مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
البحث الفائز الثالث في المسابقة البحثية السنوية الاولى/أساليب القوة الناعمة عند الزهراء (عليها السلام) في الدفاع عن الإمامة الدكتور ساجد صبيح العسكري كلية التربية /جامعة ذ ي قار
+ = -

 أساليب القوة الناعمة عند الزهراء (عليها السلام) في الدفاع عن الإمامة

 الدكتور ساجد صبيح العسكري/ كلية التربية /جامعة ذ ي قار

  مقدمة

الحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد …

يُعدّ مصطلح القوة الناعمة من المصطلحات الحديثة والتي يمكن أن تنطبق على مصاديق كثيرة ، فهو بحسب التنظير الأولي أُريد به مفهوماً سياسياً بحتاً وعلى وفق الرؤية السلبية يمكن استعمال أي أسلوبٍ من شأنه التأثير في الآخرين وأقناعهم ، إلا أن هذا المفهوم يمكن أن يكون أحد مفاهيم التنمية البشرية بالمعنى الإيجابي التي يكون هدفها هداية الناس وإصلاح أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من جوانب الحياة، فإن الاسلام نظّر كثيراً  لتلك الوسائل في آياتٍ وأحاديثٍ شريفٍ.

والمتتبع لسيرة الأئمة المعصومين يجد بوضوح أستخدامهم لأساليب متعدد لغرض هداية الناس وإصلاح أحوالهم .

وعند استعراض سيرة الإمام الزهراء (عليها السلام) يجد أنها (عليها السلام)  كانت تستعمل أساليب القوة الناعمة الإيجابية في الدفاع عن الإمامة ، ومن أهم تلك الأساليب:

  • التذكير بمظلوميتها وحقها في فدك بالاحتجاج البرهاني.

  • البكاء على رسول الله وتذكير الناس بوصيته.

  • خطبتها في مسجد النبي وعلى نساء المهاجرين.

  • طوافها على بيوت المهاجرين والانصار لاستنهاضهم للبيعة.

واقتضت طبيعة البحث أن يُقسم على مبحثين:

الأول مبحث تنظيري: تناول التعريف بمفهوم القوة الناعمة و وأهم أدواتها.

والمبحث الثاني: تناول استعراض أهم أساليب القوة الناعمة عند الزهراء( عليها السلام) في الدفاع عن الإمامة.

هذا وقد بذلنا جهداً من أن أجل أن يكون البحث بالشكل المقبول، فإن وفقنا لذلك فالحمد لله أولا وآخراً، وإن لم يكن كذلك فنلتمسكم العذر ونسأل الله العفو عن كل خطأ وزللٍ. 

المبحث الأول: التعريف بالقوة الناعمة وأهم أدواتها

المطلب الأول : تعريف القوة الناعمة القوة الناعمة هي : (( القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً عن الإرغام , ودفع الأموال ))([1]) .

  وعُرّفت أيضاً بأنه (( القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج والأهداف المتوخاة بدون الاضطرار إلى الاستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية))([2])

وعُرّفت أيضاً بأنها (( فن اجتذاب الآخرين إلى نظام ما باستخدام الإغراء الخالي من الترغيب والترهيب وتعتمد على إبهار الآخر بالمخزون الثقافي ))([3])

 ويلاحظ على التعريفين الأخيرين أنهما لم يخرجا عن ما قاله جوزيف ناي , إلا بتغيير العبارات وذكر بعض وسائل القوة الناعمة في التعريف.

ويُعدّ جوزيف صموئيل ناي (Joseph nye ) أول من نظر لمفهوم القوة الناعمة , وكان أول استعمال لهذا المصطلح في كتابه (( ملزمون بالقيادة)) الذي نشر عام 1990م , ومن ثم نظّر له في كتابه (مفارقة القوة الأمريكية) والذي صدر عام 2001م , وفي عام 2004م , خصص كتاب أوضح فيه مفهوم القوة الناعمة وما يتعلق بها من أهداف ووسائل في كتاب بعنوان ( القوة الناعمة)([4])

وما يجب التأكيد عليه هنا هو أن مصطلح القوة الناعمة وإن كان من ابتكارات جوزيف ناي إلا أن تطبيقاته موجودةً قديماً ولا تكاد تخلو أي ديانةٍ أو حضارةٍ من تطبيقات القوة الناعمة , وهناك شواهدٌ تاريخيةٍ كثيرةٍ على ذلك، إلا أن هناك قوة ناعمة سلبية وقوة ناعمة إيجابية ، بحسب الأهداف والوسائل([5]).

و تتميز القوة الناعمة بكونها هادئة وتدريجية وغير ظاهرةٍ بشكل مباشرٍ , وتعتمد الرمزية وإثارة العواطف من خلال التركيز على الأمور التي تتعلق بحياة المجتمع بشكل مباشر مما يجعلها تحقق نتائج أكثر مما تحققه القوة الصلبة([6]).

وهذا السبب جعل الدول الكبرى تفضل استخدام القوة الناعمة على القوة الخشنة , ولكن بطريقة لا تثير اللغط إمام الرأي العام ولا يمكن أن تعارض من قبل الهيئات الدولية ولا تتعارض مع مواثيقها وقوانينها([7]).

 وأرجع بعضهم أسباب تفضيل القوة الناعمة إلى ثلاثة أسباب هي([8]):

1ـ أسباب اقتصادية : لما للحرب الخشنة من خسائر في الأموال والمعدات.

2ـ أسباب استراتيجية : وهذه الأسباب تتعلق بحسابات الأمر البعيد والخوف من تغيرات الأحداث وموازين القوى.

3ـ أسباب استثمارية : تتمثل باستثمارات ثروات البلدان بدون أن تسبب تلك الثروات لضرر الحرب الخشنة.

المطلب الثاني: أدوات القوة الناعمة:

1ـ الإعلام وصناعة الخبر:

لصناعة الخبر وطريقة أداءه أثر في المتلقي , مما يمكنه من السيطرة على المواقف , وإثارة العواطف بالاتجاه الذي يريده صانع الخبر , وخلق رأي عام إذ (( أن وسائل الأعلام تدفع الجمهور إلى تبني رأي من خلال إيهام المتلقي بأن موقفها يمثل الرأي العام فتصفه مثلاً بأنه يمثل الموقف الوطني أو الإحساس العام أو أن ( معظم الناس يؤيدون ) أو من خلال اللجوء إلى التقاليد الاجتماعية والادعاء بأن الآراء الأخرى تخالف تقاليد المجتمع))([9]).

و لا يقتصر الأعلام على نشرات الأخبار , فهناك كثير من البرامج وخصوصاً الساخرة والاجتماعية , فأنها تؤدي رسالة بطريقة محببة للجماهير فالإعلام اليوم يُعد من أهم وسائل القوة الناعمة , يقول الشيخ محمد اليعقوبي: ((  بدأ في السنين والعقود الاخيرة تداول مصطلح “القوى الناعمة” ووضعت الكتب لشرحه والياته وقوة تأثيره، وهم يقصدون به الادوات والوسائل التي يستطيعون بها التأثير على الاخر وغزوه واختراقه وتطويعه للأجندة المرسومة له من دون استعمال السلاح والماكنة العسكرية.

وحينما يطلقون هذا المصطلح فانهم يريدون منه بشكل رئيسي “الاعلام” ويسمونه بالسلطة الرابعة بكل ادواته المؤثرة، ومن الواضح ان تأخر استعمال هذا المصطلح لا يعني ان هذه القوة الناعمة لم تكن مستعملة واكتشفت الان، فمنذ الازمنة الاولى كانوا يستفيدون منها بالإعلام المضلِل وقلب الحقائق وتزييف الوقائع وبث الاشاعات لإحباط الخصم وتثبيط معنوياته واحداث حالة الرعب والارباك لديه وتشويش افكاره ومعتقداته وتحويله الى اداة طيّعة لما يريدون منه))([10])

فلأهمية الأعلام كونه الأداة الأهم في الحرب الناعمة , لذا عرفت القوة الناعمة بالأعلام كما تقدم في مفهوم القوة الناعمة عند الشيخ اليعقوبي.

2ـ الإنتاج الفني السينمائي:

يُعدّ الإنتاج الفني والسينمائي من أهم أدوات القوة الناعمة , ومن أكثر تأثير في الآخرين , لما لها من جمهور واسع.

ومن الأمثلة على ذلك : ما اعتمدته الولايات المتحدة الأمريكية في تحسين صورتها وتبرير عدوانها على العالم من خلال ما قدمته هوليود من خلال أفلام الأكشن التي صورت الحروب التي خاضتها أمريكا([11]) .

 كما أن الدراسات أشارت إلى ازدياد معدل السواح في تركيا بعد المسلسلات التي عرضتها مؤخراً([12]).

 وما يسجل للسينما الإسلامية بشكل عام وللشيعة بشكل خاص ما قدمته السينما الإيرانية من مسلسلات تاريخية كان لها أثر كبير في ترسيخ بعض الحقائق التاريخية .

3ـ أفلام الرسوم المتحركة:

تُعدّ أفلام الرسوم المتحركة والإنتاج السينمائي جزء من الأعلام بمفهومه العام

ولما كانت السينما تستهدف فئة معينة من الناس , استهدفت الرسوم المتحركة فئة الناشئين وصغار السن لترسيخ بعض المفاهيم وبعض الصور والمشاهد التي لها أثر على سلوك الطفل وتنشئته , ((فالأطفال يرون فيها متنفس لطلق عنان خيالهم والتعبير عمّا بداخلهم فهي تحاكي عقليتهم كما أنها تعطي للطفل فرصة الاستمتاع بطفولته))([13])، فتكون لها تأثير في تكوين شخصية الأطفال وسلوكياتهم وكما أن هناك أفلام كارتون لها فائدة تعليمية وسلوكيات جيدة , هناك ما يدعو للعنف وبعض السلوكيات الخاطئة والمشاهد الخادشة للحياء والعفة , وهذا القسم الثاني هو الذي يعرض بكثرة هذه الأيام.

وقد أشارت الدراسات إلى أن نسبة ما يشاهده الأطفال من الرسوم المتحركة يشكل 88% مما يغلب على وقت الدراسة([14]) .

وتشير الدراسات أيضاً أن أكثر الرسوم المتحركة تأثيراً في الأطفال هي أفلام الأكشن([15]) وتحتل الشركات الأمريكية المرتبة الأولى في أنتاج الرسوم المتحركة مثل توم وجيري وميكي ماوس وغيرها التي يرغب أكثر الأطفال بمشاهدتها والتي هي جزء من مجموعة ديزني([16]) .

وفي مقابل ذلك انتجت روسيا فلم (( ماشا والدب )) والذي ترجم إلى 25 لغة واشترته 120 دولة فالدب الروسي يحمي طفلة صغيرة وفيه إيحاءات تعمد إلى إظهار الوجه الإنساني لروسيا والذي تخشاه أكثر الدول، وحاول الأمريكان تشويه صورة شخصية ((ماشا)) عندما زجت فيها في مسلسل أسمه (( دورا )) مشهور عندهم، وجعلها مصاصة دماء لمحاولة التشويش على المسلسل الروسي([17]).

وما ذلك إلا للإحساس أمريكا بخطر هذا المسلسل كونه قوة ناعمة لها تأثير كبير.

4ـ مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت:

لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيراتها الايجابية والسلبية على الفرد والمجتمع , وتعد من أهم الأدوات التي تصنع الرأي العام , وقد شاهدنا كيف قاد المصريون ثورتهم ضد حسني مبارك من خلال موقع التواصل الاجتماعي([18]).

كما أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير على الأسرة وتشير الدراسات إلى أن هناك كثير من التأثيرات السلبية([19]) (( حيث يمكن الوصول إلى أكبر كم ممكن من المستهدفين من الافراد العاديين بطريقة تفاعلية تلقائية بدون أية رقابة على الشكل والمضمون ))([20]) ، ولا سيما وأن الإحصائيات أشارت إلى أن عدد المستخدمين 3 مليار([21]) ، ولذا أطلق علي حرب على تأثير مواقع التواصل على الآخرين بـ ( القوة الفائقة ) إذ يقول: (( إن القوة الناعمة أو القوة الفائقة هي أقوى من الأنظمة الأمنية وأجهزتها المخابراتية وهكذا نحن أزاء ثورات لم تصنعها السيوف والرشاشات بل الكتب الرقمية والشاشات الخارقة للجدران الحديدية ))([22]).

5ـ البرامج والألعاب الإلكترونية:

تحمل بعض البرامج والألعاب الإلكترونية واجهات لعلامات تجارية أو صور عارية؛ لغرض ترويج لمؤسسة معينة، أو لأجل التأثير على سلوكيات المستخدمين لتلك البرامج والألعاب، وإذا كانت الرسوم المحرمة تستهدف الأطفال بشكل خاص فأن الألعاب الإلكترونية تستهدف بشكل خاص فئة الشباب وأكثر تلك الألعاب تُشجع على العنف والقتل والجريمة , بالإضافة لتعري شخوص اللعبة بما لا يتناسب مع الحياء والعفة كما أن بعض المؤسسات الراعية للألعاب الالكترونية تصنع تلك الألعاب بهدف الترويج لسياسات دولها كما في ألعاب حرب فيتنام وحرب بغداد وغيرها فيكون المستخدم وفق نظام اللعبة جزءاً من الجيش الأمريكي الذي يقاتل في تلك البلدان.

 ومساحة أنتشار هذه الألعاب واسعاً جداً فهي تستخدم في الكمبيوتر والموبايل وغيرها مما يسهل استخدامها في أي وقت، ويعد صانعوا تلك الألعاب لجعلها بمستويات متصاعدة ليرغبوا الأطفال والشباب وينمو عندهم عامل الفوز والانتصار ومن ثم يجعلوه منقاداً لا شعورياً لتلك الألعاب ليقضي ساعات طويلة مما يؤثر على السلوك وعلى المستوى الدراسي وعلى صحة البدن، فقد قام عدد من الباحثين بدراسة أثر الألعاب الالكترونية ووجد أنها تؤثر على أدمغة المراهقين وتنتج أجيالاً تميل للعنف كما أن لها تأثير على البدانة والتوتر واجهاد العينين([23]).

وهذه التأثير السلبية للألعاب الالكترونية لا تعني أنه لا يوجد تأثيرات إيجابية فبعض الألعاب تنمي قابلية الطفل والمراهق وتزيد من مساحة تفكيره([24]).

6ـ منظمات الإغاثة:

واحدة من أهم وسائل القوة الناعمة عند الدول الغربية هي المنظمات التي يكون عنوانها وشعارها إنساني وتستهدف الشرق الأوسط المسلم وتقدم الغذاء والدواء ولكن بعضها في الأصل منظمات تبشريه تدعو للنصرانية من خلال تحسين صورة المسيحيين وتوزيع بعض الكتب والمجلات وأشرطة الفيديو.

وقد كتبت أحدى الناشطات والإعلاميات في مجلة المجتمع في العدد  1795 مقالاً بعنوان “مائة منظمة تنصيرية تعمل في العراق تحت ستار الإغاثة الإنسانية”  وقد تناول المقال بعض التقارير التنصيرية وأهم الأماكن التي يستهدفونها([25])، وبغض النظر عن صحة المعلومة من عدمها فإن القدر المتيقن هو أن هناك منظمات تنصيرية تعمل بغطاء الإغاثة وبغطاء مؤسسات المجتمع المدني.

7ـ المراكز العلمية والزمالات الدراسية:

تعمد كثير من الدول لاستقبال البعثات الدراسية , وليس الهدف من ذلك اقتصادياً فقط بل من أجل تثقيف الوافدين بثقافة البلد , وكثير ما تعمد هذه البلدان لدورات معايشة للاحتكاك بثقافات تلك البلدان بهدف استلاب الذات وطمس الهوية فيرجع الطالب غالباً معبأً بتلك الثقافات التي لا يمكن أن تنسجم مع ثقافة المسلمين وتقاليدهم، وقد تصدرت امريكا دول العالم في نسبة الطلبة الأجانب المسجلين في جامعاتها, يقول جوزيف ناي: (( من بين الـ 1.6 مليون طالب مسجلين في جامعات خارج بلدانهم، 28% موجودون في الولايات المتحدة بالمقارنة مع 14% يدرسون في بريطانياً ))([26]).

وهذا الأمر يشكل رصيد جيد للسياسة الخارجية الأمريكية (( ذلك أن الطلبة الدوليين يعودون إلى أوطانهم في العادة بتقدير أكبر للقيم والمؤسسات الامريكية ، وكما هو وارد في تقرير لمجموعة تعليمية دولية، فإن ملايين الناس الذين درسوا في الولايات المتحدة على مدى سنوات، يشكلون خزاناً رائعاً للنوايا الحسنة تجاه بلدانا – يقصد أمريكا – وكثير من هؤلاء الطلبة ينتهي بهم الأمر إلى احتلال مراكز يستطيعون من خلالها التأثير على نتائج السياسة التي هي مهمة للأميريكين))([27]).

 بالإضافة إلى أن المسلم العربي خصوصاً يرجع ناقماً على الوضع الاجتماعي الذي يعيشه في بلاده لما يشاهده من تلك البلدان وخصوصاً أن تلك الدول تعمد إلى برامج سياحية مع البرامج التعليمية بهدف ابراز أهم منجزات تلك الدول  والأمثلة والشواهد كثيرة على تأثير التغرب على الدارسين في أمريكا واوربا([28]).

8ـ الرياضة:

تلعب الرياضة دوراً كبيراً في ابراز ثقافة الدول ومواقعها على الخريطة , ولها متابعين كثر في العالم , وخصوصاً رياضة كرة القدم فنصف العالم تقريباً يشاهد مباريات كأس العالم ويتعرف على البلدان وثقافتها وتاريخها([29])، وهذا ما أكده أبرز الباحثين في هذا المجال الفرنسي باسكال يونيفاس الذي كتب دراستين في هذا المجال وهي “الرياضة والعولمة” و “جيوسياسة الرياضية”  إذ (( يشير بونيفاس إلى أن الرياضة لم تعد فقط مجرد لعبة فقد صارت منذ زمن بعيد عاملاً جيوسياسياً هاماً وعنصراً أساسياً من عناصر إشعاع الدول ونفوذها ))([30]) ، ويقول أيضاً: (( إن كرة القدم صارت أرضية جديدة للمواجهة السلمية التي تنظمها الدول عمداً . كما أنها الطريقة الأكثر وضوحاً لتسليط الضوء على علم دولة ما وأبرزها على الخريطة العالمية ))([31]).

فكرة القدم أحياناً تكون سبيلاً لتوحيد شعب بلد ما باتجاه قضية واحدة , وهذا ما يحصل في العراق وغيره من البلدان الذي تتوحد بجميع أطيافها عندما تخوض منتخباتها مباريات كرة القدم وقد سجل أحد الصحفيين توحد بلدان العرب في الجانب الأفريقي بسبب احتجاجهم على ما يتعرضون له من ظلم من قبل رئيس الاتحاد الأفريقي وقد كُتب مقالاً تحت عنوان “الرياضة قوة ناعمة جديدة على طاولة الحكومات” وقد جاء فيه: (( مواقف العرب توحدها كرة القدم وتفرقها السياسة والمحن))([32]) ، وقد أورد تصريحاً لجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إذ يقول: ((الرياضة هي النشاط الإنساني الأكثر تواجداً وتأثيراً في مختلف الظروف حتى أنها تمارس أحياناً في دول تعيش ويلات الحروب وعدم الاستقرار مثل سوريا وافغانستان ))([33])، كما أن في تواجد الجمهور في بلد ما له أكثر من فائدة , فيه فائدة اقتصادية وفائدة ثقافية وسياسية وغيرها.

المبحث الثاني : أساليب القوة الناعمة عند الزهراء للمطالبة بحق أهل البيت في الخلافة

المطلب الأول: ركائز تأسيسية:

الركيزة الأولى: أهم مكامن القوة الناعمة في تراث أهل البيت (%):

يُعد الإسلام أحد الديانات التبشيرية لما يتمتع به من عناصر جذب تنسجم مع الفطرة الإنسانية، وتجمع بين متطلبات الروح والجسد , لما يتضمنه من أحكام كفيلة بتماسك المجتمع كالحث على الزواج وتكثير النسل وصله الرحم والحث على التزاور والتهادي وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تجعل المجتمع مترابطاً بأواصر نسبية ودينية، بالإضافة لكونه الرسالة الخالدة الصالحة لكل زمانٍ ومكانٍ فهو متحرك مع متطلبات الحياة , وهذا ما يفسر عالمية الإسلام وخلود رسالته .

وهذا الأمر قد لا نجده في كل الديانات, وإن كان بعضها تبشيرياً , لأن كثير من تعاليم تلك الديانات لا يلبي احتياجات الروح والجسد معاً , أول للتعارض مع الواقع والعلم والتطور مما جعل الناس تنفر من تلك الديانات.

 ويتميز مذهب الإمامية بالإضافة لما يتميز به الإسلام بشكل عام من أساليب ومكامن للقوة الناعمة ببعض الخصوصيات التي تشكل عناصر جذب للآخرين ، وتمثل أدوات ووسائل للقوة الناعمة الإيجابية، ومن أهم تلك العناصر توظيف تراث أهل البيت (%)، فقد اعتمد الشيعة الإمامية في التأصيل لعقائدهم وأحكامهم الشرعية غالباً على الروايات التي وردت عن أهل البيت (%) مما جعل المنظومة الفكرية الإمامية منظومة منسجمة وغير متعارضة , لصدورها من منبع واحد , كما أن الاستلهام من سيرتهم المليئة بالدروس والعبر له أثر في التأثير على الآخرين , فسيرتهم (%) تحكي كثير من الشواهد التي جعلت الآخرين ينقادون إلى منهجهم , ويهتدي كثير من الناس على يدهم لما يمتلكونه من اخلاص وقوة تأثير.  

كما أن للمناسبات التاريخية التي تتعلق بأهل البيت (%) أهمية خاصة عند الشيعة الإمامية , فهي عندهم لا تعني الاحتفال يحدث تاريخي , وإنما استلهام الدروس والعبر من صاحب الذكرى كما أنها تربط الناس بتلك الحقبة الزمنية ومراجعة أحداث التاريخ وبيان فضائل أهل البيت ومظلوميتهم ومن أهم تلك المناسبات هي عاشوراء والتي لها أثر في نفوس المسلمين وكذا الاحتفال بعيد الغدير, ومجالس الذكر بمناسبة استشهاد الزهراء (عليها السلام) , بالإضافة لولادات المعصومين(%) ووفياتهم ففي تلك المناسبات يجتمع الناس ليستمعوا الوعظ والإرشاد واستذكار الأحداث التاريخية في تلك الأزمنة وبيان كيفية الاستفادة منها كدروس لحاضرنا ومستقبلنا.

الركيزة الثانية: الزهراء ($) الوارث الشرعي للرسول (9)

عند استعراض سيرة أهل البيت يتبين أنهم (%) استخدموا أساليب متعددة في تعريف الناس بأحقيتهم وتعريت ظالميهم، وكانت السيدة الزهراء (عليها السلام) من أوائل المدافعين عن الإمامة، كانت الزهراء البنت الوحيدة لرسول الله على رأي بعض المحققين([34]) ، فهي وريثته وامتداده، وكانت أشبه الناس برسول الله (9) خَلقاً وخلقاً، فقد روى الترمذي بسنده (( عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا…))([35]).

       وهذا يعكس مدى الزخم العاطفي عند المسلمين أتجاه الزهراء( عليها السلام) ، بالإضافة للأحاديث الكثيرة التي ذكرت مناقبها ومكانتها من رسول الله، فقد روى البخاري ومسلم،  واللفظ للأول أن رسول الله(9) قال: ((فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي))([36])، وهي سيد نساء العالمين ، فقد روى أحمد بن حنبل بسنده عن رسول الله (9) أنه قال: ((فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ))([37]).

فالزهراء تمثل القدر المتيقن المقبول عند جميع اوساط المجتمع المسلم، ويعلم الجميع أنها($) واكبت الأحداث المهمة في سيرة الرسول (9) وتعلم جيداً الحقيقة التي حاولوا تغيبها.

الركيزة الثالثة: دوافع الزهراء ($) في الدفاع عن الإمامة:

       عند قراءة سيرة أهل البيت (%) قراءة فاحصة نجد أن الهم الأول لهم (%) هو نصرة الإسلام، والدفاع عنه، ومحاولة أن إنقاذه من ل ما يعصف به من انحراف، فعم يحبون ويبغضون في الله لا غير، فحب الرسول للزهراء وإن كانت بنته الوحيدة لم يكن ناشئاً من حب فطري عاطفي فقط، بل كان حبه لها لأنها سيدة نساء العالمين ، وكونها حلقة الوصل بين النبوة والإمامة .

       ومن هذا المنطلق كان دفاع الزهراء عن الإمامة ومطالبتها بالحق الذي أغتصب من الإمام علي (8)، فهو لم يبتنِ على قضية عاطفية؛ بسبب صلة الزوجية والقرابة بينهما، بل أنها ($) كانت تدرك أن أثراً كارثياً سيترتب على هذا الإقصاء، فهي ترى أنها الخلافة لغير الإمام علي (8) شؤم سيعم الأمة على مدى الأزمان بسبب تسلط الظالمين على سدة الحكم ، فقد جاء في خطبتها ($) على نساء المهاجرين والأنصار أنها قالت : (( وبالله لو تكافؤا على زمام نبذه رسول الله (ص) لسار بهم سيراً سجحاً ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه.

ولأوردهم منهلاً روياً فضفاضاً تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطاناً قد تحرى بهم الري غير منحل منهم بطائل بعمله الباهر ، وردعه سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات من السماء ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ))([38])

       فلما رأت الزهراء ($) شدة الانحراف الذي ضرب الأمة الإسلامية ، الذي أبتدأ بتقمص الخلافة، وظلم البضعة وسلب حقها في ما وهبها النبي، والتحريف المعنوي لنصوص القرآن والسنة الشريفة، مارست الزهراء($) دورها الشرعي في رفض الباطل وتصحيح مسار الانحراف ، باعتبارها مكلفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتؤسس لأكثر من مسألة: منها أنه لابد من رفض كل حاكم ظالم ، ومنها أن أمر أي أمة لايستقيم إلا إذا كان أهل البيت هم قطب الرحى، ومنها لابد من أحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتأسيس المهم هو بيان دور المرأة في الحياة الاسلامية وأنها متساوية التكليف مع الرجل في الدفاع عن الإسلام.

المطلب الثاني: أهم أساليب القوة الناعمة التي مارستها الزهراء($)

استثمرت الزهراء منزلتها عند المسلمين لتدافع عن حق الإمام علي(8) في الخلافة ، واستخدمت أساليب متعددة لإقناع الاخرين بضرورة رفض القيادات غير الشرعية، أهم تلك الأساليب:

أولاً: خطبتها في مسجد النبي:

نشوء الخطابة بشكل عام يعود إلى عصور قديمة , فكل الحكام والملوك والأنبياء وغيرهم مارسوا الخطابة , وكانوا في الجاهلية يتبارون بالشعر فلما أصبح لأجل طلب المكاسب الدنيوية من خلال المديح والهجاء الذي يُثير البغض والكراهية صارت الخطابة أكثر رواجاً من الشعر([39])، وهذا ما أشار إليه الجاحظ بقوله (( وكان الشاعر أرفع قدرا من الخطيب، وهم إليه أحوج، لردّه مآثرهم عليهم وتذكيرهم بأيامهم، فلما كثر الشعراء وكثر الشعر صار الخطيب أعظم قدرا من الشاعر))([40]).

ولما جاء الإسلام برز خطباء كثر على رأسهم رسول الله (9) والإمام علي (8) وغيره من الصحابة الذين كان لهم حضوراً بارزاً قبل المعارك وإثنائها لاستنهاض الهمم وشد العزيمة.

وكان أول ظهور للمنبر في الإسلام ما صنع للرسول (9) بأمر منه([41]).

فالخطابة تُعدّ من أهم الوسائل الإعلامية التي تبين العقائد والأحكام الشرعية و المسائل الأخلاقية والقضايا الاجتماعية وغيرها،  كما أنها تُعدّ من أهم وسائل التعبئة الفكرية ووسائل زيادة الوعي الديني والاجتماعي والسياسي.

       وكانت الزهراء عالمة بمدى تأثير الخطابة في التعبئة الجماهيرية ؛ لذا كانت أول الأساليب التي مارستها الزهراء($) للدفاع عن الإمامة، وقد أحتوت خطبتها على مضامين عالية وكتب في خطبته بعض الدراسات الجامعية،  ومن أهم المضامين التي تناولتها الزهراء ($) في خطبتها هي:

  • تذكير المسلمين بقرابتها من رسول الله ($) ، وأنها بضعته الطاهرة، فقالت بعد الحمد والثناء على الله : (( … وأشهد أن أبي محمداً عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله…))([42]) ، وقالت بعد ذكر ماثر النبي (9) ودوره في هداية الناس: (( … أيها الناس اعلموا أني فاطمة، وأبي محمد … ))([43])، ثم قالت ($) : (( … لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تَعزُوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخ ابن عمي دون رجالكم، ولنعمَ المعزيُّ إليه صلى الله عليه وآله وسلم، فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة… ))([44]).

  • تذكيرهم بماضيهم قبل بعثة النبي (9) لتبين لهم ($) ما أنعم الله عليهم من نعم بسبب والدها (9)، فقالت: (( … وكنتم على شفا حفرةٍ من النار، مُذْقةَ الشارب، ونُهزةَ الطامع، وقُبسةَ العِجلان، وموطأَ الأقدام، تشربون الطرُقَ، وتقتاتون الورق، أذلّة خاسئين، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ بعد اللتياّ والّتي، وبعد أن مُنِيَ ببُهمِ الرجال وذؤبان العرب ومردةِ أهل الكتاب… ))([45]).

  • تذكيرهم بفضائل الإمام علي (8) ومواقفه مع رسول الله (9) ، فقالت ($) : ((… كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نَجَمَ قرنٌ للشيطان، وفغرتْ فاغرةٌ من المشركين، قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويُخمدَ لهبَها بسيفه، مكدوداً في ذات الله؛ مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله، سيد أولياء الله…))([46]).

  • بيان دور أهل البيت في تصحيح مسار الأمة ، فقالت ($) : (( … فجعل الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، … وطاعتنا نظاماً للملّة وإمامتنا أماناً من الفرقة…))([47])، وفي ذلك لفت نظر إلى قوله تعالى: P وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَO (سورة ال عمران : 103)، الزهراء ($) تربط بين هذه الآية وبين حديث الثقلين، وتؤكد على ما جاء في نص الثقلين، فلا نظام سوي ولا وحدة من دون الرجوع للثقلين.

  • بيان حقها في فدك ، واحتجت على القوم بآيات قرآنية وبدليل برهاني، لا مناص من القبول به لولا أن أخذتهم العزة بالأثم ، وخوفهم من أن تطالبهم بما بالخلافة؛ لانهم أن قبلوا بدليها في فدك فسيقبلون دليلها في الخلافة، وسيأتي تفصيل أكثر عن ذلك فيما يلي.

  • استنهاضها ($) للأنصار لنصرة الإمام علي والبيعة له ، فخاطبتهم بقولها: (( يا معشر الفتية واعضاد الملّة وأنصار الإسلام ! ما هذه الغميزة في حقي، والسِنَةُ عن ظلامتي؟ أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي يقول: المرءُ يحفظ في ولده؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة، ولكم طاقةٌ بما أحاول وقوّةٌ على ما أطلب وازاول …))([48]) .

  • أكثارها من الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في خطبتها($) ، لتبيّن للناس مدى الارتباط بين الثقل الأكبر والأصغر ، ولتبيّن لهم أهمية الاحتجاج بالقرآن كونه النص المتفق عليه بين المسلمين ولا أحد يشك في صحة صدوره، ولتكشف بذلك مدى الانحراف عن القرآن ، ولجؤهم لأساليب الجاهلية من خلال الحكم بغير ما أنزل الله.

  • أنها ($) لم تذكر مظلوميتها ، وما تعرضت له من ضرب وغيره في خطبتها؛ لأنّ هدفها الأساس من الخطبة هو محاربة الانحراف وتصحيح الاعوجاج، وقد ذكر بعض العلماء والباحثين أكثر من سبب لعدم ذكرها ($) لمظلوميتها في الخطبة([49])، ولكن السبب المتقدم هو أهم تلك الأسباب.

وكان لهذه الخطبة أثرها في نفوس المسلمين ، فقد روي أنهم بعد الخطبة كانوا يهتفون لعلي بالبيعة حتى خطب بهم أبو بكر ليرجعهم الى ما كانوا عليه([50]).

 ثانياً: تذكير الناس بمكانتها من رسول الله :

من الأساليب التي كانت تمارسها الزهراء لإرجاع الأمة الإسلامية إلى وعيها وتصحيح أنحرافها، هو تذكيرهم برسول الله (9) ، وعمدت الى أكثر من طريقة منها:

  • خروجها للمسجد ولقبر النبي لتذكر الناس برسول الله ؛ لأنها كانت أشبه الناس برسول الله(9)، فقد روى الطبرسي بسنده (( أنه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة عليها السلام فدك، وبلغها ذلك، لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة، فجلست، ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء. فارتجّ المجلس. ثم أمهلت هنيةً حتى إذا سكن نشيج القوم، وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها…))([51]).

  • بكاءها على النبي محمد (9) ، وكان الناس يتجمع حولها ويندبون رسول الله (9)، وسيأتي تفصيل أكثر عن ذلك.

  • تذكيرهم بوصايا الرسول(9) فيها وفي أهل بيتها، ومن قالته ($)، عندما جاءها أبو بكر وعمر للاعتذار مما بدر منهما بعد أن أستاذنا بالدخول عليها، نقل ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة لما دخل أبو بكر وعمر على فاطمة (عليها السّلام) , وسلما فلم تد عليهما السلام، فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط ، فأخذ أبو بكر يعتذر منها… فقالت : (( أرأيتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعرفانه وتعملان به ؟. قالا : نعم . فقالت : نشدتكما الله , ألم تسمعا رسول اله (صلّى الله عليه وآله) يقول : رضا فاطمة من رضاي , وسخط فاطمة من سخطي ؛ فمن أحبَّ فاطمة ابنتي أحبّني , ومَن أرضاها فقد أرضاني , ومَن أسخطها فقد أسخطني ؟  .قالا : نعم , سمعنا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني , ولئن لقيت النبي (صلّى الله عليه وآله) لأشكونّكما إليه ) . ثمّ قالت : والله , لأدعون عليكما في كل صلاة اُصلّيها))([52])

ثالثاً: مطالبتها بفدك لفضح انحراف السلطة:

       عندما وقفت الزهراء ($) لتطالب بفدك، فأنها ($) لم تكن تهتم بفدك من الناحية المادية؛ لأنّ الدنيا لا قيمة لها عند من تعود على البساطة وشظف العيش، لقد كانت المطالبة بفدك في منظور الزهراء جسر العبور إلى حق الإمام علي في الخلافة، فاغتصاب فدك في منظورها ($) اغتصاب للخلافة، والمطالبة بها تعري السلطة الحاكمة عن كل شرعية([53]).

       فالمعنى المعنوي لفدك هو الخلافة ، فقد روي أن المهدي العباسي عرض على الإمام الكاظم ($) تحديد مساحة فدك لإرجاعها لورثة فاطمة ($) ، فقال له (8): (( حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، وحد منها دولة الجندل))([54])، وكان الإمام يقصد بذلك حدود الدولة الإسلامية، فتغير وجه العباسي وعرف أن الإمام (8) كان يقصد بكلامه الخلافة.

       فكانت الزهراء ($) تريد أن تفضح من أعتدى على أحكام الشرع، ومن حرّف معاني القرآن الكريم، فكانت بداية الصراع على بين الإمامة الحقة ومتقمصي الخلافة، وزلزلته وأقتلاع جذوره، وتجريده من كل شرعية، وهذا ما أشار إليه السيد محمد باقر الصدر بقوله: (( فالمسألة إذن ليست مسألة ميراث ونحلة إلا بالمقدار الذي يتصل بموضوع السياسة العليا، وليست مطالبة بعقار أو دار، بل هي في نظر الزهراء مسألة إسلام وكفر، ومسألة إيمان ونفاق ومسألة نص وشورى))([55]) ، فكان الهدف من المطالبة بفدك هو محاولة القضاء على نتائج السقيفة، ولو كانت قضية مال فلماذا لم يرجع الإمام علي (8) فدكاً في أيام خلافته؟ وقد أجاب الإمام علي (8) على هذا السؤال بقوله: (( وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث ))([56]) .

       وفي سبيل تحقق أهداف الزهراء ($) في المطالبة بفدك، فأستعملت ($) عدة أساليب منها:

  • خطبتها في مسجد النبي (9) بطريقة أثارة مشاعر الحاضرين.

  • أستعملت الزهراء ($) أسلوب البرهان والاحتجاج بآيات القرآن الكريم، لتثبت للجميع مخالفة القوم لكتاب الله.

  • بيان اعتراضها وعدم رضاها على مغتصبي حقها حتى آخر أيام حياتها.

رابعاً: البكاء على رسول الله:

       ذكرت كتب الحديث والتاريخ أن الزهراء(‏$) كانت كثيرة البكاء على أبيها (9) حتى عدّت من البكائين([57]) ، ففي الرواية عن محمد بن لبيد (( کانت فاطمه ($) تاتي قبور الشهداء و تاتي قبر حمزه و تبکي… قلت: يا سيده النسوان ! قد والله قطعت نياط قلبي من بکائک. فقالت : يا ابا عمرو! لحقٌ لي البکاء؛ فلقد اُصبتُ بخير الاباء رسول ا لله و اشوقاه الي رسول الله ))([58])

وفي الرواية عن الصادق(8) أنه قال : (( عاشت فاطمة ($) بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً لم تُرَ كاشرة ولا ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين الأثنين والخميس، فتقول ها هنا كان رسول الله (9) ها هنا كان المشركون))([59]).

وروى سبط بن الجوزي (( أنها اعتزلت القوم ولم تزل تندب رسول الله(9) وتبكيه حتى لحقت به))([60])

وكانت الزهراء ($) من خلال هذه الممارسة تهدف إلى تذكير الناس برسول الله (9)، وأن تؤكد على أنها أحق الناس به ، وأقربهم إليه، وتبين للناس أنها غاضبة على من أغتصب حقها وسلب نحلتها، وأيضاً تهدف إلى إرجاع الأمة الى وعيها المسلوب تحت أسنة السيوف وطمع المناصب.

وكان المسلمين يتذكرون رسول الله (9) عندما يرون الزهراء ($) تخرج إلى قبره وتندبه، فيجتمعون حولها ويندبون رسول الله (9)، الأمر الذي جعل أولئك النفر من الظالمين يحاولون منعها من البكاء، فلم يكتفوا بالظلامات السابقة حتى طلبوا  من الإمام علي أن تكف عن البكاء ، لأنّها كانت تندب أباها بنوع من التظلم والتألم والشكاية من بعض أصحابه، فقد  (( اجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فقالوا له : يا أبا الحسن إن فاطمة ( عليها السلام ) تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فرشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلا أو نهارا ، فقال ( عليه السلام ) : حبا وكرامة .

فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى دخل على فاطمة ( عليها السلام ) وهي لا تفيق من البكاء ، ولا ينفع فيها العزاء فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : يا بنت رسول الله – ( صلى الله عليه وآله ) – إن شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلاً وإما نهاراً. فقالت : يا أبا الحسن ما أقل مكثي بينهم وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم فوالله لا أسكت ليلا ولا نهارا أو ألحق بأبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لها علي ( عليه السلام ) : افعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك .

ثم إنه بنى لها بيتا في البقيع نازحا عن المدينة يسمى بيت الأحزان ، وكانتإذا أصبحت قدمت الحسن والحسين ( عليهما السلام ) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية ))([61])

فكان لبكاء الزهراء($) الأثر المهم في فضح ظالميها وغاصبي حقها، وسجل للأجيال موقف اعتراض واضح لا شك ولا لبس فيه.

خامساً:  استنهاض المسلمين لنصرة الإمام علي (8) وطلب البيعة له:

  • استنهاض الأنصار وطلب النصرة منهم في خطبتها في المسجد النبوي ، وقد تقد ذكر ذلك ومما قالت لهم: ((أيْهاً بني قَيْلة! أهضمُ تراث أبي وأنتم بمرأىً مني ومسمعٍ ومنتدئٍ ومجمعٍ، تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدّة والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجُنّة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنَجَبَةِ التي انتُجبت، والخيرة التي اختيرت، قاتلتم العرب وتحمّلتم الكدَّ والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البُهم، فلا نبرح أو تبرحون نأمركم فتأتمرون …))([62]).

  • طوافها على بيوت المهاجرين والأنصار تطلب البيعة لعلي (8)، فقد روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : (( خرج علي (كرم الله وجهه) يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله على دابة ليلاً في مجالس الأنصار؛ تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يابنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أنّ زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به! فيقول علي كرم الله وجهه: أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟!، فقالت فاطمة صلوات الله عليها: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم))([63])

  • استنهاض همم النساء في حث أزواجهن على النصرة، فقد روي أن نساء الأنصار والمهاجرين عندما جئن لعيادتها في مرضها، قالت لهن : (( اصبحت والله عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد ان عجمتهم ، وشنأتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لفلول الحد ، وخور القنا أو كسره ، وخطل الرأي ، وبئسما قدمت لهم انفسهم أن سخط الله عليهم…))([64]).

هذه الأساليب وغيرها تشكل أهم وسائل الحرب الناعمة عند الزهراء ، والتي كشفت للأجيال اللاحقة مدى تأثيرها على قناعات المتلقي ؛ لأنّها كشف زيف السلطة الحاكمة وعرتا عن كل شرعية.

الخاتمة:

في ختام البحث رشحت مجموعة من النتائج والمستخلصات هي:

  • إن مصطلح القوة الناعمة وإن كان من ابتكارات جوزيف ناي إلا أن تطبيقاته موجودةً قديماً ولا تكاد تخلو أي ديانة أو حضارة من تطبيقات القوة الناعمة.

  • لابد من التفريق بين القوة الناعمة الايجابية والسلبية ، في ضوء معرفة الأهداف والوسائل لأي قوة ناعمة.

  • تشترك أحياناً القوة الناعمة الايجابية والسلبية في الأدوات والوسائل ، وتفترق كل واحدة بمجموعة من الأدوات التي تنسجم مع هدف كل واحدةٍ.

  • يتميز مذهب الإمامية بالإضافة لما يتميز به الإسلام بشكل عام من أساليب ومكامن للقوة الناعمة ببعض الخصوصيات التي تشكل عناصر جذب للآخرين ، وتمثل أدوات ووسائل للقوة الناعمة الإيجابية.

  • تمثل الزهراء ($) القدر المتيقن المقبول عند جميع اوساط المجتمع المسلم، ويعلم الجميع أنها($) واكبت الأحداث المهمة في سيرة الرسول (9) وتعلم جيداً الحقيقة التي حاولوا تغيبها.

  • كان دفاع الزهراء عن الإمامة ومطالبتها بالحق الذي أغتصب من الإمام علي (8) منطلقاً من الشعور بالمسؤولية الشرعية، فهو لم يبتنِ على قضية عاطفية.

  • أستعملت الزهراء عدة أساليب للتصحيح أنحراف الإمة وإن كانت هذه الأساليب متداخلة فيما بينها إلا أنها وبلحاظ أثر كل أسلوب يمكن عدّها مجموعة من أساليب الحرب الناعمة اتجاه ظالميها.

  • إن لم تحقق تلك الأساليب الهدف الأعلى وهو أرجاع الخلافة إلى أصحابها الشرعيين إلا أنها حققت أهدفها على المدى البعيد ، فعرفت الأجيال بالحقيقة التي حاولت الأقلام والأموال تغيبها إلا أنها وبفضل تلك الأساليب والثورة التي قادتها الزهراء أصبحت واضحة جلية لكل منصف.

 هوامش البحث

[1])) القوة الناعمة ، جوزيف ناي: 12.

[2])) الحرب الناعمة الأهداف وسبل المواجهة، كاظم الصالحي: 10.

[3])) الحرب الناعمة، محمد حمدان : 26

[4])) ينظر: القوة الناعمة ، جوزيف ناي: 14-15.

[5])) ينظر: القوى الناعمة والمنبر الحسيني، محمد اليعقوبي، صحيفة الصادقين : العدد 145.

[6])) ينظر: الحرب الناعمة ، كاظم الصالحي: 19.

[7])) ينظر: في استلاب العقل وخدر الوعي، القوة الناعمة في فكر الشيخ اليعقوبي، ثامر حكيم الساعدي، بحث منشور في مجلة الإصلاح ، العدد: 1/62.

[8])) ينظر: الحرب الناعمة ، محمد حمدان: 13.

[9])) الحرب الناعمة ، الأهداف وسبل المواجهة: 64.

[10])) القوى الناعمة والمنبر الحسيني، محمد اليعقوبي، صحيفة الصادقين : العدد 145.

[11])) ينظر: الحرب الناعمة ، الأهداف وسبل المواجهة: 48 – 60 .

[12])) ينظر: القوى الناعمة والمنبر الحسيني، محمد اليعقوبي، صحيفة الصادقين : العدد 145.

[13])) تأثير مشاهد العنف في أفلام الكارتون على سلوك الطفل ما بين 8-9 سنوات ، عريبى مسعود (رسالة ماجستير): م.

[14])) ينظر: الرسوم المتحركة .. ايجابياتها وسلبياتها على الأطفال، تحقيق منشور في مجلة الأمن والحياة، العدد 376، أغسطس 2013م، ص 36 -41.

[15])) ينظر: تأثير مشاهد العنف في أفلام الكارتون على سلوك الطفل ما بين 8-9 سنوات ، عريبى مسعود (رسالة ماجستير): 70.

[16])) ينظر: الحرب الناعمة ، الأهداف وسبل المواجهة: 59.

[17])) ينظر: مقال بعنوان ” معركة أفلام كارتون بين روسيا وأمريكا، صحيفة العرب، العدد 10514، السنة 39، بتاريخ: 16/1/2017.

[18])) ينظر: ثورات القوة الناعمة، علي حرب: 31.

[19])) ينظر:  تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع، أروى الموسى، بحث منشور على الرابط: http://arwaalmousa.blogspot.com/2013/11/blog-post.html

[20])) الحرب الناعمة ، محمد حمدان: 84.

[21])) ينظر: العصر الرقمي، شميدث أربك، وكوهين غارد:3-8.

[22])) ثورات القوة الناعمة: 30.

[23])) ينظر: أثر الألعاب الالكترونية على السلوكيات لدى الأطفال، مريم قويدر، (رسالة ماجستير) : 141- 142.

[24])) ينظر المصدر نفسه: 140.

[25])) ينظر: مجلة المجتمع، العدد: 1795، بتاريخ: 29/3/ 2008، ص 16-21.

[26])) القوة الناعمة، جوزيف ناي: 60.

[27])) المصدر نفسه: 77.

[28])) ينظر: التغريب وأثره في الثقافة الإسلامية، عدلي بن يعقوب: 16-23

[29])) ينظر: كرة القدم والعولمة والفساد، إبراهيم فتحي، مقال منشور في صحيفة الأهرام، العدد 4659، بتاريخ: 28 يونيو 2014.

[30])) الرياضة قوة ناعمة جديدة على طاولة الحكومات ، مقال منشور في صحيفة العرب، العدد 9828، بتاريخ: 14/2/2015.

[31])) المصدر نفسه.

[32])) المصدر نفسه.

[33])) المصدر نفسه.

[34])) ينظر: بنات النبي أم ربائبه، جعفر مرتضى العاملي: 88-95.

[35])) سنن الترمذي: 6/183.

[36])) صحيح البخاري: 5/29، وصحيح مسلم: 4/1903

[37])) فضائل الصحابة، أحمد بن حنبل: 2/757.

[38])) شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد المعتزلي: 16/233.

[39])) ينظر: المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل، فيصل الكاظمي: 29-30.

[40])) البيان والتبيين، الجاحظ: 3/300.

[41])) ينظر: المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل: 22.

[42])) الاحتجاج، الطبرسي: 1/133.

[43])) المصدر نفسه: 134.

[44])) شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد المعتزلي: 16/250.

[45])) المصدر نفسه.

[46])) الاحتجاج، الطبرسي: 1/136.

[47])) المصدر نفسه: 134.

[48])) المصدر نفسه: 139.

[49])) ينظر: فاطمة الزهراء أحداث ما بعد رحيل الخاتم، أحمد سلمان: 476-480.

[50])) شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد المعتزلي: 16/214.

[51])) الاحتجاج، الطبرسي: 1/132، ونقل ذلك أيضا أبن أي الحديد في شرح النهج : 16/ 249.

[52])) الإمامة والسياسة: 31.

[53])) ينظر: فدك في التاريخ، محمد باقر الصدر: 72-73.

[54])) الكافي، الكليني: 1/543.

[55])) فدك في التاريخ: 49.

[56])) نهج البلاغة: 3/71.

[57])) ينظر: الأمالي، الصدوق: 204.

[58])) كفاية الأثر، الخزار القمي:198.

[59])) الكافي، الكليني: 3/ 228.

[60])) تذكرة الخواص، سبط ابن الجوزي: 318.

[61])) بحار الأنوار، المجلسي: 45/177.

[62]))  الاحتجاج، الطبرسي: 140.

[63])) الإمامة والسياسة، ابن قتيبة: 29-30.

[64])) الاحتجاج، الطبرسي: 147.

قائمة المصادر والمراجع:

  • الاحتجاج، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي(ت548هـ)، تعليق وملاحظات: محمد باقر الخرسان، 1386هـ – 1966م.

  • الأمالي، محمد بن الحسين بن موسى الصدوق(ت381هـ)، تحقيق: مؤسسة البعثة- قم المقدسة، ط1، 1417هـ – 1997م.

  • بحار الأنوار لجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، محمد باقر المجلسي (ت1111هـ)، مؤسسة الوفاء، بيروت – لبنان،  ط2، 1983م.

  • البيان والتبيين، عمرو بن بحر بن محبوب، الجاحظ (ت: 255هـ)، دار ومكتبة الهلال، بيروت،1423 هـ.

  • بنات النبي أم ربائبه، جعفر مرتضى العاملي، مركز الجواد للصّف والطباعة والنشر والتويع، ط1، 1413هـ- 1993م.

  • تذكرة الخواص، سبط ابن الجوزي(ت54هـ)، تحقيق ونشر: دار العلوم – بيروت، ط1، 1425هـ-2004م.

  • ثورات القوة الناعمة في العالم العربي من المنظومة إلى الشبكة، علي حرب، الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت، ط2، 1433هـ – 2012م.

  • الحرب الناعمة ، الأهداف وسبل المواجهة، كاظم الصالحي، المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، النجف الأشرف، (د.ط)، (د.ت).

  • الحرب الناعمة ، محمد حمدان، دار الولاء للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت- لبنان، ط1، 1431هـ – 2010 .

  • سنن الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (ت: 279هـ)، تحقيق وتعليق:أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض المدرس في الأزهر الشريف ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، ط2، 1395 هـ – 1975 م.

  • شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد المعتزلي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، (د.ت)، (د.ط).

  • صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي (ت256هـ)، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، ط1، 1422هــ.

  • صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (ت: 261هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، (د.ط)، (د.ت).

  • العصر الرقمي الجديد، شميدث أربك، وجاريد كوهين ، الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت، 2013م.

  • فاطمة الزهراء أحداث ما بعد رحيل الخاتم، أحمد سلمان، دار المحجة البيضاء، ط1، 1437هـ- 2016م.

  • فدك في التاريخ، محمد باقر الصدر، دار التعارف للمطبوعات، بيروت- لبنان، (د.ط)، 1410هـ – 1990م.

  • فضائل الصحابة، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (ت: 241هـ)، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط1، 1403 – 1983.

  • القوة الناعمة ، جوزيف ناي، ترجمة: محمد توفيق البجيرمي، تقديم عبد العزيز عبد الرحمن الثنيان، العبيكان للنشر- المملكة العربية السعودية، ط1، 1428هـ – 2007م.

  • الكافي، محمد بن يعقوب الكليني (ت 329 هـ)، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية – طهران، ط5، 1363ش.

  • كفاية الأثر، أبو القاسم علي بن محمد الخزار القمي (من علماء القرن الرابع الهجري)، تحقيق: عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي، مطبعة الخيام- قم المقدسة، 1401هـ.

  • المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل، فيصل الكاظمي، دار ومكتبة الهلال، ط1، 2004م.

  • نهج البلاغة

الرسائل والأطاريح

  • أثر الألعاب الالكترونية على السلوكيات لدى الأطفال، مريم قويدر، (رسالة ماجستير)، كلية العلوم السياسية والإعلام- جامعة الجزائر، 2011 – 2012م .

  • تأثير مشاهد العنف في أفلام الكارتون على سلوك الطفل ما بين 8-9 سنوات ، عريبى مسعود (رسالة ماجستير) ، كلية العلوم الاجتماعية والانسانية – جامعة حمة لخضر بالوادي- الجزائر، 2014- 2015م.

البحوث والصحف والمجلات:

  • الرسوم المتحركة .. ايجابياتها وسلبياتها على الأطفال، تحقيق منشور في مجلة الأمن والحياة، العدد 376، أغسطس 2013م.

  • الرياضة قوة ناعمة جديدة على طاولة الحكومات ، مقال منشور في صحيفة العرب، العدد 9828، بتاريخ: 14/2/2015.

  • في استلاب العقل وخدر الوعي، القوة الناعمة في فكر الشيخ اليعقوبي، ثامر حكيم الساعدي، بحث منشور في مجلة الإصلاح ، العدد الأول، السنة الأولى، 1437هـ -2016م.

  • القوى الناعمة والمنبر الحسيني، محمد اليعقوبي، صحيفة الصادقين : العدد 145.

  • كرة القدم والعولمة والفساد، إبراهيم فتحي، مقال منشور في صحيفة الأهرام، العدد 4659، بتاريخ: 28 يونيو 2014.

  • مائة منظمة تنصيرية تعمل في العراق تحت ستار الإغاثة الإنسانية، تحقيق منشور في مجلة المجتمع، العدد: 1795، بتاريخ: 29/3/ 2008، ص 16-21.

  • معركة أفلام كارتون بين روسيا وأمريكا، صحيفة العرب، العدد 10514، السنة 39، بتاريخ: 16/1/2017.

المواقع الإلكترونية:

  • التغريب وأثره في الثقافة الإسلامية، عدلي بن يعقوب ، على الرابط: http://kt-b.com/?cat=212

  • تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع، أروى الموسى، بحث منشور على الرابط: http://arwaalmousa.blogspot.com/2013/11/blog-post.html