الدور الاجتماعي لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)
د. عهود سامي هاشم
كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات
المقدمة
يهدف البحث الحال لتعرف الدور الاجتماعي لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام)، ولتحقيق مرمى البحث اتبعت الباحثة المنهج الوصفي الاستقرائي باستقراء احاديث رسول الله (صلى الله عليه واله) وروايات ال البيت(عليهم السلام) بحق الزهراء البتول (عليها السلام).
وقد جاء البحث بثلاثة مباحث كرس الاول منها لتعرف حياة الزهراء(عليها السلام) اسمها ونشاتها ، وولادتها ومكانتها عند رسول الله (صلى الله عليه واله)، وبينا في هذا المبحث ان الزهراء(عليها السلام) هي القدوة للنساء في مجتمع اليوم ، في حين جاء المبحث الثاني لبيان الدور الاجتماعي للزهراء (عليها السلام) داخل البيت وخارجه ، وقد كرس المبحث الثالث لنتائج البحث ومقترحاته.
وقد توصل البحث الى نتائج عدة كان من ابرزها :
في نهاية البحث توصي الباحثة بمجموعة من التوصيات من اهمها :
المبحث الاول / الزهراء (عليها السلام) ولادتها ونشاتها
اسمها ونسبها :
هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله نبي الامة نبي الامة وهاديها (صلى الله عليه واله) وامها خديجة بنت خويلد (عليها السلام) زوجة رسول الله واكثر من ازره في بداية نبوته (صلى الله عليه واله) ، للحوراء الإنسية تسعة أسماء يرمز كل منها لصفات ومناقب هذه السيدة الطاهرة المباركة، وهي:( فاطمة ، الصدّيقة ، الطاهرة ، المباركة، الزكية، الراضية، المرضية، المحدّثة، الزهراء).
وكفى باسمها ( فاطمة ) الذي حمل البشارة الكبرى لمواليها ومحبيها، فلفظ ( فاطمة ) قد أُخذ من مادة (فطم) بمعنى الانفصال، ومنه فِطام الولد بمعنى فصله عن الرضاعة، فقد ورد في الحديث أنّ رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ) قال لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ): ( أَتعلم يا علي لِمَ سُميت اِبنتي فاطمة؟ قال ( عليه السلام ): لِمَ يا رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله )؟
فقال ( صلى الله عليه واله ): إنّ اللّه عزّ وجل فطمها ومحبيها من النار فلذلك سُميت فاطمة)[1].
ويتألق اسم الزهراء(عليها السلام) من بين أسمائها، وحين سُئل الصادق ( عليه السلام): لِمَ سُميت فاطمة (عليه السلام) بالزهراء؟ قال (عليه السلام): ( لأنّ الزهراء كانت زاهرةً كالنور، فإذا وقفت في محرابها للصلاة كانت تزهر لأهل السموات، كما تزهر النجوم لأهل الأرض، ولهذا سُميت بالزهراء).
ولادتها :
كان رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) يعيش أصعب الظروف وأعقدها، في العام الخامس من بعثته النبوية الشريفة، فالإسلام في عزلة خانقة، والمسلمون الأوائل قلائل وتصاعدت حدة الضغوط، فضلاً عن أجواء الظلم التي كانت ألقت بظلالها على مكة؛ إِثر الشرك والوثنية، والجهل والحروب القبلية العربية، وسيادة منطق القوة، واستشراء الفقر والحرمان في صفوف الناس. كان رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) يتطلع إلى الغد، الغد المشرق الكامن وراء هذه السحب السوداء الداكنة، الغد الذي يبدو صعب المنال، وربّما المحال بالالتفات إلى الأسباب والعلل الظاهرية الاعتيادية.
وجاءت واقعة المعراج الكبرى، التي أَذن اللّه فيها لرسوله الأكرم ( صلّى الله عليه وآله ) بالعروج؛ لمشاهدة ملكوت السماء ( لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا )[2] فيرى عِظم آيات ربّه بعينه؛ لتتسامى روحه العظيمة، ويتأهب لتلقّي ثقل الرسالة المصحوبة بسعة الأمل، فقد روى الفريقان – السنة والشيعة – أنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) وطأ الجنة ليلة المعراج، فناوله جبرئيل (عليه السلام) فاكهةً من شجرة طوبى، فلمّا عاد إلى الأرض اِنعقدت نطفة فاطمة من تلك الفاكهة؛ ولذلك جاء في الحديث أنّ رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ) قال: ( إنّ فاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى الجنة جعلت أقبّلها)[3]
وبذلك فإنّ هذه المولودة المباركة التي تمثّل عصارة ثمار الجنة، ولحم ودم رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله )، وتلك الأُمّ الحنون السيدة خديجة الكبرى ( عليها السلام )، تكون قد وضعت حداً لطعنهم وغمزهم في النبي (صلّى الله عليه وآله) كونه أبتر لا عقب له، وعلى ضوء سورة (الكوثر) المباركة فإنّ فاطمة (عليها السلام)،هي العين الصافية التي تدفقت منها ذرية النبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمة الهداة الميامين عبر القرون حتى يوم القيامة.
مكانتها عند رسول الله (صلى الله عليه واله):
اثرت احاديث عدة عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تؤكد عظم مكانة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.
الزهراء(عليها السلام) هوية للمرأة المسلمة في بيتها :
ان اهم ما يميز الزهراء(عليها السلام) انها امراة روحانية، قامت بدورها الرسالي الذي خطه الباري لها واكده رسول الله (صلى الله عليه واله)، فبذريتها بدأ خطّ الإمامة المبارك، وبناءً على إعداد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها وإشرافه على توجيهها وفقاً لما تقتضيه إرادة الله تعالى باتت(عليها السلام) في مبادئها وأخلاقها كما لو كانت اية الباري تبارك في علاه تمشي على الأرض، فهي بحق الطريق والمنهج الحسن للنساء لانها تجسيد حي وعملي لكلّ ما يريده الله تعالى؛ فهي المثل الاعلى في العلم والثقافة، استطاعت ان تثبت في تاريخ الاسلام ان العلم يجتمع مع الدين وان الثقافة توأم مع الايمان بالله والتمسك بالحجاب (العطار،2012: 214).
فبتتبع سيرة الزهراء(عليها السلام) بجدها قد جمعت بين ادوار عدة فهي نعم البنت، ونعم الزوجة، ونعم الام، ونعم الموجهة والمرشدة للمجتمع، ومع اهمية كل الادوار التي يمكن للمراة تاديتها في المجتمع الا ان اجلها شأناً واعظمها مكانة داخل بيتها وقد كانت الزهراء(عليها السلام) خير مثال في انشاء الاسرة المثالية بعد زواجها من امير المؤمنين(عليه السلام)،وبوحي من الرسول (صلى الله عليه واله) من اللـه تعالى.
ويمكن ان ندرج اهم المبادئ التي قامت عليها اسرة الزهراء وعلي(عليهما السلام) وهي:
1- المودة والرحمة وعمق الحب وتعظيم الشأن للأخر، كل ذلك كان منشأه إيمان كل منهما بما للآخر من المناقب والفضائل. ففاطمة كانت تعرف عليّاً(عليه السلام) كسيّد الأوصياء ووالد الأسباط، وأفضل الناس بعد الرسول(صلى الله عليه واله)، ومَن له عند اللـه الجاه العظيم والدرجة الرفيعة، ولذلك كانت تحبه أشدَّ الحب، وعليّ (عليه السلام) كان يعرف ما لفاطمة من مجد وسناء، وأنها سيدة نساء العالمين، وأنها والدة الأسباط، والشفيعة المقبولة شفاعتها عند اللـه، فكان يحبـّها حبّاً شديداً .
2- التعاون في العمل؛ فلم تكن الزهراء(عليها السلام) تتوانى عن تحمل مسؤولياتها داخل البيت واداء واجباتها على اكمل وجه؛ كما لم يكن أمير المؤمنين(عليه السلام) يترك وظيفة مما يتعلق به. وقد كان النبي(صلى الله عليه واله) قسَّم الأعمال من أول يوم كالآتي :
أ – على الزوج أن يمارس تنظيف الأرض (الكنس) واستقاء الماء بالإضافة الى ما عليه من النفقة .
ب – على الزوجة الطحن والعجن والإخباز، بالإضافة إلى أمر تربية الأولاد .. ومراعاة شؤونهم.
وجاء في حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال :
(إن فاطمة (عليها السلام) ضمنت لعلي بن ابي طالب(عليه السلام) عمل البيت والعجين والخبز وقمَّ البيت. وضمن لها علي بن ابي طالب(عليه السلام) ما كان خلف الباب : نقل الحطب وأن يجيء بالطعام. فقال لها يوماً: يا فاطمة هل عندك شيء؟ قالت: والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نقريك به. قال: أفلا أخبرتني؟ قالت كان رسول اللـه (صلى الله عليه واله) نهاني أن أسالك شيئاً. فقال: لا تسألين ابن عمك شيئاً. إن جاءكِ بشيء، وإلا فلا تسأليه ) .
وقـــد كانت هـــذه الأعمال تكلفهـــا تعباً ونصباً بالغيـــن. وذات مرة دخـل النبي (صلى الله عليه واله) عليهما، فرآهمـــا قـــد أعياهمـا العمل. فقال: أيكما أكثر تعباً؟ فقال علي: فاطمة فأقامهـــا النبي عن العمل وجلس مكانها يعمل .
وجاءت فاطمة(عليها السلام) تسعى إلى النبي (صلى الله عليه واله) وقد أصابت المسلمين غنائم كثيرة وطلبت منه أن يجعل نصيبها من الغنائم ، خادمة تستعين بها على الأعمال والواجبات البيتية التي لم تعد تحتملها خصوصا في غياب زوجها الكريم الذي كان يتكرر بسبب الحروب المستمرة .
فعن عليٍّ بن ابي طالب (عليه السلام) أنه قال لرجل من بني سعد : ألا أحدثك عني وعن فاطمة ؟ إنها كانت عندي وكانت من أحب أهلي إليّ. وإنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرَّت ثيابها ، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها . فأصابها من ذلك ضمار شديد[11].
لقد تحملت الزهراء(عليها السلام)اعتى الظروف وكانت بحق نعم الزوجة المواسية لزوجها فتتحمل شظف العيـــش وجشوبة المأكــــل وخشونــــة الملبـــس، محتسبـــة ذلك عند الله ولليوم الآخر. وقد جاء في حديث شريف عن سويد بن غفلة قال: أصابت عليّاً (عليه السلام) شدَّة فأتت فاطمة (عليها السلام) رسول اللـه (صلى الله عليه واله) فدقّت الباب فقال:(أسمع حسَّ حبيبتي بالباب ، يا أمَّ أيمن قومي انظري !. ففتحت لها الباب ، فدخلت، فقال(صلى الله عليه واله): لقد جئتنا في وقت ما كنت تأتينا في مثله، فقالت فاطمة : يا رسول اللـه ما طعام الملائكة عند ربّنا ؟ فقال : التحميد ؟ فقالت: ما طعامنا؟ قال رسول اللـه (صلى الله عليه واله) :والذي نفسي بيده ما أقتبس في آل محمد شهراً ناراً، وأعلّمك خمس كلمات علمنيهن جبرائيل(عليه السلام) قالت: قلت يا رسول اللـه ما الخمس الكلمات ؟ قال: يا رب الأولين والآخرين، يا ذا القوَّة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين. ورجعت فلما أبصرها عليٌّ بن ابي طالب(عليه السلام) قال: بأبي أنت وأمي ما وراءك يا فاطمة ؟ قالت: ذهبت للدنيا وجئت للآخرة، قال عليٌّ (علية السلام) : خير خير أمامك خير أمامك .
وعن الإمام جعفر بن محمد(عليه السلام) قال:(شكت فاطمة إلى رسول اللـه (صلى الله عليه واله)عليّاً ، فقالت: يا رسول اللـه لا يدع شيئاً من رزقه إلاّ وزَّعه على المساكين، فقال لها: يا فاطمة أتستخطِـيني في أخي وابن عمي، إنَّ سخطه سخطي وإنَّ سخطي سخط اللـه عزَّ وجلَّ[12].
المبحث الثاني / الدور الاجتماعي للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
الزهراء(عليها السلام) ام ابيها
قال رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ): ( إنّ أوّل شخص يدخل عليّ الجنة فاطمة بنت محمد) [13] بعد العام العاشر للهجر اصيب المسلمون بعام سمي عام الاحزان اذ فقد فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) اثنين من اشد من ازره في دعوته زوجته السيد خديجة الكبرى وعمه الذي لم يدخر جهداً في الدفاع عنه ابي طالب ، فحزن رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ) حزناً شديداً، وبقي وحده في الساحة، وقد بانت شدة حزنه بهذين الفردين – واللذَينِ كان لكل منهما دوره في انتشار الإسلام – حين سمّى ذلك العام بـ (عام الأحزان).
ومن الالطاف الالهية ان يهب الباري تبارك في علاه لرسوله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب ( عليه السلام) الذي كان كأبيه، يقي رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ) بنفسه، كان كذلك من انبثاق الدعوة، وهكذا سدّ الفراغ الذي تركه أباه بعد رحيله، بينما خلّفت فاطمة الزهراء(عليها السلام) امها في رعاية رسول الله (صلى الله عليه واله) فكانت البنت الحنونة الشجاعة والمضحية، التي وقفت إلى جانب أبيها تشد أزره، وتشاركه همه وغمه.
كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في التاسعة عشرة من عمره، بينما لم تكن فاطمة – على ضوء الروايات الصحيحة – قد جاوزت الخامسة من عمرها، الجدير بالذكر أنّهما عاشا معاً في بيت رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله)، يؤنسانه ويخفّفان عنه ألم الوحدة، فقد كانت السنوات الثلاث الأخيرة التي سبقت الهجرة مملوءة بالأذى والمرارة والمعاناة؛ بسبب الجهود المضنية التي كان يبذلها أعداء الدعوة من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين.
لقد نالت قريش من رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ) من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنشر على رأسه التراب، فدخل رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه فاطمة (عليها السلام) فجعلت تمسح التراب عن رأسه وهي تبكي، ورسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ) يقول لها: ( لا تبكي يا بنية، فإنّ اللّه مانع أباك )[14].
وروى ابن عبّاس: أنّ قريشاً اجتمعوا في الحِجر، فتعاقدوا باللاّت والعزى ومناة لو رأينا محمداً لقمنا مقام رجل واحد ولنقتلنّه، فدخلت فاطمة (عليها السلام) على النبي ( صلّى الله عليه وآله) باكيةً وحكت له مقالهم، فقال: (يا بنية، أدني وضوئي، فتوضأ وخرج إلى المسجد، فلمّا رأوه قالوا: هاهو ذا وخفضت رؤوسهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم فلم يصل رجل منهم، فأخذ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قبضةً من التراب فحصبهم بها، وقال: شاهت الوجوه) فما أصاب رجلاً منهم إلاّ قُتل يوم بدر[15]
ومما يؤكد عظم تفكيرها (عليها السلام) انها لم تقتصر في رعايتها لرسول الله (صلى الله عليه واله) في داخل البيت فقط بل تدعى ذلك للدفاع عنه ضد المشركين مع انها لم تبلغ من العمر الكثير ، وهذا ما يدل على عظم تفكيرها وحسن تدبيرها اذ سبق عقلها وعملها عمرها (عليها السلام) وهو ما لا يستغرب مع عالمة غير معلمة تلقت علماً لدنيا ونشات في كنف النبوة .
وتورد لنا الروايات أنّها كانت الوحيدة في الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه واله) عندما رمى عليه أبو جهل روث البقر، وهو (صلّى الله عليه وآله) يصلي وأصحابه عند الكعبة، فلم يجرؤ أحد على التدخل، لكنّها خرجت وأسمعت أبا جهل ما روّعه عن الاستمرار في السخرية من النبي ( صلّى الله عليه وآله ).
هكذا كان مثلاً للشجاعة عند افتقار الجرأة في الشجعان من الرجال في الدفاع عن رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله). وبعد أن انقضت فصول معركة أحد، وغادر جيش العدو ساحة الوغى، كان الرسول (صلّى الله عليه وآله) لا يزال في ميدان أحد وقد كُسرت رباعيته وشُجّ جبينه، وبينما هو كذلك إذا أقبلت فاطمة (عليها السلام)، وهي صغيرة السِن من المدينة إلى أحد سيراً على الأقدام؛ لتقوم بغسل وجهه المبارك وإزالة الدم عن محيّاه الشريفة، لكن الجبين لم يزل ينزف. عندها قامت بحرق قطعة من الحصير، ثمّ وضعت رماده، على مكان الجرح فانقطع النزيف، والأعجب من ذلك أنّها كانت تهيّئ لأبيها السلاح في المعركة التي جرت في اليوم القادم.[16]
وفي معركة الأحزاب التي هي من أهمِّ الغزوات الإسلامية، وفي أحداث فتح مكة عندما انتصر جنود الإسلام على آخر متراس للمشركين، والسيطرة على البيت العتيق، وتخليصه من الأصنام التي كانت تلوّثه، نرى الزهراء (عليها السلام) واقفةً إلى جانب أبيها، ففي الخندق تُقبل عليه بأقراص من الخبز معدودة بعد أن بقى أياماً بدون طعام، وفي الفتح المبين نراها تضرب له خيمته وتُهيّئ له ماءً ليستحم ويغتسل، حتى يزيل عن جسده المبارك غبار الطريق، ويرتدي ثياباً نظيفة يخرج بها إلى المسجد الحرام.
كل ذلك يدل على عظم تفكير هذه السيدة العظيمة التي تحملت المسؤولية من صغر سنها دفاعاً عن دينها وابيها فاستحقت وبحق ان تكون ام ابيها لرعايته له من جهة وحبها له فضلاً عن تفكيرها الدائم براحته (صلى الله عليه واله)
سيدة نساء تصف المجتمع وتتعامل معه:
لقد وصف امير المؤمنين وسيد الوصيين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) قبل بزوغ فجر الاسلام بالقول: {وأنتم معشر العرب على شرّ دين، وفي شرّ دار، تنيخون بين حجارة خشن، وحيات صمّ، تشربون الكدر، وتأكلون الجشب، وتسفكون دماءكم، وتقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة، والآثام فيكم معصوبة}[17].
ويقول عليه السلام في موضع اخر :{فالأحوال مضطربة، والأيدي مختلفة، والكثرة متفرقة في بلاء أزل، وأطباق جهل، من بنات موءودة وأصنام معبودة، وأرحام مقطوعة، وغارات مشنونة}[18]
فيبين (عليه السلام) ان العرب كانت على شر دين وهو الاشراك بالله تعالى ولذا باتت ديارهم شر دار ان لم يؤمنوا بالله تعالى ، ثم يصف احوالهم بانهم يعبدون الاصنام ويشربون الخمر فتذهب عقولهم ، ويقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ، وكل ذلك يعود الى تعنتهم وعدم ايمانهم وسيتمر هذا الحال ما دامت الاصنام موجودة وهو ما يسبب اثقالكم بالآثام.
ويستمر (عليه السلام)، ببيان ظلمة الجهل الديني الذي استشرى بالمجتمع فباتت احوال العرب مضطربة وبات راءهم مختلف وحتى في جمعهم يمثلون قلة لعدم توحيد كلمتهم وتوحيد صفهم ، وبات الجهل مسيطر عليهم ، حتى وأدوا بناتهم وعبدوا اصنامهم وقطعوا ارحامهم ، وغارتهم مستمر، ولعله (عليه السلام) في حديثه هذا انما يشير الى امراض استشرت بالمجتمع قبل انتشار الدين الاسلامي.
لقد لخصت السيدة الزهراء(عليها السلام) عبر خطبتها الغرّاء حال المجتمع انذاك بقولها: {فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها.. وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون الورق، أذلّة خاسئين، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم}[19].
وبعد بزوع الفجر المحمدي وانتشار الدين الاسلامي تغيَّرت طائفة من ذلك المجتمع ، فسارت على نهج الهداية الذي رسم خطوطه ومهد طريقه رسول الله (صلى الله عليه واله) وسار على ذات النهج ال البيت (عليهم السلام)، فاخذوا يربون المجتمع على الدين وعرَّفوا الناس أحكام الإسلام التي جعلتهم خير المجتمعات. وكان ابرز من اسهم في تربية المجتمع الاسلامي تربية سليمة السيدة الزهراء (عليها السلام) فكانت علاقتها بالمجتمع علاقة وثيقة وإن كانت جليسة الدار ويمكن ان نلحظ قوة تلك العرقة مما يلي :
لقد باتت الصديقة الطاهرة (عليها السلام) تنشر من بحر علومها المتلاطم وتعلّم البشرية من معارفها الغزيرة طيلة أيام حياتها، بل كانت تبرز من علومها عندما يحير الآخرون في الجواب ليتعلّم المجتمع الأكبر، ومصداق نروي بعض الروايات التي تثبت العلاقة العلمية بين الزهراء والمجتمع ومنها :
فها هي(عليها السلام) تنبه المجتمع لما يمكن عده علاجاً للأمراض التي قد تستشري به فتهدي الناس الى طريق الصواب بقولها: فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحجَّ تشييداً للدين.. والعدل تنسيقاً للقلوب.. وطاعتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفرقة….[21]
ان الروايات السالفة الذكر تؤكد عظم العلاقة الروحية بين الزهراء البتول (عليها السلام) والمجتمع، اذ جسدت عظم تلك العلاقة ومدى حرص الزهراء على التواصل مع ذلك المجتمع وتقديم النصح والارشاد، والتوجيه له لتفادي المشكلات الاجتماعية ومحاولة حلها، مع ان هذه الروايات لا تمثل الا النزر اليسير مما قدمته الزهراء للمجتمع الاسلامي بغية اصلاحه وتقدمه .
وخير ما يجسد العلاقة الروحية بين الزهراء(عليها السلام) انها لم تنس دورها الاجتماعي حتى في عبادتها ، فقد كانت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، متحلية بالخلق النبوي والأدب الإسلامي الرفيع. لقد ركزت الصديقة الطاهرة (عليها السلام) على البعد الروحي في المجتمع، والشواهد على ذلك كثيرة؛ منها ما نقله الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) قال: رأيت أمّي فاطمة(عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتُكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أمّاه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيّ الجار ثم الدار![26]
كانت تعمل الصدّيقة على أن يكون المجتمع مرتبطاً روحياً بحيث لا ينسى أحدهم الآخرين في أفضل الأوقات وهي ساعة الارتباط بالله عزّ وجل والتوجه إليه.
وفي رواية اخرى عنها(عليها السلام): أنها عندما سمعت أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أراد أن يجعل مهرها من الدراهم اغتنمت الفرصة ونظرت إلى المجتمع ولم تنسه حتى في مثل هذه الأوقات فقالت لأبيها: إن بنات الناس يتزوَّجن بالدراهم، فما الفرق بيني وبينهن؟ أسالك أن تردّها وتدعو الله تعالى أن يجعل مهري الشفاعة في عصاة أمّتك، فنزل جبرئيل ومعه بطاقة من حرير مكتوب فيها: جعل الله مهر فاطمة الزهراء شفاعة المذنبين من أمة أبيها.[27]
لقد جسدت الصديقة فاطمة (عليها السلام) خير تراث لبناء المجتمعات وتربيتها روحيّاً، وذلك من المنهاج الروحي العظيم الذي جاء في أدعيتها الشريفة التي تقود المجتمعات إلى السمو روحيّاً شريطة أن تلتزم بها المجتمعات وتواظب على العمل بها.
ففي كثير من أمور الحياة أعطت الصدّيقة للمجتمعات تراثاً ضخماً في الدعاء يعلّمهم كيف يتّصلون بالخالق في الشدة والضيق أو في المرض أو في النعم والسراء أو في غير ذلك من أمور الحياة، وما على المرء إلا أن يتأمّل في أدعيتها الشريفة ليلامس كيف يمكن أن تربّي هذه الأدعية المجتمعات على الاتصال بالله تعالى والتوجّه إليه وعدم الغفلة عنه في مختلف ظروف الحياة.
وعلى رغم المأساة التي تعرضت لها الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله) فقد استطاعت أن تؤدي دورها في إلقاء الحجة على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبيان الحقائق الناصعة التي طالما نوّه النبي (صلى الله عليه وآله) بها في حياته.
جاء في خصال الشيخ الصدوق: أن فاطمة الزهراء(عليها السلام) لمّا منعت فدكاً وخاطبت الأنصار، فقالوا :يا بنت محمد، لو سمعنا هذا الكلام قبل بيعتنا لاَبي بكر ما عدلنا بعلي أحداً. فقالت:« وهل ترك أبي يوم غدير خمّ لاَحد عذراً »[28]
وكان للزهراء (عليها السلام) دور رائد في الدفاع عن قضايا الإسلام المصيرية بعد رحلة الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى عالم الخلود ورضوان ربه ، فقد جهرت بالحق ودافعت عن الإمامة، وخطبت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبة بليغة أعادت إلى الأذهان الخطوط العريضة التي رسمها الإسلام لقيادة الاُمّة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) وحفظ الدعوة وتأصيل مفاهيمها، وقد كادت خطبتها أن تؤتي أُكلها لولا تسلّط الظالمين وبطش الجبارين.
وعن الإمام الباقر عليه السلام : « أنّ عليّاً عليه السلام حمل فاطمة عليها السلام على حمارٍ وسار بها ليلاً إلى بيوت الأنصار يسألهم النصرة ، وتسألهم فاطمة عليها السلام الانتصار له ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به ، فقال علي عليه السلام عليهم السلام أكنت أترك رسول الله ميتاً في بيته لا أُجهزه ، وأخرج إلى الناس أُنازعهم في سلطانه! وقالت فاطمة عليها السلام : ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له ، وصنعوا هم ما الله حسيبهم عليه »[29].
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا قصده صاحب حاجة بعثه إلى دار الزهراء (عليها السلام) لعلمه أنها لا تردّ أحداً، وقصّة عقدها المبارك الذي تصدّقت به للمحتاج خير شاهد على ذلك، فضلاً عن قصّتها في إطعام الطعام على حبّه للمسكين واليتيم والأسير، وتصدّقها بثوب زفافها، وغير ذلك مما يطول المقام بذكره.
لقد كانت الزهراء (عليها السلام) معيناً للمحتاجين من أبناء المجتمع الإسلامي آنذاك ، تنفق في سبيل الله وتعتق الرقاب وتعين الضعفاء، فقد توافق أغلب المفسرين على نزول قوله تعالى : (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً)[30] في أهل البيت عليهم السلام علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) حينما تصدقوا رغم خصاصتهم على المسكين واليتيم والأسير[31].
وخير شاهد على كرمها (عليها السلام) ما يرويه عبد الله بن مسعود فيقول: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) ليلة العشاء فقام رجل من بين الصف فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار، أنا رجل غريب فقير وأسألكم في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأطعموني، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أيها الحبيب لا تذكر الغربة فقد قطعت نياط قلبي، أمّا الغرباء فأربعة. قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: مسجد ظهرانيّ قوم لا يصلُّون فيه، وقرآن في أيدي قوم لا يقرؤون فيه، وعالم بين قوم لا يعرفون حاله ولا يتفقّدونه، وأسير في بلاد الروم بين الكفّار لا يعرفون الله. ثم قال (صلّى الله عليه وآله): من الذي يكفي مؤونة هذا الرجل فيبوّئه الله في الفردوس الأعلى؟ فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ بيد السائل وأتى به إلى حجرة فاطمة (عليها السلام) فقال: يا بنت رسول الله انظري في أمر هذا الضيف. فقالت فاطمة: يا بن العمّ لم يكن في البيت إلا قليل من البرّ صنعت منه طعاماً والأطفال محتاجون إليه وأنت صائم والطعام قليل لا يغني غير واحد. فقال: أحضريه. فذهبت وأتت بالطعام ووضعته فنظر إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فرآه قليلاً، فقال في نفسه: لا ينبغي أن آكل من هذا الطعام فإن أكلته لا يكفي الضيف، فمدّ يده إلى السراج يريد أن يصلحه فأطفأه وقال لسيدة النساء(عليها السلام): تعلّلي في إيقاده حتى يحسن الضيف أكله ثم إيتيني به، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحرك فمه المبارك يُري الضيف أنه يأكل ولا يأكل إلى أن فرغ الضيف من أكله وشبعُ وأتت خير النساء بالسراج ووضعته وكان الطعام بحاله، فقال أمير المؤمنين سلام الله عليه لضيفه لم ما أكلت الطعام؟ فقال: يا أبا الحسن أكلت الطعام وشبعت ولكن الله تعالى بارك فيه، ثم أكل من الطعام أمير المؤمنين وسيدة النساء والحسنان (عليهم السلام) وأعطوا منه جيرانهم، وذلك مما بارك الله تعالى فيه، فلما أصبح أمير المؤمنين (عليه السلام) أتى مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا عليّ كيف كنت مع الضيف؟ فقال: بحمد الله يا رسول الله بخير، فقال: إن الله تعالى تعجّب مما فعلت البارحة من إطفاء السراج والامتناع من الأكل للضيف، فقال: من أخبرك بهذا؟ فقال: جبرائيل. [32]
وأخرج ابن شهرآشوب عن ابن شاهين في (مناقب فاطمة عليها السلام ) وأحمد في مسند الأنصار عن أبي هريرة وثوبان أنّها (عليها السلام) نزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيهاـ(سواريها) ـ ونزعت ستر بيتها ، فبعثت به إلى أبيها (صلى الله عليه وآله) وقالت :(اجعل هذا في سبيل الله) فلمّا أتاه قال (صلى الله عليه وآله):(قد فعلت فداها أبوها ـ ثلاث مرات ـ ما لآل محمد وللدنيا ، فإنّهم خلقوا للآخرة ، وخلقت الدنيا لغيرهم) وفي رواية أحمد:« فإنّ هؤلاء أهل بيتي ، ولا أُحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا»[33] .
وفي صحيفة الإمام الرضا(عليه السلام) عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال:« حدثتني أسماء بنت عميس ، قالت : كنت عند فاطمة جدتك ، إذ دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي عنقها قلادة من ذهب، كان علي بن أبي طالب(عليه السلام) اشتراها لها من فيءٍ له ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):لا يغرّنك الناس أن يقولوا :بنت محمد، وعليك لباس الجبابرة؛ فقطعتها وباعتها، واشترت بها رقبة فاعتقتها، فسُرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك»[34].
المبحث الثالث / النتائج والتوصيات
بعد هذه الرحلة التي تعطرت بعبير ذكر المصطفى المختار وال بيته الاطهار وتزينت بذكر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) فقد توصل البحث الى نتائج عدة كان من اهمها :
التوصيــــــــــــــــــــــــــات :
في نهاية البحث توصي الباحثة بمجموعة من التوصيات من اهمها :
المصـــــــــــــــــــــــــادر
[1] ورد هذا الحديث في أغلب كتب العامة من قبيل ( تاريخ بغداد ) و( الصواعق المحرقة ) و( كنز العمال ) و( ذخائر العقبى ).
[2] رياحين الشريعة، ج2 ص21.
[3] نقل هذا الحديث باختلاف طفيف السيوطي في الدر المنثور، والطبري في ذخائر العقبى، وعلي بن إبراهيم في تفسيره. وإن كان المعروف هو أنّ المعراج وقع في السنوات الأخيرة من مكة، إلاّ أنّ الذي يستفاد من الروايات هو حصول المعراج لأكثر من مرة، وعليه فليس هناك من منافاة في ولادة سيدة النساء في السنة الخامسة من البعثة النبوية المباركة.
[4] أخرجه الترمذي في سننه
[5] أخرجه الترمذي في سننه
[6] أخرجه أحمد في مسنده
[7] أخرجه الترمذي في سننه
[8] أخرجه الترمذي في سننه
[9] أخرجه الترمذي في سننه
[10] أخرجه أبو داود في سننه
[11] بحار الأنوار : ج 43 ، ص 82 .
[12] بحار الأنوار : ج 43 ، ص 153
[13] أورده ( الكليني ) في ( الكافي )، وطائفة من علماء العامة في مصادرهم من قبيل ( كنز العمال ) و( ميزان الاعتدال )، كما نقله آخرون.
[14] سيرة ابن هشام، ج1، ص 416
[15] حدثت غزوة ( حمراء الأسد ) عندما عاد المشركون من وسط الطريق صوب المدينة بعد معركة ( أحد )؛ حتى يُكملوا ضربتهم التي وجّهوها إلى المسلمين، لكنّ اللّه أراد أن يرجعوا خائبين، لذا فقد ألقى سبحانه وتعالى الرعب في قلوبهم عندما واجهوا المسلمين، حتى المجروحين منهم، فتراجعوا عن عزمهم
[16] المناقب، ج1 ص 71.
[17] نهج البلاغة خطبة: 26
[18] نهج البلاغة خطبة، محمد عبده خطبة 25
[19] خطبة الزهراء (عليها السلام)
[20] بحار الأنوار ج 2ص3
[21] البحار ج29 ص223
[22] شرح ابن أبي الحديد 9 : 193
[23] بحار الأنوار ج2 ، ص 8 – 15 .
[24] المعجم الكبير 22 : 413، 1024 . ودلائل الإمامة : 65 ، 1 . وقطعة من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح البخاري 8 : 19 ،48 و 49 . وصحيح مسلم 1 : 68 ، 75 و 77 . ومصابيح السُنة | البغوي 3 : 169 دار المعرفة ـ بيروت . والكافي 2 : 667 ، 6 . والزهد ، الحسين بن سعيد : 6 ، 10 ، و 10 ، 20 عن الإمام الصادق عليه السلام المطبعة العلمية ـ قم .
[25] سورة آل عمران : الاية 61
[26] بحار الأنوار ج43 ص 82
[27] إحقاق الحق ج10 ص 367
[28] الخصال : 173
[29] الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 1 : 12 مكتبة مصطفى بابي الحلبي ـ مصر ، وشرح ابن أبي الحديد 6 : 13 .
[30] سورة الإنسان : الاية 8 و 9 .
[31] الكشاف، الزمخشري 4 : 670 . وتفسير الرازي 30 : 243 دار احياء التراث العربي . ومعالم التنزيل ،البغوي 5 : 498 دار الفكر .
[32] مستدرك الوسائل ج 7 ص 216 – 217
[33] المناقب ،ابن شهر آشوب 3 : 343 . ومسند أحمد 5 : 275 . وذخائر العقبى : 52 . ومسند فاطمة عليها السلام ، السيوطي : 6 . وأمالي الصدوق : 305 ، 348 . وبحار الأنوار 43 : 86 .
[34] صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : 256 ، 185. وعيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 44 ، 61 . وذخائر العقبى : 51 . والمناقب ، ابن شهرآشوب 3 : 343 . وبحار الأنوار 43 : 26 ، 28 .