مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
الندوة الاولى : الباحث الشيخ الدكتور ثـــائـــر العُــــقـيــلي. عنوان البحث : ((الموضوعات في السيرة الفاطمية)) .
+ = -

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد واله الطاهرين .

   نلاحظ على العنوان أن فيه ركنين أساسين الركن الأول الموضوعات بما هي موضوعات وهذه المفردة تحتاج إلى تبيان من عدة جزئيات متنوعة من ضمنها الموضوعات لغة والموضوعات اصطلاحاً والموضوعات من حيث النشأة والإبعاد والأسباب والدوافع . والموضوعات في تاريخية الوضع وهذا جانب والركن الثاني سوف أتكلم عن انعكاسات تلك الموضوعات بما هي موضوعات في السيرة الفاطمية وهذه إشارات في حقيقة البحث تحتاج إلى شيء من  التركيز أن صح التعبير لان طبيعة الموضوع يستلزم مني أن أقف على حيثيات مهمة لكي يكون الجالس والمتفضل بالحضور على بينة مما أتكلم فيه .

   تبدأ في الحديث في المحور الأول وهو الوضع عندما نأتي ونقف على إبعاد الوضع لغة نجدهُ انه الخفض ضد الرفع وهو بمعنى عملية التشويه للحقيقة وعندما نأتي إلى البعد الآخر وهو البعد الاصطلاحي نجدهُ عملية خلق وعملية اصطناع وتشويه للنصوص المراد تشويه حقيقتها تارة من حيث التشويه بالإضافة وتارة نجد من حيث التشويه بقضية اصل الوضع مع انعكاسات لحالات موجودة في الواقع الاجتماعي . عندما نأتي إلى النصوص التاريخية التي سوف نتناولها نحتاج ان نقف على إشارات عامة من حيث السند وإشارات عامة من حيث الدلالة كي تكون الصورة واضحة للحضور الكرام .

 نبدأ بإشارة تاريخية الوضع في الحقيقة عندما نأتي إلى تاريخية الوضع عموماً في التاريخ الإنساني ترتبط ارتباطاً مباشراً مع المصلحة الشخصية ومع المصلحة العقدية ومع المصلحة النفسية وهذه ارتباطات أساسية ترتبط ارتباطاً مباشراً بالحاجة والدوافع والأرضية التي ينطلق من خلالها الذي يريد أن يضع الوضع . ما يهمنا نحن في هذه الجلسة وفي هذا البحث أن نتناول تاريخية الوضع في التاريخ الإسلامي في عصر الرسالة في القرن الأول الهجري وتحديداً ما بعد عصر الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) فنجد هنا كثير من الاختلافات بين الباحثين بأنه الوضع  في الحديث النبوي عموماً والوضع في التاريخ عموماً وأيضا في السيرة عموماً هل بدأ في تاريخ النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) وعصره أم كان بعدهُ( صلى الله عليه واله وسلم) فالحقيقة أنا أجد بعض الباحثين يذهبون  في اغلبهم إلى العمل بان عملية الوضع في الحديث وعملية الوضع والتشويه في السيرة النبوية والسيرة الفاطمية كانت بعد الرسول الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم).

   أنا أتبنى فكرة ومسار بأنه الوضع في تاريخ السيرة النبوية عموماً والسيرة الفاطمية خصوصاً كان منذ عصر النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) وهنا كثير من الإشارات التي من الممكن أن نقف عليها والتي تثبت بأن التشويه للسيرة الفاطمية والسيرة النبوية الشريفة للنبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) كانت في حياته وهناك بعض الشواهد التي تشير ممكن أن نقف على بعضها في هذه العجالة بأنه النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) قال ما روي عنه ( صلى الله عليه واله وسلم) :((من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعدهُ في النار)).

 نجد في هذا الحديث إشارة واقعية تعكس البعد الاجتماعي والبعد العقدي  والبعد التحريفي الذي انطلق منه( صلى الله عليه واله وسلم) وهذا يصور لنا المساحة الفكرية التي كان النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) يتحرك من خلالها ليرسم صورة لعمليات الوضع والتشويه التي سوف تكون ما بعده وفي حياته أيضا ان هناك شيء من التزوير وشيء من الوضع في سيرته المباركة . أنا لا ادخل في تفاصيل آلية المعالجة للنص التاريخي وآلية المعالجة من حيث السند والدلالة بمقدار ما أشير على نحو العجالة بأنه بعد النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) حصلت كثير من عمليات الوضع سواء كان في سيرته أو السيرة الفاطمية على نحو الخصوص.

   ونبدأ من تاريخ معاوية بن أبي سفيان الذي شكل في عصره لجنة تعرف بلجنة التأليف فبدأ التأليف على نحو المنهجية و هذا لا يعني بأنه الوضع لم يكن حاصلاً كما اشرنا قبل قليل ولكن الوضع الممنهج  الوضع الذي يتوخى منه الواضع بعداً عقدياً بعداً سياسياً بعداً اجتماعيا في النص بعداً تأسيسياً لما سوف يأتي بحيث هذه اللجنة التي شكلت في عصر معاوية بن أبي سفيان شوهت كثير من الحقائق التي شوهت الإسلام عموماً وشوهت سيرة أهل البيت( عليهم السلام) على نحو الخصوص ونموج من هذه النماذج الأساسية التي نحن نتكلم عنها سيرة السيدة فاطمة ( عليها السلام) لكثير من الأفعال لكثير من الجوانب وأعتقد بأنه معاوية عندما كان يتكلم ويضع من خلال لجنته التي كانت يتماشى معها بالرشوة وهنا كثير من المصاديق والروايات التي تؤكد هذا المعنى وليس نحن بصدد الحديث عنها نشير إلى متن البحث الذي نريد أن نتناوله في هذه الجلسة .

   حقيقة كثير من الباحثين تناولوا عملية الكتابة في عمليات الوضع سواء كان في الفترات القريبة من عصر الإسلام سواء في القرن السابع أو الثامن أو التاسع الميلادي وأيضاً الباحثين الذين جاءوا من بعدهم وكثير من كتبوا في هذا المسار ممن كتب أيضا في هذا المسار السبحاني في الحديث النبوي كذلك نجد البابلي في رسائله في رواية الحديث وأيضاً حسين غلامي في محو السنة أو تدوينها  ومن المصادر المتقدمة والأساسية أبن الجوزي في كتابه الموضوعات في هذه العجالة واقعاً ابتغيت من خلالها أن أرسم معالم أساسية وصور ذهنية في أذهان السادة الحضور ليكونوا على لحاظ واضح على ان الوضع بدأ في عصر النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم) وبدأت تتوسع عمليات هذا الوضع العمليات الممنهجة في عصر معاوية بن أبي سفيان لكثير من الأسباب سواء كانت في التاريخ العام وفي تاريخ أهل البيت ( عليهم السلام) تتمثل في السيرة الفاطمية .

 قبل الحديث بودي أن أشير قبل أن ادخل في مصاديق الموضوعات الأساسية لابد أن أشير إلى نقطة أساسية وجوهرية ومهمة أيضاً بأن اغلب الموضوعات في السيرة الفاطمية تشكلت من أركان أساسية مهمة وتمثلت بالسيدة فاطمة ( عليها السلام) وأمير المؤمنين ( عليهم السلام) ورسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) هذه الركائز الثلاثية الأساسية نجدها واقعاً في كل النصوص ان لم يكن في كلها وإنما في جلها واغلبها في موضوعات السيرة الفاطمية وهذا يدعونا إلى التفكير ويدعونا إلى التأمل بأن عمليات الوضع كانت عمليات ممنهجة عمليات أحيانا نجد في النصوص عندما نقرأ تلك النصوص نجدها بأنها عمليات ظاهرها المدح وظاهرها التقديس وظاهرها الإطراء على الشخصية الفاطمية ولكن في واقعها عندما نتأمل النص ونبدأ بعملية تفكيك النص نجدها هي عملية كما يعبرون وضع او دس السم بالعسل كذلك نجد بأنه الإشارة الأخرى قبل ان ندخل في التفاصيل كي يكون الأخوة الحاضرون في سعة ومعلومة واضحة في أذهانهم.

  نجد أكثر الموضوعات في السيرة الفاطمية كانت في الجانب الاجتماعي أما نجدها في خلافات السيدة فاطمة ( عليها السلام)مع أمير المؤمنين ( عليه السلام) أو خلاف السيدة فاطمة ( عليها السلام) مع بعض الشخصيات الأخرى ونجد أمير المؤمنين ( عليه السلام) كان الطرف الأساسي والرئيسي في هذه الموضوعات وتحديداً النقطة الاجتماعية نقصد بها حقيقة العلاقات الأجتماعية بين السيدة فاطمة ( عليها السلام) وأمير المؤمنين ( عليه السلام).

 نبتدأ أولاً بالنصوص الأساسية التي تتكلم عن عملية الوضع أولى النصوص التاريخية الموضوعة في حياة السيدة فاطمة الزهراء( عليها السلام) عنوان ممكن ان نعبر عنه هكذا بأنه خطبة السيدة فاطمة ( عليها السلام)المعروف لديكم وفي أذهانكم بأنه السيدة فاطمة ( عليها السلام) تقدم لخطبتها من النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم) كثير من الصحابة وإنا أقول الصحابة ومتحفظ طبعاً عن هذا المصطلح الفكري لأني ممن أتبنى بأنه عمليات الوضع كانت ضمن هذا المصطلح وان هذا المصطلح كان مصطلحاً فكرياً موضوعياً ولم يرد فيه من مدرسة أهل البيت( عليهم السلام) وإنما كان من موضوعات معاوية بن أبي سفيان قبال مصطلح أهل البيت أراد معاوية أن يجد المعادل الموضوعي قبال مصطلح أهل البيت كم مصطلح قراني أراد أن يوجد إليه مصطلح أخر عرف تاريخياً بمصطلح الصحابة وهو من المصطلحات الموضوعة في التاريخ الإسلامي فمن تقدم إليها أبو بكر الخليفة الأول والخليفة الثاني وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فكان النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم)يرفض انتظاراً لأمر السماء النص هنا يشير بأنه تذاكر بعض الصحابة أبو بكر وعمر وسعد بن معاذ خطبة السيدة فاطمة( عليها السلام) ورفض الصحابة من قبل النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) فتقدم أبي بكر إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام) فقال له: يا أبا الحسن لم يبقى خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل في الدنيا عند رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) والدنيا عنده كهباء منثور فما يمنعك أن تخطب فاطمة فتوجه أمير المؤمنين ( عليه السلام) على اثر هذا الحديث الذي دار بينه وبين أبي بكر إلى رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) وقبل ان يتوجه إلى رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) قال : أنت ذكرتني لأمر كنت ناسيه واغرورقت عيناهُ بالدموع فتوجه إلى رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) وكان في بيت أم سلمة فالحقيقة عندما نقف مع هذا النص التاريخي نحتاج إلى بعض الوقفات الأساسية لان هذا النص من النصوص الموضوعة قبل ان ندخل في تفاصيل واثبات أن هذا النص التاريخي الموضوع نحتاج إلى إشارة أساسية ومهمة بأن هذا النص يريد ان يبين لنا مكانة الخليفة الأول يريد ان يرسم لنا منقبة من مناقب الخليفة الأول يريد ان يجعل للخليفة الأول الدور الكبير والمحفز الأساسي والرئيسي في دفع أمير المؤمنين ( عليه السلام) لخطبة السيدة فاطمة( عليها السلام) ولم يكن أمير المؤمنين أن يتجرأ لولا الخليفة الأول .

   أول الإشكالات الأساسية التي يمكن أن تثار على هذا النص الذي ذكرناه ان أبي بكر وايضاً رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) أطلقوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام) كنية أبو الحسن وعندما نعلم انه هذه الكنية أطلقت في السنة الثالثة بعد زواج أمير المؤمنين( عليه السلام) وبعد ولادة الحسن ( عليه السلام) والحادثة هذه كانت في أوائل الهجرة النبوية الشريفة وهذا إشكال أساسي يردع لهذه الرواية الإشكال الثاني ان أبي بكر قال لأمير المؤمنين( عليه السلام) ان الدنيا ومقامها عند رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) كهباء منثور وكأنه أمير المؤمنين( عليه السلام) بمقامه العالي ومقامه الشريف لا يعرف بأن هذه الدنيا بهذه الصورة التي رسمت عند النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) وهذا نوع من أنواع الإساءة لأمير المؤمنين( عليه السلام) ولا يمكن ان يكون أمير المؤمنين ( عليه السلام) جاهلاً لهذه المسألة . الأمر الثالث أيضاً بأن رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) عندما توجه إليه أمير المؤمنين( عليه السلام) كان في بيت أم سلمة كان في السنة الثالثة او الرابعة وهذه إشكالات أساسية عندما نضعها قبال هذا النص ونفكك هذا النص تجدنا لا يمكن ان نقبل هذا النص وانه من النصوص الموضوعة في سيرة السيدة فاطمة( عليها السلام) من اجل رسم صورة ان صح التعبير جميلة صورة فيها من الفضائل والمناقب للخليفة الأول من جانب ومن جانب أخر بأن فيها شيء من طعن لأمير المؤمنين( عليه السلام)في بعض الإشارات التي توحي بأن أمير المؤمنين( عليه السلام) لديه ميلٌ مع النساء لديه إقبال على النساء كما إشارة الرواية.

 الرواية الثانية: وهي من الروايات الموضوعة في السيرة الفاطمية هناك رواية يرويها أبو هريرة .أبو هريرة من الشخصيات التي تحتاج ان نقف عليها سريعاً قبل ان ندخل في تفاصيل الرواية أبو هريرة دخل الإسلام في السنة السابعة للهجرة و ما بين السنة السابعة والسنة العاشرة ووفاته ( صلى الله عليه واله وسلم) ثلاث سنين ولاهُ النبي( صلى الله عليه واله وسلم) مجرد وصوله ببضعة اشهر البحرين لأنه من البحرين ولكن عندما نأتي ونعمد إلى صحاح المسلمين سواء كان البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وغيرهم من المصادر الأخرى نجد بأنه يروون لأبي هريرة أكثر من اثنا عشر ألف حديث الرواية مفادها بأنه النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) دخل على بيت الزهراء ( عليها السلام)  وتساءل على أمير المؤمنين( عليها السلام) فقالت: انه خرج على خلاف بيني وبينه فخرج النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) إلى المسجد فوجد أمير المؤمنين( عليها السلام) قد وضع التراب على رأسه ونام في مسجده الشريف هذا مختصر الرواية عندما نأتي إلى هذه الرواية ونبدأ في عملية نقد هذه الرواية النقد الباطني نجد بأن هذه الرواية لا يمكن ان تصمد طويلاً أمام النقاش والبحث العلمي عندما نقف عند الراوي الذي اشرنا له قبل قليل الراوي أبو هريرة وهو من ضمن الشخصيات القلقة والمضطربة والتي لا يمكن ان توثق في علم الرجال .نجد بأن هناك قبال هذا النص التاريخي الذي  يرويه ابن هشام في السيرة النبوية المتوفى سنة 208 للهجرة هناك نص أخر يرويه عمار بن ياسر قال كنت أنا وأمير المؤمنين ( عليها السلام) في غزوة العشيرة وقد نام أمير المؤمنين ( عليه السلام) وقد جاء النبي الأكرم( صلى الله عليه واله وسلم) وقد سقط التراب على راس أمير المؤمنين( عليه السلام) فقال قم: يا أبا تراب إذا لدينا نص آخر قبال هذا النص وهذا النص هو النص الراجح . احد النقاط المهمة  أنه هناك خلاف دار كما يروي هذا النص الموضوع لتشويه سيرة السيدة فاطمة ( عليها السلام) خلاف دار بين أمير المؤمنين( عليها السلام) والسيدة فاطمة( عليها السلام) وهو القائل ما خالفتك منذ عاشرتك وكان بودي ان أشير إلى ان هناك كثير من الموضوعات في السيرة الفاطمية وفي الحقيقة هذه الفكرة تحتاج إلى تسليط الأضواء عليها من قبل الباحثين لأنها من ضمن  النقاط الأساسية التي يمكن ان ترفع الظلم والحيف عن مولاتنا السيدة الزهراء( عليها السلام) وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين