البحث الثالث / الشعائر الفاطمية قراءات في المفهوم والجذر العقدي ووسائل أنجاحها : أسس ووسائل أنجاح الشعائر الفاطمية / د. ثائر العقيلي / مدير مركز الدراسات الفاطمية
الشعائر الفاطمية قراءات في المفهوم والجذر العقدي ووسائل أنجاحها: أسس ووسائل أنجاح الشعائر الفاطمية
تمثل الشعائر الفاطمية إحدى المحطات الفكرية في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والتي تمر علينا في كل سنة منذ انطلاقها بصورتها الواسعة على يد سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ،بعد سقوط النظام الصدامي عام 2006م والى اليوم، وينبغي علينا البحث في المعاني التجذيرية للشعائر الفاطمية من جهة والأساليب التي ينبغي أن تتخذ من اجل أحياء المناسبات الفاطمية أحياءا أمثل ، خصوصاً أن مرجعيتنا الرشيدة والمتمثلة في سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي( دام ظله)، عُرف بأحياء هذه الشعائر دون سائر المرجعيات الاخرى ،داخل العراق وخارجه بهذا الحجم والكيفية ،لذلك سوف ندرس ذلك عبر المحاور التالية:
اولاً: مفهوم الشعائر
يعدالوقوف على دراسة المفهوم لأي موضوع يخضع للدراسة في جميع الدراسات خصوصاً الأنسانية أمراً مهماً،وذلك من أجل الوقوف على مسارات البحث ،فضلاً عن معرفة المصاديق ذات العلاقة ،ولابعاد البحث عن مسارات خارج الخطة التي ينبغي التحرك من خلالها . ،لذلك سوف نقف على مفهوم الشعائر بمايرتبط، وطبيع الموضوع وأهمية الجزئيات عبر المحاور التالية.
اللغويون.
يرجع أصل مفردة الشعائر عند اللغويين الى الفعل (شعر)،ومفردها شعيرة وقال بعضهم شعارة ( [1] ) ، وجمعه شعائر( [2] ) .و شعائر الله مناسك الحج ، أي : علاماته ، و من شعائر الحج السعي والطواف والذبائح ، كل ذلك شعائر الحج ( [3] ).وتفق الفراهيدي والجوهري على المقصود في الشعيرة أنها البدنة التي تهدى الى بيت الله ( [4] ) ، ،وقال الجواهري: والشعائر : أعمال الحج . وكل ما جعل علما لطاعة الله تعالى . .والمشاعر : مواضع المناسك . والمشعر الحرام : أحد المشاعر على أنهـا أعمال الحج ( [5] ) . وقال ابن فارس : مشاعر الحج مواضع المناسك سميت بذلك لأنها معالم الحج والشعيرة واحدة الشعائر وهي أعلام الحج وأعماله قال الله جل جلاله ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) ويقال الشعيرة أيضا البدنة ( [6] ) .
ومايلاحظ على ماذهب اليه كل من الفراهيدي والجوهري وابن فارس الاشتراك في عدد من المخرجات اللغوية والفكرية المهمة ، ومن ابرزها الاتي:
نجد الفراهيدي يتبنى في التعريف مسار التاكيد على المصاديق التطبيقة للشعيرة،فأشار الى المصايدق مع التاكيد على المفهوم.
وفي الوقت الذي نجد ابن فارس يتفق مع الفراهيدي في ماذهب اليه نجد الجواهري يختلف معهم أذ يشير الى المعنى المفهومي بصورة واضحه بقوله: (( وكل ما جعل علما لطاعة الله تعالى)).وفي ذلك تعميم مهم،يؤسس الى الابعاد العامة مع أخذ النظر وبصورة ضمنية الى المصاديق المباشرة.
وقال ابن منظور الشَّعِيرة:(( البدنة المُهْداةُ ، سميت بذلك لأَنه يؤثر فيها بالعلامات ، والجمع شعائر . وشِعارُ الحج : مناسكه وعلاماته وآثاره وأَعماله ، جمع شَعيرَة ، وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك ؛ وقوله تعالى : فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام ؛ هو مُزْدَلِفَةُ ، وهي جمعٌ تسمى بهما جميعاً . والمَشْعَرُ : المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِه .والمَشاعِرُ : المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها ؛ ومنه سمي المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع ؛ قال : ويقولون هو المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ ، ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام . وفي التنزيل : يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله ؛ قال الفرّاء : كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما فأَنزل الله تعالى : لا تحلوا شعائر الله ؛ أَي لا تستحلوا ترك ذلك ؛ وقيل : شعائر الله مناسك الحج . وقال الزجاج في شعائر الله : يعني بها جميع متعبدات الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا ، وهي كل ما كان من موقف أَو مسعى أَو ذبح ، وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم شَعَرْتُ به علمته ، فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر .والمشاعر : مواضع المناسك ))( [7] ) .
نلاحظ أن ابن منظور قد جمع في مايراه من معنى لغوي للشعيرة الى معنيين الاول:الاشارة الى المعاني المصداقية حيث ذكر الطواف والسعي ونحو ذلك .الثاني :الاشارة المعنى المفهومي ((وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل)) ،وهو بذلك يتفق مع الجوهري كما بينا.
وقال الزبيدي :الشعيرةُ : (( البدنة المهداة ، سُميتْ بذلك لأنه يُؤثر فيها بالعلامات . وشِعارُ الحجِّ ، بالكسر : مناسِكه وعلاماته وآثارُه وأعمالُه ، وكلُّ ما جُعلَ علما لطاعةِ اللهِ عزَّ وجلّ ، كالوُقوفِ والطوافِ والسعيِ والرميِ والذبحِ ، وغير ذلك .والشَّعِيرةُ والشَّعارةُ ، ضبطوا هذه بالفتح ، كما هو ظاهرُ المصنف ، وقيل : بالكسر ، وهكذا هو مضبوطٌ في نُسخةِ السَان ، وضبطه صاحبُ المِصباح بالكسرِ أيضاً ، والمَشعرُ ، بالفتح أيضاً مُعظمها ، هكذا في النسخ ، والصوابُ موْضِعُها ، أي المناسك . : الشعائرُ : أعمالُ الحجِّ ، وكلُّ ما جعل عَلماً لطاعةِ اللهِ عز وجلّ ، قال الأصمعيّ : الواحدةُ شَعيرةٌ ، قال : وقال بعضهمْ : شِعارةٌ .والمشَاعرُ : مواضعُ المناسكِ . أو شَعائره : معالمه التي ندبَ اللهُ إليها ، وأمرَ بالقيام بِها ، كالمشاعر ، وفي التنزيل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) ( [8] ) ، . قال الفراءُ : كانت العربُ عامة لا يرونَ الصفا والمروةَ من الشعائرِ ، ولا يطُوفونَ بينهما ، فأنزل الله تعالى ذلكِ ، أي لا تستحلوا تركَ ذلكِ . وقال الزجاجُ – في شعائرِ الله – : يعني بها جَميعَ مُتعبداتهِ التي أشعرها الله ، أي جعلها أعلاماً لنا ، وهي كُل ما كان من موقفٍ أو مسعى أو دبحٍ ، وإنما قيل : شَعائرُ لكل علمٍ مما تُعبدَ به ، لأنقولهمْ : شعرتُ به : علمته ، فلهذا سُميتِ الأعلامُ التي هي مُتعبداتُ اللهِ تعالى شعائرَ)). ( [9] ) .
ومما تقدم نجد اللغويين يتفقون من حيث المفهوم والمصداق المتعلق في الشعيرة كما بينا ،والمهم الذي ينبغي الاشارة اليه هنا ،أتساع الابعاد المصداقية في عناوين الشعيرة الى عدد كبير ،بصرف النظر عن الايات الشريفة التي جاءت في مقام الاشارة للحج ،لانه جاء من باب المصداق الابرز وليس على نحو القضية الحصرية.
يشكل المفسرون أحد أهم الاركان الاساسية في الدراسات التي ترتبط في القرآن الكريم ،وموضوع دراسة الشعائر كمصطلح قرآني ،لابد من الرجوع فيه اليهم للوقوف على متبنياتهم التفسيرية ،لمعرفة مفهومهم الخاص في ذلك.وقد وقفنا مع عدد من المفسرين مراعين في ذلك الفترة الزمنية والتوجه الفكري لهم بلحاظ المدارس الفكرية لكل مفسر.
فسر القمي الشعائر بقوله: ((الشعائر الاحرام ، والطواف من شعائر الله ، ومن الشعائر إذا ساق الرجل بدنة في الحج ثم اشعرها أي قطع سنامها أو جللها أو قلدها ليعلم الناس انها هدي فلا تتعرض لها أحد ، وإنما سميت الشعائر لتشعر الناس بها فيعرفونها )).( [10] ) .
ونجد الطوسي فسر الشعائر بقوله: ((الشعائر : المعالم للأعمال ، فشعائر الله : معالم الله التي جعلها مواطن للعبادة ، وهي أعلام متعبداته من موقف ، أو مسعى ، أو منحر ، وهو مأخوذ من شعرت به : أي علمت ، وكل معلم لعبادة من دعاء ، أو صلاة ، أو أداء فريضة ، فهو مشعر لتلك العبادة ، وواحد الشعائر شعيرة ، فشعائر الله أعلام متعبداته )). ( [11] ) .
بينما الرزازي فسر الشعائر بقوله: (( شّعائر جمع شعيرة ، وهو كلّ شيء للَّه – تعالى – فيه أمر أشعر به وأعلم ومنه شعار القوم في الحرب أي : علامتهم التي يتعارفون بها ، ومنه إشعار البدنة وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدمّ فيكون علامة ، فهي تسمّى شعيرة بمعنى : المشعورة ،فشعائر اللَّه أعلام دينه لا سيّما ما يتعلَّق بالمناسك تعالى)).َ ( [12] ) .
وقال القرطبي في بيان تفسير الشعائر بقوله: (( الشعائر جمع شعيرة ، وهو كل شئ لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم ، ومنه شعار القوم في الحرب ، أي علامتهم التي يتعارفون بها . ومنه إشعار البدنة وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم فيكون علامة ، فهي تسمى شعيرة بمعنى المشعورة . فشعائر الله أعلام دينه لا سيما ما يتعلق بالمناسك . وقال قوم : المراد هنا تسمين البدن والاهتمام بأمرها والمغالاة بها ، قاله ابن عباس ومجاهد وجماعة . وفيه إشارة لطيفة ، وذلك أن أصل شراء البدن ربما يحمل على فعل ما لا بد منه ، فلا يدل على الاخلاص فإذا عظمها مع حصول الاجزاء بما دونه فلا يظهر له عمل إلا تعظيم الشرع ، وهو من تقوى القلوب )). ( [13] ) .
وبعد عرض أراء بعض اعلام المفسرين لابد لنا أن نسجل بعض الملاحظات والتي ابرزها الاتي.
يتفق جميع المفسرين على مفهوم الشعائر ومصاديقها مع الاختلاف في عرض البعض منهم لها واغفال الاخر ،فنجد الاشارة الى الطواف والاحرام من قبل القمي الا ان الطوسي الرزازي والقرطبي لم يتعرضوا لها.
اتفق الطوسي والرازي والقرطبي على التأسيس الى مفهوم عام للشعائر ،فنجد الطوسي عبر ذلك من خلال قوله: ((: معالم الله التي جعلها مواطن للعبادة … فشعائر الله أعلام متعبداته)).وهو بذلك يؤسس الى قاعدة ومفهوم عام يتمثل في كل عمل من الاعمال فيه طاعة شرعية، وهذا المعنى يذهب اليه كل من الرزازي والقرطبي بقولهما)): وهو كل شئ لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم ، ومنه شعار القوم في الحرب ، أي علامتهم التي يتعارفون بها . ومنه إشعار البدنة وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم فيكون علامة ، فهي تسمى شعيرة )).
ونفهم مما ذهب اليه هولاء الاعلام أن الشعيرة لاتعد شعيرة الا في حال ثبوتها بطريقة قطعية من جهه وعدم نقض تلك الشعيرة للغرض التي شرعت من أجله.
ويتلخص مما تقدم الاتفاف بين المفسرين على مفهوم الشعائر مع التاكيد على تعدد في مصاديقها.
الاصطلاح.
وقد عرف الشهرودي الشعائر بقوله : (( جمع الشعيرة ، وهي بمعنى العلامة . ومنه : الشعار علامة مخصوصة بجعل نداء مخصوص يتنادون به الإخوان للحرب والسفر . ومنها الإشعار والتقليد ، يجعلون علامة للبدن التي جعلت هديا للكعبة .فالشعائر مطلق العلامات ، فإذا أضيفت إلى الله ، تكون العلامات الراجعة إلى أمور الله . وذلك قوله تعالى : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )، يعني علامات طاعة الله وأعلام دينه وأعظم أعلام الدين النبي وأئمة الهدى صلوات الله عليهم . ولعله لذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : نحن الشعائر والأصحاب . ومن أفرادها البدن ، كما قال تعالى: ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ) . ومن أفرادها الصفا والمروة ، قال : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) . ومنها مواضع مناسك الحج ومعالمه التي تكون منافع للناس ، بل نفس مناسك الحج وأعماله كلها)). ( [14] ) .
وخلاصة جميع ماتقدم يتضح ان هناك اتفاق واضح في مفهوم الشعائر سواء المنصوصة قرانياً او نبوياً مع الاختلاف في الاشارة الى المصاديق ،وهذا لايعني أن هناك خلافاً فكرياً بل على العكس ،أننا نلاحظ في هذه الجزئية اعطاء مساحة فكرية للتحرك في بيان المصاديق التي كانت منسجمة مع أصل التشريع وهو القرآن الكريم والسنة النبوية،الذي ورد عنهما بيان التمثيل وليس الحصر.
ثانياً: حقيقة أنطباق مفهوم الشعيرة على أهل البيت (عليهم السلام).
بعد دراسة مفهوم الشعائر من أكثر من محور فكري ،أستطعنا الخروج بعدد من النتائج كان من بينها ،واهمهاعلى الاطلاق وضع أسس المفهوم ورسم المعالم العامة والاساسية للمصداق ،والتي أتسمت بحركة ومساحة واسعتين،ومن هذا المنطلق نستتطيع القول أن أهل البيت (عليهم السلام) هم أهم المصاديق على الاطلاق خارج الحدد التي ارتبطت بالحديث عن شعائر الحج، كونهم كما أشار الامام علي الهادي (عليه السلام ) : (( الأدلاء على مرضات الله ، المستقرين في امر الله ، والتامين في محبة الله ،والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)).([15]).
وبعد اتفاق اللغويين والمفسريين واهل الاصطلح بأن الشعيرة :هي كل أمر ونهي ثبت بالدليل الشرعي سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية ،نستطيع دراسة هذه الجزئية للوقوف على عدد من الشواهد أقتضى البحث التقسيم الى محوريين مهمين هما:
الاول: القرآن الكريم.
أشار النص القرآني الى عدد ليس بالقليل من الايات التي تشير الى أهل البيت (عليهم السلام)،ونحن سوف نشير الى الاهم منها فقط ، محاولين في ذات السياق أن نشير الى الايات حسب تاريخ النزول ، ومن ابرز تلك الايات الاتي.
قال تعالى: ((ِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ))([16]) . تشكل هذه الايه خصوصية متميزة ومتفردة بالقارنه ما سائر الايات التي نزلت في اهل البيت (عليهم السلام )،وقد ذهب جمع من العلماء في نزول هذه الايه في الخمسة اصحاب الكساء وهم رسول الله ( q ) وامير المؤمنين والسيدة فاطمة والامامين الحسن والحسين (عليهم السلام)، ([17])، وتكمن تلك الخصوصية في اثبات عصمتهم من جهة ونزول هذه الايه مرات عديدة وفي ازمان متفرقة من اجل أثبات منزلتهم واعلاء مقامهم من جهه اخرى.([18]).
قال تعالى: (( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )).([19]).
أحتلت هذه الايه ميزة مهمة في سياق الخطابات القرآنية التي أشار لها القرآن الكريم ، بين الانبياء وبين أقوامهم ، في العوض الذي ينتظرونه من أممهم ، وفسر الطباطبائي هذه الايه في قوله : أن جمع من الانبياء من بينهم نوح وهود صالح ولوط وشعيب فيما حكي مما يخاطب كل منهم أمته : ( وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين )، أما رسول الله ( q ) ، فقد جعل آجر رسالته المودة في القربى.وبين كذلك عدد الاقول في المراد من القربى ،ورجح ان المقصود عترته وأهل بيته وهم الامام علي والسيدة فاطمة والحسنيين(عليهم السلام)).([20]). وقد تظافرت الروايات من حيث المضمون من كون المراد بمصاديق القربى أهل البيت (عليهم السلام) ، ومما روي في هذا السياق عن الامام الباقر (عليه السلام )، حيث قال : يعني في أهل بيته . ([21]).
قال تعالى: ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ))([22]).
وروي مرفوعاً الى رسول الله ( q ( لما قرأ هذه الآية سئل : (( أي بيوت هذه ؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام أبو بكر فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها ، وأشار إلى بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ؟ فقال :نعم ، من أفاضلها)).([23]) ..
قال تعالى: ((مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )).([24]).
إن المصادر التفسيرية ، قد أجمعت على المقصود أنفسنا وأنفسكم رسول الله ( q ) وعلي ( عليه السلام )، ( وأبناءنا وأبناءكم ) ،الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ( ونساءنا ونساءكم ) ، فاطمة ( عليها السلام).([25]).
وعلى ضوء ماتقدم يتضح ان لاهل البيت (عليهم السلام) منزلة كبيرة،وانهم محطات للطاعة الالهية ،وبهذا فهم مصداق من مصاديق الشعائر، التي أشار لها الحق سبحانه في عدد من الايات الشريفة.
الثاني: السنة النبوية.
شكلت السنة النبوية الترجمان الحقيقي للقرآن الكريم من جهه والمصدر التشريعي الفكري الثاني من جهه أخرى. عند جميع المدارس الفكرية الاسلامية ،والتي لا غنى لجميع الباحثين عن الحقيقة للبحث في أبعادها المختلفة ،للتأصيل والتكريس في جزئية معينة،وفي سياق الاستدلال على مكانة أهل البيت (عليهم السلام)، وكونهم محطات وعلائم للسماء ،يستلزم منا الوقوف على بعض اقول الرسول ( q ) ،للأستدلال على هذا البعد الفكري ، من خلال أشهر تلك الاحاديث.والتي أبرزها الاتي.
روي عن الامام الحسين (عليه السلام) : قال: ((نحن حزب الله الغالبون وعترة رسول الله ( q ) الأقربـــون ، وأهل بيته الطيبون وأحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله ( q ) ثاني كتاب الله … فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة )) ( [26] ).
روي عن الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قال : (( لله عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء ، كتابه وهو حكمته ونوره ، وبيته الذي جعل قبلة للناس ، لا يقبل من احد التوجه الى غيره ، وعترة نبيكم صلى الله عليه وآله )). ( [27] ).
روي عن الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام )، قال في مقام تفسير قولـه تعالى: (( وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ)) ( [28] ) قال : ((هي ثلاث حرمات واجبة فمن قطـــع منها حرمة فقد أشرك بالله : انتهاك حرمة الله في بيته الحرام ، تعطيل الكتاب والعمل بغيره قطيعة ما أوجب الله من فرض مودتنا وطاعتنا)). ( [29] ).
أن هذه الاشارات الحديثة عن أئمة الهدى دون شك تشكل محورية مهمة في تأكيد كونهم من مصداديق الشعائر الالهية. وبناءاً على ما تقدم نستطيع أثبات أن أهل البيت (عليهم السلام )، وبما فيهم السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)،من ابرز مصاديق الشعائر،وقدأشار العاملي الى جزئية مهمة في سياق أنطباق الشعائر على أهل البيت (عليهم السلام )، جاء فيها:(( وهل يعقل أن تكون البدن من شعائر الله ولا يكون أهل البيت من شعائره ! أما مصداق الشعائر من ناحية الصغرى فلا يخضع لنص خاص بل كل ما يصح الانطباق عليه ، ولافرق في الصدق بين … اللطم ولبس السواد في كونها شعيرة ، فالإنطباق قهري كانطباق الإحسان إلى الغير على التبرع بالدم ….)). ( [30] ) .
ثالثاً :الشعائر الفاطمية والمنطلقات التأسيسية.
مثلت القضية الفاطمية في في فكروعقيدة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)،محورا مفصلياً مهماً،وهذا الأمر نتلمسة بصورة واضحة في عدد من أقوالهم المقدسة ،والتي بدورها تشكل قيمة معرفية مهمة،نستطيع من خلالها التأسيس للشعائر الفاطمية ،والدعوة في أحياء ذكرها الخاص ،على الرغم من ورود أخبار عديدة عنهم تدعوا الى أحياء ذكرهم (عليهم السلام) ، بصورة عامة ،ومن ابرز ماروي في هذا السياق عن الإمام جعفربن محمد الصادق (عليه السلام) قال: ((رحم الله من أحيا أمرنا )).([31]) .
واعتقد قبل الدخول في المصاديق التطبيقية للشعائر الفاطمية ، علينا أن نقف مع مشروعية البكاء الذي يمثل ابرز شعيرة تمارس في الشعائر الفاطمية من خلال النصوص المقدسة ، ومن ابرز تلك النصوص الاتي.
أورد القرآن الكريم سبعة أشتقاقات للبكاء في الايات الشريفة ). ([32]) ومن ابرز تلك الايات قوله تعالى :(( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى )). ).([33]) وقد بين الطباطبائي : ((إنه تعالى هو أوجد الضحك في الضاحك وأوجد البكاء في الباكي لا غيره تعالى ولا منافاة بين انتهاء الضحل والبكاء في وجودهما الى الله سبحانه وبين انتسابهما الى الإنسان وتلبسه بهما لأن نسبة الفعل إلى الإنسان بقيامه به ونسبه الفعل إليه تعالى بالإيجاد وكم بينهما فرق…)) ).([34]) وهذه النسبة اليه سبحانه وتعالى نسبه من حيث الايجاد كما يبدو نسبه تكوينية ، وهي حالة فطرية في الموجودات البشرية خلقهاالباري في الجنس البشري ، ونستطيع ان نسمي هذا البكاء بالبكاء التكويني ،وقد أشارت اليه القرآن الكريم في شاهد واحد فقط ،وذلك في قوله تعالى: (( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ)).([35]).
وبعد الذي تقدم ينبغي الأشارة المصاديق التطبيقة في القرأن الكريم من قبل الأنسان ،وهنا نجد عدد من المصاديق ابرزهم الأنبياء (عليهم السلام)، ونجد الأشارة في ذلك قوله تعالى : ((أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا )) ).([36]) ، هذه الأية الشريفة أشارت للمصاديق التي أتصفت في البكاء وهم الأنبياء(عليهم السلام) ).([37]) فضلاً عن التطبيق العملي لحال الباكي الذي جمع بين أمرين الاول : السجود ، والثاني : البكاء المرافق لحال السجود الذي هو حال العشاق له سبحانه ،ونجد في ذلك تصريح في مشروعية البكاء من قبل الحق سبحانه وتعالى.
ومن الايات التي أرتبطت في في الأنبياء في حال من الاحوال قوله تعالى : ((وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )) ).([38]).
وقد ذهب الواحدي والسيوطي في تعليل أسباب نزول هذه الايات في قدوم، وفد من قبل النجاشي الى رسول ( q ) ).([39]) (بيد اننا نستطيع أن نستخلص منها ما يمكن توظيفة في محل البث،أن المصداق العملي للبكاء كان نزول الدمع الارادي او اللاارادي بعد معرفتهم للحقيقة ،وهذا يؤكد لنا البعد الفطري للبكاء في التكوين البشري من جهه ،وعدم استنكار رسول ( q )، لهكذا حدث.
ومن الشواهد القرآنية في ذات السياق قوله تعالى: (( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )).([40].
وهذه الاية الشريفة أختص بها النبي يعقوب (عليه السلام) ،ونجد هناك من الباحثين من درس بعض مفاصل حياة النبي يعقوب (عليه السلام)،وقد أستعرض اقسام البكاء في منظور الشريعة ،وبين حكم كل قسم،).([41]) ولكن المهم لدينا هنا الوقوف على دوافع بكاء يعقوب النبي (عليه السلام)على ولده يوسف (عليه السلام)،ومن ابزر تلك الدوافع الاتي:
ندم نبي الله يعقوب (عليه السلام) لانه رد سائل ،فبكاؤه خشي أن يكون الله قد سخط عليه واسقط اسمه من ديوان الاصفياء .
رقة قلب النبي يعقوب(عليه السلام) وحنانه على ولده يوسف (عليه السلام).
انه (عليه السلام) لم يبك لفراق يوسف (عليه السلام) من حيث انه ابنه وولده فقط ،بل هناك جملة من المبررات له على ذلك منها.
ا-انه فارقه في حال الصغر،فانه وان لم يهلك الا انه في حاجة اليه.
ب-انه يتيم الام وهو لايزال موضع حاجة عطف ورحمة .
ج-ان يوسف (عليه السلام) نبي من انبياء الله وليس من ابناء يعقوب نبي غيره ،فبكاء يعقوب النبي على ولده يوسف (عليه السلام) ليس من جهه كونه ولده فحسب،بل كونه حجة الله في الارض.فبكاؤه لاجل الدين.([42]).
نجد عند التأمل في هذه الوجوه المتقدمة مقبولة والبعض الاخر العكس من ذلك ،فضلاً عن التداخل في بين الوجوه ،ولكن مانتباة ان الوجوه الاخير ارجح تلك الدافع التي كان نبي يعقوب(عليه السلام)، السبب الاخيروالذ يتمثل في كون يوسف (عليه السلام) كان نبي الله وحجته على خلقه،فضلاً عن الابعاد عاطفه الابوه لدى يعقوب(عليه السلام).
ونجد في قوله تعالى: (( قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا *وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )) . ).([43]). خصوصة خاصة في هذه الايات الشريفة لأنها كمايرى الطباطبائي انها في خصوص المؤمنين فقط، وقد بين ايضاً، فلسفة الخرور الاول والثاني الواردفي الايات الشريفة بقوله: ((تكرار الخرور للأذقان واضافته إلى البكاء لإفادة معنى الخضوع وهو التذلل الذي يكون بالبدن كما أن الجملة الثانية لإفادة معنى الخشوع وهو التذلل الذي يكون بالقلب فمحصل الآية أنهم يخضعون ويخشعون)) ).([44]).ونلاحظ في هذه الاية الشريفة أبعاد تطبيقةعملية لأخلاق المؤمنين واليات التعامل الأخلاقي ،التي تعد بدورها برامج ودروس تطبيقة من أجل الأقتداء والتأسي.الأمر الذي يعطي لهذه الايات خصوصية بالمقارنة مع جميع ماتقدم.
ب-السنة النبوية.
مثلت السنة النبوية الشريفة للرسول الاكرم محمد ( q ) الترجمان العملي للقرآن الكريم،وقدأشارت المصادر الى عدد من المرويات التي جاءت مؤكدة لجواز البكاء ،ومن بين تلك الروايات ، مارواه ابن سعد قال: ” لما انصرف رسول الله ( q ) من وقعة أحد إلى المدينة سمع من كل دار قتل من أهلها قتيل نوحا وبكاء ولم يسمع من دار حمزة عمه فقال ( q ) لكن حمزة لا بواكي له ، فآلى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميت ولا يبكوه حتى يبدؤا بحمزة فينوحوا عليه ويبكوه… )).([45])
روي عن أسماء بنت عميس قالت : (( أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله( q ) …. فدخل علي رسول الله فقال يا أسماء أين بنو جعفر فجئت بهم إليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكى فقلت أي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شئ قال نعم قتل اليوم قالت: فقمت أصيح فاجتمع إلي النساء قالت فجعل رسول الله يقول يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا قالت فخرج رسول الله حتى دخل على ابنته فاطمة وهي تقول وا عماه فقال رسول الله ( q ) على مثل جعفر فلتبك الباكية …).([46]) .
وروي بكاء رسول الله ( q ) على ولده ابراهيم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخلنا مع رسول الله ( q ) على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم فأخذ رسول الله ( q ) إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله ( q ) تذرفان فقال: له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله فقال يا ابن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال ( q ) إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )). ).([47]).
أشارت هذه المرويات المتقدمة الى بكاء رسول الله ( q ) على عدد من الشخصيات التي كان معاصر لهم، وهذا أمر طبيعي لتحرك العاطفة في نفسه المقدسة فيبكي ،لكننا نجده ( q ) يبكي على حادثة لم تقع في عصرة والتي تتمثل في فاجعة أستشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) ،وبكائه هذا يحمل دون شكك عدد كبيرمن الرسائل يحمل في طياتها البعد التأسيسي لمشروعية البكاء في بصورة عامة ،ومشروعية البكاء على هذه الفاجعة الكبرى ،التي بكاء لها جمع من الانبياء(عليهم السلام) بصورة خاصة).([48]).
وعلى الرغم مما تقدم من ادلة مشروعية البكاء ، نجد هناك بعض المرويات تروي نهي متأخر لما تقدم من المرويات القائلة في الجواز،منها ماروي عن عمر بن الخطاب عن النبي ( q ) قال : ((الميت يعذب في قبره بما نيح عليه)) ).([49]). وروي مناظرة بين عبد الله بن عمر وعبد الله بن العباس في البكاء على الميت ورجوعهما فيه إلى أم المؤمنين عايشة وقولها والله ما قال رسول الله ( q ): (( ان الميت يعذب ببكاء أحد ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الكافر يزيده عند الله بكاء أهله عليه عذابا شديدا وان الله هو أضحك وأبكى ولا تزر وازرة وزر أخرى)). ).([50])
ويبدو مما تقدم مشروعية البكاء ولاصحة للروايات القائلة بعدم الجواز.([51]) ومن هنا نستطيع القول بمشروعية البكاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وذلك بعد دراسة الايات والروايات.
رابعاً: النصوص التجذيرية للشعائر الفاطمية
ينبغي لنا وضع تعريف خاص للشعائر الفاطمية ،للوقوف على النصوص التجذيرية لها ،وعندما نتأمل في حقيقة الشعائر الفاطمية نستطيع القول انها : مجالس تختص في الحديث عن أهل البيت (عليهم السلام) والسيدة فاطمة (سلام الله عليها) خصوصاً ، وتقام في المساجد أو الحسينيات أو الاماكن العامة بهدف أحياء سيرتهم ومناقبهم ومظلوميتهم .
أن المستقرأ لمصادر تراث مدرسة آهل البيت (عليهم السلام) ،يجد عدد من المرويات التي تشير لمظلومية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)([52]) ومن أبرزها الآتي :
روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال)): لما أسرى بالنبي ( q ) إلى السماء قيل له : أن الله تبارك وتعالى يخبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك قال : أسلم لأمرك يارب ولا قوة لي على الصبر إلا بك فماهن ؟ قيل له : أولهن الجوع وأما الثانية : فالتكذيب …. وأما الثالثة :فيما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل …. وأما أبنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها وتضرب وهي حامل ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير أذن ثم يمسها هوان وذل ثم لا نجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب قلت : أنا لله وانا اليه راجعون ، قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق والصبر…))([53]) .
روى عن ابن عباس قال: (( ان رسول الله ( q ) كان جالساً ذات يوم اذ أقبل الحسن (عليه السلام) ، فلما رآه بكى …. ثم أقبل الحسين (عليه السلام) فلما رآه بكى …. ثم أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما رآه بكى … فقال أصحابه : يا رسول الله ما ترى واحداً من هؤلاء ألا بكيت أوما فيهم من تسر برؤيته ؟ فقال( q ) : والذي بعثني بالنبوة وأصطفاني على جميع البرية أني وأياهم لأكرم الخلق على الله عز وجل وما على وجه الارض نسمة أحب الي منهم أما علي بن ابي طالب (عليه السلام) فأنه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي …. وأما أبنتي فاطمة فأنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي روحي التي بين جنبي … كأني بها وقد دخل الذل بيتها وأنتهكت حرمتها وغصبت حقها ومنعت ارثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية … فتقول عند ذلك يا رب اني قد سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا ، فالحقني بأبي ،فيلحقها الله عزوجل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم على محزونة مكروبة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك ، اللهم العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلك من أذلها وخلد في نارك من ضرب جنينها حتى ألقيت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين ….))([54]) .
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام إنه قال : ( لما بويع لأبي بكر واستقام له الامر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر . . . كتب لفاطمة عليها السلام كتابا بفدك ودفعه إليها فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي، فكتبت لها بفدك . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه . . . فخرجت… باكية حزينة ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي …)).([55]) .
وما يلاحظ على هذه النصوص الاتي :
أ_ أن هذه النصوص تحمل أبعاداً قدسوية مهمة لانها حددت من الله تعالى ورسوله الاكرم محمد ( q ).
ب_ أن النصوص أكدت على مصاديق عديدة من مظلومية السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في جزيئات عدة كان أبرزها ، الهجوم على الدار وتعرضها للضرب واسقاط الجنين واستشهادها أثر هذه الاحداث .
جـ- أشارت النصوص الى عدد من الفضائل والمناقب للسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).والتي كان منها انها سيدة نساء العالمين وانها بضعة ونور وروح لرسول الله ( q ).
د_ جواز لعن كل من ظلم السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، وضرورة عقوبة بتخليده بالنار .
رابعاً: أسس ووسائل أنجاح الشعائر الفاطمية
أن النهوض بأي مشروع سواء كان مشروعاً سياسياً أو أقتصادياً أو جتماعياً او فكرياً ، ولكي يكون مشروعاً ناجحاً ، لابد ان يكون النهوض يوازي الاعتقاد به كعقيدة أولاً وبمنهج تواصلي مع السماء وفق رؤية سليمة خالية من الاضطرابات ثانياً . ونحن نعيش الشعائر الفاطمية كمشروع فكري ، لابد ان تتوفر عدة عوامل للنجاح نشير لها عبر محورين مهمين هما .
أولاً :- أسس أنجاح الشعائر الفاطمية .
ومن ابرز تلك الاسس الاتي:
1- يجب تصحيح مفهوم التعامل مع الشعائر الفاطمية من الناحية الفكرية ، بحيث لا ننظر لها كموسم سنوي يبدأ في شهر جمادي الاول وينتهي في جمادي الثاني ،بل يجب ان تصبح منهج للأقتداء والتأسي ، والعمل على أخراج الشعائر الفاطمية من المفهوم التقليدي المحلي الى المفهوم العالمي ، كقضية نحملها ونعتقد بها ،كاتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام). كقضية الامام الحسين (عليه السلام) . ونحن أذا أستقرأنا تراثنا الفكري في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ، سوف لا نجد قضية أكد عليها رسول الله( q ) ، وجميع الائمة (عليهم السلام) ، بعد القضية الحسينية مثل الاهتمام والتركيز على القضية الفاطمية .
2_ أخراج الشعائر الفاطمية من أطارها الخاص والمحدود ضمن فئة أو جماعة او تيار او مقليدي مرجعية معينة الى اوسع من ذلك لتشمل الجميع وعلى جميع المستويات ، ونحن وبكل فخر واعتزاز كمقلدي لسماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) . نتميز بحمل هذا المشروع الالهي على سائر الفئات الاخرى في داخل العراق وخارجه ،ولذلك يجب ان نعمل على أنجاحه بكل الوسائل المتاحة .
ثانياً :- وسائل أنجاح الشعائر الفاطمية .
ترتبط الوسائل في أنجاح اي مشروع بطبيعة وحيثيات المشروع، فلابد من تعدد وسائل النهوض في الشعائر الفاطمية ،لذلك سوف نشير لأبرز تلك الوسائل بما تعد عوامل أنجاح في ديمومة النمو والتطور . وابرز تلك الشعائر الاتي .
1_ خطاب الجمعة :
يمثل خطاب الجمعة أحد الوسائل المهمة في الشعائر الفاطمية في سبيل انجاحها بالمستوى المطلوب للمميزات التي يعرف بها والتي من بينها ، ان خطاب الجمعة ، خطاباً مسؤولاً ويحمل صبغة رسمية لأرتباطه في المرجعية الرشيدة ، الامر الذي يجعله أكثر مسؤولية ، كذلك ان خطاب الجمعة يعد خطاباً أسبوعياً وعلى تماس مباشر مع الجماهير المؤمنة وهذا يجعله في مسؤلية كبيرة من الناحية العلمية التي تتطلب الاعداد المسبق لخطب الجمعة، من اجل توعية الجماهير والتي تحضر اسبوعياً فضلاً عن المستجدات والمناسبات الدينية والتي من بينها الايام الفاطمية، التي ينبغي ان تحتل مساحة واسعة في الخطاب الاسبوعي ،وتوظيف جميع الخطاب للخطاب الفاطمي ،للحديث عن السيدة فاطمة(سلام الله عليها)، كما فعل ذلك السيد الشهيد الصدر(قدس سره) ومن خلال مسجد الكوفة المعظم في خمسة خطب مقدسة)) ([56])، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهم القضايا غير المعروفة او التي تحتاج الى طرح جديد او تلك التي يتطلب من خطاب الجمعة تكريس الخطاب باتجاهها، وعدم التركيز على المظلومية فقط ، على الرغم من اهميتها وهذا ما اكد علية سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله) في احد الخطابات الفاطمية السنوية. ([57]).
2_ المنبر الحسيني .
على الرغم من أهمية المنبر الحسيني الذي تكرس خطاباته في أحياء الشعائر الفاطمية السنوية الا ان مازال بعيداً عن جوهر الاحياء الحقيقي لأحياء القضية الفاطمية ،فهذا نتلمسه بصورة واضحة من خلال سطحية الطرح من جهة وقلة التعرض للشعائر الفاطمية في كثير الاحيان بل ربما لا يتم الذكر الا في نهاية المجلس من خلال النعي الذي يشير اليه الخطيب .
أن سعة انتشار المجالس الحسينية وكثرة المتابعين لها ، يجعل لهذه الوسيلة في حال نجاحها ، ان تؤدي دور كبير جداً ، لانه من الممكن أن في المرجعية مباشرة من خلال لجان مشرفة من اجل استلام التوجيه الواعي لهم .
أن هذه الاشارات لايمكن ان تنجح دون ان يكون هناك برامج موضوعية للخطاب الحسيني في الشعائر الفاطمية ، خصوصاً ان هناك من هو من داخل الطيف الشيعي ما زال غير معتقد في بعض جزيئات المظلومية الفاطمية ،معتمداً على قول من شذ وتفرد من علماء المذهب ، ناسياً او متناسياً أقوال سائر العلماء الاخرين ، وهذا يدعونا الى مراجعة بعض حساباتنا في هذه الجزيئية من اجل اقناع أبناء الطوائف الأخرى من خارج المذهب بهذه الحقيقة .
3_ المؤتمرات .
تشكل المؤتمرات أسلوباً ناجحاً من الاساليب التي تحيى بها الشعائر الفاطمية ،على الرغم من كونها، تحاكي فئة معينة من المجتمع وهم الأكاديميين وعلماء الدين ، والمثقفون من خلال الاعلان التنظيمي له والذي يبين شعار المؤتمر ومحاوره في القنوات المتعارف عليها وتقدم البحوث للجهة المشرفة ،وهذه الوسيلة جيدة ، الا انها مازالت في أغلب الاحيان إعلامية ، لا ترقى الى المستوى ، لان المشاركين يقدمون ورقة عمل وليس بحث ، فضلاً عن عدم نشر البحوث في إصدار خاص في أغلب الاحيان ، والمهم في ذلك ان هذه المؤتمرات مازالت في كثير من الاحيان بعيدة كل البعد عن مظلومية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام ) خوفاً من عناوين الطائفية ونحوها ، فضلاً عن عدم تمحور المؤتمرات الفاطمية السنوية في خطط سنوية ،تتناول جوانب خاصة من حياة السيدة فاطمة (عليها السلام ) ضمن تسلسل علمي .
ومن الجدير بالاشارة اليه ان مؤسسات المرجعية الشاهدة ، والمتمثلة في المرجع اليعقوبي (دام ظله) قد مارست هذا الاسلوب في مسار أحياء الشعائر الفاطمية ، وقد أبتدأت بذلك جامعة الصدر الدينية في النجف الاشرف في مؤتمرين ثم جاء بعد ذلك مركز الدراسات الفاطمية في البصرة في مؤتمراً واحد. ([58]). ثم المركز الفاطمي في النجف الاشرف بمؤتمرين فقط وقد جاءت هذه المؤتمرات ببعض النتائج الايجابية ولكنها ما زالت تحتاج الى الرقي والتقدم . ([59]).
4_ الندوات الفاطمية.
تحتل الندوات الفاطمية أهمية خاصة ، بالمقارنة مع الاساليب الاخرى وذلك لسهولة القائمين عليها من تحديد الزمان والمكان والموضوع والفئة المستهدفة من خلال الخطاب الفاطمي المطروح في محاور الندوة ، وهذه الحيثيات في كثير من الاحيان تساعد على طرح مختلف المواضيع بدون حساسية .
لذلك ندعوا جميع المؤسسات والمساجد والحسينيات تفعيل هذه الوسيلة ، وبصورة واعية من ناحية الموضوع المطروح والباحثين المشاركين فيها،وقد مارست مؤسسات المرجعية الشريفة على ممارسة هذا الاسلوب ، والتي من ابرزها مركز الدراسات الفاطمية البصرة ،سواء في الموسم الفاطمي او خارجه وبصورة كبيرة . . ([60]).
والاسلوب الناجح المكمل لنجاح هذا الاسلوب أتباع الاستراتيجية الفاعلة التي تهدف الى أخراج البحوث التي تلقى في الندوات من الحدود المكانية الى ماهو اوسع من ذلك ،وذلك عن طريق طباعة تلك البحوث في الندوات في كتاب خاص من نشرها لتعم الفائدة ،فضلا عن محاولة البث في الفضائيات ونشر الندوات عبرالانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
5_ تأسيس المراكز التخصصية .
تعد المراكز البحثية التخصصية الوعاء الاساسي الحاضن لجميع المشاريع التي من شأنها أحياء الشعائر الفاطمية لمعرفته بأولويات واستراتيجيات الشخصية الفاطمية التي تهتم بها المراكز التخصصية.وقد دعى سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) الى تأسيس مركز تخصصي حول السيدة فاطمة (عليها السلام) في المؤتمر السنوي الثاني الذي تقيمه جامعة الصدر الدينية في النجف الاشرف بالتعاون مع جامعة الكوفة في كلمته المؤرخة بتاريخ 20/4/2012م ،وفعلاً أُسس مركز الدراسات الفاطمية في البصرة بتاريخ 3/12/2012م .في البصرة ([61]).
وقد مارس مركزالدراسات الفاطمية في البصرة، عدد كبير من الادوار في سبيل الدفاع عن القضية الفاطمية ،أبتداءأ من النشر عبر شبكة الانترنت من خلال تأسيس الموقع الالكتروني للمركز،والصفحة الرسمية ،والاصدارت الورقية التي ابرزها مجلة البضعة ،والاصدارات الالكترونية التي ابرزها الاصدار الفاطمي الاول، وغيرذلك من الاصدارات الاخرى.
يمثل أحياء الشعائر الفاطمية أهمية كبيرة في نصرة السيدة فاطمة (عليها السلام)،و مظلومية قضيتها الاسلامية، وجميع ماتقدم ماهو الا محاولة في في مسار نصرة السيدة (عليه السلام )،ومن هذا المنطلق ندعو الى تأسيس اتجاه جديد في الشعائر الفاطمية تحت عنوان (( الخطيب الفاطمي ))، الذي يتخصص في سيرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وتراثها المتنوع .مثلما هناك تخصص في الخطابة الحسينية.
يأخذ هذا الخطيب على عاتقه دراسة سيرة السيدة فاطمة (عليها السلام)،من جميع الجوانب ،ويعمل على نشرها بين الاوساط المجتمعية،طيلة ايام السنة ، خصوصاً في المناسبات الفاطمية ،وذلك من اجل خلق توازن بين الثقافية المنبرية الحسينية التي تطرح القضية الفاطمية في مناسبات معينة حتى بات الامر موسم من مواسم التبليغ.وبين مسار القضية وماينبغي أن تكون عليها.
أن جميع ماتقدم من وسائل مبني على منهج الباحث القائم على الاختصار الشديد،والتي يهدف من خلالها تقديم محاور مختصرة ومركزة للباحثين ، الذين يرومون الكتابة في هذا المسار ([62]). ومن الممكن الاشارة الى وسائل أخرى بنقاط ،من اكمال البحث في أغلب الجوانب أن لم نقل جميعها، ومن ابرز تلك الوسائل الاخرى الاتي.
القنوات الاعلامية المرئية او المقروءة او المسموعة.
التشيع السنوي الذي يقام في داخل العراق او خارجة.
المسابقات البحثية .
المقالات العلمية.
المحاضرات الفكرية والتاريخية والسياسية.
قائمة المصادر والمراجع
أولاً :- القرآن الكريم :-
ثانياً :- المصادر الأولية :-
الأربلي ، ابو الحسن علي بن عيسى بن أبو الفتح ( ت 692هـ/1292م).
1- كشف الغمة في معرفة الأئمة ، ط1 ، قم ، 1412هـ .
البحراني ، هاشم (ت 1107ه/ 1695م).
2- البرهان في تفسير القرآن ، تح مؤسسة البعثة ، د ت ، قم ، د ت .
البخاري ، أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم ( ت 256هـ/ 869م).
3- صحيح البخاري ، د ط ، استانبول ، 1981 م .
– البلاذري ، احمد بن يحيى بن جابر ( ت 279هـ/892م )
4 -أنساب الاشراف تح محمد حميد الله ،دط، مصر ،1959م0
– الترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة ( ت279هـ/ 892م).
5- سنن الترمذي ، تح عبدالوهاب عبداللطيف ، ط2 ، بيروت ، 1983م .
-الجوهري، أسماعيل بن حماد(393ه/1002م)0
6- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية تح أحمد عبد الغفور،ط4،بيروت،1987م0
– الحاكم النيسابوري ، أبو عبدالله محمد بن عبدالله ( ت405هـ/ 1014م).
7- المستدرك على الصحيحين ، تح يوسف عبدالرحمن ، د ط ، دمكا ، د ت .
– ابن حجر العسقلاني ، شهاب الدين احمد بن علي بن علي بن محمد ( ت852هـ/1448م).
8- الأصابة ، تح عادل عبدالوجود ، ط1 ، بيروت ، 1415هـ
9-الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، ط2،القاهرة، 1965م0
-ابن أبي الحديد ، عبدالحميد عبدالله المعتزلي ( ت656هـ/1258م).
10- شرح نهج البلاغة ، د ط ، دمكا ، د ت .
– الحلي ، حسن بن سليمان ( ت9هـ/14م).
11- المختصر ، تح سيد علي أشرف ، د ط ، قم 1424هـ.
– ابن حنبل ، الامام ابو عبدالله احمد بن حنبل ( ت241هـ/855م).
12- مسند احمد بن حنبل ، د ط ، بيروت ، د ت .
– الرازي ، فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين ( ت606هـ/ 1209م) .
13- تفسير الرازي ، ط3 ، دمكا ، د ت .
– الزمخشري ، أبو القاسم محمد بن عمر ( ت538هـ/1143م .
14-الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الاقاويل في وجوه التأويل ،ط1، بيروت ، د ت
– ابن سعد ، محمد بن عمر ( ت230هـ/845 م ).
15- الطبقات الكبرى ، د ط ، بيروت ، 1985م .
– السيوطي ، أبو الفضل جلال الدين بن عبدالرحمن ( ت911هـ/1505م ).
16-الدر المنشور في التفسير بألمأثور، د ط ، دمكا ، د ت .
17- لباب النقول في أسباب النزول ، د ط ، بيروت ، د ت .
الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ت 381هـ/991م).
18- الخصال ، ط1 ، بيروت ، 2008 م .
19- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ، ط1 ، بيروت ، 1984م .
20-معاني الاخبار،ط1،قم ،دت0
21- الامالي،د ط، دمكا ، دت .
– الطبرسي ، أحمد بن علي بن أبو طالب (560هـ /1164م).
22-الأحتجاج ، تحقيق إبراهيم الهادي (وآخرون) ، ط5، طهران ، 1424هـ.
الطبرسي ، ابو علي الفضل بن الحسن ( ت 548هـ/1135م ).
23- تفسير مجمع البيان ، ط1 ، بيروت ، 1995م .
-الطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن ( ت460هـ/826م ) .
24- الامالي، دط، دمكا،د ت.
25-تهذيب الاحكام ، دط، دمكا،د ت.
26- التبيان في تفسير القرآن ، د ط ، دمكا ، د ت .
الطوسي ، ابن حمزة ( ت 560هـ/ 1164م ) .
27- الثاقب في المناقب ، د ط ، دمكا ، د ت .
ابن فارس ، احمد بن زكريا ( ت395 هـ/1004م ).
28- معجم مقاييس اللغة ، تح عبدالسلام هارون ، د ط ، دمكا ، 1404هـ.
الفراهيدي ، عبدالرحمن الخليل بن احمد ( ت175هـ/791م ) .
29- العين ، تح مهدي المخزومي (وآخرون) ، ط2 ، قم ، 1409هـ.
الفيروزابادي ، مجدالدين محمد بن يعقوب ( ت817هـ/1414م ).
30- القاموس المحيط ، د ط ، دمكا ، د ت .
-القرطبي ، أبو عبدالله محمد بن احمد ( ت671هـ/ 1272 م ).
31- الجامع لأحكام القرآن ، د ط ، بيروت ، 1985.
-القمي،علي بن ابراهيم (329ه/ م).
32- تفسيرالقمي،ط3،قم ،1404ه
– الكفعمي ، الشيخ ابراهيم علي بن الحسين ( ت900هـ/1494م) .
33- المصباح ، ط3 ، بيروت ، 1953 م .
المجلسي ، الشيخ محمد باقر ( ت1111هـ/1699م ) .
34- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، ط2 ، بيروت ،1983م .
مسلم النيسابوري ، ابو الحسن مسلم بن الحجاج ( ت 261هـ/874 م ).
35- صحيح مسلم ، د ط ، بيروت ، د ت .
-المفيد ، محمد بن النعمان ( ت413هـ/ 1022م ) .
36- الاختصاص ، د ط ، دمكا ، د ت .
37- الأمالي ، تح علي أكبر غفاري (وآخرون) ، ط2 ، بيروت ، 1993م .
38- المسائل العسكرية ، تح علي أكبر الخرساني ، ط1 ، بيروت ، 1994م .
-ابن منظور ، جمال الدين محمد بن مكرم ( ت711هـ/1311م ) .
39- لسان العرب ، د ط ، قم ، 1405هـ.
– الهلالي ، سُليم بن قيس العامري ( ت90هـ/708م) .
40- كتاب سُليم بن قيس ، دط ، دمكا ، د ت .
الهيثمي ، نور الدين علي بن أبو بكر ( ت 807هـ/1405 م ) 0
41-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، د ط ، بيروت ، 1988م .
الواحدي ، ابو الحسن علي بن احمد ( ت468هـ/1075م ) .
42-أسباب النزول ، تح محمد عبدالقادر شاهين ، ط3 ، بيروت ، د ت .
05م)
ثالثاً :- المراجع الثانوية :-
– الحيدري ، السيد كمال0
43- العصمة بحث تحليلي في ضوء المنهج القراني،ط3، بيروت ،1997م0
– الشهرودي،علي النمازي
44-مستدرك سفينة البحار،تح حسن النمازي،دط ،قم المقدسة،1419ه.
– الطباطبائي ، محمد حسين
45- الميزان في تفسير القرآن ، تح إياد باقر سلمان ، ط1 ، بيروت ، 2006 م .
– العاملي ، جعفر مرتضى
46- الانتصار ، ط1 ، بيروت ، 1422هـ.
47- خلفيات كتاب مأساة الزهراء (عليها السلام) ، ط5 ، بيروت ، 1422هـ.
– عبدالباقي ، محمد فؤاد
48- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، دط ، دمكا ، دت .
49-معهد تحقيقات باقرالعلوم(ع)،موسوعة شهادة المعصومين (ع)، ط1،قم،1380ه
50-مقتل الامام الحسين(ع).ط1،بيروت،2009م.
اليعقوبي،المرجع محمد موسى .
51-خطابات المرحلة،ط1،بيروت،2012م.
( [1] ) الفراهيدي،العين،251،2/،الصحاح،698،2
( [2] ) الفراهيدي، العين ،251،2.
( [3] ) الفراهيدي، العين،251،1/.الجوهري، الصحاح،698،2
( [4] ) العين،251،1/.الصححاح،698،2
( [5] ) الصحاح،698،2
( [6] ) معجم مقايس اللغة،194،3
( [7] ) . ابن منظور،لسان العرب،415،4
( [8] ) سورة المائدة ، ايه 2
( [9] ) تاج العروس،34،7
( [10] ) تفسير القمي،160،1
( [11] ) التبيان،42،2َ
( [12] ) تفسير القرآن،706،13
( [13] ) الجامع لأحكام القرآن،56،1َ
( [14] ) مستمسك سفينة البحار،417،5
[15]))الصدوق،عيون اخبار الرضا،ج2 ،272-278/ الطوسي،تهذيب الاحكام،ج6 ، 1070-1073/ الحلي المحتضر،215، 221/الكفعمي،البلد الامين،217-228
([16]) سورة الأحزاب، آية 33
[17])) الهلالي، كتاب سليم، 187/ مسلم، صحيح مسلم، 1049/ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، 353/ الترمذي، سنن، 992/ الحاكم النيسابوري، المستدرك، ج3، 958/المفيد، المسائل العكبرية، 39/ الطبرسي، مجمع البيان، ج8، 462/ابن حجر الهثيمي، مجمع الزوائد، ج7، 207/ ابن حجرالعسقلاني، الأصابة، ج3، 495/ السيوطي، الدر المنثور، ج6، 532/
([18])الحيدري، العصمة في المنهج القرآني،179-235
([19]) سورةالشورى ،ايه 23
([20]) الميزان ، 18، 37-39
([21]) المجلسي ،بحارالانوار،235،9
([22]) سورة الأحزاب، آية 33
([23]) الطبرسي، تفسيرمجمع البيان،253،7/البحراني ، البرهان،76،4
([24]) سورة ال عمران ،61
[25] – الطبرسي ، تفسير مجمع البيان ، 7/390 ؛ الأربلي ، كشف الغمة ، 1/108 ؛ المجلسي ، بحار الأنوار ، 21/346 .
( [26] ) الطبرسي : الاحتجاج 2 / 22 ؛ وينظر ، ابن شهراشوب : المناقب 3 / 223 .
( [27] ) الصدوق : معاني الأخبار 8 / 1 ؛ الخصال 146 .
( [28] ) سورة الحج : الآية 30 .
( [29] ) المجلسي : البحار 24 / 186
( [30] ) .العاملي، الانتصار،447،9
[31] – المفيد ، الاختصاص ، 29 /الطوسي،الامالي،135.
[32] – عبدالباقي، المعجم المفهرس ،184.
[33] – سورة النجم 43
[34] – تفسير الميزان،42،19
[35] – سورة الدخان ،الايه 29
[36] – سورة الدخان،الاية41 .
[37] – الطبري ،جامع البيان ،114،16/الزمخشري، الكشاف ،686.
[38] – سورة المائدة،الاية 83.
[39] – أسباب النزول،106/ لباب النقول،84.
[40] – سورة يوسف ،ايه 83-84.
[41] – البحراني،مرافق التحقيق،62-64
[42] – البحراني،مرافق التحقيق،66،65
[43] – سورة الاسراء، الاية 107_109
[44] – الميزان،180،13
[45] – ابن سعد، الطبقات،44،2
[46] – ابن سعد، الطبقات،288،8
[47] – ابن سعد، الطبقات ،139،1
[48] – معهد تحقيقات باقر العلوم،موسوعة شهادة المعصومين ،407-408/المقرم،مقتل الحسين ،35-37.
[49] – البخاري ، صحيح،82،2 /الترمذي ،سنن،235،2/
[50] – الحاكم النيسابوي، مستدرك ،381،1.
[51] – للوقوف على تفاصل أكثر في الرد على من يرى عدم الجواز ينظر،العاملي،مأساة الزهراء ، 1،343-348.
[52] – للوقوف على تفاصل أكثر حول مظلومية السيدة فاطمة (ع) ينظرالعاملي،مأساة الزهراء ،33-72.
[53] – المجلسي ، بحار الانوار ،28، 41 .
[54] – الصدوق ،الامالي ،2، 99 ؛ المجلسي ، بحار الانوار ، 43 ، 172 .
[55] – الطبرسي،الاحتجاج،119،1.
[56] – توجد خمس خطب للسيد الشهيد خص بها السيدة فاطمة (ع) وهي الخطبة (……………….).
[57] – الخطاب الفاطمي (……….).
[58] – عقد المؤتمر الاول في6/4/2013م.
[59] – أن اول مؤسسات المرجعية من مارس دور المؤتمرات الفاطمية كانت جامعة الصدر الدينية في النجف الاشرف.
[60] – يعتبر مركز الدراسات الفاطمية في البصرة ابرز المؤسسات التي فعلت الندوات الفاطمية ضمن مؤسسات المرجع اليعقوبي.
[61] – المرجع اليعقوبي /خطاب المرحلة ، 6 ، 316 .
[62] – ان الكتابة في هذا النوع من البحوث يثبه الى حد كبير بعض الدراسات الانسانية القائمة على عرض نتائج ميدانية او عن طريق أستبيانات توزع على نماذج معينة من المجتمع.