مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
فدك بسند صحيح في تفسير القمي/موقع وعدالله
+ = -

فدك بسند صحيح في تفسير القمي

15، 14، 1 – فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى وَ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ اسْتَقَامَ لَهُ الْأَمْرُ عَلَى جَمِيعِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ بَعَثَ إِلَى فَدَكَ فَأَخْرَجَ وَكِيلَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْهَا- فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ ع إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ يَا أَبَا بَكْرٍ مَنَعْتَنِي عَنْ مِيرَاثِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَخْرَجْتَ وَكِيلِي مِنْ فَدَكَ فَقَدْ جَعَلَهَا لِي رَسُولُ اللَّهِ ص بِأَمْرِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهَا هَاتِي عَلَى ذَلِكَ شُهُوداً- فَجَاءَتْ بِأُمِّ أَيْمَنَ فَقَالَتْ لَا أَشْهَدُ- حَتَّى أَحْتَجَّ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَيْكَ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَتْ أَنْشُدُكَ اللَّهَ، أَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ بَلَى، قَالَتْ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله  «فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ» فَجَعَلَ فَدَكَ لِفَاطِمَةَ بِأَمْرِ اللَّهِ- وَ جَاءَ عَلِيٌّ ع فَشَهِدَ بِمِثْلِ ذَلِكَ- فَكَتَبَ لَهَا كِتَاباً بِفَدَكَ وَ دَفَعَهُ إِلَيْهَا- فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ مَا هَذَا الْكِتَابُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ فَاطِمَةَ ادَّعَتْ فِي فَدَكَ وَ شَهِدَتْ لَهَا أُمُّ أَيْمَنَ وَ عَلِيٌّ فَكَتَبْتُ لَهَا بِفَدَكَ، فَأَخَذَ عُمَرُ الْكِتَابَ مِنْ فَاطِمَةَ فَمَزَّقَهُ  وَ قَالَ هَذَا فَيْ ءُ الْمُسْلِمِينَ وَ قَالَ أَوْسُ بْنُ الْحَدَثَانِ وَ عَائِشَةُ وَ حَفْصَةُ يَشْهَدُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ- فَإِنَّ عَلِيّاً زَوْجُهَا يَجُرُّ إِلَى نَفْسِهِ- وَ أُمَّ أَيْمَنَ فَهِيَ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ- لَوْ كَانَ مَعَهَا غَيْرُهَا لَنَظَرْنَا فِيهِ- فَخَرَجَتْ فَاطِمَةُ ع مِنْ عِنْدِهِمَا بَاكِيَةً حَزِينَةً- فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ هَذَا- جَاءَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَ حَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ، فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لِمَ مَنَعْتَ فَاطِمَةَ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَدْ مَلَكَتْهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا فَيْ ءُ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ أَقَامَتْ شُهُوداً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَعَلَهُ لَهَا- وَ إِلَّا فَلَا حَقَّ لَهَا فِيهِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَا أَبَا بَكْرٍ تَحْكُمُ فِينَا بِخِلَافِ حُكْمِ اللَّهِ فِي الْمُسْلِمِينَ قَالَ لَا- قَالَ فَإِنْ كَانَ فِي يَدِ الْمُسْلِمِينَ شَيْ ءٌ يَمْلِكُونَهُ- ادَّعَيْتُ أَنَا فِيهِ مَنْ تَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ قَالَ: إِيَّاكَ كُنْتُ أَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا تَدَّعِيهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ قَالَ فَإِذَا كَانَ فِي يَدِي شَيْ ءٌ وَ ادَّعَى فِيهِ الْمُسْلِمُونَ فَتَسْأَلُنِي الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا فِي يَدِي! وَ قَدْ مَلَكْتُهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ بَعْدَهُ وَ لَمْ تَسْأَلِ الْمُسْلِمِينَ الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا ادَّعَوْا عَلَيَّ شُهُوداً- كَمَا سَأَلْتَنِي عَلَى مَا ادَّعَيْتُ عَلَيْهِمْ! فَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ يَا عَلِيُّ دَعْنَا مِنْ كَلَامِكَ- فَإِنَّا لَا نَقْوَى عَلَى حُجَجِكَ- فَإِنْ أَتَيْتَ بِشُهُودٍ عُدُولٍ وَ إِلَّا فَهُوَ فَيْ ءُ الْمُسْلِمِينَ لَا حَقَّ لَكَ وَ لَا لِفَاطِمَةَ فِيهِ. فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا أَبَا بَكْرٍ تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ- قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فِيمَنْ نَزَلَتْ أَ فِينَا أَمْ فِي غَيْرِنَا قَالَ بَلْ فِيكُمْ- قَالَ فَلَوْ أَنَّ شَاهِدَيْنِ شَهِدَا عَلَى فَاطِمَةَ بِفَاحِشَةٍ- مَا كُنْتَ صَانِعاً قَالَ كُنْتُ أُقِيمُ عَلَيْهَا الْحَدَّ- كَمَا أُقِيمُ عَلَى سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ كُنْتَ إِذاً عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَافِرِينَ، قَالَ: وَ لِمَ قَالَ: لِأَنَّكَ رَدَدْتَ شَهَادَةَ اللَّهِ لَهَا بِالطَّهَارَةِ- وَ قَبِلْتَ شَهَادَةَ النَّاسِ عَلَيْهَا- كَمَا رَدَدْتَ حُكْمَ اللَّهِ وَ حُكْمَ رَسُولِهِ أَنْ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَهَا فَدَكَ وَ قَبَضَتْهُ فِي حَيَاتِهِ- ثُمَّ قَبِلْتَ شَهَادَةَ أَعْرَابِيٍّ بَائِلٍ عَلَى عَقِبِهِ عَلَيْهَا- فَأَخَذْتَ مِنْهَا فَدَكَ وَ زَعَمْتَ أَنَّهُ فَيْ ءُ الْمُسْلِمِينَ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى- وَ الْيَمِينُ عَلَى مَنِ ادُّعِيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَمْدَمَ النَّاسُ  وَ بَكَى بَعْضُهُمْ فَقَالُوا صَدَقَ وَ اللَّهِ عَلِيٌّ وَ رَجَعَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى مَنْزِلِهِ. قَالَ: وَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَ طَافَتْ بِقَبْرِ أَبِيهَا عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ هِيَ تَبْكِي وَ تَقُولُ: إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا وَ اخْتَلَّ قَوْمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ  لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَكْثُرِ الْخُطَبُ قَدْ كَانَ جِبْرِيلُ بِالْآيَاتِ يُؤْنِسُنَا فَغَابَ عَنَّا وَ كُلُّ الْخَيْرِ مُحْتَجَبٌ وَ كُنْتَ بَدْراً وَ نُوراً يُسْتَضَاءُ بِهِ عَلَيْكَ تَنْزِلُ مِنْ ذِي الْعِزَّةِ الْكُتُبُ فَقَمَّصَتْنَا  رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا إِذْ غِبْتَ عَنَّا فَنَحْنُ الْيَوْمَ نُغْتَصَبُ فَكُلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبٌ وَ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَيْنَ  يَقْتَرِبُ أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا فَحْوَى  صُدُورِهِمُ لَمَّا مَضَيْتَ وَ حَالَتْ دُونَكَ الْكُثُبُ فَقَدْ رُزِينَا بِمَا لَمْ يرزأه [يُزْرَهُ] أَحَدٌ مِنَ الْبَرِيَّةِ لَا عَجَمٌ وَ لَا عَرَبٌ وَ قَدْ رُزِينَا بِهِ مَحْضاً خَلِيقَتُهُ صَافِي الضَّرَائِبِ وَ الْأَعْرَاقِ وَ النَّسَبِ فَأَنْتَ خَيْرُ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ وَ أَصْدَقُ النَّاسِ حِينَ الصِّدْقِ وَ الْكَذِبِ فَسَوْفَ نَبْكِيكَ مَا عِشْنَا وَ مَا بَقِيَتْ مِنَّا الْعُيُونُ بِهَمَّالٍ  لَهَا سَكْبٌ سَيَعْلَمُ الْمُتَوَلِّي ظُلْمَ خَامَتِنَا  يَوْمَ الْقِيَامَةِ إنى [عَنَّا] كَيْفَ يَنْقَلِبُ  قَالَ: فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مَنْزِلِهِ- وَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَدَعَاهُ ثُمَّ قَالَ: أَ مَا رَأَيْتَ مَجْلِسَ عَلِيٍّ مِنَّا الْيَوْمَ، وَ اللَّهِ لَإِنْ قَعَدَ مَقْعَداً مِثْلَهُ لَيُفْسِدَنَّ أَمْرَنَا فَمَا الرَّأْيُ قَالَ عُمَرُ الرَّأْيُ أَنْ تَأْمُرَ بِقَتْلِهِ، قَالَ فَمَنْ يَقْتُلُهُ- قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَبَعَثَا إِلَى خَالِدٍ فَأَتَاهُمَا فَقَالا نُرِيدُ أَنْ نَحْمِلَكَ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، قَالَ حَمِّلَانِي مَا شِئْتُمَا وَ لَوْ قَتْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالا فَهُوَ ذَاكَ، فَقَالَ خَالِدٌ مَتَى أَقْتُلُهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا حَضَرَ الْمَسْجِدَ فَقُمْ بِجَنْبِهِ فِي الصَّلَاةِ- فَإِذَا أَنَا سَلَّمْتُ فَقُمْ إِلَيْهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ نَعَمْ- فَسَمِعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ ذَلِكَ وَ كَانَتْ تَحْتَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا اذْهَبِي إِلَى مَنْزِلِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ فَأَقْرِئِيهِمَا السَّلَامَ- وَ قُولِي لِعَلِيٍّ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ- فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَجَاءَتِ الْجَارِيَةُ إِلَيْهِمَا فَقَالَتْ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ تَقْرَأُ عَلَيْكُمَا السَّلَامَ- وَ تَقُولُ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ- فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قُولِي لَهَا إِنَّ اللَّهَ يحيل [يَحُولُ] بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَا يُرِيدُونَ ثُمَّ قَامَ وَ تَهَيَّأَ لِلصَّلَاةِ وَ حَضَرَ الْمَسْجِدَ وَ وَقَفَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَ صَلَّى لِنَفْسِهِ وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى جَنْبِهِ وَ مَعَهُ السَّيْفُ- فَلَمَّا جَلَسَ أَبُو بَكْرٍ فِي التَّشَهُّدِ نَدِمَ عَلَى مَا قَالَ- وَ خَافَ الْفِتْنَةَ وَ شِدَّةَ عَلِيٍّ وَ بَأْسَهُ- فَلَمْ يَزَلْ مُتَفَكِّراً لَا يَجْسُرُ أَنْ يُسَلِّمَ- حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ سَهَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَالِدٍ فَقَالَ يَا خَالِدُ لَا تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ- السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا خَالِدُ مَا الَّذِي أَمَرَكَ بِهِ قَالَ أَمَرَنِي بِضَرْبِ عُنُقِكَ، قَالَ وَ كُنْتَ تَفْعَلُ قَالَ إِي وَ اللَّهِ- لَوْ لَا أَنَّهُ قَالَ لِي لَا تَفْعَلْ لَقَتَلْتُكَ بَعْدَ التَّسْلِيمِ، قَالَ فَأَخَذَهُ (عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ يَقْتُلُهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ النَّاسُ يَا أَبَا الْحَسَنِ اللَّهَ اللَّهَ بِحَقِّ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ فَخَلَّى عَنْهُ، قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَى عُمَرَ وَ أَخَذَ بِتَلَابِيبِهِ وَ قَالَ يَا ابْنَ الصُّهَاكِ لَوْ لَا عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَعَلِمْتَ أَيُّنَا أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ.


البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (المتوفى279هـ)، أنساب الأشراف، ج1، ص 79،

الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ مَوْلَى خُزَاعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ : دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حِينَ بُويِعَ. فَقَالَتْ: إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ وَ رَبَاحًا يَشْهَدَانِ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آله أَعْطَانِي فَدَكَ . فَقَالَ : وَ اللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَبِيكِ ، لَوَدِدْتُ أَنَّ الْقِيَامَةَ قَامَتْ يَوْمَ مَاتَ، وَ لَأَنْ تَفْتَقِرَ عَائِشَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَفْتَقِرِي، أَفَتَرَيْنِي أُعْطِي الأَسْوَدَ وَ الأَحْمَرَ حُقُوقَهُمْ وَ أَظْلِمُكِ وَ أَنْتِ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ إِنَّمَا كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَحَمَّلَ مِنْهُ أَبُوكِ الرَّاجِلَ وَيُنْفِقُهُ فِي السَّبِيلِ، فَأَنَا إِلَيْهِ بِمَا وَلِيَهُ أَبُوكِ، قَالَتْ: وَ اللَّهِ لا أُكَلِّمُكَ قَالَ: وَ اللَّهِ لا أَهْجُرُكِ. قَالَتْ: وَ اللَّهِ لأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَيْكَ. قَالَ: لأَدْعُوَنَّ اللَّهَ لَكِ.


وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
المؤلف: علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي، نور الدين أبو الحسن السمهودي (المتوفى: 911هـ)

قلت: ورواية الصحيح السابقة عن عائشة ترد ما ذكره من دفع عمر فدك لعلي وعباس واختصامهما فيها؛ لقول عائشة رضي الله تعالى عنها: وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وكذلك ما ذكره من أن عمر بن عبد العزيز رد فدك إلى ولد فاطمة موافق لما نقله هو عن ياقوت من أن عمر بن عبد العزيز لما ولي خطب الناس، وقص قصة فدك وخلوصها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنفاقه منها ووضع الفضل في أبناء السبيل، وأن أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا رضوان الله عليهم فعلوا كفعله، فلما ولي معاوية أقطعها مروان بن الحكم، وأن مروان وهبها لعبد العزيز وعبد الملك ابنيه، قال: ثم صارت لي وللوليد وسليمان، وأنه لما ولي الوليد سألته فوهبها لي وسألت سليمان حصّته فوهبها لي، فاستجمعتها، وأنه ما كان لي مال أحبّ إليّ منها، وإني أشهدكم أني رددتها على ما كانت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم والأربعة بعده، فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناء السبيل.
قلت: وقيل إن الذي أقطع فدك لمروان عثمان رضي الله تعالى عنه، قال الحافظ ابن حجر: إنما أقطع عثمان فدك لمروان؛ لأنه تأول أن الذي يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون للخليفة بعده، فاستغنى عثمان عنها بأمواله، فوصل بها بعض قرابته.
وأما ما ذكره المجد من أن فاطمة رضي الله تعالى عنها ادّعت نحل فدك فروى ابن شبة ما يشهد له عن النمير بن حسان قال: قلت لزيد بن علي وأنا أريد أن أهجّن أمر أبي بكر:
إن أبا بكر انتزع من فاطمة رضي الله تعالى عنها فدك فقال: إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه كان رجلا رحيما، وكان يكره أن يغير شيئا تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتته فاطمة رضي الله تعالى عنها فقالت: إن رسول الله أعطاني فدك، فقال لها: هل لك على هذا بينة؟ فجاءت