بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الاستاذ أحمد الموسوي
في هذه المقالة المختصرة عن سيدتنا الزهراء (عليها السلام) أريد التحدث عن موضوع أبناء السيدة الزهراء (ع) الثلاثة الحسن والحسين والمحسن (عليهما السلام) واتناول هنا تحديداً موضوع تسمية أبناء البضعة الطاهرة (ع) ولكي أكون أكثر دقة وتوضيحاً أريد دراسة رواية تاريخية تتضمن أن امير المؤمنين (عليه السلام) كان يريد ان يسمي الحسن (عليه السلام) حرب ، ولكن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) قال له: بل هو حسن ، وعندما ولد الحسين (عليه السلام) سماه حرباًولكن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال : بل هو حسين ، وتكرر نفس الحال بعد ولادة الولد الثالث (كما تشير الرواية ) وعندها قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : أني سميت أولادي هؤلاء باسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر .
بداية ينبغي التنويه إلى ورود هذه الراوية عند مصادر علماء السنة والجماعة القديمة منها والحديثة، مثل مسند أبن حنبل وصحيح البخاري وسنن البيهقي وغيرها الكثير ، أضافة إلى شمولها في ورودها عند مؤلفات علماء السنة المختصة بالحديث النبوي وكتب التاريخ وكتب التراجم والطبقات وغيرها الكثير.
ومن جانب أخر ذكرت بعض مصادر الإمامية هذه الرواية دون تعليق تاركة لقارئها معرفة كيفية الرد عليها . وعن هذه الرواية قيل الكثير عنها من قبل من أيدها وتلقاها بالقبول واضافها إلى حساباته الدفاعية عن الخلفاء في أطار قضية المحسن (عليه السلام) ، وهناك من رفضها ورد عليها جملة وتفصيلاً ، وهي امام النقد الموضوعي البناء الذي ذكره بعض الباحثين في مؤلفاتهم.
ومن جانبنا سنر على هذه الرواية رغم ورودها عند معظم علماء السنة والجماعة ، مستعينين بما رد عليها علماء ومحققي الشيعة الإمامية المحدثيين كالآتي :
1ـ هل فعلاً ان الإمام علي (عليه السلام) شخص يحب الحرب وأراقة الدماء حتى يريد أن يسمي اولاد بحرب وان يكنى بابي حرب ؟ وهذا الموضوع بعيد عن صفات واخلاق امير المؤمنين (ع) الذي كان شجاعاً فعلاً ، ولكنه لم يكن يبادر للقتال في حروبه إلا بعد أستنفاذ جميع ما يطرحه أمام خصومه من طلبات الصلح والانسحاب وعدم أشعال نار الحرب المؤدية إلى سفك الدماء، وهذا الامر معروف عند اكثر المختصين ومن يطالع سيرة امير المؤمنين (عليه السلام).
2ـ أن المعروف عن إلامام علي (ع) في حياة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وبعد وفاته ، انه كان من أشد الناس حرصاً على اتباع وتنفيذ أقوال وافعال وسنن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فكيف يسبقه أذن في هذا الأمر إلأوهو تسمية أبنائه الكرام.
3ـ لو تنزلنا جدلاً وقبلنا الرواية ، فان موقف النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واضح ومعروف ، فكيف يريد الإمام علي (عليه السلام) تسمية ولديه الأخرين بحرب ايضاً !، الا تكفي اشارة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) الاولى حول اسم الحسن (عليه السلام) لترك التسميه ؟ أن هاجس الحرب والقتال لايزال يراود امير المؤمنين (عليه السلام) !!!، ولو كان الامر كذلك لماذا لم يسمي الإمام علي (عليه السلام) أي من اولاده اللاحقين (على كثرتهم ) باسم حرب ؟
4ـ والموضوع الاخر الذي يثير الاستغراب ، هو موضوع ولادة المحسن (عليه السلام) الذي تذكره الرواية ، وتريد ان تقول : أن المحسن ابن الإمام علي (عليه السلام) قد ولد ومات في حياة جده الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) . ولكن المعروف أن المحسن السبط الثالث هو مولود سقط ن بعد هجوم القوم على بيت الزهراء (عليها السلام) وعصرها بين الحائط والباب مما ادى إلى أسقاط المحسن (ع) وموته من جراء هذا الفعل الجبان ، وبناءاً على هذه الرواية سوف لا تصح عندهم مسالة الهجوم على البيت النبوي برمته ن وهو ما يفسر سبب ورودها عند أكثر اهل السنة والجماعة .
5ـ والامر الاخر المثير للاستغراب , أن الرواية لا توضح لنا رأي السيدة فاطمة (عليها السلام) بتسمية ابنائها ؟بل تظهر الرواية بمظهر الموافقة لرأي زوجها (عليه السلام) ! وهو امر لا نقبله مطلقاً من افضل البرية عندالله (جل جلاله)
6ـ أن المتامل لاسانيد هذه الرواية يجد فيها ورود أسم أبي إسحاق السبيعي الهمداني المعروف بمعادته وانحرافه عن الإمام علي (ع) .
7ـ وفي الختام أود القول ان هذه الرواية وضعت للنيل من طبيعة العلاقة المقدسة بين أفراد البيت النبوي (عليهم السلام) من قبل وضاعي الحديث والروايات لاهداف سياسية معروفه .