اسباب استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع) قراءات تحليلية. اسم الباحث :الشيخ الدكتور ثائر العقيلي.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.
أن الصديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) احتلت مساحة واسعة في المنظومة الإسلامية عموماً لا سيما المنظومة الفكرية على نحو الخصوص في مدرسة اتباع أهل البيت (عليها السلام) ، وواقعاً يجد المتصفح للمحاور الأساسية التي من الممكن ان يتحدث فيها الباحث في النصوص المقدسة أمثال القران الكريم والحديث النبوي ،ولا سيما المصادر الاخرى يجد بأن السيدة فاطمة (عليها السلام) احتلت في هذه الجوانب مساحة واسعة ايضاً.
انا انطلق كباحث عن السيدة الزهراء(عليها السلام) من نقطة اساسية الا وهي أن لكل باحث منهج ولكل باحث ينطلق عندما يتعامل مع هكذا موضوع ، لابد أن يقف على عدد من المحاور أبرزها الاتي.
المحور الأول :الاعتماد على المصادر السنية .
المحور الثاني: اعتماد التحليل والواقعية في معالجة الجزئيات .
والمحور الثالث: وضع الهدف الاساسي أننا عندما نتكلم في هذه الجزئية لا نريد ان ننطلق من جزئيات مذهبية او جزئيات طائفية ولكن غاية ما يمكن ان نتكلم عنه هو الوصول الى الحقيقة.
سوف اتكلم اليوم في هذه الندوة، من خلال عدد من المحاور التي تسلط الأضواء على الموضوع والتي أبرزها :الأول: السقيفة والتيارات السياسية وثانياً: أستشهاد السيدة فاطمة(عليها السلام) وما هي الأسباب التي ادت الى ذلك وقسمت الأسباب من قبلي الى أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة وثالثاً: معطيات الأستشهاد ورابعاً : تاريخ أستشهاد الزهراء(عليها السلام)، ان هناك دراسات اكاديمية ودراسات حوزوية من قبل كثير من الباحثين حول السقيفة، وكان لكل باحث من الباحثين له رأي في هذه الجزئية انا انطلق عندما اتحدث عن جزئية السقيفة من مقدمة اساسية تتمثل في الويلات والمصائب التي دخلت على بيت السيدة فاطمة(عليها السلام)، بأعتبار السقيفة تعتبر مدخلاً اساسياً لفهم الوضع السياسي من خلال طرح الاتي هل كانت حدث تاريخي مفاجئ ام حدث درس وقد رتب سابقاً.
ما في شك بأن الذي يدرس المعطيات الأساسية والمقدمات والارهاصات يجد بأن السقيفة مؤتمر دبر وخطط له بليل كما يعبرون وانتج عدد من النتائج التي ترتبت على هذا المؤتمر ، ومن ضمن تلك النتائج الأساسية هو أستشهاد السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، كان مؤتمر السقيفة مؤتمرً انصارياً ان صح التعبير عقد في سقيفة بني ساعده ودعى اليه سعد بن عبادة زعيم الأنصار، ثم بعد ذلك عندما علم المهاجرون بهكذا مؤتمر أسرعوا في الحضور ، بحيث يعبر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة المتوفى سنة 276 هـــ انه عندما وصل الخبر الى ابي بكر فزع فزعاً شديداً وأرسل الى عمر بعد ذلك وذهبا معا وانظم اليهم ابي عبيدة.
بعد الذي تقدم علينا التساؤول هل الأنصار يعرفون بأن هناك بيعة عقدت وبيعة أبرمت لأمير المؤمنين(عليها السلام) ، عرفت تاريخياُ ببيعة الغدير خصوصاً، ان الفترة ما بين حدث السقيفة ومابين الغدير فترة قصيرة جداً لا تتجاوز السبعين يوماً ولكن ماعتقدة ان الأنصار يعرفون ذلك الحدث ولكنهم شعروا بأن المنطق الذي سوف يسود هو المنطق القبلي بعيد عن كل التأسيسات الأساسية التي اسسها الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم) ، طيلة فترة البعثة التي هي ثلاث وعشرون سنة بعهديها المكي والمدني على الرغم من ان هناك كثير من النصوص والأشارات التاريخية التي تثبت بأن الخليفة الشرعي هو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليها السلام) ، لذلك اراد الأنصار أن يكسبوا مكسباً سياسياً قبل المهاجرين، استشعاراً منهم بأن المنطق السائد هو المنطق القبلي بعيداً عن روح الرسالة والإسلام.
عندما نتصفح نصوص السقيفة سواء في مصادر التاريخ أو مصادر السيرة ، نجد بأنه المحاور الأساسية التي كانت في الحوارات بين المهاجرين والأنصار نلاحظ بأن الأنصار لم يكن جانبهم متماسكاً لكثير من القضايا التي كانت للصراعات بين الاوس والخزرج ، وهذا ليس محل الحديث فلذلك نجد بأن موقف المهاجرين كان موقفاً متماسكاً قوياً بالمقارنة مع الموقف الاخر الذي طرحه الأنصار بأن منا امير ومنكم امير ولكن الخليفة الثاني وانا اصر واقول الخليفة الثاني ليعلم الأمة ، بأن خليفتهم الذي يتكلمون عنه هكذا كان وهكذا فعل وانا بودي عندما اصل الى قضية المعطيات أوكد ان الصديقة فاطمة (عليها السلام) اسقطت في نفس حديثها وفي نفس جهادها ابرز المعطيات الأساسية لعدالة الصحابة الذي يتحدثون عنها وانا من الباحثيين الذي اتبنى ليس هناك مفهوم للصحابة كما لدى مدرسة اهل السنة ، وانما هذه الأحاديث وضعت من قبل بني امية نوع من نوع التسيس الفكري ، قبال مصطلح أهل البيت(عليها السلام) وهو المصطلح القرآني الذي اسسه المولى سبحانه وتعالى وكانت تأسيساته من قبل النبي الأكرم(صلى الله عليه واله وسلم) ،فلذلك نجد الخليفة الثاني عمر قال: هيهات منا امير ومنكم امير لا يجتمع سيفان في غمد واحد من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن اوليائه وعشيرته قال: سلطانه وقال: ميراثه ولم يقل خلافته، وهذا يعطينا بعداً مهماً حول الجانب الفكري لدي عمر بن الخطاب، بأن المنطلق الاساسي الذي كان في المنظومة الفكرية هي المنطلقات القبلية كونه من قريش وكان من ارذل قريش وكان من عدي ولم يكن من قريش تلك النخبة الأساسية التي تمثلت في بني هاشم، فلذلك كانت من اولى المعطيات الأساسية وقوع الأنحراف السياسي والأنحراف الفكري وسجلت السيدة فاطمة (عليها السلام)كما سوف أشير اولى واول المنطلقات السياسية التي تدافع عنها .
أن الزهراء هي اول امرأة في التاريخ وتحديداً التاريخ الإسلامي دفاعاً عن النبوة و الإمامة بل السيدة فاطمة (عليها السلام) اولى النساء التي استشهدت من اجل اثبات امامة امير المؤمنين (عليها السلام)، ولم يكن منطلقها (عليها السلام) منطلقاً عاطفياً ولم يكن منطلق السيدة فاطمة (عليها السلام) منطلقاً قبلياً ولكن منطلقها كان ألهياً السيدة فاطمة(عليها السلام) بأبي وأمي تنطلق من منطلقات كون علي (عليها السلام) هو حجة الله وامامها .
الجانب الثاني: من المقدمة التيارات السياسية : واقعا هناك كثير من الأحزاب والتيارات التي كانت والتي لم تظهر بعد أستشهاد الخاتم(صلى الله عليه واله وسلم) وانما كانت قبل الأستشهاد بكثير واول تلك التيارات الاموية وثاني التيارات تيار المنافقون والتيار الثالث هو التيار القريشي واقعا لن اقف على التيار الأول و الثاني وانما بودي ان اتحدث عن التيار القريشي واقعاً انا من ضمن الباحثين الذين يعتقدون بأن قضية الأنحراف الفكري لم يكن انحرافاً فجائياً في الأمة وقضيت الهجوم على دار السيدة فاطمة (عليها السلام) لم يكن هجوماً اعتباطياً وانما كان هجوماً مدروساً داخلاً ضمن التكتيكات السياسية للسلطة الجديدة .
نحن عندما نراجع مصادر التاريخ نجد على سبيل المثال يوم الاثنين الثامن والعشرون من صفر اليوم الذي استشهد فيه النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، نجد ان قبيلة أسلم وهي أحدى القبائل البدوية كما يشير الى ذلك الطبري في تاريخه والمتوفى في 310 هــ بانها دخلت المدينة وقد ازدحمت السكك بها وما في شك بأن قبيلة تأتي في يوم أستشهادهُ(صلى الله عليه واله وسلم) لا بد ان يكون هذا الأمر مدروساً وأمر قد كان يسير وفق مخططات معينة فلذلك نجد ان الهجوم على الدار وانعكاساته لم يكون هجوماً فجائياً طارئاً كان هؤلاء وهو التيارالقرشي يتزعمه الخليفة الأول والخليفة الثاني وكان شعارهم حسبنا كتاب الله.
المحور الثاني: أسباب الأستشهاد :في الواقع انا عندما وقفت على هذه الجزئية قسمت الأسباب الى أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة. الأسباب المباشرة : هو الهجوم ونحن يجب ان نعرف كم هجوماً ومتى وكيف وما هي ملابسات ذلك الهجوم هناك كثير من الباحثين عندما عالجوا هكذا جزئية قالوا هناك هجومان هما :
الهجوم الأول: كانت أسبابه سياسية تتمثل في تفتيت الجبهة الداخلية لأمير المؤمنين (عليها السلام) من اجل أضعاف هذه الجبهة والقضاء عليها لكي يستتب الأمر لابي بكر وعمر، ولكن ما في شك انه عندما نقف مع هكذا جزئية وهي جزئية الهجوم الأول . بودي ان أشير بأن هذه الجزئية اساساً هي مختلف فيها ، فنجد الشيخ عبدالحميد المهاجر درس حياة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في عشرة مجلدات أشار بأن قضية الهجوم الذي حصل على بيت السيدة فاطمة (عليها السلام) تجاوز عشره .وانا اختلف معه أختلافاً كاملاً ولا أؤيد ذلك والسبب يعود بأنه المادة التاريخية التي يقف عليها حضرته ولا سيما عليها سائر الباحثين لا يمكن ان نقف على هكذا مادة تفتح لنا هكذا انفتاحاً من اجل ان القول بأن الهجوم قد تكرر مرات عديدة وصل الى عشرة هجومات، اذن السبب الأول لأستشهاد السيدة فاطمة (عليها السلام) الهجوم على الدار والملابسات التي وقعت أثر الهجوم.
أن الروايات عندما نقف عليها وندرسها ونحللها ونفكك ثنايا تلك المفردات نجد بأنه عند الهجوم الأول لم يكن يحصل شيء من الأعتداء على السيدة فاطمة(عليها السلام)، كما اشرنا في بداية الأمر حيث كان لتفتيت الجبهة الداخلية لأمير المؤمنين (عليها السلام) ، وهذا الجانب هناك كثير من النصوص الأساسية أشارت اليه المشتركات بين هذه النصوص دخل عمر وجملة من أصحابه وهددوا بالحرق ولم يحصل ودخلوا وقد حصلت بعض الاضطرابات في داخل البيت وكسر سيف الزبير.
للأسف الشديد بعض الروايات السلطوية لها دور في التعتيم على القضية، فلو قمنا نحن الباحثين بعملية قراءة لتلك النصوص الروائية بأختلاف الفترات الزمنية من القرن الأول حتى القرن العاشر الهجري نجد، بأن هناك أختلاف في قضية صياغة المفردة وصياغة الخطاب ومن مصاديق ذلك ذهاب بعض الروايات الى ان وفاتها(عليها السلام) كان بعد ستة أشهر وهناك رواية تقول بعد ثمانية أشهر من أستشهاد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهذا نوع من انواع التعتيم واستبعاد قضية الهجوم.
الملابسات الأساسية التي جرت في داخل الهجوم تارة تجد رواية تقول ضربت بالسوط بأبي وامي بوجهها المقدس المبارك ،وتارة نكزة بالسيف من قبل عمر وتارة ضربت بالسوط وتارة كانت بين الحائط والباب هذه مجمل الروايات، ان هكذا جزئيات من المكن الجمع بين هذه الروايات من خلال القول ان كل هذه الأعتداءات الاربع هي حصلت في نفس الهجوم الثاني كما سوف نشير .
الهجوم الثاني : واقعاً كان السبب منه اجبار امير المؤمنين (عليها السلام) على البيعة وهذا ما حصل حيث أخرج امير المؤمنين ولكن محل الحديث هل بايع امير المؤمنين ام لم يبايع وهنا لكل باحث رايه وله الحق ان يتبى ما يشاء انطلاقاً من ضمن الروايات وانطلاقاً من منهجية البحث التاريخي والبحث الاكاديمي، هناك فريق قال بايع امير المؤمنين وهناك فريق قال لم يبايع انا احد الاشخاص الذين يرون بأن امير المؤمنين لم يبايع لأسباب كثيرة وأدلة كثيرة ليس محل الحديث عنها.
نقطة ممكن ان نقف عليها متعلقة بعدد المهاجمين لدار السيدة فاطمة (عليها السلام) . هناك كثير من الاحصائيات التي وقفت عليها من حيث عدد المهاجمين وقد تراوحت الاعداد بين 60 الى 300 شخص، والقول الاول اقرب للصحة، وانا بودي ان أشير مرة اخرى ان هذه المصادر وهذه المعلومات ، نشير اليها هي من مصادر السنه او مصادر الصحابة ولم اقف على المصادر الشيعية كي لا يقولون هذه مصادركم فلا حجة لها علينا المهاجمين فيهم من ذكر ابي بكر ومنهم من قال عمر وذكر اسيد بن خضير و خالد بن الوليد وقنفذ والمغيرة بن شعبة وغيرهم .
كان من ابرز النتائج الأساسية التي ترتبت على قضية الهجوم الثاني على بيت السيدة فاطمة(عليها السلام) أمور عديدة منها.
اولاً :حرق بيت السيدة فاطمة (عليها السلام) ،وهذه النتيجة وقع الخلاف فيها بين المؤرخين كما يبدو من مروياتهم ،في تحديد حقيقة الحرق بين الحرق الفعلي وبين التهديد في الحرق.
ثانياً: اخراج امير المؤمنين(عليها السلام) من البيت، وهل بايع ام لم يبايع وهذا امر وقع فيه الخلاف .
ثالثاً: كسر ضلع السيدة فاطمة(عليها السلام) والضرب تارة بالسيف وتارة بلطم الوجه المقدس.
رابعًا:اسقاط المحسن(عليها السلام).
كل هذه النتائج تحتاج الى وقفات متعددة وصلنا الى الأسباب غير المباشرة لأستشهاد الزهراء(عليها السلام) :
منها: ان قتل السيدة فاطمة (عليها السلام) كانت رغبة في نفوس السلطة الجديدة لانتصار المفهوم القبلي من قبل السلطة الجديدة التي كانت بعيدة كل البعد عن الإسلام.
منها: الرغبة في الثأر من النبي (صلى الله عليه واله وسلم)لما حقق من انتصارات على العادات والتقاليد التي كانوا يرغبون في دوامها.
منها: مثل الهجوم على دار السيدة فاطمة(عليها السلام) نوع من انواع القضاء على الشرعية و المتمثلة في الرسالة المحمدية .
المحور الثالث :محور معطيات الأستشهاد اهم تلك المعطيات الأساسية والتي ابرزها .
الأول: استمرار مظلومية السيدة فاطمة (عليها السلام).
الثاني: كشف زيف السلطة الحاكمة وابطال مفهوم الصحابة.
الثالث :الدعوة لرفع الظلامة وهو محور اساسي يعني القضية الفاطمية.
معطيات الأستشهاد منذ ذلك العام الى قيام القائم (عج) هي دعوة لنا من اجل نصرة ورفع مظلومية السيدة فاطمة(عليها السلام) ، فلذلك انبرى سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) لرفع هذه الظلامة في كثير من البرامج الأساسية التي خصصت بالسيدة الزهراء (عليها السلام) من ضمنها الزيارة الفاطمية ولا سيما مركز الدراسات الفاطمية في البصرة.
الرابع : ربط المظلومية بالإمام القائم(عج) باعتبار القائم (عج) لدينا في المصادر هو الشخص الذي يكثف عن قبرها الشريف المقدس .
الخأمس :شكلت المظلومية دعوة مستمرة للثورة والجهاد ضد الطغاة .
المحور الرابع : تاريخ الأستشهاد ونحن نجد عدم وجود الأختلاف في عام الأستشهاد في المصادر التاريخية والذي هو سنة 11هـ . ولكن نجد التباين واضحاً في الروايات التاريخية في اي يوم وفي اي شهر ومن ابرزها الاتي.
القول الأول: يقول ثلاثين يوماً بعد أستشهاده النبي(صلى الله عليه واله وسلم) .
القول الثاني: اربعين يوماً.
القول الثالث:ستون يوماً.
القول الرابع: سبعون يوماً
القول الخأمس:اثنان وسبعين .
القول السادس :خمسة وسبعون.
القول السابع :وهناك روايات تشير انها استشهدت ثلاثة أشهر.
القول الثامن: وهناك رواية اربعة أشهر .
القول التاسع :وهناك رواية ستة أشهر.
القول العاشر : وهناك رواية ثمان أشهر .
وفي ختام بحثي بودي ان أشير الى امرين مهمين هما:
الأول: اعتقد ان هناك تدخل الهي غيبي في قضية تغيب التاريخ الحقيقي لأستشهاد السيدة الزهراء(عليها السلام) كنوع من انواع استمرارية المظلومية للسيدة فاطمة (عليها السلام) .
الثاني : الروايات التاريخية للأستشهاد : أشارت المصادرالتاريخية لمدرسة أهل البيت(عليها السلام) ومدرسة الصحابة عدد كبير كما بينا سابقاً وما بودي الأشارة اليه استبعاد الروايات التي تذهب الى وقوع الأستشهاد الى اكثر من ثلاثة أشهر ، ولعلنا نشير الى بعض الاستدلالات في هذا السياق منها المرض الشديد وقد عبرت الروايات عنه ان جسمها كان كالخيال وهناك روايات جرت على لسانها (عليها السلام) انها صارت عظماً وكان الجلد على العظم المبارك . ومنها: طبيعة الحادثة فلحادثة دور اساسي في قضية تحديد تاريخ الأستشهاد ولدينا امرين مهمين الأول : هو كسر الضلع المبارك الشريف والثاني : اسقاط الجنين وهما لهما دور مهم في عملية التعجيل في الأستشهاد . ومنها: الجانب العلمي والجانب الطبي يثبت بان هكذا ملابسات من حيث كسر الضلع واسقاط الجنين ودخول المسمار كما تعبر بعض الروايات لا يمكن ان يصل لمن يصاب بهذا المرض لفترات طويلة أمثال القول في ستة أشهر او ثمانية على اكثر الروايات وهذه الأشارات والترجيحات لا يعني اننا نقطع بها وانما لكل باحث له راي ولكل باحث له منهج يتكلم من خلاله في أستشهاد الزهراء (عليها السلام) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.