مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
الأثر الديني والتربوي لسيدتنا فاطمة الزهراء (ع) في تعاملها مع الإمامان الحسن والحسين (ع)م. م مصطفى خالد جهاد
+ = -

الأثر الديني والتربوي لسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في تعاملها مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام)

  م.م. مصطفى خالد جهاد  …محاضر في قسم علوم القرآن الكريم / كلية التربية

المقدمة

   الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الأمين, وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين, ومن تبعهم وأقتفى أثرهم إلى يوم الدين وأما بعد:

   تُعتبر سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) الأم المثالية والقدوة الحسنة, في كل شيء, كيف لا وهي سيدة نساء العالمين وبنت خير المرسلين, وزوجة أمير المؤمنين الإمام علي        (عليه السلام) وأم ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن الناظر في كيفية تعاملها مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) الديني والتربوي, يجدها أنها كانت من الذين تدعو أبنائها إلى القيام بأمور الدين على أتم وجه , وتربيهم أفضل تربية.

  فطنت سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى أن التعامل الناجح مع الطفل يعتمد على أساليب تربوية مدروسة، تقوم على العلم والخبرة والتجربة وسعة الصدر والصبر والاحتواء؛ ونظراً لأهمية تلك المرحلة العمرية فقد صاغت لها منهجاً في التعامل التربوي والعلمي، أنتجت شخصيات ناجحة منجزة، وقيادات متميزة فذة، وعلماء متفردين عباقرة.

   ومن هؤلاء الشخصيات العظيمة الذين تربوا على يديها, والذي كان لهم الأثر الواضح في المجتمع الإسلامي فلذات كبدها الإمامان (الحسن والحسين) (عليهما السلام).

   وقد كان عنوان بحثي الموسوم بـ(الأثر الديني والتربوي لسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في تعاملها مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام).

  وقد حاولت في هذا البحث أن أقف على تعامل سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) مع سيدا شباب الجنة ألا وهما الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) حيث كانت متعلقة بهما أشد تعلقاً, ومهتمة بهما أشد أهتمام.

    الهدف من اختيار الموضوع:

  • كيفية تعليم الأباء والأمهات على تربية أبنائهم, ومساعدتهم في الوقوف معهم في حل مشكلاتهم في ضوء تربية الزهراء (عليه السلام).

  • توجيه الاباء والأمهات إلى مطالعة سيرة أهل البيت (عليهم السلام) فإن فيها العلاج الشافي لكل مشكلة تحدث في زماننا هذا.

  • معرفة الأطفال لسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) وهذا الشيء سيبعث في قلوبهم محبة رسول الله, وحب آل بيته الكرام وصحابته الأطهار.

    وقد تضمنت خطة البحث أن قسمته إلى مقدمة, ومبحثين, وخاتمة.

   أما المقدمة: فقد ذكرت فيها الهدف من اختيار الموضوع, وخطة البحث.

   وأما المبحث الأول: فهو جانب من حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) والتعريف بمفهوم التربية.

   وأما المبحث الثاني: فهو الأحاديث الواردة في حق سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) والدالة على كيفية تعاملها مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام).

   وأما المبحث الثالث: أثر سيدتنا فاطمة الزهراء الديني والتربوي في معاملة الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام).

   وأما الخاتمة: فتضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها.

   وختاماً أسال الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى, وأن يوفق القائمين على هذه المسابقة والذي اتاح لي المشاركة وفي أن نستلهم من هدي الزهراء (عليه السلام) بعض ما روي عنه, ونجعل هديها طريقاً لنا في كل أمور حياتنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المبحث الأول

جانب من حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) والتعريف بمفهوم التربية

ويتضمن مطلبين :

المطلب الأول : جانب من حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام)

المطلب الثاني : تعريف التربية لغةً واصطلاحاً

المطلب الأول

 جانب من حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام)

نسبها :

   هي سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمُّها خديجة أمُّ المؤمنين، كانت أصغر بنات النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت سيدة النساء في زمنها، كانت تكنى بأم أبيها([1]).

   وقد ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع، والسيدة فاطمة رضي الله عنها إحدى هؤلاء الأربع، وعَنْ أَنَسٍ t أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله)  قَالَ: ((حسبك من نساء العالمين: مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون))([2]).

ولادتها:

   ذكرت الروايات أن سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولدت قبل البعثة بقليل([3])،  وروى الواقدي عن طريق أبي جعفر الباقر قال : قال العباس t : ولدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي (صلى الله عليه وآله) بن خمس وثلاثين سنة وبهذا جزم المدائني([4]).

  وكانت أصغرَ بنات النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على المشهور، ولَم يبق بعده سواها، فلهذا عظُمَ أجرُها ؛ لأنَّها أُصيبت به عليه الصلاة والسلام([5]).

خطبتها ومهرها :

   عن ابن عباس t قال لما تزوج الإمام علي (عليه السلام) فاطمة قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطها شيئاً قال ما عندي شيء قال أين درعك الحطمية([6]).

   عن علي (عليه السلام) قال: جهز رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليه السلام) في خميل وقربة ووسادة آدم حشوها اذخر([7]).

   عن علي (عليه السلام) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة ووسادة من آدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين([8]).

زواجها وأولادها :

   تزوجها الإمام علي (عليه السلام) في ذي القعدة من سنة اثنتين بعد وقعة بدر، وقد ولدت من الأولاد الحسن، والحسين، والمحسن، ومن الإناث أم كلثوم، وزينب، وكان عليه الصلاة والسلام يحبها، ويكرمها، ويسرُّ إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت سيدتنا فاطمة (عليها السلام) صابرة، دينة، خيرة، قانعة، شاكرة لله عز وجل، وقد غضب لها النبي (صلى الله عليه وآله), لما بلغه أن أبا الحسن هم ولم يفعل بما رآه سائغاً من خطبة بنت أبي جهل([9]).

فَعَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: ((أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل، وعنده فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت له: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكحاً ابنة أبي جهل، قال المسور: فقام النبي (صلى الله عليه وآله) ، فسمعته حين تشهد ثم قال: «أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني، فصدقني وإن فاطمة بنت محمد مضغة مني، وإنما أكره أن يفتنوها، وإنها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا))([10]).

مرضها ووفاتها :

   بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) عاشت بعده ستة أشهر في ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة أحدى عشرة وهي بنت ثمان وعشرون سنة، وقيل: ثلاثة أشهر، فما رئيت ضاحكة بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم، وروي أنها اغتسلت حين حان فراقها، وتكفنت وأمرت الإمام علي (عليه السلام) ما أن لا يكشفها إذا قبضت، وأن يدرجها في ثيابها كما هي،  وغسلها علي (عليه السلام) وصلى عليها ودفنها ليلاً ببقيع الغرقد، ونزل في قبرها العباس، وعلي، والفضيل، سنة إحدى عشرة من الهجرة([11]).

   وروي أنها عاشت سيدتنا فاطمة (علياه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر ودفنها علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليلاً([12])، وفي رواية أنَّ عليَّاً (عليه السلام) صلى عليها وهي الرواية الراجحة([13]).

المطلب الثاني : تعريف التربية لغةً واصطلاحاً

   التربية لغةً:

   ربا يربو بمعنى زاد ونما([14])، وفي القرآن الكريم، قال تعالى: ﭽ ﯧ  ﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ   ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲ  ﯳ  ﯴ  ﭼ([15])اي نمت وزادت, و جاء في قوله تعالى: ﭽ ﯙ  ﯚ  ﯛ  ﯜ    ﯝ   ﯞ  ﭼ([16]) وفيه إشارات إلى ذلك المعنى اللغوي للتربية، وربيت فلاناً بمعنى أنشأته، ونمّى قواه الجسدية والعقلية والخلقية([17]).

   والتربية, والتربيب القيام على الشيء والإصلاح, والمعاهدة له يقال ربه, ورباه ورببه ببائين, وربته بالتاء كله بمعنى حضنه, وقام عليه([18]).

   ورب ولده, وترببه بمعنى رباه, وربيب الرجل ابن امرأته من غيره وهو بمعنى مربوب, والأنثى ربيبة, ومربي أيضاً من التربية([19]).

التربية اصطلاحاً:

   هنالك عدة تعاريف للتربية بمفهومها الاصطلاحي نذكرها أهمها:

  • ((علم يبحث في الوسائل التي تكفل التربية الصحيحة للطفل خلقيا ونفسيا وعلميا، والبلوغ به إلى الكمال الخاص به، ويبحث في النظم التربوية نشأتها وموضوعها وتطورها والغاية منها))([20]).

  • التربية تعني تغذية الجسم وتربيته بما يحتاج إليه من مأكل ومشرب ليشّب قوياً معافى قادراً على مواجهة تكاليف الحياة ومشقاتها, فتغذية الإنسان والوصول به إلى حد الكمال هو معنى التربية، ويقصد بهذا المفهوم كلّ ما يُغذي في الإنسان جسماً وعقلاً وروحاً وإحساساً ووجداناً وعاطفة([21]).

  • والتربية الإسلامية هي :” تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية, والجسدية, والإجتماعية، وتنظيم سلوكها على أساس من مبادئ الإسلام وتعاليمه، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة([22]).

  • والتربية الإسلامية ذات طابع شمولي تكاملي لجميع جوانب الشخصية الروحية, والعقلية, والوجدانية, والإخلاقية, والجسمية, والإجتماعية, والإنسانية، وفق معيار الإعتدال والإتزان، فلا إفراط في جانب دون غيره ولا تفريط في جانب لحساب آخر([23]).

    فالتربية عموماً تعتبر عملية شاملة، تتناول الإنسان من جميع جوانبه النفسية, والعقلية, والعاطفية, والشخصية, والسلوكية, وطريقة تفكيره وأسلوبه في الحياة، وتعامله مع الآخرين، كذلك تناوله في البيت والمدرسة وفي كل مكان يكون فيه، وللتربية مفاهيم فردية، واجتماعية، ومثالية.

المبحث الثاني

الأحاديث الواردة في حق سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) والدالة على كيفية تعاملها مع الإمامان الحسن والحسين ( عليهما السلام)

ويتضمن مطلبين :

المطلب الأول : الأحاديث الواردة في حق سيدتنا فاطمة (عليها السلام)

المطلب الثاني : الأحاديث الدالة على كيفية تعامل سيدتنا فاطمة (عليها السلام) مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام)

 المطلب الأول

الأحاديث الواردة في حق سيدتنا فاطمة (عليها السلام)

   لقد وردت أحاديث كثيرة في حق وفضل سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولنقف على بعض هذه الأحاديث.

  • عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله)  قَالَ:  ((نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله)  {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}[24] في بيت أم سلمة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أنت على مكانك وأنت إلى خير))([25]).

  • عن زيد بن أرقم، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)  قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: ((أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم))([26]).

  • عن المسور بن مخرمة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال: ((فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني))([27]).

  • عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت عمران))([28]).

  • عن جميع بن عمير التيمي، قال: دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان ما علمت صواما قواما([29]).

  • عن حذيفة قال: سألتني أمي متى عهدك تعني بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت ما لي به عهد منذ كذا وكذا، فنالت مني، فقلت لها: دعيني آتي النبي (صلى الله عليه وآله)  فأصلي معه المغرب، وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء، ثم انفتل فتبعته، فسمع صوتي، فقال: من هذا، حذيفة؟ قلت: نعم، قال: ما حاجتك غفر الله لك ولأمك؟ قال: إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))([30]).

  • عن عائشة بنت طلحة، بسندها أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه سمتا وهدياً ودلاً – وقال الحسن: حديثاً وكلاماً، ولم يذكر الحسن السمت، والهدي، والدل برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة كرم الله وجهها كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها، وقبلها، وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه، فأخذت بيده فقبلته، وأجلسته في مجلسها([31]).

المطلب الثاني

الأحاديث الدالة على كيفية تعامل سيدتنا فاطمة (عليها السلام) مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام)

   إن التربية تعني الاهتمام من قبل الوالدين بجعل أبنائهم أفضل الأبناء سواء كان من الناحية الدينية, أو العلمية, أو الأخلاقية, أو الاجتماعية, وإن الناظر فيما وصل إليه سيدا شباب أهل الجنة من هذه المكانة الدينية والاجتماعية وكيفية تعلق الناس بهم إلى زماننا هذا يطرح تساؤلات عدة من أين اكتسبوا هذا الدين وهذه التربية التي جعلتهم من المكرمين الأخيار.

   فمن الواضح أنّ أهل البيت (عليهم السلام) أدّبهم الله تعالى وأحسن تربيتهم, بالإضافة إلى ذلك فإنّ أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يؤدبون أولادهم وذويهم، فكل إمام يأخذ العلم ممن كان قبله أيضاً، فأمير المؤمنين الإمام علي )عليه السلام) والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تأدّبا بآداب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما أنّ الحسنين (عليهما السلام) تأدّبا بآداب النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وأمير المؤمنين علي (عليهما السلام).

   وكانت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تبذل جهدها في تربية وتعليم الحسنين وسائر أولادها (عليهم السلام) بالتربية الإيمانية, والإسلامية التي تليق بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وذويهم منذ الصغر.

  • فيروى أنّ الحسن بن علي (عليه السلام) كان يحضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه، فيأتي اُمّه فيلقي إليها ما حفظه، وكلّما دخل علي (عليه السلام) وجد عندها علماً بالتنزيل فيسألها عن ذلك؟ فقالت: من ولدك الحسن([32]).

   فتخفّى يوماً في الدار وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي فأراد أن يلقيه إليها فارتجّ عليه، فعجبت اُمّه من ذلك، فقال: لا تعجبين يا اُمّاه فإنّ كبيراً يسمعني، فاستماعه قد أوقفني فخرج الإمام علي (عليه السلام) فقبّله([33]).

  • عن سلمان الفارسي أنّه قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) يلعبان بين يديها، ففرحت بهما فرحاً شديداً، فلم ألبث حتى دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله أخبرني بفضيلة هؤلاء لأزداد لهم حباً([34]).

   وعملت فاطمة الزهراء (عليها السلام) على تطبيق كل ما تعلمته من والديها في تربية أبنائها والذي تمثل بالحقوق والمبادئ التي تمتعت بها في ظلمها, وكان من تلك المبادئ ما يأتي:

  • وروي عن ولدها الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: ((رأيت أمي فاطمة (عليها السلام) قائمة في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعي للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه لم لم تدعين لنفسك كما تدعي لغيرك؟ فقال: يا بني الجار ثم الدار))([35]).

   فكل ما قامت به سيدتنا فاطمة (عليها السلام) من عبادة الله وطاعته كان أمام أولادها ليرتسم في أذهانهم ما تقوم به وترفع من صوتها كي تسمع آذانهم، وتحثهم على القيام به ليطبقوه فتفرح بهم وهذا حق من حقوقهم.

   وتجلى هذا المبدأ عند سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في علاقتها الطيبة الودودة مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) حيث كانت واعية إن مناغاة الطفل في المرحلة الأولى ضرورية فهي تؤثر في نموه اللغوي والعاطفي، فكانت (عليها السلام) تناغي الحسن  (عليه السلام) وتقول له:

                        أشبه أباك يا حسن ***** واخلع عن الحق الرسن

                         واعبد إلهاً ذا منن ***** ولا توال ذا الأحن([36])

   وكانت تناغي الإمام الحسين (عليه السلام) وتقول:

                         أنت شبيهاً بأبي ***** لست شبيهاً بعلي([37])

   بهذه الكلمات التي تنم عن مدى ثقافتها الإسلامية وأسلوبها الرصين المهذب كانت تناغيهم لتعبر عن حبها لهم.

  • كانت (عليها السلام) تقوم بخدمة أطفالها وتوفر لهم الغذاء وترعاهم وهذه حادثة تثبت ذلك فقد جاءت فاطمة (عليها السلام) يوم الخندق ورسول الله (صلى الله عليه وآله) منهمك مع أصحابه في حفر الخندق لتحصين المدينة وحماية الإسلام، جاءت وهي تحمل كسرة خبز فرفعتها إليه فقال (صلى الله عليه وآله): «ما هذه يا فاطمة؟»، قالت: «من قرص اختبزته لابني، جئتك منه بهذه الكسرة»، فقال (صلى الله عليه وآله): «يا بنية أما إنها لأول طعام دخل في فم أبيك منذ ثلاث»([38]).

   وهذه الرواية تؤكد أن الزهراء عليها السلام كانت تخبز لأولادها لتطعمهم وتغذيهم فلم تكن أمّا عابثة لاهية.

المبحث الثالث

أثر سيدتنا فاطمة الزهراء الديني والتربوي في معاملة الإمامان الحسن والحسين        (عليهما السلام)

    إن الناظر فيما روي من روايات تدل على فضل سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) وما تدل على تعاملها مع ولديها وفلذات أكبادها يجدها أنها كانت شغوفةً بهم وحريصةً عليهم, ترعاهم أحسن رعاية, وتهتم بهم أشد أهتمام, كيف لا وهما ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيدا شباب أهل الجنة فيجب أن يظهرها بمظهر بيت النبوة الذي يخلى من أي شائبة فتركت بهم أثار كثيرة كالطاعة والعلم والخير والصلاح والاعتماد على النفس.

   ولنقف على بعض هذه الأثار التي خلفتها سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في تعاملها مع الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام)

  • الحث على العلم والتعلم :

   فقد كانت الزهراء عليها السلام تحثّ أبناءها على العلم والتعلم، وتحثّ الحسنين (عليهما السلام) على الحضور في المسجد والاستماع لخطب وأحاديث جدّهما الرسول (صلى الله عليه وآله) ثم استنطاقهما وسؤالهما بعد العودة إليها، عما جرى من سؤال وجواب ووحي، وبهذه الطريقة كانت تحرص على تحصيل المعرفة  لولديها.

  • التشجيع على فعل الخصال الحميدة كالاستقامة والصدق والوفاء:

   لقد غرست الزهراء عليها السلام في نفوس أولادها خصال الخير, ومكارم الأخلاق وأرضعتهم مبادئ التوحيد والدفاع عن الحق, وحرصت (عليها السلام) على تنشئة أولادها على الاستقامة وعودتهم على الصراحة, والصدق, والوفاء بالعهد, والتحلي بمكارم الأخلاق.

  • عدم التفريق بين الأطفال واللعب معهم :

   دلتنا الزهراء على شيء مهم نغفل عنه في حياتنا الاجتماعية الا وهو عدم التفريق بين الأبناء في التعامل وإظهار الحب, لأن ذلك يبعث على الطمأنينة والانسجام, ونبذ الكراهية والغيرة, فقد روي أن الحسن والحسين كانا يكتبان فقال الحسن للحسين عليهما السلام خطي أحسن من خطك. فقال الحسين : بل خطي أحسن فقالا لأمهما: احكمي بيننا من أحسن منا خطاً، فكرهت فاطمة تفضيل خط أحدهما عن الآخر، فقالت لهما: أنا أنثر بينكما هذه القلادة، فمن أخذ من جواهرها أكثر فخطه أحسن فنثرتها وأخذ كلاهما الجواهر مناصفةً([39]) .

   فالأطفال بحاجة إلى محيط أسري هادئ يشعرهم بالطمأنينة والأمن، أما النزاع والاختلافات فهي بمثابة عاصفة عاتية تدمر مشاعر الطفل وتقذف في قلبه الخوف والقلق.

  • الاعتماد على النفس :

   إن المتتبع للأخبار يجد أن سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) ربت الإمام الحسين (عليه السلام) الذي اختار التضحية بنفسه وجميع أهله وأعز أصحابه في سبيل الله ومن أجل مقارعة الظلم والظالمين.

   ومن الأثار المهمة التي تركت أثراً كبيراً هو اعتماد الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) على نفسهما وعدم الإتكال على أحد ونرى ذلك واضحاً في شخصية الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) فالزهراء ربيبة الوحي والنبوة تعرف جيداً مناهج التربية الإسلامية فأعدت الحسن ليتحمل مسؤولية قيادة المسلمين ويتجرع الغصص في أحرج اللحظات من تأريخ الرسالة، ويصالح معاوية على مضض حفاظاً على سلامة الدين الإسلامي فيسقط ما في يد معاوية ويفشل كل خططه.

  • معاملة الطفل باحترام :

   وكانت سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) تحترم شخصية أطفالها وتعاملهم معاملة الرجال مما جعلهم يشعرون بمنزلتهم, ويطلعون على مكانتهم ويبنون شخصيتهم.

  وهذا ما نراه غائباً اليوم في واقعنا فنجد كثير من الأمهات تعامل أبنائها معاملة سيئة وتشتم بهم, وتعنف عليهم, وهذا مخالف لما جاءت به شريعتنا الغراء.

   وختاماً أسال الله يجعل بحثي خالصاً لوجه الكريم, وأن يجعلني على طريق النبي وآله بيته سائرين, وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخاتمة

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

   فبعد تيسير الله لنا بكتابة هذا البحث المتواضع نقف على أهم النتائج التي توصلنا إليها:

  • أن سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي بنت رسول الله, وزوجة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) , وأنها كانت الأم الرؤوفة, والمعلمة القدوة في تربية وتعليم أبنائها الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام).

  • أن الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) هم ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وآله), وسيدا شباب أهل الجنة.

  • مداعبة الآباء لأبنائهم وملاطفتهم, وتقبيلهم, مما يشجع على التواصل بين الآباء والأبناء في المستقبل.

  • تعليم الأطفال أمور دينهم, والحرص على توصيل أفضل المفاهيم إليهم بأبسط الوسائل وأقومها.

  • عدم التفريق بين الأطفال لما فيه من وقوع الكراهية, والغيرة, والمشاحنة بين الأطفال.

  • تنبيه الأطفال على الاعتماد على أنفسهم, ومساعدتهم في الوصول إلى الأمور الصحيحة التي تخدمهم في المستقبل.

وفي الختام أسال الله أن يجعل علمنا هذا خالصاً لوجه الكريم, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصادر والمراجع

بعد القرآن الكريم

  • أسد الغابة في معرفة الصحابة , أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق : علي محمد معوض – عادل أحمد عبد الموجود , دار الكتب العلمية , ط1 , 1415هـ – 1994 م .

  • الإصابة في تمييز الصحابة , أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض , دار الكتب العلمية – بيروت , ط1 – 1415 هـ .

  • أصول الفكر التربوي في الإسلام، عباس محجوب , دمشق ، دار ابن كثير ، 1398هـ/ 1978م .

  • أعيان الشيعة.

  • بحار الأنوار .

  • البداية والنهاية , أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) دار الفكر , 1407 هـ – 1986 م .

  • التربية الإسلامية وأساليب تدريسها , صبحي طه رشيد ابراهيم ، عمان ، دار الأرقم للكتب ، ط1 ,  ١٤٠٣ هـ -1983م .

  • تهذيب اللغة , محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ) تحقيق: محمد عوض مرعب , دار إحياء التراث العربي – بيروت , ط1، 2001م .

  • الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري , محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي , تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر , دار طوق النجاة , ط1، 1422هـ .

  • دلائل الإمامة .

  • ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى , محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري (المتوفى: 694هـ) , دار الكتب المصرية، ونسخة الخزانة التيمورية , 1356 هـ .

  • سنن أبي داود , أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (المتوفى: 275هـ) تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد , المكتبة العصرية، صيدا – بيروت .

  • سنن الترمذي , محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ) تحقيق: بشار عواد معروف , دار الغرب الإسلامي – بيروت , 1998 م.

  • سير أعلام النبلاء , شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) دار الحديث- القاهرة , 1427هـ-2006م .

  • علل الشرائع , الشيخ الصدوق .

  • كنز العمال , للإمام ابي الفتاح الشيخ محمد بن علي بن عثمان الطرابلسي , دار الأضواء – بيروت , 1405هـ – 1985م .

  • لسان العرب , محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ) دار صادر – بيروت , ط3 ,  – 1414 هـ .

  • مختار الصحاح , زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (المتوفى: 666هـ) تحقيق: يوسف الشيخ محمد , المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيدا , ط5 ، 1420هـ / 1999م .

  • مسند الإمام أحمد بن حنبل , أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) تحقيق: شعيب الأرنؤوط – عادل مرشد، وآخرون , مؤسسة الرسالة , ط1، 1421 هـ – 2001 م .

  • المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم) , مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي , دار إحياء التراث العربي – بيروت .

  • مشارق الأنوار على صحاح الآثار , عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، أبو الفضل (المتوفى: 544هـ) المكتبة العتيقة ودار التراث .

  • المعجم الكبير , سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ) تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي , مكتبة ابن تيمية – القاهرة , ط2 .

  • معجم اللغة العربية المعاصرة , د أحمد مختار عبد الحميد عمر (المتوفى: 1424هـ) بمساعدة فريق عمل , عالم الكتب , ط1 ، 1429 هـ – 2008 م .

  • معرفة الصحابة , أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ) تحقيق: عادل بن يوسف العزازي , دار الوطن للنشر، الرياض , ط1 , 1419 هـ – 1998 م .

  • مناقب ابن شهرآشوب .

  • منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، محمد خير فاطمه ,  بيروت ، دار الخير ، ط1 , ١٤١٩ هـ – ١٩٩٨ م .

  • ينابع المودة للقندوزي .

([1]) ينظر : أسد الغابة في معرفة الصحابة , أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق : علي محمد معوض – عادل أحمد عبد الموجود , دار الكتب العلمية , ط1 , 1415هـ – 1994 م  , 7/216 .

([2]) سنن الترمذي , محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ) تحقيق: بشار عواد معروف , دار الغرب الإسلامي – بيروت , 1998 م , باب فضل خديجة رضي الله عنها , 6/186 , رقم الحديث (3878).

([3]) ينظر : سير أعلام النبلاء , شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) دار الحديث- القاهرة , 1427هـ-2006م , 3/415.

([4]) ينظر : الإصابة في تمييز الصحابة , أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض , دار الكتب العلمية – بيروت , ط1 – 1415 هـ , 8/263.

([5]) ينظر : البداية والنهاية , أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) دار الفكر , 1407 هـ – 1986 م , 6/332 .

([6]) سنن أبي داود , أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (المتوفى: 275هـ) تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد , المكتبة العصرية، صيدا – بيروت , باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئا  , 2/240 , رقم الحديث (2125).

([7]) مسند الإمام أحمد بن حنبل , أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) تحقيق: شعيب الأرنؤوط – عادل مرشد، وآخرون , مؤسسة الرسالة , ط1، 1421 هـ – 2001 م , 2/121 , رقم الحديث (715).

([8]) مسند الإمام أحمد بن حنبل , 2/191 , رقم الحديث (819).

([9]) ينظر : سير أعلام النبلاء , 3/415.

([10]) المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم) , مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي , دار إحياء التراث العربي – بيروت , كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ,  باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام  4/1903 , رقم الحديث (2449).

([11]) ينظر : معرفة الصحابة , أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ) تحقيق: عادل بن يوسف العزازي , دار الوطن للنشر، الرياض , ط1 , 1419 هـ – 1998 م , 6/3185  , ينظر : سير أعلام النبلاء , 3/422-423.

([12]) المعجم الكبير , سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ) تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي , مكتبة ابن تيمية – القاهرة , ط2 , 22/398 , رقم الحديث (989).

([13]) المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم) , كتاب الجهاد والسير , باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة» 3/1380 , رقم الحديث (1759).

([14]) ينظر : لسان العرب , محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ) دار صادر – بيروت , ط3 ,  – 1414 هـ , 14/305.

([15]) سورة الحج : الآية 5.

([16]) سورة الأسراء : الآية 24 .

([17]) ينظر : تهذيب اللغة , محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ) تحقيق: محمد عوض مرعب , دار إحياء التراث العربي – بيروت , ط1، 2001م , 15/198.

([18]) ينظر : مشارق الأنوار على صحاح الآثار , عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، أبو الفضل (المتوفى: 544هـ) المكتبة العتيقة ودار التراث , 1/280.

([19]) ينظر : مختار الصحاح , زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (المتوفى: 666هـ) تحقيق: يوسف الشيخ محمد , المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيدا , ط5 ، 1420هـ / 1999م , ص116.

([20]) معجم اللغة العربية المعاصرة , د أحمد مختار عبد الحميد عمر (المتوفى: 1424هـ) بمساعدة فريق عمل , عالم الكتب , ط1 ، 1429 هـ – 2008 م , 2/852.

([21]) ينظر : أصول الفكر التربوي في الإسلام، عباس محجوب ,  دمشق ، دار ابن كثير ، 1398هـ/ 1978م، ص15.

([22]) ينظر : التربية الإسلامية وأساليب تدريسها , صبحي طه رشيد ابراهيم  ، عمان ، دار الأرقم للكتب ، ط1 ,  ١٤٠٣ هـ -1983م , ص9.

([23]) ينظر : منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، محمد خير فاطمه ,  بيروت ، دار الخير ، ط1 , ١٤١٩ هـ – ١٩٩٨ م ، ص52.

[24])) سورة الأحزاب : الآية 33.

([25]) سنن الترمذي , باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , 6/132 , رقم الحديث (3787).

([26]) سنن الترمذي , باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها , 6/181 , رقم الحديث (3870).

([27]) الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري , محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي , تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر , دار طوق النجاة , ط1، 1422هـ , كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم , 5/21 , رقم الحديث (3714).

([28]) مسند الإمام أحمد بن حنبل , 18/279 , رقم الحديث (11756).

([29]) سنن الترمذي , باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها , 6/184 , رقم الحديث (3874).

([30]) سنن الترمذي , باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم , 6/127 , رقم الحديث (3781).

([31]) سنن أبي داود , باب ما جاء في القيام , 4/355 , رقم الحديث (5217).

([32]) بحار الأنوار : ٤٣ : ٣٣٨ / ١١.

([33]) بحار الأنوار: 43 :338 /11.

([34]) كنز العمال , للإمام ابي الفتاح الشيخ محمد بن علي بن عثمان الطرابلسي , دار الأضواء – بيروت , 1405هـ – 1985م.

([35]) علل الشرائع , الشيخ الصدوق : 1/181  , ودلائل الإمامة : 65/151  , بحار الأنوار , 39/294.

([36]) مناقب ابن شهرآشوب 3 : 389 , وأعيان الشيعة 1 : 563 .

([37]) بحار الأنوار , 39/294.

([38]) ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى , محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري (المتوفى: 694هـ) , دار الكتب المصرية، ونسخة الخزانة التيمورية , 1356 هـ , ص47.

([39]) ينابع المودة للقندوزي , 2/338.