لحق بها بإبن عمها، واغتصاب حقوقهما، وكانت حكيمة بليغة قادرة على إيصال فكرتها وما تنوي طرحه على الخصم.

لقد خطبت فاطمة (عليها السلام) في المسجد النبوي، بخطبة كانت أروع ما تكون الخطب عمقاً، وأجمل ما تكون مبنى ومعنى، كيف لا وهي ابنة أفصح الفصحاء، محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولقد كشفت في هذه الخطبة عن معرفة، وقدرة فائقة على سبر أغوار حكم جملة من التشريعات، فبيَّنت من مقاصدها ما بينت، بكلمات قليلات، ذات مداليل عميقة جداً.. ودافعت الزهراء عليها السلام عمَّا تؤمن به، كأفضل ما يكون الدفاع، وقالت كلمتها للتاريخ، ولا يزال التاريخ يردد هذه الكلمات.

ابتدأت خطبتها (سلام الله عليها) بحمد الله تعالى قائلة:

“الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتّصالها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمّن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة إمتثلها، كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيّته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها، إلا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريته، وإعزازاً لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته”[17].

ثم أخذت تبين للقوم بأن أباه هو من أنقذهم من الضلالة بقولها:

“وأشهد أنّ أبي محمداً (النبي الأمي) (ص) عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسمّاه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علماً من الله تعالى بمآيل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع الأمور.

ابتعثه الله إتماماً لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذاً لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عُكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمد(ص) ظُلَمَها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلّى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم”[18].

لقد ناقشت فاطمة (عليها السلام) السلطة وحدها، لأن الظرف السياسي، ومصلحة الإسلام كانت تقتضي ذلك، فقدَّمت الحجج والبراهين، مستخدمة أسلوب العقل والمنطق، والحجج الموشَّحة بالعاطفة الحزينة على فراق رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، والحاملة لروح الثورة، والمطالبة بالحق، والمعارضة معارضة أرادتها مستمرة حتى بعد وفاتها، وذلك عندما أوصت أن تدفن سراً! كما وصفها الشاعر[19] مخاطباً جنازة البتول (عليها السلام):

سرت جنازتُكِ الغراءُ موحشةً       فــلا نـــــــداءَ ولا باكٍ يعـــــــزيــها 

ولا حضورَ لقومٍ عند مدفنِها       الاّ أبا ذر والمقــــــداد ناعيـــها

المبحث الثالث:

الزهراء قدوة المرأة الصالحة:

“القُدْوَةُ تعني الإقتداء بشخص ما، إذا فُعِل مثل فعله تأسّيا، وفلان‏ قُدْوَةٌ، أي يُقتدى به”. أمّا في معنى الْأُسْوَةُ، فقالوا هي “كالقدوة، وهي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتّباع غيره.

فالاقتداء هو عملية موافقة ما يفعله الآخر، واتّباع شخصيّة تنتمي إلى القيم نفسها التي يؤمن بها المقتدي، وعادة ما يمثّل شخص المقتدَى به قدراً من المثاليّة والرقيّ والسموّ عند أتباعه ومحبّيه. والقدوة تنطوي في داخلها على نوع من الحبّ والإعجاب اللذين يجعلان المقتدِي يحاول أن يطبّق كلّ ما يستطيع من أقوال المقتدى به وأفعاله. فالسيّدة فاطمة عليها السلام هي بنت الوحي والرسالة، وهي التي تربّت في حجر سيّد الخلق، فكانت الناطق العمليّ والمترجم السلوكيّ للإسلام في الحياة، فعندما نطّلع على سيرتها العطرة نجد أنّ أغلب الجوانب الحياتيّة التي تقاسيها المرأة – إن لم نقل كلّها – قد مرّت بها عليها السلام، حيث تقدّم لنا، بسلوكها النابع من الذوبان في الإسلام.

والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الأسوة والنموذج الأحسن والأتمّ، ولكن ليس لجميع الناس بطبيعة الحال، بل لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا. وبالتالي، فإنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو القدوة الحقيقية لكلّ مؤمن متديّن ومؤمنة متديّنة. وكذا هو الحال بالنسبة لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن سار على خطاهم، فهم عليهم السلام قدوة كلّ تائق نحو الكمال الحقيقي والجمال الواقعي وملاذه.

والنموذج القدوة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. فهي بنت الوحي والرسالة، وهي التي تربّت في حجر سيّد الخلق، فكانت الناطق العمليّ والمترجم السلوكيّ للإسلام في الحياة. إنّ نداء فاطمة للمرأة في العالم هو: كوني إنسانة ولا تكوني مجرّد أنثى تتحرك بأنوثتها لتسقط إنسانيّتها، كوني إنسانة مع الله ومع النّاس، إنسانة بالمعنى الروحي والعقلي والحركي، وكوني رساليّة تفكّر في الرسالة لا في الذات، فتقدِّم الذات فداءً للرسالة.

وإنَّ الإسلام يقول للمرأة في العالم، وكذلك للرّجل، هذه فاطمة سيدة نساء العالمين لا بنسبها، ولكنها سيّدة نساء العالمين بفضائلها، ولهذا، انطلقوا لتتعلّموا منها كيف يكون الحبّ للإنسان والعطاء للإنسان، وكيف تكون المسؤوليّة الثقافيّة، وكيف تكون المواجهة والمعارضة للظّلم والانحراف، ولتكنْ الزَّهراء(ع) قدوتكم في العبادة، وقدوتكم في الأخلاق والجهاد والعطاء والإيثار.

وفاطمة (عليها السلام) كانت حريصة على العمل بوصية أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن تكون خدمة المنزل بينها وبين خادمتها فضَّة، يوم عليها ويوم على فضَّة.. قال ابن أعبد: قال لي عليّ عليه السلام: “يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة، كانت ابنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وأكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرَّت الرحى حتى أثَّرت الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثَّرت القربة بنحرها، وقمَّت (كنست) البيت حتى اغبرَّت ثيابها، وأوقدت تحت القِدْر حتى دنست ثيابها، وأصابها من ذلك الضرر”. وقصة تسبيح الزهراء عليها السلام معروفة، فقد علَّمها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله التسبيح المسمَّى باسمها عند النوم وفي دبر كل صلاة، وقال لها إنَّه خير من الخادم في الدنيا، رغم ما كانت تلاقيه، في خدمة البيت. ويقول الصادق عليه السلام: “تسبيح فاطمة في كل يوم، دبر كل صلاة، أحبُّ إليّ من صلاة ألف ركعةٍ في كل يوم”.

ففاطمة الزهراء هذه مثال المرأة التي يريدها الإسلام الحنيف، وهي قطعة من نبي الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة والرجل المؤمن في كل زمان ومكان.

المطلب الثالث: 

المبحث الأول:

الإقتداء بعفة الزهراء (عليها السلام):

لا تفريط في العفة والحجاب مهما كانت الظروف، على المرأة ألا تنسى عفتها وحجابها في أصعب الظروف التي تمر بها. وان تقتدي بسيدة النساء (عليهما السلام)، فالرواية تقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام): أي شيء خير للمرأة؟ قالت: ألا ترى رجلاً ولا يراها رجل. فضمها اليه وقال: ذرية بعضها من بعض[20]. فعندما إحتاجَ عليٌ -عليه السلام- للناصرِ والمعين، وفاطمة -عليها السلام- ربة البيت، خرجت لتدافع عن إمام زمانها -عليه السلام- ولكن بشرطها وشروطها، فتقول الرواية: “لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمةٍ من حفدتها، ونساء قومها.. تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)”.

المبحث الثاني:

الزهراء والمرأة المعاصرة:

ان المرأة في أيامنا هذه تعاني كثيراً من المشاكل نتيجة جهل المجتمع وعدم تطبيقه التعاليم الاسلامية تارة، وجهل المرأة منزلتها الحقيقية ومكانتها الرفيعة فتسيء لنفسها من خلال التصرفات الخاطئة تارة أخرى. فعلى المجتمع أن يتحمل مسؤوليته لما يحصل للمرأة من ظلم لها وجور عليها، مرة من خلال إستغلال المرأة إستغلالا بشعاً في تحقيق متطلبات مآرب بعض الأفراد، وأخرى من خلال التساهل في التعاليم الشرعية وإتباع الهوى دون رادع أو وازع ديني أو اخلاقي، وأخرى من خلال القيود الجاهلية التي تقيد المرأة وتحد من طاقاتها في بناء الاسرة السليمة وتكوين المجتمع المتطور الواعي، فمن دون امرأة واعية وناضجة لا تبنى الشعوب ولا تتطور وسيكون مصيرها الانهيار والأفول[21].

فلماذا يمتعضن بعض النساء حينما يقال لهن لا تتبرجنّ مثلا؟ أو لابد للمرأة من الحجاب والعفة والطهارة، فهل يعتقد أولئك النسوة بأن هذا الأمر هو تخلّف أو إمتهان لكرامتهن وسلباً لحقوقهن؟

إن الشارع المقدس إنما فرض الحجاب على المرأة محافظة عليها لئلا تكون فتنة للرجال ولأجل إخماد الفتنة ومنع تأجيج الشهوات التي تؤدي الى إرتكاب الفواحش والمنكرات، فتضيع من خلالها إنسانية المرأة وتحويلها الى أداة لإفراغ شهوات الرجال.

   فماذا نسمي العري الإباحي الذي يأبى أن يستر تمام جسد المرأة فهل يدل على التحرر؟ أم يدل على السعي لأجل لفت نظر الرجال من خلال إتباع الموضة المزيفة لبدن المرأة! إن خروج المرأة وهي شبة عارية دليل على إنها مصابة بلوثة في عقلها وفكرها تحملها على ذلك.

   إن مثل هذا النوع من النساء اللاهثات وراء دعوة التحرر والخلاعة يعتقدن ومن خلال التبرج والتزين يستطعن جلب أنظار الرجال، أو جلب الأزواج اليهن، لا ابداً، لأن الواقع عكس هذا تماما، فالرجل الشرقي بطبعه قد يعجب بالشكل واللباس الإباحي لأجل متعة النظر واللمس او المتعة الآنية، ولكن الأمر يختلف إذا تعلق بالزواج فانه يأبى أن يتزوج إمرأة متبرجة إلا إذا كان غير سوي[22].

فلابد للمرأة العصرية أن تتخذ قدوة لها في حياتها، ونحن نعيش في هذه الظروف المعقدة والصعوبات التي تقف بوجهها، والتحديات التي تواجهها، ولا يوجد أفضل من سيدة النساء (عليها السلام) قدوة في التأريخ. هذه الحوراء الأنسية التي عاشت حياتها بكل تفاصيلها ذاكرة لله وحامدة لآلائه، رغم المحن والظروف التي عاشتها مع أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد وفاته.

  فسيدة النساء فاطمة بنت محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) فكانت صاحبة علم ودراية في الامور، وكان ابوها يستشيرها في كثير من الامور والقضايا المهمة، وكان (صلى الله عليه واله وسلم) يلقبها بأم ابيها لعظمة قدرها وسمو مكانتها، وكان يقبلها بين عينيها ويجلسها مكانه، وبالمقابل كانت هي لا تعصي له امرا، ولا تخرج إلا بإذنه، وتشاطره آلامه وأحزانه، وتشاركه في اموره لرجاحة عقلها وسعة علمها. اما في بيت بعلها، علي بن ابي طالب، فكانت مثالا للزوجة المطيعة لزوجها، الحافظة لسره، المشاركة له في حياته حلوها ومرها، في السراء والضراء، تزيل همه، ولا تحمله فوق طاقته، وأم ولده، كريمة المعاشرة، رحيمة القلب، تسد غيبته وتستر خلته، ولا تأخذها بالله لومة لائم. فلابد لنسائنا من ان يتخذن سيدة النساء إبنة رسول الله (صلى الله عليه واله) قدوة لهن ومنهاجا يوصلهن الى بر الأمان والعيش بسعادة وكرامة وعزة، كي تفوز المرأة بخير الدنيا والآخرة.

وينبغي ألا ننسى دور الوالدين في تربية البنت ورعايتها فمسؤوليتهما عظيمة من أجل خلق جيل واعٍ من خلال معاملتها إسوة بالولد ولا يجعلا فرقا في المعاملة بينهما؛ لأن إحترام البنت والإهتمام بمكانتها يجعلها تشعر بقوة شخصيتها ويخلق الثقة بداخلها لتصبح قادرة على مواجهة المصاعب العصرية التي تواجهها وتتمكن من الإنسجام مع المجتمع لتخرج منتصرة مرفوعة الرأس لا تستطيع مغريات الحياة أن تنال منها والمساس بكرامتها سواء من خلال التعامل مع المجتمع أو من خلال تلبية متطلباتها الذاتية لتتناغم مع المجتمع الذي تعيش فيه. فكيف إذا كان الوالدان هما سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والسيدة خديجة الكبرى (سلام الله عليها؟ لابد أن تكون البنت كسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام).

المبحث الثالث:

وفاة السيدة الزهراء (عليها السلام) ودفنها سراً:

اختلفت الأقوال في وفاتها (عليها السلام)، فقيل: إنها توفيت في 8 ربيع الثاني، وقيل وهو المشهور: أنّها توفّيت في 13 جمادي الأولى، وقيل: إنّ وفاتها في 3 جمادي الثانية.

وتشير الروايات المعروفة الواردة من طرق الشيعة في يوم شهادة الزهراء عليها السلام علی ثلاثة أقوال:

الأول: بعضها تدلّ علی أنّها استشهدت بعد 75 يوم من وفاة النبي (صلّی الله عليه وآله وسلّم) وهي المشهورة.

الثاني: بعضها تدلّ علی أنّها بقيت بعد أبيها 90 يوماً.

الثالث: بعضها تدلّ علی أنّها توفّيت بعد أربعين يوم من وفاة النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم.

وقد روی العامّة أنّ فاطمة عاشت بعد أبيها ستّة أشهر ثمّ توفيت، ولکن هذا القول باطل تدحضه روايات أهل البيت (عليهم السلام)، ولعلّ غرضهم من القول بتأخير وفاتها هو دفع توهّم شهادتها بسبب ما جری عليها من قبل نظام الحكم.

فقد روی الکليني في الکافي والشيخ المفيد في الإختصاص وابن شهر آشوب في المناقب عن الإمام الصادق عليه السلام: «أنّها عاشت بعد أبيها 75 يوماً». وروی المسعودي في مروج الذهب: أنّها عاشت أربعين يوماً. وروی الكفعمي والشيخ الطوسي وابن طاووس عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام، وروی في مقاتل الطالبين عن الإمام الباقر عليه السلام: «أن فاطمة بقيت بعد أبيها ثلاثة أشهر 90 يوماً».

وقد دفنت (سلام الله عليها) سراً، بوصية منها لأنها كانت واجدة على القوم الذين أعتدوا على حقوقها وصادروا إرثها، وقد أعرضنا عن الخوض في التفاصيل هنا، خشية الإطالة لأن الحديث ذو شجون – كما يقال – وقد ثبت الباحث تلك الحوادث بقصيدة[23] جاء فيها:

للهِ منْ فَدكٍ ضــــاعتْ وضاعَ بها        حقُ البتولِ .. وكانَ الصبرُ مُنجيها

منْ حيثِ زعمِ رجالٍ جُــلّ همتهم        هضـــــــــمُ الحقـوقِ وقالوا ليسَ نُعطيها

قدْ جَمَّعوا حطباً كي يُحرقوا سَفَهًا        مــــــــــــــــــــــنْ كانَ أدرى بآياتٍ وتاليـــــها

الى أن يقول:

سَـــرتْ جنازتُكِ الغــــــــــــــراءُ موحشةً        فــــــــــــلا نـــــــــــــــــــداءَ ولا باكٍ يُعـــزيــــــــها

ولا حضــــورَ لقومٍ عنــــــــــــــدَ مَدْفَنِها       إلاّ ابا ذرِ والمقــــــدادَ ناعيـــــــــــــــــــــــــــــــها

وحــــيدرٌ عند ذاكَ القبــــــــــرِ يَنْدِبها       وكانَ مــــــــــنْ أدمــــعِ الاجفانِ يُرويها

النتائج والتوصيات Conclusion & Recommendation:

توصل البحث الى إن المرأة في الإسلام لها شأن كبير ودور مهم، إذا ما حَسُنت تربيتها وعاشت في كنف أبوين يغمرانها بالحب والحنان ويوفران لها البيئة الملائمة من خلال التربية الصالحة والحياة الكريمة. ولابد للمرأة المسلمة المعاصرة أن تنتهج النهج القويم في حياتها لتفوز برضى الله سبحانه، وتنال ثواب الدنيا والآخرة.

كما يوصي الباحث بما يلي:

  1. على المرأة المعاصرة الإلتزام بالتعاليم الإسلامية التي من خلالها تعيش بسلام واطمئنان، ودون منغصات في حياتها كونها رسمت من قبل الشريعة السمحاء.
  2. يجب على جميع النساء السير على نهج سيدة النساء (سلام الله عليها) واتخاذها قدوة حسنة، من أجل أن ينتهلنَّ من معينها الصافي، وسيرتها العطرة في العفة الشرف والفضيلة.
  3.  إن أول نقاط التأسي بالزهراء (عليها السلام) كإنسانةٍ كاملة، هي العفة والجمعُ بينَ التكاليف، فعندما تعمل لا تنسى العبادة، وعندما تتعبد لا تنسى العمل، وعندما خرجت لتدافع عن إمام زمانها خرجت تطأ ذيولها سترا وعفة، فكان لكلامها ذلك التأثير الرباني.
  4. ومن التأسي بفاطمة (عليها السلام) أيضاً هو صبرها الذي كان به خلود ذكرها، فكم صبرت وتحملت الكثير بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم). فينبغي على المرأة المسلمة أن تكون صابرة محتسبة مهما عظمت الخطوب، فالصبر ركن عظيم من أركان الإيمان.
  5. لابد أن تنتبه المرأة الى أن العفة والشرف والأخلاق الحميدة هي من صفات المرأة التي يتمناها كل رجل سوي، عكس الخلاعة والإنحلال فهما يجلبان الذلة وعدم التوقير والإحترام من قبل المجتمع بصورة عامة.
  6. ينبغي على المجتمع أن ينهض بمسؤولياته في الإهتمام بالمرأة، وحث الآباء والأمهات للنهوض بواجباتهم في طريقة التربية السليمة للأبناء وعدم التمييز بينهم على أساس الجنس، فقد قال الله سبحانه: [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ][24].
  7. تقع مسؤولية توفير العيش الكريم للأسرة على عاتق الجهات الحكومية، من أجل عيش المجتمعات بكرامة دون فاقة أو حاجة الى الناس، لتنشأ الفتيات بعزة وكرامة.  

المصادر والمراجع:

        القرآن الكريم

  •   الأمالي، للشيخ الطوسي
  • أنساب الأشراف، البلاذري
  •   بحار الأنوار، الشيخ المجلسي
  • التحديات التي تواجه المرأة في العصر الحديث، مالك العظماوي
  • ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، الطبري
  • قصيدة للشاعر مالك العظماوي بعنوان: “مولاتي يا زهراء”
  • كشف الغمة، الأربلي
  • الکافي، الشيخ الكليني
  • مسار الشريعة، الشيخ المفيد
  • المصباح، الكفعمي
  • من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق
  • ينابيع المودة لذوي القربى، القندوزي

[1] بحار الأنوار، للشيخ المجلسي: ج 4، ص 228.

[2] الأمالي، للشخ الطوسي: ج 1، ص 24.

[3] مسار الشريعة، للشيخ المفيد: ص 54

[4] الکافي، للشيخ الكليني: ج 1، ص458

[5] أنساب الأشراف، البلاذري: ج 1، ص 403

[6] المصباح، الکفعمي: ص 512

[7] الكافي، للشيخ الكليني: ج 1، ص 240

[8] ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، للطبري: ص 26.

[9] كشف الغمة، للأربلي: ج2، ص91

[10] ينابيع المودة لذوي القربى، للقندوزي: ج2/ ص121

[11] بحار الأنوار، للشيخ المجلسي: ج43، ص15

[12] المصدر السابق

[13] من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق: ج1، ص321

[14] سورة النحل: الآية/ 58-59

[15] سورة النساء: الآية/ 124

[16] سورة الإنسان: الآية/ 5

[17] بحار الأنوار، الشيخ محمد باقر المجلسي، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3

[18] المصدر السابق

[19] أبيات من قصيدة للباحث بعنوان: “مولاتي يا زهراء”

[20] بحار الأنور، للعلامة المجلسي: ج43، ص84

[21] التحديات التي تواجه المرأة في العصر الحديث، للباحث: ص 147

[22] المصدر السابق: ص34

[23] أبيات من قصيدة بعنوان: (مولاتي يا زهراء)، للباحث

[24] سورة الحجرات: الآية/ 13