السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)في الرؤية الشامية
الطبراني (ت360هـ/970م) وكتابه المعجم الكبير انموذجا
د. حيدر عبد الرزاق جعفر العلي (المديرية العامة للتربية في محافظة البصرة )
————————————-
المقدمة
عرفت البشرية على مر الحقب التاريخية ظهور شخصيات بارزة ومتميزة يشار لها بالبنان ، تركت وراءها اثرا كبيرا وخالدا بأفعالها ومواقفها ، فغدت بذلك رونقا تتغنى به الاجيال وينتهلون منه للوصول الى ما وصلوا اليه ، ولم يقتصر الامر على الرجال دون النساء ، فقد لعبت الكثير منهن دورا فاعلا في المجتمعات الانسانية ومن ذلك سيرة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليه السلام) فهي العنصر الفاعل في زمن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والمرأة المظلومة بعده من قبل السلطة ، فقد عانت تلك المرأة الامرين من مجتمعها الذي خالف التعاليم النبوية المقرة لرسم مستقبل الامة الاسلامية ، وما ترتب عنها من افرازات انتجها الواقع المأسوي للمجتمع الاسلامي ، ولذا تحملت السيدة الزهراء (عليها السلام) في الدفاع عن حق بلعها علي ابن ابي طالب (عليه السلام) ما تنوء عن حمله الجبال . في المقابل نجد ان الروايات الاموية اخذت دورها الفاعل في بث سمومها على واقع الحياة الفكرية للمجتمع الناشئ والذي لم يهضم الاسلام بصورة كاملة ، ولذا نجد ان للرواية الشامية دورا كبيرا في رسم صورة سلبية عن سيدة نساء العالمين وغالبية هذه الرواية لا يوجد لها قرائن تؤيدها في المصادر فهي روايات اموية الهوى ولا يوجد لها ما يقابلها في المصادر الشيعية ، يضاف الى ذلك ضعف أسانيدها ، ولذا سنقوم بدراسة هذه الروايات بصورة تحليلية نقدية لمتونها دون السند ، وسيظهر لنا انها اعطتنا صورة غير مكتملة ويشوبها الضعف والكذب والدس والتزوير عن سيدة نساء العالمين .
Lady Fatima Al-Zahra (peace be upon her) in the Levantine vision Al-Tabarani (d. 360 AH/970 AD) and his book big dictionary is an example.
Dr. Haider Abdul-Razzaq Jaafar Al-Ali
(General Directorate of Education in Basra Governorate (
the introduction
Throughout historical eras, humanity has witnessed the emergence of prominent and distinguished personalities, referred to as “Lebanese,” who left behind a great and immortal impact with their actions and positions. Thus, it became a luster that generations sing about and draw from in order to reach what they have achieved. The matter was not limited to men and not women, as many of them played An active role in human societies, including the biography of the Lady of Women, Fatima al-Zahra (peace be upon her). She was the active element in the time of the Messenger (may God’s prayers and peace be upon him and his family) and the woman who was oppressed after him by the authorities. This woman suffered two things from her society, which violated the prophetic teachings approved for shaping the future of the Islamic nation, and the consequences that resulted from it that were produced by the tragic reality of Islamic society. Therefore, Lady Al-Zahra (peace be upon her) took the responsibility of defending the right of Ali Ibn Abi Talib (peace be upon him) to swallow her. Peace) is something that cannot be lifted by the mountains. On the other hand, we find that the Umayyad narrations took an active role in spreading their poison on the reality of the intellectual life of the emerging society, which did not fully digest Islam. Therefore, we find that the Levantine narration has a major role in drawing a negative image of the Lady of the Women of the Worlds, and the majority of this narration has no evidence. It is supported in the sources, as they are narrations of Umayyad fanaticism, and there is nothing equivalent to them in the Shiite sources, in addition to the weakness of their chains of narration. Therefore, we will study these narrations in a critical analytical manner of their contents, without any support, and it will appear to us that they have given us an incomplete picture, marred by weakness, lies, deceit, and forgery, about the Lady of the Women of the Worlds.
المبحث الاول : التعريف بالطبراني وكتابه
1 – اسمه ونسبه : هو سليمان بن احمد بن ايوب بن مطهر اللخمي وقد لقب واشتهر بالطبراني([1]) نسبة الى مدينة طبرية([2]) التي يرجع اصله اليها([3]) ،ولد الطبراني في شهر صفر في مدينة عكا عام 260ه([4]) فهو ابن البيئة الشامية بامتياز فمولده لذا فقد لقب بـ( الشامي)([5]) ، فهو شب في بلده حتى بلغ الثلاثين سنة لينتقل الى مدينة اصبهان مرتين استمر فيهما اكثر من سبعين سنة([6])
2 – رحلته في طلب العلم : رحل الطبراني على ليطلب العلم من اشهر رجال عصره وتخرج على أساتذة يعتبرون من نوابغ الدهر ، وقد اكتملت فيهم كل صفات العلم التي كان يطلبها ، وقد ابتدأ الطبراني رحلة العلم وهو يبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة ليتنقل من خلالها في البلدان الاسلامية ، فقد جاب الطبراني مناطق عديدة انتهل من خلالها العلم وخاصة الحديث الذي اخذه من جهابذه ذلك العلم في الاصقاع الاسلامية كافة ، فشد الرحال الى اهم ربوع العالم الاسلامي ، اذ روى الذهبي ما نصه (وسمع في سنة ثلاث وسبعين وهلم جرا بمدائن الشام والحرمين واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك، وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون)([7]) يتبين لنا من النص ان الطبراني ما ترك عالما من علماء تلك الامصار الا واخذ عنه شيئا .
3 – القابه : حظي الطبراني بمكانة علمية كبيرة بسبب سعة العلم الذي ارتحل من اجله وغزارة المؤلفات التي صنفها ، ولذا أجلّه اكابر العلماء وعرفوا فضله وعلمه ونبوغه وتضلعه في العلوم الاسلامية ولعل ذلك كان سببا لان يطلق عليه القابا عديدة ومنها الامام([8]) والثقة([9]) والحافظ الكبير([10]) والثبت([11]) والرحال والجوال([12]) وصاحب المعاجم الثلاثة([13]) ومسند الدنيا([14]) ومسند العصر([15]) ومحدث الاسلام([16])
4 – مكانته العلمية واراء العلماء فيه : نال الطبراني مكانة علمية مرموقة وأصبح يشار إليه بالبنان لأنه تتلمذ على ابرز اعيان وعلماء عصره فأخذ عن كل واحدا منهم شيئا من علم الحديث فقد روى انه اخذ (عن النجوم والأكابر والأعلام ما لا يعد كثرة)([17]) كما ان دروسه كان لها صيت ذائع ويحضرها الالف من مناطق مختلفة اذ اورد الذهبي انه (ازدحم عليه المحدثون ، ورحلوا إليه من الأقطار)([18]) فهو احد الائمة الحفاظ في علم الحديث([19]) كان (حافظ عصره)([20]) ولهذا يعتبر من اشهر (حفّاظ العامة)([21]) وله الاف الاحاديث التي يرويها اذ تراوحت ما بين 20 – 40 الف حديث([22]) .
كان للعلماء اراء مختلفة في الطبراني فقد ذكره منها الايجابية ومنها السلبية فقد ورد انه ( كان ثقة صدوقا واسع الحفظ بصيرا بالعلل والرجال والأبواب كثير التصانيف)([23]) وقيل عنه (الحافظ الكبير مسند الآفاق)([24]) وقد ذكره ياقوت الحموي قائلا عنه انه ( أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين والطلاب والرحالين الجوالين والمشايخ المعمرين والمصنفين المحدثين والثقات الاثبات المعدلين)([25]) وقال عنه ابن الجوزي (كان سليمان من الحفاظ والأشداء في دين الله وله الحفظ القوي ، والتصانيف الحسان)([26])
6 – وفاته : توفي الطبراني في مدينة اصبهان في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة عام 360ه/970م وقد بلغ من العمر مائة عام واشهر بعد اصابته العلل والامراض بسبب كبر سنه فأصيب بالعمى قبل وفاته ، ودفن في مقبرة المدينة الى جانب قبور احد الصحابة المدفونين هناك([27]) .
7 – كتابه المعجم الكبير : كان للطبراني مؤلفات متعددة الفها بالحديث النبوي ولعل من اهم ما الفه المعجم الكبير الذي قسمه على اساس اسماء الصحابة اذ اورد ذلك ابن عساكر بقوله (وصنف المعجم الكبير في أسماء الصحابة)([28]) اذ يقول في مقدمة كتابه انه ( الفناه جامعا لعدد ما انتهى الينا من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء، على حروف الف ب ت ث)([29]) وقد اورد فيه عدد كبيرا من الروايات عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وصلت الى ما يقارن المائة رواية .
المبحث الثاني : صورة السيدة فاطمة الزهراء(عليه السلام) في الرواية الشامية عند الطبراني
عانى المجتمع الاسلامي بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من الانقسام والفرقة ، لاختلافهم في الشخصية التي يجب ان تتولى الخلافة من بعده ، ورغم الخطط الاحترازية التي وضعها الرسول لرسم المسار الصحيح لمستقبل الامة ، الا ان تلك الامة خالفته ذلك من خلال تنصيب غيره([30]) الامر الذي استفاد منه الامويين وبصورة مبطنة فبالرغم من ان ظاهرهم كان المولاة بالخلافة لعلي ابن ابي طالب(عليه السلام) كما بين ذلك ابو سفيان خلال السقيفة بالبيعة له([31]) الا ان باطنه كان الهدف منه تقويض الاسلام بأي صورة كانت وهو ما تبين فيما بعد من خلال المواقف الاموية سواء من الامام علي واتخاذهم سياسة معادية ضده وابرزها السب والانتقاص منه واهل بيته (عليهم السلام)([32]) ، كما ان الامويين لم يلتزموا في شروط الصلح الموقع بين الامام الحسن (عليه السلام) ومعاوية بعد سب الامام علي(عليه السلام) او اتباعه او تشويه صورتهم في المجتمع الاسلامي([33]) ، اذ آثر الامويين على تنفيذ تلك المخططات الخبيثة من خلال تدريجيا من خلال اللعن والتبري من الامام علي([34]) واهل بيته([35])(عليهم السلام) استمر على ذلك ردحا من الزمن ولم يقف الامر عنده فقط بل تجاوز الى من تلاه في السلطة ومن الولاة ايضا([36]) وشمل اللعن ايضا السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ايضا لأنها زوجته وام اولاده([37]) .
ولذا كان ذلك كله تمهيدا لخطة اكبر وهو وضع الاخبار والروايات التي تمس وتخدش بسيرة سيدة النساء ونجدها في الغالب تحاكي وتتودد الى الحكام ، وما ان استتب الامر لمعاوية حتى جمع حوله جموع الفقهاء والعلماء الموالين له ولسلطته الذي عكفت اقلامهم والسنتهم عن تجريد اهل البيت النبوي من مزاياهم الدينية التي اعطيت لهم من السماء واستخدم لذلك الغرض تلك الحاشية المبغضة لهم فروا الروايات التي تتفق مع رؤى وافكار الامويين وقد نقلت في المؤلفات الشامية ومنها كتب الطبراني للحط من مكانة وقدر السيدة فاطمة الزهراء واهل بيتها (عليهم السلام) ، ولذا عد مشاهير علماء الحديث ومنهم شعبة بن الحجاج (ت160ه/776م) ان غالبية الحديث النبوي كذبا اختلقه الرواة ووضعوه على اهل النبي واهل بيته فقد نقل عنه انه قال ( تسعة أعشار الحديث كذب)([38]) فكيف يمكننا ان نطمأن لهذا الكم الهائل من الاحاديث التي قالها اتباع المدرسة الاموية الشامية بحق اهل البيت في مصنفاتهم ومنها ما كتبه الطبراني بحق السيدة فاطمة والزهراء(عليها السلام) وخاصة فيما يتعلق في فترة حياة ابيها.
ولعل من الضرورة بمكان الاشارة الى قضية مهمة والالتفاتة اليها وتحليلها وفق السياق العلمي وهي ان غالبية ما كتبه الطبراني بحث السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) لا يتجاوز الا فترة خطبتها وزواجها والفترة التي تلت وفاة ابيها ، اذ اننا في هذه الحالة نستطيع ان نتخذ رسما بيانيا للحديث عن قاعدة مدببة اساسها ولادتها ثم تأخذ بالاتساع في فترة زواجها وصولا الا وفاتها، وهو امر غريب لأننا لم نعرف الا القليل عن تفاصيل حياة السيدة الزهراء(عليها السلام) في العهد المكي ، وهو امر يتطلب منها التفكير فيه والقول ان من الضروري ان يكون للسيدة دورا فاعلا في الاحداث التي عاشها المسلمين في ذلك الوقت لا ان يكون العكس ، اذ اننا في هذه القول لا نستطيع الا ان نقول انها لم تكن لها دور فاعل وهو خطأ كبير لأنها كانت من اقرب الناس برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكانت ملازمة له في اكثر اوقاته .
ولهذا سنبين الصور التي تعرض لها الطبراني في كتابه لبيان حقيقتها وهي :
الصورة الاولى : فاطمة في بيت النبوة والاخوة المصطنعين
تتفق الكثير من الروايات الاسلامية ومنها الشامية على ان النطفة التي ولدت منها السيدة الزهراء (عليها السلام) جاء بها الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من الجنة عندما عُرِجَ به فأكل من ثمارها وتحولت تلك الثمار الى نطفة بزغ منها ذلك النور الهمام الذي اثلج صدر ابيه فهي امرأة طاهرة وتتميز عن سائر النساء بسبب ذلك ([39]) لذا فقد كانت تكنى بـ”أم ابيها“ ([40]) ومن ذلك اتت عصبة النبي وذريته منها ([41]) وكل هذه الامور لا غبار عليها ولها قيمة علمية كبيرة لأنها حقائق وتداولتها مصنفات المسلمين عبر الاجيال لم يتمكنوا من التقليل من شأنها فنقلوها كما هي ، الا انهم وضعوا لها ما يخالفها في مواضع اخرى .
ولمكانة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقد تحّتم على رواة السلطة الدس والتزوير في كل ما يلوث سيرتها وسيرة ابيها بغضا منهم للحط من مكانتهم الذي جعلها الله لهم في الدنيا والاخرة ، ولذا بدأوا بوضع الاخبار والروايات منذ نعومة اظفارها التي تبين ان للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) بنات اخريات غير السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ولهن مكانة في المجتمع الاسلامي وجعلوا منها مادة تاريخية دسمة يتناقلها كتّاب السلطة جيلا بعد جيل لتحطيم ثقة المجتمع في شخصية السيدة الزهراء(عليها السلام) والحط من مكانتها وتوجيه الانظار الى ما نسب اليه من بنات ومن ذلك ما رواه الطبراني ان للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) بنت تدعى رقية كانت اصغر عمرا من فاطمة (وزعم الزبير بن بكار ان رقية اصغر من فاطمة)([42]) ، كما جاء في رواية ان السيدة فاطمة (عليها السلام) كانت توأم اخيها عبد الله فقد روى الطبراني بقوله (ويقال بل كانت توأم عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم)([43]) ، وجاء في رواية اخرى عن الزبير بن بكار ان للنبي ستة ابناء حيث جاء في رواية ما نصه (ولد النبي صلى الله عليه وسلم القاسم وهو اكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر ولد بعد النبوة ومات صغيرا ، ثم ام كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الاول فالأول)([44]) .
وسنبين بعض الملاحظات عن هذه الروايات :
الصورة الثانية : العلاقة الزوجية بين الامام علي والسيدة الزهراء(عليهما السلام)
بعد انتقال السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) الى بيت الزوجية بدأت معها حياة جديدة قوامها البيت المثالي للزوجة الصالحة لرجل كفوء الا وهو امير المؤمنين على ابن ابي طالب(عليه السلام) اذ روي في ذلك في الروية الشامية ما يبين ذلك([48]) اذ بينت احدى روايات الطبراني ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هو من قام بتزويجهما بعدما عرض عليها الامر فوافقا وتم ذلك الزواج الميمون([49]) بعد ان قام الامام على برهن درعه عند احد اليهود وقيامه بالإعداد لزواجه من اموال ذلك الرهن([50]) ومن المعلوم ان علاقة الزوج بزوجته تبقى علاقة اسرية داخلية لا ينبغي كشف اسرارها ومن الضروري ان تبقى طي الكتمان بينهما على مر الاجيال الا ما اكن منها للضرورة .
الا ان تلك الرواياتالشامية قدمت لنا صورة متشنجة لطبيعة العلاقة بين الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، حيث وصفت تلك العلاقة بالخلافات والمشاحنات التي كانت تنشب بين فترة واخرى وطبيعتها كطبيعة المرأة العادية ، نافين بذلك العصمة والطهارة التي منحها الله لهما في خلال اية التطهير حين اورد الطبراني في مرات عديدة ومن ذلك قوله (ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة اشهر اذا خرج الى صلاة الصبح ويقول : الصلاة ، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )([51]) ومن خلال ذلك يتضح لنا بصورة جلية ان لا احد يعرف السيدة الزهراء(عليها السلام) الا ابوها وزوجها ولا احد يعرف مكانة وعظمة علي ابن ابي طالب (عليه السلام) الا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وزوجته فكيف لنا ان نصدق ما قيل في كل المساوئ والمطاعن التي نالت من تلك العلاقة الزوجية القائمة على الحب والود والاحترام المتبادل لشخصين عصما من كل خطأ بشهادة القران الكريم .
الصورة الثالثة : عدم الرضا بزواجها من علي ابن ابي طالب(عليهما السلام)
لقد كان زواج السدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) من امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في ظروف عسيرة وصعبة عاشها المسلمين الا ان ذلك لم يمنع من اقامة علاقة ود واحترام متبادل بين الزوجين انتجت عن ولادة الاقمار الطاهرة لأهل البيت ، وما يؤسف له ان المرويات الاموية الشامية وخاصة تلك التي اوردها لنا الطبراني في كتابه كانت لها مآرب اخرى حيث ارادت تلويث ذلك البيت من خلال دس سمومها في الروايات التاريخية والتي كان هدفها الحط من مكانتهم وخلق المشاكل بين الزوجين بين الحين والاخر وربطها مع الرسول متناسين طهارتها وعصمتها التي ارودها لنا القران الكريم ، وعند مراجعتنا لكتاب المعجم الكبير للطبراني وجدنا روايتين سنبينهما كالاتي :
الرواية الاولى : (عن ابي اسحاق : ان عليا رضي الله عنه لما تزوج فاطمة رضي الله عنها ، قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : زوجتنيه اعيمش عظيم البطن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد زوجتكيه وانه لأول اصحابي سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما)([52])
الرواية الثانية : ( عن ابن عباس قال : لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليا قال فاطمة : يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شيء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اما ترضين يا فاطمة ان الله عز وجل اختار من اهل الارض رجلين احدهما ابوك والاخر زوجك)([53])
وسنقوم برد هذه الاتهامات التي طالت ذلك البيت الطاهر بالاتي :
الصورة الرابعة : شغف الامام امير المؤمنين بخطبة النساء في حياة السيدة الزهراء(عليهما السلام)
روى الطبراني حسب رؤيته الشامية التي اعتاد عليها ان علي ابن ابي طالب(عليه السلام) اراد الزواج من نساء اخريات خلال حياة زوجته وقد اورد في ذلك اربع روايات تتشابه في بعض نصوصها وهي :
الرواية الاولى : (عن الزهري ، اخبرني علي بن الحسين ان المسور بن مخزمة اخبره ان علي ابي ابي طالب خطب بنت ابي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعت فاطمة اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ان قومك يتحدثون انك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكحا بنت ابي جهل ، قال المسور : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فسمعته تشهد ثم قال : اما بعد فأني انكحت ابا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وان فاطمة بضعة مني وانا اكره ان تفتنوها وانا والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله عند رجل واحد ابدا ، قال : فترك على الخطبة )([55])
الرواية الثانية : (ان علي بن ابي طالب خطب بنت ابي جهل على فاطمة ، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وانا يومئذ محتلم وقال : ان فاطمة مني وانا اخاف ان تفتتن في دينها ثم ذكر صهر عبد شمس واثنى على ابي العاص في مصاهرته اياه ، قال : فصدقني ووعدني فوفى لي واني لست احرم حلالا ولا احل حراما ، ولكن والله لا تجتمع بين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله )([56])
الرواية الثالثة : (عن عبد الله بن الزبير ان عليا خطب بنت ابي جهل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ان فاطمة بضعة مني يؤذيني ما اذاها ويغضبني ما اغضبها)([57])
الرواية الرابعة : ( ان اسماء بنت عميس قالت : خطبني علي بن ابي طالب فبلغ ذلك فاطمة ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ان اسماء متزوجة عليا فقال : ما كان لها ان تؤذي رسول الله)([58])
ولنا في هذه الروايات بعض الملاحظات وهي
1 – ان رواية خطية ابنه ابي جهل مرفوضة والوضع ظاهر عليها فهي لا تصمد امام النقد العلمي للرواية فكيف يمكن التسليم بهكذا رواية تربط بين عدوين احدهما مؤمن واخر مشرك في وقت كان الاسلام يعاني الامرين من المشركين ، فهل كانت هي المرأة الوحيدة في زمانها كي يتجه اول القوم اسلاما على الزواج منها ، الا يوجد من نساء المسلمين ما يناسب رغبته .
2 – لعل من الرواية مساس كبير بشخص الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) والامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) فكيف يمكن لخاتم الانبياء ان يغضب لأمور الدنيا ويأخذ بكلام ابنته فهذه الرواية مما وضعته اقلام الامويين ليتقربوا بها في الاسلام لغرض النيل من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ومن الامام علي(عليه السلام) من خلال ادخالهم السيدة الزهراء في مجرى الاحداث واظهار الحادثة بأبعاد كبيرة تأخذ مساحة فكرية واسعة لدى المسلمين .
3 – ان هذه الروايات هي خلال الوقائع التاريخية لمواقف الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) من المشركين وخاصة ما كان منها متعلقا بالجانب العسكري ، فهذه الرواية تخالف كل الاحداث التاريخية فهي لا صحة لها جملة وتفصيلا اذا لم يقدم الامام علي ابدا على مثل هذا الامر
3 – حاولت رواية عبد الله بن الزبير ان تربط الحادثة بقضية اذية الرسول واذية ابنته من الناحية النفسية والعاطفية ، وان الرسول قام بتشهير الامر على المنبر وامام المسلمين ليس في وقت الصلاة وهو ما يرفضه الاسلام جملة وتفصيلا اذ لم تبين لنا الرواية انه كان وقت صلاة
4 – ان وروود هذه الروايات في المصادر المتقدمة وخاصة في كتب الحديث لدليل اخر على عدم صحتها لان اقلام كتاب السلطة الاموية حاولت تشويه صورة الامام علي في وقت مبكر من عصر التدوين .
5 – لعل من الضرورة بمكان الاشارة الى مقامات السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من خلال من ذكره الطبراني في نفس كتابه من انها سيدة نساء العالمين(عليها السلام) ([59]) فكيف لمؤمن عرف الله ورسوله ان يترك سيدة نساء العالمين ويقبل على خطبة امرأة مشركة وابنه مشرك عادى الاسلام بشراسة .
6 – من المعروف ان أي شخص يقبل على البحث عن زوجة اخرى لا بد ان ورآه دوافع تدفعه الى ذلك كمرض الزوجة او كبرها او تقصيرها في واجباتها تجاه زوجها او بيتها وابناءها ، فهل يعقل ان تكون هذه العيوب في سيدة النساء(عليها السلام) ، او ان ابنة ابي جهل اجمل وافضل منها .
7 – لو صحت هذه الروايات من ان علي ابن ابي طالب(عليه السلام) هو من اقبل على الخطبة من دون أي مؤثر عليه فما الداعي لغضب سيدة نساء العالمين (عليها السلام) في بيئة كانت قريبة من زمن الجاهلية وكانت معتادة على نظام تعدد الزوجات ، وفي ظل تشريع اسلامي يسمع للفرد بهذا النظام بشرط الا يصل اعداد زوجات الفرد الى اربع ، فهذا عمل خلاف النص القرآني من قبل السيدة الزهراء (عليها السلام) .
8 – في النص اشارة واضحة الى الدس الاموي من خلال اظهار الثناء على ابي العاص الاموي (ثم ذكر صهر عبد شمس واثنى على ابي العاص في مصاهرته اياه)
9 – ان الروايات تختلف في المرأة التي اراد ان يخطبها الامام علي (عليه السلام) على لتكون زوجة ثانية ، فتارة تقول انها ابنة ابي جهل ، وتارة اخرى تقول انها اسماء بنت عميس ، فإيهما اراد وفي أي عام كان ذلك ولماذا ، اذ ان الحادثة تكررت مرتين .
10 – ما اشارت اليه الرواية الرابعة هو قول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بحق اسماء (ما كان لها ان تؤذي رسول الله) فهذه العبارة تمس الامام (عليها السلام) على وتجعله ممن اذى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وهو انتقاص كبيرة لشخصه (عليه السلام) .
11 – ان تصرف السيدة فاطمة (عليها السلام) حسب ما ورد في الروايات السابقة فيه انتقاص لشخصها المبارك ، لأنها اخرجت اسرار بيتها وهو من الامور المنبوذة في التشريع الاسلامي ، كما ان النصوص تبين الاضطراب في شخصيتها وشخصية الامام علي (عليهما السلام) .
12 – لم تبين لنا الروايات السالفة الذكر موقف الامام (عليه السلام) على من كل الاحداث التي تناولتها الروايات هل انه وقف مكتوف الايدي من كلام الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ام انه برر موقفه من ذلك ، فكل الروايات التي ذكرناها صامتة في ذلك الجانب .
13 – يضاف الى ذلك كله هو قول امير المؤمنين(عليه السلام) بحق سيدة نساء العالمين ( فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها من بعد ذلك على امر حتى قبضها الله عز وجل إليه ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا)([60]) فهذا القسم العظيم له يفند كل الروايات السابقة بغضبها وبعدم صحة كل ما ورد فيها .
الصورة الخامسة : خروجها من دون علم زوجها وابيها
حاولت النصوص الروائية الشامية النيل والتقليل من شأن السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في محاور عديدة حتى ينهون عصمتها وطهارتها التي اشار اليها القران الكريم في آية التطهير ، ولعل ذلك نابع من الحقد والكراهية التي كان رواة السلطة الاموية والعباسية يضمرونها لأهل البيت(عليهم السلام) وبدأوا بدس الاحاديث الموضوعة في جوانب متعددة من حياتها لقرون عديدة وبألوان مختلفة تفننوا في صياغتها سندا ومتنا اذ ان بعض النصوص الرواية التي ذكرها لنا الطبراني كانت تتعامل بانتقائية وتشكيك وبشكل لا يتعارض مع رؤى وافكار اهل الشام الذين كانوا ينقلون كل ما له دور في التشكيك بسيرتها والطعن بها ودس ما يتوافق مع رؤاهم وافكارهم التي تحلوا لهم ومن ذلك ما ذكره الطبراني من ان السيدة فاطمة(عليها السلام) كانت امرأة عادية واخرجها من الطهارة والعصمة وتخرج كيفما تشاء وبدون علم زوجها او ابيها فقد روى ما نصه (عن عبد الله بن عمرو قال : قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ، فلما رجعنا وحاذينا بابه اذا هو بامرأة مقبلة لا نظن عرفها ، فقال : يا فاطمة من اين جئت ؟ قالت : من عند اهل هذا الميت رحمت اليهم ميتهم وعزيتهم ، قال : فلعلك بلغت معهم الكدي ، قالت : معاذ الله ان ابلغ معهم الكدي وقد سمعتك تذكر منهم ما تذكر ، قال : لو بلغت معهم الكدي([61]) ما رأيت الجنة حتى يراها جد ابيك)([62]) ولذا سنبين بعض الملاحظات التي تبين للقارئ عدم صحة هذه الرواية ومنها :
اوصيك يا عبد مناف بعدي بموحد بعد ابيه فرد([63])
الصورة السادسة : دور السيدة فاطمة (عليها السلام) في الحديث النبوي
كان من نتائج طول ملازمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) لأبيها في العهدين المكي والمدني ان ادى ذلك الى تلقيها الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة بصورة مباشرة ومن دون واسطة ، فلا غرابة ان قلنا ان للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كم هائل من الاحاديث النبوية التي سمعتها منه ، ولكن مما يؤسف له حقا ان تلك الاحاديث قد حرمنا من اغلبها اذ لم تروى عنها الا القليل وهي احاديث بسيطة ذكرها لنا الطبراني ولم تسلم من الوضع والتحريف على يد محدثي ورواة السلطة رغم انها قد صحبت اباها في كل مراحل حياتها الشريفة ولا غرابة ان قلنا ان للسيدة الزهراء(عليها السلام) الاف الاحاديث النبوية بحكم قوة الملازمة بينهما ولكنها اهملت بدوافع سلطوية على مختلف الازمنة بدءا من وفاة ابوها وصولا للعهدين الاموي والعباسي ، ولهذا فقد روى الطبراني نصا واحدا بخصوص ذلك وفيه معاني كثيرة اذ روى بسنده (عن ابن مسعود قال : جاء رجل الى فاطمة فقال : يا بنت رسول الله هل ترك رسول الله صلى الله عليه واله عندك شيئا تطرفينيه ؟ فقالت : يا جارية هاتي تلك الجريدة ، فطلبتها فلم تجدها ، فقالت : ويحك اطلبيها فأنها تعدل عندي حسنا وحسينا ، فطلبتها فإذا هي قد قمتها في قمامتها فإذا فيها : قال محمد صلى الله عليه وسلم : ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه … )([64]) ولنا في هذه الروية بعض الملاحظات منها :
الصورة السابعة : المطالبة بالحقوق الموروثة
برز للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) دور فاعل للمطالبة بالحقوق الموروثة التي بخست من قبل السلطة ، اذ لا تنكر المرويات الشامية الحقوق الاقتصادية التي كانت تتمتع بها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والتي تعرضت للظلم والجور من قبل السلطة السياسية لابي بكر والتي عمدت الى طمس تلك الحقوق وانكارها جملة وتفصيلا ، وفي نفس الوقت نرى ان تلك السلطة تقر بعضا منها ولا ينكر الميراث الذي تركه الرسول بعد رحيله الى الرفيق الاعلى ، اذ نجد ان الطبراني يبين لنا بعضا من تلك الحقوق حيث ورد في رواية ما نصه ان بعض الهدايا التي كانت تبعث الى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) اقرها ابو بكر ولم ينكرها وقام بجعلها ميراثا لفاطمة وبنوها (عليهم السلام) فقد جاء في رواية عن ابن عباس (… ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الجلندي([66]) يدعوه الى الاسلام فقبلة واسلم ، ثم بعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فقدمت وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ابو بكر الهدية مورثا فقسمها بين فاطمة وبين الناس)([67])
ان بيان الحقوق الاقتصادية التي تمتع بها اهل البيت(عليهم السلام) والتي كانت عبارة عن ميراثهم الشرعي من الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ومنها فدك([68]) التي انكرها الطبراني ولم يشر اليها في كتابه المعجم الكبير على اعتبار انها ميراث اهل البيت (عليهم السلام) ، الا انه في الوقت ذاته يذكرها خلال رواية تتعلق بهديه اهديت الى احد المسلمين من قبل حاكمها([69]) ، فعلى الرغم من معرفته بها فهي واضحة كوضوح الشمس في النهار ، الا ان ذلك دعا المرويات الشامية المدافعة عن السلطة ان يقوموا بنفيها وتركها عن عمد لان فيها مساس لشخص الحاكم وبطلان كل حق طالب به ودعا اليه وهو نوع من التظليل الاعلامي الى مارسته تلك السلطات من اموية وعباسية خلال عصر التدوين الا ان موقف اهل البيت كان صريحا ولا نكران به فهذا علي ابن ابي طالب (عليه السلام) يصرح قائلا : ( بلى كانت في ايدينا فدك .. فشحت عليها نفوس قوم وسخت عليها نفوس اخرين)([70]) وقد كانت فدك تحت يد السلطة الاموية([71]) .
الخاتمة
قائمة المصادر
اولا : القران الكريم
ثانيا : المصادر الاولية :
ثالثا : المراجع الحديثة
رابعا : الرسائل والاطاريح الجامعية
[1] – ابن ابي يعلى ، طبقات الحنابلة ، 2/48 ؛ ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/163
[2] – طبرية : وهي مدينة تقع في بلاد الشام وتحديدا في الاردن ، فتحت طبرية سنة 13ه على يد شرحبيل بن حسنة صلحا على انصاف منازلهم وكنائسهم ، وهي مدينة قديمة واقعة على بحيرة سميت باسمها ، وقد اسسها الملك الروماني طبارا . ينظر : ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، 4/17 .
[3] – ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، 2/407 .
[4] – ابن ابي يعلى ، طبقات الحنابلة ، 2/50 ؛ الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/85 .
[5] – الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/912
[6] – ابن مندة ، فتح الباب في الكنى والألقاب ، ص27 .
[7] – الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/912 ؛ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، 2/407 .
[8] – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .
[9] – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .
[10] – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، 11/305 .
[11] – ابن حجر ، لسان الميزان ، 3/73 .
[12] – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .
[13] – ابن الاثير ، الكامل في التاريخ ، 8/617 ؛ الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .
[14] – الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/912
[15] – اليافعي ، مرآة الجنان ، 2/280 .
[16] – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .
[17] – ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/165 0
[18] – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/120 .
[19] – ابن مندة ، طبقات الحنابلة ، 2/49 .
[20] – ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، 2/407 .
[21] – التستري ، قاموس الرجال ، 12/52 .
[22] – ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/165-166 0
[23] – الذهبي ، العبر ، في خبر من غبر ، 2/321 ؛ اليافعي ، مرآة الجنان ، 2/280 .
[24] – ابن ناصر الدين ، توضيح المشتبه ، 6/12
[25] – معجم البلدان ، 4/18 .
[26] – المنتظم ، 14/206 .
[27] – ابن ابي يعلى ، طبقات الحنابلة ، 2/50 ؛ ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/165 ؛ ابن الجوزي ، المنتظم ، 14/206 ؛ الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/128-129 .
[28] – تاريخ مدينة دمشق ، 22/164 0
[29] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 1/51 .
[30] – الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، 3/71-73 ؛ ابن الجوزي ، المنتظم ، 3/14 .
[31] – البلاذري ، انساب الاشراف ، 2/271 ؛ ابن الاثير ، الكامل في التاريخ ، 2/187 .
[32] – علي رحيم ابو الهيل الجابري ، الدعاية الاموية المضادة للامام علي عليه السلام دراسة في سياسة السب ، كل الصفحات .
[33] – ابو الفرج الاصفهاني ، مقاتل الطالبيين ، ص75 ؛ ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 16/44 .
[34] – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 4/56-58 .
[35] – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 11/45 .
[36] – للتفاصيل عن ذلك ينظر : جواد كاظم النصر الله ، فضائل امير المؤمنين المنسوبة لغيره ، ص121 وما بعدها .
[37] – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 4/61 .
[38] – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 9/105 .
[39] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/400 .
[40] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397 .
[41] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 3/44 .
[42] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397 ؛ الهيثمي ، مجمع الزوائد ، 9/211 .
[43] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397
[44] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397 .
[45] – جعفر مرتضى العاملي ، بنات النبي ام ربائبه ، كل الصفحات 0
[46] – سورة الكوثر ، الاية 1-3 .
[47] – للتفاصيل ينظر : جعفر مرتضى العاملي ، تفسير سورة الكوثر ، ص27-100 .
[48] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 24/136 .
[49] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 20/229 .
[50] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 24/145 .
[51] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/402 ؛ وينظر : المصدر نفسه ، 3/-53-54 ؛ 23/281 ؛ 3/56 ؛ 5/184 . .
[52] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 1/94 .
[53] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 11/93 وينظر بنص مقارب : المصدر نفسه ، 11/94 .
[54] – الكليني ، الكافي ، 5/568 ؛ الصدوق ، من لا يحضره الفقيه ، 3/393 ؛ الطبرسي ، مكارم الاخلاق ، ص204 .
[55] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 20/18 ؛ مسلم ، صحيح مسلم ، 7/141 ؛ ابن ماجة ، سنن ابن ماجة ، 1/644 ؛ الصالحي ، سبل الهدى والرشاد ، 11/30 .
[56] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 20/19 .
[57] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/405 ؛ لم نجد لهذه الرواية أي مصادر اخرى تذكرها .
[58] – الهيثمي ، مجمع الزوائد ، 9/203 ؛ الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/405
[59] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/402 .
[60] – الخوارزمي ، المناقب ، 353 ؛ الاربلي ، كشف الغمة في معرفة الأئمة ، 1/373 ؛ المجلسي ، بحار الانوار ، 43/134 .
[61] – الكدي : المقابر التي تكون حجارتها صلبة . ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، 15/217 .
[62] – ابن حنبل ، مسند احمد ، 2/169 ؛ الطبراني ، المعجم الكبير ، 13/24 ؛ البيهقي ، السنن الكبرى ، 4/60 ؛ النووي ، المجموع ، 5/278 ؛ الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، 1/373 .
[63]– ابن شهر اشوب , مناقب آل ابي طالب 1/62 ؛ المجلسي , بحار الانوار 35/138
[64] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 12/221 .
[65] – للتفاصيل عن عفاف السيدة الزهراء ينظر : ثائر هادي رسن العقيلي ، العفاف في المصادر الاسلامية دراسة في سيرة السيدتين فاطمة الزهراء وزينب الحوراء عليهما السلام ، ص107-155 .
[66] – الجلندي : وهو حاكم عمان قبل الاسلام ويرجع بنسبه الى قبيلة الازد وبنو الجلندى هم ابناء المستكبر بن مسعود بن الحرار بن عبد عز بن معولة بن شمس بعث اليهم الرسول بكتابه يدعوهم الى الاسلام . ينظر : سالم السيابي ، إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان ، 1/107-108 .
[67] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 12/221 .
[68] – فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، وهي مما أفاءها الله على الرسول محمد (صلّى الله عليه واله سلّم) ، في السنة السابعة للهجرة بعد ان فتحت صلحا . ينظر : ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، 4/238.
[69] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 1/363 .
[70] – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 16/208 ؛ المجلسي ، بحار الانوار ، 29/350 .
[71] – للتفاصيل عن فدك ينظر : سامي جودة بعيد الزيدي ، فدك حتى نهاية العصر العباسي ، كل الصفحات .