المواقف الجهادية والسياسية في سيرة السيدة الزهراء (عليها السلام)الشيخ الدكتور ثائر العقيلي
المواقف الجهادية والسياسية في سيرة السيدة الزهراء (عليها السلام)
لقد طرز لنا التاريخ الإسلامي ، بأحرف من نور لتاريخ عدد من نساء العالمين ويأتي في مقدمة النسوة التي ينبغي لنا الوقوف على سيرتها لاستهلام الدروس والعبر في مختلف النواحي السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ونحن في هذه الخطبة سوف نقف على بعض دروس سيرتها الجهادية والسياسية لذلك سوف نشير الى ذلك عبر محورين هما :
أولاً : المواقف الجهادية والسياسية في العهد المكي والمدني في مرحلة ما قبل استشهاد الرسول ( q ).
تمثل هذه المرحلة التاريخية أحدى أهم المراحل التاريخية التي عاشت خلالها السيدة فاطمة (عليها السلام) بعض المواقف الجهادية والسياسية ضد المعسكر الشركي المتمثل في قريش وابرز تلك المواقف الآتي :
1-العهد المكي.
يمثل هذا العهد في سيرة السيدة فاطمة (عليها السلام) مرحلة من اهم مراحل حياتها المقدسة ،كونها تعكس لنا مدى حجم النظوج السياسي والجهادي في هذه المرحلة وذلك ضمن قراءة تحليلة وفقق المعطيات البشرية الطبيعة لها (عليها السلام). ولكن ما نلاحظه على هذه المرحلة على رغم من الأهمية المشار اليها أعلاه، نجدها قد اتصفت بعدد من المميزات ،أعطتها طابع خاص ، ومن ابرز تلك المميزات الأتي.
1_ أن الثمأنية عشر ربيعاً من عمر السيدة فاطمة (عليها السلام) ، شكلت دوراً مهماً ،في تحجيم الأنشطة السياسية في داخل الاوساط ذات العلاقة.
2-أن للبيئة المكية ظروف لعبت دور كبير في تحجيم حركة وحرية المرآة ، وهذه البيئة لا تختلف كثيراً عن العادات والتقاليد السائدة في سائر الحواضر العربية الاخرى.
3-أن بعض المواقف السياسية تتطلب حضور الرجال دون النساء الأمر الذي قلل من حضورها السياسي.
4-أن بعض الاعمال تدخل في باب العبادات الخاصة التي تتطلب في غالبها السرية والكتمأن، الأمر الذي جعلها بعيدة عن التدوين التاريخي.
أن الروايات التاريخية التي وصلت الينا متعددة ، نستطيع أن نلتمس من خلالها الادوار السياسية والجهادية للسيدة فاطمة (عليها السلام) .ومن ابرز تلك المواقف الاتي.
أ-الوقوف بوجه مشركي قريش .
روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : (( بينما رسول الله ( q ) يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، وقد نحرت جذورها بالامس فقال ابو جهل : أيكم يقوم الى سلى جذور بني فلأن فيأخذه ، فيضعه في كتفي محمد اذا سجد ؟ فأنبعث أشقى القوم ، عقبة بن ابي معيط ، فأخذه فلما سجد النبي ( q ) وضعة بين كتفيه ، فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض ، وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله ( q ) والنبي ساجد ما يرفع رأسه ، حتى أنطلق أنسأن فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية ، فطرحته عنه ثم أقبلت تشتمهم ، فلما قضى النبي( q ) صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم قائلاً (( اللهم عليك الملأ من قريش …..( قال ابن مسعود ): فو الذي بعث محمداً( q ) بالحق رايت الذين سمي صرعى يوم بدر ))([1])، وابرز مأنسجله على هذا النص عدة امور ابرزها الاتي.
1_ شجاعة السيدة فاطمة (عليها السلام) الفريدة التي جعلتها تقف بوجه كبار مشركي قريش .
2_ أن موقف السيدة فاطمة (عليها السلام) ناشئ من صلابة العقيدة والإيمأن الراسخ بالرسول والرسالة ، ولم يكن ناشئ من العاطفة الابوية فقط .
3_ يبدو أن هذه الحادثة وقعت بعد وفاة ابي طالب(رضوأن الله عليه) لأن زعماء مكة كانت لاتجرأ للأعتداء على النبي ( q ) وهو على قيد الحياة ، وهذا المعطى يثبته قوله النبي ( q ) : : ((ما زالت قريش كاعة عني حتى مات أبو طالب )) ([2]).
4_ أن شتم السيدة فاطمة (عليها السلام) لا يصح أن ينسب لها ، لذلك نرجح أنه من وضع الرواة او أن المقصود بالشتم هو التعرض لشركهم .
5_ لم نجد في المصادر التاريخية قيام رسول الله ( q ) قد تعرض بالدعاء على قريش الا في هذا الموضع ، لذلك نرجح أن هذا الدعاء ناشئ من أنفعال وحزن السيدة فاطمة (عليها السلام) الذي دخل عليها بسبب قريش ، الأمر الذي دفع النبي ( q ).
ب-الهجرة الى المدينة .
مثلت الهجرة الى المدينة أحد أهم الابعاد الاستراتيجية في الفكر النبوي الشريف ، للعديد من العوامل المهمة والتي يأتي في مقدمتها المحافظة على العنصر البشري من المسلمين ، لذلك أمر جميع المسلمين بالهجرة اليها ، بعد بيعه العقبة الثأنية .
بدأت الهجرة الفاطمية بعد هجرة النبي الاكرم ( q )، الذي خرج من مكة متوجهاً الى يثرب بعد علمه بأمر قريش وتدابر اغتياله([3]). وهذا المخطط القرشي أشار له القرأن الكريم في قوله تعالى: ((øÎ)ur ãä3ôJt y7Î/ z`Ï%©!$# (#rãxÿx. x8qçGÎ6ø[ãÏ9 ÷rr& x8qè=çGø)t ÷rr& x8qã_Ìøä 4 tbrãä3ôJtur ãä3ôJtur ª!$# ( ª!$#ur çöyz tûïÌÅ6»yJø9$#))([4]) .
ولابد لنا التساؤل عن المكان الذي خلف رسول الله ( q ) فيه السيدة فاطمة(عليها السلام)، في مكة لأن المصادر لم تشير الى روايات في هذا المجال ، وعلينا أن نفترض عدة فرضيات ابرزها الاتي.
الاولى:أن رسول الله ( q ). تركها في منزلها مع توفير الحماية الخاصة لها، من قبل بعض الاشخاص في مقدمتهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (u)، والسيدة فاطمة بنت أسد.
الثأنية: أن رسول الله ( q ) ارسلها الى بيت السيدة فاطمة بنت أسد لتكون تحت رعايتها.
الثالثة:أن رسول الله ( q ) تركها في مكان لايعلم به أحد حفاظاً عليها من قريش .
وعلى فرض صحة اي فرضية من هذه الفرضيات الثابت تاريخياً والذي لاخلاف فيه عدم خروج السيدة فاطمة (عليها السلام) من مكة مع رسول الله ( q ) أثناء هجرته الى المدينة.
بعد هجرة الرسول الاعظم ( q ) متوجها الى المدينة عهد الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (u)، ، للقيام بعدد من الوظائف كان من بينها ارجاع الامأنات التي كانت بعهدته الى اصحابها والهجرة بالفواطم وقد تصدد قريش الى هذه الهجرة العلوية العلنية فأرسلت عدد من مقاتليها لمنعة (u)، وقد واجه هذا الموقف الإمام علي بن ابي طالب (u)، بشجاعه فريدة وصلابة كبيرة فما كان منهم الا العودة خائبين([5]) .
لم تكن الهجرة في فكر وعقيدة السيدة فاطمة(عليها السلام) ، أنتقالاً جغرافياً من مكة الى يثرب ، بل كانت تدرك أن الهجرة مرحلة من مراحل تأسيس الدولة المحمدية التي سوف تعمل على نشر الدعوة الالهية الى جميع أنحاء العالم .
قضى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (u)، ليلته تلك مع الفواطم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر ثم سار حتى قدم المدينة وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم : )الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَأنكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار(194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أني لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ((([6]). وقد ذهب الطوسي وابن شهرأشوب أن المقصود في الذكـر الإمام علي بن ابي طالب (u)، والأنثى السيدة فاطمة (عليه السلام) ([7]).
أن هذه الاية الشريقة ترسم احدى اهم الحطات المهمىة والرئيسة في حياة السيدة فاطمة (عليها السلام ) ،ذات المنهج الحركي الذي طرزت ملامحة منذ البدايات الاولى على التعرض للصعاب ،والسير في المنهج الالهي والمحمدي وعند الوقوف مع الايه نستقرأ دلالاتها والتي ابرزها الاتي.
1-الذكر الالهي الدائم لامير المؤمنين والسيدة فاطمة(عليها السلام ) بقرينة القيام والقعود وهذا يرسم لنا حجم الارتباط مع الله والذوبأن في ذاته المقدسة.
2-التفكر في خلق السموات والارض من قبلهما (عليهم السلام) والتي كانت ابرز نتائج ذلك التفكير الاقرار بعظمة صنع الخالق سبحأنه وتعالى .
3-الاقرار في الميعاد الالهي الموعود الذي ابرز لوازمة العقدية الاقرار بيوم القيامة والجنة والنار.
4-ألاستجابة الالهية لهما لجميع فعالياتهم العبادية والعقدية بقرينة (أعمالهم) التي توحي الى الاطلاق .
5- يبدو أن هذا النص القرآني يمثل النص الاول في تاريخ السيرة الفاطمية الذي يؤرخ لعدد من الجوأنب في المنظومة الفكرية الفاطمية، والتي بدورها ترسم حجم ومقام السيدة فاطمة (عليها السلام في هذه المرحلة.
عندما نتأمل في هذا الموقف الفاطمي نستطيع أن نلتمس منه الجهاد السياسي والفكري ،من اجل مناصر الدعوة ، من جهة وأن هذه المرحلة من تاريخ السيدة فاطمة (عليها السلام ) جزءاً اساسياً من أحداث أنتصارات الدعوة الإسلامية التي شكلت منعطفاً أساسياً في قيام الدولة المحمدي ، والمهم أن هذه المواقف لم تنشأ من العاطفة فحسب بل من الابعاد العقدية القائمة على طاعة الله ورسوله( q ) .
2: العهد المدني .
تعددت المواقف الجهادية والسياسية للسيدة فاطمة (عليها السلام ) في هذا العهد ، اختلافاً كبيراً بالمقارنة مع مرحلة العهد المكي ، ودخلت في طور جديد من الناحية الجغرافية والفئوية ، ففي هذا العهد اتجهت المواقف باتجاه المشركين والمنافقين والمسلمين ، بينما في العهد المكي مع المشركين فقط . وما يميز هذه المرحلة أنها مرحلة تأسيس وتكريس لجميع مبادئ الإسلام المقدس .وعلى ضوء ذلك لابد أن نقسم هذه المرحلة الى قسمين مهمين هما .
أ-المواقف الجهادية قبل استشهاد رسول الله ( q ).
أمتدت هذه المرحلة قرابة عشرة أعوام عاشت السيدة فاطمة (عليها السلام ) خلالها ، أهم مراحل تاسيس الدعوة وأخطرها ، إذ واجه رسول الله ( q ) ودولته الفتية عدد كثير من التهديدات حيث اليهود والمنافقين من الداخل والمشركين من الخارج ، ونستطيع تلخيص ابرز تلك المواقف عبرَ الاتي
أولاً_ المواقف الجهادية .
ولا بد لنا أن نميز هذا المصطلح (المواقف الجهادية) هنا عن سائر ما تقدم من تعبيرات تعرضنا لها فهنا نقصد فيه المواقف العسكرية فقط، والتي أبرزها المعارك الآتية :
1- معركة أحد .
أتفقت المصادر التاريخية في مشاركة السيدة فاطمة (عليها السلام) في معركة أحد بعد هزيمة المسلمين فيها ، وتوجههم نحو المدينة ، حيث يروي الواقدي خروجها (عليها السلام) لتضمد الجرحى واعداد الطعام وحمل الماء للمقاتلين ، برفقة (14) امرأة ، حيث توجهت نحو أبيها رسول الله ( q ) ، الذي أصيب بعدد من الجراح وقد عمدت (عليها السلام) الى حصير واحرقته حتى صار رماداً فوضعته على الجرح لتوقف الدم ([8])، بينما روى ابن هشام تفاصيل أخرى تختلف عما رواه الواقدي من ناحية جغرافية المكان اي اللقاء بين السيدة فاطمة (عليها السلام) ورسول الله ( q ) ودورها حيث يروي : (( فلما أنتهى رسول الله ( q ) الى أهله ناول سيفه أبنته فاطمة فقال : أغسلي عن هذا دمه بابنيه ، فو الله لقد صدقني اليوم …))([9]) بينما يروي الشيخ المفيد بقوله : (( وأنصرف النبي ( q ) الى المدينة ، فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) ومعها أناء فيه ماء فغسل وجهه ، ولحقه أمير المؤمنين (u)، وقد خضبت الدم يده الى كتفه ومعه ذو الفقار فناوله فاطمة (عليها السلام) وقال لها : خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم، وأنشأ يقول يقول .
أفاطم هاك السيف غير ذميم
فلست برعديد ولا بمليم
لعمري لقد أعذرت في نظر أحمد
وطاعة رب العباد عليم
أميطي دماء القوم عنه فأنه
سقى آل عبد الدار كأس حميم
وقال رسول الله (عليه السلام) : خذيه فاطمة ، فقد ادى بعلك ماعليه ، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش ))([10]) .
ويبدو من خلال هذه الاشارات التاريخية أن الواقدي اكد مشاركتها بعد أنهاء معركة أحد و بعد رجوعه رسول الله ( q ) والمسلمين معه ، وقيامها (عليها السلام) بتضميد جراحاته خارج منزلة ، على عكس ابن هشام الذي أكد عدم خروجها (عليها السلام) من منزلها مؤكداً أن اللقاء بينها وبين رسول الله ( q ) كان في أحد غرف بيته دون التحديد لاي مكان . ويبدو أنه كان في بيت السيدة فاطمة (عليها السلام) بقرينة وجود الإمام (u)، فيها اذ ليس من المنطقي أن يتوجه (u)، مع رسول الله( q ) في بيت إحدى أزواجه في أوائل العودة ,بينما نجد الشيخ المفيد لم يتعرض كذلك لجرحات النبي ( q ) كما حال ابن هشام لاسيما عدم تحديد مكان معين للقاء بينهما . لذلك نرجح على ضوء ما تقدم خروجها من منزلها مع سائر المسلمين الذين خرجوا لأستقبال رسول الله والمسلمين العائدين من المعركة وقيامها بمساعدة رسول الله ( q ) وزوجها بعد وصولها الى البيت كما يبدو من رواية ابن هشام والشيخ المفيد.
2- معركة الاحزاب .
تعد معركة الاحزاب ثأني المعارك الدفاعية في التاريخ العسكري للرسول الاكرم ( q ) والتي سطر فيها الفكر العسكري أروع الملاحم والعبر في مواجهة التحديات التي تعرضت لها رسالته ودولته من المعسكر الشركي ، والتي جاءت أنعكاسا لدور الرسول ( q ) ضد بني النظير الذي نقضوا عهدهم في السنة الرابعة للهجرة ، فأجلالهم رسول الله( q ) من المدينة ، فتحالفوا مع قريش. ([11])
المهم لدينا بعد هذه المقدمة معرفة حجم دور السيدة فاطمة (عليها السلام ) في المعركة وهذا الأمر يوضحه قول أمير المؤمنين (عليه السلام ) بقوله : (( كنا مع النبي ( q ) في حفر الخندق اذ جاءته فاطمة ومعها كسره خبز فدفعتها الى النبي ( q ) فقال النبي ( q ): ما هذه الكسرة ؟ قالت قرصاً خبزتها للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسرة .فقال : لها ( q ) : أما أنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث))([12]) .
وبعد قراءة النص نسجل عدة أمور ابرزها :
أ_ الحضور الفعلي للسيدة فاطمة (عليها السلام) في الخطوط الإمامية للمواجهة العسكرية ، وهذا يثبت شجاعتها (عليها السلام) .
ب_ أن النص على الرغم من أشارته للدعم المادي البسيط تجاه رسول الله ( q ) من قبل السيدة فاطمة (عليها السلام) الا أن هذا لأمر ينطلق من شعورها تجاه رسول الله ( q ) كرسول ونبي أولاً وكأب ثأنياً . الأمر الذي يمثل صورة من صور التلاحم بينهما .
ج- نلاحظ أن النص يثبت حضور السيدة فاطمة في المواجهة القرشية مع النبي ( q ) مرة واحدة فقط ، الا أن هذا لا يمنع من حضورها أكثر من ذلك .
د-المهم بعد الذي تقدم نشير الى أن هذا الموقف يمثل صورة من صور الواقفوف الجهادية العامة وليس الخاصة أذ لم يكن في زمن المواجهة المباشرة مع مشركي قريش .
3- خيبر .
تعد معركة خيبر أحدى أهم المعارك التي خاضها رسوا الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد اليهود في السنة السابعة للهجرة ، والتي تبعد عن المدينة قرابة (175) كيلو متر والتي كانت عبارة عن عدد من الحصون ([13]) .
لم تشير المصادر التاريخية لدور معين في معركة خيبر فغاية ما أشارت اليه حصولها على بعض اسهم غنائم المعركة ويروي الواقدي وابن هشام حصولها على (85) وقيل مني وسق([14]) .وهذه الاشارة تحتاج الى دراسة اكثر عمق اللأسباب الاتية.
1-أن قضية أستصحاب رسول الله ( q ) فضلأ عن سائر المسلمين النساء معهم في المعارك كما تشير المرويات التاريخية يحتاج الى دراسة جديدة.
2- أن المرويات لم تبين لنا اي دور للسيدة فاطمة (عليها السلام) حصولها على بعض الغنائم من معركة خيبر فقط.
3-أن الواقع العسكري في الحروب يشكل خطورة كبيرة على المرأة بالمقارنة من عدم خروجها مع المسلمين خصوصاً أننا لم نجد لهنً اي دور يذكر في المعارك التي اشارت المصادر فيها الحضور ضمن اصناف المسلمين.
4-أن هذه الإشارات جاءت مطلقة وتحمل الغموض وهذا يدعونا الى فرض عدد من الاحتمالات منها : قد يكون رسول الله ( q ) خصها كما خص بعض المسلمين ببعض الغنائم من دون مشاركة فعلية لها.منها أنها (عليها السلام)حصلت على الغنائم عن طريق الشراء فوقع أشتباة عند المؤرخين في هذا الأمر.منها: أن امير المؤمنين (عليها السلام) أشترك في المعركة فدفع ما قد حصل عليه لها فوقع هذا الاشتباة.
وبعد الذي تقدم من أشارات المصادر التاريخية حول الجأنب الجهادي والعسكري في سيرة السيدة فاطمة (عليها السلام) ، نستنتج عدة امور ابرزها .
1_ أن غاية ما أشارت له المصادر حول حقيقة المشاركات العسكرية في المعارك النبوية هو الحضور الفعلي قبل بدايات المواجهات العسكرية بين المعسكرين ،وذلك في معركة الاحزاب، وهي مواقف لاتعد عسكرية بالمعنى الاصطلاحي والراجح هي مواقف دعم لدولة الرسالة اقرب منها الى الأدوار العسكرية. أما معركة أحُد فقد بينا الخلاف في المرويات التاريخية وقد رجحنا عدم مشاركتها ، واخر الاشارت التاريخية التي تشير الى احتمالية مشاركة للسيدة فاطمة (عليها السلام) في المعارك نجدة في معركة خيبر وقد بينا موقفنا من ذلك مما تقدم.
2_ قلة المعلومات التأريخية في هذا المحور العسكري من سيرتها (عليها السلام) وربماهذا يرجع لإغفال المصادرالتاريخية من جهة او عدم بروزها لرصدها من المؤرخ لتدوينها من جهة أخرى . وليس من البعيد أن لايكون لها دور عسكري مطلقاً.كما بينا في النقطة الاولى.
3_ أن حضور السيدة فاطمة (عليها السلام) ما قبل الاشتباك المباشرة في معركة الاحزاب يعد نصراً للإسلام والمسلمين , لما تمثله السيدة فاطمة (عليها السلام) من أهمية ومكانة في أحاديث رسول الله ( q ).
ثأنياً-المواقف السياسية بعد أستشهاد رسول الله ( q ) .
يلاحظ المستقرأ لتاريخ سيرة السيدة فاطمة (عليه السلام ) بعد استشهاد رسول الله ( q ) عدد من المواقف السياسية التي وقفتها (عليها السلام ) بوجه الحكومة الجديدة، لتؤسس مبدأ المعارضة السلمية ولترسل عدد من الرسائل السياسية ، فالسيدة فاطمة (عليها السلام) ،كانت بجدارة المرأة الاولى في دنيا الإسلام التي أسست لهذا المبدأ الأنسأني المهم، ودون شك أن المواقف السياسية الفاطمية تنطلق من طبيعة الظروف الموضوعية التي توفرت لها ، لذلك سوف نشير الى أبرز تلك المواقف عبر الأمور التالية.
1_ البكاء :-
لم تكن بعدية البكاء في النص القرآني، بالأمر الغائب عن فكر السيدة فاطمة (عليها السلام) ، وقد أشار القرأن الكريم في عدد من آياته المقدسة الى هذا المعنى وقد ضرب أمثلة متعددة كان من بينها، أمثلة بكاء الأنبياء أمثال النبي يعقوب (عليه السلام)، الذي بكى على النبي يوسف (عليه السلام) حتى أبيضت عيناه، وهو على علم كامل أنه على قيد الحياة، ومن ابرز تلك النصوص قوله تعالى:(( 4¯<uqs?ur öNåk÷]tã tA$s%ur 4s”yr’¯»t 4n?tã y#ßqã ôMÒuö/$#ur çn$uZøtã ÆÏB Èb÷ßsø9$# uqßgsù ÒOÏàx.))([15]) ، وهذ النص يؤكد أمرين هما:
الأول : مشروعية البكاء بدليل بكاء الأنبياء (عليهم السلام).
الثأني: أن بكاء النبي يعقوب (عليه السلام) حزناً على يوسف (عليه السلام) حتى أصيب بالعمى أمر لايخلو من فلسفة في فكر النبي يعقوب (عليه السلام) تؤيده في ذلك السماء.
من دون شك أن السيدة فاطمة (عليها السلام) كان في بكائها ، بعد استشهاد النبي ( q ) لا يخلو من عده رسائل تحمل في طياتها الكثير من الفلسفة السياسية والاجتماعية والعقدية ونستطيع أن نقرأ منها الموقف السياسي الرافض للأنحراف السياسي الذي تزعمه الحزب القرشي الحاكم ، كوسيلة من الوسائل التي أتبعتها (عليها السلام) طيلة حياتها . وهي الوسيلة الأهم بعد خطابها في المسجد النبوي، اذ ليس من المعقول ، أن يكون البكاء الصادر منها (عليها السلام) لفقدان أبيها والذي أشارت له بعض الروايات من أنها كانت تبكي الليل والنهار حتى اعترض بعض أهالي المدينة ، الأمر الذي دفع بعضهم للطلب من أمير المؤمنين (عليها السلام) ،أن يطلب منها البكاء أما ليلاً او نهاراً ([16]) . وقد كان من ابرز نتائج ذلك قيام الإمام (عليه السلام) بناء ما يعرف : ((بيت الاحزان )) ([17]).
دون شك أن هناك عده اسباب وراء هذا البكاء غير الحزن الشديد لفقدان ابيها ومن بين تلك الاسباب المعارضة السياسية السليمة التي اغتصبت الخلافة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهذا الاسلوب لم تتفرد به السيدة فاطمة (عليها السلام) من أهل البيت (عليهم السلام) ، بل أنتهج الإمام السجاد (عليه السلام) أسلوب البكاء في العصر الأموي ليبين للناس حجم ظلمهم لأبيه سيد الشهداء (عليه السلام).
2_ الشعر :
مثل الشعر الرثائي أسلوب آخر من أساليب المعارضة السياسية السلمية في فكر السيدة فاطمة (عليها السلام) .تجاه المعسكر القرشي الغاصب للخلافة الالهية ، فهو أسلوب كان أقصر من اسلوب البكاء اذ تزامن مع مراحل دفن النبي ( q ) وما بعده بقليل . الا أن الملاحظ على هذا الاسلوب انه كان أوضح للكثير من بسطاء الفكر السطحي في فهم حقيقة هداف السيدة (عليها السلام) من خلال تلك الأبيات ، وابرز ما روي عنها في هذا السياق قولها .
قد كان بعدك أنباء وهنبثة لو كنت حاضرها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الأرض وابلها فاختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم لما فقدت وكل الإرث قد غصبوا
وكل قوم لهم قربى ومنزلة عند الاله وللأدنين مقترب
تجهمتنا رجال واستخف بنا جهرا وقد أدركونا بالذي طلبوا
سيعلم المتولي ظلم خاصتنا يوم القيامة عنا كيف ينقلب ([18])
نجد في هذه الابيات كثير من الرسائل التي ارسلت من قبل السيدة فاطمة (عليهاالسلام ) والراجح انها كانت تهدف من وراء ذلك وضع المجتمع على بعض الحقائق الغامضة لديهم او حثهم على الوقوف ضد الحكومة الجديدة ،او اقامة الحجة على جميع المجتمع ،للظلم الذي نالهامن دون أن تجد ناصر اومعين؟ وعند قراءة الأبيات قراءة تحليلية نجدها (عليها السلام)،قد لخصت ابرز الاحداث السياسية بطريقة تحمل في طياتها الرمزية الواضحة لأبناء المجتمع المدني ،وابرز تلك الاحداث الاتي:
1-تشير السيدة فاطمة (عليها السلام) بصورة واضحة لأنقلاب السقيفة مؤكدة على وقوع هذا هذا الانقلاب من قبل زعماء قريش ممن هاجر الى المدينة.
2-أكدت (عليها السلام) على أساليب القوم تجاة أهل البيت (عليهم السلام) من خلال عرض اول مظلومية أقتصادية واجهتهم.والتي تمثلت في أغتصاب أرثهم ظلماً وعدواناً.
3-صرحت في الظلم الذي لحق بأهل البيت (عليهم السلام) وعدم أعطائهم مكانتهم الطبيعية في الاوساط المجتمعية.
4-اعلان تهديد صريح للظالمين من قبل السيدة فاطمة (عليها السلام) ومصيرهم الذي سوف يكون جراء ظلمهم .
وقالت السيدة فاطمة (عليهاالسلام):
اغبرّ آفاق السماء وكوّرت شمس النهار وأظلم العصران
فالأرض من بعد النبيّ كئيبةٌ أسفاً عليه كثيرة الرّجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها ولتبكه مضرٌ وكلّ يمان
وليبكه الطّود المعظم جوّه والبيت ذو الأستار والأركان
ياخاتم الرّسل المبارك ضوؤه صلّى عليك منزّل القرآن
نفسي فداؤك ما لرأسك ماثلاً ما وسّدوك وسادة الوسنان([19])
وقالت الزهراء عليها السلام
قل للمغيب تحت اطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
قد كنت ذات حمى بظل محمد لا أخش من ضميم وكان جماليا
فاليوم أخشع للذليل واتقي ضيمي وادفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمرية في ليلها شجنا على غصن بكيت صباحيا
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شم تربة أحمد ان لا يشم مدى الزمان غواليا
المصادر:ابن شهر اشوب /مناقب ،2،208/
وأبرز ما نسجله من ملاحظات الأتي :
الاولى : الإشارات الرمزية لشخصيات لم تصرح (عليها السلام) بأسمائهم .
الثأنية : أكدت على منزلتها من الله وقرابتها من رسول الله ( q ) وعدم مراعاة بعض الشخصيات لتلك المنزلة والقرابة.
الثالثة : أن هذه الأبيات تشير لرمزية المظلومية التي وقعت عليها (عليها السلام ) من الهجوم على دارها وكسر ظلعها وسقوط جنينها .
الرابعة : أشارت للمنبر النبوي الذي يمثل القيادة السياسية الذي غصب من الحزب الحاكم الجديد الذي يحكم باسم الإسلام.
وعلى ضوء ماتقدم من مراثي مختارة كنماذج للسيدة فاطمة (عليها السلام) في حق رسول الله ( q ) ،نعتقد أن السيدة (عليها السلام ) ،قد نجحت نجاحا ًكبيراً في أيصال مجمل الرسائل التي توخت (عليها السلام) ،إيصالها الى المجتمع المدني .
3_ الخطب الفاطمية.
مثل الخطاب العقدي الذي ضمنته السيدة فاطمة(عليها السلام) في خطابها سواء الذي كان في المسجد النبوي او الذي كان في بيتها مع نساء المهاجرين والأنصار كثير من الاشارات السياسية السلمية في الدفاع عن ولاية أمير المؤمنين(u)، والراجح لدينا أن هذا الأسلوب يعد ابرز الاساليب الذي يحمل مواقف سياسية واضحة ومباشرة تجاه الحكومة السياسية الجديدة .
لقد مثل خروج السيدة فاطمة (عليها السلام) في خطابها الاول والذي كان في المسجد النبوي أهم المواقف السياسية الشرعية التي ميزت بين الحق والباطل ، وقد اعلنت (عليها السلام) في عدد من الشواهد التي جاءت في خطابها الاول الذي أكدت من خلاله اهتداء الناس برسول الله ( q ) وأمير المؤمنين (u)، الذي كان يدافع عن ديمومة تلك الهداية وذلك في قولها : ((كلما اوقدوا ناراً للحرب أطفاءها الله او نجم قرن الشيطأن او فغرت فاغره من المشركين ،قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ، ويخمد لهيبها سيفه مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله قريباً من رسول الله سيداً في أولياء الله مشمراً ناصحاً مجداً كادحاً لا تأخذ في الله لومة لائم ))([20]) .
ثم تنتقل (عليها السلام) لتبين للأمة غدرها وخيانتها وانحرافها عن مسار التخطيط الإلهي والمحمدي حيث قالت : (( فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسيكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغوين …. وأطلع الشيطان رأسه من مغرزة هاتفاً بكم فالقاكم لدعوته مستجيبين … ثم أستنهضكم فوجدكم خفافاً … والرسول لما يقبر أبتداراً زعموا خوف الفتنه: (( ألا في الفتنه سقطوا وأن جهنم لمحيطة بالكافرين ))([21]) .
ثم تنتقل لتبين للأمة المرجعية الالهية في جميع امورهم الدينية والدنيوية بقولها : (( ام أنتم اعلم بخصوص القرأن وعمومه من ابي وابن عمي …..))([22]) .
ثم توبخ الامة عن أنحرافهم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بقولها : (( ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الروح الأمين والبطين بأمور الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما الذي نقموا من ابي الحسن نقموا والله منه بنكير سيفه ، وقلة مبالاته لحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتميزه في ذات الله لو مالوا عن الحجة الدائمة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم اليها وحملهم عليها ولسار بهم سيراً سجحا … ليت شعري الى اي اسناد استندوا … (( ولبئس للظالمين بدلاً )) ([23]) .
ويتضح مما تقدم أن التراث الخطابي الفاطمي أكد على الدفاع عن ولاية أمير المؤمنين (u) وهذه الشواهد تثبت ذلك وتؤكد أن الهدف الحقيقي لخروجها (عليه السلام) هو ذلك وأن الدفاع عن حقها الاقتصادي المغتصب المتمثل في فدك وغيرها ، ماهو طريقاً فحسب ، وهذا لا يعني عدم وجوب التكليف الشرعي عليها(عليها السلام) للمطالبة بحقوقها الاقتصادية اوللقيام في فريضة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر .
4_ الوصية الفاطمية .
بعد أن تعرضت السيدة فاطمة (عليها السلام ) للمصائب الكثيرة ، كأستشهاد أبيها رسول الله ( q ) ، وتعرضها للضرب في الهجوم على بيتها وإسقاط جنينها ، أصيبت بالمرض ([24]) ،حتى أصبح جسمها من شدة المرض كالخيال ([25]).
وعلى ضوء أنعكاسات هذه الظروف القاسية التي عاشت معها السيدة فاطمة(سلام الله عليها) ، من نساء المهاجرين والأنصار ، كانت هناك زيارة لابي بكر وعمر بن الخطاب بوساطة أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أقامت عليهما حجتها وغضبها وكربتها بحديث رسول الله ( q ) في حقها في قوله : (( رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة أبنتي ، فقد أحبني ومن أرضى فاطمة ، فقد أرضأني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ))([26]) .
لم تثمر هذه المحاولة بأي نتيجة حتى أنتقلت الى بارئها وهي غير راضية عنهما، وقد اشارت الى هذا المعنى عدد من المصادر بتعابير عدة منها : (( فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ))([27]) .
أما وصيتها الخالدة عبر الاجيال ، فهي شاهد حي ومستمر على موقفها السياسي الرافض لتلك الجماعة المنحرفة عن طريق الحق لتكون صرخة مدوية عبر الأجيال تدفع الأحرار للتساؤل الدائم عن قضايا تلك الإحداث وقد جاء فيها : (( يا ابن عم ، أنه قد نعيت الى نفسي ، وأنني لأرى مابي ،لاشك أني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي .قال لها علي (u) : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله ( q ) ،فجلس عند رأسها واخرج من كان في البيت ثم قالت : ……. أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فأنهم أعدائي وأعداء رسول الله ( q ) وأن لا يصلي على احد منهم ، ولا من أتباعهم ، وادفني في الليل اذا هدأت العيون ونامت الابصار ))([28]) .
عند الوقوف مع هذه الوصية على الرغم من قصر كلماتها نجد كثير من الأبعاد الأساسية والمهمة والتي أبرزها الأتي.
1- أن في الحضور والمشاركة في تشيع السيدة فاطمة (عليها السلام) كثير من الاثار الدينية والدنيوية ،لذا اوصت أمير المؤمنين (u) بمنع حضور من ظلمها.
2-أن في من حضور من ظلم السيدة فاطمة (عليها السلام) التشيع رسالة واضحة في عدم رضاها عنهم الى أخر حياتها المقدسة .
3-أن السيدة فاطمة (عليها السلام) في وصيتها تستشرف المستقبل الذي سوف يعمد الى وضع الروايات التي تنص على رضاها (عليها السلام) عمن ظلمها.
4-أنها (عليها السلام) أسس لمبدأ الموت من أجل الدفاع عن القضية فكانت (عليها السلام)،اول أمراة في عالم الإسلام ضحت من أجل الدفاع عن ولاية أمير المؤمنين (u).
قائمة المصادر والمراجع
أولاً :- القرآن الكريم :-
ثانياً :- المصادر الأولية :-
الأربلي ، ابو الحسن علي بن عيسى بن أبو الفتح ( ت 692هـ/1292م).
1- كشف الغمة في معرفة الأئمة ، ط1 ، قم ، 1412هـ .
البخاري ، أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم ( ت 256هـ/ 869م)
2_ صحيح البخاري ، د ط ، استانبول ، 1981 م .
– ابن حنبل ، الامام ابو عبدالله احمد بن حنبل ( ت241هـ/855م).
3- مسند احمد بن حنبل ، د ط ، بيروت ، د ت .
– الذهبي ، شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان ( ت748هـ/ 1347م ).
4- تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، تح عمر عبدالسلام ، ط2 ، بيروت،1998م.
– السهيلي ، أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن احمد ( 581هـ/1185م )
5- الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لأبن هشام ، د ط ، بيروت ، 1989م.
ابن شهر آشوب ، أبو عبدالله محمد بن علي ( ت588هـ/1192م ).
6- متشابه القرآن ومختلفه ، د ط ، دمكا ، د ت .
7- مناقب آل أبو طالب ، ط1 ، بيروت ، 2007 م .
الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ت 381هـ/991م).
8- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ، ط1 ، بيروت ، 1984م .
الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير ( ت 310هـ/922م ).
9- تاريخ الرسل والملوك ، تح محمد ابو الفضل ابراهيم ، ط5، القاهرة ، د ت.
-الطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن ( ت460هـ/826م ) .
10- الأمالي ، ط1 ، قم ، 1414هـ.
ابن عساكر ، ابو القاسم علي بن الحسين بن وهبة الله ( ت 571هـ/1175م ).
11- تاريخ مدينة دمشق ، تح علي شيري ، د ط ، بيروت ، 1995م .
الكلاعي،سليمان بن موسى(ت634ه/1236م)0
12- الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله() والخلفاءالثلاثة،تح محمدعبد القادر،ط3،بيروت ،2000م0
المجلسي ، الشيخ محمد باقر ( ت1111هـ/1699م ) .
13- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، ط2 ، بيروت ،1983م.
مسلم النيسابوري ، ابو الحسن مسلم بن الحجاج ( ت 261هـ/874 م ).
14- صحيح مسلم ، د ط ، بيروت ، د ت .
المفيد ، محمد بن النعمان ( ت413هـ/ 1022م ) .
15- الارشاد ، تح حسين الاعلمي ، ط5 ، بيروت ، 2001م .
النسائي ، ابو عبدالرحمن احمد بن شعيب ( ت303هـ/915م ) .
17- السنن الكبرى ، تح عبدالغفار سليمان ، ط1 ، بيروت ، 1991م.
ابن هشام ، أبو محمد بن عبدالملك ( ت 218هـ/833م ) .
18- السيرة النبوية ، تح مصطفى السقا (وآخرون) ، ط3 ، بيروت ، 2005م .
الواقدي ، عمر بن محمد بن واقد ( ت207هـ/ 822م
19- المغازي ، تح مارسدن جونس ، د ط ، طهران ، 1414هـ .
ثالثاً :- المراجع الثانوية :-
-العقيلي ،ثائر هادي رسن.
20- شخصية الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في القرأن الكريم دراسة تاريخية،(اطروحة دكتوراه غير منشورة)،جامعة البصرة ،كلية الاداب،2015م.
[1] – ابن حنبل ، مسند ، 1- 393 ، البخاري ،صحيح البخاري، 65،1 ؛ مسلم ،صحيح مسلم،179،5 ؛ النسائي،سن،161،1 ؛ الذهبي،تاريخ الإسلام،161،1.
([2])الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، 2، 250 .ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق،339،66/الاربلي ،كشف الغمة،16،1
([3])للوقوف على تفاصيل الهجرة ، ينظر العقيلي ، شخصية الرسول ،285- 289 .
([4])سورة الأنفال ،آية 30 .
([5])للوقوف على تفاصيل اكثر ينظر الطوسي، الامالي 471 ؛ المجلسي ،بحار الأنوار،66/19
([6])سورة آل عمرأن آية 191 .
([7])الامالي : 469 ـ 471 ؛ المناقب :1/160.
[8] – المغازي ، 1, 250 .
[9] – السيرة النبوية ، 681 .
[10] – الارشاد ، 35 .
[11] – العقيلي ، شخصية الرسول ، 617 .
[12] – الصدوق ، عيون أخبار الرضا ، 2، 43 .
[13] – العقيلي ، شخصية الرسول ، 678 .
[14] – المغازي ، 2، 693 ، ابن هشام ، السيرة النبوية ، 868 .
[15] – سورة يوسف ، آية 84 .
[16] -ابن شهر اشوب، مناقب،322،3
[17] -ان البحث في بيت الاحزان وحقيقته يحتاج دراسة مستقلة هي قيد البحث.
[18] – ابن شهراشوب،مناقب ،51،2
[19] – السهيلي، الروض الانف،375،4 /الكلاعي ،الاكتفاء ،2،61
[20] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 308 .
[21] – الطبرسي ، الاحتجاج ،1، 310 .
[22] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 311 .
[23] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 312 .
[24] – المفيد ، الامالي ، 218.
[25] – الحاكم النيسابوري ، مستدرك الصحيحين ، 3- 162 .
[26] – الصدوق ، علل الشرائع ،1، 245.
[27] – البخاري ، صحيح البخاري ،5/245؛ مسلم ،صحيح ،5/155 ؛ البيهقي ، السنن ، 6- 200 .
[28] – النيسابوري ، روضة الواعظين ، 151 .