ياباب فاطمة
الشيخ حسين أحمد كريمو
يا باب فاطمة..
يا باب رحمة السماء..
يا باب نور الأنبياء والأولياء..
يا باب فاطمة الزهراء..
لقد صرت مقياساً وأهلك نبراساً بهم يستضاء..
وقف الزمان عليك منذ أن وقف الرسول الأعظم عليك ووقف وراءه جميع الأملاك والأفلاك لأنه الإمام لهم..
ووقف التاريخ عندك أيها الباب فكتب أحداثه بالدم الطاهر الزكي الذي أهرقه الأشقياء من سيدة النساء التي كانت خلفك..
وقفت الأمة المرحومة بأهلك وصارت فريقين لا ثالث لهما..
– من يقف خلف الباب من الأولياء..
– من يقف أمام الباب من الأشقياء..
هناك وقف الزمان وكتب بالدم أحداثه المأساوية شهدت الأُمة ومن ورائها العالم أول إرهاب منظّم تقوده الجاهلية القرشية على بابك العالي وحجابك الغالي لأنهم كانوا أجبن من أن ينظروا إلى بابك في حياته الشريفة..
عرفوا حيث أخبرهم أحبار اليهود ورهبان النصارى ببعض ما في كتبهم عن هذا الدين العظيم وأهله الأولياء..
وإنّهم لا يقاومون ومنتصرون لا محالة ولكن ممكن التآمر عليهم بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله عنهم..
كما أنّهم يعلمون أنّ وراء الباب قالع باب خيبر وقاتل رجال زريق وحبتر ولكن الوصية الإلهية والنبوية تقيده وتغل يديه من الخروج إليهم ليلحقهم بآبائهم وأجدادهم الجاهليين في نار الجحيم..
فهم جاؤوا بحطبهم ونارهم وكل أحقادهم ليحرقوا البيت على من فيه وليس ليحرقوا الباب فقط..
ولكن أنت أيّها الباب كنت الفاصل ما بين الفاضل والقاتل وعادت على أعتابك قصة هابيل وقابيل..
ولا عجب لأنّ وراءك وارث هابيل وأمامك وارث قابيل والجريمة هي الجريمة الإرهاب والإرعاب والقتل المتعمد من المجرم الظالم..
فماذا أقول يا باب البتول؟ وأنت باب الرسول حيث قال لهم: (بابها بابي وحجابها حجابي.. وهي بضعة مني بل هي روحي التي بين جنبي.. وهي أُم أبيها..).
يا باب السماء أنت يا باب فاطمة الزهراء عليها السلام..
يا باب الخير والعز والفضل أنت يا بابها..
يا حجاب الله ورسوله ودينه أنت يا حجابها..
الله أكبر أيّ جريمة عليك ارتكبت وأيّ دم على أعتابك سفك أيها الباب..
وقفنا على بابك كما وقف الزمان عليك لنرد عنه الأعداء وندحر عنك الطلقاء جهدنا وطاقتنا سيدتي.. ونحن مقرون بالتقصير بحقك لأنّك صرت محنة الخلق بعد حوادث الباب المفجعة..
وأخبرك مولاتي ما زال فينا أبو لهب يقف مع أبي جهل وأبي سفيان ليحارب أباك رسول الله صلى الله عليه وآله..
وما زال لدينا أبناء صهاك وليلى وهند وميسون ومرجانة وأزلامهم يبحثون عن أبنائك ليجتثوا آثارك من هذه الحياة..
وما زال الإرهاب الجاهلي يلاحقنا سيدتي لا لجريمة ارتكبناها ولا لذنب اقترفناه بل لحق عشقناه وإمام اتبعناه بأمر من الله وأبيك رسول الله وكنت أنتِ قدوتنا وهم أسوتنا في ذلك..
فجريمتنا التي لا تغتفر عند هؤلاء الأشقياء من أحفاد الفراعنة والطلقاء أنّنا لكم تبع وشيعة وأنتم لنا أولياء..
نعم.. هذا ذنبنا ولن نتوب عنه سيدتي.. بل مصرون عليه أبد الدهر فنحن لكم شيعة وموالون.. ولك يا سيدتي من المحبين ما دام فينا عرق ينبض أو نفس يصعد وينزل وإن جرت علينا مآسيها كلها وجنى علينا الإرهاب والإرعاب كله فلن نحيد عن ولايتكم ومحبتكم ولن نبرح عن بابكم..
اللهم بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ثبتنا على ولايتها ومحبتها وعجل بفرج حفيدها وطالب ثأرها الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف مهدي الأُمة وهادي الأُمم واجعلنا من أشياعه وأتباعه ومقوية سلطانه..