مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
الملاحق .. الملحق الاول…الباحث الثاني : الشيخ الدكتور ثائر العقيلي
+ = -

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد واله الطاهرين

                   الأخوة الحضور من السيدات والسادة مع حفظ الألقاب.

                     السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

عنوان ورقتي البحثية

((   المرجع اليعقوبي (دام ظله) بين رفض الواقع ورسم المسارات التصحيحية )) .                                         

قبل الدخول الدخول في تفاصيل ورقتي البحثية لابد من الإشارة إلى بعض المقدمات الأساسية والمهمة

والتي أبرزها ما يلي.

المقدمة أولاً: عناونات خطابات سماحة المرجع اليعقوبي ( دام ظله).

يختلف خطاب المرجع اليعقوبي ( دام ظله ) الرابع عشر لهذا العام  بالمقارنة مع الأعوام السابقة و نستطيع تلمس  ذلك من خلال مراجعة بسيطة لعناوين الأعوام السابقة والتي بدأت من عام 2006 والى 2018م. ونستطيع تقسيم الخطابات إلى محورين هما:

الأول : السيدة فاطمة (عليها السلام) منهاج عمل للمخلصين.

1-2006م فاطمة الزهراء ع ميزان الحق الحق.

2-2007م فاطمة الزهراء (ع) يوم الفرقان.

3-2008م فاطمة الزهراء (ع) الكوثر.

4-2009 م فاطمة (ع) يغضب الله لغضبها.

5-2010م هل تريد أن تكون مع الصديقة الزهراء ( ع) بدرجتها.

6-2011 م السيدة فاطمة الزهراء( ع) توقض الأمة لمعرفة قادتها.

7-2012م السيدة فاطمة  الزهراء(ع) وتثبيت الأمة على الصراط.

8-2013 م السيدة فاطمة الزهراء (ع) تحل هذا الدين وتحميه.

ثانياً: السيدة فاطمة (عليها السلام) ومشروع الإنسان الكامل.

1-2014م السيدة الزهراء ( ع) وراثة المستضعفين.

2-2015م السيدة فاطمة الزهراء ( ع) وإقامة حكم الله تعالى.

3-2016م ولقد كرمنا بني ادم الكرامة المطلقة للإنسان.

4-2017 م الوعد الإلهي بالاستخلاف والتمكين.

5- 2108م المعية الإلهية … الثمرات والمراتب.

ويلاحظ على هذه الخطابات انها عبارة عن مجموعة من الرسائل والأبعاد لشحذ الهمم في أيجاد علاقة بين الإنسان المؤمن والحق سبحانه وتعالى من خلال العودة إلى الله والتسليم بما جاءت به الشريعة اما خطاب عام 2019م يعد خطابا  خاصا ًقد وجه للمجتمع العراقي بمختلف مكوناته لهذا قلنا أن  هذا الخطاب الرابع عشر نجده يختلف تماماً كونه خطاباً نوعياً  في المضامين التي سوف نقف في هذا البحث.

ثانياً:رسائل الخطاب الفاطمي الرابع عشر.

عندما نقف مع الخطاب الفاطمي نجد فيه عدد من الرسائل منها.

الرسالة الأولى: السياسية :

ونجد في هذه الرسالة يحمل سماحة المرجع سوء الأوضاع السياسية وتردي الظروف الاجتماعية والأخلاقية الى السلطة وبعض الأحزاب السياسية المتنفذة ولم يسم تلك الجهات لوضوحها في الشارع العراقي وذلك عندما اشار الى عدد  من مصاديق الانحراف التي وصلت الى مديات غير معقولة كما عبر حيث ذكر منها التالي.

  • فساد مالي تحَّول إلى ثقافة عامة فأدى إلى تخريب مؤسسات الدولة وشمل حتى الخدمات الحيوية كالصحة والتعليم والقضاء والأمن

  • تجارة للمخدرات وإلادمان عليها.

  • احتفالات الفسق والفجور .

  • العلاقة المشبوهة بين الجنسين.

ثم ذكر نتائج ذلك على المجتمع عبر الإشارة إلى التالي.

  • حالات الطلاق

  • الانتحار،

  • ازدادت الصراعات العشائرية التي تخلّف ضحايا وخسائر بالأموال وتغذيها أحياناً بعض الأحزاب المتنفذة للحفاظ على مصالحها الشخصية.

  • انتشرت الملاهي ومحلات بيع الخمور بشكل غير مسبوق وأصبحت متاحة حتى للصبيان وتمارس عملها بشكل علني وبحماية السلطة وبعض الجهات المتنفذة،

  • التشكيك في العقائد الحقة والثابتة بل الاستهزاء بها والدعوات إلى نبذها أصبحت علنية بلا حياء ولا مراعاة لمقدسات المجتمع وحرماته.

الرسالة الثانية: الرسالة التربوية :

واقصد بها الرسالة التي حملت عدد من المعاني التي اختص بها المجتمع من خلال الإشاراة الى المفاسد التي استنكرها سماحته واستنكر سكوت الأمة عليها وهي تدعي تدعي حب فاطمة ( ع ) وفي بلد ضمن الأجساد الطاهرة من أهل البيت (عليهم السلام ) في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء.وفي ذلك تنبيه وتحذير الى الكفر بهذه النعم التي لدى المجتمع فهم (عليهم السلام) أبواب رحمه الله ومواطن نزول البركة ومواطن استجابة الدعاء وخلاف هذه المعاني هو الكفر بالنعم واستخفاف بتشريعات السماء.وهنا صرخة  غضب  من سماحته للحق تعالى على ما وصل اليه المجتمع الذي ربما يستحق نزول الغضب الذي نجهل عنه كل شيء.

الرسالة الثالثة :المرجعيات الدينية.

لم نجد تسمية صريحة إلى المرجعية الدينة التي أشار لها سماحة المرجع في الخطاب وذلك في قوله : ((وفي ظل حكومات يتسيّدها الإسلاميون وتدعي الالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية؟)).وانا في الحقيقة افهم ان سماحته يحمل تلك المرجعيات الدينة التي تركت المجتمع بيد تلك الأحزاب المتنفذة كل المسؤولية لسكوتها وعدم النهوض في تكاليفها الشرعية خصوصاً ان تلك الأحزاب تدعي الارتباط والعمل بتوجيهات تلك المرجعيات الدينية.وهذه الإشارة تحمل معاني الشجاعة والصلابة في قول الحق من قبل سماحة المرجع اليعقوبي ( دام ظله).

بعد هذه المقدمات علينا الشروع في ابرز محاور الخطاب الفاطمي .

المحور الأول :  دوافع اختيار سماحة المرجع قوله تعالى: (((وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)  (الزمر:54).

هنا علينا التساؤل عن سبب اختيار سماحة المرجع هذه الآية دون غيرها من الآيات الشريفة، وهو سؤال مهم ومحوري؟.

اعتقد كان اختيار سماحة المرجع دقيق وموفق للغاية فقد جاء بأية تنسجم مع أهداف الخطاب العام والرسائل التي أراد إرسالها الى الأمة. فنجد دلالات كلمة (( وأنيبوا)) التي فسرها سماحته (( أي ارجعوا عن ذنوبكم وأخطائكم وغيّروا طريقة حياتكم البعيدة عن الله تعالى)) والتي تدخل في منظومة التوبة ونحن  عندما نرجع إلى المصادر ذات العلاقة أمثال المعجم المفهرس لعبد الباقي نجده أشار إلى (89) شاهد قراني حول التوبة بمختلف اشتقا قات القران الكريم ولكن  سماحه لم يستخدم اي من مفردات التوبة فأشار إلى الآية 54 من سورة الزمر والتي من مصاديقها التوبة. وهنا يتضح الفرق بين المصطلحين كبير فالأول الرجوع مع التوبة والثاني التوبة مع احتمالية الرجوع خصوصا أن الآية مشروطة بالتسليم.وهذه إحدى أهم الرسائل التي يرسلها سماحة المرجع الى الأمة من اجل العودة الى الله تعالى وليس فقط التوبة لا نها غير كافية وفق مراحل الانحراف التي وصلت إليه الأمة هامش حياته اليومية.

المحور الثاني:العلاقة الثنائية بين الآية وعنوان الخطاب.

نلاحظ العلاقة الترابطية بين العنوان والآية واضحاً فالعنوان انعكاس للآية الشريفة وهذا يصور لنا دقة اختار العنوان والذوبان في المعاني القرآنية من قبل سماحته فكلمة الرجوع في العنوان هو انعكاس لكلمة ( وأنيبوا) في الاية وكلمة الانقياد في الخطاب مرادفة لكلمة ( واسلموا)  في  الآية.وهذه المعاني غاية في الجمال والدقة.وهذا درس قرآني لنا من اجل التدبر والتعمق في القرآن الكريم وجعله جزاءا من حياة الإنسان الرسالي وليس على الهامش.

المحور الثالث :دلالات معاني الوصية في الخطاب الفاطمي.

افتتح  سماحة المرجع خطابة بذكر الوصية بقوله : ((هذه وصية ربكم )) في أشارة إلى الآية التي افتتح بها خطابة المبارك والمتمثل في الآية 54 من سورة الزمر ودون شك هذه الوصية ليست فقهيه كالوصية المالية أو العهدية بل هي وصية قرآنية تتمثل في وصية الهداية والصلاح والتحذير من العاقبة السيئة والأفعال القبيحة.ومن هنا جاء ت معاني الاستمرارية الزمنية عبر التاريخ لهداية البشرية وهذا ما أرادت السيدة فاطمة (ع) القيام به من الوصاية القرآنية لتعيد الأمة إلى رشدها بعد  انقلابهم على أعقابهم ومخالفتهم نبيهم وإمامهم . ومن ابرز لوازم هذه الوصية والدور الفاطمي للسيدة فاطمة ( ع) ضرورة وجود من يقوم بهذه الدور عبر المسيرة البشرية ونحن نجد في العراق خير من مثل هذا الدور سماحة المرجع اليعقوبي ( دام ظله ) ومن هنا علينا ان نتحمل المسؤولية للوقوف مع سماحته في جميع المشاريع  القائمة او الجديدة وبمختلف الاختصاصات.لان عدم الوقوف خذلان للوصية الإلهية والقيادات الربانية التي تتصدى لتطبيقها على الأرض.

المحور الرابع :التفريق بين الأيمان الحقيقي والإيمان والمزيف.

فرق سماحة المرجع بين مفهومين مهمين هما الأيمان الحقيقي والأيمان المزيف عبر نقطتين هما:

1-قال : لا يمكن ان يجتمع حب فاطمة ( ع ) وموالاتها وطلب شفاعتها مع ما انحدر اليه المجتمع من مفاسد وانحراف وانحلال بلع مديات غير معقولة.

2-وهل نرجوا شفاعة الزهراء (ع) ونعدُ أنفسنا من شيعتها ونحن نرى كل هذا الظلم والانحراف ولا نتحرك بالشكل الكافي لمواجهته.

المحور الخامس:الدعوة الى العمل الرسالي.

استنهض سماحة المرجع فئات المجتمع أكثر من مرة  في الخطاب ونجد ذلك في  دعوات وجهت نستطيع تقسيمها الى التالي.:

الأولى عامة: إلى جميع أبناء الأمة.

وذلك في موضعين الأول: عندما قال:  وهل نرجوا شفاعة الزهراء (ع) ونعدُ أنفسنا من شيعتها ونحن نرى كل هذا الظلم والانحراف ولا نتحرك بالشكل الكافي لمواجهته. والثاني: أيها الأخوة والأخوات إذن نحن بحاجة إلى أن نحيي في أنفسنا هذه الغيرة الفاطمية ونستمد من القيام الفاطمي العزم والقوة للتحرك في جميع الساحات وبكل الوسائل الفاعلة البنّاءة والمؤثرة للعمل بما أمرت به هذه الآية الشريفة أداء لرسالة الصلاح ولمكافحة الفساد والانحراف والضلال والظلم أسوة بالأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين).

الثانية خاصة: إلى جميع النخب.

 والتي خص فيها النخب فقط بقوله : ان الله تعالى يستنهض عباده المؤمنين خصوصاً النخبة العاملة الرسالية الواعية للدفاع عن المحرومين والمستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة الا بالله العلي العظيم ويدعوهم إلى التحرك لإنقاذ إخوانهم من ضعاف الأيمان والعقيدة والجاهلين بأحكام الشريعة فيرفعون عنهم الشبهات والشكوك ويعلمونهم الأحكام الدينية ويطلعونهم على سيرة المعصومين (عليهم السلام) وأخلاقهم وتعاليمهم وليغيّرون الظلم والفساد.

السادس : أهداف الخطاب الفاطمي الرابع عشر.

1-رفض المرجعية وتنديدها لجميع الممارسات السياسية والاجتماعية والأخلاقية في داخل المجتمع.

2-يعد هذا الخطاب وثيقة تاريخية كونه الخطاب الوحيد الذي وجه من قبل سماحة المرجع الى المجتمع العراقي بصورة مباشرة وفي هذا المسار.

3-علمنا سماحة المرجع من خلال جميع خطابات المرحلة ان هناك خطابات مفصلية قبل وقوع الكوارث في العراق  والشواهد كثيرة في هذا المجال وربما هذا الخطاب من نوع تلك الخطابات.

4-إعادة تنظيم العمل الرسالي وشحذ همم المتقاعسين من الرسالين الذين تخلوا عن العمل الرسالي للعديد من الأسباب . كا جاء في قوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104).

5-مما يميز هذا الخطاب انه شمل جميع طبقات المجتمع فيه فلم يستثني طائفة معينة حتى المرجعيات الدينية الأخرى.

6-حمل الخطاب المسؤولية على الجميع ودعاهم الى العمل في الساحة بمختلف الوسائل وبمختلف الإمكانيات.

7-ان تأكيد سماحة المرجع على دور السيدة فاطمة (ع) على الأمة بالعودة إلى أولياء الأمر دعوة الى الأمة بمراجعة مواقفها وتصحح مسارها الفكري والقيادي.

السابع:تحمل المسؤولية وأداء الواجبات.( وهي في الحقيقة تصلح ان تكون توصيات الندوة).

ان دعوة سماحة المرجع بقولة : ((أيها الأخوة والأخوات إذن نحن بحاجة إلى أن نحيي في أنفسنا هذه الغيرة الفاطمية ونستمد من القيام الفاطمي العزم والقوة للتحرك في جميع الساحات وبكل الوسائل الفاعلة البنّاءة والمؤثرة للعمل بما أمرت به هذه الآية الشريفة اداءً لرسالة الصلاح ولمكافحة الفساد والانحراف والضلال والظلم أسوة بالأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)).

 في الحقيقة انا اعتبر هذا المحور من المهمة المحاور التي أشار لها سماحة المرجع كونها المسار التصحيحي للواقع الإسلامي التي تمر بها التجربة الإسلامية في ظل التمكين الإلهي ليرى الخط الإلهي كيف يخطط في هذه المرحلة التي ربما لن تتكرر وفي هذا المحور رغم دعوة المرجعية للعمل هي في ذات الوقت نجد دعوة  لمراجعة الحسابات من قبل جميع  الرسالين العالمين في الساحة الإسلامية .

علينا ايها الأخوة تحويل خطاب سماحة المرجع إلى برامج علمية جديدة تنسجم مع خطورة المرحلة وأهميتها لذلك اقترح التالي.

  • عقد مؤتمر موسع من اجل مراجعة الخطط وتطوير الوسائل التي يتم العمل بها في داخل المجتمع .

  • العمل على إيجاد حلقات التواصل مع النخب وبمختلف الاختصاصات لذلك اقترح تشكيل مكتب نخب يختص بمكتب المرجعية في البصرة.

  • محاولة مد جسور العلاقة مع مكاتب المراجع والعلماء من اجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة في حدود المشتركات في العمل الإسلامي.

  • تشكيل غرفة رصد خاصة في مكتب المرجعية لرصد جميع الظواهر السلبية وتحويلها الى مكتب النخب المقترح لمعالجة تلك الظواهر المجتمعية.

  • تأسيس مركز دراسات يعمل على تطبيق الخطط التي تسوق له من قبل مكتب النخب او من قبل الخط الديني لتكون برامج عمل على ارض الواقع الاجتماعي.

وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.