مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)في الرؤية الشامية الطبراني (ت360هـ/970م) وكتابه المعجم الكبير انموذج / د. حيدر عبد الرزاق جعفر العلي (المديرية العامة للتربية في محافظة البصرة )
+ = -

السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)في الرؤية الشامية

 الطبراني (ت360هـ/970م) وكتابه المعجم الكبير انموذجا

د. حيدر عبد الرزاق جعفر العلي (المديرية العامة للتربية في محافظة البصرة )

————————————-  

المقدمة

عرفت البشرية على مر الحقب التاريخية ظهور شخصيات بارزة ومتميزة يشار لها بالبنان ، تركت وراءها اثرا كبيرا وخالدا بأفعالها ومواقفها ، فغدت بذلك رونقا تتغنى به الاجيال وينتهلون منه للوصول الى ما وصلوا اليه ، ولم يقتصر الامر على الرجال دون النساء ، فقد لعبت الكثير منهن دورا فاعلا في المجتمعات الانسانية ومن ذلك سيرة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليه السلام) فهي العنصر الفاعل في زمن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والمرأة المظلومة بعده من قبل السلطة ، فقد عانت تلك المرأة الامرين من مجتمعها الذي خالف التعاليم النبوية المقرة لرسم مستقبل الامة الاسلامية ، وما ترتب عنها من افرازات انتجها الواقع المأسوي للمجتمع الاسلامي ، ولذا تحملت السيدة الزهراء (عليها السلام) في الدفاع عن حق بلعها علي ابن ابي طالب (عليه السلام) ما تنوء عن حمله الجبال . في المقابل نجد ان الروايات الاموية اخذت دورها الفاعل في بث سمومها على واقع الحياة الفكرية للمجتمع الناشئ والذي لم يهضم الاسلام بصورة كاملة ، ولذا نجد ان للرواية الشامية دورا كبيرا في رسم صورة سلبية عن سيدة نساء العالمين وغالبية هذه الرواية لا يوجد لها قرائن تؤيدها في المصادر فهي روايات اموية الهوى ولا يوجد لها ما يقابلها في المصادر الشيعية ، يضاف الى ذلك ضعف أسانيدها ، ولذا سنقوم بدراسة هذه الروايات بصورة تحليلية نقدية لمتونها دون السند ، وسيظهر لنا انها اعطتنا صورة غير مكتملة ويشوبها الضعف والكذب والدس والتزوير عن سيدة نساء العالمين .

Lady Fatima Al-Zahra (peace be upon her) in the Levantine vision Al-Tabarani (d. 360 AH/970 AD) and his book big dictionary  is an example.

Dr. Haider Abdul-Razzaq Jaafar Al-Ali

(General Directorate of Education in Basra Governorate (

the introduction

Throughout historical eras, humanity has witnessed the emergence of prominent and distinguished personalities, referred to as “Lebanese,” who left behind a great and immortal impact with their actions and positions. Thus, it became a luster that generations sing about and draw from in order to reach what they have achieved. The matter was not limited to men and not women, as many of them played An active role in human societies, including the biography of the Lady of Women, Fatima al-Zahra (peace be upon her). She was the active element in the time of the Messenger (may God’s prayers and peace be upon him and his family) and the woman who was oppressed after him by the authorities. This woman suffered two things from her society, which violated the prophetic teachings approved for shaping the future of the Islamic nation, and the consequences that resulted from it that were produced by the tragic reality of Islamic society. Therefore, Lady Al-Zahra (peace be upon her) took the responsibility of defending the right of Ali Ibn Abi Talib (peace be upon him) to swallow her. Peace) is something that cannot be lifted by the mountains. On the other hand, we find that the Umayyad narrations took an active role in spreading their poison on the reality of the intellectual life of the emerging society, which did not fully digest Islam. Therefore, we find that the Levantine narration has a major role in drawing a negative image of the Lady of the Women of the Worlds, and the majority of this narration has no evidence. It is supported in the sources, as they are narrations of Umayyad fanaticism, and there is nothing equivalent to them in the Shiite sources, in addition to the weakness of their chains of narration. Therefore, we will study these narrations in a critical analytical manner of their contents, without any support, and it will appear to us that they have given us an incomplete picture, marred by weakness, lies, deceit, and forgery, about the Lady of the Women of the Worlds.

المبحث الاول : التعريف بالطبراني وكتابه

1 – اسمه ونسبه : هو سليمان بن احمد بن ايوب بن مطهر اللخمي وقد لقب واشتهر بالطبراني([1]) نسبة الى مدينة طبرية([2]) التي يرجع اصله اليها([3]) ،ولد الطبراني في شهر صفر في مدينة عكا عام 260ه([4]) فهو ابن البيئة الشامية بامتياز فمولده لذا فقد لقب بـ( الشامي)([5]) ، فهو شب في بلده حتى بلغ الثلاثين سنة لينتقل الى مدينة اصبهان مرتين استمر فيهما اكثر من سبعين سنة([6]) 

2 – رحلته في طلب العلم :  رحل الطبراني على ليطلب العلم من اشهر رجال عصره وتخرج على أساتذة يعتبرون من نوابغ الدهر ، وقد اكتملت فيهم كل صفات العلم التي كان يطلبها ، وقد ابتدأ الطبراني رحلة العلم وهو يبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة ليتنقل من خلالها في البلدان الاسلامية ، فقد جاب الطبراني مناطق عديدة انتهل من خلالها العلم وخاصة الحديث الذي اخذه من جهابذه ذلك العلم في الاصقاع الاسلامية كافة ، فشد الرحال الى اهم ربوع العالم الاسلامي ، اذ روى الذهبي ما نصه (وسمع في سنة ثلاث وسبعين وهلم جرا بمدائن الشام والحرمين واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك، وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون)([7]) يتبين لنا من النص ان الطبراني ما ترك عالما من علماء تلك الامصار الا واخذ عنه شيئا .

3 – القابه : حظي الطبراني بمكانة علمية كبيرة بسبب سعة العلم الذي ارتحل من اجله وغزارة المؤلفات التي صنفها ، ولذا أجلّه اكابر العلماء وعرفوا فضله وعلمه ونبوغه وتضلعه في العلوم الاسلامية ولعل ذلك كان سببا لان يطلق عليه القابا عديدة ومنها الامام([8]) والثقة([9]) والحافظ الكبير([10]) والثبت([11]) والرحال والجوال([12]) وصاحب المعاجم الثلاثة([13]) ومسند الدنيا([14]) ومسند العصر([15]) ومحدث الاسلام([16])

4 – مكانته العلمية واراء العلماء فيه : نال الطبراني مكانة علمية مرموقة وأصبح يشار إليه بالبنان لأنه  تتلمذ على ابرز اعيان وعلماء عصره فأخذ عن كل واحدا منهم شيئا من علم الحديث فقد روى انه اخذ (عن النجوم والأكابر والأعلام ما لا يعد كثرة)([17]) كما ان دروسه كان لها صيت ذائع ويحضرها الالف من مناطق مختلفة اذ اورد الذهبي انه (ازدحم عليه المحدثون ، ورحلوا إليه من الأقطار)([18]) فهو احد الائمة الحفاظ في علم الحديث([19]) كان (حافظ عصره)([20]) ولهذا يعتبر من اشهر (حفّاظ العامة)([21]) وله الاف الاحاديث التي يرويها اذ تراوحت ما بين 20 – 40 الف حديث([22]) .

     كان للعلماء اراء مختلفة في الطبراني فقد ذكره منها الايجابية ومنها السلبية فقد ورد انه ( كان ثقة صدوقا واسع الحفظ بصيرا بالعلل والرجال والأبواب كثير التصانيف)([23])  وقيل عنه (الحافظ الكبير مسند الآفاق)([24]) وقد ذكره ياقوت الحموي قائلا عنه انه ( أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين والطلاب والرحالين الجوالين والمشايخ المعمرين والمصنفين المحدثين والثقات الاثبات المعدلين)([25]) وقال عنه ابن الجوزي (كان سليمان من الحفاظ والأشداء في دين الله وله الحفظ القوي ، والتصانيف الحسان)([26])

6 – وفاته : توفي الطبراني في مدينة اصبهان في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة عام 360ه/970م وقد بلغ من العمر مائة عام واشهر بعد اصابته العلل والامراض بسبب كبر سنه فأصيب بالعمى قبل وفاته ، ودفن في مقبرة المدينة الى جانب قبور احد الصحابة المدفونين هناك([27]) .

7 – كتابه المعجم الكبير : كان للطبراني مؤلفات متعددة الفها بالحديث النبوي ولعل من اهم ما الفه المعجم الكبير الذي قسمه على اساس اسماء الصحابة اذ اورد ذلك ابن عساكر بقوله (وصنف المعجم الكبير في أسماء الصحابة)([28]) اذ يقول في مقدمة كتابه انه ( الفناه جامعا لعدد ما انتهى الينا من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء، على حروف الف ب ت ث)([29]) وقد اورد فيه عدد كبيرا من الروايات عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وصلت الى ما يقارن المائة رواية .

المبحث الثاني : صورة السيدة فاطمة الزهراء(عليه السلام) في الرواية الشامية عند الطبراني

عانى المجتمع الاسلامي بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من الانقسام والفرقة ، لاختلافهم في الشخصية التي يجب ان تتولى الخلافة من بعده ، ورغم الخطط الاحترازية التي وضعها الرسول لرسم المسار الصحيح لمستقبل الامة ، الا ان تلك الامة خالفته ذلك من خلال تنصيب غيره([30]) الامر الذي استفاد منه الامويين وبصورة مبطنة فبالرغم من ان ظاهرهم كان المولاة بالخلافة لعلي ابن ابي طالب(عليه السلام) كما بين ذلك ابو سفيان خلال السقيفة بالبيعة له([31]) الا ان باطنه كان الهدف منه تقويض الاسلام بأي صورة كانت وهو ما تبين فيما بعد من خلال المواقف الاموية سواء من الامام علي واتخاذهم سياسة معادية ضده وابرزها السب والانتقاص منه واهل بيته (عليهم السلام)([32]) ، كما ان الامويين لم يلتزموا في شروط الصلح الموقع بين الامام الحسن (عليه السلام) ومعاوية بعد سب الامام علي‏(عليه السلام) او اتباعه او تشويه صورتهم في المجتمع الاسلامي([33]) ، اذ آثر الامويين على تنفيذ تلك المخططات الخبيثة من خلال تدريجيا من خلال اللعن والتبري من الامام علي([34]) واهل بيته([35])(عليهم السلام) استمر على ذلك ردحا من الزمن ولم يقف الامر عنده فقط بل تجاوز الى من تلاه في السلطة ومن الولاة ايضا([36]) وشمل اللعن ايضا السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ايضا لأنها زوجته وام اولاده([37]) .

      ولذا كان ذلك كله تمهيدا لخطة اكبر وهو وضع الاخبار والروايات التي تمس وتخدش بسيرة سيدة النساء ونجدها في الغالب تحاكي وتتودد الى الحكام ، وما ان استتب الامر لمعاوية حتى جمع حوله جموع الفقهاء والعلماء الموالين له ولسلطته الذي عكفت اقلامهم والسنتهم عن تجريد اهل البيت النبوي من مزاياهم الدينية التي اعطيت لهم من السماء واستخدم لذلك الغرض تلك الحاشية المبغضة لهم فروا الروايات التي تتفق مع رؤى وافكار الامويين وقد نقلت في المؤلفات الشامية ومنها كتب الطبراني للحط من مكانة وقدر السيدة فاطمة الزهراء واهل بيتها (عليهم السلام) ، ولذا عد مشاهير علماء الحديث ومنهم شعبة بن الحجاج (ت160ه/776م) ان غالبية الحديث النبوي كذبا اختلقه الرواة ووضعوه على اهل النبي واهل بيته فقد نقل عنه انه قال ( تسعة أعشار الحديث كذب)([38]) فكيف يمكننا ان نطمأن لهذا الكم الهائل من الاحاديث التي قالها اتباع المدرسة الاموية الشامية بحق اهل البيت في مصنفاتهم ومنها ما كتبه الطبراني بحق السيدة فاطمة والزهراء(عليها السلام) وخاصة فيما يتعلق في فترة حياة ابيها.

     ولعل من الضرورة بمكان الاشارة الى قضية مهمة والالتفاتة اليها وتحليلها وفق السياق العلمي وهي ان غالبية ما كتبه الطبراني بحث السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) لا يتجاوز الا فترة خطبتها وزواجها والفترة التي تلت وفاة ابيها ، اذ اننا في هذه الحالة نستطيع ان نتخذ رسما بيانيا للحديث عن قاعدة مدببة اساسها ولادتها ثم تأخذ بالاتساع في فترة زواجها وصولا الا وفاتها، وهو امر غريب لأننا لم نعرف الا القليل عن تفاصيل حياة السيدة الزهراء(عليها السلام) في العهد المكي ،  وهو امر يتطلب منها التفكير فيه والقول ان من الضروري ان يكون للسيدة دورا فاعلا في الاحداث التي عاشها المسلمين في ذلك الوقت لا ان يكون العكس ، اذ اننا في هذه القول لا نستطيع الا ان نقول انها لم تكن لها دور فاعل وهو خطأ كبير لأنها كانت من اقرب الناس برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكانت ملازمة له في اكثر اوقاته . 

      ولهذا سنبين الصور التي تعرض لها الطبراني في كتابه لبيان حقيقتها وهي :

الصورة الاولى : فاطمة في بيت النبوة والاخوة المصطنعين

تتفق الكثير من الروايات الاسلامية ومنها الشامية على ان النطفة التي ولدت منها السيدة الزهراء (عليها السلام) جاء بها الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من الجنة عندما عُرِجَ به فأكل من ثمارها وتحولت تلك الثمار الى نطفة بزغ منها ذلك النور الهمام الذي اثلج صدر ابيه فهي امرأة طاهرة وتتميز عن سائر النساء بسبب ذلك ([39]) لذا فقد كانت تكنى بـ”أم ابيها ([40]) ومن ذلك اتت عصبة النبي وذريته منها ([41]) وكل هذه الامور لا غبار عليها ولها قيمة علمية كبيرة لأنها حقائق وتداولتها مصنفات المسلمين عبر الاجيال لم يتمكنوا من التقليل من شأنها فنقلوها كما هي ، الا انهم وضعوا لها ما يخالفها في مواضع اخرى .

      ولمكانة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقد تحّتم على رواة السلطة الدس والتزوير في كل ما يلوث سيرتها وسيرة ابيها بغضا منهم للحط من مكانتهم الذي جعلها الله لهم في الدنيا والاخرة ، ولذا بدأوا بوضع الاخبار والروايات منذ نعومة اظفارها التي تبين ان للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) بنات اخريات غير السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ولهن مكانة في المجتمع الاسلامي وجعلوا منها مادة تاريخية دسمة يتناقلها كتّاب السلطة جيلا بعد جيل لتحطيم ثقة المجتمع في شخصية السيدة الزهراء(عليها السلام) والحط من مكانتها وتوجيه الانظار الى ما نسب اليه من بنات ومن ذلك ما رواه الطبراني ان للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) بنت تدعى رقية كانت اصغر عمرا من فاطمة (وزعم الزبير بن بكار ان رقية اصغر من فاطمة)([42])  ، كما جاء في رواية ان السيدة فاطمة (عليها السلام) كانت توأم اخيها عبد الله فقد روى الطبراني بقوله (ويقال بل كانت توأم عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم)([43]) ، وجاء في رواية اخرى عن الزبير بن بكار ان للنبي ستة ابناء حيث جاء في رواية ما نصه (ولد النبي صلى الله عليه وسلم القاسم وهو اكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر ولد بعد النبوة ومات صغيرا ، ثم ام كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الاول فالأول)([44]) .

وسنبين بعض الملاحظات عن هذه الروايات :

  1. ان متن هذه الروايتان ضعيف ولا يمكن الركون اليه لان فيه لفظة (وزعم) في الرواية الاولى ، ولفظة (ويقال) في الرواية الثانية والتي تعتبر من الفاظ التضعيف والتجريح للرواية ، فالدس هذه الرواية وفي صياغتها بهذه الالفاظ واضح وصريح ولا يخفى على احد .
  2. ان الرواية الثانية تعتبر رواية غريبة في فحواها وهي شامية بامتياز وقد انفرد بها الطبراني ولا يوجد لها من مصدر اخر سواه ، اذ لم يعرف عن النبي انه كان لها ذرية توأم لان فاطمة (عليها السلام)هي الوحيدة من السيدة خديجة (عليها السلام) .
  3. ولعل نص الرواية الثالثة لا يذكر لنا امهم هل هي السيدة خديجة(عليها السلام) ام انها زوجة اخرى والمعروف انها كانت الزوجة الوحيدة في حياتها للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) كما ان المصادر تختلف اختلافا كبيرا فيهم من حيث عددهم وصحة خبرهم وولادتهم
  4.  اما فيما يخص بناته المشار اليهن في الروايات السابقة فهي قضية مختلقة ولا صحة لها وهناك من  اشار الى انهن لم يكن بناته بل هن ربائبه([45]) .
  5. لو كانت الروايات التي بينت ان للنبي(صلى الله عليه واله وسلم) اولاد قبل بعثته فلماذا ذكر لفظ الابتر في سورة الكوثر , حينما اتهم النبي ان لا ولد له فقد ورد في قوله تعالى (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ))([46]) والكوثر هو نسل النبي(صلى الله عليه واله وسلم) من ذريته فاطمة (عليها السلام) في احد تفسيراته([47])
  6. ان الحديث عن وجود بنات للرسول (صلى الله عليه واله وسلم) هو اختلاق اموي بامتياز لان الروايات التاريخية نسبت كل واحدة من بناته المدعيات غير فاطمة الزهراء(عليها السلام) الى شخصية من الشخصيات الفاعلة والتي كانت تعادي اهل البيت (عليهم السلام) في مواقفها ومبادئها و، ولذا نعتقد بعدم صحة كل ما نسب اليه من بنات .

الصورة الثانية : العلاقة الزوجية بين الامام علي والسيدة الزهراء(عليهما السلام)

بعد انتقال السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) الى بيت الزوجية بدأت معها حياة جديدة قوامها البيت المثالي للزوجة الصالحة لرجل كفوء الا وهو امير المؤمنين على ابن ابي طالب(عليه السلام) اذ روي في ذلك في الروية الشامية ما يبين ذلك([48]) اذ بينت احدى روايات الطبراني ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هو من قام بتزويجهما بعدما عرض عليها الامر فوافقا وتم ذلك الزواج الميمون([49]) بعد ان قام الامام على برهن درعه عند احد اليهود وقيامه بالإعداد لزواجه من اموال ذلك الرهن([50]) ومن المعلوم ان علاقة الزوج بزوجته تبقى علاقة اسرية داخلية لا ينبغي كشف اسرارها ومن الضروري ان تبقى طي الكتمان بينهما على مر الاجيال الا ما اكن منها للضرورة .

      الا ان تلك الرواياتالشامية قدمت لنا صورة متشنجة لطبيعة العلاقة بين الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، حيث وصفت تلك العلاقة بالخلافات والمشاحنات التي كانت تنشب بين فترة واخرى وطبيعتها كطبيعة المرأة العادية ، نافين بذلك العصمة والطهارة التي منحها الله لهما في خلال اية التطهير حين اورد الطبراني في مرات عديدة ومن ذلك قوله (ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة اشهر اذا خرج الى صلاة الصبح ويقول : الصلاة ، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )([51]) ومن خلال ذلك يتضح لنا بصورة جلية ان لا احد يعرف السيدة الزهراء(عليها السلام) الا ابوها وزوجها ولا احد يعرف مكانة وعظمة علي ابن ابي طالب (عليه السلام) الا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وزوجته فكيف لنا ان نصدق ما قيل في كل المساوئ والمطاعن التي نالت من تلك العلاقة الزوجية القائمة على الحب والود والاحترام المتبادل لشخصين عصما من كل خطأ بشهادة القران الكريم .

الصورة الثالثة : عدم الرضا بزواجها من علي ابن ابي طالب(عليهما السلام)

لقد كان زواج السدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) من امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في ظروف عسيرة وصعبة عاشها المسلمين الا ان ذلك لم يمنع من اقامة علاقة ود واحترام متبادل بين الزوجين انتجت عن ولادة الاقمار الطاهرة لأهل البيت ، وما يؤسف له ان المرويات الاموية الشامية وخاصة تلك التي اوردها لنا الطبراني في كتابه كانت لها مآرب اخرى حيث ارادت تلويث ذلك البيت من خلال دس سمومها في الروايات التاريخية والتي كان هدفها الحط من مكانتهم وخلق المشاكل بين الزوجين بين الحين والاخر وربطها مع الرسول متناسين طهارتها وعصمتها التي ارودها لنا القران الكريم ، وعند مراجعتنا لكتاب المعجم الكبير للطبراني وجدنا روايتين سنبينهما كالاتي :

الرواية الاولى : (عن ابي اسحاق : ان عليا رضي الله عنه لما تزوج فاطمة رضي الله عنها ، قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : زوجتنيه اعيمش عظيم البطن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد زوجتكيه وانه لأول اصحابي سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما)([52])

الرواية الثانية : ( عن ابن عباس قال : لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليا قال فاطمة : يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شيء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اما ترضين يا فاطمة ان الله عز وجل اختار من اهل الارض رجلين احدهما ابوك والاخر زوجك)([53])

وسنقوم برد هذه الاتهامات التي طالت ذلك البيت الطاهر بالاتي :

  • ان الروايتين تبين لنا ان فاطمة(عليها السلام) لم تكن راغبة بالزواج من ابن عم ابيها لسببين الاول لأنه رجل بدين وذو بطن كبيرة ، والسبب الثاني لأنه رجل فقير فهذا اختلاف كبير يكفي برد هاتين الروايتين لان من غير المعقول ان تجتمع البدانة مع الفقر .
  • مما يثبت عدم صحة الروايتين ان الامام علي (عليه السلام) تربى في بيت النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وكانت فاطمة(عليها السلام) على معرفة ودراية بكل تفاصيل حياته لأنه كان ملازما للرسول كظله ، فكلاهما يعرف الاخر بصورة جيدة ، فكيف يمكن ان تشتكى من بدانته وهي التي كانت تعرفه حق المعرفة .
  • ما ورد من روايات تثبت عدم صحة الرواية وهي ان زواج فاطمة(عليها السلام) لم يكن بإرادة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بل هو امر الهي منصوص عليه في الروايات ومنها ما ورد ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة ( عليها السلام ) فإن تزويجها نزل من السماء)([54])
  • تصف الرواية الحالة المادية لفقر الامام علي (عليه السلام) والتي كانت سببا لتأجيج المشكلة في بيت الامامة التي صورته بأنه رجل فقير (زوجتني من رجل فقير ليس له شيء) فهل كان هذا الامر في بداية الزواج ام انه في اواخر حياة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ؟ وهل فعلا كان ذلك وانه الامام (عليه السلام) كان عاجزا عن توفير متطلبات بيته المعاشية ، فالمعلوم ان زواجهما (عليهما السلام) كان بعد الهجرة في السنة الثانية منها ، وهو وقت شهد قيام الحروب والحصول على الغنائم التي غيرت من احوال المسلمين
  •  لعل من اسباب الازمة الاقتصادية التي ذكرتها الرواية الثانية هو ان الامام(عليه السلام) كان معروفا بسخاءه وكرمه حتى انه قام بصرف امواله لكل الفقراء والمحتاجين من اهل المدينة فهل من يفعل ذلك يعتبر فقيرا ام غنيا .

الصورة الرابعة : شغف الامام امير المؤمنين بخطبة النساء في حياة السيدة الزهراء(عليهما السلام)

      روى الطبراني حسب رؤيته الشامية التي اعتاد عليها ان علي ابن ابي طالب(عليه السلام) اراد الزواج من نساء اخريات خلال حياة زوجته وقد اورد في ذلك اربع روايات تتشابه في بعض نصوصها وهي :

الرواية الاولى : (عن الزهري ، اخبرني علي بن الحسين ان المسور بن مخزمة اخبره ان علي ابي ابي طالب خطب بنت ابي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعت فاطمة اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ان قومك يتحدثون انك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكحا بنت ابي جهل ، قال المسور : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فسمعته تشهد ثم قال : اما بعد فأني انكحت ابا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وان فاطمة بضعة مني وانا اكره ان تفتنوها وانا والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله عند رجل واحد ابدا ، قال : فترك على الخطبة )([55])

الرواية الثانية : (ان علي بن ابي طالب خطب بنت ابي جهل على فاطمة ، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وانا يومئذ محتلم وقال : ان فاطمة مني وانا اخاف ان تفتتن في دينها ثم ذكر صهر عبد شمس واثنى على ابي العاص في مصاهرته اياه ، قال : فصدقني ووعدني فوفى لي واني لست احرم حلالا ولا احل حراما ، ولكن والله لا تجتمع بين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله )([56])

الرواية الثالثة : (عن عبد الله بن الزبير ان عليا خطب بنت ابي جهل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ان فاطمة بضعة مني يؤذيني ما اذاها ويغضبني ما اغضبها)([57])

الرواية الرابعة : ( ان اسماء بنت عميس قالت : خطبني علي بن ابي طالب فبلغ ذلك فاطمة ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ان اسماء متزوجة عليا فقال : ما كان لها ان تؤذي رسول الله)([58])

ولنا في هذه الروايات بعض الملاحظات وهي

1 – ان رواية خطية ابنه ابي جهل مرفوضة والوضع ظاهر عليها فهي لا تصمد امام النقد العلمي للرواية فكيف يمكن التسليم بهكذا رواية تربط بين عدوين احدهما مؤمن واخر مشرك في وقت كان الاسلام يعاني الامرين من المشركين ، فهل كانت هي المرأة الوحيدة في زمانها كي يتجه اول القوم اسلاما على الزواج منها ، الا يوجد من نساء المسلمين ما يناسب رغبته .

2 – لعل من الرواية مساس كبير بشخص الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) والامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) فكيف يمكن لخاتم الانبياء ان يغضب لأمور الدنيا ويأخذ بكلام ابنته فهذه الرواية مما وضعته اقلام الامويين ليتقربوا بها في الاسلام لغرض النيل من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ومن الامام علي(عليه السلام) من خلال ادخالهم السيدة الزهراء في مجرى الاحداث واظهار الحادثة بأبعاد كبيرة تأخذ مساحة فكرية واسعة لدى المسلمين .

3 – ان هذه الروايات هي خلال الوقائع التاريخية لمواقف الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) من المشركين وخاصة ما كان منها متعلقا بالجانب العسكري ، فهذه الرواية تخالف كل الاحداث التاريخية فهي لا صحة لها جملة وتفصيلا اذا لم يقدم الامام علي ابدا على مثل هذا الامر

3 – حاولت رواية عبد الله بن الزبير ان تربط الحادثة بقضية اذية الرسول واذية ابنته من الناحية النفسية والعاطفية ، وان الرسول قام بتشهير الامر على المنبر وامام المسلمين ليس في وقت الصلاة وهو ما يرفضه الاسلام جملة وتفصيلا اذ لم تبين لنا الرواية انه كان وقت صلاة

4 – ان وروود هذه الروايات في المصادر المتقدمة وخاصة في كتب الحديث لدليل اخر على عدم صحتها لان اقلام كتاب السلطة الاموية حاولت تشويه صورة الامام علي في وقت مبكر من عصر التدوين .

5 – لعل من الضرورة بمكان الاشارة الى مقامات السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من خلال من ذكره الطبراني في نفس كتابه من انها سيدة نساء العالمين(عليها السلام) ([59]) فكيف لمؤمن عرف الله ورسوله ان يترك سيدة نساء العالمين ويقبل على خطبة امرأة مشركة وابنه مشرك عادى الاسلام بشراسة .

6 – من المعروف ان أي شخص يقبل على البحث عن زوجة اخرى لا بد ان ورآه دوافع تدفعه الى ذلك كمرض الزوجة او كبرها او تقصيرها في واجباتها تجاه زوجها او بيتها وابناءها ، فهل يعقل ان تكون هذه العيوب في سيدة النساء(عليها السلام) ، او ان ابنة ابي جهل اجمل وافضل منها .

7 – لو صحت هذه الروايات من ان علي ابن ابي طالب(عليه السلام) هو من اقبل على الخطبة من دون أي مؤثر عليه فما الداعي لغضب سيدة نساء العالمين (عليها السلام) في بيئة كانت قريبة من زمن الجاهلية وكانت معتادة على نظام تعدد الزوجات ، وفي ظل تشريع اسلامي يسمع للفرد بهذا النظام  بشرط الا يصل اعداد زوجات الفرد الى اربع ، فهذا عمل خلاف النص القرآني من قبل السيدة الزهراء (عليها السلام) .

8 – في النص اشارة واضحة الى الدس الاموي من خلال اظهار الثناء على ابي العاص الاموي (ثم ذكر صهر عبد شمس واثنى على ابي العاص في مصاهرته اياه)

9 – ان الروايات تختلف في المرأة التي اراد ان يخطبها الامام علي (عليه السلام) على لتكون زوجة ثانية ، فتارة تقول انها ابنة ابي جهل ، وتارة اخرى تقول انها اسماء بنت عميس ، فإيهما اراد وفي أي عام كان ذلك ولماذا ، اذ ان الحادثة تكررت مرتين .

10 – ما اشارت اليه الرواية الرابعة هو قول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بحق اسماء (ما كان لها ان تؤذي رسول الله) فهذه العبارة تمس الامام (عليها السلام) على وتجعله ممن اذى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وهو انتقاص كبيرة لشخصه (عليه السلام) .

11 – ان تصرف السيدة فاطمة (عليها السلام) حسب ما ورد في الروايات السابقة فيه انتقاص لشخصها المبارك ، لأنها اخرجت اسرار بيتها وهو من الامور المنبوذة في التشريع الاسلامي ، كما ان النصوص تبين الاضطراب في شخصيتها وشخصية الامام علي (عليهما السلام) .

12 – لم تبين لنا الروايات السالفة الذكر موقف الامام (عليه السلام) على من كل الاحداث التي تناولتها الروايات هل انه وقف مكتوف الايدي من كلام الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ام انه برر موقفه من ذلك ، فكل الروايات التي ذكرناها صامتة في ذلك الجانب .

13 – يضاف الى ذلك كله هو قول امير المؤمنين(عليه السلام) بحق سيدة نساء العالمين ( فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها من بعد ذلك على امر حتى قبضها الله عز وجل إليه ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا)([60]) فهذا القسم العظيم له يفند كل الروايات السابقة بغضبها وبعدم صحة كل ما ورد فيها .

الصورة الخامسة : خروجها من دون علم زوجها وابيها

حاولت النصوص الروائية الشامية النيل والتقليل من شأن السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في محاور عديدة حتى ينهون عصمتها وطهارتها التي اشار اليها القران الكريم في آية التطهير ، ولعل ذلك نابع من الحقد والكراهية التي كان رواة السلطة الاموية والعباسية يضمرونها لأهل البيت(عليهم السلام) وبدأوا بدس الاحاديث الموضوعة في جوانب متعددة من حياتها لقرون عديدة وبألوان مختلفة تفننوا في صياغتها سندا ومتنا اذ ان بعض النصوص الرواية التي ذكرها لنا الطبراني كانت تتعامل بانتقائية وتشكيك وبشكل لا يتعارض مع رؤى وافكار اهل الشام الذين كانوا ينقلون كل ما له دور في التشكيك بسيرتها والطعن بها ودس ما يتوافق مع رؤاهم وافكارهم التي تحلوا لهم ومن ذلك ما ذكره الطبراني من ان السيدة فاطمة(عليها السلام) كانت امرأة عادية واخرجها من الطهارة والعصمة وتخرج كيفما تشاء وبدون علم زوجها او ابيها فقد روى ما نصه (عن عبد الله بن عمرو قال : قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ، فلما رجعنا وحاذينا بابه اذا هو بامرأة مقبلة لا نظن عرفها ، فقال : يا فاطمة من اين جئت ؟ قالت : من عند اهل هذا الميت رحمت اليهم ميتهم وعزيتهم ، قال : فلعلك بلغت معهم الكدي ، قالت : معاذ الله ان ابلغ معهم الكدي وقد سمعتك تذكر منهم ما تذكر ، قال : لو بلغت معهم الكدي([61]) ما رأيت الجنة حتى يراها جد ابيك)([62]) ولذا سنبين بعض الملاحظات التي تبين للقارئ عدم صحة هذه الرواية ومنها :

  1. ان نص الرواية تخالف عصمة وطهارة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خروجها من بيتها بدون علم زوجها او انها خرجت بعلمه او علم ابيها كسائر نساء العرب وخاصة تلك التي لم يكن لها عفة وهو امر يخالف اخلاقها التي رباها عليها الصادق الامين .
  2. ينكر نص الرواية عدم معروفة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لبنته بقول الراوي (اذا هو بامرأة مقبلة لا نظن عرفها) وهو امر مستبعد فكيف يمكن لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لا يعرف ابنته فهل كانت متنقبة ولم يعرفها ام ان خيال الراوي هو من صاغها بهذه الطريقة .
  3. يوجد في النص اغفال وتغييب واضح لوجود زوجها علي ابن ابي طالب(عليه السلام) اذ لم يشر الى وجوده وهل انه كان مع من خرج مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهو الذي كان كظله يخرج معه اينما ذهب وهو امر يعزز الشك في قبول هذه الرواية ويثبت عدم صحتها جملة وتفصيلا .
  4. ان الرواية تناقض نفسها بنفسها ففي بدايتها تقول (قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا)  ومن ثم تقول (فلعلك بلغت معهم الكدي ، قالت : معاذ الله ان ابلغ معهم الكدي وقد سمعتك تذكر منهم ما تذكر) فرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يسألها عن الذهاب للمقابر من عدمه ومع ان الرواية تشير الى ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو من اقبر الميت في قبره .
  5. لم تبين لنا الرواية من هو الشخص المتوفى حتى تعطى له كل هذه الاهمية لتخرج سيدة نساء العالمين(عليها السلام) لأهله لتعزيتهم فهل كان من اقربائها ، وهل ان السيدة الزهراء (عليها السلام) كانت تفعل ذلك مع غيرهم ام انها الحالة الوحيدة التي كانت .
  6. لعل الراوي اراد ان يبين في نهاية روايته ان اجداد الرسول(عليهم السلام) لم يكونوا مؤمنين وكانوا مشركين وانهم في النار بقول الراوي (ما رأيت الجنة حتى يراها جد ابيك) والمقصود هنا هو عبد المطلب وهو امر لا صحة له ، لأنه كان موحدا ويكفي بذلك ما اوصى به ابنه ابو طالب حين قال له في بيت شعرى :

اوصيك يا عبد مناف بعدي                  بموحد بعد ابيه فرد([63])

  • يبدو ان الهدف من وراء وضع هكذا روايات من قبل ابواق السلطة الاموية من علماء وفقهاء وخطباء ووضاع الحديث هو لجعل حالة من التساوي بين الشخصيات الاموية المشركة والشخصيات الهاشمية الموحدة ، فقد حاولت السلطة ان تصور حالة اجداد النبي واباءه (صلى الله عليه واله وسلم) اسوء ما يمكن ان يصوروهم بها ، فهذا العداء الازلي بين الفرعين الهاشمي والاموي كان احدى نتاجاته هي الاساءة للسيدة الزهراء (عليها السلام) .

الصورة السادسة : دور السيدة فاطمة (عليها السلام)  في الحديث النبوي

كان من نتائج طول ملازمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)  لأبيها في العهدين المكي والمدني ان ادى ذلك الى تلقيها الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة بصورة مباشرة ومن دون واسطة ، فلا غرابة ان قلنا ان للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كم هائل من الاحاديث النبوية التي سمعتها منه ، ولكن مما يؤسف له حقا ان تلك الاحاديث قد حرمنا من اغلبها اذ لم تروى عنها الا القليل وهي احاديث بسيطة ذكرها لنا الطبراني ولم تسلم من الوضع والتحريف على يد محدثي ورواة السلطة رغم انها قد صحبت اباها في كل مراحل حياتها الشريفة ولا غرابة ان قلنا ان للسيدة الزهراء(عليها السلام) الاف الاحاديث النبوية بحكم قوة الملازمة بينهما ولكنها اهملت بدوافع سلطوية على مختلف الازمنة بدءا من وفاة ابوها وصولا للعهدين الاموي والعباسي ، ولهذا فقد روى الطبراني نصا واحدا بخصوص ذلك وفيه معاني كثيرة اذ روى بسنده (عن ابن مسعود قال : جاء رجل الى فاطمة فقال : يا بنت رسول الله هل ترك رسول الله صلى الله عليه واله عندك شيئا تطرفينيه ؟ فقالت : يا جارية هاتي تلك الجريدة ، فطلبتها فلم تجدها ، فقالت : ويحك اطلبيها فأنها تعدل عندي حسنا وحسينا ، فطلبتها فإذا هي قد قمتها في قمامتها فإذا فيها : قال محمد صلى الله عليه وسلم : ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه … )([64]) ولنا في هذه الروية بعض الملاحظات منها :

  1. يصور لنا النص ان الشخص الذي دخل على السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) رجل مجهول الحال في الرواية اذ لا يعرف من هو ولا مكانته في الاسلام وهو امر لا يمكن قبوله اذ كيف يعقل ان يأتي هذا الرجل ويتكلم مع سيدة نساء العالمين(عليها السلام) وما عرف عنها من عفتها وخوفها ان يرى احد الناس سيئا منها وهو امر مخالف للحياء والعفة([65]) ، في وقت كان زوجها وابن عم الرسول علي ابن ابي طالب(عليه السلام) موجودا وهو صاحب العلم الغزير الذي نهله من الرسول من خلال طول الملازمة .
  2. ان الراوي من خلال عرضه للرواية ينكر اسم الجارية التي كانت تقوم بخدمة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وحتى ان السيدة الزهراء(عليها السلام) من خلال الرواية تناديها بالجارية من دون اسمها وهو امر لا يمكن قبوله من سيدة نساء العالمين ، كما ان المعلوم ان خادمتها كانت طوعة وهو معروفة ومشهورة في الروايات الاسلامية .
  3. من المعلوم ان استخدام ورق الجريد بدأ في العصر العباسي ولم يكن معروفا في عصر الرسالة او العصر الراشدي .
  4. اما فيما يخص محتوى العلم الذي كانت مكتوبا في تلك الجريدة فهو محل نظر وشك لأنها توضع محدودية العلم الذي كان لديها وانها لم تكن تحفظ منه شيئا وهو امر ينقص من شخصيتها ومكانتها العلمية ، بالإضافة الى ان محتوى ذلك العلم المكتوب والذي يعدل الحسن والحسين هو امر مرفوض جملة وتفصيلا ففيه من الضعف الكثير ولا يستوجب ان يدون مثل هذا العلم لان كل الاديان السماوية حثت عليه .
  5. بينت الرواية ان ما كتب على الجريدة رمي في القمامة فهل يعقل ان تقوم الجارية برميه من دون ان تسأل سيدتها وتستأذن منها قبل رميه ، كما ان كثرة القمامة دليل على الرفاهية وهذا خلاف ما عاشته السيدة الزهراء (عليها السلام) في حياتها سواء خلال عصر الرسالة او بعده .
  6. من خلال ما تم عرضه من ملاحظات يتبين لنا ان هذه الرواية مليئة بالافتراءات والاكاذيب الموضوعة وقد جاءت هذه الرواية لتشير الى بعض الامور الايجابية وهي معرفة الصديقة فاطمة (عليها السلام) بالحديث النبوي الذي نهلته من ابوها وقيامها بالتدوين في زمن مبكر وبهذا فالرواية تعاكس الكثير من المرويات وتبين لنا الدور الكبير الذي كانت تقوم بها السيدة الزهراء (عليها السلام) في هذا المجال .

الصورة السابعة : المطالبة بالحقوق الموروثة

برز للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) دور فاعل للمطالبة بالحقوق  الموروثة التي بخست من قبل السلطة ، اذ لا تنكر المرويات الشامية الحقوق الاقتصادية التي كانت تتمتع بها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والتي تعرضت للظلم والجور من قبل السلطة السياسية لابي بكر والتي عمدت الى طمس تلك الحقوق وانكارها جملة وتفصيلا ، وفي نفس الوقت نرى ان تلك السلطة تقر بعضا منها ولا ينكر الميراث الذي تركه الرسول بعد رحيله الى الرفيق الاعلى ، اذ نجد ان الطبراني يبين لنا بعضا من تلك الحقوق حيث ورد في رواية ما نصه  ان بعض الهدايا التي كانت تبعث الى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) اقرها ابو بكر ولم ينكرها وقام بجعلها ميراثا لفاطمة وبنوها (عليهم السلام)  فقد جاء في رواية عن ابن عباس (… ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الجلندي([66]) يدعوه الى الاسلام فقبلة واسلم ، ثم بعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فقدمت وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ابو بكر الهدية مورثا فقسمها بين فاطمة وبين الناس)([67])

      ان بيان الحقوق الاقتصادية التي تمتع بها اهل البيت(عليهم السلام) والتي كانت عبارة عن ميراثهم الشرعي من الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ومنها فدك([68]) التي انكرها الطبراني ولم يشر اليها في كتابه المعجم الكبير على اعتبار انها ميراث اهل البيت (عليهم السلام) ، الا انه في الوقت ذاته يذكرها خلال رواية تتعلق بهديه اهديت الى احد المسلمين من قبل حاكمها([69]) ، فعلى الرغم من معرفته بها فهي واضحة كوضوح الشمس في النهار ، الا ان ذلك دعا المرويات الشامية المدافعة عن السلطة ان يقوموا بنفيها وتركها عن عمد لان فيها مساس لشخص الحاكم وبطلان كل حق طالب به ودعا اليه وهو نوع من التظليل الاعلامي الى مارسته تلك السلطات من اموية وعباسية خلال عصر التدوين الا ان موقف اهل البيت كان صريحا ولا نكران به فهذا علي ابن ابي طالب (عليه السلام) يصرح قائلا : ( بلى كانت في ايدينا فدك .. فشحت عليها نفوس قوم وسخت عليها نفوس اخرين)([70]) وقد كانت فدك تحت يد السلطة الاموية([71]) .

الخاتمة

  1. لم يتصف كتاب الطبراني المعجم الكبير في حديثه عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بالأمانة العلمية عند نقله للأخبار والروايات الخاصة بسيدة نساء العالمين ، بل انه عمد في بعض نصوصه الى دس السم بالعسل وتشويه الحقائق المكتسبة لها حسب الاهواء والميول التي كان منتميا اليها الطبراني .
  2. كثيرا ما ابرز الطبراني امورا اضافيه لا صحة لها من قبيل الاخوة المصطنعين للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في محاولة منه الى تشتيت الفكر الاسلامي عنها وتسليط الضوء على غيرها .
  3. قدم لنا الطبراني صورة مخادعة للمتلقي وغير حقيقية وبعيدة عن الواقع عندما اراد ان يبين المشاكل الخلافية التي كانت بين الزوجين من بينها محاولة خطبته لنساء اخريات او من قبيل عدم اقتناعها بزوجها لفقره او بدانته وكل هذه الروايات هي من نسج الاعلام الاموي والعباسي .
  4. بينت لنا احدى الروايات اهتمام السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بالحديث النبوي الا ان هذه الرواية اضيف اليها الكثير من المطاعن والشبهات وهو امر اهملته غالبيه المصادر رغم طول معاشرتها لابيها فمر غالبية الرواة عن هذا الموضوع مرور الكرام ولم يعيروا له أي اهمية .
  5.  لم يعر الطبراني أي اهتمام او اشارة الى الجانب الديني للسيدة فاطمة الزهراء رغم اهميته واهتم بأمور عائلية وسرية ، وهي التي خصها النبي بكثير منها فهو لم يكن منصفا معها في هذا الجانب .

قائمة المصادر

اولا : القران الكريم

ثانيا : المصادر الاولية :

  • ابن الأثير ، عز الدين ابو الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن محمد الشيباني (ت630ه/1231م) .
  •  الكامل في التاريخ , د.ط ، دار صادر ، بيروت ، 1966م .
  • الاربلي ، علي بن عيسى بن أبي الفتح (ت693ه/1293م)
  •  كشف الغمة في معرفة الأئمة ، ط2 ، دار الاضواء ، بيروت لبنان ، 1405 ه‍/ 1985 م .
  • البلاذري ، احمد بن يحيى بن جابر (ت279ه/990م) .
  • انساب الاشراف , تحقيق : سهيل زكار ورياض الزركلي , ط1 , دار الفكر , بيروت , 1417ه/1996م .
  • البيهقي ، احمد بن الحسين بن علي بن موسى الخراساني (ت458ه/1065م)
  •  السنن الكبرى ، تحقيق : محمد عبد القادر عطا ، ط2 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2003م .
  • ابن الجوزي ، ابو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد (ت597ه/1200م)
  •  المنتظم في أخبار الأمم والملوك ، دراسة وتحقيق : محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا ، راجعه وصححه : نعيم زرزور ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1992م .
  • الحاكم النيسابوري ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد (ت405ه/1014م)
  •  المستدرك على الصحيحين ، اشراف : يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، ط1 ، دار المعرفة ، بيروت لبنان ، د.ط .
  • ابن حجر العسقلاني ، ابو الفضل احمد بن علي (ت852ه/1449م) .
  • ‏ فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ط2 ، دار المعرفة ، بيروت ، د.ت .‏
  •  لسان الميزان ، ط2 ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت – لبنان ، 1390ه/1971م .
  • ابن ابي الحديد ، ابو حامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (ت655ه/1257م) .
  •   شرح نهج البلاغة , تحقيق : محمد ابو الفضل إبراهيم , ط1 , دار احياء التراث العربي , بيروت , 1962م .
  • ابن حنبل ، احمد بن محمد الشيباني (ت241ه/855م)
  •  المسند ، ط1 ، دار صادر ، بيروت – لبنان ، د. ت .
  • ابن خلكان ، شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر (ت681ه/1282م)
  • وفيات الاعيان وانباء اخر الزمان ، تحقيق : إحسان عباس ، دار الثقافة ،  لبنان ، د.ت .
  • الخوارزمي ، الموفق بن أحمد بن محمد المكي (ت568ه/1172م)
  •  المناقب ، تحقيق : فضيلة الشيخ مالك المحمودي – مؤسسة سيد الشهداء ( ع ) ، ط2 ، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم المشرفة ، 1411ه/1990م .
  • الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (748 ه‍ / 1374 م)
  • تذكرة الحفاظ ، ط11 ، صحح عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي بإعانة وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت – لبنان ، د.ت .
  • سير اعلام النبلاء ، إشراف وتخريج : شعيب الأرنؤوط ، تحقيق : أكرم البوشي ، ط9 ، مؤسسة الرسالة  ، بيروت لبنان ، 1413ه‍/1993م .
  • العبر في خبر من غبر ، تحقيق : فؤاد السيد ، دائرة المطبوعات والنشر ، الكويت ، 1961م .
  • ابن شهر اشوب , ابي جعفر محمد بن علي (ت588ه/1192م)
  • مناقب آل ابي طالب , تحقيق يوسف البقاعي , ط2 , مطبعة سليمان زاده , قم , 1385ه.
  • الصالحي الشامي ، محمد بن يوسف (ت942ه/1535م)
  • سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته في المبدأ والمعاد ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد ، وزارة الأوقاف المصرية ، القاهرة ، 1997م .
  • الصدوق  , ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ت381ه/991م)
  • من لا يحضره الفقيه ،
  • الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي (360ه/970م)
  • المعجم الكبير تحقيق : حمدي بن عبد المجيد السلفي ، ط2 ، مكتبة ابن تيمية ، القاهرة ،  ١٤١٥ هـ/١٩٩٤ م .
  • الطبرسي ، رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل (ت548ه/1153م)
  •  مكارم الاخلاق ، ط6 ، منشورات الشريف الرضي ، 1392ه/1972 م .
  • الطبري ، أبي جعفر محمد بن جرير (ت310هـ/922م)
  • تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري) ، راجعه وصححه لجنة من العلماء ، قوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة إبريل، ليدن ، 1879م ، (لا.ط).
  • ابن عساكر ، أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي(571ه‍/1175م)‏
  • تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها ، دراسة وتحقيق : علي شيري ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت لبنان ، 1415 ه‍ / 1995 م .
  • ابو الفرج الاصفهاني ، علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم (356ه/966م)
  •  مقاتل الطالبيين ، قدم له وأشرف على طبعه : كاظم المظفر ، ط2 ، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر ، قم – إيران ، منشورات المكتبة الحيدرية ، النجف ، 1385 ه‍ – 1965م .
  • ابن كثير ، ابي الفداء إسماعيل الدمشقي (ت 774ه‍/1372م)
  • البداية والنهاية ، حققه ودقق أصوله وعلق حواشيه علي شيري ، ط1 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت لبنان ، 1408ه‍/1988 م .
  • الكليني ، أبى جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق (329ه/940م)
  •  الكافي ، صححه وعلق عليه : علي أكبر الغفاري ، ط5 ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، 1363ش .
  • ابن ماجة ، أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت275ه/859م)
  •  سنن ابن ماجة ، حقق نصوصه ، ورقم كتبه ، وأبوابه ، وأحاديثه ، وعلق عليه : محمد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، د.ت .
  • المجلسي ، محمد بن باقر بن محمد تقي (ت1111ه/1700)
  •  بحار الانوار في اخبار و درر الائمة الاطهار , (د.ط) , دار الوفاء ، بيروت , (د.ت) .
  •   مسلم ، ابي الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري (ت261ه/874م)
  •  صحيح مسلم ، دار الفكر ، بيروت – لبنان ، د.ت .
  • المفيد ، ابي عبد الله محمد بن النعمان العكبري البغدادي (413ه/1022م)
  •  الاختصاص ، ط2 ، صححه وعلق عليه : علي أكبر الغفاري ، رتب فهارسه : السيد محمود الزرندي المحرمي ، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ، قم المقدسة ، الناشر ، دار المفيد ، بيروت ، 1414 – 1993 .
  • ابن ناصر الدين ، شمس الدين محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي (ت842ه/1438م)
  • توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم ، ط1 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت لبنان ، 1414 ه‍ – 1993 م
  • النووي ، أبي زكريا محيي الدين بن شرف (676ه/1277م)
  •  المجموع ، ط1 ، دار الفكر ، بيروت لبنان ، د.ط .
  • الهيثمي ، نور الدين علي بن أبي بكر (ت807ه/1404م)
  •  مجمع الزوائد ، دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، 1408ه/1988 م .
  • اليافعي ، ابي محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليمني المكي (768 ه‍/1366م)
  • مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان ، وضع حواشيه : خليل المنصور ، ط1 ، منشورات محمد علي بيضون ، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ، 1417 ه‍ / 1997 م .
  • ياقوت الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي البغدادي (ت626ه/1228م)
  •  معجم البلدان ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت – لبنان ، 1399 ه‍/1979 م .
  • ابن ابي يعلى ، ابي الحسين محمد (ت521ه/1126م)
  •  طبقات الحنابلة ، دار المعرفة ، بيروت لبنان ، د.ت .

ثالثا : المراجع الحديثة

  • التستري ، محمد تقي
  • قاموس الرجال ، تحقيق : مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، ط1 ، قم المشرفة ، 1425ه/2004م .
  • الجابري ، علي رحيم ابو الهيل
  • الدعاية الاموية المضادة للإمام علي عليه السلام دراسة في سياسة السب ، ط1 ، دار الكفيل  للطباعة والنشر والتوزيع ، العراق – كربلاء ، 1438ه/2017م .
  • السيابي ، سالم حمود
  • إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان ، ط1 ، شرحه وعلق عليه: محمد سعيد الطنطاوي ، المكتب الاسلامي ، بيروت ، د.ت .
  •  العاملي , جعفر مرتضى
  • تفسير سورة الكوثر ، ط1 ، المركز الاسلامي للدراسات ، بيروت ، 1419ه/1999م .
  • بنات النبي ام ربائبه ، ط1 ، ‏مركز الجواد للطباعة والنشر والتوزيع ، 1413ه/1993.
  • العقيلي ، ثائر هادي رسن
  • العفاف في المصادر الاسلامية دراسة في سيرة السيدتين فاطمة الزهراء وزينب الحوراء عليهما السلام ، ط1 ؛ سلسلة اصدارات مركز الدراسات الفاطمية ، مؤسسة البصرة للطباعة والنشر ، البصرة ، 2022م .
  • النصر الله ، جواد كاظم
  •  فضائل امير المؤمنين المنسوبة لغيره ، ط1 ، مركز الابحاث العقائدية ، النجف الاشرف ، منشورات الروافد ، 1430ه/2009م .

رابعا : الرسائل والاطاريح الجامعية

  • الزيدي ، سامي جودة بعيد
  • فدك حتى نهاية العصر العباسي ، رسالة ماجستير ، كلية التربية – ابن رشد ، جامعة بغداد ، 1427ه/2006م .

[1]  – ابن ابي يعلى ، طبقات الحنابلة ، 2/48 ؛ ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/163 

[2]  – طبرية : وهي مدينة تقع في بلاد الشام وتحديدا في الاردن ، فتحت طبرية  سنة 13ه على يد شرحبيل بن حسنة صلحا على انصاف منازلهم وكنائسهم ، وهي مدينة قديمة واقعة على بحيرة سميت باسمها ، وقد اسسها الملك الروماني طبارا . ينظر : ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، 4/17 .

[3]  – ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، 2/407 .

[4]  – ابن ابي يعلى ، طبقات الحنابلة ، 2/50 ؛ الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/85 . 

[5]  – الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/912

[6]  – ابن مندة ، فتح الباب في الكنى والألقاب ، ص27 .

[7]  – الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/912 ؛ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، 2/407 .

[8]  – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .

[9]  – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .

[10]  – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، 11/305 .

[11]  – ابن حجر ، لسان الميزان ، 3/73 .

[12]  – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .

[13]  – ابن الاثير ، الكامل في التاريخ ، 8/617 ؛ الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .

[14]  – الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 3/912

[15]  – اليافعي ، مرآة الجنان ، 2/280 .

[16]  – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/119 .

[17]  – ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/165 0

[18]  – الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/120 .

[19]  – ابن مندة ، طبقات الحنابلة ، 2/49 .

[20]  – ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، 2/407 .

[21]  – التستري ، قاموس الرجال ، 12/52 .

[22]  – ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/165-166 0

[23]  – الذهبي ، العبر ، في خبر من غبر ، 2/321 ؛ اليافعي ، مرآة الجنان ، 2/280 .

[24]  – ابن ناصر الدين ، توضيح المشتبه ، 6/12

[25]  – معجم البلدان ، 4/18 .

[26]  – المنتظم ، 14/206 .

[27]  – ابن ابي يعلى ، طبقات الحنابلة ، 2/50 ؛ ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 22/165 ؛ ابن الجوزي ، المنتظم ، 14/206 ؛ الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، 16/128-129 .

[28]  – تاريخ مدينة دمشق ، 22/164 0

[29]  – الطبراني ، المعجم الكبير ، 1/51 .

[30]  – الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، 3/71-73 ؛ ابن الجوزي ، المنتظم ، 3/14 .

[31]  – البلاذري ، انساب الاشراف ، 2/271 ؛ ابن الاثير ، الكامل في التاريخ ، 2/187 .

[32] – علي رحيم ابو الهيل الجابري ، الدعاية الاموية المضادة للامام علي عليه السلام دراسة في سياسة السب ، كل الصفحات .

[33] – ابو الفرج الاصفهاني ، مقاتل الطالبيين ، ص75 ؛ ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 16/44 .

[34]  – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 4/56-58 .

[35]  – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 11/45 .

[36]  – للتفاصيل عن ذلك ينظر : جواد كاظم النصر الله ، فضائل امير المؤمنين المنسوبة لغيره ، ص121 وما بعدها .

[37]  – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 4/61  .

[38]  – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 9/105 .

[39] – الطبراني ، المعجم الكبير ،  22/400 .

[40]  – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397 .

[41] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 3/44 .

[42]  – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397 ؛ الهيثمي ، مجمع الزوائد ، 9/211 .

[43]  – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397

[44] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/397 .

[45] – جعفر مرتضى العاملي ، بنات النبي ام ربائبه ، كل الصفحات 0

[46] – سورة الكوثر ، الاية 1-3 .

[47] – للتفاصيل ينظر : جعفر مرتضى العاملي ، تفسير سورة الكوثر ، ص27-100 .

[48] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 24/136   .

[49] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 20/229 .

[50] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 24/145  .

[51]  – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/402  ؛ وينظر : المصدر نفسه ، 3/-53-54 ؛ 23/281  ؛ 3/56 ؛ 5/184 . .

[52] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 1/94  .

[53] –  الطبراني ، المعجم الكبير ، 11/93 وينظر بنص مقارب : المصدر نفسه ، 11/94  .

[54] –  الكليني ، الكافي ، 5/568 ؛ الصدوق ، من لا يحضره الفقيه ، 3/393 ؛ الطبرسي ، مكارم الاخلاق ، ص204 .

[55] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 20/18 ؛ مسلم ، صحيح مسلم ، 7/141 ؛ ابن ماجة ، سنن ابن ماجة ، 1/644 ؛  الصالحي ، سبل الهدى والرشاد ، 11/30 .

[56] –  الطبراني ، المعجم الكبير ، 20/19    .

[57] –  الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/405 ؛ لم نجد لهذه الرواية أي مصادر اخرى تذكرها .

[58] – الهيثمي ، مجمع الزوائد ، 9/203 ؛ الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/405

[59] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 22/402 .

[60] – الخوارزمي ، المناقب ، 353 ؛ الاربلي ، كشف الغمة في معرفة الأئمة ، 1/373 ؛ المجلسي ، بحار الانوار ، 43/134 .

[61] –  الكدي : المقابر التي تكون حجارتها صلبة . ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، 15/217 .

[62] –  ابن حنبل ، مسند احمد ، 2/169 ؛ الطبراني ، المعجم الكبير ، 13/24 ؛ البيهقي ، السنن الكبرى ، 4/60  ؛ النووي ، المجموع ، 5/278 ؛ الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، 1/373 .

[63]– ابن شهر اشوب , مناقب آل ابي طالب 1/62 ؛ المجلسي , بحار الانوار 35/138

[64] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 12/221 .

[65] – للتفاصيل عن عفاف السيدة الزهراء ينظر : ثائر هادي رسن العقيلي ، العفاف في المصادر الاسلامية دراسة في سيرة السيدتين فاطمة الزهراء وزينب الحوراء عليهما السلام ، ص107-155 .

[66]الجلندي : وهو حاكم عمان قبل الاسلام ويرجع بنسبه الى قبيلة الازد وبنو الجلندى هم ابناء المستكبر بن مسعود بن الحرار بن عبد عز بن معولة بن شمس بعث اليهم الرسول بكتابه يدعوهم الى الاسلام . ينظر : سالم السيابي ، إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان ، 1/107-108 .

[67] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 12/221  .

[68]فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، وهي مما أفاءها الله على الرسول محمد (صلّى الله عليه واله سلّم) ، في السنة السابعة للهجرة بعد ان فتحت صلحا . ينظر : ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، 4/238.

[69] – الطبراني ، المعجم الكبير ، 1/363 .

[70] – ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، 16/208 ؛ المجلسي ، بحار الانوار ، 29/350 .

[71] – للتفاصيل عن فدك ينظر : سامي جودة بعيد الزيدي ، فدك حتى نهاية العصر العباسي ، كل الصفحات .