الندوة الثانية …البحث الثالث .. الباحث حيدر حامد العيداني. العنوان : (( تحقق الوعد الإلهي بين انتظار العلامات وصناعتها )).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
نريد ان نتحدث اليوم ببساطة عن خطاب سماحة المرجع أية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) الأخير حول مفردتي الاستخلاف والاستضعاف وما يلحقهم من مفردة التمكين طبعا كلنا تعودنا على أن نسمع من مختلف الخطباء من مختلف علمائنا اعلى الله مقامهم من أديباتنا الشيعية مفردة العلامات تعودنا نسمعها لكن علامات انفرد سماحة المرجع بتعداد صنف وشكل أخر من العلامات كلنا سامعين علامات الظهور لاقتراب دولة الحق الإلهي المتمثلة بظهور الإمام المهدي( عليهم السلام) سامعين فيها ونعرفها ببساطة واي فرد شيعي يمكن يعد هذه العلامات باعتبارها موجودة في أديباتنا الشيعية وفي موروثنا الشيعي وما شاء الله في هذا العصر حتى صغار السن يختلف عن عصرنا بدءوا يحفظون هذه العلامات مثل مفردات النفس الزكية وقتلها والسفياني واليماني والخسوف والكسوف هذه المفردات المتعلقة بالعلامات سماحة المرجع تعطى مع العلامات تعاطاها بشكل مختلف تماماً.
والان نريد أن نعمل عملية موازاة هندسية ما بين مفردة التمكين التي تناولها سماحة المرجع نراها نفسها مفردة ظهور الإمام ( عليهم السلام) أو ظهور دولة الحق الإلهي نريد أن نعرف لماذا سماحة الشيخ في خطابه الأخير تناول العلامات بطريقة تختلف عن تناولها الكلاسيكي أو تناولها التقليدي خصوصاً أن سماحة المرجع يمثل مدرسة تميزت بمميزات عدة اختلفت عن المدارس الأخرى مدرسة الشهدين الصدرين(قدس) والذي كلاهما تميزوا بقراءة واعية وتشخيص يختلف عن القراءة التقليدية التي عاصروها ايضاً.
سماحة المرجع تعاطى مع مفردة العلامات بتعاطي يختلف عن التعاطي التقليدي فلنرجع إلى العلامات وهي أربع علامات وصول صوت أهل البيت( عليهم السلام) إلى مختلف اصعاق العالم طبعا إذا اسأل أي فرد شيعي هل توجد هكذا علامة يكون الجواب لا توجد هكذا علامة العلامة الثانية هي علامة تصاعد روح التضحية والإيثار والشعور بالمسؤولية عند أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام) ايضاً هذه ليست علامة العلامة الثالثة تنامي حالة الوعي واليقظة وإدراك تحديات المرحلة ليست علامة في أدبيات الموروثات الشيعية ليست بعلامة والعلامة الرابعة ظهور علامات الضعف والتفكك عند الدول المستكبرة وازدياد مشاكلها ايضاً هذه ليست علامة في النصوص التاريخية لأهل البيت( عليهم السلام).
لم نجد هكذا علامات فما الداعي فماذا يريد ان يقول المرجع لنا من خلال هذا التعاطي مع هذه المفردات الجواب تشخيص الحالة عند سماحة المرجع أدى إلى التعاطي معها بشكل مختلف تماماً كما فعل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) عندما شخص حالة التشرذم والتناثر في تعاطي المعارف الإسلامية من خلال طرحه لمفردتي التفسير التجزيئي والتفسير الموضوعي ماذا أدى التفسير التجزيئي للقران ونتائجه وماذا يجب يكون الطرح الجديد المعاصر الذي سماه في حينه التفسير الموضوعي للقران الكريم وماذا أنتج من ثمرات التفسير الموضوعي أنتج حواراً مع القران أنتج حركة مع القران ديناميكية مع القران بينما التفسير التجزيئي أنتج جموداً في التعاطي مع القران أنتج فهماً محدوداً بينما القران صادر من اللامحدود المفروض تكون مفاهيمه غير محدودة السيد محمد الصدر وهو أستاذ سماحة الشيخ اليعقوبي عندما تعاطى مع العلامات تعاطى مع مفردات الظهور مع قضية الإمام المهدي (عج) تعاطى معها بطريقة ايضاً تختلف والسبب.
ان التشخيص لحالة الأمة تطلب التعاطي معها بشكل مختلف كيف يعني لنوضح الفكرة السيد رحمة الله عليه عندما يصل إلى مفردة العلامات التي تسبق الظهور يسميها بالتسمية التالية يقول الظواهر التي تسبق ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام) ويصنفها ظواهر اجتماعية وظواهر كونية بعد هذا التصنيف يأتي يحدثنا عن أن من الظواهر الكونية مثل الخسوف الكسوف الظاهرة سماها الظاهرة وبالمقابل سمى الحالات الأخرى سماها ظواهر اجتماعية وبدأ يعددها كالسفياني واليماني والخرساني والدجال ويأجوج ومأجوج سماها ظاهرة اجتماعية هذه التسميات ممكن تجعلنا نتعامل معها كأجيال معاصرة يعني لو بقينا نتعاطى بالتسميات القديمة والتسميات القديمة فضفاضة في الفهم وايضاً غير مستساغة يعني لو خاطبة احد شبابنا وقلت له يوجد شيء بالأحاديث اسمه يأجوج ومأجوج يقول لي ما هو لازم اشرح له ما هو يأجوج ومأجوج.
وأحاول استعين بالروايات وأحاول استعين بالتفاسير وبالنصوص وحتى من يفهم قصراً يعني يسكت ما يفهمها بالكامل لكن يسكت عني ويذهب بعيداً لكن لا يتحرك أي حركة بالمقابل . السيد من تعاطى مع هذه المفردات تعاطى معها بشكل مختلف وسماها تسميات مختلفة حتى بالإمكان ان تتعالج تتعزز أو تكافح إذا كانت ظاهرة سلبية تكافح وإذا كانت ظاهرة إيجابية تعزز أستمر سماحة المرجع بالخطاب الأخير بنفس الطريقة تعاطى مع العلامات بدل ان يطلق هل المفردات التي ممكن ان تكون غريبة على الذهن المعاصر ممكن ان تكون فضفاضة لا تعاطى مع مفردة واضحة أنا الآن بكل منطقية اذا أريد ان اسأل عقل الشيعي أقول له او العقل الاعتيادي أقول لابد لأجل ان ننتج دولة جديدة ان مهد لها والتمهيد يتمثل اولاً بالدعاية لها والإعلان لها جداً طبيعي طيب هذا لماذا لم يورد في الروايات لان كانت الروايات تعامل مع ناس يختلفون عنا كانت تتعامل مع أجيال وعقلية غير ناضجة النضوج الكافي حتى تعطى مفاهيم عالية مثل هذه المفاهيم التي في الوقت الحاضر نتداولها تماماً مثل النص القرآني عندما يتعامل مع التاريخ القديم (اذهب إلى فرعون انه طغى * فقل له قولاً لينا لعله يتذكر او يخشى).
نجد الآيتين القصيرات تمثل حقبة زمنية لا تقل عن وكفاح مرير لموسى ( عليه السلام) القائد مع أصحابه استمر لمدة ستة أو سبعة سنوات إلى ان انفرج الوضع وانشق البحر وهلك فرعون لكن عندما تعاطى القران مع المفردة تعاطى معها بصورة مختزلة من كان يشرح الحديث من كان يفسر من كان يوضح القائد في حينه سواء كان الرسول( صلى الله عليه واله وسلم) او الإمام ( عليه السلام) المفردات الواردة في علامات الظهور نفس الحالة تحتاج التعاطي في الوقت الحاضر بصورة مختلفة هذا التشخيص الذي اقصده تشخيص سماحة الشيخ للنصوص والروايات التي وردت حول اقتراب الظهور او ما عرف بالعلامات يجب ان تفهم بفهم جديد يجب ان يتم التعاطي معها تعاطياً جديداً كي تكون واضحة كي يمكن المجتمع من التعامل معها .
الان عندما نرجع ونتوسع نرى السيد الصدر وهو أستاذ سماحة الشيخ المرجع هو أول من تعاطى مع قضية الدجال بكل وضوح وبكل صراحة بأنه الحضارة المادية الغربية المعاصرة طبعا من يأتي إلى قائد وقائد شرعي يمثل المرجعية الدينية يمثل الفهم الديني الفهم الواعي للنصوص ويقول هذه المفردة التي كانت غريبة على ذهني تمثل الغرب كل امتداداته بكل حركته بكل سياساته .
أنا أستطيع ان أتعاطى معه لكن إذا تبقى المفردة أحاول افهمها فهم نصي عن طريق تأويلها ما هو معنى الدجال ما هو الدجل إلى أين اصل هذا الدور هو الذي تبناه سماحة السيد(رحمه الله ) والذي استمر عليه سماحة المرجع والذي يحاول ان يخلق حركة في التعاطي مع المفردات الدينية او النصوص الدينية الواردة عن أهل البيت ( عليهم السلام) هذا ما أردنا توضيحه واذا توسعنا بالحديث عن هذا الموضوع نتذكر خطابات سماحة المرجع مثل نحن والغرب تشخيصه لبعض الظواهر المنحرفة وتسميتها بتسميات جديدة ايضاً الخطابات السابقة التي كان يؤشر فيها حالات المجتمع وعلاقته باقترابه او ابتعاده عن الظهور الميمون للإمام صاحب العصر والزمان(عج).
هذا كله يجعلنا نقف كثيراً عند هذا التعاطي نقف كثيراً عند طريقة تعاملنا نحن مع النصوص التاريخية نقف كثيراً لنراجع أنفسنا لأننا مازلنا رغم وعينا رغم تعلمنا رغم دراساتنا المعمقة في الكثير من المعاهد والجامعات مازلنا عندما نصل للنص الديني نتعامل معه تعامل بسيط . والحمد لله رب العالمين.