مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
بقلم الاستاذ أحمد الموسوي( الزهراء (ع) بضعة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم
+ = -

    بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم الاستاذ احمد الموسوي

بودي ان اتناول في هذه المقالة الموجزة عن الصديقة الطاهرة بضعة الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حديث نبوي موضوع عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم ) ويهدف هذا الحديث المساس والنيل من مكانة مولاتنا البتول (عليها لسلام ) عند الله جل جلاله وعند النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واعتقد أن واضعي هذا الحديث قد حاولوا تشويه سمعة السيدة الزهراء (عليها السلام) لاغراض معدة سلفاً .

وهذا الحديث ينسب للنبي (صلى الله عليه واله وسلم ) أنه قال: إنما أهلك الذين من قبلكم انهم  كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . وحول هذا الحديث أريد الإشارة إلى أن منهج مادة التربية الأسلامية للصفق الخامس الاعدادي قد تضمن هذا الحديث الموضوع بالتدريس في مدارس وزارة التربية منذ سنوات عديده ولازال يدرس حتى وقتنا الحالي .

على اي حال فنحن كثيراً ما نسمع عن هذا الحديث وقول من شرحه انه يدل على مدى حرص الرسول (صلى الله عليه واله) على تحقيق العدالة في كل شيء ، وبالنسبة لمضمون الحادثة التي ورد الحديث حولها فقد ذكرها مسلم في صحيحه وعند ابن حنبل في مسنده ،أن امراءة من بني مخزوم من قريش سرقت أو جحدت متاعاً ، فأمر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بقطع يدها ، ففزع القريشيون من ذلك وطلبوا من اسامة بن زيد الذي تسميه بعض المصادر بأسم حب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) التوسط عند الرسول (ص) بهدف اسقاط الحد عنها ، وعندها غضب النبي (صلى الله عليه واله ) وقال هذا الحديث . وتشير رواية الحادثة إلى ان القريشيين قالوا: ليس يجرؤ على ان يكلم النبي (صلى الله عليه وسلم) في أمرها إلأا اسامة بن زيد . فكيف علموا بذلك وما مدى صحة حرئة أسامه عند الرسول (صلى الله عليه وسلم) التي تصل إلى حد الشفاعة في حد من حدود الله (جل جلاله) ونحن نعرف أن هناك شخصاً اخر غير أسامة كان اكثر جرئة على الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) إلا وهو عمر بن الخطاب ، فلماذا لم يطلب بنو مخزوم من عمر التوسط في هذه المسالة . وبالعودة إلى الرواية هناك جملة ملاحظات يطرحها أحد الباحثين منها :

1ـ الاختلاف في أسم المراة من هي ؟ وهل سرقت او جحدت متاعاً ؟ ومالذي سرقته أو جحدته ؟وممن سرقت ؟ وما هو تاريخ وقوع هذه الحادثة ؟ ولماذا يستشفع أسامة بن زيد ؟ وما علاقته بالمراة وقومها ؟ وهل سنه اقل من 18 عاماً يؤهله لذلك ؟ ثم انه لا وجود لهذه المراة إلا في هذه الرواية!.

2ـ لماذا أقحم أسم السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في هذه الحادثة ؟ هل عمداً للتدليل على ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يرى ان ابنته يمكن ان تسرق ؟! وبالتالي يجوز ان تقطع يدها فهل هذا تاييداً لقول عمر بن الخطاب للسيدة فاطمة (عليها السلام) يوم ان صادرت السلطة منها فدك وغيرها وطولبت بالشهود ، فاستنكرت وقالت لهم لو شهد ضدي أحد بشيء ما هل تقبلوا شهادته ؟ فقال عمر : نعم ونقيم عليك الحد ! فهل يا ترى نسجت وحبكت هذه الرواية على لسان النبي (صلى الله عليه واله) تأييداً لقول عمر ، ومن خلال مراجعة أسانيد تلك الروايه نجد فيهم المنحرفين والمعاديين للامام علي (عليه السلام) مثل عروة بن الزبير وابن شهاب الزهري وغيرهما.

3ـ ومما يلفت الانتباه أن بعض ناقلي هذه الروايات كالبخاري ومسلم قد ذكروا هذه الحادثة في كتبهم دون الاشارة إلى كلمة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) الاخيرة بقوله : لو ان فاطمة . فما معنى ذلك ؟ وهل زيد على الرواية بهدف الاساءة للسيدة الزهراء (عليها السلام) .

4ـ وحتى لو تنزلنا وسلمنا بصحة هذه الراوية ، إذ لا يستبعد وقوع هكذا حادثة لاحداهن ، فما معنى قول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) : لو كانت فاطمة أبنة محمد لقطعت يدها فهل حصل خطأ أدى إلى تشابه الاسمين ؟!! أي إن يكون قصد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أن هذه التي سرقت أو جحدت متاعاً (فاطمية المخزومية ) حتى لو كانت أبنته لما عفا عنها ، فيصبح الحديث مقبولاً بقول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) : لو كانت فاطمة المخزومية أبنة محمد لقطعت يدها .

5 ـ ومما يجدر الإشارة إليه أن هذا الحديث لم يرد ذكره في مصادر الإمامية القديمة , فما معنى ذلك ؟!

وفي الختام أريد أن أقول إن ملاحظات الباحث حول الحديث دقيقة وجيدة وهي كافية لرد هذا هذا الحديث , بأستثناء أشارته إلى عمر أسامة بن زيد (أقل من 18 عاماً) , فكيف علم بعمر أسامة إذا كن تاريخ وقوع الحادثة مجهولاً ؟ و هل هذا التحديد يساعد على معرفة تاريخ هذه الحادثة ؟.