مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
دروس في الاقتداء والتاسي في السيرة الفاطمية الباحث : الدكتور نزار عزيز حبيب
+ = -

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.

    تسمية فاطمة لها معان كثيرة وهذه التسمية التي أشار اليها يونس ابن حيثأن عن الإمام الصادق (عليها السلام) أن لها تسعة اسماء عند الله عز وجل ((  الزهراء ,المحدّث ,الطاهرة ,الزكية، الراضية، المرضية,………… ))وهذه التسمية طبعاً تدل دلألة واضحة على أنها اشتقت من اسم الباري فاطر السموات والارض وأيضاً  تعني بأن اتباع هذه المدرسة وهذه السيدة الفاضلة ينجيهم الله سبحانه وتعالى أن شاء الله من كل سوء قد يتعرضون له في هذا الحياة . طبعا هذه التسمية لها مدلولات كثيرة ويجب عملية الربط من خلال الذي الي نعيشه في الوقت الحاضر في عملية اختيار الاسماء ضمن مفردات علماء النفس ومناهجه مما يؤكد أن الاسم الذي يعني بمعنى أو دلألته علم من اعلام النبوة والرسالة يجعل له أثر في نفس الفرد ومن ثم يجب على الأم والاب اختيار الاسماء الصحيحة والاسماء المناسبة والاسماء ذات الدلألة وكان لهذا الاسم  أثر كبير في هذا الجانب .

      نحن نعرف التاريخ العربي والإسلامي عندنا كثيراً من الاسماء نحتفظ بها طبعا البعض منها تكاد تكون أنية وقتيه عبد الملك  هارون المعتصم الواثق في بعض الاحيأن في الوقت الحاضر صدام يفتخر لأنه رئيس دولة لكن هذه الاسماء التي ظهرت وسميت بهذه التسميات كاد الإنسان بعد مده من الزمن يبدأ يخجل من هذه التسمية على سبيل المثال لو نتبحر في التاريخ العربي الإسلامي نجد هارون وأيضا ً الألقاب والكنى التي يذكرها ابن الكازو روني في كتابه مختصر التاريخ وبقية المصادر الآخرى عن حكام بني العباس المعتصم بالله الواثق بالله تكاد تكون فارغة أو بعيدة عن المعنى الذي يطلق وهم اجلكم الله شراب للخمر ويمارسون الاعمال الفاحشة المخلة بالشريعة الإسلامية ترتكب بهذا الجانب حتى يذكر لنا ابو فراس الحمدأني :

        ليس الرشيد كموسى في القياس ولا * مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم

          يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم * لمعشر بيعهم يوم الهياج دم

           تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا * وفي بيوتكم الأوتار والنغم

        أن هذه التسميات فارغة ليس لها معنى عكس ذلك نجد تسمية الائمة ائمة أهل البيت(عليها السلام) ومنهم تسمية السيدة الزهراء(عليها السلام) هذه التسمية باقية الروح المعنوية داخل هذا الاسم يطابق الشخصية يطابق الافعال يطابق كل الأمور التي كانت بهذا الجانب هنالك احاديث مروية عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يذكر أنه كل واحد يولد له اربع أولاد إذا لم يسمي أحدهم محمد(صلى الله عليه واله وسلم) قد جفإني والإمام الصادق (عليها السلام) يذكر أنه نسمي المولود لمدة سبعة أيام باسم الرسول محمد(صلى الله عليه واله وسلم) ولنا الخيار في عملية تغيره بعد سبعة أيام لكن أن نكثر هذه الاسماء في بيوتنا ومنازلنا ويجب أن تكون لها الأثر الكبير في هذا الجانب طبعاً هذه التسمية وردت في القرآن الكريم ووصفها الله سبحانه وتعالى في أية التطهير وفي سورة الكوثر والمودة دلألة على مكانة السيدة الزهراء(عليها السلام) عند هذا البيت النبوي وكذلك مكانتها عند الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وعند كل من يتحدث في المدارس الموجودة عندنا مدارس الصحابة ومدرسة أهل البيت يشيدون بهذا الجانب لكن بعض الاحيأن نلاحظ عملية التغير والمغالطة كيف نريد أن نسميها كانت موجودة عندهم في هذه المدرسة وهي كرههم للأمام علي (عليها السلام) وإلى السيدة فاطمة (عليها السلام) التي بنت الإنسانية وبنت الرسالة المحمدية طبعاً ما يتمثل بالقيم الاخلاقية للسيدة الزهراء(عليها السلام) غنية عن التعريف .

  لا يمكن في هذه الكلمات وفي هذه العجالة أن نتنأول هذه الاخلاق الطاهرة لكن علينا أن نقتدي بمضمون هذه الاخلاق التي تتحلى بها السيدة الزهراء(عليها السلام) هناك في المجتمع نظرية التبرير أنه لم يبلغ الإنسان إلى صفة المعصوم أو إلى الدرجة التي ينالها أو المرتبة التي وصل اليها لكن نحن نقول أنه يجب أن يكون على الطريق الذي يصل به إلى هذه المرتبة ولو في جزء يسير من حيث الاخلاق ومن حيث الخصائص من حيث يعني ما يفعله في حياته اليومية وفي ادارة اعماله حباً للدين بالدرجة الأولى ومن ثم في الاعمال الآخرى لأن القيم والاخلاق هي التي ترفع سمو الإنسان وعكس ذلك هي التي تجعل هذه الاخلاق تدهور أو ينحدر هذا الإنسان إلى درجة واطئة وبالتالي يحاسب في المجتمع طبيعي احاديث عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) عن الاخلاق يروى عن الإمام الصادق (عليها السلام) : أن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل وبالتالي دلألة على أن الاخلاق لها أهمية كبيره والرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) خصه القرآن الكريم وأنك لعلى خلق عظيم وهذه الاخلاق الرسالية التي حملها الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) أيضا وصلت إلى السيدة فاطمة (عليها السلام)في هذا الجانب .

  أن هذه الخصاص جعلت فاطمة (عليها السلام) هي القدوة في داخل المجتمع وهذه القدوة تتمثل بضرورة أن يقتدي بها الإنسان المرأة والرجل في حياته اليومية وفي لباسه وكذلك في اقواله وفي تصرفاته ومن ثم عملية أن ينهج هذا النهج الذي من خلاله أن يصل إلى الدرجة لأنه يفيده في الدنيا والآخرة ومن ثمً يكون هذا المسار هو المسار الصحيح لهذا الجانب . بلحظ أو نستدل من مدرسة السيدة الزهراء(عليها السلام) على التربية البيتية الموجودة في داخل البيت كيف تربت السيدة الزهراء(عليها السلام) في بيت الرسالة لسنوات لثماني عشرة سنة  اكتسبت كثيراً ومن ثم ادت دورها من خلال تربية الأولاد الحسن والحسين عليهما السلام والسيدة زينب (عليها السلام) ومواقفها مشهورة في التاريخ في مقارعة الظلم والوقوف بوجه الطغاة وكذلك قول الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) حسين مني وأنا من حسين دلألة واضحة لهذه التربية واستمرار لهذه الرسالة المحمدية وكذلك نجد تربية السيدة زينب عندما تقف في مجلس بن زياد ويزيد عليهما اللعنة عندما تخاطبهم بالخطب التي عبرت عن مضمون هذه المرأة الشجاعة المرأة التي كانت تحمل الرسالة السمأوية وأيضاً لها دور كبير في عملية مقارعة الحكام .

   تذكر لنا المصادر التاريخية هنالك نوع من الأستفادة في عملية التربية وفي بناء البيت من خلال تقسيم العمل المنزلي حتى يذكر جابر بن عبدالله الأنصاري (رض) أن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) قسم ما داخل البيت إلى الباب هو من اختصاص السيدة الزهراء(عليها السلام) وخارج البيت هو من اختصاص الإمام علي (عليها السلام) وهذا ما يعمل به في الوقت الحاضر ولكن لا يمنع عملية مشاركة الرجل والمرأة في بعض الأمور البيتية والمنزلية وهذه أيضاً التي يحتاجها في داخل مجتمعنا لكي يكون ذلك طبعاً نوعاً من الألفة وبناء الاسرة بعيد عن المشاكل التي قد تتواجد في مجتمعنا الحالي  قد تؤدي في حالة من الحالات إلى عملية النفور أو عملية الابتعاد أو الخلافات الكثيرة في هذا الجانب إذا ما اقتدينا بسيرة السيدة الزهراء(عليها السلام) والإمام علي(عليها السلام) في هذا الجانب . تربية الأولاد كل المصادر تذكر أن السيدة الزهراء (عليها السلام)  كانت تعتني وكانت حتى في الجانب العلمي تجلس وحولها الحسن والحسين وتقتبس منهما ما تعلماه من الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) لأنها كانت ترسل الإمام الحسن (عليها السلام) والإمام الحسين (عليها السلام) يومياً إلى مسجد الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) للأنتفاع والأستفادة واخذ المعلومات وتعاد هذه المعلومات في داخل اطار البيت بعد عملية الأنتقاء .

     يروى أن الزهراء (عليها السلام) روت 26  حديثاً أو 56  حديثاً على اكثر الروايات التاريخية لكنهم يعطون للسيدة عائشة التي عاشت مع الرسول اقل من سنوات السيدة الزهراء(عليها السلام) بأنها روت اكثر من الفي حديث لكن الشيء المنطقي وضمن الحساب العقلي أن بنت الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) وبنت رجل الإسلام الأول وعاشت معه ومع زوجها  وارث علم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)  أن تكون هذه الأحاديث اكثر من هذا العدد ولكن عدم موضوعية كثيراً من الكتّاب لم يرووا ولم يذكروا الجانب الواقعي الذي روته السيدة فاطمة(عليها السلام) في هذه المكانة وخاصة في الجانب الفكري لأنهم ارادوا أن يكون هنالك ممن اعلى من فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) وطبعاً زوجات الرسول ومن ضمنهن السيدة عائشة تشيد بمكانة السيدة الزهراء (عليها السلام) وعلمها وكذلك جل الصحابة ابو هريرة وكذلك عبدالله بن مسعود وجابر بن عبدالله الأنصاري وغيرهم.

    وممن روي احاديث عن السيدة الزهراء(عليها السلام) الذي نقتبسه من هذه المدرسة هو جانب الحجاب وجانب الحجاب هو ليس مقصود فيه المرأة فقط وأنما للرجل فهناك كثيراً من الروايات التي تذكر بأن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) كان يمنع زوجاته حتى من الرجل الاعمى وبالتالي عندما السيدة الزهراء(عليها السلام) يذكرها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والإمام علي (عليها السلام) والسيدة الزهراء (عليها السلام) تذكر هي التي ترى وليس هو أيضاً هو الذي يراها إذا كان فاقد البصر فيجب علينا أن نتعلم من هذا الدرس كثيراً في حياتنا اليومية وخاصة في تربية بناتنا وأولادنا .

   ونلاحظ نحن مع الاسف في التربية الجامعية شيئاً ليس مرضي لنسبة كبيرة من طلابنا وطالبتنا للتأثر في هذا الفكر الاجنبي  طبعاً هذا الفكر الهدام الذي جاء نتيجة لأفكار ماسونية ودول محيطة تساعد على عملية نشره لكن يجب علينا أن نقتدي بما ورد من النصوص عن السيدة الزهراء(عليها السلام) لأن الحجاب مرتبط بالفكر وإذا كان طبعا الفكر غير تام وغير مؤمن بالشخص لا يمكن أن يكون في هذه النفسية المتبعة في عملية الحجاب  .الحجاب ليس اللباس فحسب الحجاب يجب أن يكون في القيم والمبادئ وحسن الخلق والحجاب  ليس على المرأة وأنما على الرجل أيضاً نلاحظ أن في بعض الاحيأن حتى المودة اليوم  نرى من يرتدي نصف البنطلون ويمشي في الشارع  حتى أننا نذكر في الجامعة بعضهم نقول له أنت من عشائر معروفه ومرموقة داخل المجتمع لماذا تفعل بهذه التسريحة وبهذا اللباس يذكر هنالك شكل وفي البيت شكل آخر إذا راح يجلس في الديوأن ويجلس مع المشأيخ لكن هذه الازدواجية في  العملية  ترفضها مدرسة السيدة الزهراء (عليها السلام) وأيضاً مدرسة الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم)ويجب علينا أن نقتدي بهذه المدرسة وبهذه القيم الرسالية في حياتنا اليومية طبعاً يطيل الكلام عن هذه المدرسة ولكن لا يسع المجال واكتفي بهذا القدر والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد اله الطاهرين .