الندوة الاولى :الشيخ الباحث مسلم السكيني. عنوان البحث : ((مقامات الزهراء(عليها السلام)).
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
في مقام الزهراء ( عليها السلام) ونحن في ذكرى سيدة نساء العالمين نأتي لننتقل من المقام الأخروي إلى المقام الدنيوي في رواية لرسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) ومعه أصحابه يقولون خط في الأرض اربع خطوط مضمون الرواية فقال ها مريم بنت عمران والثالثة خديجة بنت خويلد والرابعة فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) ونعت هذه النسوة الأربعة بأنهن أفضل نساء الجنة فإذا كانت هذه النسوة أفضل نساء الجنة فمن البديهي ومن الأولى ان تكون هذه النسوة أفضل نساء أهل الدنيا هنا نرى إننا انتقلنا من المقام الأخروي إلى المقام الدنيوي . مقامات الزهراء( عليها السلام) كثيرة جدا أحاول ان احصرها في أربع مقامات :
المقام الأول: للزهراء( عليها السلام) هو مقامها عند الله سبحانه وتعالى .
المقام الثاني : مقامها عند أبيها رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم).
المقام الثالث: مقامها عند أهل البيت ( عليهم السلام) والمقام الرابع هو مقامها يوم القيامة صلوات الله عليها.
المقام الرابع: مقامها يوم القيامة أن أفضل مقام تعطى فاطمة ( عليها السلام) يوم القيامة.
المقام الأول: الذي هو مقامها عند الله سبحانه وتعالى في هذه الرواية المباركة أقرأها عليكم عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) قال يا فاطمة (ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك) أذن أول مقام وهو المقام عند الله هو مقام الرضا لفاطمة والطبيعي ان المؤمن أي مؤمن إذا رضا الله رضي المؤمن برضا الله بعد رضا الله يرضى المؤمن برضا الله لذلك تجد حتى الآية تقول رضيّ الله عنهم ورضوا عنه رضا الله مقدم وبعدين يأتي رضا المؤمنين الذين رضا الله عنهم تحديدهم ومصادقهم متروك نقول على حمزة و سلمان وغيرهم لعله القدر المتيقن لنقول اذا كان حمزة معهم ولعله ليس معهم طيب هنا في قضية فاطمة( عليها السلام) اختلف الوضع ان الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها وليست هي ترضى لرضى لرضا الله ولا تغضب لغضب الله الأمر معكوس هذه المرة ماذا يدل في عدة دلالات سوف نتطرق إلى بعضها.
الدلالة الأولى: للحديث على كون الزهراء( عليها السلام) ذات مقام عالي وشرف عند الله تعالى أذ لا يرضى الله لشخص ويغضب لغضبه الا ان يكون له عند الله منزلة ومقام عالي وكرامة .
ثانياً دلالة الحديث :على ان رضا فاطمة ( عليها السلام) وغضبها مهم جداً عند الله تعالى ولذلك يرضى لرضاها ويغضب لغضبها .
ثالثاً دلالة الحديث: بما لا يقبل أدنا شك على عصمة الزهراء( عليها السلام) المطلقة لان الإنسان غير المعصوم يرضى ويغضب الأمور كلنا نتعرض إلى رضا وغضب فلا يمكن ان الله سبحانه وتعالى يعطي رضاه وغضبه برضانا وغضبنا وبما انه أناط رضاه وغضبه برضا فاطمة( عليها السلام) فهذا يدل على عصمتها المطلقة.
المقام الثاني : هو مقامها عند رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) كما يقولون في السنة النبوية وهو قول المعصوم وفعله وتقريره فلا نحتاج تقريره فلو فاطمة ( عليها السلام) عملت عمل وسكت رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) فعلها حجة وقولها حجة فما تحتاج إلى التقرير نحتاج ماذا القول والفعل من مقاماتها عند رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) قال في حق ابنته الزهراء( عليها السلام) فداك أبوك هذه النفس التي هي خير خلق الله هي نفس رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) يقول لابنته فداك أبوك يتفدى ابنته الزهراء( عليها السلام) فأي مقام عند رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) للزهراء( عليها السلام).
في الروايات انه يقوم اذا جاءت فاطمة( عليها السلام) زائرة له يقوم من مقامه ويقبلها ويجلسها في مكانه وينعتها بأم أبيها على أساس ان رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) انه لم يعيش مع أمه أمنة بنت وهب ( عليها السلام) الا قليل ستة سنوات فقط ولم ينعم بالحنان فكانت تحنو عليه كما تحنو الأم على ولدها أهلا بأم أبيها واحدة من الروايات ايضاً التي قال بحقها رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) قال من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آني ومن آذاني فقد آذى الله .
أيضا رواية أخرى قال ومن أنصفك فقد انصفني ومن ظلمك فقد ظلمني لأنك مني وانا منك أنت بضعة مني وروحي التي بين جنبيّ ثم قال إلى الله أشكو ظالميك من أمتي هذا الحديث أيضا ممكن نأخذ منه عدة دلالات الدلالة انها روحه التي بين جنبيه وهذا ماذا يدل هذا لو سئلنا سؤال هل ان رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) هل يتكلم هكذا اعتباطاً أم ينطق عن الهوى فينزه رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) القران عن هذه القضية يقول وما ينطق عن الهوى انه الا وحي يوحى . أذن هي حقيقة روحه التي بين جنبيه طيب نحتاج ان نعرف ماهي روح رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) نستطيع لا يمكن بدليل قوله ( صلى الله عليه واله وسلم) يا علي لم يعرف الله إلا أنا وأنت ولم يعرفني إلا الله وأنت ولا يعرفك إلا الله وإنا لكن ممكن إشارات القران تدل على ماذا على روح رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) ومن تالي نعرف ماذا حقيقة فاطمة( عليها السلام) حيث وصل إلى مقام لم يصل إليه حتى الملائكة المقربون فدنا فتدلى فكان قاب قوسين لو أدنى.
المقام الثالث : مقامها عند أئمة أهل البيت ( عليهم السلام) لاشك ان سيدة النساء ( عليها السلام) لها مقام عظيم عند أئمة أهل البيت ( عليهم السلام) وهذا ما نستشفه من ماذا من حديث الإمام العسكري( عليها السلام) حيث ورد عن الإمام العسكري( عليها السلام) انه قال : (نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا). الإنسان يكون حجة على الخلق طبيعي لكن يكون الإنسان حجة على الحجج هذا أمر عظيم والحجة هو ما يحتج به على الآخرين ان يكون الإنسان حجة على الخلق نبي او رسول هذا جداً طبيعي لكن ان يكون حجة على الحجج هذا أمر عظيم ولا يعطى هذا المقام لأي شخص هذا المقام لرسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) على بعض الروايات يوم القيامة فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وعلى بعض الروايات جئنا بك على الأنبياء شهيدا بعد ما ورد عن الإمام صاحب العصر والزمان(عج) في كتاب قال فيه وفي ابنة رسول الله أسوة حسنة صاحب الأمر الذي تنتظره الدنيا بأسرها الذي تقام على يده دولة العدل الإلهي ويقول ان أسوتي وقدوتي فاطمة الزهراء( عليها السلام) فأي مقام هذا مقام عظيم.
المقام الرابع : مقامها يوم القيامة أن أفضل مقام تعطى فاطمة ( عليها السلام) يوم القيامة هو مقام الشفاعة الكبرى والذي من خلال هذه المنزلة يظهر مقام وقدر فاطمة ( عليها السلام) عند الله تعالى يوم القيامة وأمام الخلائق جميعاً فقد ورد عن الإمام الباقر ( عليها السلام) وهو يصف موقفها يوم القيامة أكمالاً لحديث الإمام يقول الله تعالى يا أهل الجمع طأطأؤا الرؤوس وغضوا الأبصار فأن هذه فاطمة تسير إلى الجنة فاذا صارت على باب الجنة فتلتفت فيقول الله يا بنت حبيبي لما التفاتتك وقد أمرت بك إلى جنتي فتقول يارب أحببت ان يعرف قدري في مثل هذا اليوم فيقول الله: يا بنت حبيبي أرجعي وانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده وادخليه الجنة قال أبو جعفر الباقر( عليها السلام): والله يا جابر ان في هذا اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أي التفتوا فإذا التفتوا يقول الله يا أحبائي ما التفاتتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي فيقولون يا رب أحببنا أن نعرف قدرنا في مثل هذا اليوم فيقول الله يا أحبائي أرجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة أنظروا من أطعمكم لحب فاطمة أنظروا من كساكم لحب فاطمة أنظروا من سقاكم شربة بحب فاطمة أنظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة فأخذوا بيده وأدخلوه الجنة . والحمد لله رب العالمين .