خطة البحث:
المقدمة ”
المبحث الأول:مفهوم الأسرة المثالية وتعريفها
أولا: الأسرة المثالية في اللغة العربية
ثانيا:الأسرة في القران والسنة النبوية
ثالثا:الأسرة في مفهوم علم الاجتماع
رابعا: الأسرة في الإسلام
خامسا:مفهوم الآسرة في بيت السيدة فاطمة عليها السلام
المبحث الثاني: تكوين الأسرة المثالية بين الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام.
أولا: مبادئ تكوين الأسرة المثالية عندأئمة أهل البيت
أ- التكافؤ
ب- المودة والرحمة
ج- تقسيم مسؤوليات الحياة الزوجية بين الأمام علي والسيدة فاطمة.
ثانيا: المنهج الحضاري في تكوين الأسرة المثالية عند أئمة أهل البيت.
1- رعاية الزوجة في المنزل.
2- رعاية الأمام علي للسيدة فاطمة وإيثارها على نفسه في تحمل عمل البيت
3- تعظيم حق الأسرة وتهذيب النفس على خدمة أفراد الأسرة.
المبحث الثالث: العوامل النفسية وأثرها في تكوين الأسرة المثالية عند السيدة فاطمة.
أولا: صبر السيدة فاطمة للحالة المادية للإمام علي.
ثانيا: خوفها على الأمام علي عند خروجه في المعارك والحروب.
الخاتمة:
الهوامش:
قائمة المصادر والمراجع:
المقدمة:
لقد شرع الإسلام أحكاما وقوانين ووضع مناهج كاملة لأعداد المرأة وتربيتها وحفظ مصالحها ورعاية شؤونها ورقيها وبناء كيانها ،ويمكننا مشاهدة الأسرة المثالية ونتائج التربية الإسلامية الرائعة من خلال التعرف على نساء صدر الإسلام وربيبات الوحي والنبوة ودراسة حياتهن والاطلاع على ميزاتهن. ولاشك أن الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين مثال المرأة المسلمة لأنها المرأة الوحيدة التي عاشت في ظل أبيها المعصوم وزوجها المعصوم وهي معصومة كذلك،فالجو الذي ترعرعت وكبرت فيه الزهراء وهو جو الطهارة والعصمة أذا قضت سني الطفولة في أحضان النبي محمد (ص)الذي صنع على عين الله وسني الزواج وإدارة البيت وتربية الأبناء في بيت ثاني اكبر شخصية إسلامية -علي بن أبي طالب عليه السلام،وفي مثل هذا البيت نجد الصورة الحية المجسدة للمرأة التي تعيش في ظل الإسلام وقوانينه ومناهجه التربوية.
وجاء اختيار عنوان الدراسة عن الأسرة المثالية وفق رؤية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام،إذا وجدتها مثالها الأعلى ونظامها الصحيح وقواعدها المستقيمة وتطبيقها السهل الميسر،فهي تلك الخلية الأولى للمجموعة البشرية يبدا تكوينها بالزواج بين الرجل والمرأة،الزواج الذي يربط بينهما برباط يراد له الدوام والاستقرار ومن ثم كان لا بد من رعاية حقوق لكل منهما على الأخر،وواجبات على كل منهما الأخر حتى يعلم ويعمل كل منها ماله وما عليه،فتوفر لهما بذلك حياة طيبة يتحقق لها الدوام والاستقرار المنشودان،اما المثالية في اللغة العربية:”الطريقة المثلى، الأشبه بالحق،فكل ما اشبه الحق وطابق الحكمة،فهو مثال أعلى يحتذي به ويطلب الوصول أليه،فالمراد بالأسرة المثالية في الاصطلاح:الأسرة التي وصلت بمقدراتها وتكوينها وبالتزاماتها الحقوق والواجبات وبمقاصدها إلى المثل الأعلى.
اقتضت طبيعة البحث تقسيمه الى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة فضلا عن قائمة المصادر والمراجع،تناول المبحث الأول:مفهوم الأسرة المثالية وتعريفها في اللغة والاصطلاح وتعريف الأسرة في القران والسنة النبوية وفي مفهوم علم الاجتماع والإسلام وتعريف الأسرة في بيت السيدة فاطمة عليها السلام، وتضمن المبحث الثاني:تكوين الاسرة المثالية بين الأمام علي والسيدة فاطمة موضحا مبادئ تكوين هذه الاسرة عند ائمة اهل البيت والتي عمادها التكافؤ والمودة والرحمة وتقسيم مسؤوليات الحياة الزوجية بين الطرفين والمنهج الحضاري في تكوين الاسرة المثالية من منظور ائمة اهل البيت معرجا على اعانة الزوجة في المنزل ورعاية الامام علي للسيدة فاطمة وإيثارها على نفسه في تحمل عمل البيت وتعظيم حق الاسرة وتهذيب النفس على خدمة افراد الاسرة،وجاء المبحث الثالث متناولا العوامل النفسية وأثرها في تكوين الأسرة المثالية عند السيدة فاطمة،اذا ذكر ت فيه صبر السيدة فاطمة للحالة المادية للإمام علي وخوفها على الإمام علي عند خروجه في المعارك والحروب.
اعتمدت الدراسة على عدد من المصادر والمراجع أبرزها كتاب الكافي للكليني الذي يعد من اجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة وجمع هذا الكتاب من الاحاديث الشرعية والإسرار الإلهية ما لايوجد في غيره، وكتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسين الذي يعد من ناحية جمع الإخبار والروايات دائرة معارف شيعية وان ذوق المؤلف في تبويب الكتاب يثير الإعجاب ومتابعته للآيات المتعلقة بالأبواب والموضوعات تحير العقول و كتاب نبيل الحسني الموسوم هذه فاطمة،اذا يعد كتاب علمي يغوص في بحور علوم بيت فاطمة عليها السلام،ويبين ان الكثير من النظريات التي قدمها علماء الاجتماع عند دراستهم للعائلة هي نفسها التي وضعتها فاطمة عليه السلام قبل اربعة عشر قرنا، وكتاب فاطمة الزهراء المرأة النموذجية في الإسلام للمؤلف إبراهيم الاميني اذا تضمن معلومات قيمة اغنت مادة الدراسة، وكتاب فاطمة الزهراء ودورها في الاصطلاح الاجتماعي لمؤلفهإبراهيم الموسوي الذي قدم صورا عن فاطمة الزهراء وشخصيتها وثقافتها وعلمها ومؤهلاتها الفكرية وقيمها الروحية وأثارها الاجتماعية.
المبحث الأول
مفهوم الأسرة المثالية وتعريفها
أولا: الأسرة المثالية في اللغة العربية.
الأسرة لغة:أصل كلمة الأسرة مأخوذ من الأسر بمعنى الشد والعصب([1])،قال الراغب الأصفهاني:”وأسرة الرجل من يتقوى به([2])،قال تعالى: “نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً“([3])، أشاره إلى حكمته تعالى في تراكيب الإنسان المأمور بتأملها وتدبرها في قوله تعالى: “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ“([4]).
ذكر ابن منظور:”واسرة الرجل عشيرته ورهطه الادنون لأنه يتقوى بهم”([5])، ولفظ الاسرة لم يرد ذكره في القران الكريم، كذلك لم يستعمله الفقهاء في عباراتهم فيما نعلم، والمتعارف عليه الان اطلاق لفظ الاسرة على الرجل ومن يعولهم من زوجه وأصوله وفروعه،وهذا المعنى يعبر عنه الفقهاء قديما بألفاظ منها” الآل والأهل والعيال([6]).
يتبين مما سبق ان المقصود بالأسرة في اللغة جماعة الإنسان الذين يتقوى بهم ويحتمي بهم، فالإنسان لا يكون قويا عزيزا في منعه لا اذا كان في اسرة تحصنه وتمنعه.
الأسرة اصطلاحا :من المعروف ان الاسرة هي النواة الاولى للمجتمع الكبير،بمعنى انها تتكون من مجموعة من البشر يعيشون تحت سقف واحد رغم ما بينهم من تنوع او تفاوت، ومن مصلحتهم جميعا ان يرتفع شان هذه المؤسسة الاجتماعية من كافة النواحي لان ارتفاع شانها يعود على جميع افرادها بالخير،وانخفاض شانها ينعكس ايضا على جميع افرادها، شقاء وتعاسة وضيقا في المورد([7])، والاسرة هي الامة الصغيرة منها تعلم النوع الانساني افضل اخلاقه الاجتماعية وهي في الوقت نفسه اجمل اخلاقه وانفعها.
اما الاسرة بوجه عام هي الجماعة الصغيرة ذات الادوار والمراكز الاجتماعية مثل:الزوج والاب والابن والابنة يربطها رباط الدم او الزواج او التبني،وتشترك في سكن واحد،وتتعاون اقتصاديا ،وترتكز الاسرة في العادة على زواج شخصين ذكر وانثى([8]).
خلاصة القول:ان الذي ينظر في تعريفات الاسرة يرى ان بعضها يتسع وبعضها الاخر يضيق ليحصرها في الزوجين والاولاد ،والواقع ان الاسرة قد تكبر وقد تصغر، الاانها في الغالب تمثل المجموعة المتناسلة من الاب والام فهما الرباط بين هذه المجموعة سواء كبرت او صغرت، وهم غالبا يعيشون تحت سقف واحد وتجمعهم مصالح مشتركة.
المثالية لغة: كلمة المثالية مشتقه من مثل ــيمثل ــمثلا ومثله بالرجل:نكل،كان ذلك مأخوذ من المثل بفتح الميم لأنه اذا شنع في عقوبته جعله مثلا وعلما،ومثل ــيمثل ــ مثالة:فضل والمثال جمع امثلة ومثل:المقدار والشيء والقصاص، المثالة بفتح الميم: الفضل وحسن الحال، والمثالي: الشخص الذي يستهدي في سيرته بالمثل العليا وخاصة من يقدم المثل العليا على الاعتبارات العلمية([9]). وخلاصة القول ان المثالية في اللغة هي الشيء الذي يتخذ له مثلا اعلى يستهديه.
المثالية اصطلاحا : كلمة المثالية مأخوذة من الكلمة الانكليزية IDEAL كما يشير المصطلح ايضا الى معنى المثل الاعلى خاصة في الفلسفة، وهو الذي وصل الغاية من النواحي الاجتماعية او الاخلاقية او الفنية، ويتخذ قدوة ونموذجا يحتذى به([10])، اي بمعنى اخر هي القيم الراسخة التي يستند عليها المرء في سلوكياته اليومية وكونها تدين بدين الاسلام وتعبد الله وتتبع احكام القران وتسير على سنة الرسول الكريم سيد الانام وتتبع منهج اهل البيت عليهم السلام،فان القيم التي تبحث عنها ماهي الا القيم الايمانية([11]). والخلاصة ان المثالية في الاصطلاح هي مترجمة من بمعنى المثل الاعلى وهو الذي وصل الغاية من النتواحي الاجتماعية او الاخلاقية او الفنية ويتخذ قدوة ونموذجا يحتذي به المرء في سلوكياته اليومية.
بعد الانتهاء من معاني الاصطلاحين الاسرة والمثالية يتبين لنا ان الاسرة المثالية هي مجموعة من الافراد يعيشون تحت سقف واحد الذي وصل الغاية من النواحي الاجتماعية او الاخلاقية او الفنية، ويتخذ قدوة ونموذجا يحتذي به، وتنتشر بين افرادها المودة والرحمة وتتيع احكام القران وكونها تدين بدين الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته والقيم الايمانية في سلوكيات الحياة اليومية حتى تنبت منها مجتمعا اسلاميا مثاليا.
ثانيا: الأسرة في القران والسنة النبوية: لم ترد كلمة الأسرة في القران مطلقا وإنما وردت مرادفاتها على النحو الآتي:
أولا: الأهل:
1- في القران الكريم وردت كلمة أهل سبعا وعشرين ومائة مرة بإضافاتها المختلفة وتنوعت دلالاتها.
أ- تدل على الزوجة كقوله تعالى:”إِذْ قالَ مُوسى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً…”([12]).
ب- وتدل على الزوجة والأولاد كقوله تعالى:”يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً…”([13]).
ج- وتدل على اقرباء الرجل المقيمين معه:”فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ“([14]).
د- وتدل على معنى أوسع في القرابة:”فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها“([15]).
2- في السنة النبوية: نلاحظ عند البحث عن كلمة اهل بمعانيها المختلفة وجدت الباحثة كثيرا من الاحاديث التي تدل على معنى الزوجة كقوله صلى الله عليه واله وسلم “ان من الغيرة غيرة يبغضها الله عزوجل وهي غيرة الرجل من اهله من غير ريبة “([16])، وايضا وردت بمعنى اقرباء الرجل الذين يساكنونه وتلزمه نفقتهم من زوجته و أبنائه”من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا”([17]).
ثانيا: العشيرة:
1- في القران الكريم ذكرت كلمة العشيرة ثلاث مرات فقط للدلالة على أقرباء الرجل.
أ- فمرة تدل على القرابة القريبة كقوله تعالى:”وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ“([18]).
ب- ومرة تدل على القرابة البعيدة:”قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ…”([19]).
ج- وأخرى تدل على الزواج بمفرده:”لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ“([20]).
2- واما كلمة العشيرة في السنة النبوية فقد وردت عن عثمان بن عيسى عن سماعه عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان النبي صلى الله عليه واله وسلم بنيا هو ذات يوم عند عائشة اذا استأذن عليه رجل فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم”بئس اخو العشيرة وبئس ابن العشيرة” فقامت عائشة فدخلت البيت واذن رسول الله للرجل([21]).
ثالثا: الرهط:
1- وردت كلمة رهط في القران الكريم ثلاث مرات أيضا، مرتين في آيتين متتاليتين من سورة هود:”وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ“، “قالَ يا قَوْمِ أَ رَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ“([22])، والثالثة تدل على الجماعة:”وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ“([23]).
2- وجاءت كلمة رهط في السنة النبوية في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله يقول:”انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى اواهم المبيت الى غار فدخلوه…”([24]).
من خلال معاني الأسرة كاهل وعشيرة ورهط يتضح مدى عناية الإسلام بالأسرة حتى انه تعرض لأحكام الأسرة في أكثر من ناحية من نواحي المجتمع.
ثالثا: الأسرة في مفهوم علم الاجتماع: حمل علم الاجتماع مفاهيم متعددة للأسرة فهي:
1- عربة الوعي الجمعي، ومن ثم فان النظام الأسري يشكل من الأمور التي تخضع لها الأسرة باعتبارها الوحدة الاجتماعية الأولى في البناء الاجتماعي من حيث تكوينها ونطاقها ووظائفها وعلاقة افرادها بعضهم ببعض ومحور القرابة وطقوس الزواج والطلاق والحضانة وشؤون المواريث([25]).
2- الاسرة في طبيعتها اتحاد تلقائي تؤدي اليه الاستعدادات والقدرات الكامنة في الطبيعة البشرية النازعة الى الاجتماع، وهي بأوضاعها ومراسيمها عبارة عن مؤسسة اجتماعية تنبعث عن ظروف الحياة الطبيعية التلقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية([26]).
رابعا: الاسرة في الاسلام: وللإسلام مفهوم اخر للأسرة يتباين في الرؤى بحسب ما تمليه العناصر الثقافية والعقائدية لدى الكاتب الاسلامي،ولذلك تابع اللغة والعرف العام ،كما يقول علماء الاصول، وعلى هذا الاساس فلأسرة هي اية من آيات الله تعالى الخلقية لسعادة الانسان وحفظ عنصره وقطب عواطفه وبلورة انسانيته ومنشأ قيمه الخلقية ونواة حسه السيكولوجي والوجداني تنشا من رجل وامرأة يربطهما رباط مقدس،حظي بمكانه خاصة لم يحظ غيره من العقودةالمواثيق في جميع المعاملات الفردية او الجماعية بمثل ما خصه الله به فسماه بـ”مِيثاقاً غَلِيظاً“([27])،
خامسا: مفهوم الآسرة فيبيت السيدة فاطمة: نظرت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الى الاسرة على انها “حاضنة التكامل الانساني الذي يبحث عنه الرجل والمرأة كلا في الاخر”([28])،فقال تعالى: “هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ“([29])، والذي لايتبلور الا بمحارة الزواج الذي شرعه الله ورسوله كي ينتج لألئ تزهر في جيل الحياة الانسانية.
وخلاصة القول:نحن في امس الحاجة الى بيت فاطمة عليها السلام كي نفهم أسلوب الحياة الأسرية ونتعلم المناهج في استمرار هذا البناء وتواصله وندرك سبل التوافق والنسق العاطفي والنفسي بين الزوج والزوجة، ونستلهم طرق التنشئة الأسرية والمناهج التربوية الصحيحة التي خطها وسنها كتاب الله وعتره النبي صلى الله عليه واله وسلم.
المبحث الثاني
تكوين الاسرة المثالية بين الأمام علي والسيدة فاطمة الزهراء
اولا: مبادئ تكوين الاسرة المثالية عند ائمة اهل البيت.
ا- التكافؤ: يشترط ان يكون التكافؤ هو الخطوة الاولى في منهاج بناء الحياة الزوجية، وهو الركيزة التي ينطلق من خلالها الرجل والمرأة،اذ تنعدم مصداقية التكافؤ بعد الاقتران، والتكافؤ لايمكن ان يتحقق في ضوء فقدان مفهوم الذات فكيف لمن يريد ان يجد الاحترام لذاته وهو جاهل بها، وكيف يمكن ان يطلب الانسان التواصل مع شريك الحياة وهو غير عارف بذاته، ومن عجز عن فهم ذاته فهو اعجز عن فهم الاخر([30])، والشرط الاول الذي ينبغي ان يكونه متوافرا من اجل نجاح الزواج هو ان يكون هناك تكافؤ بين الرجل والمرأة ومظاهر التكافؤ مايلي:
1- التكافؤ العقيدي
2- التكافؤ المادي
3- التكافؤ الاخلاقي
وفي مجال التكافؤ العقيدي يقول القران الكريم:”وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ“([31])،اي ان المشركات لاتتزوجوا منهن لان التكافؤ من حيث العقيدة غير متوفر اذا يجب ان تكون عقيدة الزوجة مماثلة لعقيدة الزوج وذلك من اجل بناء الاسرة([32])،ونحن نعلم ان هناك كثير من شبابنا الذين يسافرون الى الخارج ولاسيما الدول الغربية يتزوجون من اجنبيات ثم يأتون بهن الى الوطن ثم تبدا المشاكل المستعصية التي تؤدي الى خراب الاسرة.
اما في مجال التكافؤ المادي،فان الامام الصادق عليه السلام يقول:”الكفؤ ان يكون عنده دين ولديه يسار “اي ان تكون اموره ميسره،اذا لايجوز ان تزوج ابنتك من إنسان معدم لايملك شيئا لأنه لن يكون هناك استقرار، فالاستقرار شرط أساسي لتربية الأولاد والإسلام يهدف دائما الى بناء اسرة متكاملة ([33]).
اما التكافؤ الخلقي فيشترط ان تكون اخلاق الزوج طيبة وحميدة لئلا يتحول البيت الى جحيم لايطاق،يروي ان احدهم كتب الى الامام ابي الحسن الرضا عليه السلام يقول له: “يابن رسول الله عندي قرابة في أخلاقه سو خطب مني ابنتي فهل ازوجه ام لا؟فكتب اليه الامام لاتزوجه ان كان سيئ الخلق لان سوء الخلق سوف يحول البيت الى جحيم لايطاق كما اسلفنا القول([34])، وخلاصة القول فمن عرف ذاته استطاع معرفة كفؤ الذي سيشاركه مسيرة الحياة الزوجية التي تتسم بالتوافق والانسجام والفهم.
فعن الحسين بن خالد عن الامام الرضا (عليه السلام) مسندا إلى أمير المؤمنين، قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي !لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا: خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت عليا؟ فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه، فهبط علي جبرائيل فقال: يا محمد! إن الله جل جلاله يقول: ((لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفء على وجه الأرض، من آدم فمن دونه))([35]). بالالتفات الى ذلك نفهم سر تمنع رسول الله من تزويج السيدة فاطمة من أكابر الصحابة.
ب- المودة والرحمة: ان المودة والرحمة سر السعادة وبلسم الحياة وبدونها تصبح الحياة جحيما لايطاق…ومن اجل ذلك افاض الحق جلا وعلا بحار المودة والرحمة في البيوت المؤمنة ليسعد أصحابها سعادة لاتنتهي ابدا، قال تعالى:”وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“([36])، وقد ربط الإسلام بين الزوجين برباط المحبة يضمها كما يضم اللباس الجسد فيكون كل منهما لباسا للأخر وفي ذلك قوله تعالى:”هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ“([37])،ولم يذكر الله الحب نزوة جسدية ولا يصلح اساسا لدوام الثبات في الحياة الزوجية،فكم راينا رباطا قام على الحب ثم مالبث ان تراخى وانتهى بالفرقة،اما المودة والرحمة فهما رباط روحي منهما تنشا المحبة لتلائم بين جسدين تعدهما الحياة مستقرة ومستمرة، ومشاركة في انشاء اسرة([38]).
قد يجعل الله سبحانه المودة في الرجل ولايجعل فيه الرحمة،كما يوجد من اخلاق الجفاة،يحب احدهم زوجته لكنه يعاملها معاملة المبغض من الضرب واللعن وشتم الإباء والأمهات وقد يكلفها أعمال شاقة، ويضيق عليها في النفقة الواجبة ([39]).
وقد يجعل الله الرحمة في الشخص ولايجعل فيه المودة كما يوجد من اخلاق بعض الفضلاء،يقع في نفس احدهم عدم المودة الصافية منه لزوجته لكنه يعاشرها بكرم الأخلاق وجميل الوفاق وبالعطف واللطف والإنفاق، ان الناس متفاوتون في الأرزاق وان الكمال التام متعذر من رجل وامرأة فما من احد الا وفيه شي من النقص بحسبه غير ان الناس يتعاشرون بالشرف وتندر البيوت المبنية على المحبة ، والرجل الكريم صاحب الخلق القويم يغض عن الشي اليسير فما استقصى كريم قط([40]). والمودة بين الامام علي وفاطمة والتي لانظير لها في تاريخ العلاقة الزوجية بحيث لانجد اي تغرة في تاريخ هذه العلاقة المتميزة، وقد عبر الامام علي عن ذلك بقوله:”ما اغضبتها مدة حياتي معها ولم تعص امري مدة حياتي معها”([41])، ويؤكد على هذ ايضا الحوار الجميل بين الامام علي والسيدة فاطمة عليها السلام عندما تقول الزهراء:”يابن العم ما عهدتني خائنة ولا كاذبة ولا خالفتك منذ عاشرتني” الامام علي:”معاذ الله انت اعلم بالله وابر واتقى واكرم واشد خوفا من الله من اوبخك بمخالفتي([42]).
وكانت الزهراء تشجع زوجها وتمتدح شجاعته وتضحيته وتشد على يده للمعارك المقبلة وتسكن جراحه وتمتص الامه وتسري عنه تعبه،حتى قال الامام علي:”و ولقد كنت انظر اليها فتنجلي عني الهموم والإحزان بنظراتي اليها”([43]).
وخلاصة القول هذه هيه فاطمة والامام علي يعلم ان الجندي المضحي يحتاج الى من يمسح بالحنان قلبه ويشجعه ويرفق به ،فكان اذا دخل البيت سال عما يجري فيه اثناء غيابه وعما تحملته الزهراء من المشقة والعناء وينثر محبته ووده فيزيل إتعاب الجسد ويهدي القلب المغموم بلطفه ويواسيها، فالمرأة تحتاج الرجل كي يغدق عليها حبه وحنانه ويشهرها بإخلاصه لها وتشجيعه إياها في ما تبذله من جهد وتقوم به من دور، وهكذا عاش هذان الزوجان النموذجيان في الإسلام واديا واجبهما وضربا المثل الأعلى للأخلاق السامية.
ج-تقسيم مسؤوليات الحياة الزوجية بين الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: من الامور التي يقوم عليها كيان الاسرة هو تقسيم مسؤوليات الحياة الزوجية،فالرجل الذي يلقي بأعباء الحياة الزوجية فوق عاتق المرأة لايمكن له ان يضمن دوام المحبة والاستقرار في الاسرة، ولذلك نجد ان الرسول محمد صله الله عليه واله وسلم قد وضع هذا المنهاج منذ الايام الاولى لتكوين الاسرة المحمدية فقد قسم مسؤوليات الحياة الزوجية بين علي وفاطمة كي يحفظ لهذه الاسرة الهدوء والطمأنينة وكي تحيا بهم المودة وتتعايش معهم الرحمة وهو اوضحته الروايات([44]):روى الحميري القمي عن الصادق عليه السلام ،وابن ابي شيبه عن حمزة ابن حبيب،كل بسنده واللفظ للأمام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن ابيه الباقر عليهما السلام قال:”تقاضى علي وفاطمة الى رسول الله في الخدمة فقضى على فاطمة عليها السلام بخدمتها ما دون الباب وقضى على علي عليه السلام بما خلفه قال فقالت فاطمة فلايعلم ما بداخلي من السرور الا الله بأكفاني رسول الله تحمل ارقاب الرجال”([45]).
وفي الرواية اشارة الى ثلاثة بنود لنظام العائلة في الاسلام وهي:
1- تقاسم الادوار:بان يكون مساحة من المسؤوليات على عاتق المرأة ومساحة منها على كتف الرجل،اذا لا مقدرة لطرف واحد عاىتادية كل الادوار في عرض واحد، وذلك التقاسم بين طرفي الحياة الزوجية كفيل بدقة واتقان وكثرة الانتاج بتكافل الطرفين،وهو كفيل بحفظ المرأة من المشاكل المتنوعة التي ابتليت بها النساء في غعالمنا المعاصر من اهمال تربية الاولاد وفقدان الحالة الانقويةالعفية ونشوء الخيانات الزوجية وغيرها.
2- ان يلحظ في توزيع الادوار المناسبة،فتعطى الادوار الخشنة او التي تتطلب احتكاك مباشر ودائم بالخارج الى الرجل،وتعطى الادوار العاطفية الحافظة للعفاف للمرأة.
3- ان يبذل كل طرف قصارى جهده في الاتيان بدوره على اكمل وجه مهما كانت التبعات البدنية([46]).
وقد طبقت كل تلك البنود بحرفيه عالية في بيت على وفاطمة عليهما السلام،فقد كفى علي فاطمة كل ما يتطلب العمل خارج المنزل وكفت فاطمة عليا شؤون المعيشة وتكفل الأولاد داخل المنزل وبذلت جهودا كبيرة في هذا المجال بحيث انه روت ام سلمه ان فاطمة عليها السلام جاءت الى النبي تشكي اليه الخدمة فقالت يارسول الله لقد مجلت يداي من الرحى اطحن مرة واعجن مرة([47]).
وها هنا تخط سيدة النساء عليها السلام للمرأة نهجا عظيما مفاده ان خدمة المرأة في بيتها بنفسها لا يضر وجاهتها ولا شرفها،بل على العكس من ذلك، لان مباشرة المرأة الخدمة في بيتها سعادة ورضا زوجها هذه غاية الغايات بالنسبة للمرأة المسلمة في نظر الشريعة الإسلامية.
وعن ابي جعفر عليه السلام قال:”جاءت امرأة للنبي صلى الله عليه اله وسلم فقالت يارسول الله من اعظم الناس حقا على الرجل؟فقال والده،فقالت يارسول الله من اعظم الناس حقا على المرأة فقال زوجها”([48])، وعن رسول الله:”ويل لامرأة أغضبت زوجها،وطوبى لامرأة رضا عنها زوجها”([49]).
ثانيا: المنهج الحضاري في تكوين الاسرة المثالية عند ائمة اهل البيت.
1- اعانة الزوجة في المنزل:ربما يجد البعض ان قيام الرجل بإعانةالمرأة في انجاز بعض اعمال البيت هو مما لا يتناسب مع مقامه الذكوري،بينما يجد البعض الاخر تحميل المرأة المشاق هو من نتاج فرض ذكوريته عليها،في حين ان اسهام الزوج بالقيام ببعض اعمال البيت هو منهج حضاري يحقق للأسرة دوام المودة، ويشعر الزوجة بجو الرحمة كما يدل على رسوخ المرؤة في شخص الرجل.
وعند النظر الى بيت علي وفاطمة عليهما السلام نجد ان امير المؤمنين كان اول من وضع هذا المنهج الحضاري في حفظ الاسرة وسلامتها،فكان عليه السلام يعين السيدة فاطمة في انجاز بعض الاعمال المترتبة على عاتقها فيقوم بتنظيف الدار كي يدل بهذا العمل الانساني ان الدار التي تجمعه مع شريكة حياته تستحق ان يعتني بها لأنها حاضنه الحب الاسري ،وهي الرمز لهذا الحب،وفي نفس الوقت يشير بهذا العمل الى منهاج اخلاقي يسفر عن طباع الزوج اتجاه شريكة حياته وأم أولاده فهذه الطباع لايمكن ان تنكشف او تظهر للطرف الاخر الا من خلال العشرة([50]).
وقد روي الامام علي عليه السلام قال:”دخل علينا رسول الله ص وفاطمة عند القدر وانا انقي العدس فقال: يا ابا الحسن لبيك،اسمع مني ما اقول،وما اقول الا من امر ربي،ما من رجل يعين امراته في بيتها الا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها،واعطاه الله ثواب الصابرين والصديقين”([51])، وكفى بالباحث المتبع لسبل الحياة الزوجية بالنظر الى منهاج علي وفاطمة عليهما السلام في تبادل تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية،وكفى ببيت فاطمة دلالة على التوافق ألزواجي في جميع جوانب الحياة الاسرية.
2- رعاية الأمام علي للسيدة فاطمة وإيثارها على نفسه في تحمل عمل البيت: من الصور الحياتية الكاشفة عن طبيعة التعامل فيما بين الأمام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام التي تقدم أنموذجا جديدا في رفع مستوى الحب والمودة فيما بين الزوجين هو قيام الزوج بإيثار زوجته على راحته وحرصه في استحصال راحتها على الرغم من احتياجه الى ذلك وهو ماكان مخالفا ربما لكثير من الأعراف الاجتماعية لدى الناس، اذا غالبا من يقوم بالإيثار المرأة فهي تقدم راحة زوجها على راحتها لاسيما اذا كانت هذه المرأة قد نشأت في بيئات ذكورية اي:طغيان الجانب الرجولي على الجانب الأنثوي الذي يلقي بجل اتعابه على كاهل المرأة ،في حين نجد ان بيت علي وفاطمة عليهم السلام يعطي أنموذجا أخلاقيا ينطق عن روح القران والإسلام الذي يقدم المرأة في مجال الرفق والعطف والرأفة على الرجل ضمن قاعدة نبوية متوغلة في سيكولوجية المرأة،فيقول صلى الله عليه واله وسلم:”المرأة ريحانة وليست كهرمانة”([52])، ومن هذا النهج النبوي في التعامل مع المرأة ينطلق الأمام علي عليه السلام وهو التلميذ المطيع لرسول الله في تعامله مع زوجته وشريكة حياته.
فقد روي شاذان بن جبريل ألقمي قائلا:” دخل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على علي وفاطمة وهما يطحنان الجاروس([53])،فقال النبي “أيكما أعيا”؟فقال علي عليه السلام:”فاطمة يارسول الله”فقال لها قومي يابنية،فقامت وجلس رسول الله موضعها مع علي فواساه في طحن الحب([54]).
تدل الرواية على مجموعة من الأمور:
أ- حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المتساوي لهما وحرصه على اعانة المتعب منهما،سواء كان علي او فاطمة عليهما السلام،في حين يكون الامر لدى اغلب الناس تقديم الاب ابنته على زوجها لأنها الاقرب الى قلبه عن عاطفة الابوة لكننا هنا:نلتمس حب رسول الله المتساوي لهما وهذا فيما يخص النبي من موضع النبوة لهما.
ب- اما فيما يتعلق بموضوع التربية الاسرية فالنبي صلى الله عليه واله وسلم يقدم درسا تربويا للاباء حينما يقومون بزيارة بيوت ابنائهم او بناتهم ان يعتمدوا على استخدام هذا الاسلوب التربوي الكاشف عن اظهار الحب لكلا الزوجين مما يعزز اواصر المودة فيما بين الاسرة فضلا عن دفع الهواجس النفسية الغالبة احيانا كثيرة في اشعار الطرف الاخر في تحميل المرأة فوق طاقتها([55]).
3- تعظيم حق الأسرة وتهذيب النفس على خدمة أفراد الأسرة: ان التتبع للروايات التي تتحدث عن طبيعة الحياة الزوجية لفاطمة عليها السلام يكشف عن برنامج نبوي مقتضب يتابع فيه أسلوب التعايش والمعاشرة فيهما بين هذين الزوجين لغرض خلق البيت المثالي في الإسلام، ولذا ما فتئ الرسول (ص) من تعدد زياراته لبيت فاطمة وكثرة متابعته الحياة الأسرية الجديدة .
ان النبي محمد (ص) كان يستغل تلك اللحظات التي يدخل فيها الى بيت علي وفاطمة كي يضع الاسس والضوابط في تقنين تلك الحياة ويرسم لكل منهما حدود ذلك التعايش المبني علة قاعدة الحقوق والواجبات وقاعدة العرض والطلب.وقد روي المحدث النوري عن علي عليه السلام انه قال:” دخل علينا رسول الله (ص)وفاطمة عليها السلام جالسة عند القدر وانا انقي العدس فقال يا ابا الحسن:قلت:لبيك يا رسول الله قال:اسمع وما اقول الا ما امر ربي من رجل يعين امراته في بيتها الا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها واعطاه الله من الثواب ما اعطاه الله الصابرين وداود النبي ويعقوب وعيسى عليهم السلام ،يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف كتب الله اسمه في ديوان الشهداء وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب الف شهيد وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة واعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة”([56]).
تعطي الرواية جملة من المعطيات النبوية في تحديد نظام هذه الحياة الاسرية وتقنين حالة التعايش الحياتي بين الرجل والمرأة وهي كما يلي:
1- مداومة الامام علي عليه السلام على اعانة فاطمة عليها السلام في عمل البيت لاسيما في اعداد الطعام.
2- حرص الشريعة على حفظ الاسرة وصيانتها.
3-اهتمام الشريعة بالتربية النفسية الاسرية من خلال تهذيب الانا الذكورية.
4- الحكمة من ذكر الانبياء الثلاث في الرواية هي لكون النبي داود كان يعمل في صناعة الدروع كما جاء في قوله تعالى “وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ“([57])وهذا فيها دلالات عديدة تتناسب مع عمل الرجل في إعانة عياله وامرأته،إما فيما يخص النبي يعقوب عليه السلام فلكونه كان كثير العيال وكثرة العيال تستلزم بذل جهود كبيرة في تنشئتهم ورعايتهم فضلا عن انه قد ابتلي بفقدان احد أبنائه وغيابه عنه فبات لفقده جاري الدمعة عظيم الحزن،والنبي عيسى عليه السلام فهو لدوره المتميز في بيان حالة أسرية خاصة قد أكدت عليها الشريعة الإسلامية من ادم والى نبينا محمد (ص)الا وهو بر الوالدة ([58]).
المبحث الثالث
العوامل النفسية وأثرها في تكوين الأسرة المثالية عند السيدة فاطمة
اولا:صبر السيدة فاطمة للحالة المادية للإمام علي:قد تظهر المرأة عدم الرضا او الانزعاج عندما تكون بين أمرين لاستطيع الخضوع لأحدهما،فهي بين حالة سماعها للمديح او الإطراء على زوجها لمل يحمله من خصائص وامتيازات،وهي في نفس الوقت تحمل ايضا خصائص وامتيازات قد تكون بنفس المستوى لما يحمله الزوج،فتصور ان ذلك تعريض بها وبين ان تقر بأفضليته عليها دون ان يمس ذلك كبريائها ،تقدم السيدة فاطمة النموذج الأمثل للمرأة عندما توضع في مثل هذه الحالات فهي عليها السلام تظهر بأسلوب علمي لكل امرأة تنطبق عليها هذه الحالة،او انها واقعا تعيشها وتعاني منها بكيفية التعامل والتعايش معها،ومع الحالة المادية الضنكة للزوج.
عن ابي حمزة ،عن علي بن الحرور،عن القاسم بن ابي سعيد قال :اتت فاطمة عليها السلام النبي (ص) فذكرت ضعف الحالة،فقال لها:”اما تدرين ما منزلة علي عندي؟كفاني امري وهو ابن اثنتي عشرة سنة وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة،وقتل الابطال وهو ابن تسع عشرة سنة وفرج همومي وهوابن عشرين سنة ورفع باب خيبر وهو ابن اثنين وعشرين سنة وكان لايرفعه خمسون رجلا”([59])،قال:فاشرق وجه فاطمة عليها السلام ولم تقر قدماها حتى اتت عليا عليه السلام فأخبرته فقال:كيف لو حدثك بفضل الله علي كله([60]).
في هذا الحديث نجد ان النبي (ص) قد عالج هذه الشكوى بأسلوب خاص ،اذا ان المرأة المتزوجة عندما تشكو ضعف الحال فان هذا الضعف سبه الدخل المادي للزوج،فحال المرأة في الاسرة مرتبط بحال الرجل وضعه،هكذا هو الجاري في الاسر العربية والإسلامية سابقا وحديثا،على الرغم من وجود نساء كثيرات في نطاق العمل في الوقت الحاضر،لكن تبقى المرأة مرتبطة اقتصاديا بالرجل،وايضا اراد الرسول الاكرم (ص)ان يدفع هذا الإحساس بأمرين:أولهما الترابط العاطفي والتماسك الروحي بين المرأة والرجل فلا شيء يعين المرأة في الحياة غير الحب والعاطفة الزوجية،فكان حديثة عن علي عليه السلام محركا للشعور الوجداني والعاطفي والانفعالي اتجاه الزوج،والثاني حقيقة حال الدنيا وانها مهما تكن من عسر او يسر فهي فانية ،ولذا ارجعها الى مكان الخلود والبقاء حيث النعيم الدائم ،فذكر لها فضائل علي عليه السلام عند الله سبحانه وتعالى.
ثانيا:خوفها على الأمام علي عند خروجه في المعارك والحروب:الخوف في علم النفس والسلوك الإنساني هو:”انفعال يثيره الشعور بالخطر،وهو ارتكاس وجداني سوي للعضوية المعرضة لتهديد واقعي”([61])،وهنا نعرض حالة وجدانية تمر بها السيدة فاطمة وهي ترى ان هنالك خطرا يهدد حياة زوجها فتبدو مظاهر القلق والبكاء عليها واضحة دون ان تتمالك نفسها من حبس هذا الشعور الممزوج بالخوف والقلق والاشفاق عليه السلام بل تعبر عنه بكل وجدانية.
وسنعرض روايتين تدور حول حديث واحد لكل رواية صورة تعبيرية عن الحالة الوجدانية لفاطمة عليه السلام متضمنه العديد من الصور التي تعبر عن الحالة الوجدانية والانفعالية لفاطمة عليها السلام وهي ترى ان حياة زوجها وابو اولادها في خطر حقيقي فتندفع لرد هذا العدوان والخطر،وان كلفها ذلك حياتها،كما حدث في الهجوم على دارها لإخراج امير المؤمنين عليه السلام كي يبايع قهرا،فتلحق به عليه السلام على الرغم مما بها من الام وجراح ونزف للدماء وهي تنادي:”خلوا ابن عمي او لا كشفن بالدعاء راسي”([62]).
الرواية الاولى ذكر اصحاب السير ان الرسول (ص) كان ذات يوم جالسا اذا جاء اعرابي فجأة بين يديه ثم قال:اني جئت لأنصحك قال “وما نصيحتك”؟ قال قوم من العرب قد علموا على يبيتوك بالمدينة ووصفهم له،قال: فامر امير المؤمنين عليه السلام ان ينادي بالصلاة جماعة فاجتمع المسلمون فصعد الرسول (ص) فحمد الله واثنى عليه ثم قال: “ايها الناس ان هذا عدو الله وعدوكم قد اقبل عليكم يزعم انه يبيتكم بالمدينة فمن للوادي”([63])،فقام رجل من المهاجرين فقال:انا يارسول الله قال:فناوله اللواء وضم اليه سبعمائة رجل وقال له:امضي على اسم الله فرجعة خائبا وارسل الرسول اخر ورجع مثل ما فعل الاول،وعندما طلب الرسول (ص)من الامام علي عليه السلام ان يذهب الى الوادي قال نعم وكانت لع عصابة لايتعصب بها حتى يبعثه الرسول في امر شديد،فذهب الى منزل فاطمة فالتمس العصابة منها فقالت:”اين تريد؟واين بعثك ابي؟” قال عليه السلام:”الى وادي الرمل”،فبكت اشفاقا عليه،وعندما دخل الرسول عليها وهي على تلك الحالة فقال لها:”ملك تبكين؟اتخافين ان يقتل بعلك؟كلا ان شاء الله “،فقال علي عليه السلام:” لاتنفس علي بالجنة يارسول الله صلى الله عليه واله وسلم “([64])،ثم خرج ومعه لواء الرسول (ص) فمضى حتى وافى القوم بسحر فأقام حتى اصبح ثم صلى بأصحابه الغداة وصفهم صفوفا واتكأ على سيفه مقبلا على العدو فقال لهم :” ياهؤلاء انا رسول الله اليكم ان تقولوا لا اله الا الله او اضربنكم بسيفي هذا،انا علي بن ابي طالب “([65])،فاضطرب القوم لما عرفوه ثم اجتروا على مواقعته فواقعهم فقتل منهم ستة او سبعة وانهزم المشركون،وظفر المسلمون وحازوا الغنائم وتوجه الى الرسول (ص) وقد انزل الله عزوجل في هذه الحادثة قوله تعالى “وَالْعادِياتِ ضَبْحاً“([66])،وتسمى الغزوة بوادي الرمل او السلسلة ([67]). وتشير الرواية الى مناقب عديدة لعلي بن ابي طالب عليه السلام.
موضوع الشاهد قولها عليها السلام:اين تريد؟واين بعثك ابي؟ الى وادي الرمل،فبكت اشفاقا عليه عليها السلام،لأنها كانت غير عارفه بما سيحدث لزوجها امير المؤمنين وهو ذاهب إلى وادي الرمل،وان طلبه للعصابة كان كافيا لخلق القلق،لاتها تدرك ان هذه العصابة شعار الموت وهي ناقوس الخطر فلذا بكت وكما اخبرت الرواية،ولكن زال القلق والخوف عندما دخل الرسول (ص)الى بيت فاطمة وقام بتبديد الغيوم وتحويلها الى سحابة حير تمطر يقينا بنجاة وسلامة زوجها قائلا:” اتخافين ان يقتل بعلك؟كلا ان شاء الله “([68]).
بالطبع عندما يسمع الإنسان المؤمن من رسول الله (ص)فان اثر ذلك على المشاعر والأحاسيس ليس كما يسمع من غيره.وبيت علي وفاطمة يضع قاعدة علمية لتبديد الصراع النفسي والتغلب على القلق من خلال اتباع ما اشار اليه امير المؤمنين عليه السلام فقال:”خالف نفسك تستقم وخالط العلماء تعلم”، و “اركب الحق وان خالف هواك ولا تتبع أخرتك بدنياك”.
اما الرواية الثانية حول ما يمنع حصول تصارع بين الدوافع النفسية كالرغبة في تكريس الحياة لخدمة الآخرين وهو نفس الوقت الرغبة في تكوين المال، او الصراع بين المثل العليا الداخلية والسلوك،فنوردها التماسا للأجرلأنها تصب في نفس المنهل الذي نهلنا منه وهو كيف كانت فاطمة عليها السلام وهي في حالة الخوف على زوجها علي عليه السلام عند خروجه للقتال([69]).
اخرج الشيخ الصدوق،عن يحيى بن زيد عن زيد بن علي،عن علي بن الحسين عليهما السلام قال:”خرج رسول الله ذات يوم وصلى الفجر ثم قال: معاشر الناس ايكم ينهض الى ثلاثة نفر قد الو باللات والعزى ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة “قال:”فاحجم الناس وما تكلم احد فقال:مااحسب علي بن ابي طالب منكم فقام اليه عامر بن قتادة فقال: انه وعك في هذه الليلة ولم يخرج يصلي معك فتأذن لي ان اخبره؟فقال النبي (ص)شانك فمضى اليه فاخبره،فخرج امير المؤمنين عليه السلام كانه نشط من عقال وعليه ازار قد عقد طرفيه على رقبته:فقال:يارسول الله ماهذا الخبر؟فقال:هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا الي لقتلي وقد كذبوا ورب الكعبة فقال علي عليه السلام:يارسول الله انا لهم سرية وحدي وهو ذا البس علي ثيابي فقال: رسول الله بل هذه ثيابي وهذا درعي وهذا سيفي،فدرعه وعممه وقلده واركبه فرسه وخرج امير المؤمنين عليه السلام فمكث ثلاثة ايام لايأتيه جبرائيل بخبره ولا خبر من الارض، واقبلت فاطمة بالحسن والحسين على وركيها تقول:اوشك ان يؤتم هذين الغلامين،فاسبل النبي يبكيثم قال:معاشر الناس من يأتيني بخبر علي ابشره بالجنة، وافترق الناس في الطلب لعظيم ماروا بالنبي وخرج العواتق ،فاقبل عامر بن قتادة يبشر بعلي عليه السلام”([70])
الخاتمة
بعد هذه المسيرة البحثية في رحاب السيدة فاطمة ورؤيتها للأسرة المثالية وتكوينها،لابد من لملمة نتائج هذه الدراسة من اجل رسم صورة واضحة ومتكاملة لها: ان اهم ما توصلت اليه الدراسة:-
1- ان الاسرة المثالية وفق رؤية السيدة فاطمة عليه السلام لها جذور راسخة وقوية متمثلة بكتاب سماوي معجز “القران الكريم” وانسانية متكاملة ابيها النبي الاكرم (ص) وانسانية عالية زوجها علي بن ابي طالب عليه السلام.
2- ظهر اثر القران الكريم في رسوخ مثالية السيدة فاطمة من خلال فهمها لكتاب الله وتدبرها اياه والعمل بأحكامه.
3- اوضحت الدراسة ان الرسول (ص) كان له الاثر البالغ في تكوين الاسرة المثاليةعند السيدة فاطمة من خلال رعايته لها ووصاياه لها.
4- ان الزهراء كانت انموذجا يحتذى ومثالا يقتدى به واسوة حسنة للمرأة في الاسلام ،فقد كانت سلام الله عليها الى جنب طحن الحبوب بالرحى كانت تسقي الماء وتكنس المنزل وتطبخ من الطعام ما تيسر لدرجه ان يدها الشريفة مجلت من الطحن وجسدها الشريف كانت ترتسم على صفحته اثار نقل الماء بالقربة.
5- تحملت فتاة الاسلام المثالية في بيتها الجديد عند علي بن ابي طالب وزير النبي ومشاوره الاول وظائف جسمية ومسؤوليات عظيمة،اذا كان عليها ام ترسم معالم البيت الاسلامي النموذجي في الاسلام وتعطي الدروس العلمية لنساء العالم اجمع عن الوفاء والحب والانسجام وحسن التبعل وتربية الابناء والقيام بواجبات البيت والاحتفاظ بدفئه وحرارته وطراوته فكانت القدوة الصالحة.
6- كانت الزهراء عليها السلام تشجع زوجها وتمتدح شجاعته وتضحيته وتشد هلى يده لتعده للمعارك المقبلة وتسكن جراحه وتمتص الامه وتسري عنه اتعابه حتى قال الامام علي عليه السلام:” ولقد كنت انظر اليها فتنجلي عني الغموم والاحزان بنظرتي اليها”.
7- جسدت الزهراء داخل الاسرة المثل الاعلى في الوفاء بحقوق ومتطلبات جميع الروابط بحقوق علاقة الابوة وعلاقة الزوجية وعلاقة الامومة،وبذلك كانت من العظمة بمكان.فيا ايتها المرأة تدعوك الزهراء لتمثيل العظمة في كل تلك الروابط فأنها خيوط وقنوات العظمة، والاسلام عظم المرأة من هذه الجهات.
الهوامش
([1])الزبيدي،محمد بن محمد مرتضى الحسيني (ت 1205ه)، تاج العروس من جواهر القاموس، (بيروت:دار مكتبة الحياة، 2011)، ج3،ص13
([2])الراغب الأصفهاني،ابي القاسم الحسن بن محمد (ت502ه)، مفردات ألفاظ القران ، تحقيق:صفوان عدنان،(دمشق: دار القلم ،2002)، ص 76.
([4]) سورة الذاريات : الآية 21، الطبرسي، ابي علي الفضل بن الحسن (ت548ه )، مجمع البيان في تفسير القران، ( طهران، انتشارات ناصر خسرو، 1986 )، ج9 ، ص 232-233.
([5]) ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ت711ه)، لسان العرب، (بيروت: دار صادر، 1955)، ج4 ، ص19
([6])الصفار، فاضل، فقه الأسرة ، (مركز الفقاهة ، 2006 )، ص 57.
([7])العقاد،عباس محمود ، حقائق الإسلام وأباطيل خصومة، (بيروت: دار الكتاب العربي،1966)، ص222.
([8])حمادي،عبد المحسن، مدخل إلى أصول التربية، (الكويت: كويت تايمز، 1995)، ص90.
([9])ابن فارس، ابي الحسن احمد (ت259ه)، معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام هارون،(بيروت ك الدار الإسلامية ،1990)، ج، ص.
([10]) خليفة، عبد الله، الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الإسلامية،(بيروت: المؤسسة العربية للدراسات،2005)، ص309.
([11])ماهر، احمد، الشخصية المثالية كيف نتعامل معها، (القاهرة: دار العلوم، 2012)، ص18.
([14]) سورة الاعراف: الآية 83.
([16])الشاهر ودي،علي النماز، مستدرك سفينة البحار، تحقيق: حسن بن علي النمازي،(طهران: مؤسسة البعثة، 1409ه)، ج8 ص97.
([17])البروجوردي، السيد، جامع أحاديث الشيعة،(قم: إسماعيل المعزي،1989)، ج3 ص22.
([18])سورة الشعراء: الآية 214.
([21])المازندراني، مولي محمد صالح، شرح أصول الكافي، تحقيق:علي عاشور، (بيروت : دار أحياء التراث العربي، 2008)، ج9ص365.
([22])سورة هود: الآيات 91، 92 .
([24])القشيري، مسلم بن الحجاج (ت261ه )،صحيح مسلم، كتاب التوبة، (بيروت: دار الفكر، 2003 )، رقم الحديث 2743، ص 262.
([25]) طربية، مأمون، السلوك الاجتماعي للأسرة، (بيروت: دار النهضة العربية،2012)، ص34.
([26])منصور، محمد منصور، المدخل الى علم الاجتماع،(القاهرة: دار الخليج،2016)، ص 83.
([27]) سورة النساء: الآية 21، القرشي،باقر شريف، نظام الأسرة في الإسلام،(بيروت: دار الأضواء، 1992 )، ص 18 .
([28])مطهري، مرتضى، حقوق المرأة في الإسلام، (بيروت:مؤسسة الإعلام،1985)، ص86.
([30])العاملي، محمد بن الحسن الحر (ت 1104ه)،وسائل الشيعة، (قم : مؤسسة احياء التراث 1412ه )، ج20، باب اختيار الزوجة .
([31])سورة البقرة : الاية 221.
([32])المهاجر،عبد الحميد، أعلموا اني فاطمة:فاطمة الزهراء والحضارة الإسلامية، (بيروت: دار الكتاب والعترة، 1994)، ج4 ص128.
([33])الكليني،محمد بن يعقوب بن إسحاق (ت328ه)، الكافي، تحقيق مؤسسة احياء الكتب ج6، (قم: مؤسسة أحياء الكتب، 1363ه)ص54.
([34]) الصدوق، ابي جعفر محمد بن علي (ت381ه)، من لايحضره الفقيه، (بيروت: دار التعارف،1994)، ج3، كتاب النكاح.
([35])الصدوق،ابي جعفر محمد بن علي بن بابويه (ت420ه)، عيون إخبار الرضا، (بيروت:مؤسسة الاعلمي ،1984 )، ج2 ، ص202.
([38])الترمانيني،عبد السلام ، الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام،(الكويت: سلسلة عالم المعرفة، 1984)، ص149.
([39]) الجعفري، هادي، مجالس الزهراء ونظام الأسرة،(بيروت:دار المرتضى ،2017 )، ص36.
([40])الاميني ، إبراهيم ، فاطمة الزهراء المرأة النموذجية في الإسلام ،ترجمة علي جمال الحسيني،(قم:مؤسسة أنصاريان،2003)، ص62.
([41])الخوارزمي، احمد بن محمد (ت568ه)، المناقب، تحقيق مالك المحمودي،( قم: مؤسسة النشر ،1417ه )، ص 353.
([42]) النيسابوري، محمد بن الفتال (ت508ه)، روضة الواعظين، (بيروت: مؤسسة الاعلمي ، 1986) ج1، ص151.
([43])الموسوي، ابراهيم، فاطمة الزهراء ودورها في الاصلاح الاجتماعي، (كربلاء: مطبعة ابن فهد الحلي،2016)، ص82.
([44])فضل الله ، محمد حسين، الزهراء القدوة،(بيروت: دار الملاك،2004)، ص92.
([45]) الاصبهاني، ابي نعيم احمد بن عبد الله (ت430ه )،حلية الاولياء وطبقات الاصفياء ، (بيروت: دار الكتاب العربي ،1967)، ج6،ص104، المقدسي، موفق الدين عبد الله بن احمد بن محمد بن قدامة (ت620ه )، المغني، (القاهرة : مطبعة القاهرة ،1964 )،ج7 ص225.
([46])العالي، حسن ، فاطمة مظهر النبوة وتجلي الامامة ، ،(بيروت : دار المحجة البيضاء ، 2014)، ج2،ص191-192.
([47]) الهيثمي، ابي الحسن نور الدين (ت807ه)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تحقيق: حسام الدين القدسي،(القاهرة: مكتبة القدسي،1994)، ج10، ص108 .
([48])الكليني، المصدر السابق، ج5، ص507.
([49])الصدوق، عيون اخبار الرضا، ص 14.
([50])الحسني، المصدر السابق، 45.
([51])ألمجلسي، محمد باقر(ت1111ه)،بحار الأنوار، (بيروت: دار إحياء التراث،1983)، ج101، ص 132.
([52])محمود، عرفان محمد،المرأة والجمال والحب، (بيروت: دار الكتب العلمية،2006) ص73.
([53])رحى اليد يطحن بها القمح ونحوه ويجرش، ينظر :ألطريحي ، فخر الدين (ت1085ه )، مجمع البحرين ، تحقيق : احمد الحسيني ، (النجف الأشرف : مطبعة الآداب ، 1961 )، ج2، ص23.
([54])الكعبي، علي موسى، سيدة النساء فاطمة الزهراء،(قم: مركز الرسالة،1999)، ص72.
([55]) مهران، محمد بيومي، السيدة فاطمة الزهراء،(بيروت : دار الفارابي،1990)، ص162.
([56])الطبرسي، ميرزا حسين النوري (ت1320 ه ) ، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، تحقيق مؤسسة ال البيت، (بيروت : مؤسسة ال البيت، 1988) ، ج13 ، ص48-49
([57])سورة الانبياء،الآية :80.
([58])الحسني، المصدر السابق، ص56-57.
([59])القندوري، سليمان بن ابراهيم (ت1294ه )، ينابيع المودة لذوي القربى ، تحقيق :سيد علي جمال اشرف ، (قم : دار الاسوة للطباعة، 1422ه )،ج1 ، ص125
([60]) السيوطي ،جلال الدين (ت911ه )، الدر المنثور في التفسير بالماثور، (بيروت : محمد أمين دمج ، د.ت )، ج5 ، ص50، الاميني، المصدر السابق، ص64.
([61]) ماركس، ايزاكم. ،التعايش مع الخوف فهم القلق ومعالجته،ترجمة محمد عثمان نجاتي،(بيروت:دار الشروق ،د.ت)، ص15.
([62])الخويلدي ، حسن مكي،فاطمة الزهراء الحجة والقدوة ،(بيروت : دار المحجة ،2008)، 39.
([63]) المفيد ، محمد بن النعمان (ت413ه )،الإرشاد ، ( بيروت : مؤسسة الاعلمي ، 2008)، ص113.
([64])الطبرسي، ابي علي الفضل بن الحسن(ت548ه)،اعلام الورى بإعلام الهدى، (النجف الاشرف: المطبعة الحيدرية، 1970)، ص376.
([65])الكوراني، جواهر التاريخ، (قم: دار الهدى، 1426 ه)،ج2، 573.
([67])شاهين، كوثر، الامام علي والقيم الانسانية،(بيروت:دار التعارف،2002)، ص45.
([68])حسن، ابراهيم الحاج حسن، الامام علي مسيرة جهاد وعطاء انساني،(بيروت: دار المرتضى ،2005)، ص101، جياد ، حاتم كريم ، الامام علي في كتابات المستشرقين الغربين،(النجف: مكتبة الروضة الحيدرية،2011)، ص108.
([69])الحسني المصدر السابق، 93.
([70]) المفيد، محمد بن محمد بن النعمان (ت413ه )، الامالي، تحقيق:حسن الاستادولي،(قم: مؤسسة النشر،1425ه )، ص166.
قائمة المصادر والمراجع