البحث الثاني التراث الفكري للسيدة الزهراء (عليها السلام) قراءات تحليلية
شهد التراث الفكر للسيدة فاطمة(عليها السلام) تنوعاً واضحاً على الرغم من قصر عمرها الشريف ، الا أن ذلك لم يمنع من أن تجود (عليها السلام) للأمة والانسانية بالكثير من المعني السامية والنبيلة من تراثها الفكري ، التي أرتبطت في كثير من الاحيان في حركتها الرسالية ، وواقع المجتمع الاسلامي ، على الرغم مما نسجلة على ذلك التراث من حيثيات مقاومة ومواجهة سياسية كبيرة ، وهذا اللون من التراث ،أعتقد أنه أصدق من سائر النتاج الاخر فيما درس لأنه نتاج محن ومواجهة من اجل الدين والعقيدة، الامر الذي يصور شخصية المنتج بصورة حقيقة ، هذا فيما اردنا ان ندرس تراثها (عليها السلام) ،بصورة متجردة من الابعاد العصموية في شخصيتها (سلام الله عليها).
تنوع التراث الفكري للسيدة فاطمة (عليهالسلام) على مصاديق عديدة ومن ابرز تلك المصاديق الاتي.
أولاً : الخطب الفاطمية .
لم نجد في المصادر التاريخية أنها أشارت الى وجود خطب للسيدة فاطمة (عليها السلام) ، غير خطبتين كلاهما جاءتا بعد استشهاد النبي محمد ( q )، الاولى كانت في المسجد النبوي الشريف بعد اغتصاب فدك من قبل الحزب القرشي الحاكم، والثانية في منزلها المقدس مع نساء المهاجرين والانصار .
عندما نستقرأ مجالات دراسة هاتين الخطبتين ،نجدهما أصبحتا محل أهتمام للعديد من الدراسات والبحوث الاكاديمية([1]).في شتى المواضيع من حيثيات نحوية وبلاغية واسلوبية ورمزية .لذلك سوف ندرس هاتين الخطبتين معاً،لنتلمس أبرز المعالم العقدية والسياسية والتأريخية ،ومما سوف ندرسه عبر محاور الاتي:
1- الخطبة الفاطمية الكبرى.
عند دراسه هذه الخطبة الفاطمية وقفنا على على عدد من المحاور ابرزها الاتي.
أ_ ترسيخ العقيدة وبيان معالمها .
يجد المستقرأ للخطب الفاطمية أن السيدة فاطمة (عليها السلام) ، قد أوضحت معالم المذهب المبارك لأهل البيت (عليهم السلام) في ابرز أصوله الخمسة ، فأبتدات في التوحيد في عدد من الإشارات ومن ابرز ما أشارت اليه قولها (عليه السلام) : (( وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تأويلها وضمن القلوب موصولها ، وأنار في التفكير معقولها ، الممتنع عن الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفية أبتداع الأشياء لامن شيء كان قبلها…. ))([2]).
ويلاحظ على هذه الإشارة التوحيدية ، وضوح التوحيد الخالص وأهميته في عقيدة أهل البيت (عليهم السلام) ، ومما أشار الى التأكيد على أهمية التوحيد وانه يعرف من خلالهم (عليهم السلام) فقط . قول الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في قوله : (( بنا عبد الله وبنا عرف الله ، وبنا وحد الله تبارك وتعالى …))([3]) .
أما أشارتها (عليها السلام) حول النبوة ،فقد تمثلت في قولها (عليها السلام) : (( وأشهد أن أبي محمد عبده ورسوله أختاره قبل أن أرسله ، وسماه قبل أن اجتباه وأصطفاه قبل أن أبتعثه … فأنار الله بأبي محمد ( q )، ظلمها وكشف عن القلوب بهمها وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية … ثم قبضة الله اليه قبض رأفه واختيار ورغبة وأيثار ، فمحمد( q )، من تعب هذه الدار في راحة ، وقد صف بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الغفار ومجاورة الملك الجبار صلى الله على أبي نبيه وأمينه وخيرته من الخلق وصفيه …))([4]) .
أما أشارتها (عليها السلام) للإمامة فقد قالت: ( وامامتنا آماناً من الفرقة ))([5]) ،وهذه الإشارة تعد الوحيدة من ناحية المفهوم ، وقد أشارت الى مصاديقها (عليها السلام) في أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) . في عدد من الإشارات منها قولها (عليها السلام) : (( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ،أو نجم قرن الشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصة ، ويخمد لهبها بسيفة مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله قريباً من رسول الله سيداً من أولياء الله مشمراً ناصحاً مجداً كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ))([6]) . وكذلك قولها (عليها السلام ) : ((أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ))([7]). وفي خطبتها مع نساء المهاجرين والأنصار نجدها صرحت بولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) بقولها : (( ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الروح والأمين والبطين بأمور الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما الذي نقموا من أبي الحسن (عليه السلام ) ، نقموا والله منه نكير سيفه وقلة مبالاته لحتفه وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنميرة في ذات الله ، وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة ، لردهم اليها وحملهم عليها ،ولسار بهم سيراً سجحاً …))([8]) .
وعندما نستقرأ هذه النصوص ، نجدها (عليها السلام ) ، أكدت على عدة أمور ابرزها .
1_ أكدت (عليها السلام) على الدور الجهادي لأمير المؤمنين (عليه السلام) في معارك الاسلام ، وشجاعته فيها وحسم النتائج على يديه .
2_ أشارت (عليها السلام ) للقرب المادي والمعنوي ، ولعلها (عليها السلام ) أرادت أن تؤكد عل بعديات النسب والقرابة والصحبة والملازمة للإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) مع رسول الله ( q ).
3 _ أكدت (عليها السلام) على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بقولها :(( سيداً في أولياء الله ))، ولعلها (عليها السلام) أرادت ايضاً أيضاح مقامه بين الأولياء ، وأنه سيداً عليهم أجمعين .
4_ بينت السيدة فاطمة (عليها السلام) أحقية أمير المؤمنين (عليه السلام ) في استخلاف رسول الله ( q ) مشيرة الى أسباب منعة من قبل التيار القرشي .
كذلك أشارت السيدة فاطمة (عليها السلام ) للمعاد وقبل الإشارة لذلك ينبغي الوقوف على أبعاد المعاد في النص القرآني ،حيث أشارت الايات الى اكثر من الف آية ومن ابرزها قوله تعالى: ((¨br&ur sptã$¡¡9$# ×puÏ?#uä w |=÷u $pkÏù cr&ur ©!$# ß]yèö7t `tB Îû Íqç7à)ø9$#))([9]) و قوله تعالى: ((4tAöqyJø9$#ur ãNåkçZyèö7t ª!$#))([10]). ومن ابرز الروايات التي أكدت على المعاد ما روى عن رسول الله( q ): ( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة : حتى يشهد أن لا اله إلا اله وحده لا شريك له ، وأني رسول الله ,بعثني بالحق ، حتى يؤمن بالبعث بعد الموت ,وحتى يؤمن بالقدر ))([11]) .
أما ابرز أشارت السيدة فاطمة (عليها السلام) في الخطبتين حول المعاد ،نجد ذلك في قولها : (( أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومية من أبي وابن عمي فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة ))([12]) .
ب_ مكانتها العلمية .
عندما نستقرأ تاريخ السيدة فاطمة (عليه السلام) نجد عدد من المصادر التي أشارت الى مكانتها العلمية ، ومن الجدير ، ونحن في هذه الخطبة سوف نقتصر على الخطبتين، لنتلمس تلك المكانه العلمية عبر المحاور الاتية :
1- العلم بعلل التشريعات .
أشارت السيدة فاطمة (عليها السلام) للعديد من العلك المرتبطة بالتشريعات والأحكام العقدية والفقهية ، كما جاء في قولها (عليها السلام) : (( فجعل الله الأيمان تطهيراً لكم من الشرك والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق ، والصيام تثبيتاً للإخلاص , والحج تشيداً للدين ، والعدل تنسيقاً للقلوب ، وطاعتنا نظاماً للملة ، وإمامتنا آمانا من الفرقة والجهاد عزاً للإسلام والصبر معونه على استيجاب الأجر والأمر بالمعروف مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية من السخط وصلة الارحام منساة في العمر ومنماة للعدد والقصاص حقناً للدماء …))([13]).
2_ قوة الاستدلال القرآني .
استدلت السيدة فاطمة (عليها السلام) في قضية الدفاع عن حقوقها السياسية والاقتصادية المغتصبة على التيار القرشي، في آيات قرآنية غير مباشرة كما في قوله تعالـى : (( zNõ3ßssùr& Ïp¨Î=Îg»yfø9$# tbqäóö7t 4 ô))([14]). وقوله تعالى : ((ô`tBur ß`|¡ômr& z`ÏB «!$# $VJõ3ãm 5Qöqs)Ïj9 tbqãZÏ%qã))([15]) . وآيات أخرى مباشرة ، استدلت بها لأبي بكر على حقوقها المغتصبة بعد أن قالت : (( يا ابن ابي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئاً فرياً ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم اذ يقول : (( وورث سليمان داود ))([16]) . وقال : فيما أقتص من خبر زكريا اذ قال : ((ó=ygsù Í< `ÏB Rà$©! $wÏ9ur))([17]) . وقال تعالى : ((ÞOä3Ϲqã ª!$# þÎû öNà2Ï»s9÷rr& ( Ìx.©%#Ï9 ã@÷VÏB Åeáym Èû÷üusVRW{$#))([18]) .
3 _ أستشراف المستقبل .
عندما ستقرأ تراث السيدة فاطمة (عليها السلام) ، نجد عدد من الشواهد ،التي تثبت استشرافها للمستقبل ، ولا أعتقد أن هذا الاستشراف يدخل ضمن مصاديق الغيب بل هو راجعاًـ لقراءة الواقع بصورة تامة ، ومعرفتها على تفاصيل المقدمات فعلمت النتائج التي صرحت بها ، ومن تلك الشواهد قولها (عليها السلام ) في خطابها في المسجد النبوي ،عندما توجهت بخطابها مع الانحصار قائلة لهم : (( ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ولكنه فيضه النفس ونفثه الغيظ وخور القناة وبشة الصدر ، وتقدمة الحجة ، فدونكموها فأحتقبوها دبرة الظهر ، نقية الخف باقية العار موسوعة بغضب الجبار وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة ))([19]). أما الشاهد الآخر فكان في خطتها مع النساء المهاجرين والأنصار في قولها (عليها السلام ) : (( أما لعمري لقد لقحت ، فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملئ القعب دماً عبيطاً وزعافاً مبيداً ،هنالك يخسر المبطلون و يعرف البطالون غب ما أسس الأولون ثم طيبوا دنياكم أنفساً واطمئنوا للفتنة جأشاً ، وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتـد غاشم وبهرج شامل واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً وجمعكم حصيداً فيا حسرتا لكم ))([20]) .
وعندما نقرأ هذه الشواهد نجد انعكاساتها ،قد طبقت على الارض ، والتي ابتدأت مقدماتها منذ السقيفة واستمرت في العهد الذي يعرف بالراشدي ثم العهد الأموي والعباسي .
ج- الدعوة للثورة .
مثلت الخطابات الفاطمية أحدى المصادر المهمة ، للوقوف على المواقف السياسية للثورة ،ضد الانحرافات التي سارت بعيداً عن المخططات الألهية التي رسمتها السماء في بيعة الغدير ، بعد نزول قوله تعالى : (($pkr’¯»t ãAqߧ9$# õ÷Ïk=t/ !$tB tAÌRé& øs9Î) `ÏB y7Îi/¢ ( bÎ)ur óO©9 ö@yèøÿs? $yJsù |Møó¯=t/ ¼çmtGs9$yÍ))([21]) . والتي اعلن بعدها رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) تنصيب أمير المؤمنين (عليه السلام) ،أماماً وخليفته في قوله ( q ) : (( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ))([22]) .
أن هذا التنصيب الألهي أنحرف عن مساره الطبيعي المرسوم بعد انعقاد مؤتمر السقيفة الذي انتصرت فيه التيارات القرشية على التنصيب الإلهي الارضي ، فلجأت السيدة فاطمة (عليها السلام) ، للوقوف بوجه تلك التيارات المنحرفة عن طريق الدعوة للثورة من خلال استنهاض المسلمين في خطابها الفاطمي في المسجد النبوي ، ومن أبرز التصريحات قولها (عليها السلام) : (( يا معشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي … أيهاً بني قيلة أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والإرادة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، وتأتيكم الصرخة ، فلا تغيثون وأنتم موصوفون بالكفاح … قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب …نأمركم فتأمرون …. ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ولكنها فيضة النفس ونفثه الغيظ وخور القناة وبثه الصدر وتقدمة الحجة ….))([23]).
ان هذا الخطاب الفاطمي الثوري مع الأنصار نلاحظة جمع بين التأكيد على أدوارهم السياسية والجهادية تحت لواء أهل البيت (عليهم السلام) الذي أتسم بالطاعة والمناصرة في أقسى صورها ، التي تمثلت في محاربة العرب وبين طلب المناصرة ، بما يمتلكون من العدة والعدد فما ذلك ألا دعوة صريحة لحمل السلاح ، ضد التيار القرشي الغاصب للحقوق السياسية والاقتصادية لأهل البيت (عليهم السلام) .
وهنا نجيب على سؤال يفترض في سياق النص المتقدم ،والذي يتمثل في حقيقة الدوافع التي تقف وراء خروج السيدة فاطمة (عليها السلام) لإلقاء خطابها الفاطمي في المسجد النبوي ، هل يقتصر على الدوافع الاقتصادية او السياسية اوالعقدية ؟!
وما نعتقدة من أن السيدة فاطمة (عليها السلام) تحركت للمطالبة الاقتصادية للوصول للمطالبة في الحقوق السياسية ، وهذا الأمر لا يعني عدم مطالبتها في خطابها في الحقوق السياسية . وهذا التحرك الفاطمي كانت أهدافه في ذهنية التيار الغاصب للخلافة كما صرح بن ابي الحديد ([24]).
2: الخطبة الفاطمية الصغرى.
ومن الخطب الفكرية للسيدة فاطمة (عليها السلام)،خطبتها مع نساء المهاجرين والأنصار التي بينت فيها كثير من المعاني والدلالات المهمة والأساسية ، ودون شك كان هناك عدد من الأهداف تقف وراء هذه الخطبة المهمة ،على الرغم من قصر كلماتها .ونجدها (عليها السلام ) قالت: ((أَصْبَحْتُ واللهِ عائِفةً لدُنياكُنَّ ، قَالِيَةً لِرِجَالِكُنّ… وَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي العَذَابِ هُم خَالِد… وَيْحَهُمْ أَنَّى زَعْزَعُوهَا عَنْ رَوَاسِي الرِّسالة ، وَقَوَاعِدِ النُّبوَّةِ والدَلالَة ، وَمَهْبِطِ الرُوح الأَمِين، والطِبينِ بأُمورِ الدُّنيا والدِّين… وَمَا الّذي نَقِمُوا مِنْ أَبِي الحَسَنِ (عليه السلام)، ؟! نَقِمُوا واللهِ مِنْهُ نكيرَ سَيْفِهِ ، [ وَقِلَّةَ مُبَالاتِهِ لحتفِهِ ] ، وَشِدَّةَ وَطْأَتِه، وَنَكَالَ وَقْعَتِه وتنمرهُ فِي ذَاتِ اللهِ…. لَيْتَ شِعْرِي إلى أيِّ سِنادٍ استندُوا ؟! وإِلى أيِّ عِمادٍ اعتمَدُوا ؟! وبأيّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا ؟! وَعَلَى أيَّة ذُريّةٍ أَقْدَمُوا واحْتَنَكُوا… استبدَلوا وَاللهِ الذُّنابي بالقوادِم ، و العجزَ بالكاهلِ…أمَا لَعَمْرِي لقدلقِحَت فَنَظِرَةٌ ريثُمّا تُنتِج ، ثُمّ احتلِبُوا مِلْءَ القَعْبِ دَمَاً عَبِيْطَاً…وَأَبْشِروا بِسَيْفٍ صَارمٍ ، وَسَطوَةِ مُعتَدٍ غاشِم ، وَبِهَرجٍ شامِل ، واستِبْداد مِنِ الظالِمِينَ ، يَدَعْ فَيْئكُمْ زَهِيداً ، وَجَمْعَكُم حَصِيداً ، فَيَا حسرةً لَكُمْ ! وَأَنَّى بِكُم ، وَقَدْ عُمِيَتْ عَلَيكُمْ ، أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُم لَهَا كَارِهُون .) ([25]).
أبتدات السيدة فاطمة (عليها السلام ) خطابها مع نساء المهاجرين والأنصار بالتقريع تم تحولت الى رجالهنً بالتوبيخ مبشره لهم بالسخط والعذاب الإلهي.
بينت (سلام الله عليها) سبب غضبها وتألمها من المواقف الجديدة في ساحة الأنصار والمهاجرين ،الذين كان لهم الدور الكبير في أبعاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) عن منصب خلافة رسول الله .
أعلنت السيدة فاطمة (عليها السلام) بكل جرأة وشجاعة الأسباب الحقيقة التي تقف وراء مخططات القوم التي حالت دون استلام امير المؤمنين (عليه السلام) ،مسؤولياته الربانية تجاة المسلمين. حيث قال:(( وَمَا الّذي نَقِمُوا مِنْ أَبِي الحَسَنِ (عليه السلام)، ؟! نَقِمُوا واللهِ مِنْهُ نكيرَ سَيْفِهِ ، [ وَقِلَّةَ مُبَالاتِهِ لحتفِهِ ] ، وَشِدَّةَ وَطْأَتِه، وَنَكَالَ وَقْعَتِه وتنمرهُ فِي ذَاتِ اللهِ….)).
أن بيان الأسباب الحقيقة التي دفعت القوم الى شيوع ثقافة التحزب والمخططات في داخل المجتمع المسلم من السيدة فاطمة (عليها السلام)، يعتبر وثيقة رسمية مقدسة تبين حال المجتمع وما وصل اليه .
أن النسوة التي وجهت خطابها باتجاههن لم يكن نساء من عامة المسلمين بل من كبار المسلمين، الذين ساهموا في منع شريعة السماء من ان تأخذ التطبيق العملي لها بوصول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) كما صرحت في عدد من الإشارات التي وردت في الخطبة.
التكامل الروحي والنفسي لشخصية السيدة فاطمة (عليها السلام) التي تميزت في هذه الخطبة بعدد من الخصائص أبرزها صلابة العقيدة وقوة الشخصية التي اتسمت .
ثبوت الأبعاد الاستشرافية للسيدة فاطمة(عليها السلام) ،في واقع الامة التي تخلت عن نصرة قضيتهم الألهية من حدوث الظلم والقتل وانتشار الفساد في الارض.
ثانياً- الدعاء في فكر السيدة فاطمة (عليها السلام) .
أحتل الدعـاء في فكر أهل البيت (عليه السلام) مساحة كبيرة جداً ،وهذا الأمر ناشيْ من العديد من العوامل التي صرح بها القرآن الكريم في عدد من الآيات الشريفة ،وما هم (عليهم السلام)، ألا عدل ذلك الكتاب المقدس ،وقد تواترت مصادر مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة على نقل أدعيتهم الطويلة والقصيرة ،حتى لانكاد احد منهم ألا وله عددًا منها ،بل تواتر عن بعضهم على نقل صحف خاصة في هذا السياق، وما السيدة فاطمة(سلام الله عليها) ألا أمتداد لذلك التراث الفكري و حلقة من اهم حلقات تلك السلسلة الإلهية ،وقد أولت (عليها السلام) للدعاء أهمية كبيرة جداً ، وهذا يعكس أواصر الترابط الثنائي بينها وبين الحق سبحانه وتعالى ، وقد جمع هذا التراث الفاطمي ([26]) .ويمكن أن نقسم الادعية المأثورة عن السيدة فاطمة (عليها السلام )،من خلال التقسيم الأتي:
1-أدعية تعلمتها من رسول الله ( q ).
ونقصد بذلك أن السيدة فاطمة (عليها السلام) تعلمت هذا الدعاء من رسول (( q )).بصورة مباشرة ولم يكن لها دور صياغات التراكيب اللفظية بأي شكل من الاشكال.ومن ابرز تلك الادعية الاتي:
أ- أدعية الصباح والمساء.
روي عن رسول الله ( q ) انه قال للسيدة فاطمة (عليها السلام) : (( يا فاطمة مالي لا أسمعك بالغداة والعشي ، تقولين : يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي)) (4) . وبلفظ آخر: (( تقولي إذا أصبحت وأمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله )). (5) .
ب-دعاء لكشف الهموم والالام.
روي أن السيدة فاطمة (عليها السلام ) توجهت الى رسول الله( q ). تسأله خادما ً فقام بتعليمها هذا الدعاء : (( اللهم رب السماوات السبع ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ، فالق الحبّ والنوى ، أعوذ بك من كل شيء أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء،فأنت الباطن فليس دونك شيء،أقض عني الدين وأغنني من الفقر))(2).
ج-دعاء لرفع الأرق
روي عن الإمام علي بن ابي طالب(u)إن فاطمة عليها السلام) شكت إلى رسول الله ( q )، الأرق فقال لها : قولي يا بنية : ((يا مشبع البطون الجائعة ، ويا كاسي الجسوم العارية ، ويا ساكن العروق الضاربة ، ويا منوم العيون الساهرة ، سكن عروقي الضاربة ، وأذن لعيني نوما ً عاجلا ً )) (2) .
د- اداب أدعية قبل النوم.
روي عن السيدة فاطمة (عليها السلام) أنها روت أن رسول الله( q ) ، ،قد خصها بجملة من أدعية ماقبل النوم منها : (( الحمد لله الكافي ، سبحان الله الأعلى ، حسبي الله وكفى ، ما شاء الله قضى ، سمع الله لمن دعا ، ليس من الله ملجأ ، ولا وراء الله ملتجأ ، توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ً ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ً)).(3) .
دعاء لدفع الرؤيا السيئة.
يروى أن رسول الله (( q ) علم السيدة فاطمة (عليها السلام) بعض الادعية القصيرة ، لدفع ما تكره من الروىء السيئة ،وقد جاء فيه: ((أعوذ بالله بما عاذت به ملائكة الله المقربون ، وأنبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون ، من شر رؤياي التي رأيت أن تضرني في ديني ودنياي )) (4) .
روي عن السيدة فاطمة (عليها السلام)، أنها قالت : ((دخل عليّ رسول الله ( q )، وقد افترشت فراشي للنوم ، فقال لي : يا فاطمة ، لا تنامي إلا وقد عملت أربعة : ختمت القرآن ، وجعلت الأنبياء شفعاءك ، وأرضيت المؤمنين عن نفسك ، وحججت واعتمرت ! قالت : هذا وأخذ بالصلاة ، فصبرت حتى أتم صلاته ، قلت : يا رسول الله( q ) ، أمرت بأربعة لا اقدر عليها في هذا الحال ! فتبسم( q ). وقال : إذا قرأت (( قل هو الله احد )) ثلاث مرات ، فكأنك ختمت القرآن ! وإذا صليت عليّ وعلى الأنبياء قبلي كنا شفعاءك يوم القيامة ! وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك ! وإذا قلت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله إلا الله ، والله أكبر ، فقد حججت واعتمرت)) (1) .
ثانياً:أدعية لم تتعلمها من رسول الله ( q ).
ونقصد في النوع من الادعية أن السيدة فاطمة (عليها السلام) هي من قامت في الصياغات اللفظية لتراكيب الدعاء من دون أن يكون هناك من تعلمت منه كما ورد في القسم الاول.ومن ابرز تلك الأدعية الأتي:
1- دعاء السيدة فاطمة (عليها السلام) في طلب الاخلاق العظيمة.
ومما ورد عنها (عليها السلام) في هذا السياق قولها:(( اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خير لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي . اللهم إني أسألك كلمة الإخلاص ، وخشيتك في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر ، وأسألك نعيما لا ينفذ ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بالقضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مظلمة . اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين ، يا رب العالمين )).(3) .
2- دعاء النور لدفع الحمى:
روي عن سلمان الفارسي (رضوان الله عليه) ، إن السيدة فاطمة (عليها السلام ) علمته دعاء جاء فيه :(( بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله نور النور ، بسم الله نور على نور ، بسم الله الذي هو مدبر الأمور ، بسم الله الذي خلق النور من النور ، الحمد لله الذي خلق النور من النور ، وأنزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، في رق ٍ منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور ، وبالفخر مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين “. قال سلمان : فتعلمتهن ، فو الله لقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل – المدينة ومكة – ممن بهم الحمى ، فكلٌ برئ من مرضه بإذن الله تعالى )). (1) .
3- دعاء عظيم المضامين
ومن ادعية السيدة فاطمة (عليها السلام) دعاء عظيم المضامين والمعاني جاء فيه : (( اللهم قنعني بما رزقتني ، واسترني ، وعافني أبدا ً ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني إذا توفيتني ، اللهم لا تعييني في طلب ما لم تقدّر لي، وما قدرته عليّ ، فأجعله ميسرا ً سهلا . اللهم! كاف عني والدي ، وكل من له نعمة عليّ خير مكافأة . اللهم ! فرغني لما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلت لي به ، ولا تعذبني وأنا أستغفرك ، ولا تحرمني وأنا أسألك . اللهم ! ذلل نفسي ، وعظم شأنك في نفسي ، وألهمني طاعتك ، والعمل بما يرضيك ، والتجنب لما يسخطك يا أرحم الراحمين)). (1).
أن أدعية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، تعد ركناً أساسياً ومهماً من التراث الفكري لأهل البيت (عليهم السلام)، وهي لاتقل أهمية عن سائر أدعية الأئمة (عليهم السلام) ،وما يلاحظ على أدعيتها (عليها السلام ) ، أنها جمعت بين الأدعية العبادية والاجتماعية ، ومن أبرز سمات أدعيتها تأثرها (عليها السلام) بالنص القرآني ، وهذا نجده واضحاً، وما نلاحظه على الأدعية الفاطمية الإكثار من التمجيد والحمد لله تعالى ، وقصر الأدعية نسبياً ، وهي السمة الأبرز عند المقارنة مع سائر الأدعية الاخرى في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)،ولعل ابرز تلك الاسباب الاتي .
أ_ طبية البواعث التي أنطلقت منها السيدة فاطمة (عليها السلام) للدعاء .
ب_ تميزت بعض الادعية بميزة التعليم والتعلم ، وهذا لايستلزم طول الأدعية.
جـ_ انصراف السيدة فاطمة (عليها السلام) من التأكيد على الدعاء الى الصلاة .
د_ أن أغلب ادعية السيدة فاطمة (عليها السلام) كانت أدعية خاصة بها .
و_ ذهب أحد الباحثين الأكاديميين الى عدة أسباب أبرزها قلة رواة الأدعية وأنشغال السيدة فاطمة (عليها السلام) بأمور البيت الزوجية وقصر عمرها الشريف ([27]).
ونحن لانتفق مع ما ذهب اليه هذا الباحث بل نرجح العكس فالسيدة فاطمة (عليها السلام )، كانت على مستويات عبادية عاليه وهذا يستلزم منها تعدد وسائل الاتصال الإلهي والتي أبرزها الدعاء، ونرجح قله الأدعية على فرض الصحة يرجع الى الاتي:
عدم تدوين التاريخ تلك الأدعية لتصل بدورها الى المسلمين.
لم يكن في منهج السيدة فاطمة (عليها السلام) العمل على قضايا المجتمع من أجل هدايتهم بأسلوب الدعاء ،كما كان بعض الأئمة (عليهم السلام )،الأمر أدى الى بقاء الأدعية في حيزها الخاص.
من الممكن أن تكون بعض الأدعية أوراد خاصة لها(عليها السلام) ومن المستحسن عدم وصولها الى عامة المسلمين.
ثانياً : الشعر في فكر السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
أوردت المصادر التاريخية أبيات شعرية متعددة ، كانت في الغالب ضمن مرحلة تاريخية مهمة ، تمثلت ما بعد رحيل رسول الله ( q )، والتي أخذت طابع الرثاء عنواناً مهماً وأساسياً فيها، بصرف النظر عن البواعث التي أدت دورها في عملية أخراج تلك الأبيات في قوالب لفظية ، والمهم لدينا في هذه الخطبة ، أن نشير إلى هذه البعدية الفكرية في أمرين مهمين :-
1_ حقيقة الشعر الفاطمي .
يعد أقدم من تبنى من المؤرخين القول أن السيدة فاطمة (عليها السلام) كانت تقول الشعر ، أبن رُشيق المتوفي 463هـ ، حيث قال : (( وكانت فاطمة تقول الشعر ، وقد رويت لها أشعار كثيرة ))([28]).
ويبدو من هذه الإشارة أن ابن رشيق لم يؤكد ان السيدة فاطمة (عليها السلام) ، كانت شاعرة، فغاية ما أشار أنها تقول الشعر ، لذلك أختلف الباحثين في هذا الامر في اتجاهين هما .
الأول : أن السيدة فاطمة (عليها السلام) شاعرة: وابرز من تبنى هذه الاتجاه الجبوري الذي جمع جميع الأبيات التي نسبت لها ([29]).في ديوان أسماه ((ديوان فاطمة الزهراء )) .وقد أنظم في هذا الاتجاه بعض الباحثين الاكاديمين ([30]).
الثاني : أن السيدة فاطمة (عليها السلام) ليست شاعرة .
أن للشعر أهمية وفضل كبير وقد مدح من قبل النبي ( q )، بقوله : ((أن من الشعر لحكمة ))([31])، وقد أشار النص القرآني للشعر ونفيه عن نبيه ( q )، في قوله تعالى : (($tBur çm»oYôJ¯=tæ t÷èÏe±9$# $tBur ÓÈöt7.^t ÿ¼ã&s! 4 ÷bÎ) uqèd wÎ) Öø.Ï ×b#uäöè%ur ×ûüÎ7B))([32]) . والراجح ان اغلب ما نسب للسيدة فاطمة (عليها السلام) من الإشعار أنما كانت في رثاء أبيها ( q )، لذلك لا يستبعد أن تكون السيدة فاطمة (عليها السلام) قالت الشعر ، بما فاضت بها القريحة لشدة الألم والمصاب لفقدان النبي ( q )، ولكن لا تعد شاعرة من الشاعرات وان كانت تجيد الشعر ([33])، وهذا مانتباه من امر في هذا المسار الفكر المهم.
(2) البواعث الشعرية في شعر السيدة فاطمة (عليها السلام ) .
تصنف الأبيات الشعرية المروية عن السيدة فاطمة (عليها السلام) ، ضمن عنوان الرثاء ، الذي هو على عدة أصناف أبرزها (رثاء الآباء) ومن ابرز بواعث تلك الأبيات الآتي .
أ_ البواعث النفسية .
عاشت السيدة فاطمة (عليها السلام) ظروفاً نفسية قاسية بعد رحيل النبي الأكرم ( q )، خصوصاً ما رافق رحيله من الهجوم على بيتها وتعرضها للعديد من الاعتداءات ، وهذه الأمور تُشعل قلبها حزناً وألماً ، لذلك فاضت القريحة الفاطمية ، بالعديد من الأبيات والتي من بينها .
إنا رزينا بما لم يرُز ذو شجن
من البرية لأعجم ولا عــــــــــــرب
فأنت والله خير الخلق كلهـم
وأصدق الناس حيث الصدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت
منا العيون بتهمال لــــــــها سكــــــب ([34])
وروي عنها (عليها السلام) أنها قالت :-
إن حزني عليك حزناً شديد
وفؤادي والله حب عنيد
كل يوم يزيد فيه شجوني
وكتيابي عليك ليس يبيد
جل خطبي فبان عني عزائي
فبكائي كل وقت جديد
أن قلباً عليك بألف صبراً
او عزاء فأنه لجليد([35])
2_ الظروف السياسية .
مثلت الظروف السياسية التي عاشت خلالها السيدة فاطمة (عليها السلام ) ، باعثاً لقول الرثاء جمعت فيه التنديد بالحكومة السياسية الجديدة التي عمدت على تجريد أهل البيت (عليهم السلام ) من الحقوق السياسية والاقتصادية ، ومن ابرز تلك الأبيات قولها (عليها السلام ) :
قد كان بعدك أبناء وهنبثة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الارض وابلها
وأحتل قومك فأشهدهم ولا تغب
فليت قبلك كان الموت صادفنا
لما نعيت وحالت دونك الكتب ([36])
وروي عنها قالت (عليها السلام ).
قال للمغيب تحت اطباق الثرى
أن كنت تسمع صرختي وندائياً
قد كنت ذات حمى بظل محمد
لاأخشى من ضيم وكان حماليــــــــــــــا
فاليوم أخشع للذليل وأتقي
ضيمي وادفع ظالمي بردائيا
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي
ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شم تربة أحمد
أن لا يشم مدى الزمان غواليا([37])
وعلى ضوء ما تقدم في الجانب الشعري عند السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، نسجل الاتي([38]) .
1_ أن رثاء السيدة فاطمة (عليها السلام) لأبيها ( q ) كان ناشئ من الحسرة والانين والحزن الدائم .
2_ يعد شعر السيدة فاطمة (عليه السلام) رغم قلته وثيقة أدبية نقلت للأجيال صورة الظلامة البشعة التي ارتكب بحقها (عليها السلام) .
قائمة المصادر والمراجع
اولاً: القرآن الكريم.
ثانياً:المصادر الاولية.
– الحاكم النيسابوري ، أبو عبدالله محمد بن عبدالله ( ت405هـ/ 1014م).
1- المستدرك على الصحيحين ، تح يوسف عبدالرحمن ، د ط ، دمكا ، د ت .
– ابن حبان ، محمد بن حبان بن احمد ( 354هـ/956م).
2-صحيح ابن حبان ، تح شعيب الارنؤوط ، ط2 ، دمكا ، 1993م.
– ابن حجر العسقلاني ، شهاب الدين احمد بن علي بن علي بن محمد ( ت852هـ/1448م).
3- فتح الباري ، ط2 ، بيروت ، د ت .
– ابن أبي الحديد ، عبدالحميد عبدالله المعتزلي ( ت656هـ/1258م).
4- شرح نهج البلاغة ، د ط ، دمكا ، د ت .
– الخطيب البغدادي : أبو بكر احمد بن علي( ت 463هـ /1071م).
5- – تاريخ بغداد، تح :مصطفى عبد القادر، ط1 ، ، بيروت ، 1997م.
-ابن رشيق : أبو علي الحسن (ت 463 / 1071م).
6 – العمدة ، تح : محمد محيي الدين عبد الحميد ، ط1 ، القاهرة ، 1934م .
– الراوندي ، قطب الدين ابن الحسين سعيد بن وهبة ( ت 573هـ/1177م ).
7- الخرائج والجرائح ،ط1،قم ،1409ه.
8- الدعوات،ط1،بيروت،1999م.
– السيوطي ، أبو الفضل جلال الدين بن عبدالرحمن ( ت911هـ/1505م ).
9-الدر المنشور في التفسير بألمأثور، د ط ، دمكا ، د ت .
الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ت 381هـ/991م).
10- الخصال ، ط1 ، بيروت ، 2008 م .
ابن طاووس ، رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر(ت664هـ/1265م ) .
11- فلاح السائل.دط ،دمكا،دت.
– الطبرسي ، أحمد بن علي بن أبو طالب (560هـ /1164م).
12- الأحتجاج ، تحقيق إبراهيم الهادي (وآخرون) ، ط5، طهران ، 1424هـ.
-الطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن ( ت460هـ/826م ) .
13- المبسوط ، د ط ، دمكا ، د ت .
الطوسي ، ابن حمزة ( ت 560هـ/ 1164م ) .
14-الثاقب في المناقب ، د ط ، دمكا ، د ت
-ابن طيفور : أبو الفضل احمد بن أبي طاهر ( 204-280هـ ) .
15- بلاغات النساء ، ط2 ، مط : شريعت ، الناشر : المكتبة الحيدرية ، قم ، 1378 .
-العجلوني،اسماعيل بن محمد(ت1162ه/1749م)0
16-كشف الخفاء، ط3، بيروت، 1998م0
الكليني ، ابو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق ( ت328 هـ / 939م ).
17- الكافي ، ط5 ، طهران ، 1405 هـ.
المتقي الهندي ، علاء الدين بن علي ( ت 975هـ/1567م ) .
18- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، د ط ، بيروت ، 1989 م .
المجلسي ، الشيخ محمد باقر ( ت1111هـ/1699م ) .
19- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، ط2 ، بيروت ،1983م
النسائي ، ابو عبدالرحمن احمد بن شعيب ( ت303هـ/915م ) .
20- السنن الكبرى ، تح عبدالغفار سليمان ، ط1 ، بيروت ، 1991م
النووي ، أبو زكريا محيي الدين بن شرف ( ت676هـ/1277م ) ..
21- المجموع في شرح المهذب ، د ط ، دمكا ، د ت .
الهيثمي ، نور الدين علي بن أبو بكر ( ت 807هـ/1405 م ) 0
22-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، د ط ، بيروت ، 1988م .
ثانياً:المراجع الثانوية
-الجبوري،كامل سليمان
23-ديوان فاطمة الزهراء ،ط1،بيروت،1999م.
ثالثاً :- الرسائل والأطاريح :-
– العواد،انتصار عدنان
24-السيدة فاطمة الزهراء(ع) دراسة تاريخية ،رسالة ماجستي غيرمنشورة،جامعة البصرة ،كلية الاداب، 2008م.
-الدليمي ،عامر سعيد.
25- أساليب الانشاء في كلام السيدة الزهراء (عليها السلام) ت11 هــ دراسة نحوية بلاغية(رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة بابل، كلية التربية ،2011م.
-الناصر،عبدالحسن علي حبيب.
26-خطاب الزهراء (عليها السلام) في ضوء المنهج التحليلي اللغوي،(رسالة ماجستير غير منشورة)،جامعة البصرة ،كلية الاداب،2013م.
رابعاً :- الدوريـــات :-
-بشير،خليل خلف
27-الدعاء في فكر السيدة الزهراء،مجلة البضعة ،ع صفر،2014م.
[1] – هناك دراسات جامعية تناولت الخطب الفاطمية ، بأهتمام بارز نال إصحابها شهادات عليا من بينها عبد الحسن الناصر كانت رسالته بعنوان (( خطاب الزهراء 0عليها السلام ) في ضوء منهج التحليل اللغوي ) ورسالة اخرى للباحث عامر الدليمي كانت بعنوان : ((أساليب الانشاء في كلام السيدة الزهراء (عليها السلام )دراسة نحوية بلاغية )).
[2] – الطبرسي ،الاحتجاج ،300،1
[3] – الكليني ، الكافي ، 1، 113 .
[4] – الطبرسي ، الاحتجاج ،1، 301 .
[5] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 301 .
[6] – الطبريسي ، الاحتجاج ، 1، 302 .
[7] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 302 .
[8] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 305 .
[9] – سورة الحج ، آية 7 .
[10] – سورة الانعام ، آية 36 .
[11] – الصدوق ، الخصال ، 1، 198 .
[12] – الطبرسي ، الاحتجاج،1، 305 .
[13] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 301 .
[14] – سورة المائدة ، آية 50 .
[15] – سورة المائدة ، آية 50.
[16] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 302 .
[17] – سورة مريم ، آية5 .
[18] – سورة النساء ، آية 11.
[19] – الطبرسي ، الاحتجاج ،1، 306 .
[20] – الطبرسي ، الاحتجاج ، 1، 311 .
[21] – سورة المائدة ، آية 67.
[22] – ابن حنبل فضائل الصحابة،86/ابن عبدالبر،الاستيعاب،47،2/ابن الاثير ،أسد الغابة،604،3/الذهبي،سير اعلام النبلاء،230،28
[23] – الطبرسي ، الاحتجاج ،1، 304 .
([24]) شرح نهج البلاغة ،234،6
([25]) ابن طيفور،بلاغات النساء ،22،21/وينظر بالالفاظ اخرى ابن ابي الحديد،شرح نهج البلاغة،233،16/المجلسي ،بحار الانوار،15،73
([26]) دخيل، الصحيفة الفاطمية،1-342
(4) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد : 8 / 48 . السيوطي : مسند فاطمة } عليها السلام { :ص49 ـ50 .
(5) النسائي : السنن الكبرى : 6 / 147 . الهيثمي : مجمع الزوائد : 10 / 117 . ابن حجر : فتح الباري : 11 / 111 . السيوطي : مسند فاطمة : ص50 .
(2) الترمذي : السن: 5 / 181 . ابن حبان : الصحيح : 3 ، 246 . الحاكم : المستدرك : 3/156-157 . المحب الطبري : ذخائر العقبى : ص49-50 .
(2) ابن طاووس : فلاح السائل : ص284 . النوري : مستدرك الوسائل : 5 / 125 .
(3) السيوطي : الدر المنثور 4 / 208 . المتقي الهندي : كنز العمال 15 / 340 ، 513 . العجلوني :كشف الخفاء 1 / 357 .
(4) المجلسي : البحار : 73 / 218 . النوري : مستدرك الوسائل : 5 / 111 .
(1) القمي : مفاتيح الجنان : ص1050 .
(3) المجلسي : البحار : 91 / 225 .
(1) ابن حمزة : الثاقب في المناقب : ص229-300 . الراوندي : الدعوات : ص208 ، الخرائج والجرائح : 2 / 534-535 . المجلسي : البحار : 91 / 196 .
(1) المجلسي : البحار : 92 / 406 .
[27] – خليل خلف بشير ، الدعاء في فكر السيدة الزهراء (عليها السلام ) ،22- 25 .
[28] – العمدة ، 7/ 208 .
[29] – ديوان فاطمة الزهراء ،18 .
[30] – مرتضى الشاوي ، افاق بواعث الرثاء في الخطاب الشعري للزهراء (عليها السلام ) 57 .
[31] – الطوسي ، المبسوط ،8/237 ؛ النووي ، المجموع /7- 358 .
[32] – سورة يس ، آية 69.
[33] – العواد ،السيدة فاطمة ، 475 .
[34] – الجبوري ، ديوان فاطمة الزهراء ، 39 .
[35] – الجبوري ، ديوان فاطمة الزهراء ، 48 .
[36] – الجبوري ، ديوان السيدة فاطمة الزهراء ، 48 .
[37] – الجبوري ، ديوان السيدة فاطمة الزهراء ، 49 .
[38] – مرتضى الشاوي ، آثار بواعث الرثاء في الخطاب الشعري للزهراء ، 24 – 58 .