مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
الندوة الثالثة .. الباحث الثاني : ا م د مصطفى جواد عباس كلية التربية.
+ = -

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين ابي القاسم محمد والة الطيبين الطاهرين

في البدء لابد من كلمة شكر وعرفان للقائمين على مركز الدراسات الفاطمية واخص بالذكر الشيخ الدكتور ثائر العقيلي مدير مركز الدراسات الفاطمية إذ يشرفني ان أشاهد وأتلمس هذا الجهد الذي يبذله القائمين على هذا المركز المبارك  في خدمة الثقافة والمجتمع من خلال أبراز الدور الإصلاحي الرائد للزهراء ( عليها السلام) في نهضتها ضد الظلم والفساد … فكل الشكر للجهود المبذولة

وقبل الدخول في البحث يجب ان نبين ما المراد بالمنهج الاصطلاحي …. فكلمة نهج تأتي بعدة معان لعل من أبرزها الطريق الواسع الواضح وتأتي ايضا  بمعنى الطريق العامر ،” ونهج نهجا اي استبان وصار نهجا واضحا ببنا “وتأتي كلمة أصلاح هي الأخرى بمعان متعددة منها.. ان الإصلاح نقيض الاطلاح او نقيض الفساد ، ورجل “صالح في نفسه ومصلح في أعماله وأموره ” والإصلاح هو الاستقامة على ما تدعو اليه الحكمة ويكون في العز والنفع ، كالمرض يكون  صلاحا للإنسان وقت دون الصحة وذلك انه يؤدي إلى نفع في باب الدين .والصلاح التغيير إلى استقامة الحال والصالح المتغير إلى استقامة الحال . أذن المراد بالمنهج الإصلاحي الطريق الواضح البين  للاستقامة على ماتدعوا إليه الحكمة أو هو الطريق العامر البين لتغير ما هو طالح او فاسد .

 ولكن السؤال الذي يطرح ما هو نوع الإصلاح الذي اراده الله والنبي( صلى الله عليه واله وسلم) وأهل البيت ( عليها السلام) وكيف يكون هذا الإصلاح  …بمعنى  هل هو إصلاح اقتصادي او اجتماعي او ديني او سياسي  وكيف يتحقق من خلال بعض الآيات القرآنية نجد فيها بعض الإشارات إلى كيفية تحقيق الإصلاح فقد ورد في  قوله تعالى في سورة سورة المائدة / 105 ” يا أيها الذين امنوا عليكم أنفسكم ” وورد ايضا في سورة التحريم /6″ يا أيها الذين امنوا  قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ” اذ نلاحظ ان الإشارات القرآنية تركز  على النفس البشرية اي ان الإصلاح يبدأ من الإنسان نفسه بمعنى ان طريق الإصلاح  يبدا من إصلاح الفرد نفسه وهذا المعنى بين في النهج النبوي اذا ركز ( صلى الله عليه واله وسلم) على إصلاح الفرد وتحصينه لكي ينطلق به لإصلاح المجتمع وقد تحقق ذلك رغم كونهم قلة  كما في قوله تعالى في سورة البقرة /249 ” كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة ” وغالبا ما خاطب الله المؤمنين بالقلة .

   أذن كيفية الإصلاح حسب المنهج القرآني تبدأ بإصلاح الذات أولا وجعلها المحرك للإصلاح ويمكن أن نجد قي قوله ( صلى الله عليه واله وسلم)   :” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع ان يغيره بيده فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ” دليل على ذلك   أذن الإصلاح وفق منهج النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) وامتداد الرسالة أهل البيت ( عليهم السلام)  هو تغيير نمط سلوك الفرد وردود أفعاله تجاه محيطه وبذلك صار الحديث النبوي ينص على ” من أحب عمل قوم أشرك في عملهم ” ، والتركيز على  تغيير نمط وسلوك الفرد وردود أفعاله تجاه محيطه بما أرادة الله وبينه النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم) هو ما سيغير المعادلة ويعكسها .

      وهذا الطرح يؤمن بان التغيير لا يحصل من قمة الهرم فغالبا ما يكون  من في القمة معارضا لأي تغيير او أصلاح لكونه الجهة المستفيدة من الوضع الحالي والتغير يأتي من القاعدة أي ان صلاح الفرد سيؤدي إلى صلاح المجتمع وصلاح المجتمع كفيل بأحداث الإصلاح بعد فساده والعكس صحيح ، وان الإصلاح بكل معانية ومدلولاته ( اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ودينيا ) سيتحقق بصلاح الفرد لكونه المنتج لكل هذه المتغيرات فبصلاحه تصلح  ، ويمكن القول ان قول نبينا الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم) ” كما تكونوا يولى عليكم ” او ” عمالكم اعمالكم ” مصدقا لذلك  ، ويجب الانتباه هنا ان المسالة ليست عقابية وإنما هي سبب ونتيجة اي اذا كنت في حالة صالحة سيولى عليكم من  هو صالح والعكس صحيح .

     ولكي يحصل التغيير في سلوك الفرد تجاه محيطه يجب ان يكون على علم بالفساد الحاصل أو الانحراف وغالبا ما يكون عدم شعور  المجتمع بحاجته إلى الإصلاح اكبر عقبة تواجه المصلحين فقد ورد في قوله تعالى على لسان قوم لوط في سورة الأعراف / 82  ” اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون ” وورد في بعض الروايات ان الناس سيقولون للإمام المنتظر (عج) ” ارجع يابن فاطمة ان الدين بخير “، ولكي نتبين البعض من المنهج الإصلاحي للسيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام) والوقوف على أسبابه ونتائجه لا بد من المرور لإلقاء نظرة على طبيعة المجتمع زمن الزهراء ( عليها السلام) ،ان من الأمور المتسالم عليها ان مجتمع الزهراء ( عليها السلام) هو مجتمع النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) لان الفترة التي برز فيها دورها ( عليها السلام) يكاد يكون استمرارا لما كان سائد زمن النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) ،  اذ يلاحظ ان اغلب الروايات التاريخية والموروث الديني عامة يصور لنا ان المجتمع زمن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) هو مجتمع مثالي، وفي الواقع هو غير ذلك فلم يكن المجتمع مثاليا .

     ويمكن ان تبين ذلك من خلال بعض الإشارات الواردة في بعض الآيات القرآنية مثال ذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة  المنافقون الآية /1  بسم الله الرحمن الرحيم ” اذا جاءك المنافقون وقالوا نشهد انك لرسول الله والله يشهد انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون” فيمكن الاستدلال من خلالها على ان المنافقين كانوا يمثلون طبقة يعتد بها وهي موجودة زمنه ( صلى الله عليه واله وسلم) واذا قلنا ان هذه الاية تتحدث عن أناس قد حددهم الله وسماهم بالمنافقين وهم فئة لا يمكن عدها ذات تأثير كبير، نقول:  وان قلنا ذلك تبقى فئة من فئات المجتمع ويمكن ان نضيف عليها عينة أخرى من المجتمع وصفهم الله في سورة الجمعة الاية /11بسم الله الرحمن الرحيم  ” واذا رأوا  تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة والله خير الرازقين”، فالملتفت لما ورد في هذه السورة المباركة يرى ان الله سبحانه وتعالى يخاطب النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) ويصف حال مجتمعه اذ  أنهم يتركون الصلاة لمجرد مشاهدتهم للهوا او تجارة او في حال بروز اي مصلحة مادية لهم او معنوية فأنهم ينصرفون ويتركوا النبي يصلي لوحده ، وهذه الاية تبين مدى جرأة المجتمع على الله ورسوله والمقدسات فالموقف صلاة والإمام رسول الله واليوم يوم جمعة هذا الوصف القرآني الوارد في الآيتين الواردتين أعلاه يصف بعض من المجتمع ،

ونلاحظ من خلال الأحداث التي تلت وفاة الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) أنها  تزدحم بالأحداث المتناقضة والارتجالية، وهذه الارتجالية والتناقض بالأحداث يكشف عن خلل كبير في المجتمع الإسلامي اذ يمكن عده دليلا على عدم استيعاب العدد الأكبر للعقيدة بكل أبعادها وحدودها اذ ما قلنا ان الجزء الأكبر لم يسلم ألا صوريا ، هذا الواقع شكل بداية الانحراف وما ترتب عليه من أثار سلبية إلى يومنا هذا ، فكان لابد من التصدي لهذا الانحراف ، وهنا برزت الزهراء ( عليها السلام) لتصدح بما غفلت عنه قلوب المسلمين .

ورب سائل يسال لماذا لم يقم بهذا الدور أمير المؤمنين  نقول أن السيدة الزهراء ( عليها السلام) شخصية عظيمة ومتميزة، ليس فقط من ناحية النسب الطاهر العظيم والمفخرة والشرف والمنزلة الرفيعة بأن والدها خير الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم)، وبعلها أمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب ( عليه السلام)، وليس لأنها والدة ريحانتي وسبطي رسول الله الحسن والحسين ( عليهما السلام)، والأم لجميع أحفاد الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) لكل من يقول جدي رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم). بل لأنها شخصية كاملة حسب المعايير الإلهية والنبوية وما العجب وهي بضعة الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم)!!. حيث قال عنها والدها سيد الكائنات ( صلى الله عليه واله وسلم): «إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني». وقال: «فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أذاني فقد آذى الله». وقال: «نور ابنتي فاطمة من نور الله عز وجل». وقال: «خلق الله عز وجل نور فاطمة فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع ومن أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء». وقال: «إنّ الله اصطفى على نساء العالمين أربع: آسـية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجـة بنت خويلـد، وفاطمـة بنت محمّـد». وقال ( صلى الله عليه واله وسلم): «فاطمة سيدة نساء العالمين». إنها سيدة عالمة وشخصية قيادية أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا بوالدها ( صلى الله عليه واله وسلم)، والأكثر معرفة وعلما ودراية بتفاصيل الرسالة إذ إن الوحي جبرائيل -والملائكة- ينزل على والدها في المنزل الذي تعيش فيه تسمع وترى.

وعليه فان الزهراء ( عليها السلام) اقدر على إيصال المظلومية للناس لمكانتها من النبي، وأنها مهما تتخذ من أشكال لمنازعتها فلن تكتسب لون الحرب المسلحة اذ تشير بعض الروايات التاريخية ان أمير المؤمنين ( عليه السلام) اخذ مع السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام) يمر على بيوت الأنصار والمهاجرين في المدينة يذكروهم بالرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) وما قاله فيها وفي أمير المؤمنين بعد ان سلب حقهما الخليفة الأول وأنصاره ابتدءا باستلاب نحلة الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) منها ( فدك) والتي قد ينظر لها البعض على انها قضية مادية كانت تسعى لها الزهراء ( عليها السلام) والحقيقة انها ليست كذلك بل كان استلاب فدك لب القضية ، وذلك ان ثبات حق الزهراء واعتراف السلطة بها لها كان يمثل بطلان حجيتهم باغتصاب السلطة .

  حقيقة الواقع ان اغلب الناس في ذلك الوقت لم يكن لهم دور ضاغط لدرجة  تعيد فيها الأمور إلى نصابها الصحيح الذي أراده الله ورسمه النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) فغالب سكان المدينة التزم الصمت  ، هنا كان على أمير المؤمنين والزهراء ( عليهما السلام) التحرك لتوعية الناس إلى النتائج السلبية المترتبة على موقفهم السلبي، فتشير بعض الروايات التاريخية ان أمير المؤمنين ( عليها السلام) كان يأخذ الزهراء ليلا يطوف بها على بيوت المهاجرين والأنصار يذكرانهم بالنبي وحقهما على الناس ، والغريب ان بعض الروايات تصور ان هناك من كان يبكي بعد سماع مقالة الزهراء ونصحها وتذكيرها وبنفس الوقت لم يتحرك لنصرتها الا القليل ولو طرحنا تساؤلا لما يبكي  الناس ولا ينصروا الزهراء ( عليها السلام) .. ويمكن القول ان الزهراء بتذكيرهم ووعظهم ايقضت مشاعرهم ونشطت ذاكرتهم القريبة العهد برسول الله ورفعت الضبابية التي صنعها مغتصبي السلطة  وبهذا أدت ( عليها السلام) ما عليها وبقي القرار للناس الذين لم يملكوا  الإرادة  لأحداث التغيير لان الوعي بالأمور لا يعني امتلاك الارداة على التغيير ( لان الوعي لا يشترط تحقق الارادة في حين ان الإرادة تشترط تحقق الوعي ) اي ان الانتقال من المستوى الأول ( الوعي ) إلى المستوى الثاني ( الارادة ) هو امر متعلق بالناس فالزهراء وأمير المؤمنين ( عليها السلام) حققوا المستوى الأول ( الوعي ) بتذكير الناس وإسماعهم القول الحق وهذا يفند قول القائلين بسكوت أمير المؤمنين ( عليها السلام)  وعدم مطالبته بحقه  وهو مصداق لقولة تعالى في سورة النحل / 125 ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ” وقوله تعالى في سورة البقرة /256 ” لا أكراه في الدين ” اي بين الأمر واتركهم وقوله تعإلى في سورة الغاشية / 21  ” فذكر أنما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر “

   ولم تكتف الزهراء وأمير المؤمنين ( عليها السلام)  بهذا بل أخذت أجراءت  أخرى اذ  تشير الروايات التاريخية انها ( عليها السلام)  ” لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمه من حفدتها ونساء قومها تطا ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) فأنيطت دونها ملاءة ” ( الملاءة اي ضرب بينها وبين القوم ستر وحجاب ) وخطبت خطبتها الأولى في الناس في مسجد رسول الله بعد ان احتشد الناس فقالت : ” الحمد لله على ما انعم وله الشكر على ما الهم والثناء بما قدم من عموم النعم ابتدأها … واشهد ابي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل ان أرسله وسماه قبل ان اجتباه واصطفاه قبل ان ابتعثه … ”                                             نلاحظ بداية حديثها عليها السلام بالتذكير بالنبي ( صلى الله عليه واله وسلم) ومكانته وحقه ثم التفت إلى المجلس وقالت :” انتم عباد الله نصب امره ونهيه وحملة دينه ووصيه ، وامناء الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم زعيم حق فيكم وعهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم ..)

    ثم بينت ( عليها السلام) منهج النبي الذي لم يراعوه بقولها :” فجعل الله الأيمان تطهيرا لكم من الشرك والصلاة تنزيها لكم عن الكبر والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق والصيام تثبيت للإخلاص والحج تشيدا للدين والعدل تنسيقا للقلوب وطاعتنا نظاما للملة وإمامتنا أمانا من الفرقة ..” اي انها عليها السلام بينت أهمية إمامة أمير المؤمنين ووجوب طاعته هي ليست امر اختياري بل من ضمن المنهاج الذي يريده الله ونبيه ( صلى الله عليه واله وسلم)

     بعد ذلك أخذت( عليها السلام) تخصص بالقول اذ تشير الروايات انها ( عليها السلام) ” رمقت بطرفها الأنصار فقالت يا معشر الأنصار ماهذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي اما كان رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) ابي يقول المرء يحفظ في ولده ” ثم قالت : ” يابني قيلة ( المراد بها الأوس والخزرج ) ااهضم تراث ابي وانتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الحيرة وانتم ذوو العدد والعدة والاداة والقوة وعندكم السلام والجنة..) اي انها (عليها السلام) أخذت تذكر جهارا نهارا  في مسجد رسول الله تحث الناس على النصرة ببث الوعي بينهم ورفع الغمامة التي اعترتهم ووصل قولها حد العتب بقولها ( ما هذه الغميزة في حقي ) اي ما هذا الخذلان والسكوت عن نصرتي ، وقولها ( يابني قيلة ااهضم تراث ابي ) .

   ويبدو ان الزهراء وأمير المؤمنين ( عليهما السلام) كانوا على علم بالحالة المزرية التي كان يمر بها المجتمع آنذاك من التخاذل عن نصرة الحق ويمكن عد قول الزهراء مصداقا بقولها ” الا واني قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم  ” وهي إشارات التي عدم تربية النفس تربية صحيحة ومن ثم اعدادها  لتجاوز هكذا مواقف لان اغلب الحاضرين لم يتخلص بعد من أحقاده الجاهلية فبعض فرح بما أصاب الزهراء وأمير المؤمنين ( عليهما السلام) من هضم لحقهما واغتصاب بقولها ”  على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم ” اي الفرحة التي خالطتكم .

   بعد كل هذا سعت الزهراء  (عليها السلام) إلى أجراء ثالث لإصلاح الوضع عن طريق إعلان المقاطعة تجاه السلطة الغاصبة آنذاك وهي بذلك تريد ان تنبه الناس إلى مكانتها وتقصيرهم عن المطالبة بحقها من خلال تقديم نموذج عملي لأحاديث الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم)   «إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني». وصرحت بانها غاضبة عليهم لعلها بذلك تحرك الناس إلى أحداث التغيير الذي يعد الأمور إلى مسارها الصحيح لكن دون جدوى اذا ان الزهراء ( عليها السلام) صدحت بصوتها الشريف رافضه للظلم وأخذت تحث الناس تبين لهم  المسار الصحيح   والنتائج المترتبة على الانحراف  ان ترك دون أحداث التصحيح وان تصحيح المسار لا يتم دون رفض المجتمع للانحراف وهي بذلك تضع لنا قاعدة عامة تصلح لكل زمان ومكان مفادها ان الإصلاح يبدأ من الفرد نفسه لان بصلاحه صلاح المجتمع وبصلاح المجتمع صلاح كل شيء.

والحمد لله رب العالمين.