مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
جهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في مسار الدفاع عن الامامة /  د. نرجس كريم خضير / م.م شيماء ياس خضير
+ = -

جامعة ذي قار

كلية التربية للعلوم الإنسانية  

قسم التاريخ

جهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

                            في مسار الدفاع عن الامامة

الدكتور

نرجس كريم خضير

المدرس المساعد

 شيماء ياس خضير

الملخص العربي .

نشأت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في أحضان الوحي والنبوة ، وتخلقت بخلق النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وتشبعت بمبادئ الدين الاسلامي والرسالة السماوية ، واستطاعت مع قصر حياتها ان تقدم دروسا في العزة والاباء ومواجهة الظلم والجور .

ان انحراف الامة الاسلامية عن مسار الامامة حتم على السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الوقوف بقوة أمام الباطل والانحراف، ومؤازرة الامام علي عليه السلام في هذا المعترك، فقد كانت الأيام القليلة التي قضتها ما بين وفاة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم وبين شهادتها مشحونة بالدفاع عن الولاية والامامةبغرض بيان الحقائق القرآنية والنبوية التي دعت الى تنصيب الامام علي عليه السلام خليفة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليدرك الانصار والمهاجرين خطورة ما اقترفت ايديهم ، وما سوف ينتج عن فعلهم هذا من تبعات وويلات خطيرة على الامة على مر الزمان والأجيال، فقد كان لخطبتها في المسجد النبوي وخطبتها الاخرى بنساء المدينة أثر بالغ في نفوسهم ، لما تضمنته تلك الخطب من الواقعية والصدق مستندة على أُسس متينة قوامها الكتاب الكريم والسُنّة النبوية المباركة ، فقد دلت على مظلوميتها واشادتفيها بأفضلية الامام علي عليه‌السلام وأحقيته في امامة المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث قالت (وأبعدتم من هو أحقّ بالبسط والقبض ) وقولها ( استبدلوا والله الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل) ، مّا جعل الأنصار يهتفون باسم الامام علي عليه‌السلام ، فاستشعر رجال السقيفة الخطر من هذه البادرة ، فقد ذكرت امامة الامام علي عليه السلام على الامة  كفرض إلهي لا يختلف عن سائر الواجبات والفروض التي عدّدتها في الخطبة وبينت العلة من إيجابها ، حيث قالت السيدة فاطمة الزهراء عليها‌ السلام ( فجعل الله طاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً من الفرقة ) ، وانهت خطبتها عليها السلام بتذكير المسلمين  عاقبة امرهم وما يترتب عليه من عواقب وخيمة للامة الاسلامية ، قد تؤدي الى انهيار البناء الاسلامي الذي شيده الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم من خلال دعوته الشريفة ، حيث قالت ( فيا حسرة لكم ، وانى بكم ، وقد عميت عليكم ، انلزمكموها ، وانتم لها كارهون ) ، اذ كانت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تهدف من وراء هاتين الخطبتين حماية الإمامة، والدفاع عن الإسلام الصحيح بعيدا عن التحريف والتأويل ، استنادا لقول الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ( هذا اخي ووصي من بعدي ووارثي فاسمعوا اليه واطيعوا له ) ، وهذا ما حدا بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام للدفاع عن نص الامامة ، وتحملت الاذى في سبيل حفظ الاسلام وتعاليم الرسالة المحمدية ، حيث هتكت حرمة بيتها وكسر ظلعها واسقط جنينها ، حتى اشتد عليها المرض ، وانتقلت الى جوار ربها بعد ان اوصت بان تدفن ليلا ولا يشهد احد ممن ظلمها جنازتها ، فسلام على السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث .

English summary

Fatima al-Zahraa grew up in the arms of revelation and prophecy. She was created by the creation of the Holy Prophet Muhammad (PBUH). She was satisfied with the principles of the Islamic religion and was able, with her short life, to offer lessons in honor and parents.

     The deviation of the Islamic nation from the path of the Imamate forced Fatima al-Zahra (p) to stand firmly in front of the deviation and to support Imam Ali (p) in this regard. The days that she spent between the death of the Prophet and her testimony were charged with defending the imam The Quranic and Prophetic truths that called for the installation of Imam Ali as the successor of the Messenger of Allah (PBUH) to show the Ansar and the immigrants the seriousness of what their hands have committed, and what will result from their acts of woe to the nation over time. Deep in them, because of its honesty, it has indicated its injustice And praised the superiority of Imam Ali (p) and his right in the imam of the Muslims, where she said (and removed from the right to the spread and arrest), making the Ansar chanting in the name of Imam Ali (p), the men felt the danger of this initiative, the Imam Imam Ali (p) On the nation as a divine law is not different from the other duties and responsibilities that I enumerated in the sermon and showed the benefit of the positive, where she said peace be upon her (God made our obedience to the system of the word, and our Imamna safe from the band), and ended her sermon reminding Muslims of the end of their order, And you have hate), as Mrs. Fatima Zahra (p) aims to protect the And to defend Islam, based on the words of the Prophet (PBUH) (this is my brother and the guardian of my past and my heritage, listen to him and obey him), and this is what led Fatima Al-Zahra (AS) to defend the text of the Imamah, Even intensified by the disease, and moved to the vicinity of her Lord after I recommended that the burial at night and does not testify anyone who wronged her funeral.

المقدمة .

الحمد لله الذي اخرجنا من ظلمات الجهل الى انوار المعرفة والعلم ، والصلاة والسلام على سيد الخلق أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم إلى يوم الدين .

انّ أهمّ الأهداف التي توخّتها السيدة فاطمة الزهراء عليها‌ السلام من الدفاع عن الامامة ، إثبات أحقيّةالامام علي عليه السلام في خلافة الاُمّة بعد الرسول محمد صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، ويتّضح ذلك من خطبتها في المسجد النبوي ،التي أدّت فيها واجبها الرسالي في الدفاع عن الإمامة.

ان سبب اختيار موضوع (جهاد الزهراء في الدفاع عنمسار الامامة ) لتسليط الضوء على الدلالات والابعاد السياسية في حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في للدفاع عن حقهاالذي ينطوي في حقيقته الدفاع عن الإمامة ، وأولوية الامام علي عليه السلام في امامة الأمة بعد ابيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

 اقتضت ضرورة البحث تقسيمه الى مبحثين ، المبحث الاول الامامة واحقيتها ، وبدوره هذا المبحث قسم الى محورين ، المحور الاول مفهوم الامامة تحدث عن معنى الامامة والشروط الواجب توفرها في الامام ، وكرس المحور الثاني النصوص القرآنية والاحاديث النبوية الدالة على إمامة الامام علي عليه السلام ،تناولنافيه النصوص القرآنية التي بينت امامة الامام علي عليه السلام وتأييدها باحاديث الرسول وبيعته للإمام علي عليه السلام في غدير خم ، ونقض الامة للبيعة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، اما المبحث الثانيفكان يحمل موضوع جهاد الزهراء في مسار الدفاع عن الامامة ، وقد بينا فيه موقف الزهراء عليها السلام من الاحداث المتسارعة بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ، والذي جاء ضمن خمس محاور، المحور الاول درسموقف السيدة الزهراء من بيعة السقيفة ونقض بيعة الامام علي عليه السلام ، استعرضت فيه جور اهل السقيفة على البيت النبي من سلب الخلافة ، وانتهاك حرمة بيت السيدة فاطمة الزهراء ، بينما المحور الثاني كرس لدراسة خطبة السيدة فاطمة الزهراء في المسجد النبوي للدفاع عن حقها وحق الامامة ،اوضحنا فيه حقيقة دفاع السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عن الامامة ، بينما المحور الثالثخطبة السيدة فاطمة الزهراء بنساء المدينة ،استعرضنا فيه تذكير الزهراء لنساء المهاجرين والانصار بخذلان ازواجهن اهل بيت النبي ومبايعتهم ابو بكر ، وجاء المحور الرابع تحت عنوان مقاطعة السيدة فاطمة الزهراء لابو بكر وعمر بن الخطاب ، بينا فيه غضبها على من سلب حقها في فدك والامامة ، واما المحور الخامستناول استشهاد السيدة الزهراء عليها السلام ودفنها .

اعتمد البحث على مصادر عدة ومتنوعه منها كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ، وكتاب شرح خطبة الزهراء (ع) واسبابها لنزيه القميحا ، والموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ، وكتاب الزهراء فاطمة بنت محمد لعبد الزهراء عثمان ، والكثير من الكتب التي اغنت البحث بكم من المعلومات القيمة.

المبحث الاول :الامامة واحقيتها

اولا : مفهوم الامامة .

        الامام في اللغة الانسان الذي يؤتم به ويقتدى بقوله او فعله سواء كان صائب او خاطئ وبهذا المعنى جاء قوله تعالى ( يوم ندعو كل اناس بإمامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولايظلمون فتيلا)([1])، والامام في الاسلام هو الهادي الى سبيل الله بأمر من الله ([2]) ،والامامة هي الرئاسة العامة الالهية والخلافة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في امور الدين والدنيا([3]) ،  بما تمثله من قيادة الامة واستصلاح حالهاوترشيد فكرها وفعلها ([4]) .

تمثل الامامة اصل من اصول الدين ، اذ لا يتم الايمان الا بالاعتقاد بها ، فهي كالنبوة لطف من الله تعالى للامة لخلافة الرسول صلى الله عليه واله وسلم  في وظائفه من هداية البشر وارشادهم الى ما فيه صلاحهم ، كما جاء في قوله تعالى (وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) ([5]) ، فالإمامة اذن واجب شرعي لأنها تمثل حالة من الوعي الاسلامي المرتبط بالنبوة ، وهي في نفس الوقت ضرورة يحتمها واقع ، فلو كانت مشتملة على مفسدة لما اوجبها الله تعالى ([6]) ، ولما اوجب على الناس طاعة الامام بقوله  ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ) ([7]).

شروط الامامةواحقية الامام علي عليه السلام بها .

تعد الامامة استمرارا  لمهمة النبوة ، لذا اقتضى الامر ان يتصف الامام بالمؤهلات المشترطة في النبي ، كونه طرفا للوحي ، ومن هذه الشروط :

1- وجوب عصمة الامام ، اذ ان الائمة كالأنبياء في وجوب عصمتهم عن جميع القبائح والفواحش من الصغر حتى الموت عمدا وسهوا ، وسلوك الامام ليس مجرد رد فعل على متطلبات المرحلة التاريخية فحسب بل سلوك يساهم في تهيئة البشرية لبناء دولة متماسكة في كل الظروف ، فهو اساس السلوك الديني والاجتماعي الذي يؤيد بالعصمة ([8]) .

 2- ان يكون افضل من رعيته ومتقدم عليهم ، وعليه يعد الامام علي عليه السلام ، له الافضلية في الامامة ، كما للرسول محمد صلى اله عليه واله الافضلية بالنبوة ، وهذا الشرط يعد من الادلة العقلية المثبتة لأحقية الامام عليبالخلافة بعد الفراغ من فضله على سائر الصحابة ([9]).

3-من الشروط الواجب توفرها في الامام غزارة علمه ، ويعد الامام علي عليه السلام خزانة العلوم النبوية ، اذ كان معلمه الاول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اعلم الناس وافضلهم ، والذي قال فيه (انا مدينة العلم وعلي بابها) ، وهذا يدل على مدى اعلميته واخباره بالغيوب ([10]).

4-كذلك من الشروط الاخرى ان يتصف بالعدالة والبلوغ والاجتهاد في اصول الدين وفروعه ، والشجاعة وقوة القلب وهذا ما اجمع عليه المسلمين كافة بشجاعة الامام علي وكثرة جهاده وعظم بلائه في وقائع الرسول صلى الله عليه واله وسلم  بجمعها ولم يبلغ احد درجته ، اذ لايختلف المسلمين بان الدين انماتشيد بسيف الامام علي عليه السلام ([11]).

ثانيا :النصوص القرآنية والاحاديث النبويةالدالة على إمامة الامام علي عليه السلام .

خشي رسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بعد وفاته من اهل الشقاق والنفاق ان يرجعوا بالأمة الى حكم الجاهلية ، لذا ادرك ضرورة تنصيب امام يدير شؤونها الدينية والسياسيةخلفا عنه ([12]) ، وعليه فقد اعلن في اكثر من مناسبة تولية الامام علي عليه السلام اماما وخليفة للمسلمين من بعده ، وهناك العديد من النصوص الجلية الدالة على خلافته بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بلا فصل ، وقد تواترت في ذلك الشأن احاديث عديدة منها ( هذا اخي ووصي من بعدي ووارثي فاسمعوا اليه واطيعوا له ) ([13]) ، وحديث اخر ( انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدي ) ([14])، عن ابن عباس بإسناده عن محمد الكلبي عن ابي عبدالله قال : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلمعَرف اصحابه تولية الامام علي عليه السلام اماما وخليفة له مرتين الاولى : اذ  قال لهم اتدرون من وليكم بعدي ؟ قالوا الله ورسوله اعلم ، قال فان الله عز وجل قال (فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) ([15]) يقصد بذلك الامام علي عليه السلام ، والمرة الثانية يوم غدير خم ([16]) ، لم يكن تنصيب الرسول محمد صلى اله عليه واله وسلم للإمام علي عليه السلام اماما وخليفا لقرابة له في رحم او في دين ، بل امر من الله تعالى ، وقد دلت على ذلك العديد من الآيات القرآنية نستشهد ببعض منها :

        اولا: آية الانذار. روى محمد بن اسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي ابن ابي طالب قال :لما نزلت هذه الآية ( وانذر عشيرتك الاقربين ) ([17]) دعاني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فقال : ياعلي ان الله يأمرني ان انذر عشيرتي الاقربين ، فضقت بذلك ذرعا ، وعرفت اني متى اباديهم بهذا الامر ارى منهم ما اكره ،  فَصَمِتُ عليها ، حتى جاءني جبرئيل فقال لي :يامحمد الا تفعل ما تؤمر يعذبك ربك ([18]) ، فدعاهم الى ذلك مرتين بعد ان اطعمهم وسقاهم قال لهم : يابني عبد المطلب ، اني قد جئتكم بخيري الدنيا والاخرة ، فقد امرني الله تعالى ان ادعوكم اليه ، فأيكم يؤازرني على امري هذا ويكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فاحجم القوم عنها جميعا ، فقلتوانا أحدثهم سنا ، يانبي الله اكون وزرك عليه ، قال فاخذ برقبتي وقال (ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له واطيعوا ) ([19]) .

ثانيا : حادثة التصدق بالخاتم .رواية جابر بن عبدالله الانصاري ، روى شاذان بن جبرئيل القمي بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذ ورد علينا اعرابي اشعث الحال ، عليه اثواب رثة والفقر بين عينيه ، فلما دخل سلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانشد ابيات شعرية تدل على فقره وحاجته ، فما ان سمع الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، قال لأصحابهيا معشر المسلمين : ان الله ساق اليكم أجرا وجزاء من الله غرف في الجنة تضاهي غرف ابراهيم الخليل عليه السلام ، فمن منكم يواسي هذا الفقير ؟ فلم يجبه احد ، وكان في ناحية المسجد الامام علي عليه السلام يصلي تطوعا فأومأ بيده الى الاعرابي فدنا منه فدفع اليه الخاتم من يده ، وهو راكع في صلاته فأخذه الاعرابي وانصرف([20]) ، ثم ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هبط عليه جبرائيل ونادى : السلام عليك يامحمد ، ربك يقرئك السلام ويقول اقرأ ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون*ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ) ([21]) ، فعند ذلك قام الرسول صلى الله عليه واله وسلمقائما على قدميه ، وقال: يا معشر المسلمين ايكم اليوم عمل خيراحتى جعله الله ولي كل من آمن ؟قالوا : يارسول الله ، ما فينا عمل خيرا سوى ابن عمك علي ابن ابي طالب عليه السلام وهو في صلاته ، فعند ذلك تلى عليهم الآية الكريمة التي تحوي على اقرار من لله سبحانه وتعالى بإمامة الامام علي عليه السلام على المسلمين بما لا يقبل التأويل ([22]).

ثالثا :غدير خم بعد ان اكمل رسول الله صلى الله عليه واله وسلمحجة الوداع سنة 10ه وفي طريق عودته عند غدير خم ،نزل قول الله تعالى 🙁 يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس ) ([23]) ، اي التبليغ بإمامة الامام علي عليه السلام وخلافته على المسلمين بعد الرسول الكريم محمد سيد المرسلين ، فامسك الرسول صلى الله عليه واله وسلم بيد الامام علي عليه السلام وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وبعد هذا التبليغ نزل قولـه تعـالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ([24]) ،ثم هنأ الصحابـة  يقدمهم أبو بكر وعمر الامام علي عليه السلام ([25])وقال كل منهما:( بخٍ بخٍ لك با بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة )([26])، وقد حصل هذا في يومٍ واحد ومكان واحد على مرأى ومسمع الغالبيـة المطلقـة من الصحابة والمسلمين الذين شهدوا حجة الوداع ، ومن المعروف أن الله عز وجل إذا فرض شيئاً جديداً على المسلميـن ، لا يجعل له مقدمات ولا ترتيبات ، فحين فرضت الصلاة أخبر المسلميـن بذلك مباشرة وهكذا سائـر الفرائض كالصوم والزكاة ، وفي حادثة الغديـر نجد الأمر قد اختلف ، فقد نزلت آية تأمر الرسول بتبليغ ما أنزل الله إليه ، وبعد التبليغ نزلت آية الإكمال . وهذا يدل على ان كمال الدين كان متوقفاً على تنصيب الامام علي عليه السلام اماما وخليفة للامة بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم ([27]) .

       ومن هذه الآيات القرآنية والاحاديث النبوية نستدل على ان الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يترك امر الامة سدى فقد وجهها لما فيه صلاحها ، اذ انه ادرك وجود عمل منظم ومبرمج يهدف الى اقصاء الامام علي عليه السلام عن امامة الامة ([28]) ، من خلال حادثتين الاولى عدم تنفيذ اوامره بتجهيز جيش اسامة([29])حيث ان الرسول محمد صل الله عليه وسلم حاول ان يقصي وجوه الصحابة ساعة وفاته عن المدينة المنورة بتجهيز جيش لحرب الروم ماعدا الامام علي عليه السلام ليخلوا جو المدينة من المعارضين له ، الا ان إصرارهم على البقاء في المدينة ساعة وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم يدل على التخطيط لإقصاء الامام علي عليه السلام عن امامة الامة وخلافتها ([30])، والحادثة الثانية منعهم الرسول صلى الله عليه واله وسلم من كتابة كتاب يعهد فيه للمسلمين امامهم وخليفتهم من بعده ، اذ قال ائتوني بالكتب والدواة اكتب لكم كتابا لن تظلوا بعده ابدا، فما كان من جوابهم ان الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم يهجر ، وهذا يدل دلالة واضحة على وجود مخطط بإقصاء الامام علي عليه السلام من امامة الامة قبل وفاة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ([31]) ،

اخذ الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم يوصي بالتمسك باهل بيته اساس القرآن واحكام الدين لسلامة الامة من مناهل الردى حيث قال في حديث الثقلين ( اني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما فلن تظلوا ابدا ) ([32]) ، ويقصد بعترته السيدة فاطمة الزهراء ([33]) والامام علي وابناءهما عليهم السلام ، اذ كان صلى الله عليه واله وسلم ، يعلم ما سيجري على السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من بعده من شتى أنواع الظلم والاضطهاد والإيذاء وهتك الحرمة، ولهذا أراد صلى الله عليه واله وسلم أن يتمّ الحجة على الناس، حتى لا يبقى لذي مقام مقال أوعذر، فأشار الى منزلة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذ قال فيها (فاطمة بضعة مني من اغضبها فقد اغضبني ) ([34]) ، ما انقبض الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم([35])، حتى اجتمع المسلمين في سقيفة بني ساعدة ليختاروا من بينهم ابو بكر خليفة للمسلمين ([36]) ونكران حق الامام علي عليه السلام بإمامة وخلافة الامة مدعين انه لا يجوز اجتماع النبوة والامامة في بيت واحد ([37]).

المبحث الثاني : جهاد الزهراء في الدفاع عن مسار الامامة

اولا : موقف الزهراء من بيعة السقيفة ونقض بيعة الامام علي عليه السلام .

     تمثل موقف السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بكشف زيف بيعة السقيفة وعدم شرعيتها ، حيث وجدت ان قبول بيعة ابو بكر يعد سكوت عن انحراف الاسلام عن مساره الصحيح ، والخروج عن تعاليم الرسالة المحمدية ، التي نصت بإمامة الامام علي عليه السلام ، لذا رأت العمل على كسب عدد كبير من المسلمين المعارضينلبيعة السقيفة ، وعليه فقد سارت مع الامام علي عليه السلام ، الى منازل صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلملدعوتهم لنصرة الامام علي عليه السلام([38])، امتثالا لوصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم غدير خم ، مخاطبة اياهم : ( يامعشر المهاجرين والانصار ! انصروا الله فاني ابنة نبيكم ! وقد بايعتم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  يوم بايعتموه ، ان تمنعوه وذريته مما تمنعون منه انفسكم وذراريكم ، فأوفوا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ببيعتكم)([39]) ، فكان جوابهممخيباً : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لأبو بكر ولو ان زوجك وابن عمك سبق الينا قبل ابو بكر ما عدلنا به ، فأجابهم الامام علي عليه السلام : أفكنت ادع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في بيته لم يدفن واخرج انازع الناس سلطانه ، فردت السيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام : ما صنع ابو الحسن الا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله محاسبهم ومطالبهم عليه ) ([40])، ان خروج السيدة فاطمة الزهراء عليها‌ السلام ليلاً مع شدّة اللوعة التي تنتابها لفقد أبيهاصلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم وضعف حالها وقوّة السلطة في ملاحقة من يعارضها ، إنّما هوأداءهللدورالرسالي الذي يقتضيه الواجب الإسلامي المقدّس في حفظ العقيدة الحقّة من الضياع والانحراف، بعد ان تخلى اكثر المسلمين عن بيعة الامام علي عليه السلام ، وقفت الى جانبه في بيان اسس العقيدة الاسلامية ، والدفاع عن نص الامامة التي كادت ان تندثر وتزول بفعل القوى الحاكمة لولا مواجهتها لهذه السلطة وتحمل المحن والاذى في سبيل حفظ الاسلام من الزيف ([41]) .

    ان ما اثار ابو بكر وعمر بن الخطاب عدم بيعة الامام علي عليه السلام لهم مما يؤلب المسلمين بعدم شرعية خلافتهم كون الامام علي الشخص الثاني في الاسلام بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ومما زاد الامر سوءا لدى ابو بكر هو تأييد عدد من الصحابة للإمام علي فضلا عن قيام بعض القبائل التي بايعت ابو بكر مسبقا بمحاولة الرجوع عنها ، ورفض قبائل اخرى البيعة مطلقا ، فاخذ ابو بكر وعمر بن الخطاب بالتخطيط للقضاء على أي محاولة تهدف لإزاحة خلافة ابو بكر ، لذا روأ ان افضل وسيلة للقضاء على المعارضين لهم ، بالحصول على بيعة الامام علي عليه السلام ولو بالقوة ، وقد علم عمر بن الخطاب باجتماع عدد من الصحابة في بيت الامام علي عليه السلام ، فقرر الهجوم عليه([42]) ،فأقبل في جمع كبير الى بيت الامام علي عليه السلام مطالبا اياه بالبيعة وبعد رفض الامام علي عليه السلام الخروج من البيت ، دعا عمر بن الخطاب بحطب ونار وقال ليخرجن او لأحرقن البيت على مافيه ،فقيل له ان فيها فاطمة ، قال : وان !! فقالت له السيدة فاطمة الزهراء : يا ابن الخطاب أجئتنا لتحرق دارنا ؟ قال نعم او تدخلوا الى ما دخلت فيه الامة ([43]) ، فقالت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ( لاعهد لي بقوم اسوأ محضرا منكم تركتم رسول الله صلى الله عليه واله وسلمجنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم فيما بينكم ولم تؤمرونا ، ولم تروا لنا حقا ، كأنكم لم تعلموا ما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم غدير خم ، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ، ولكنكم قطعتم الاسباب بينكم وبين نبيكم ، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والاخرة )([44])، عندها نادى عمر حتى أسمع علياً والسيدة فاطمة الزهراء : والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك النار ، فقالت السيدة فاطمة الزهراء : يا عمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي ؟ فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب وكانت السيدة فاطمة الزهراء خلف الباب ، وقد علم عمر بن الخطاب بذلك فرفس الباب برجله، فكسر ضلعها واسقط جنينها ([45])، فصاحت يا أبتاه يا رسول الله ! فرفع عمر بن الخطاب السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، فصرخت يا أبتاه ، فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فنادتيا رسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر في ذريتك ([46]) ، فوثب عليه الامام علي عليه السلام ، فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً صلى الله عليه واله وسلمبالنبوة يا ابن صهاك لولا كتاب من الله سبق ، وعهد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعلمت أنك لا تدخل بيتي ، فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، فثار الامام علي عليه السلام إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه ، فألقوا في عنقه حبلاً فحالت بينهم وبينه السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهي تبكي وتنادي بأعلى صوتها ياابت يارسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن ابي قحافة ، واخذوا الامام علي عليه السلام الى المسجد لمبايعة ابو بكر ([47]) فلحقته السيدة الزهراء عليها السلام ([48]) ، وهي بأشد الاحوال ، فجعلت تعدوا وتصيح ، خلوا عن ابن عمي ؟خلو عن بعلي ؟ والله لا كشفن عن راسي ولأظعن قميص ابي على راسي وادعو عليكم([49])، ووصلت الى باب المسجد النبوي ، ورأت القوم يرفعوا السيف على لإمام علي عليه السلام ، أما ان يبايع او يقتل فخاطبت ابو بكر( مالي ومالك يا ابا بكر تريد ان تؤتم ابني وترملني من زوجي ، والله لولا ان تكون سيئة لنشرت شعري وصرخت الى ربي ) ([50]) واستطاعت السيدة الزهراء عليها السلام ان تحول بينهم وبين اخذ البيعة من الامام علي عليه السلام ، فها هي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تقف سدا منيعا في الدفاع عن الامام علي عليه السلام بخروجها الى الباب والتصدي للمهاجمين ، لأنها علمت ان تركت الامام فسوف يقتل او يبايع وبكلتا الحالتين ستطمس معالم الدين الاسلامي القويم ، فخروجها خلفه ومنعهم من قتله او اخذ بيعته ، هذا دليل على دفاعها عن الامامة والامام ([51]) ، ومما اثار سخط السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام على ابو بكر قيامة بسلب حقها في فدك ([52])التي تركها لها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ورفض ابو بكر اعطاءها اياها بحجة انه سمع رسول الله يقول ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ، وما تركناه صدقة) ([53]) ، وقد القت عليه السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الحجة بقولة تعالى ( وورث سليمان داوود )([54])  وهذا دليل على ان الانبياء يورثون ، الا ان ابو بكر رفض تسليمها لها ، على الرغم شهادة ام سلمة والامام علي عليه السلام بحقها ([55])، لآنه ادرك ان ارجاع فدك تعني تسليمه للخلافة فيما بعد ، حيث ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لم تخرج لإثبات حق محدد بفدك ،بقدر ما كانت ردة على الغاصبين الاوائل ، وهي تراهم قد غصبوا كل حق بأخذ الخلافة من غير استحقاق لذلك لم تكن فدك الا مفتاحا للدخول في حلبة المعارضة والانتفاض ، ورد على الامة المستسلمة للتبريروالمتخلية عن بصرها امام الخديعة المصلحية التي يستفيد منها ولاة الظلم والجور ،وعليه فان أهمّ الأهداف التي توخّتها السيدة فاطمة الزهراء عليها‌ السلام في مطالباتها المالية ، هو الدفاع عن الامامة ومقامها ضد اولئك الذين حرفوا مسار الشريعة المقدسة ([56]).

ثانيا: خطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد النبوي .

اندفعت السيدة فاطمة الزهراء عليها‌السلام في مظاهرة نسائية من بيتها إلى المسجد النبوي ، وهو حاشد بالمهاجرين والأنصار ، اذ اختارت عليها السلام الكلمة بما تحمله من حجة بالغة وبرهان ساطع سلاحاً للمواجهة وشحذ الهمم ، كي تعرّي أُسس السقيفة وتزعزع كيانهاوفضح زيفها ، فنيطت دونها ملائة ، فجلست وانت انه اجهش القوم لها بالبكاء ، ثم افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله صلى الله عليه واله وسلم ([57])وبيان قربها منهومنزلتها لديه ، وبعدها ذكرت ولاية أهل البيت عليهم‌ السلام كفرض إلهي لا يختلف عن سائر الواجبات والفروض التي عدّدتها في الخطبة وبينت العلة من إيجابها ، فقالت عليها‌ السلام ( فجعل الله طاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً من الفرقة ) ([58])، ثم اخذت بالتعريف بنفسها وابيها ، اذ قالت ( ايها الناس اعلموا اني فاطمة ، وابي محمد ، اقول عودا وبدءا ، ولا اقول غلطا ، ولا افعل ما افعل شططا ، لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فان تعزروه وتعرفوه تجدوه ابي دون نسائكم ، واخا ابن عمي دون رجالكم ) ([59]) ، وبينت قرب وافضلية الامام علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بقولها ( وكلما فغرت فاغرة من المشركين ، قذف اخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مكدودا في ذات الله مجتهدا في امر الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا في اولياء الله ، مشمرا ناصحا ، مجدا كادحا ، لا تأخذه في الله لومة لائم )([60]) ، حيث اشارتالى عدم حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلمفي اهل بيته ، وتألبهم على سلب الخلافة ، ونبّهت الى سوء اختيارهمبنقضهم تلك الوصية ( فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر ابتدار خوفالفتنة ، الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين كتاب الله تعالى بينهم ، يتلونه اناء الليل واطراف النهار )([61])وضحت ان استعجالهم اجتماع السقيفة وتنصيب ابو بكر خليفة لهم خوف خروج الامر من ايديهم ، قد اوقعوا الامة الاسلامية في انحراف عن تعاليم الاسلام الصحيح ، باغتصاب الحق من اهله ، بل وخداع المسلمين بأحقيتهم في ذلك ، فلو لم يكن هناك دليل لكانوا امام الله من المعذورين ، اذ تبطل زعمهم بقولها ( وانتم الان تزعمون ان لا ارث لنا ، وأأغلب على ارثيه ) ([62])، حيث اعلنت ان نكران حقها في فدك وحق الامام علي عليه السلام بإمامة الامة ما هو الا كذب وافتراء ، اذ ان مسألة امامة الامام علي عليه السلام قد تم ذكرها في القرآن الكريم واحاديث الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ، واستعرضت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام كيفية استلامهم منصب ليس له باهل فهذا المنصب بحاجه الى عالم بكل علوم القرآن الكريم ، فضلا عن شجاعة وفصاحة وتقى ، وهذه الصفات لا تجتمع الا في رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ووليه وخليفته الامام علي عليه السلام  اذ قالت ( ام انتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من ابي وابن عمي ) ([63]).

ادركت السيدة الزهراء عليها السلام ان المهاجرين والانصار يقع عليهم العبء الاكبر في انحراف الرسالة المحمدية عن اهدافها التي خطها القرآن الكريم ، واشاد بها الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بتنصيب الامام علي عليه السلام اماما وخليفة للمسلمين في غدير خم ، فأشارت الى خذلانهم لأهل بيت الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وعدم نصرتهم وتغافلهم ، وعدم انصافها ممن ظلمها ، وابعاد الامام علي عليه السلام عن الخلافة وهو اعلم الناس بعد الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بالرسالة واحكامها وقوانينها وهو لذلك احق برعاية شؤون الامة التي صنعها الوحي المقدس ، بقولها ( أبعدتم من هو أحقّ بالبسط والقبض ) ([64])، ثم خاطبتهم خذوا امامة الامة  معيوبة ناقصة ، كالناقة المجروحة الظهر المعيوبة ، واي عيب اقبح من ترك النبي مسجى ، ونكران بيعة الغدير واجتماعكم بالسقيفة لسلب امامة الامة من اهلها ، معلنة ان امامتهم هذه موسومة بغضب الله ، وسوف ننظر اينا احسن عملا عند الله ، فهو نعم المولى ونعم النصير ، ما يدل على عمق حزنها ومدى تأثرها وغضبها ممن ظلمها وغصب حقها وحق الامام علي عليه السلام ، ( فدونكموها ، فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف ، باقية العار، موسومة بغضب الله ، وشنار الابد ، فاعملوا انا عاملون ، وانتظروا انا منتظرون)([65])، كان لخطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها‌السلام أثر بالغ ومحرّك لنفوس المسلمين ،لما حملته تلك الخطبة من الواقعية والصدق والاستناد الى أُسس متينة قوامها الكتاب الله الكريم والسُنّة النبوية المباركة ، في بيان مظلوميتها وإشادتها بفضل الامام علي عليه‌السلام وأحقيته في خلافة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، ممّا جعل الأنصار يهتفون باسم الامام علي عليه‌السلام ، وأنّى يكون ذلك لولا خروج السيدة فاطمة الزهراء عليها‌ السلام وخطبتها التي ذكّرت فيها وحذّرت، الامر الذي شعر فيه ابو بكر بالخطر ، فسعى الى اخماد تعاطف المسلمين وحرف رأيهم عن مناصرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من خلال التضليل والتظاهر بقوله ( هؤلاء المسلمون بيني وبينك ، قلدوني ما تقلدت، وباتفاق منهم اخذت ما أخذت )([66])، حيث بين انه تقلد هذا المنصب بناء على رغبة المسلمين ، ولم يسعى لها ، لما وجدو فيه من سابقة في الاسلام ، عندها اشارت السيدة الزهراء عليها السلام الى الحاضرين في المسجد من المسلمين وبينت لهم الى مدى الجريمة التي ارتكبوها ومدى الانقسام الذي سببوه للامة من الانحراف عن الدين ، وتزوير في شريعة سيد المرسلين ، فهذا الامر في رقبتكم وانتم مسؤولين عنه الى يوم القيامة ، حيث خاطبتهم ( يا معاشر المسلمين المسرعة الى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر ، افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ، كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من اعمالكم ، فاخذ بسمعكم وابصاركم ، ولبئس ما تأولتم ، وساء ما به اشرتم ، وشر ما منه اغتصبتم ، لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا ) ( [67]).

خطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنساء المدينة.

         بعد ان اشتدت علة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بكسر ضلعها ، نحل جسمها حتى صار كالخيال ، فتوافدت عليها نساء المهاجرين والأنصار لسؤال عن حالها ، فخطبت فيهن خطبة القت فيها الحجة البالغة على رجالهن الذين استصرختهم في المسجد النبوي ، فلم تجد منهم ناصراً ولا مغيثاً لانتزاع حقيها في فدك وحق الامام علي عليه‌السلامفي امامة الامة ، فقد بينت لهن الأدلة والشواهد في احقية الامام علي عليه‌السلام بإمامة المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، اذ خاطبتهن ( اصبحت والله : عائفه لدنياكن ، قاليه لرجالكن ، لفظتهم بعد ان عجمتهم وشنأتهم بعد ان سبرتهم ) ([68]) وهنا تشير الى بغضها لهؤلاء المنافقين الذين امتنعوا عن نصرة ال الرسول ، ( ويحهم أنّى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوّة والدلالة ، ومهبط الروح الأمين ، والطّبين بأمور الدنيا والدين ) ([69]) ، حيث جعلت المسؤوليةانحراف الامة في رقابهم ، لانهم لم يوالوا من نصبه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ولم يوفوا بما عاهدوا عليه ، وتذكيرهم بمدى الخسران المبين الذي هم عليه مستشهدة بقوله تعالى (قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ، الا ذلك هو الخسران المبين ) ([70])، وذكرت لهن فضل الامام علي عليه السلام بالإسلام وشجاعتهوصولته لحماية حمى الامة وتشييد اركانها ، فأي شيء أعابوه فيه حتى ابعدوه عن امامة الامة ، وقدموا عليه غيره( وما الذي نقموا من ابي الحسن –نقموا واله منه نكير سيفه وقلة مبالاته لحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله عز وجل ) ([71]).

     كرست السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام جانب كبير من خطبتها لتذكير النساء لأزواجهن فيما لو بايعوا الامام علي عليه السلام  لردهم الى الطريق القويم ، ولم يرض منهم الا التمسك بحبل الله المتين ( والله ! لو مالوعن المحجة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم اليها ، وحملهم عليها ) ([72])، وبينتلهن بالتلميح الذي هو أقوى من التصريح افضلية الامام علي عليه السلام حيث قالت ( وتالله لو تكافّوا عن زمامٍ نبذه إليه رسول الله لاعتقله ، ثمّ لسار بهم سيراً سجحاً ، لا يكلم خشاشه ، ولا يكل سائرة ولا يمل راكبه ، ولأوردهم منهلا نميرا ، صافيا رويا تطفح ضفتاه ، ولا يترفق جانباه ،ولا صدرهم بطانا ، ونصح لهم سرا واعلانا ) ([73]) ، حيث اشارت الىان الامام علي عليه السلام لو وليهامامتهم لسار على كتاب الله وسيرة النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ، سيرا سهلا ليس فيه اذية او ملل ، وسيسير بالعدل والانصاف وعدم التفريق ، وبما انهم اختاروا ما فيه ضلالهم برضوخهم الى حكم الباطل فسيلقون عاقبة امرهم سوءاً ، حيث تعجب كل العجب من فعلهم واي اساس استندوا عليه في اختيارهم ابو بكر (ليت شعري إلى أيّ لجأ لجأوا ، وإلى أيّ سنادٍ استندوا ، وعلى أيّ عمادٍ اعتمدوا ، وبأيّ عروةٍ تمسّكوا ، وعلى أيّ ذريةٍ قدّموا واحتنكوا ، استبدلوا والله الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ..،) ([74])، وانهت خطبتها عليها السلام بتذكيرهم عاقبة امرهم وما يترتب عليه من عواقب وخيمة للامة الاسلامية تؤدي الى انهيار البناء الاسلامي الذي شيده الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم من خلال دعوته الشريفة (فيا حسرة لكم ، وانى بكم ، وقد عميت عليكم ، انلزمكموها ، وانتم لها كارهون )([75]).

أعادت النساء قول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام على رجالهنّ ، فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين ، وقالوا : يا سيدة النساء ، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن يُبرَم العهد ويُحكَم العقد ، لما عدلنا إلى غيره ، عندها ادركت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حجم نفاقهم ومراوغتهم ، ففي الوقت الذي يرفضون فيه نقض بيعة ابو بكر مع انها خلافة باطلة ، لم يراعوا العهد والوعد الذي قطعوه مع رسول الله في غدير خم ببيعة الامام علي عليه السلام ، فأي تذكير واي وعيد يخشى منه هؤلاء بعد ذلك ، فما كان جوابها عليها السلام الا ان فقالت ( إليكم عنّي ، فلا عذر بعد تعذيركم ، ولا أمر بعد تقصيركم )([76]).

مقاطعة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لأبو بكر وعمر بن الخطاب .

استمرت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في جهادها عن حقوقها وحق الامامة الربانية ، فقد اختارت الامتناع عن الكلام مع عمر بن الخطاب  وابو بكر ، إذ أدانتهما بالقول والفعل وهي تشكو لأبيها منهما لما هجموا على دارها ( يا أبتِ يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ([77]) ، وقالت : ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ( والله لا اكلم عمر حتى ألقى الله ) ([78]) ، ولما منعها ابو بكر فدك حلفت ان لا تكلمه ابدا ([79]) .

لم تكن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من سواد الناس بل بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، والاحب الى قلبه وهو القائل فيها فاطمة بضعة مني ، من اذاها فقد اذاني، فما ان انتشر خبر سخطها على ابو بكر وعمر بن الخطاب ، وتأليب المسلمين عليهم ، حتى حاولا استرضاءها ، افقال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلامفإنا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا ً، فاستأذنا عليها، فلم تأذن لهما ،فاضطرا إلى توسيط الإمام علي عليه السلام بان يشفع لهما ، فاستجابت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لتدخل الامام علي عليه السلام فأدخلهما عليها ([80]) ، فلما قعدا عندها ، حوّلت وجهها إلى الحائط ! فسلّما عليها فلم ترد عليهما السلام . فتكلم أبو بكر فقال ابو بكر : يا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والله إن قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب إلي من قرابتي ، وانك لأحب إلي من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك إني مت ، ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا إني سمعت أباك رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول : لا نورث ما تركناه صدقة ([81]) ، فقالتعليها السلام : أريتكما إن حدثتكما حديثا ً عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم . فقالت عليها السلام : نشدكما الله ألم تسمعا رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني . قالا : نعم ، سمعنا ، من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم . قالت : فإني أشهد الله وملائكته ، إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم لاشكونكما إليه ([82]) ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه ومن سخطكِ يا فاطمة ! ثم انتحب أبو بكر ([83]) واخذ يبكي حتى كادت نفسه تزهق ، وهي تقول : والله ، لا دعون الله عليه في كل صلاة أصليها ، ثم خرج فأجتمع إليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي  ([84]) .

استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام .

بعد ان اشتد مرض على السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، ورات انها مفارقة الدنيا ، دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف الامام علي عليه السلام ، فقالت يا ابن عم انه قد نعيت إلي نفسي ، وإنني لأرى ما بي ، ولا أشك إلا إني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي ، قال لها الامام علي عليه السلام : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله . فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ([85])، اذ اوصته عليها السلام ( ان لا يشهد احد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني فانهم عدوي وعدو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ولا تدع احد منهم ا يصلي علي ، ولا من اتباعهم ، وادفني باليل اذا هدأت العيون ونامت الابصار ) ([86]).

وما ان قبضت السيدة فاطمة الزهراء حتى ارتجت المدينة بالبكاء والعويل كيوم فقد فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، واجتمع المسلمين وهم ينتظرون خروج الجنازة للصلاة عليها ، فخرج لهم ابو ذر وقال لهم ان ابنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد اخر اخراجها في هذه العشية ، فانصرف المسلمين ([87])،وبعد ان جهزها الامام علي عليه السلام صلى عليها مع الحسنين عليهم السلام وعقيل وعمار وسلمان والمقداد وابو ذر، دفنها ليلا ، في موقع لايعرف لهذا اليوم ، اذ بنى الامام علي عليه السلامحولها اربعين قبرا في البقيع ([88])، ثم ان الامام علي عليه السلام هاج به الحزن ، فخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا ( ستنبئك ابنتك بتضافر امتك على هضمها ، فاحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر )([89]) .

في الصباح حضر اهل المدينة للصلاة على السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، فعلموا بدفنها ليلا ، قال عمر بن الخطاب هاتوا النساء لنبش القبور واخراج الزهراء بغرض الصلاة عليها ، فبلغ ذلك الامام علي عليه السلام ، فخرج غاضبا وبيده سيفه وهو يقسم بالله : لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم ، فتلقاه عمر بن الخطاب ومعه اصحابه فقال له :مالك والله يا ابا الحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها !!!فاخذ الامام علي عليه السلام بمجامع ثوبه وضرب به الارض ، وقال له :يا ابن السوداء اما حقي فتركته مخافة ان يرتد الناس عن دينهم ، واما قبر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فوالذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الارض من دمائكم ، فجاء ابو بكر واقسم عليه برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يتركه فخلى عنه وتفرق الناس ([90]) .

على الرغم من الاتفاق على وفاتها سنة 11ه ، الا ان الاختلاف نشأ في تحديد مدة بقاءها بعد ابيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وقد تباينت في ذلك عدة روايات منها ، أربعون يوم ، او خمسة وسبعون يوما ، او خمس وتسعون يوما ([91]) ، او ستة اشهر ([92]) ، وفي رواية فضة سبعة وعشرون يوما ([93]) ، ومهما يكن من أمر فان كل هذه الاقوال تؤكد ان مدة لبث السيدة فاطمة عليها السلام  بعد أبي صلى الله عليه واله وسلم  انما هي فترة يسيرة ، وبذلك تحققت نبوءته بسرعة اللحاق به وانها أول من يفد عليه من اهل بيته صلى الله عليه واله وسلم  ([94]) فسلام على السيدة فاطمة الزهراء يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث .

الخاتمة

بعد دراسة الموضوع اتضحت لنا عدد من الاستنتاجات اهمها :

1-ان الامامة ضرورة حتمية في الاسلام ، فعليها توقف المشروع الالهي ، والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، هي غرس النبوة ومنبت الامامة ، فقد ادت دورا مهما في الدفاع عن الامامة واستمراريتها ، فقد اوقفت حياتها الروحية والفكرية والجسمية للدفاع عن الامامة وخدمة الرسالة والذود عن حياضها ، فلولاها لاندثرت الامامة واندرست معالمها .

2-حظيت السيدة الزهراء عليها السلام بمناقب فذة ومكانة سامية عند الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ، فقد خلقها الله تعالى من قبل ان يخلق السماء والارض ، ثم ولادتها على يد نساء اهل الجنة ، وزواجها من سيد الاوصياء الامام علي عليه السلام ، ولهذا فهي لم تكن امرأة عادية كبقية النساء ، وقد مثلت اشرف ما في المرأة من انسانية وصيانة وكرامة وقداسة ، فضلا عن ما كانت عليه من وعلم واسع ، وكفاها فخرا انها تربت في مدرسة النبوة وتخرجت من معهد الرسالة وتلقت عن ابيها الرسول الامين محمد سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم ما تلقاه عن رب العالمين ، اذ كان صلى الله عليه واله وسلم يعدها اعداد رسالي وفكري لتسليم مهام الرسالة

3- مثلت الزهراء عليها السلام القدوة الصالحة لنساء الأمّة ، والمثل الأعلى لكلِّ قيم العزِّ والعظمة والشرف والطهارة ، فعلى الرغم من المعاناة وقسوة الظروف ، فكانت المرأة الصابرة والسند الروحي للإمام علي عليه السلام بعد ان ابتعد عنه الجميع ، حيث ادت عليها السلام دورا متميزا وحضورا فاعلا في نصرة الدين الاسلامي ، اذ رسمت للمرأة المسلمة طبيعة الدور الشرعي الذي يجب ان تسير عليه في الحياة .

4- انطلقت بروحها بعيدا عن ذاتها ، وعاشت مع الرسالة في فكرها واحساسها ، فأصبحت قرأنا يتحرك في الحياة على خطى ثابته للوصول الى الهدف الاسمى في تطبيق تعاليم الرسالة المحمدية ، حيث كان لها دور كبير في الدفاع على امر الله الذي حمله وحافظ علية ابيها صلى الله عليه واله وسلم في غدير خم .

5- نجحت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في كشف انحراف الامة التي انقلبت على اعقابها بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وفضح أخطر حركة تآمريه على الامة الاسلامية والدين المحمدي الاصيل ،والمتمثلة ببيعة السقيفة مع بيان تبعياتها متلاحقة على ال بيت عليهم السلام والى يومنا هذا

6- ان دفاع السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عن الامامة باعتبارها فرض إلهي لا يختلف عن سائر الواجبات والفروض، فرأـت من الواجب العمل على توضيح حقيقة الامامة في النص القرآني والحديث النبوي ، اذ كانت عليها السلام تسعى من مواجهة انحراف الامة الى تحقيق ثلاثة اهداف :الأوّل الدفاع عن الإمامة، والثاني الذود عن حياض الإسلام ، والثالث الحرص على دين الناس والشفقة عليهم، فلقد كانت من الشفقة عليهم إلى درجة السعي لاغتنام أيّ فرصة من أجل هدايتهم.

الهوامش


[1] – القرآن الكريم ، سورة الاسراء ، الآية 71-72.

[2] – مرتضى العسكري ، ولاية الامام علي (ع) في الكتاب والسنة ، المجمع العالمي لأهل البيت (ع) ، مطبعة ليلى ، قم ، 2003، ص 28-29.

[3] – محمد مهدي الآصفي ، الامامة في التشريع الاسلامي تجديد في بحث الامامة ، مكتبة النجاح ، النجف ، 1963 ، ص 23.

[4]– محمد صادق الخرسان ، الغدير والمنصب محاولة لفهم المنصب واستحقاقاته عند امير المؤمنين عليه السلام حسما لإشكالية : المنصب مسؤولية ام امتياز ، الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ، قسم الشؤون الفكرية والثقافية شعبة البحوث والدراسات ، بغداد ، 2013، ص 18.

[5] -القرآن الكريم ، سورة الانبياء ، الآية 72.

[6]-ابي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الاسدي 648-726 ، كتاب الالفين الفارق بين الصدق والمين ، ج1، تحقيق المؤسسة  الاسلامية للبحوث والمعلومات ، قم ، ص 61.

[7]-القران الكريم ، سورة النساء ، الآية 59.

[8]– عادل الاديب ، الامام علي ابن ابي طالب ادوار محورية وقيادة متميزة في الاسلام ، مطبعة المغرب ، بغداد ،2013، ص26.

[9]– ابي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الاسدي 648-726 ، المصدر السابق ، ص 81.

[10] -مكارم الشيرازي ، آيات الولاية في القرآن ، تقديم ابو القاسم عليان نزادي ، مدرسة الامام علي ، قم ، 1425،ص 358-359.

[11] – المولوي الحافظ علي محمد فتح الدين الحنفي ، فلك النجاة في الامامة والصلاة ، حققه وقدمه اصغر علي محمد جعفر ، ط2، مؤسسة دار الاسلام ،(د،م) ،  1997، ص 104-105

[12]– عادل الاديب ، المصدر السابق ، ص 99-100.

[13]– رياض سحيب روضان ، علم الكلام عند صدر الدين الشيرازي (دراسة في الالهيات ) ، اطروحة دكتوراه ، قسم الفلسفة كلية الآداب ، الجامعة المستنصرية ، 2010، ص 34-35.

[14]– احمد محمود صبحي ، نظرية الامامة لدى الشيعة الاثنا عشرية (دراسة فلسفية للعقيدة )، منشورات دار النهضة العربية ، بيروت ، 1991 ، ص 223-224.

[15] – القرآن الكريم ، سورة التحريم ، الآية 4.

[16]– منير السيد عدنان الخباز ، ميثاق الامامة في اية الولاية ، تقرير احمد سلمان ، ط2 ، (د.م ) ، 2014 ، ص 104.

[17] – القرآن الكريم ، سورة الشعراء ، الآية 214.

[18] -محمد صادق الخرسان ، المصدر السابق ، ص14.

[19] – شكري ناصر المياحي ، شكري ناصر المياحي ، الامام علي دراسة في الفكر العسكري ، دار الفيحاء لطباعة والنشر والتوزيع ، مؤسسة التاريخ العربي ، بيروت ، 2013، ص 28.

[20] – منير السيد عدنان الخباز ، المصدر السابق ، ص15-16 .

[21] – القرآن الكريم ، سورة النمل ، الآية 3.

[22]– رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني الحسيني المتوفي 664ه ، اليقين في امرة امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، مؤسسة دار الكتاب ، قم ، 1950 ، ص 51 .

[23] – القرآن الكريم ، سورة المائدة ، الآية 67.

[24] –  القرآن الكريم ، سورة المائدة ، الآية 3.

[25]– حيث شهد البيعة عدد كبير من المسلمين ممن حج مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حجة الوداع وسمع خطبته التي اكدت بما لا يقبل الشك بإمامة الامام علي عليه السلام على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . لمزيد من التفاصيل ينظر : رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني الحسيني المتوفي 664ه ، المصدر السابق ، ص 113-125.

[26]– محمد باقر الحكيم ، الزهراء اهداف ، مواقف ، نتائج ، مؤسسة تراث الشهيد الحكيم ،مطبعة العترة الطاهرة ، النجف الاشرف ، 2006 ، ص 47.

[27] – محمد بن الفتال النبشابوري الشهيد في سنة 508ه ، روضة الواعظين ، تحقيق غلا محسين المجيدي ومجتبى الفرجي مطبعة نكارش ، منشورات دليل ما ، قم ، 1423، ص 215-217.

[28] – محمد باقر الحكيم ، المصدر السابق ، ص 63-64.

[29] – جهز الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم قبل وفاته جيشا بقيادة اسامة بن زيد لمواجهة خطر الوم على ثغور المسلمين ، وقد شكل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا الجيش من كبار الصحابة ، واهل النفاق لتخلوا المدينة بعد وفاته سوى من الامام علي ليتسنى له قيادة الامة الاسلامية دون منازع ، الا ان الكثير من الجيش بقي في المدينة على الرغم من مناداة الرسول (جهزوا جيش اسامة لعن الله من تخلف عنه ) ، الا انهم كانوا يدركون وفاة النبي ، وقد بيتوا امرا بإقصاء الامام علي عن منصبه في قيادة الامة . لمزيد من التفاصيل ينظر : جعفر السبحاني ، الحجة الغراء على شهادة الزهراء ، مؤسسة الامام الصادق ، مطبعة اعتماد ، قم ، 1422 ، ص 7-8.

[30]– عادل الاديب ، المصدر السابق ، ص105.

[31] – محمد مهدي الآصفي ، المصدر السابق ، ص 2 .

[32]– علي محمد فتح الدين الحنفي المتوفي 1371ه-1952م ، فلك النجاة في الامامة والصلاة ، حققه وقدمه اصغر علي محمد جعفر ، ط2 ، مؤسسة دار الاسلام ، لاهور، 1997، ص 29-32.

[33] – ولدت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في 20 جمادي ثانية  في السنة الخامسة للبعثة ، اقامت بمكة ثماني سنين وبالمدينة عشرة ، حظيت بمنزلة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، تزوجت من الامام علي عليه السلام ، ولها من الاولاد الامامين الحسن والحسين وزينب الكبرى وام كلثوم . لمزيد من التفاصيل ينظر : علي بن الحسين الهاشمي ، المطالب المهمة في تاريخ النبي والزهراء والائمة ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف الاشرف ، 1968، ص 14-18.

[34] – جعفر السبحاني ، المصدر السابق ، ص 16-17.

[35] – قبض الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ، بالمدينة يوم الاثنين لليلتين بقيا من شهر صفر ، أي في 28 صفر سنة11 ه ، عن عمر ثلاث وستون سنة ، ودفن بحجرته في المسجد النبوي . لمزيد من التفاصيل ينظر : محمد بن الفتال النبشابوري الشهيد في سنة 508ه ، المصدر السابق ، ص 182.

[36]-واثق الشمري ، مظلومة من الولادة حتى الشهادة ، ط2 ، دار المتقين ، بيروت ، 2010، ص 103.

[37] – في حوار دار بين بين عمر بن الخطاب وابن عباس قال فيه عمر أتدري يا ابن عباس ما منع الناس منكم ، قال لكنني ادري ما هو ، فقد كرهت قريش ان تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فتجحفوا الناس جحفا ، فنظرت لأنفسنا ، فاختارت ، وفقت واصابت. لمزيد من التفاصيل ينظر : عادل الاديب ، المصدر السابق ، ص 123 ؛ علي الاحمدي الميانجي ، ظلامة الزهراء في النصوص والاثار ، المركز الاسلامي للدراسات ، بيروت ،  2003، ص 57 -58 .

[38] – محمد باقر الحكيم ، المصدر السابق ، ص 42-43 ؛ عبد المنعم الكاظمي ، من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، ج13 ،مطبعة صوت الخليج ، الكويت ، 1976، ص 139-140.

[39] –  نزيه القميحا ، شرح خطبة الزهراء (ع) واسبابها ، ط2 ، بيروت ، 1995 ، ص 314.

[40] – حبيب بدرة ، سلوا فاطمة عليها السلام ، دار المرتضى ، بيروت ، 2007 ، ص 212.

[41] – اسماعيل الانصاري الزنجاني الخويني ، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ، المجلد 11 بعد وفاة ابيها الى وفاتها ، قم المقدسة ، 1427، ص 117-118.

[42] – ابي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المولود 213ه والمتوفي 276ه ، الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء 1-2، تحقيق علي شيري ، دار الاضواء ، بيروت ، 1990، ص 30.

[43] -جعفر السبحاني ، المصدر السابق ، ص39-40.

[44] – عبد الله البحراني الاصفهاني ، عوالم العلوم والمعارف والاحوال من الآيات والاخبار والاقوال ، ج11/2 سيدة النساء فاطمة الزهراء ومستدركاتها للسيد محمد باقر بن مرتضى الموحد الابطحي الاصفهاني ، تحقيق مؤسسة الامام المهدي عليه السلام ، ط3 ، قم ، 1416ه ، ص 555-556.

[45] – جعفر السبحاني ، المصدر السابق ، ص 53.

[46] -سليم بن قيس الهلالي ، كتاب سليم بن قيس الهلالي ، تحقيق محمد باقر الانصاري الزنجاني الخوئيني ، مطبعة الهادي ، قم ، 1420 ، ص 387 .

[47] – بعد ان جيء بالإمام علي عليه السلام الى ابو بكر للمبايعة رفض الامام علي عليه السلام مبايعته ، اذ قال له انا احق بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم وانتم اولى بالبيعة لي ، اخذتم هذا الامر من الانصار واحتججتم بالقرابة من النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وانا احتج بمثل ما احتججتم به فانا اقرب منكم الى رسول الله واحق بالخلافة . لمزيد من التفاصيل ينظر : ابي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المولود 213ه والمتوفي 276ه ، المصدر السابق ص 28-29.

[48] – عبد الله البحراني الاصفهاني ، المصدر السابق ، ص 557-558.

[49] – محمد كاظم القزويني ، الامام علي من المهد الى اللحد ، ط2 ، منشورات مؤسسة النور للمطبوعات ، بيروت ، 1993، ص 228-229.

[50] – حبيب بدرة ، المصدر السابق ، ص 212

[51] – محمد كاظم القزويني ، المصدر السابق ، ص 229.

[52]– فدك قرية في الحجاز قريبة من المدينة ، كانت ارض يهودية حتى السنة السابعة للهجرة ، حيث قذف الله الرعب في قلوب اهلها ، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليها ، فأصبحت ملك لرسول الله لأنها مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب بدليل الآية الكريمة ( وما افاء الله على رسوله منهم فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير )  ، وتؤكد اغلب المصادر الاسلامية ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم قد قدمها الى ابنته الزهراء عليها السلام ، وبقيت عندها حتى وفاته صلى الله عليه واله وسلم ، حيث انتزعها ابو بكر منها عنوة . لمزيد من التفاصيل ينظر : عبد الزهراء عثمان محمد الشهيد عز الدين سليم ، الزهراء فاطمة بنت محمد ، مكتبة العلمين العامة ، مطبعة النعمان ، النجف الاشرف ، 1969، ص 125-127.

[53] – واثق الشمري ، المصدر السابق ، ص 73.

[54] – القرآن الكريم ، سورة النمل ، الآية 16.

[55] – سليم بن قيس الهلالي ، المصدر السابق ، ص 391.

[56] – عبد الزهراء عثمان محمد الشهيد عز الدين سليم ، المصدر السابق ، ص128- 133.

[57]– حبيب بدرة ، المصدر السابق ، ص 321-327.

[58] – اسماعيل الانصاري الزنجاني الخويني ، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ، المجلد 13 غصب حقها وخطبها ، قم المقدسة ، 1427، ص 175.

[59] -حبيب بدرة ، المصدر السابق ،ص 329-330.

[60] – نزيه القميحا ، المصدر السابق ، ص 118.

[61] – محمد كاظم القزويني ، فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد ، المطبعة العلمية ، مكتبة بصيرتي ، قم ، 1414 ، ص 358.

[62] – اسماعيل الانصاري الزنجاني الخويني ، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ، المجلد 13

[63] – حبيب بدرة ، المصدر السابق ، ص 335-338.

[64] – عبد الزهراء عثمان محمد الشهيد عز الدين سليم ، المصدر السابق ، ص 137.

[65] – حبيب بدرة ، المصدر السابق ، ص 347-348.

[66] – نزيه القميحا ، المصدر السابق ، ص 205.

[67] –  حبيب بدرة ، المصدر السابق ، ص350-351.

[68] – علي بن الحسين الهاشمي ، المصدر السابق ، ص 20 -21.

[69]–  حبيب بدرة ، المصدر السابق ، ص 411.

[70] – نزيه القميحا ، المصدر السابق ، ص 311.

[71] – محمد كاظم القزويني ، فاطمة من المهد الى اللحد ، ص 436.

[72] – نزيه القميحا ، المصدر السابق ، ص312.

[73] – حبيب بدرة ، المصدر السابق ، ص 413-414.

[74] – محمد كاظم القزويني ، فاطمة من المهد الى اللحد ، ص 437-438.

[75] – عبد الزهراء عثمان محمد الشهيد عز الدين سليم ، المصدر السابق ،ص 145-146.

[76] – علي بن الحسين الهاشمي ، المصدر السابق ، ص 22.

[77] – ابي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المولود 213ه والمتوفي 276ه، المصدر السابق ، ص 30.

[78] – علي الاحمدي الميانجي ،المصدر السابق ، ص 103.

[79] – اسماعيل الانصاري الزنجاني الخويني ، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ، المجلد 13 ص48.

[80] – ابي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المولود 213ه والمتوفي 276ه ، المصدر السابق ، ص 31.

[81] – واثق الشمري ، المصدر السابق ، ص 79.

[82] – فاطمة علي الجعفر ، التجليات الفاطمية ، القدس للطباعة والنشر ، (د،م) ، (د،ت) ، ص 354.

[83]– حيث قال ابو بكر لا اسي على شيء  من الدنيا الا على ثلاث فعلتهن وودت اني تركتهن ، وثلاث تركتهن وددت اني فعلتهن ، وثلاث وددت اني سالت عنهن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فأما الثلاثة اللاتي وددت اني تركتهن ، فوددت اني لم اكشف عن بيت فاطمة عن شيء ، وان كانوا قد غلقوه على الحرب . لمزيد من التفاصيل ينظر : جعفر السبحاني ، المصدر السابق ، ص 52.

[84] – نزيه القميحا ، المصدر السابق ، ص 245-247.

[85] – محمد بن الفتال النبشابوري الشهيد في سنة 508ه ، المصدر السابق ، ص 247.

[86] – عبد الرزاق المقرم ، وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام ، مؤسسة الوفاء ، بيروت ، 1983، ص 101.

[87] – محمد بن الفتال النبشابوري الشهيد في سنة 508ه ، المصدر السابق ،ص 349.

[88] – عبد الرزاق المقرم ،المصدر السابق ، ص 105

[89] –  جعفر السبحاني ، المصدر السابق ، ص 74.

[90] -فاطمة علي الجعفر ، المصدر السابق ، ص 368.

[91] – محمد كاظم القزويني ، الامام علي من المهد الى اللحد ، ص 232.

[92]  – واثق الشمري ، المصدر السابق ، ص 73.

[93] – فوزية المرزوق ، نفحات من حياة فضة خادمة الزهراء عليها السلام ، مؤسسة الامام علي ، القطيف ، دار العلوم ، 2010 ، ص 83.

[94]– محمد كاظم القزويني ، الامام علي من المهد الى اللحد ، ص 232.

قائمة المصادر

1-القرآن الكريم .

2- ابي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المولود 213ه والمتوفي 276ه ، الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء 1-2، تحقيق علي شيري ، دار الاضواء ، بيروت ، 1990.

3- ابي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الاسدي 648-726 ، كتاب الالفين الفارق بين الصدق والمين ، ج1، تحقيق المؤسسة  الاسلامية للبحوث والمعلومات ، قم .

4- احمد محمود صبحي ، نظرية الامامة لدى الشيعة الاثنا عشرية (دراسة فلسفية للعقيدة )، منشورات دار النهضة العربية ، بيروت ، 1991.

5- اسماعيل الانصاري الزنجاني الخويني ، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ، المجلد 11 بعد وفاة ابيها الى وفاتها ، قم المقدسة ، 1427.

6- اسماعيل الانصاري الزنجاني الخويني ، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء ، المجلد 13 غصب حقها وخطبها ، قم المقدسة ، 1427.

7- المولوي الحافظ علي محمد فتح الدين الحنفي ، فلك النجاة في الامامة والصلاة ، حققه وقدمه اصغر علي محمد جعفر ، ط2، مؤسسة دار الاسلام ،(د،م) ،  1997

8- جعفر السبحاني ، الحجة الغراء على شهادة الزهراء ، مؤسسة الامام الصادق ، مطبعة اعتماد ، قم ، 1422.

9-حبيب بدرة ، سلوا فاطمة عليها السلام ، دار المرتضى ، بيروت ، 2007.9

10-رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني الحسيني المتوفي 664ه ، اليقين في امرة امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، مؤسسة دار الكتاب ، قم ، 1950.

11-رياض سحيب روضان ، علم الكلام عند صدر الدين الشيرازي (دراسة في الالهيات ) ، اطروحة دكتوراه ، قسم الفلسفة كلية الآداب ، الجامعة المستنصرية ، 2010.

12-سليم بن قيس الهلالي ، كتاب سليم بن قيس الهلالي ، تحقيق محمد باقر الانصاري الزنجاني الخوئيني ، مطبعة الهادي ، قم ، 1420.

13-شكري ناصر المياحي ، الامام علي دراسة في الفكر العسكري ، دار الفيحاء لطباعة والنشر والتوزيع ، مؤسسة التاريخ العربي ، بيروت ، 2013

14-عادل الاديب ، الامام علي ابن ابي طالب ادوار محورية وقيادة متميزة في الاسلام ، مطبعة المغرب ، بغداد ،2013.

15-عبد الله البحراني الاصفهاني ، عوالم العلوم والمعارف والاحوال من الآيات والاخبار والاقوال ، ج11/2 سيدة النساء فاطمة الزهراء ومستدركاتها للسيد محمد باقر بن مرتضى الموحد الابطحي الاصفهاني ، تحقيق مؤسسة الامام المهدي عليه السلام ، ط3 ، قم ، 1416ه.

16-عبد الرزاق المقرم ، وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام ، مؤسسة الوفاء ، بيروت ، 1983.

17-عبد الزهراء عثمان محمد الشهيد عز الدين سليم ، الزهراء فاطمة بنت محمد ، مكتبة العلمين العامة ، مطبعة النعمان ، النجف الاشرف ، 1969.

18-عبد المنعم الكاظمي ، من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، ج13 ،مطبعة صوت الخليج ، الكؤيت ، 1976.

19-علي الاحمدي الميانجي ، ظلامة الزهراء في النصوص والاثار ، المركز الاسلامي للدراسات ، بيروت ،  2003.

20-علي بن الحسين الهاشمي ، المطالب المهمة في تاريخ النبي والزهراء والائمة ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف الاشرف ، 1968.

21-علي محمد فتح الدين الحنفي المتوفي 1371ه-1952م ، فلك النجاة في الامامة والصلاة ، حققه وقدمه اصغر علي محمد جعفر ، ط2 ، مؤسسة دار الاسلام ، لاهور، 1997.

22-فاطمة علي الجعفر ، التجليات الفاطمية ، القدس للطباعة والنشر ، (د،م) ، (د،ت).

23-فوزية المرزوق ، نفحات من حياة فضة خادمة الزهراء عليها السلام ، مؤسسة الامام علي ، القطيف ، دار العلوم ، 2010

24-مرتضى العسكري ، ولاية الامام علي (ع) في الكتاب والسنة ، المجمع العالمي لاهل البيت (ع) ، مطبعة ليلى ، قم ، 2003.

25-محمد باقر الحكيم ، الزهراء اهداف ، مواقف ، نتائج ، مؤسسة تراث الشهيد الحكيم ،مطبعة العترة الطاهرة ، النجف الاشرف ، 2006.

26-محمد بن الفتال النبشابوري الشهيد في سنة 508ه ، روضة الواعظين ، تحقيق غلا محسين المجيدي ومجتبى الفرجي مطبعة نكارش ، منشورات دليل ما ، قم ، 1423.

27-محمد صادق الخرسان ، الغدير والمنصب محاولة لفهم المنصب واستحقاقاته عند امير المؤمنين عليه السلام حسما لإشكالية : المنصب مسؤولية ام امتياز ، الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ، قسم الشؤون الفكرية والثقافية شعبة البحوث والدراسات ، بغداد ، 2013.

28-محمد كاظم القزويني ، الامام علي من المهد الى اللحد ، ط2 ، منشورات مؤسسة النور للمطبوعات ، بيروت ، 1993.

29-محمد كاظم القزويني ، فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد ، المطبعة العلمية ، مكتبة بصيرتي ، قم ، 1414.

30-محمد مهدي الآصفي ، الامامة في التشريع الاسلامي تجديد في بحث الامامة ، مكتبة النجاح ، النجف ، 1963.

31- مكارم الشيرازي ، آيات الولاية في القرآن ، تقديم ابو القاسم عليان نزادي ، مدرسة الامام علي ، قم ، 1425،ص 358-359.

32-منير السيد عدنان الخباز ، ميثاق الامامة في اية الولاية ، تقرير احمد سلمان ، ط2 ، (د.م ) ، 2014.

33-نزيه القميحا ، شرح خطبة الزهراء (ع) واسبابها ، ط2 ، بيروت ، 1995.

34- واثق الشمري ، مظلومة من الولادة حتى الشهادة ، ط2 ، دار المتقين ، بيروت ، 2010.