مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
أيديولوجية الخطاب الديني – السياسي لدى السيدة فاطمة الزهراء(ع) دراسة وتحليل م . د قيصر عبد الكريم جاسم الزبيدي
+ = -

أيديولوجية الخطاب الديني – السياسي لدى السيدة فاطمة الزهراء وأثره في تغيير البنية الفكرية – السياسية لدى المجتمع في المدينة المنورة , دراسة وتحليل .

 م . د قيصر عبد الكريم جاسم حمود الزبيدي رئيس قسم العلاقات الدولية – كلية العلوم السياسية جامعة ميسان 07708773424   qeisar100200@gmail .com

المقدمة :

الحمد لله حمداً كما يستحقه , حمداً يساوي عدد خلقه , وعدد ملائكته وأنبيائه ورسله , وله الحمد بمنته علينا بمحمد نبيه  دون الأمم الماضية والقرون السالفة , بقدرته التي لا تعجز عن شيء وإن عظم ولا يفوتها شيء وإن لطف .

كانت وما زالت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء مدار العديد من الدراسات والبحوث للكثير من الباحثين والمفكرين , ولعل ذلك نابعٌ من جملة أمور منها : طبيعة مكانتها الاجتماعية في الوسط الذي عاشت به , فهي سليلة الهاشميين أهم بطون قريش بأبيها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم  وزوجة علي بن أبي طالب u , أبن عم رسول الله  ووصيه , وأم الحسن والحسين  سيدي شباب أهل الجنة وسبطي الرسول الكريم  , وكذلك مكانتها الدينية في الوسط الذي عاشته , في ابنة خاتم الأنبياء والمرسلين  , وزوجة سيد الوصيين , وأم الأئمة  , كما إن لمكانتها العلمية والثقافية أهمية كبيرة كونها تلقت العلوم والمعارف من فم والدها الرسول  لذلك جاء نتاجها العلمي الضخم وبخاصة خطبتها الشهيرة , بأهمية كبيرة بين مختلف أصحاب الشأن المهتمين بمعارف أهل البيت  .

ومن المعلوم إن صورة المرأة في المجتمع العربي كانت معتمة , بحكم سيطرة الرجل وتحكمه في مجتمع كان الطابع البدوي غالب عليه , وانعكس ذلك على صورة المرأة في المجتمع الإسلامي , فهي وليدة تصورات ومفاهيم نشأت من أعراف وتقاليد وممارسات اجتماعية لا تمثل الإسلام من قريب ولا من بعيد , لا سيما موقف المرأة في الجانب الاجتماعي – السياسي , وهذا يخالف مفاهيم الإسلام جملة وتفصيلاً , وذلك لان السياسة في الفكر الإسلامي تعني رعاية شؤون الأمة في مجالاتها الحيوية كافة , لذلك فهي مسؤولية اجتماعية عامة , كلف بها المسلمون جميعاً , ومصداق ذلك قوله تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ([1]) , وهذا الخطاب موجه لعموم المسلمين نساءً ورجالاً , وخطاب الطاعة موجه لعموم المسلمين كافة , كما إن قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}([2]) , دليل عملي على وجوب قبول بيعة النساء , وإن هذه البيعة تمثل أبرز مصداق على الحقوق السياسية للمرأة في الإسلام , أقره الإسلام وألزم بوجوبه والعمل به للرسول  وللمسلمين كافة , لكن مع ذلك استمرت المرأة يحجم دورها في هذه المجالات بفعل التصاق العصبية القبلية في المجتمع العربي الإسلامي .

لذلك كان وقوف السيدة الزهراء بوجه طغيان المتسلطين , والمطالبة بحقها وحق أئمة أهل البيت  السياسي والاجتماعي والاقتصادي , واستخدامها الخطاب الديني السياسي في ذلك الوقوف المشرف , يمثل في واقع الحال ثورة كبيرة ضد الأعراف الاجتماعية القبلية , ورسم واضح لصورة المرأة المسلمة المجاهدة , التي تقف إلى جانب الرجل وتعضده وتسنده للوصول إلى حقه المسلوب .

لهذا يجد الباحث في نفسه عبر هذه المنابر الحرة التي تريد إيصال الحقيقة للمجتمع بمحاولة جادة ومبسطة تتناول فترة سياسية حرجة لأعظم شخصية عرفها التاريخ , إلا وهي سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء , كشخصية للمرأة المسلمة الكاملة من جهة , ومن جهة أخرى موقفها السياسي الرافض لكل الإرهاصات التي تعرض إليها بيت النبوة من ظلامات وانتهاكات , نتبين من خلال خطابها الديني – السياسي , بأساليبه التي اعتمدتها ونتائجه على المجتمع الإسلامي بالخصوص في المدينة المنورة , مع حرصنا وجهدنا الممكن في الحفاظ على المنهجية العلمية في سرد الأحداث التاريخية الناصعة في بياضها , والابتعاد عن العاطفة التي يحدوها الجهل إلى متاهات اللا إنسانية . 

قسمت هذه الدراسة إلى أربعة مباحث تسبقها مقدمة وتليها خاتمة , جاء الأول منها بعنوان : (أيديولوجية الخطاب الديني – السياسي في اللغة والاصطلاح) , حتى نتعرف على المفهوم اللغوي والاصطلاحي لموضوع الدراسة , في حين جاء الثاني منها بعنوان : (التنشئة الأسرية ودورها في التنمية الفكرية لدى السيدة فاطمة الزهراء) , إذ إن للتنشئة الأسرية التي تربت عليها السيدة فاطمة دور مهم وكبير في بلورة مواقفها السياسية والدينية , والتي خطت من خلاله مكانتها الفكرية في المجتمع الإسلامي , وجاء الثالث بعنوان : (أساليب الخطاب الديني – السياسي لدى السيدة فاطمة الزهراء  وتوثيقه التاريخي) لنسلط الضوء من خلاله على الاساليب التي تضمنها خطابها الديني – السياسي , ودراستها بشكل مبسط يعطي للقارئ صورة شاملة وبسيطة على الكوامن وراء هذا الخطاب ومدى مصداقيته التاريخية بإعادة النصوص التي تضمنها الى الروايات التاريخية التي تمكن الباحث من الوصول اليها بالجهد المتواضع , كما جاء المبحث الرابع تحت عنوان : (النتائج المترتبة على أيديولوجية الخطاب الديني – السياسي وأثره في المجتمع الاسلامي في المدينة المنورة) لنتبين من خلاله , ما تضمن هذا الخطاب من نتائج مباشرة أثرت على المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة , ثم تلى ذلك خاتمة اشتملت على ابرز النتائج والاستنتاجات والتوصيات التي توصل إليها الباحث من خلال دراسته , وبعدها سرد للمصادر والمراجع التي اعتمد عليها الباحث في دراسته مذكورة في قائمة المصادر والمراجع .

وأعتمد الباحث على جملة من المصادر والمراجع في دراسته هذه , كان منها كتاب (الاحتجاج) للشيخ أبي منصور أحمد بن علي الطبرسي من علماء القرن السادس الهجري الذي اعتمدنا على النص الأساسي الذي أورده عن خطاب السيدة فاطمة الزهراء كونه قد أورد النص بشكل كامل وتام , كما أعتمدنا على مصادر أخرى في أرجاع النص الى رواياته التاريخية منها كتاب : (السيرة النبوية) لابن هشام ت 218هـــــ , وكتاب (تاريخ اليعقوبي) لأحمد بن إسحاق اليعقوبي ت 292هــــ , وغيرها من المصادر والمراجع التي فصل ذكرها في قائمة المصادر والمراجع . 

ولعل من ابرز المشاكل التي واجهت الباحث هو إن خطاب السيدة فاطمة الزهراء لم يحض بين الباحثين والمفكرين بذلك الاهتمام الكبير , فالدراسات التي تناولته ما زالت قليلة جداً , والشروح عليه سواء من المؤرخين القدماء أم المحدثين ما زالت قاصرة وغير شاملة ومحدودة , وعليه أضطر الباحث إلى اللجوء إلى الاستنتاج والتحليل لمواجهة هذا النقص الحاصل , وبذل الجهد المستطاع وفق المدة المحددة زمنياً لإكمال هذه الدراسة .

الباحث

المبحث الأول . أيديولوجية الخطاب الديني – السياسي في اللغة والاصطلاح :

أولاً . في اللغة :  

لم تذكر المصادر اللغوية والمعاجم العربية القديمة لفظة (أيديولوجية) في متونها , كونها لفظة حديثة النشأة وغير عربية الأصل ([3]) , إلا إن بعض المعاجم اللغوية العربية الحديثة تعرضت إليها فقد جاء في تعريفها بأنها : ((…علم الأفكار وموضوع دراسته الأفكار والمعاني وخصائصها وقوانينها وأصولها , وعلاقتها بالعلامات التي تعبر عنها والبحث عن أصولها بوجه خاص))([4]) .

ووردت لفظة الخطاب بعدة معان فذكر الجوهري : ((… خاطبه بالكلام مخاطبة وخطاباً…))([5]) , أما ابن منظور فقد ذكر عنها بشيء من التفصيل حيث قال : ((الخطاب والمخاطبة مراجعة الكلام وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطاباً , وهما يتخاطبان … والخطبة مصدر الخطيب , وخطب الخاطب على المنبر , واختطب يخطب خطابة , واسم الكلام : الخطبة …))([6]) , وخَطُبَ من باب ظرف صار خطيباً([7]) , ويمكن الخروج بمعنى واحد لهذه الأقوال وهو : الكلام الذي يخرج من فم المتكلم إلى السامع غالباً , وهو محصور بما يتكلم به المتكلم وهو على المنبر أو مكان مرتفع أو في جمع من الناس قلوا أو كثروا([8]) .

أما لفظة الدين فقد وردت في كتب اللغة العربية , حيث ذكر الرازي : ((…الدَّين والجمع الأدْيانُ ويقال دَان بكذا ديانة فهو ديِّنٌ وتدين به فهو متديِّن …))([9]) , أما ابن منظور فقد ذكر عنه بالقول : ((… والدَّين : الطاعة , وقد دنته ودنت له أي أطعته … والجمع الأَدْيانُ , يقال : دان بكذا ديانة , وتَدَيَّن به فهو دَيّنٌ ومتَديَّنٌ , ودّيَّنتُ الرجل تدييناً إذا وكلته إلى دينه , والدين : الإسلام وقد دنت به…والدَّين : العادة والشأن , تقول العرب : ما زال ذلك ديني وديدني أي عادتي …))([10]) .

ولفظة السياسة في اللغة عند ابن منظور من : (( السَّوْسُ أي الرِّياسَةُ يقال ساسوهم سَوْساً وإِذا رَأَّسُوه قيل سَوَّسُوه وساسوه وسَاس الأَمرَ سِياسةً قام به ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس…))([11]) , وعند الزبيدي : ((السُّوسُ بالضّمّ : الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ والخُلُقُ والسَّجيَّة يقال : الفَصَاحةُ من سُوسِه قال اللِّحْيَانِيُّ : الكَرَمُ من سُوسِه أَي طَبْعِه وفُلانٌ من سُوِس صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصْل صِدْقٍ))([12]) .  

ثانياً . في الاصطلاح :

جاء في موسوعة الويكيبيديا في تعريف مفهوم الايدولوجيا بأنها : ((النسق الكلي للأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة الكامنة في أنماط سلوكية معينة , وهي تساعد على تفسير الأسس الأخلاقية للفعل الواقعي وتعمل على توجيهه , وللنسق المقدرة على تبرير السلوك الشخصي وإضفاء المشروعية عليه …))([13]) , وعرفت أيضاً بأنها : ((أيديولوجية مفرد وجمعها أيديولوجيات مجموعة الآراء والأفكار والعقائد والفلسفات التي يؤمن بها شعب أو امة أو حزب أو جماعة))([14]) ولعل التعريف الأخير هو الأقرب إلى موضوع دراستنا , كوننا ندرس مجموعة الآراء والأفكار التي وردت في خطاب السيدة الزهراء ومدى تأثيرها في المجتمع الإسلامي .

وتتسم دراسة الايدولوجيا بمدى عكسها للواقع , وهذا يتطلب دراسة البدائل التاريخية المتاحة والنظر للايدولوجيا في نتائجها الإنسانية على الجماعة والتطور الاجتماعي))([15]) , وهو ما حدى بالباحث إلى التركيز على تأثير الخطاب الديني للسيدة فاطمة الزهراء , وحسب رأي ويلارد مولنز فان الخصائص الأساسية الواجب وجودها في الايدولوجيا هي :

  1. يجب أن تكون لها سلطة على الإدراك .

  2. يجب أن تكون قادرة على توجيه عمليات التقييم لدى المرء .

  3. يجب أن توفر التوجيه تجاه العمل .

  4. يجب أن تكون متماسكة منطقياً([16]) .

وعرفت الخطابة بأنها فن نثري غايتها التأثير في نفس السامع , وهي مصدر خطب يخطب أي صار خطيباً , وهي على هذا صفة راسخة في نفس المتكلم , يقدر بها على التصرف في فنون القول , لمحاولة التأثير في نفوس السامعين , وحملهم على ما يراد منهم بترغيبهم وإقناعهم([17]) , وقال الطريحي في التعريف الاصطلاحي للدين فعرفه : ((هو وضع إلهي لأولي الألباب يتناول الأصول والفروع , قال تعالى : {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}([18]) , وقوله : {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}([19]) ))([20]) , فالخطاب الديني هو كل سلوك أو تصرف سواء أكان خطاباً مسموعاً أو مكتوباً ويكون الباعث عليه الانتماء إلى دين معين أو كان ممارسة عملية([21]) .

وجاءت الكثير من التعاريف عن السياسة (Politique , Politics ) منها : السياسة علم الدولة , والسياسة لغة القيام بشؤون الرعية , واستخدم العرب لفظ السياسة بمعنى الإرشاد والهداية ووضعوا في السياسة كتباً لعل أقدمها كتاب (تهذيب السياسة) للاهوازي , ويعد أرسطو مؤسس هذا العلم بكتابه (السياسة) الذي بحث فيه نظام المجتمع الإنساني مبتدئاً بالأسرة وهي الخلية الاجتماعية الأولى ثم المدينة ثم الدولة من حيث علاقاتها بالدول الأخرى وهذا ما يعرف بالسياسة المدنية والسياسة الدولية([22])

المبحث الثاني . التنشئة الأسرية ودورها في التنمية الفكرية لدى السيدة فاطمة الزهراء :

التنشئة الأسرية في اللغة مصدرها من الفعل (نشأ) ونشأ ينشأ نشأً ونشوءاً ونشاء بمعنى ربا وشب([23]) , ونشأ في بني فلان أي شب فيهم ونشئ تنشئة وأنشئ بمعنى واحد([24]) , وفي الاصطلاح تعني التنشئة الأسرية : ((هي عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل , وتهدف إلى إكساب الفرد سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لادوار اجتماعية معينة تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها , وتكسبها الطابع الاجتماعي , وتيسر الاندماج في الحياة الاجتماعية))([25]) , ومن الناحية الإجرائية تعرف التنشئة الأسرية بأنها : ((الأساليب التي تتبعها الأسرة في تربية أبنائها))([26]) .  

يعد الاتصال الأسري وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في شتى المجالات وخاصة في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد , وهي تؤثر عليه في الجانب المعرفي والاجتماعي والثقافي والديني …الخ , كما وتحدد له كيفية التعامل مع أفراد المجتمع وأساليب الحوار , لذا فان الأسرة هي الواسطة بين الفرد والمجتمع , كما أن التنشئة الأسرية تنعكس على الثقافة الشخصية فما يرثه الطفل عن والديه تحدد علاقاته الإنسانية والاجتماعية حيث يوجه الفرد خلالها حاجاته وفق أهداف بيولوجية ووجدانية ونفسية يرثها عن والديه([27]) .  

وبما إن الأسرة تشكل بنية من شبكة العلاقات الإنسانية والاجتماعية التي تربط بين أفرادها وعلى رأس هذه العلاقة تأتي طبيعة العلاقة بين الوالدين ثم طبيعة علاقة كل منهما بالأفراد الآخرين , كما يدخل في بنية الأسرة نوعية الاتصال الفعال في الأسرة , والذي يحدث عندما تكون القواعد الأسرية واضحة لدى أفرادها من خلال الإرشادات والتوجيهات الأسرية , والتي يكون بعضها لفظياً والآخر غير لفظي([28]) .

ويتخذ الاتصال الأسري أشكالاً متعددة منها الاتصال بين الآباء والأبناء والذي يجب أن يكون قائماً على النصح والإرشاد والتوجيه والقدوة الحسنة , والاتصال بين الأم والأبناء والتي يشوبها الحب والحنان الذي يكون ضروري وحيوي للنمو الفسيولوجي والعقلي والاجتماعي والإنساني للأبناء , وكذلك الاتصال بين الأب والأم والذي يقسم إلى ثلاثة أنواع : الأول سيطرة الأب وخضوع الأم , والثاني سيطرة الأم وخضوع الأب , والثالث تساوي الأب والأم في علاقة كل منها بالآخر وهو الأكثر توافقاً من الناحية العقلية والمنطقية ([29]) .

في ظل ما مر بنا علينا أن ندرس التنشئة الأسرية للسيدة فاطمة الزهراء لما له من دور في تنمية الأساس الفكري لها , والذي كان له الدور الأساسي والمهم في بلورة خطابها الديني – السياسي الذي عارضت به السلطة الحاكمة , ومن خلاله جاء التأثير الفعال له في التأثير على البنية الفكرية والسياسية للمجتمع الإسلامي آنذاك .

ولدت السيدة فاطمة الزهراء([30]) , لوالدين في غاية الكمال والرفعة الفكرية والاجتماعية في أوساط المجتمع المكي , فأبيها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي([31]) , رسول الله وخاتم النبيين , ويكفينا هنا مدلول النص القرآني الذي يقول فيه : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}([32]), وقال تعالى :{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}([33]) , فمدلول الخلق العظيم والرحمة العالمية , دلالة كبيرة ومعنى كبير على السمو الفكري والعقائدي الذي وصل إليه الرسول محمد  قبل البعثة النبوية وبعدها([34]) , ولقب في الوسط الاجتماعي لمكة بلقب ((الصادق الأمين))([35]) .

أما والدتها السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي([36]) , فكانت السيدة القرشية التي جمعت الكمال الخلقي التام , ووصفت على لسان رسول الله  , بعدة اوصاف دلت على مكانتها العظيمة ومنزلتها الرفيعة , وكرم سجاياها وردت في الكثير من الأحاديث النبوية منها قوله  : ((حسبك من نساء العالمين أربع مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون , وخديجة بنت خويلد , وفاطمة بنت محمد))([37]) , وفي قول آخر : ((خير بناتها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد))([38]) , وقال في مكانتها عند الله تعالى : ((أتاني آت من الله عز وجل يبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب([39]) لا صخب فيه ولا نصب))([40]) , وقال فيها بعد أن عاتبته عائشة على شدة حبه لها وتعلقه فيها : ((…والله لقد آمنت بي إذ كفر قومك , ورزقت مني الولد وحرمتموه))([41]) .

ووصف العديد من مؤرخي السيرة النبوية , السيدة خديجة بنت خويلد وجهادها في سبيل الدعوة الإسلامية فقال ابن إسحاق : ((… وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام…))([42]) وقال ابن هشام : ((… وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله بها من كرامته…))([43]) .

في ظل هذه الأسرة ذات المكانة الاجتماعية المرموقة نشأت السيدة فاطمة الزهراء  , وهي تشهد بدايات الدعوة الإسلامية وما لاقاه أبيها رسول الله  من أذى مشركي قريش الجسدي والمعنوي , الأقوال والأفعال , والتي فصلت فيه كتب السيرة النبوية الروايات بما يصعب معه السرد المطول([44]) , وكان يقابل ذلك بالنصح والإرشاد والخطب البلاغية التي هدف من خلالها إلى بيان خطأ معتقدهم الفكري والعقائدي , روى اليعقوبي : ((وروى بعضهم إن رسول الله  قام بسوق عكاظ عليه جبة حمراء فقال : يا أيها الناس قولوا لا اله إلا الله تفلحوا وتنجحوا … وكانوا يوكلون به صبيانهم وعبيدهم فيلقونه بما لا يحب حتى أنهم نحروا جزوراً بالحزورة ورسول الله قائم يصلي فأمروا غلاماً لهم فحمل السلى([45]) والفرث([46]) حتى وضعه بين كتفيه وهو ساجد …))([47]) , وعاشت السيدة خديجة إلى جنب الرسول محمد  كل هموم الرسالة السماوية التي حملها , فكانت تعينه بما قدرت عليه وتشد من أزره وتهون عليه ما يلاقيه من مضايقات المشركين , ذكر ابن هشام : ((وآمن به خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاء من عند الله ووازرته على أمره , وكانت أول من آمن بالله وبرسوله , وصدق بما جاء منه فخفف الله بذلك عن نبيه  , لا يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه أو تكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها , تثبته وتخفف عليه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس رحمها الله تعالى))([48]) .

وقد أنعكست هذه العلاقة الأسرية للرسول  وزوجته السيدة خديجة  في التنشئة التي تمتعت بها أبنتهما السيدة فاطمة الزهراء  , حيث إن السيدة فاطمة  كانت تعيش المعاناة التي يتكبدها أبيها الرسول  من كفار قريش , فتحدثنا إحدى الروايات ((… لما نثر ذلك السفيه على رأس رسول الله  ذلك التراب , دخل رسول الله  بيته والتراب على رأسه , فقامت إليه إحدى بناته , فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي , ورسول الله  يقول لها : لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباكِ…))([49]) , مما يعني إنها قد تأثرت بالجانب العاطفي لكن في ذات الوقت تعلمت درساً مهماً في طبيعة التعاطي والتعامل مع المعارضين لأبيها رسول الله  , يقوم على الإصرار والمضي في الدعوة برغم المصاعب وإنهم مسددين ومعانين من الله تعالى , مما كان له أثراً بعيداً في طبيعة تعاطيها فيما بعد مع معارضيها ومعارضي زوجها الإمام علي u .

وآخر ما تلقته السيدة فاطمة الزهراء من أمها السيدة خديجة بعد أن حضرتها الوفاة , فقالت لأبيها وهي تبكي كما روى اليعقوبي : ((… ولما توفيت خديجة جعلت فاطمة تتعلق برسول الله  وهي تبكي وتقول : أين أمي ؟ أين أمي ؟ فنزل جبريل فقال : قل لفاطمة إن الله تعالى بني لامك بيتاً في الجنة من فصب لا نصب فيه ولا صخب))([50]) , وهذه الرواية ربت في عقل السيدة فاطمة وقلبها , إن ما قامت به السيدة خديجة للاسلام واهله لا يمكن ان يذهب سدى , بل ان جزاؤه عند الباري عز وجل كبيراً , ولهذا الامر أثر كبير سنشهده فيما بعد في موقف السيدة فاطمة من الاحداث السياسية التي حدثت عقب وفاة الرسول

وتعلمت الدرس من أبيها  الذي جمع بين منطق القوة المعنوية (الإقناع بالحوار والتواصل الفكري) في التعامل مع أعدائه كما كر ذكره آنفاً , حيث تعرض لنا الأحداث التاريخية عن تعرض السيدة فاطمة الى ذات الامور التي تعرض لها الرسول محمد  والمسلمون من معاناة , على يد كفار قريش فنجدها تتحمل صعاب الهجرة من مكة إلى يثرب بل هي آخر من هاجر بصحبة نسوة من بني هاشم([51]) , ومعهن ابن عمها علي بن أبي طالب u([52]) وكذلك لجوئه  إلى القوة المادية (الحرب وحماية العقيدة بقوة السلاح) إذ ما شعر أن الأولى لم تجدي نفعاً , فثبت إنها شهدت المعارك التي خاضها الرسول محمد  ضد معارضيه من قريش واليهود والروم وغيرهم([53]) , ففي رواية إن الرسول محمد  بعد إن عاد من معركة أحد ((…فلما انتهى رسول الله  إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال : اغسلي عن هذا دمه يا بنية فوالله لقد صدقني اليوم …))([54]) .  

ورغم قلة الروايات التي تتحدث عن مواقف السيدة فاطمة في بدايات الدعوة الإسلامية ربما لصغر سنها , أو ربما لتأخر التدوين التاريخي لتلك الحقبة التاريخية من التاريخ الإسلامي الذي لم يدون إلا مع بدايات القرن الثاني الهجري , أو لضياع الكثير من المؤلفات لأسباب مختلفة , كما إن محاولة الكثير من المؤرخين الموالين للأمويين والعباسيين إهمال الروايات التي تتحدث عن أهل البيت  دوراً مهماً في تغييب الكثير من الحقائق التي يمكن أن نستند إليها في معرفة دور السيدة فاطمة  إلى جنب أبيها الرسول محمد  يمكن من خلالها ان نستنتج طبيعة تأثرها بالجوانب الفكرية للدعوة الاسلامية .

لكن الحقيقة التاريخية التي لا يمكن انكارها ان السيدة فاطمة عاصرت الدعوة الإسلامية منذ بدء البعثة قبلها أو بعدها بقليل([55]) , وبالتالي فهي قد تأثرت بأسلوب الرسول محمد  في نشر دعوته بشكل تام , ووعت كل ما صدر عن الرسول  في الجانبين الديني والسياسي حتى وفاته سنة (11هـــــ/632م) , وقد بدا هذا التأثر الواضح في السيدة فاطمة بعد وفاة الرسول  وأولى الروايات التي تدلنا على ذلك , هو ما رواه الطبرسي : ((… وأما فاطمة بنت محمد فبكت على أبيها حتى تأذى منها أهل المدينة وقالوا لها : قد أذيتنا بكثرة بكائك , فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف …))([56]) , وهذا دليل يثبت لنا التزام السيدة فاطمة بنهج الرسول  وبالتالي انعكس على البنية الفكرية لها وطبيعة تعاطيها مع الأحداث السياسية وتأثيراتها الفكرية والدينية في المجتمع الإسلامي .

كما يمكن لنا أن نتلمس ملامح التنشئة الأسرية للسيدة فاطمة الزهراء , وأثرها الفكري عليها , من خلال بعض الروايات التي تتحدث عن المكانة الاجتماعية والعلمية للسيدة الزهراء  :

أولاً . السيدة الزهراء والدور الاجتماعي :

  لقد تمتعت السيدة الزهراء بمكانة اجتماعية سامية وقد استمدت ذلك من كونها ابنة النبي الأكرم محمد  ومحط إجلاله وحبه , فضلاً عن مزايا شخصيتها وأخلاقها وسجاياها التي قل مثيلتها في كل الوجود الإنساني فقد استقطبت هذه المكانة الجليلة التي حظيت بها سيدة النساء أنظار من حولها من أفراد المجتمع حتى باتوا يقصدونها في كثير من الأمور([57]) .

ذكر ابن أبي الحديد  : (( ذكر إن زعيم قريش أبو سفيان قصدها يسألها إن تبذل نفوذها لدى والدها النبي  في حقن دماء قريش بعد إن نقضت الأخيرة عهدها مع المسلمين في الحديبية , فطلب الى السيدة فاطمة إن تجير بين الناس وتشفع له عند رسول الله  في تجديد العهد فكان جوابها : لا يجير احد على رسول الله  فطالبها بان تسمح لابنيها أو احدهما وكانا صغيرين إن يجيرا فرفضت أيضا , وذكر أيضا إن أبو سفيان دخل على فاطمة بنت النبي  فقال : أجيري بين الناس , فقالت : إنما أنا امرأة , قال : إن جوارك جائز)) ([58]) , وهذا يدل على المكانة الاجتماعية الكبيرة التي كانت تحتلها السيدة الزهراء بين مجتمع المسلمين , إذ لولا هذه المكانة لها ولأبيها الرسول  لما قصدها أبو سفيان طالباً اللجوء والجوار بين الناس بعد فعلته السوداء هو وقريش بنقض صلح الحديبية .

ولم تنس دورها وحقوق مجتمعها حتى في عبادتها فقد كانت تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتؤثرهم على الدعاء لنفسها متحلية بالخلق الإلهي والأدب المحمدي الرفيع([59]) , حيث روي : (( أنها لم تكن عليها السلام بعيدة عن مواساة إخوانها المسلمين في مصابهم إذ كانت في طليعة المواسين لهم سواء من ذوي قرابتها ام من باقي المسلمين إذ نجدها بعد إن وضعت الحرب أوزارها في احد تبادر الى مصرع حمزة (رض) مع صفية بنت عبد المطلب تبكيانه وكان النبي  يبكي لبكائهما))([60]) .

  كانت الزهراء تشارك أبناء مجتمعها في أمورهم وتواسيهم في همومهم فقد كانت معيناً للفقراء والمساكين تنفق عليهم في سبيل الله وتعتق الرقاب وتؤثر على نفسها وأهل بيتها([61]) وخير دليل ما نزل فيها من آيات تشهد بذلك كقوله تعالى : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}([62]) .

ثانياً . السيدة الزهراء والدور العلمي :

  الزهراء العالمة المعلمة , تلقت العلم منذ طفولتها عن أبيها رسول الله  وما كانت تأتيه لبعض شؤونها إلا وأتحفها بشيء من العلم أو الدعاء والصلوات والأذكار , وكان بيت الزهراء بمثابة المدرسة الأولى لتعليم النساء في الإسلام , حيث كن يقصدنها لينهلن من معارفها ويقتبسن من أنوارها ويستلهمن من روحانيتها ومكارمها ([63]).

أ . مصحف فاطمة :

  المصحف لغة الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين وبناءاً على ذلك فان المصحف ليس اسماً مختصاً بالقرآن الكريم بل يطلق على كل كتاب الصحف وجمع بين دفتين , ولكن كثرة استعماله للقرآن اوجب انصراف الأذهان إليه ([64]) , وقد ذكر الكليني : ((عن فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله u قال : يا فضيل أتدري أي شيء كنت انظر فيه قبل , قال : قلت لا , قال : كنت انظر في كتاب فاطمة فليس ملك يملك إلا وفيه مكتوب اسمه واسم أبيه, فما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً)) ([65]) , وقد أورد المجلسي : (( عن الوليد بن صبيح قال : قال أبو عبد الله u : يا وليد إني نظرت في مصحف فاطمة  قبل فلم أجد لبني فلان فيها إلا كغبار النعل))([66]) .

  وكثيراً ما سمعنا وقرأنا عن النبي  انه كان يوصي المسلمين بالقرآن وفي مواطن عديدة , ويصفه بالثقل كما في حديث الثقلين , لكن وصيته بالقرآن لا من حيث حفظه وجمعه بين دفتين فحسب بل من حيث التمسك بتعاليمه وإحكامه , والأخذ بها لأنها الغاية المقصودة منه ثم  جاءت الزهراءلتأكيد هذا المعنى الذي أراده أبوها صلى الله عليه واله في موضعين من خطبتها : الأول قالته حينما التفتت الى أهل المجلس وأخذت تبين لهم المكانة التي انيطت بهم إثناء قيامهم بواجبهم والذي يفترض إن يحافظوا عليها من عمومهم حمله دين الله ووحيه وبقاءه بين الأمم وإنهم أمناء على حفظ القرآن الكريم حيث قالت : (( وبقية استخلصتها عليكم كتاب الله الناطق والقرآن الصادق والنور الساطع والضياء اللامع قائداً الى الرضوان إتباعه مؤدياً الى النجاة فهو حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذورة)) ([67]) .

ب : تسبيح فاطمة الزهراء :

  إن الأذكار المنقولة في ذلك كثيرة أفضلها تسبيح الزهراء  وإنما نسب إليها لأنها السبب في تشريعه , روى صالح بن عقبه , وعن أبي جعفر u قال : (( …ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح الزهراء ولو كان شيء أفضل منه لنحلة رسول الله  لفاطمة , وروى محمد بن عذافر قال : دخلت مع أبي عبد الله u فسأله عن تسبيح فاطمة فقال : الله اكبر حتى عدها أربعا وثلاثين مرة , ثم قال الحمد لله حتى بلغ سبعا وستين , ثم قال سبحان الله حتى بلغ مائة يحصيها مائة بيده جملة واحدة ))([68]) .

  وذكر القزويني  : ((عن الإمام علي u قال : أهدى بعض ملوك الأعاجم رقيقاً فقلت لفاطمة : اذهبي الى رسول الله  فاستخدميه خادماً , فاتته فسألته ذلك … فقال لها رسول الله  : يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم ومن الدنيا بما فيها تكبرين الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة وتسبحين الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة , ثم تختمين ذلك بلا اله إلا الله وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها))([69]) .

المبحث الثالث . أساليب الخطاب الديني – السياسي لدى السيدة فاطمة الزهراء  وتوثيقه التاريخي :

إن المسؤولية الشرعية التي القيت على عاتق السيدة فاطمة الزهراء لمعاونة الامام علي u في تحمل الاوضاع السياسية التي جرت بعد وفاة الرسول  ومواجهة الانحراف الفكري – السياسي الذي شرع فيه أعداء آل محمد  , ورغبة هؤلاء في السيطرة على السلطة السياسية للدولة الاسلامية , كما جاء في رواية الشيخ المفيد : ((لما بايع الناس أبا بكر خرجت فاطمة بنت محمد  فوقفت على بابها وقالت : ما رأيت كاليوم قط حضروا أسوء محضر , تركوا نبيهم  جنازة بين أظهرنا وأستبدوا بالأمر دوننا ))([70]) , لذلك توجب على السيدة فاطمة الزهراء أعادة البنية الفكرية – السياسية للمسلم وفق للنهج الاسلامي الصحيح , وذلك أستلزم منها ان تعتمد على الخطاب الديني – السياسي كوسيلة تنشر من خلالها الافكار المقنعة والادلة العلمية والمنطقية (العقلية والنقلية) , لتواجه مخطط الانحراف الفكري الذي قاده معارضوا آل البيت  .

فما هي الأساليب التي أتبعتها السيدة فاطمة الزهراء في خطابها الديني – السياسي , والتي يمكن ان نقسمها الى :

أولاً . الصدمة الثقافية :

الصدمة الثقافية هي أحدى وسائل الاتصال الثقافي المتباين وهو تعبير يستعمل لوصف المخاوف والمشاعر من (المفاجأة , الحيرة , الفوضى) المحسوسة عندما يتعامل الناس ضمن ثقافة او محيط اجتماعي مختلف تماماً , وترتفع هذه الصعوبات خلال استيعاب ثقافة جديدة مما يشكل صعوبات في معرفة الملائم لمجتمع ما ([71]) .

وأن من أولى الدلائل على إن السيدة فاطمة الزهراء أستخدمت أسلوب الصدمة الثقافية مع المتلقي (المهاجرين والأنصار) , هو إنها كسرت حاجز الخوف والترقب الذي ساد المجتمع في المدينة المنورة بعد إقرار البيعة لابي بكر , وتخاذل أطراف عديدة عن نصرة أمير المؤمنين علي u لاخذ حقه المسلوب منه قسراً , ونجدها قد خرجت عن المألوف في قيام امرأة بألقاء خطبة عصماء شلت أسماع الحاضرين , إذ ذلك لم يكن مشهوراً عند العرب قبل الاسلام لذلك وكما يروى ((أنه لما أجمع ابو بكر وعمر على منع فاطمة فدكاً , وبلغها ذلك لاثت([72]) خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها , وأقبلت في لمة([73]) من حفدتها([74]) ونساء قومها تطأ ذيولها([75]) ما تخرم([76]) مشيتها مشية رسول الله  حتى دخلت على ابي بكر وهو في حشد([77]) من المهاجرين والانصار وغيرهم , فنيطت([78]) دونها ملاءة([79]) فجلست , ثم أنّت أنّة أجهش([80]) القوم لها بالبكاء , فأرتج([81]) المجلس , ثم أمهلت هنيئة حتى أذا سكن نشيج([82]) القوم وهدأت فورتهم([83]) أفتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله , فعاد القوم في بكائهم , فلما أمسكوا عادت في كلامها…))([84]) , وملامح الصدمة الثقافية في مجتمع المدينة المنورة واضحة للعيان , إذ تجد في النص السابق انها تمكنت من تحقيق الصدمة الثقافية وذلك من خلال ارتجاج المجلس بالبكاء لمجرد انها أنّت أنّة , ولما رأوه منها من صفات أبيها رسول الله  في الوقار والهيبة في المشية , كما ان سيطرتها على الحاضرين في المجلس كانت تامة بحيث تحكمت في تلقيهم لخطابها والتي حققت لها بالتأكيد الصدمة الثقافية .

ثانياً . أسترعاء الأنتباه الجماهيري :

تمكنت السيدة فاطمة الزهراء من تحقيق الصدمة الثقافية في المجتمع المدني , ثم أنتقلت بعد ذلك الى أسترعاء الجماهير التي حضرت في المسجد النبوي , وعملت على جذب عقولهم وقلوبهم الى خطابها الديني – السياسي , حيث نجدها بعد ان بدأت بحمد الله والثناء عليه وذكر الرسول محمد  والثناء عليه , وعرجت على دوره الكبير في نشر الدين الاسلامي وأقرار قواعده بين العرب الذين كانوا يعيشون في جاهلية جهلاء([85]) , بدئت في أسترعاء انتباههم فقالت : ((… إيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد  أقول عوداً وبدءاً([86]) , ولا أقول ما أقول غلطاً , ولا أفعل ما أفعل شططاً([87]) , {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}([88]) , فإن تعزوه([89]) وتعرفوه تجدوه ابي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم …))([90]) , وأندفعت بعدها في بلاغة لغوية رائعة تذكر دور النبي محمد  والامام علي u في نشر الدين الاسلامي بين العرب , وإرساء القواعد الاساسية للدين الحنيف , وما بذلوه في ذلك من جهد وتعب , وكيف كان قتالهما للعرب حتى أذعنوا بالطاعة التامة لله تعالى ولرسوله الكريم ([91]) .

ثالثاً . بيان الاخطاء من قبل المجتمع التي أدت الى حجب السلطة عن مستحقيها :

ثم بينت السيدة فاطمة الزهراء في خطابها الديني – السياسي لعموم من حضر المسجد النبوي من المهاجرين والانصار بعد ان اثارت فيهم روح المتابعة , وحققت الاسترعاء الجماهيري لخطابها , فقالت : ((… فلما أختار الله لنبيه دار أنبيائه , ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة([92]) النفاق , وسمل جلباب الدين([93]) , ونطق كاظم([94]) الغاوين … هذا والعهد قريب([95]) والكلم رحيب([96]) , والجرح لما يندمل , والرسول لما يقبر([97]) ابتداراً([98]) , زعمتم خوف الفتنة الا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين))([99]) .

وفي هذا المقطع من الخطبة أجلت الزهراء الحقيقة التاريخية التي غيبت عن المجتمع الاسلامي , وذلك ان المتغلبين على السلطة بعد استشهاد الرسول  , قد تمكنوا من كسب صفوف المسلمين الى بيعة ابي بكر , وحجبها عن الامام علي u تحت ذريعة الفتنة التي حدثت وذلك بردة بعض القبائل العربية([100]) , والحقيقة ان هذه الردة وإن هولت من قبل بعض المؤرخين , الا ان الحقيقة التاريخية ان أي منها لم يكن يشكل خطراً مباشراً على الدولة الاسلامية , وبخاصة المدينة المنورة , إذ أن أغلبها كان خارج النطاق الجغرافي للمدينة المنورة وكما يقول اليعقوبي : ((وكان ممن تنبأ طليحة بن خويلد الاسدي بنواحيه , وكان أنصاره غطفان ورئيسهم عيينة بن حصن الفزاري , والاسود العنسي باليمن , ومسيلمة بن حبيب الحنفي باليمامة…))([101]) , بمعنى انها كانت في اليمن([102]) وأخرى في اليمامة([103]) , وكلتاهما بعيدتين جغرافياً عن المدينة , ولهذا لم تكن تشكل خطراً مباشراً على المدينة كما صور ذلك ابو بكر لاهل المدينة ليجبرهم على قبول بيعته تحت مسمى خطر الردة الاسلامية وحدوث الفتنة .

أما القبائل المحيطة بالمدينة فهي لم ترتد بل هي أمتنعت عن دفع الزكاة لابي بكر([104]) كما صرح أبي بكر في ذلك : ((… لو منعوني عقالاً أو حبلاً لقاتلتهم عليه …))([105]) وشتان بين الردة والامتناع عن دفع الزكاة , والذي عزاه بعض المؤرخين لاسباب تتعلق برفضهم لبيعة ابي بكر وأخرى لاسباب اقتصادية([106]) , بل ان بعض هذه القبائل لم تدخل الاسلام قط([107]) .    

ولعل الاشارة الاخيرة التي أشارت اليها السيدة فاطمة في قولها : ((…زعمتم خوف الفتنة الا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)) وهذه الحقيقة التاريخية كشفت عنها السيدة فاطمة الزهراء قبل ان تحدث الردة ويشتد خطرها , ووضحت لجموع الحاضرين في المسجد النبوي من المهاجرين والانصار الاكذوبة التي روج لها الراغبين في الوصول الى السلطة وهدفهم في ذلك حجبها عن مستحقها الامام علي بن ابي طالب u .

ثم تنتقل السيدة الزهراء في جزء آخر من خطبتها الى تشخيص آخر لإسباب تردي المجتمع والاخطاء التي وقع فيها , والتي مكنت المتسلطين في الوصول الى السلطة ومنعها عن مستحقيها , فقالت : ((… فهيهات منكم , وكيف بكم , وإنى تؤفكون ؟! وكتاب الله بين أظهركم , أموره ظاهرة , وأحكامه زاهرة , وأعلامه باهرة , وزواجره لايحة , وأوامره واضحة وقد خلفتموه وراء ظهوركم , أرغبة عنه تريدون ؟ أم بغيره تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلاً {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}([108]) , ثم لم تلبثوا الأ ريث أن تسكن نفرتها([109]) , ويسلس قيادها([110]) , ثم أخذتم تورون وقدتها([111]) , وتهيجون جمرتها([112]) وتستجيبون لهتاف([113]) الشيطان الغوي , وإطفاء أنوار الدين وإهماد([114]) سنن النبي الصفي تشربون حسواً في إرتغاء([115]) , وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء([116]) , ونصبر منكم على مثل حز المدى([117]) , ووخز السنان في الحشا([118]) …))([119]) .

وهذا التشخيص واضح جداً في ابتعاد المسلمين عن مناصرة الحق واهله بمخالفتهم لنص القرآن الصريح , الذي أثبت حق أهل البيت  بقوله تعالى : {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}([120]) , وهذا النص القرآني صريح وواضح في وجوب المودة الى القربى من الرسول محمد  وهم أهل بيته , كما ان هنالك الكثير من النصوص القرآنية التي أكدت على وجوب إعطاء ذوي القربى , وعدم بخس حقوقهم فكيف بأخذ بالقوة والعنف , كقوله تعالى : {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}([121]) , فهذه الايات الكريمة صريحة في وجوب إعطاء حقوق أهل البيت  , وهي التي أشارت اليها السيدة فاطمة , وجعلتها من أخطاء المجتمع التي مهدت لحجب السلطة عن أهلها , وإن تركهم من القيام بإعطاء الحق لإهله ادى الى أستجابتهم للشيطان الغوي , وتركهم سنن النبي  والاعتداء على اهل بيته وسلبهم حقوقهم .

رابعاً . فضح أصحاب السلطة ونقض حججهم في غصب حق أهل البيت  المادي والمعنوي :

ثم شرعت السيدة فاطمة الزهراء في فضح أبي بكر ونقض حججه التي حاول بها أن يستولي على حقها وحق زوجها علي بن ابي طالب u المادي والمعنوي , وهذا يتناول أمرين الأول في فدك , والثاني في حق الحكم والخلافة .

في الجانب الأول حاججت الزهراء ابي بكر بقولها : ((… وأنتم الآن تزعمون ان لا أرث لنا , {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}([122]) , أفلا تعلمون؟! , بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية([123]) أني أبنته , إيها المسلمون أأغلب على أرثي , يا أبن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئاً فريا   أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}([124]) , وقال فيما أقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال : {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}([125]) , وقال أيضاً : {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ}([126]) وقال : {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}([127]) , وقال : {إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ}([128]) , وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا , أفخصكم الله بآية من القرآن أخرج ابي منها ؟ أم هل تقولون : إن أهل الملتين لا يتوارثان ؟ أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وأبن عمي ؟ فدونكها مخطومة مرحولة([129]) تلقاك يوم حشرك , فنعم الحكم الله والزعيم محمد , والموعد القيامة , وعند الساعة يخسر المبطلون , ولا ينفعكم ]إذ تندمون ولكل نبأ مستقر , وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذابٌ مقيم[([130])…))([131])

في هذا النص من خطبة السيدة فاطمة الزهراء نجدها قد أعتمدت على أسلوبين في نقض حجج ابي بكر وتفنيد ما ادعاه من أقاويل لسلب حقها , الاول وهو الاسلوب المنطقي – العقلي , الذي يعتمد الاستنتاج , والثاني هو الاسلوب النقلي – القرآني , وقد سبقت خطابها بتوجيه الكلام لعموم المسلمين الحاضرين في المسجد النبوي , ليتبينوا بطلان ما ادعاه خصامها ولتثير فيهم الضمير الجمعي بعد أن رأت منهم التخاذل عن نصرتها ونصرة زوجها علي بن ابي طالب u , ويمكن لنا ان نضع جملة نقاط نستنتج منها الامور التالية :

  1. ساقت السيدة الزهراء الادلة المنطقية – العقلية , التي يمكن لاي أنسان ان يتبينها إذ ان من البديهات والمسلمات إن يرث الابن أباه , إذ ان الفقه الاسلامي أكد على ان ((…يوجب الإرث أي يثبته شيئان : النسب والسبب , فالنسب هو الاتصال بالولادة بأنتهاء أحدهما إلى الاخر كالأب والأبن , أو بانتهائهما الى ثالث مع صدق أسم النسب عرفاً…))([132]) , ونسب السيدة فاطمة ثابت السبب الى رسول الله كما سبق وأسلفنا في الحديث عن نشأتها , كما أن النص القرآني أوجب حق الانثى في وراثة أبيها كما جاء في العديد من النصوص القرآنية([133]) , لذلك ساقت الزهراء هذا القول لتفند إدعاء أبي بكر بأن الانبياء لا تورث .

  2. ساقت الادلة القطعية النقلية – القرآنية , التي لا تقبل الرد أو التأويل في تفسيرها , وهي كما ذكرتها في النص أعلاه , جميعها تؤكد عدة أمور منها : إن الاولاد يرثون تركة ابيهم وكذلك ان الانبياء يورثون ولا يشذون عن هذه القاعدة , كما إن الانبياء يورثون لأولادهم المال والعلم والنبوة والحكم , ولا يقتصر ذلك على المال دون باقي الجوانب (المادية والمعنوية) .

  3. تفنيد إدعاء ابي بكر بإن الرسول لا يورث لأبنته فاطمة , ومحاولته الربط بين الجوانب المادية والجوانب المعنوية التي من أهمها قضية الخلافة والحكم , وقد أستند في ذلك ابي بكر الى الموروث القبلي الجاهلي الذي يرى ان الرياسة تورث من الأب الى الأبن أو الى الأخ أو أبن العم في حال لم يكن له وريث من صلبه([134]) , ولكن الموروث الاسلامي نفى هذه القاعدة التي حاول من خلالها ابو بكر ان يجد الثغرة ليحجب حق الحكم والخلافة عن السيدة الزهراء وابن عمها علي بن ابي طالب u واولادهما , بحجة ان الوراثة لا تكون للبنت واولادها , لكن وكما قلنا فإن الموروث النبوي يخالف ذلك جملة وتفصيلاً  ففي الكثير من الاحاديث النبوية نجد الدلالات على ان رسول الله  قد أكد على إن نسبه يتصل بالسيدة فاطمة وزوجها علي u واولادها الحسن والحسين كما جاء في حديث الرسول  مع عمه العباس بن عبد المطلب في حبه لعلي u فقال له : ((يا عم رسول الله , والله الله أشد حباً له مني , أن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا …))([135]) , وفي حديث آخر عنه   : ((…إن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي وإن رحمي موصلة في الدنيا والاخرة ))([136]) وهذان الحديثان يدلان دلالة قطعية على أن ذرية الرسول  هم من نسل علي u وزوجته فاطمة وإن صلة النسب به متصلة في الدنيا والاخرة , وعليه لا يمكن إن يمنعوا من حقهم في خلافته ووراثته الذي ثبت لهم في الدنيا والاخرة([137]) .  

  4. طلبت السيدة الزهراء من ابي بكر الدلائل الثابتة او البراهين الناطقة من القرآن الكريم , وهي تستعلم منه بلسان الاستفهام المتكرر لعلمها المسبق بعدم وجود ما يثبت ما يدعيه في القرآن الكريم (نصاً او تفسيراً) , وذلك لثبوت نسبها الشريف للرسول محمد ولتوحد الديانة بينهما , بحيث لا يمكن حجب الوراثة عنها لان من كان على ملتين متخالفتين لا يتوارثان([138])

ونجد ان أبي بكر حاول بطريقة ملتوية مشوبة بمحاولة لدس السم في العسل , ليس لايهام السيدة فاطمة الزهراء وخداعها عن حقها , بل في محاولة لإيهام الحاضرين في المسجد النبوي وخداعهم عن خطاب السيدة فاطمة الزهراء , الذي أحدث فيهم الاقناع التام بما ورد فيه من أدلة منطقية – علمية , ونقلية – قرآنية , فأندفع قائلاً : ((… يا بنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما ، رؤوفا رحيما ، وعلى الكافرين عذابا أليما ، وعقاباعظيما   إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا إلفك دون الأخلاء , آثره على كل حميم ، وساعده في كل أمر جسيم ، لا يحبكم إلا سعيد ، ولا يبغضكم إلا شقي بعيد , فأنتم عترة رسول الله الطيبون الخيرة المنتجبون ، على الخير أدلتنا ، وإلى الجنة مسالكنا ، وأنت يا خيرة النساء ، وابنة خير الأنبياء ، صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك , غير مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ما عدوت رأي رسول الله ، ولا عملت إلا بإذنه ، والرائد لا يكذب أهله ، وأني أشهد الله وكفى به شهيدا ، أني سمعت رسول الله  يقول: ” نحن معاشر الأنبياءلا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه ” وقد جعلناما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار، ويجالدون المردة الفجار، وذلك بإجماع من المسلمين، لم انفرد به وحدي، ولم استبد بما كان الرأي عندي , وهذه حالي ومالي ، هي لك وبين يديك ، لا تزوى عنك ، ولا ندخر دونك , وأنت سيدة أمة أبيك والشجرة الطيبة لبنيك , لا ندفع مالك من فضلك , ولا يوضع من فرعك وأصلك , حكمك نافذ في ما ملكت يداي , فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك …))([139]) .

لكن السيدة فاطمة الزهراء لم تلفت الى هذه الاباطيل الملفقة في كلام ابي بكر لذلك نجدها تفند ما ادعاه من جديد , وتعيد عليه ما اوردته سابقاً من حجج مقنعة تثبت حقها وحق بعلها في الخلافة والحكم , فأجابته بقولها : ((…سبحان الله ما كان أبي رسول الله  عن كتاب الله صادفا([140]) , ولا لأحكامه مخالفا! بل كان يتبع أثره ، ويقفو سوره([141]) أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغى([142]) له من الغوائل([143]) في حياته هذا كتاب الله حكما عدلا ، وناطقا فصلا يقول: يرثني ويرث من آل يعقوب[144]) )  ويقول: وورث سليمان داود([145]) , وبين عز وجل فيما وزع من الأقساط ، وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث ، ما أزاح([146]) به علةالمبطلين ، وأزال التظني([147]) والشبهات في الغابرين([148]) , كلا {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}([149])…))([150]).

في هذا النص من خطاب السيدة فاطمة الزهراء الذي أجابته به ابو بكر  أوضحت عدة حقائق تاريخية مهمة ويمكن لنا ان نوضحها بالاتي :

  1. إن الاسلام لو قرر قاعدة ((إن الانبياء لا تورث)) كما زعم ابي بكر , لكان الادرى بذلك رسول الله قبل غيره , وهذه النتيجة المنطقية التي أشارت لها الزهراء بقولها : ((أفتجمعون الى الغدر إعتلالاً بالزور)) .

  2. إن محاولات أبي بكر ومن تحالف معه في منع السيدة فاطمة الزهراء والامام علي u من حقه في الحكم والخلافة , هو ذات ما تعاقد عليه المنافقون في محاولتين لأغتيال الرسول , واتفاقهم على انهم ان لم يقدروا على ذلك ان يمنعوا من وصول علي u الى الحكم([151]) .

  3. إن محاولة أبي بكر منع حق فاطمة في فدك , هو محاولة لمنع وصول علي u الى سدة الحكم والخلافة , لإن الأمران متصلان ببعض , وبالتالي لا يمكن الاشتباه او الظن الذي أدعاه أبي بكر ومن معه , بل هو تدبير محكم منهم لمنع وصول علي u واولاده من السيدة فاطمة للحكم , مع إن الحقائق التاريخية والنصوص النبوية والايات القرآنية تثبت لهم الحق في وراثة الرسول مادياً ومعنوياً , بما يعني حقهم في فدك وكذلك في الخلافة .

كما أن السيدة الزهراء قد بينت السبب الذي حدى بابي بكر ومن معه في منع وصول الإمام علي u للخلافة والحكم , وهو ذات الهدف الذي أضعف موقف المهاجرين في الدفاع عنها وعن الإمام علي u بقولها : ((…وما الذي نقموا من أبي الحسن , نقموا والله نكير سيفه , وشدة وطأته , ونكال وقعته , وتنمره في ذات الله , وتالله لو تكافؤا عن زمام نبذه إليه رسول الله  لاعتقله , ولسار إليهم سيرا سمجا , لا تلكم حشاشته ولا يتعتع راكبه لأوردهم منهلا نميرا فضفاضا يطفح ضفتاه , ولا صدرهم بطانا قد تحير بهم الرأي , غير متحل بطائل , إلا بغمر الناهل , وروعة سورة الساغب , ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون , إلا هلم فاستمع وما عشت أراك الدهر عجبه , وان تعجب فقد أعجبك الحادث , إلى أي لجأ استندوا , بأي عروة تمسكوا , لبئس المولى ولبئس العشير ولبئس للظالمين بدلا , استبدلوا والله الذنابي بالقوادم , العجز بالكاهل , فرغما لمعاطس قوم يحسبون انهم يحسنون صنعا , {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}([152]) ويحهم {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}([153]) …))([154]) , وهذا النص به دلالة حقيقة , وحقائق تاريخية لا يمكن ان تدحض , لمن تأمل بها بدليل العقل والمنطق , أو بدليل الموروث النقلي للنصوص التاريخية .

خامساً . بث الروح في الضمير الجمعي :

      إن الضمير الجمعي أو وعي الجماعة يشير الى المعتقدات والموافق الاخلاقية المشتركة والتي تعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع([155]) , ولقد تمكن ابي بكر ومعه عمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح من كسب جماعة المسلمين في المدينة المنورة بعدة طرق مكنتهم من تحقيق هدفهم في بلوغ السلطة , في الجانب الاول تمكن من كسر منافسة الانصار على الحكم بتثبيته الادعاء باحقية قريش في خلافة الرسول  , فبعد وفاة الرسول محمد  سنة (11هـ/632) حدثت بيعة السقيفة([156]) التي تمكن فيها أبو بكر ومعاونه عمر بن الخطاب([157]) من ضمان وصوله إلى الخلافة , ومن خلال السجال الذي دار بينهم وبين الأنصار الذين أرادوا أيضا تولي الحكم([158]) واستند أبو بكر إلى العرف القبلي كشرعية سياسية لبلوغ الحكم , كما جاء في رواية ابن هشام لقول أبي بكر: ((…لن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش…))([159]) , ورواية ابن قتيبة الدينوري : ((…ونحن عشرة رسول الله  ونحن مع ذلك أوسط العرب انساباً ليست لقبيلة من قبائل العرب إلا ولقريش فيها ولادة …))([160]) , وفي رواية اليعقوبي : ((…ولكن قريش أولى بمحمد منكم))([161]) , أو كما قال عمر بن الخطاب : ((…فمن ينازعنا سلطان محمد ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل …))([162]) .

      وعلى الرغم من اختلاف النصوص إلا إن المعنى واحد وهو إن أحقية الحكم وخلافة محمد  لقريش لأنهم عشيرته وبحكم ما لقريش من مكانة بين القبائل العربية , وكما وصفها احد الباحثين بالقول : ((إن منطق السقيفة نما به الروح القبلية التي سادت وتحكمت بمنطق المتنافسين والاتجاه نحو تعزيز مبدأ انحصار السلطة بكل واحد منهم وعدم مشاركة الآخرين في الحكم…))([163]) .

      وعلم أبو بكر إن هذه الإدعاء لم يكن ليقنع إلا بعض الأنصار , لأنها ترد من قبل بني هاشم وعلى رأسهم الإمام علي u , فلما تخوف أبو بكر إن ينصره الناس وأن يمنعوه بادر إلى اختلاق حديث لغصب الخلافة فقال : سمعت رسول الله  قال : ((إنا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا , وان الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة))([164]) , ولم يصدقه في هذا الحديث إلا عمر بن الخطاب([165]) .

      والجانب الثاني تمكن أبو بكر من استغلال الموارد المالية لفدك التي صادرها من السيدة فاطمة الزهراء في كسب ولاء المهاجرين إليه , ورفدهم بالمال تحت حجة مقاتلة المرتدين , وقد جاء ذلك في معرض رده على خطبة السيدة فاطمة الزهراء حيث قال : ((…وقد جعلنا ما حولته في الكراع والسلاح , يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار…))([166]) ومن المؤكد ان الحروب بحاجة الى تمويل مالي كبير للسلاح والنفقة والطعام وغيرها , وان نمويل ابي بكر للمهاجرين او غيرهم من القبائل العربية التي اسلمت متأخرة , أدى ذلك بنتيجة الحال الى الموقف الضعيف الذي وقفه المهاجرون والانصار من الدفاع عن حقوق السيدة فاطمة الزهراء  وزوجها الإمام علي u , وبالتالي تمكن أبو بكر من تحقيق الانتصار والسيطرة على الموقف وكسب المجتمع بطرق ملتوية , وجعلهم يقبلون بالأمر الواقع وهو تسلمه لزمام الحكم والخلافة دون أهل البيت  .

ولذلك احتاجت السيدة فاطمة الزهراء في معالجتها وإصلاحها للبنية الفكرية للمجتمع الاسلامي في المدينة المنورة الى بث الروح في الضمير الجمعي , وبخاصة في الانصار الذين كان من المتوقع منهم أن ينصروها والامام علي u في الوصول الى حقهما المسلوب , وعليه فقد بات الضمير الجمعي للمجتمع على سمة واحدة فما من منكر ولا من معترض , ولإنهم على ملة الاسلام ورسولهم محمد  عزمت السيدة فاطمة على إحياء الضمير الفطري حتى يعاد هذا الضمير الى ثوابته النشؤية والدينية([167]) , لذلك جاء في خطابها : ((… ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت لهم : يا معشر النقيبة([168]) وأعضاد الملة وحضنة الاسلام , ما هذه الغميزة([169]) في حقي والسّنَة([170]) عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله   أبي يقول : المرء يحفظ في ولده , سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة([171]) ولكم طاقة بما أحاول وقوة على ما أطلب وأزاول … إيها([172]) بني قيلة([173]) , أأهضم([174]) تراث ابي؟ وأنتم بمرأى مني ومسمع , ومنتدى([175]) ومجمع , تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة([176]) , وأنتم ذوو العدد والعدة , والأداة والقوة , وعندكم السلاح والجنّة , توافيكم الدعوة فلا تجيبون , وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون … ألا وقد أرى أن قد أخلدتم([177]) الى الخفض([178]) , وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض([179]) , وخلوتم بالدعة([180]) ونجوتم بالضيق من السعة فمججتم([181]) ما وعيتم ودسعتم([182]) الذي تسوغتم([183]) , {إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}([184])…))([185]) .

ومن خلال هذا النص من الخطبة يمكن لنا ان نستنتج التالي :

  1. كان توجه السيدة الزهراء تحديداً الى الانصار دون غيرهم من المسلمين , لعدة جوانب مهمة منها : إنهم كانوا الاقرب الى الدفاع عنها وعن زوجها الامام علي u وذلك لإن المهاجرين كانوا جلهم موتورين من الامام علي u , وما من أحد منهم الا وقد قتل له أب , او عم , او خالٍ , او أخ , او أبن , بسيف علي u في الحروب التي خاضها الى جنب الرسول محمد ضد مشركي قريش([186]) , وبحكم النفس البشرية , فإنها لا تتوق الى شخص قد فعل ذلك بذوي قرابته , الا من سمت نفسه فوق الاحقاد الدفينة .

كما أن الانصار في ذلك كانوا يشكلون قوة لا يستهان بها من المنظور العسكري , وان مشاركتهم في أغلب معارك الرسول محمد  قد أكسبهم خبرة قتالية لا يستهان بها وعليه كانوا يمكن ان يشكلوا عامل نصر حقيقي للامام علي u لو وقفوا الى جانبه في الوصول الى حقه في الحكم .

وإن النعرة القبلية وحب السيادة كانت متأصلة لدى قبائل قريش التي كان المهاجرين يشكلون الثقل الاكبر من هذه القبائل , وعليه فإن رغبتهم في الوصول الى السلطة , كانت بدافع الطموح القبلي وحب السلطة , على عكس موقف الانصار , الذين كانت رغبتهم في الوصول الى السلطة هو حماية أنفسهم , من الجور المستقبلي إذ ما تسلطت عليهم قريش .   

  1. بينت الزهراء أسباب تخاذل موقف الانصار , وتراجعهم عن نصرتها ونصرة الامام علي u , بإشارة رمزية مهمة كانت تشير فيها الى دور أبي بكر الخفي الذي تمكن من تحقيق الفرقة بين موقف الاوس والخزرج , بإعادة النعرة القبلية بينهما , مما مكنه من إن يحقق وصوله الى السلطة([187]) .

 ولم تسكن السيدة الزهراء عند هذا الحد , فبالرغم من إنها لم تجد الإجابة المرجوة من الانصار , الا ان ذلك لم يمنعها من الاستمرار في أسلوبها الذي أتخذته في خطابها الديني – السياسي , من أجل بث الروح في الضمير الجمعي للمجتمع في المدينة المنورة , لذلك نجدها سعت الى إستغلال نساء المهاجرين والانصار , إيماناً منها بدور المرأة في التأثير على الموقف السياسي للمسلمين بشكل عام , وللانصار تحديداً بشكل خاص , حيث يروى أن آخر خطبة ألقتها الزهراء في مجمع من نساء المهاجرين والأنصار بينت فيها مظلوميتها ومظلومية أهل البيت  بأسلوب أدبي رائع وحجة بالغة حيث قالت : (( … عن فاطمة بنت الحسين  , قالت : لما اشتد بفاطمة بنت رسول الله  الوجع وثقلت في علتها , اجتمع عندها نساء من نساء المهاجرين والأنصار , فقلن لها : كيف أصبحت يا ابنة رسول الله  ؟ قالت : والله أصبحت عائفة لدنياكم , قالية لرجالكم , لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنأتهم بعد أن سبرتهم , فقبحا لفلول الحد وخور القناة , وخطل الرأي , وبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون , لا جرم قد قلدتهم ربقتها , وشنت عليهم غارتها , فجدعا وعقرا , وسحقا للقوم الظالمين , ويحهم أين زحزحوها عن رواسي الرسالة  وقواعد النبوة , ومهبط الروح الأمين , والطيبين بأمر الدنيا والدين , إلا ذلك هو الخسران المبين…))([188]) .

المبحث الرابع . النتائج المترتبة على أيديولوجية الخطاب الديني – السياسي وأثره في المجتمع الاسلامي في المدينة المنورة :  

إن كل المواقف الأنفة للزهراء يمثل اليوم وفق المفهوم السياسي , نشاطاً سياسياً تحركت به من خلال الفرص الممكنة والمتاحة إمامها من دون إن تفقد شيئاً من أخلاقية المسلمة وروحيتها من مواقفها أنها أول من قاد حركة المعارضة في الإسلام ضد المواقف الخاطئة التي ظهرت بعد وفاة أبيها رسول الله  وقد عبرت عن معارضتها بأجل تعبير والذي تمثل وثيقة حية في التشريع الإسلامي والمفردات السياسية , ولقد خاضت الزهراء العمل السياسي كأقوى ما يكون ووقفت وحدها دون النساء في وجه السلطة لتتحدث وتقيم الحجة تذكر الأمة بكل كلمات الرسول  في حق الإمام علي u , ولكنها لم تسمع سوى اعتذارات غير مقنعة , إلا أنها رغم ذلك بقيت في خطر المواجهة ودائرة المعارضة بكل عزيمة وطاقة وإصرار([189]) .

  • إن من أولى النتائج المترتبة على الخطاب الديني – السياسي للسيدة الزهراء في المجتمع الإسلامي هو إثبات الحجة عليهم في الدنيا والآخرة , بعد تخاذلهم عن نصرة أهل البيت وتخاذلهم عن ذلك , فقالت في ذلك : ((… إلا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم([190]) , والغدرة([191]) التي استشعرتها([192]) قلوبكم , ولكنها فيض النفس([193]) ونفثة([194]) الغيظ , وخور([195]) القناة([196]) , وبثة الصدر([197]) , وتقدمة الحجة([198]) فدونكموها فاحتقبوها دبرة([199]) الظهر , نقبة الخف([200]) , باقية العار , موسومة بغضب الجبار , وشنار([201]) الأبد , موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة([202]) , فبعين الله ما تفعلون , {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}([203]) , وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد , فاعملوا إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون([204]) …))([205]) .

  • وأكدت السيدة الزهراء في نص آخر من خطابها , على إن المسلمين جميعاً سيتحملون وزر عدم وقوفهم إلى جانب أهل البيت , وذلك بتكالب السلطان الجائر عليهم , وإن جميع إحوالهم الدينية والدنيوية , ستتغير نحو الاسوء , وبالتالي يحدث ما كانوا يخشونه , ولكن بعد فوات الاوان , فقالت : ((…معاشر المسلمين المسرعة الى قيل الباطل([206]) , المغضية([207]) على الفعل القبيح الخاسر , أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها([208]) ؟ كلا بل ران([209]) على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم , فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأولتم([210]) , وساء ما به أشرتم([211]) , وشر ما منه أغتبصتم ! لتجدن والله محمله ثقيلاً , وغبه([212]) وبيلاً([213]) , إذا كشف لكم الغطاء , وبان ما وراءه من البأساء والضراء([214]) وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون([215]) , وخسر هنالك المبطلون([216])…))([217]) .

  • وفي نص آخر نجد السيدة الزهراء قد بينت النتائج التي تترتب على المجتمع الإسلامي , في انحرافه عن النهج القويم الذي وضعه الرسول الكريم محمد ومخالفتهم إياه في إخراج الحق عن أهله , وعدم نصرتهم للإمام علي u في الوصول إلى حقه في الخلافة والحكم , فقالت : ((… وابشروا بسيف صارم وخرج شامل واستبداد من الظالمين يدع فيكم زهيدا , وجمعكم حصيدا , فيا حسرة عليكم وأنى لكم وقد عميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون , والحمد لله رب العالمين , وصلاته على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين))([218]) , وقد تحقق ذلك بالفعل إذ عانى المجتمع الاسلامي في المدينة المنورة من الويلات والحروب طيلة العصور الاسلامية , وجرت فيها دماء المسلمين وأعتدي على شرفهم وعرضهم وانتهكت حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية , حتى ذاقوا الامرين من ذلك وثاروا عدة ثورات لكنها لم تحقق مقاصدهم في الدولة الكريمة , والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة كان فاتحتها الثورة ضد عثمان بن عفان([219]) , وثورتهم ضد حكم يزيد بن معاوية وحربها التي تعرف بواقعة الحرة([220]) , وثورة محمد ذو النفس الزكية ([221]) , وثورة الحسين بن علي الخير التي تعرف بواقعة فخ([222]) , وغيرها الكثير الذي يثبت تنبوأ السيدة فاطمة لهم بذلك , نتيجة عدم وقوفهم إلى جانب أهل الحق فتكالب عليهم أهل الظلم والجور .

  • بدأت بوادر التغير في موقف المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة تتغير تجاه المطالبة بحق الحكم والخلافة للإمام علي u , بعد تأثرهم بالخطاب الديني – السياسي للسيدة الزهراء , حيث تحدثنا إحدى النصوص التاريخية , إن السيدة الزهراء قد تمكنت بعد خطبتها بنساء المهاجرين والأنصار من أن تفعل دورهن في الوقوف إلى جنب أهل بيت النبي في المطالبة بحقوقهم حيث روي : ((…فأعاد النساء قولها على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين وقالوا : يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل إن يبرم العهد ويحكم العقد لما عدلنا الى غيره فقالت : إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصير))([223]) , فبالإضافة إلى إن السيدة الزهراء  قد أنبتهم على تخاذلهم , لكن هذا النص يثبت أن الخطاب الديني قد بدأت بوادر تأثيره في المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة سريعاً , بتأسف أهلها وندمهم على ما كان منهم من تقصير في حق الإمام علي u

  • الخاتمة

        بعد إن وصلنا إلى ختام هذا البحث المتواضع لابد لي إن أشير إلى جملة من النقاط لتشكل الخلاصة والاستنتاجات العامة حول هذه الدراسة وأهم التوصيات وهي :

الخلاصة :  

  • كان للتنشئة الأسرية للزهراء دور مهم في صقل شخصيتها ومكانتها العلمية والفكرية إذ أنها ابنة خاتم الأنبياء والسيدة خديجة وزوجة سيد الأوصياء , وأم السبطين الحسن والحسين  , وعليه فان التربية الأسرية للزهراء لعب دوراً مهماً في جعلها السيدة الأولى في الإسلام .

  • وكان للزهراء دوراً اجتماعياً مهماً , فلقد تمتعت السيدة الزهراء بمكانة اجتماعية سامية وقد استمدت ذلك من كونها ابنة النبي الأكرم محمد ومحط إجلاله وحبه  فضلاً عن مزايا شخصيتها وأخلاقها وسجاياها التي قل مثيلتها في كل الوجود الإنساني فقد استقطبت هذه المكانة الجليلة التي حظيت بها سيدة النساء أنظار من حولها من أفراد المجتمع حتى باتوا يقصدونها في كثير من الأمور .

  • وبالإضافة إلى ذلك فان للزهراء دوراً مهما في الجانب العلمي برغم صغر سنها ووفاتها وهي في ريعان شبابها , قامت الزهراء العالمة المعلمة , بدور علمي مهم في نشر العلم بين نساء ورجال المسلمين , معتمدة في ذلك على ما تلقته من العلم منذ طفولتها عن أبيها رسول الله , وما كانت تأتيه لبعض شؤونها إلا وأتحفها بشيء من العلم أو الدعاء والصلوات والأذكار , وكان بيت الزهراء بمثابة المدرسة الأولى لتعليم النساء في الإسلام , حيث كن يقصدنها لينهلن من معارفها ويقتبسن من أنوارها ويستلهمن من روحانيتها ومكارمها .

  • كما إن للزهراء دوراً مهماً ونشاطاً سياسياً كبيراً إذ إن الحق الذي وقفت فاطمة الزهراء تدافع عنه بعد وفاة رسول الله هو أحقية أهل البيت  بإرث الرسول  في الإمامة والخلافة وبخاصة إن الزهراء كانت تدافع عن ذلك الحق في ظل ظروف سياسية واجتماعية مرت بها الدولة الإسلامية في أول نشوئها متمثلة باستخلاف أبي بكر في السقيفة وترك الإمام علي u وهو منشغل بمراسم دفن الرسول  والثاني اخذ الخليفة أبي بكر لفدك منها وهو حقها من ارث الرسول  .

  • يسجل التاريخ لنا إن الزهراءهي أول معارضة في الإسلام , واجهت المجتمع الإسلامي وسلطته الحاكمة ببالغ الحجج , وبأسلوب إلام الحريصة على أبناءها لأنها كانت تعي المخاطر المستقبلية جراء السكوت عن الحق ومناصرة الباطل وهو درس للأجيال القادمة .

الاستنتاجات العامة :

  • الخطبة الفدكية عكست أثر المرأة في أغناء الأدب العربي لفن الخطابة , كونها جاءت في غاية الدقة من حيث العمق الدلالي والبلاغي , فوجدنا قوة البيان وحصافة الرأي وبلاغة المنطق , قلما نجده في غيرها من النساء بل حتى في الرجال من غير بيت العصمة والنبوة .

  • والسيدة الزهراء سجلت في خطبتها مواقف تاريخية وأشارت إلى حقائق تاريخية عمد الكثير من المؤرخين إلى إغفالها سهواً وعمداً , لا سيما أن مجريات الحياة تغيرت والأحداث تحولت بتكالب السلطان الجائر على المسلمين .

  • أن الأفكار المعروضة في الخطبة جاءت متسلسلة وحججها دامغة وتشخيصها للوضع القائم دقيق , والرؤية الواضحة والبصيرة الثاقبة التي امتازت بها خطبة الزهراء أثرت بشكل قوي في السامعين , بل وأضحت صوتاً يقرع أسماع الظالمين في كل زمان ومكان .

  • إن لمجريات الأحداث وتقلب الأحوال , بعد وفاة الرسول محمد , أثرٌ واضح في هذا النتاج العلمي والفكري المهم للسيدة فاطمة الزهراء في مجال فن الخطابة , فهي احتوت على فهم راقٍ للإسلام المحمدي الأصيل ويستوعب مراميه ومقاصده وتشريعاته العظيمة .

  • تعد الخطبة الفدكية مدرسة لفن الخطابة , إذ يمكن لأي خطيب وعلى مر الزمان أن يستقي منها منهجاً لأصول الخطابة , لما اتصفت به من تمثل للنمطية الجديدة التي جاءت في خطب الرسول محمد , فضلاً عن استحكام الجرأة الأدبية التي أظهرتها قدرتها , فعبرت عن المواقف الصعبة التي واجهت الأمة الإسلامية آنذاك , ووقفت بوجه السلطان الجائر جملة وتفصيلاً .

  • من الملاحظ أن السيدة الزهراء قد اعتمدت منهج الرسول محمد في افتتاح الخطبة بالحمد لله تعالى والصلاة على رسوله , وكذا الاختتام بالنص القرآني والتزامها الدقيق بالتوحيد العلمي والعملي في بيانها البليغ .  

  • حضور الصورة اللغوية في الألفاظ والمعاني والاستعارات التي استخدمتها السيدة الزهراء في خطبتها مما كان له انسجام واقع بين الملقي والمتلقي وما يسمعه من خطاب .

  • لم يكن حزنها على ملك دنيوي زائل , بل استشرفت المستقبل ببصيرتها النافذة ورأت أن هذا هو بداية الانحراف عن الإسلام المحمدي الأصيل , وما سينتجه ذلك من ويلات وفتن ومصائب تحط على الأمة لمئات السنين , وهذا ما حصل بالفعل ويحصل إذا لم تلتزم الأمة بوصايا نبيها الكريم محمد . 

التوصيات :

  • الاهتمام التام والكامل بإرث أئمة أهل البيت الفكري والعلمي لما له من أثر واضح على حل كل المشاكل التي تحدث للامة في الماضي والحاضر والمستقبل .

  • زيادة حث الباحثين على التوسع في الدراسات والبحوث التي تتعلق بأئمة أهل البيت على وجه العموم , والسيدة فاطمة الزهراء لخصوصية مظلوميتها وقلة الدراسات الأكاديمية والبحثية عنها لقلة الروايات التي تتحدث عنها بالنسبة لباقي أئمة أهل البيت  . 

  • الاهتمام بالمراكز البحثية التي تعنى بفكر وتراث أئمة أهل البيت بشكل عام والسيدة فاطمة الزهراء بشكل خاص , بما يحقق الولاء المطلق والتام لهذه العترة الطاهرة , تعبيراً عن الوفاء لهم بما قدموه من تضحيات للإسلام والمسلمين . 

هذا ما جادت به أيدينا , فإن أحسنا فمن عند الله تعالى , وإن أخطأنا فمن أنفسنا الأمارة بالسوء ونرجو المغفرة والرحمة من ربنا أنه غفور رحيم .

والسلام على السيدة فاطمة الزهراء يوم ولدت ويوم رحلت إلى جوار ربها ويوم تبعث حيا بأذن الله تعالى .

وأخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين

 قائمة المصادر والمراجع

القرآن الكريم .

  • المصادر الأصيلة :

    1. الاربلي , أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح ت 693هـــــ : كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط1 , دار المرتضى , بيروت /2006م) .

    2. أبن إسحاق , محمد بن إسحاق بن يسار ت 151هــــ : سيرة ابن إسحاق المسمى كتاب السير والمغازي (تحقيق : سهيل زكار , ط1 , منشورات دار الفكر , بيروت/1978م) .

    3. الجواهري , إسماعيل بن حماد ت 393هــــ : الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (تحقيق : احمد عبد الغفور عطار , ط2 , دار العلم للملايين , بيروت /1979م) .

    4. الجوهري , أحمد بن عبد العزيز ت323هـــــــ : السقيفة وفدك (تحقيق : محمد هادي الأميني منشورات مكتبة نينوى الحديثة , طهران / د.ت) .

    5. أبن أبي الحديد , عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائني ت 656 هـ : شرح نهج البلاغة (تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم , ط1 , الدار اللبنانية للنشر , بيروت/ 2008م) .

    6. ابن حزم الأندلسي , أبي محمد علي بن احمد بن سعيد ت 456هــــ : جمهرة انساب العرب (تحقيق وتعليق : عبد السلام محمد هارون , ط5 , دار المعارف , القاهرة /د.ت).

    7. الخطيب البغدادي ت 463هـــــ : تاريخ بغداد (تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا , ط1 دار الكتب العلمية , بيروت/1997م) .

    8. أبن خياط , خليفة بن خياط العصفري ت240هـــــ : تاريخ خلفية بن خياط (تحقيق : سهيل زكار , دار الفكر , بيروت /1993م) .

    9. الرازي , محمد بن أبي بكر بن عبد القادر ت666هــــ : مختار الصحاح (ط1 , دار الفكر عمان/2007م) .

    10. الزبيري , أبي عبد الله مصعب بن عبد الله بن المصعب ت 236هـــــ : نسب قريش (تحقيق : ليفي بروفنسال , ط3 , دار المعار ف , القاهرة / د.ت) .

    11. ابن السائب الكلبي , أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب ت 204هـــــــ : جمهرة النسب (تحقيق : ناجي حسن , ط1 , عالم الكتب – مكتبة النهضة العربية , بيروت/ 1986م).

    12. أبن سعد , محمد بن سعد بن منيع الزهري ت 230هــــ : الطبقات الكبرى (ط1 , دار صادر , بيروت / د. ت) .

    13. الشهيد الثاني , زين الدين علي الجعبي العاملي ت 966هـــــ : شرح اللمعة (تحقيق : السيد محمد كلانتر , ط1 مطبعة أمير , قم المقدسة /1410هـــــ) .

    14. الطبرسي , أحمد بن علي بن أبي طالب من علماء القرن السادس الهجري : الاحتجاج (ط1 , دار الدين القيم , بيروت/د.ت) .

    15. الطبرسي , الفضل بن الحسن ت 548هــــ : مكارم الأخلاق (ط6 , منشورات الشريف الرضي , د. م /1972م) .

    16. الطبري , أحمد بن عبد الله ت 694هــــ : ذخائر العقبى (مكتبة القدسي , القاهرة /1356هــــ) .

    17. الطبري , محمد بن جرير ت310هـــ : تاريخ الأمم والملوك المعروف بتاريخ الطبري (ط1 , الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت/2010م) .

    18. الطبري , محمد بن جرير توفى في القرن الرابع الهجري : دلائل الإمامة (ط1 , مؤسسة البعثة , قم المقدسة /1413هــــ) .

    19. الطريحي , فخر الدين ت 1085هــ : مجمع البحرين (تحقيق : أحمد الحسيني , ط1 مؤسسة التاريخ العربي , بيروت/ 2007م) .

    20. أبن عساكر ت571هـــــــ : تاريخ مدينة دمشق (تحقيق : علي شيري , دار الفكر بيروت/1415هــــ ) .

    21. أبو الفرج الأصفهاني , علي بن الحسين ت 356هـــــ : مقاتل الطالبيين (تحقيق : احمد صقر , ط4 , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت/ 2006م) .

    22. ابن قتيبة الدينوري , أبي محمد عبد الله بن مسلم ت 276هــــــ : الإمامة والسياسة والمعروف بتاريخ الخلفاء (تحقيق : علي شيري , ط1 , منشورات دار الأضواء , بيروت /1990م) .

    23. الكليني , محمد بن يعقوب ت 328 هــــــــ : أصول الكافي ( ط1 , مؤسسة التاريخ العربي , بيروت / 2005م) .

    24. المجلسي , الشيخ محمد باقر ت 1111هــــ : بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (تحقيق : محمد الباقر البهبودي وعبد الرحيم الرباني الشيرازي , ط2 , مؤسسة الوفاء , بيروت /1983م) .

    25. المحقق الحلي , نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن ت 676 هـ : المعتبر في شرح المختصر (ط1 , مطبعة مؤسسة سيد الشهداء , إيران/1364 هـ) .

    26. المفيد , محمد بن محمد بن النعمان البغدادي ت 413هـــــ : الامالي (تحقيق : حسين الأستاذ ولي وعلي أكبر غفاري , ط2 , منشورات دار المفيد , بيروت / 1993م) .

    27. أبن منظور , محمد بن مكرم بن منظور المصري ت 711هـــــ : لسان العرب (دار صادر , بيروت / د. ت) .

  1. ابن هشام , أبو محمد عبد الملك بن هشام الحميري المصري ت 218هــــ : السيرة النبوية (صححه واعتنى به : ناجي إبراهيم سويد , منشورات شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم بيروت / د. ت) .

  2. الهلالي , سليم بن قيس ت 76هـــــ : كتاب سليم بن قيس الهلالي (تحقيق : محمد باقر الأنصاري الزنجاني , ط2 , منشورات دار الحوراء , بيروت/ 2009م) .

  3. اليعقوبي , أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب البغدادي ت 292هــــ : تاريخ اليعقوبي (تعليق : خليل المنصور , ط1 , منشورات دار الزهراء , قم المقدسة/ 2009م) .

المراجع الثانوية :

  1. الأديب , عادل : دور أئمة أهل البيت في الحياة السياسية (ط1 , بيروت /1988) .

  2. الجميلي , رشيد : تاريخ العرب في الجاهلية وعصر الدعوة الإسلامية (ط1 , د. مط بيروت /1972م) .

  3. الحسني , السيد نبيل : دور الخطاب الديني في تغيير البنية الفكرية بين الإصلاح والإفساد (ط1 , دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع , كربلاء المقدسة /2014م) .

  4. الخشن , حسين احمد : الزهراء القدوة (ط3 , دار الزهراء للطباعة والنشر كربلاء المقدسة/ 2003م) .

  5. خليل , د. خليل أحمد : مفاتيح العلوم الإنسانية معجم عربي – فرنسي – إنكليزي (ط1 دار الطليعة للطباعة والنشر , بيروت/1989م) .

  6. الزبيدي , قيصر عبد الكريم جاسم : المعارضة العلوية للسلطة في روايات الحليين (ط1 منشورات مؤسسة دار الصادق u , بابل/ 2009م) .

  7. الزبيدي , محمد مرتضى الحسيني ت 1205هـــــ : تاج العروس من جواهر القاموس (تحقيق : مجموعة من العلماء , مطبعة حكومة الكويت , الكويت/ 1975م) .

  8. زهران , حامد عبد السلام : علم النفس الاجتماعي (ط1 , منشورات عالم الكتب القاهرة/1984م) .

  9. أبو زهرة , أحمد : الخطابة أصولها وتاريخها (ط1 , دار الفكر العربي  القاهرة/1934م).  

  10. شاكر , كمال مصطفى : مختصر تفسير الميزان (ط3 , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت /2006م) .

  11. الشاكري , حسين : فاطمة بضعة مني (ط1 , دار المحجة البيضاء , بيروت/ 2010م).

  12. الطائي , الشيخ نجاح : اغتيال النبي (ط1 , دار الهدى لإحياء التراث بيروت/1419هـــــ) .

  13. عطية الله , أحمد : القاموس السياسي (ط3 , دار النهضة العربية , القاهرة /1968م) .

  14. عمر , أحمد مختار : معجم اللغة العربية المعاصرة (ط1 , عالم الكتب  القاهرة/2008م) .

  15. العواد , انتصار عدنان عبد الواحد : السيدة فاطمة الزهراء دراسة تاريخية (ط1 شركة الحرف العربي , بيروت/ 2009م) .

  16. القزويني , محمد كاظم : فاطمة الزهراءمن المهد إلى اللحد (ط1 , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت/2010م) .

  17. الكعبي , علي موسى : سيدة النساء فاطمة الزهراء (ط1 , مطبعة ستارة , قم المقدسة/ د.ت) .

  18. الكيالي , د. عبد الوهاب وآخرون : موسوعة السياسة (ط2 , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت/ 1993م) .

  19. الملاح , هاشم يحيى : الوسيط في السيرة النبوية والخلافة الراشدة (ط2 , دار الكتب العلمية , بيروت/2011م) .

المقالات والأبحاث :

  1. الاسدي , محمد كريم : سيدة النساء العلة الغائية للوجود (مجلة النجف الأشرف , السنة العاشرة العدد (14) مؤسسة المرتضى للثقافة والإرشاد , النجف الأشرف/1435هـ ) .

  2. السلمي , عياض نامي : تجديد الخطاب الديني ومفهومه وضوابطه (مركز التميز البحثي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , السعودية / د.ت) .

  3. العربي , بن داود ومريم زادري : تأثير فعالية الاتصال الأسري على التنشئة الاجتماعية (جامعة قاصدي مرباح ورقلة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية , قسم العلوم الاجتماعية الجزائر/ 2013م) .

  4. هاني , ظاهر محسن : الثقافة الإسلامية لدى الأبناء ودور التنشئة الأسرية في ظل التحديات الراهنة دراسة ميدانية (مجلة كلية التربية الأساسية , جامعة بابل/2014م) .

الانترنيت :

  1. موقع الويكيبيديا الموسوعة الحرة ,https//ar. wikipedia.org

[1])) سورة التوبة , آية 71 .

([2]) سورة الممتحنة , آية 12 .

[3])) إن أصل هذه الكلمة هو باليونانية القديمة مشتقة من كلمة إيديا وتعني الفكرة , وفي رأي آخر إن هذه اللفظة انتشرت في عصر التنوير وأول من استخدمها الفيلسوف والمفكر الفرنسي دي تراسي , ينظر : مقالة عن أيديولوجيا في موقع الويكيبيديا الموسوعة الحرة على :https//ar. wikipedia.org

([4]) عمر , أحمد مختار : معجم اللغة العربية المعاصرة (ط1 , عالم الكتب , القاهرة/2008م) , م1 , ص143 .

([5]) إسماعيل بن حماد ت 393هــــ : الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (تحقيق : احمد عبد الغفور عطار , ط2 , دار العلم للملايين , بيروت /1979م) , م1 , ص121 .

([6]) محمد بن مكرم بن منظور المصري ت 711هـــــ : لسان العرب (دار صادر , بيروت / د. ت) , م1 , ص361 .

([7]) الرازي , محمد بن أبي بكر بن عبد القادر ت666هــــ : مختار الصحاح (ط1 , دار الفكر , عمان/2007م) ص90.

([8]) الحسني , السيد نبيل : دور الخطاب الديني في تغيير البنية الفكرية بين الإصلاح والإفساد (ط1 , دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع , كربلاء المقدسة /2014م) , ص14-15 .

([9]) مختار الصحاح , ص107 .

([10]) لسان العرب , م13 , ص169 .

([11]) لسان العرب , م6 , ص429-430 .

([12]) محمد مرتضى الحسيني ت 1205هـــــ : تاج العروس من جواهر القاموس (تحقيق : مجموعة من العلماء , مطبعة حكومة الكويت , الكويت / 1975م) , ج4 , ص168 .

([13]) موقع الويكيبيديا الموسوعة الحرة على :https//ar. wikipedia.org

([14]) أحمد مختار عمر : معجم اللغة العربية المعاصرة , م1 , ص144 .

([15]) موقع الويكيبيديا الموسوعة الحرة على :https//ar. wikipedia.org

([16]) موقع الويكيبيديا الموسوعة الحرة على :https//ar. wikipedia.org

([17]) أبو زهرة , أحمد : الخطابة أصولها وتاريخها (ط1 , دار الفكر العربي , القاهرة /1934م) , ص150 ؛ السيد نبيل الحسني : دور الخطاب الديني , ص25-26 .

([18]) سورة آل عمران , آية 19 . 

([19]) سورة الكافرون , آية 6 .

([20]) فخر الدين ت 1085هــ : مجمع البحرين (تحقيق : أحمد الحسيني , ط1 , مؤسسة التاريخ العربي , بيروت/ 2007م) , م3 , ج6 , ص474 .

([21]) السلمي , عياض نامي : تجديد الخطاب الديني ومفهومه وضوابطه (مركز التميز البحثي , جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , السعودية / د.ت) , ص5 .

([22]) عطية الله , أحمد : القاموس السياسي (ط3 , دار النهضة العربية , القاهرة /1968م) , ص661 ؛ خليل , د. خليل أحمد : مفاتيح العلوم الإنسانية معجم عربي – فرنسي – إنكليزي (ط1 , دار الطليعة للطباعة والنشر , بيروت /1989م) , ص235 ؛ الكيالي , د. عبد الوهاب وآخرون : موسوعة السياسة (ط2 , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت / 1993م) , ج3 , ص362 – 363 .

([23]) ابن منظور : لسان العرب , م1 , ص170 .

([24]) الرازي : مختار الصحاح , ص299 .

([25]) زهران , حامد عبد السلام : علم النفس الاجتماعي (ط1 , منشورات عالم الكتب , القاهرة /1984م) , ص243 .

([26]) هاني , ظاهر محسن : الثقافة الإسلامية لدى الأبناء ودور التنشئة الأسرية في ظل التحديات الراهنة دراسة ميدانية (مجلة كلية التربية الأساسية , جامعة بابل /2014م) , العدد 17 , ص349 .

([27]) العربي , بن داود ومريم زادري : تأثير فعالية الاتصال الأسري على التنشئة الاجتماعية (جامعة قاصدي مرباح ورقلة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية , قسم العلوم الاجتماعية , الجزائر / 2013م) , ص1 .

([28]) المصدر نفسه , ص1 .

([29]) المصدر نفسه , ص3-4 .

([30]) اختلفت الروايات التاريخية في ذلك , فذكر ابن سعد الزهري : ((…ولدتها وقريش تبني البيت وذلك قبل النبوة بخمس سنين)) , مما يعني إن عمر الرسول  خمس وثلاثين سنة , ينظر : محمد بن سعد بن منيع ت 230هــــ : الطبقات الكبرى (ط1 , دار صادر , بيروت / د. ت) , ج8 , ص19 ؛ في حين ذكر انه كان في العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين من مولد الرسول  , أي سنة خمس للبعثة النبوية , ينظر : الطبري , محمد بن جرير توفى في القرن الرابع الهجري : دلائل الإمامة (ط1 , مؤسسة البعثة , قم المقدسة /1413هــــ) , ص79 وهذا الاختلاف يعود إلى عدم وجود تقويم ثابت للعرب قبل الهجرة النبوية .

[31])) ينظر : ابن السائب الكلبي , أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب ت 204هـــــــ : جمهرة النسب (تحقيق : ناجي حسن , ط1 , عالم الكتب – مكتبة النهضة العربية , بيروت / 1986م) , ص29 ؛ ابن هشام , أبو محمد عبد الملك بن هشام الحميري المصري ت 218هــــ : السيرة النبوية (صححه واعتنى به : ناجي إبراهيم سويد , منشورات شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم  بيروت , د. ت) , ج1 , ص7 ؛ الزبيري , أبي عبد الله مصعب بن عبد الله بن المصعب ت 236هـــــ : نسب قريش (تحقيق : ليفي بروفنسال , ط3 , دار المعار ف , القاهرة / د.ت) , ج1 , ص20 ؛ ابن حزم الأندلسي , أبي محمد علي بن احمد بن سعيد ت 456هــــ : جمهرة انساب العرب (تحقيق وتعليق : عبد السلام محمد هارون , ط5 , دار المعارف , القاهرة /د.ت) , ج1 , ص16-17 . 

([32]) سورة الأنبياء , آية 107 .

([33]) سورة القلم , آية 4 .

([34]) ينظر : شاكر , كمال مصطفى : مختصر تفسير الميزان (ط3 , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت /2006م) , ص392 , ص626 .

([35]) ينظر : أبن إسحاق , محمد بن إسحاق بن يسار ت 151هــــ : سيرة ابن إسحاق المسمى كتاب السير والمغازي (تحقيق : سهيل زكار , ط1 , منشورات دار الفكر , بيروت/1978م) , ص108 .

([36]) ينظر : ابن إسحاق : سيرة , ص82 , ص245 ؛ ابن هشام : السيرة النبوية , ج1 , ص110.

([37]) ابن إسحاق : سيرة , ص244 .

([38]) ابن إسحاق : سيرة , ص244 .

([39]) القصب هنا هو لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف , ينظر : ابن إسحاق : سيرة , ص243 , المحقق هامش (4) .

([40]) ابن إسحاق : سيرة , ص243 .

([41]) ابن إسحاق : سيرة , ص243 .

([42]) سيرة , ص243 .

([43]) السيرة النبوية , ج1 , ص109 .

([44]) ينظر : ابن إسحاق : السيرة , ص129-213 ؛ ابن هشام : السيرة النبوية , ج1 , ص134-247 .

([45]) السلى : لفافة الجنين في الدواب والإبل , وهو في الناس المشيمة , أبن منظور : لسان العرب , ج14 , ص394 .

([46]) الفرث : السرجين ما دام في الكرش والجمع فروث , وأفرث الكرش شقها وألقى ما فيها , الرازي : مختار الصحاح , ص228 .

([47]) أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب البغدادي ت 292هــــ : تاريخ اليعقوبي (تعليق : خليل المنصور , ط1   منشورات دار الزهراء , قم المقدسة , 2009م) , ج2 , ص17 .

[48])) السيرة النبوية , ج1 , ص139 .

([49]) ابن هشام : السيرة النبوية , ج2 , ص241 .

[50])) تاريخ , ج2 , ص23 .

[51])) ذكر الاربلي إنهن : ((… فاطمة بنت محمد  , وفاطمة بنت أسد أمه , وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب…)) ينظر : أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح ت 693هـــــ : كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط1 , دار المرتضى , بيروت /2006م) ، ج2 , ص30 .

[52])) ينظر : أبن هشام : السيرة النبوية , ج2 , ص287 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص27 ؛ الاربلي : كشف الغمة , ج2 , ص30 .

([53]) ينظر : ابن هشام : السيرة النبوية , ج2 , ص361-831 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص29-52 .

([54]) ابن هشام : السيرة النبوية , ج3 , ص495 .

[55])) سبق القول إلى إن ولادتها كانت بروايتين الأولى قبل البعثة بخمس سنين أو بعدها بخمس سنين , ينظر هامش رقم (1) , ص6 .

([56]) الفضل بن الحسن ت 548هــــ : مكارم الأخلاق (ط6 , منشورات الشريف الرضي , د. م /1972م) , ص315 .

[57])) العواد , انتصار عدنان عبد الواحد : السيدة فاطمة الزهراء دراسة تاريخية (ط1 , شركة الحرف العربي بيروت , 2009م) , ص 547 .

([58]) عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائني ت 656 هـ : شرح نهج البلاغة (تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم , ط1 , الدار اللبنانية للنشر , بيروت , 2008م) , ج17 , ص263 . 

([59]) الاربلي : كشف الغمة , ج2 , ص96 .

[60])) ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة , ج15 , ص17 .

([61]) العواد , السيدة فاطمة الزهراء , ص 549 .

([62]) سورة الإنسان , آية 8 .

([63]) الكعبي , علي موسى : سيدة النساء فاطمة الزهراء (ط1 , مطبعة ستارة , قم/ د.ت) , ص 118 .

([64]) أبن منظور : معجم لسان العرب , ج7 , ص168 .

([65]) محمد بن يعقوب : أصول الكافي ( ط1 , مؤسسة التاريخ العربي , بيروت , 2005م) , ج1 , ص242.

([66]) بحار الأنوار , ج26 , ص156 .

[67])) الاسدي , محمد كريم : سيدة النساء العلة الغائية للوجود (مجلة النجف الأشرف , السنة العاشرة , العدد (14) مؤسسة المرتضى للثقافة والإرشاد , النجف الأشرف/1435هـ ) , ص 17 .

([68]) المحقق الحلي , نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن ت 676 هـ : المعتبر في شرح المختصر (ط1 , مطبعة مؤسسة سيد الشهداء إيران/1364 هـ) , ج1 , ص248-249 .

[69])) محمد كاظم : فاطمة الزهراءمن المهد إلى اللحد (ط1 , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت/ 2010م) ص215 .

([70]) محمد بن محمد بن النعمان البغدادي ت 413هـــــ : الامالي (تحقيق : حسين الأستاذ ولي وعلي أكبر غفاري , ط2 منشورات دار المفيد , بيروت / 1993م) , ص96 .

[71])) نبيل الحسني : دور الخطاب الديني , ص142 .

[72])) الوث : الطي , قيل لاث العمامة على رأسه يلوثها لوثاً أي عصبها , أبن منظور : لسان العرب , ج2 , ص185 . 

([73]) اللمة : من اللم وهو الجمع الكثير , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج12 , ص547 .

([74]) حفدتها : من الحفد والحفدة وهم الأعوان والخدمة , أبن منظور : لسان العرب , ج3 , ص153 .

([75]) أي كانت أثوابها طويلة تستر قدميها وتضع عليها قدمها عند المشي , وجمع الذيل باعتبار الأجزاء أو تعدد الثياب .

([76]) تخرم : بمعنى ما خرمت منه شيئاً , أي ما نقصت وما قطعت والتخرم والانخرام التشقق , أبن منظور :  لسان العرب , ج12 , ص170 . 

([77]) حشد : حشد القوم يحشدهم بمعنى جمعهم , أبن منظور : لسان العرب , ج3 , ص150 .

([78]) فنيطت : ناط الشيء ينوطه نوطاً بمعنى علقه , والنوط ما علق , أبن منظور : لسان العرب , ج7 , ص418.

([79]) الملاءة : هي الملحفة أو الإزار , أبن منظور : لسان العرب , ج1 , ص158 .

([80]) جهش : جهش للبكاء يجهش جهشاً وأجهش كلاهما أستعد له واستعبر, أبن منظور : لسان العرب , ج6 , ص276.

([81]) أرتج : هي الرجرجة والاضطراب , وارتج البحر أضطرب , أبن منظور : لسان العرب , ج2 , ص281 .

([82]) النشيج : الصوت وهو أشد البكاء , أبن منظور : لسان العرب , ج2 , ص377 . 

([83]) فورتهم : من فار الشيء فوراً وفورانا , غلت وجاشت , أبن منظور : لسان العرب , ج5 , ص67 .

([84]) الطبرسي , أحمد بن علي بن أبي طالب من علماء القرن السادس الهجري : الاحتجاج (ط1 , دار الدين القيم بيروت/د.ت) , ج1 , ص100-101 . 

[85])) ينظر : الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص101-102 .

([86]) العود ثاني البدء , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج3 , ص315 .

([87]) الشطط : تجاوز القدر والتباعد عن الحق , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج7 , ص333 .

([88]) سورة التوبة , آية 128 . 

([89]) عزوته إلى أبيه , أي نسبته إليه , أي إن ذكرتم نسبه وعرفتموه تجدوه أبي , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج7 , ص387 .

[90])) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص102 .

([91]) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص102-104 .

([92])الحسك : حسك السعدان , وحسك الصدر الحقد والعداوة , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج10 , ص411 .

([93]) السمل : الخلق من الثياب , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج11 , ص345 ؛ الجلباب : الرداء وقيل المقنعة تغطي بها المرأة رأسها وظهرها وصدرها , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج1 , ص272 .

([94]) كاظم : من الكظم وهو السكوت , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج2 , ص519 .

([95]) تعني إن وفاة الرسول محمد  كانت قريبة العهد .

([96]) الكلم رحيب : الجرح الواسع , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج7 , ص876 .

([97]) يقبر : يدفن , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج12 , ص235 .

([98]) أبتداراً : بسرعة وبادره سارع إليه , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج1 , ص348 .

([99]) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص104 .

([100]) ينظر : أبن خياط , خليفة بن خياط العصفري ت240هـــــ : تاريخ خلفية بن خياط (تحقيق : سهيل زكار , دار الفكر , بيروت /1993م) , ص64-78 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص87-90 ؛ الطبري , محمد بن جرير ت310هـــ : تاريخ الأمم والملوك المعروف بتاريخ الطبري (ط1 , الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت/2010م) ج2 , ص229-278 .

[101])) تاريخ , ج2 , ص87 .

([102]) اليمن : حدودها بين عمان إلى نجران ومن عدن إلى الشحر , يحيط بها البحر من الشرق والغرب والجنوب , وتسمى باليمن الخضراء لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها , ينظر : ياقوت الحموي : معجم البلدان , ج5 , ص447 .

([103]) اليمامة : وأسمها قديماً جواً , وهي معدودة في نجد , وقاعدتها هجر , وبين اليمامة والبحرين عشرة أيام , ينظر : ياقوت الحموي : معجم البلدان , ج5 , ص442 .

([104]) اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص87 .

([105]) أبن خياط : تاريخ خليفة بن خياط , ص64 .

([106]) ينظر : أبن خياط : تاريخ خليفة بن خياط , ص64 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص87 ؛ الملاح , هاشم يحيى : الوسيط في السيرة النبوية والخلافة الراشدة (ط2 , دار الكتب العلمية , بيروت /2011م) , ص307-308 .

([107]) لما أسر عيينة بن حصن وجلب إلى المدينة فجعل الصبيان يصيحون به : ((يا مرتد فيقول : ما آمنت طرفة عين قط…)) , ينظر : اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص88 .

([108]) سورة آل عمران , آية 85 .

([109]) تسكن نفرتها : تهدأ قوتها وشدتها , وعنت بها الفتنة , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج5 , ص476 .

([110]) يسلس قيادها : شيء سلس لين وسهل , ورجل سلس أي لين منقاد , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج6 ص106 ؛ قيادها : بمعنى القود وهو نقيض السوق , فقود الدابة من الإمام إما سوقها فمن الخلف , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج3 , ص370 .

[111])) الوقد : نفس النار , والوقود الحطب , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج3 , ص465 .

([112]) الجمر النار المتقدة واحدته جمرة , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج4 , ص144 .

([113]) هتاف : الهتف والهتاف الصوت الجافي العالي , وقيل الصوت الشديد , وهتف به أي صاح به , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج9 , ص344 .

([114]) إهماد : همدت النار تهمد هموداً طفئت طفوءاً , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج3 , ص436 .

([115]) ارتغاء : أرتغيت شربت الرغوة , والارتغاء سخف الرغوة واحتساؤها , وقيل بل هي رغوة اللبن , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج14 , ص329 .

([116]) الخمرة : الخمر بالتحريك ما واراك من الشجر والجبال ونحوها , يقال توارى الصيد في خمر الوادي , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج5 , ص254 ؛ والضراء : بالفتح وتخفيف الراء هو الشجر الملتف , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج14 , ص482 .

([117]) الحز : القطع وقيل الحز القطع من الشيء في غير إبانة , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج5 , ص334 ؛ والمدى : هي جمع مدية وهي السكين والشفرة , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج15 , ص272 .

([118]) الوخز : الطعن بالرمح أو الخنجر غير نافذ , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج5 , ص428 . 

[119])) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص104-105 .

([120]) سورة الشورى , آية 23 .

[121])) سورة الأنفال , آية 41 .

([122]) سورة المائدة , آية 50 .

([123]) الضاحية : ضاحياً أي ظاهراً بيناً , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج14 , ص474 .

([124]) سورة النمل , آية 16 .

([125]) سورة مريم , آية 5-6 .

([126]) سورة الأنفال , آية 75 .

([127]) سورة النساء , آية 11 .

([128]) سورة البقرة , آية 180 .

([129]) الخطام كل ما وضع في أنف البعير ليقاد به والجمع خطم , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج12 , ص186 .

([130]) الاقتباس من موضعين : أحدهما من سورة الإنعام , آية 67 ؛ والثاني في سورة هود , آية 39 .

([131]) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص105 .

([132]) الشهيد الثاني , زين الدين علي الجعبي العاملي ت 966هـــــ : شرح اللمعة (تحقيق : السيد محمد كلانتر , ط1 مطبعة أمير , قم المقدسة /1410هـــــ) , ج8 , ص20 . 

[133])) في الإسلام نص الله تعالى في محكم كتابه على حق الأنثى في الإرث , قال تعالى : {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} , سورة النساء , آية 11 ؛ وقال تعالى : {وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} , سورة النساء , آية 176 .

([134]) ينظر : الجميلي , رشيد : تاريخ العرب في الجاهلية وعصر الدعوة الإسلامية (ط1 , د. مط , بيروت /1972م) ص49-50 ؛ هاشم يحيى الملاح : الوسيط في السيرة النبوية والخلافة الراشدة , ص30 .

([135]) ينظر : الخطيب البغدادي ت 463هـــــ : تاريخ بغداد (تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا , ط1 , دار الكتب العلمية بيروت/1997م) , ج1 , ص333 ؛ أبن عساكر ت571هـــــــ : تاريخ مدينة دمشق (تحقيق : علي شيري , دار الفكر بيروت /1415هــــ ) , ج42 , ص259 . 

([136]) ينظر : الطبري أحمد بن عبد الله ت 694هــــ : ذخائر العقبى (مكتبة القدسي القاهرة /1356هــــ) , ص6 ؛ المجلسي الشيخ محمد باقر ت 1111هــــ : بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (تحقيق : محمد الباقر البهبودي وعبد الرحيم الرباني الشيرازي , ط2 , مؤسسة الوفاء , بيروت /1983م) , ج23 , ص269 .

([137]) لمزيد من التفاصيل في أحقية أئمة أهل البيت  في خلافة الرسول  ووراثته ينظر : الاربلي : كشف الغمة , ج1 , ص57-61 .

[138])) إن من موانع الإرث هو الكفر إذ ((… يمنع الإرث للمسلم الكفر بجميع أصنافه وإن أنتحل معه الإسلام فلا يرث الكافر حربياً أم ذمياً أم خارجياً أم ناصبياً أم غالياً , والمسلم يرث الكافر ويمنع ورثته الكفار وإن قربوا وبعد …)) ينظر : الشهيد الثاني : شرح اللمعة , ج8 , ص26 .

([139]) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص107-109 .

([140]) الصدوف الميل عن الشيء , وصدف عنه أعرض , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج9 , ص187 .

([141]) قفوت فلان أتبعت أثره , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج15 , ص192 ؛ وكل مرتفع سور , وفي رواية سورة الرأس ومنه سور المدينة , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج4 , ص384 .

[142])) بغى : من البغية وهي الطلبة , وقيل البغي العدوان , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج14 , ص75 .

([143]) الغوائل : الدواهي , وغائلة أي أمر منكراً داهية , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج11 , ص507 . 

[144])) سورة مريم , آية 6 .

([145]) سورة النمل , آية 16 .

([146]) أزاح : زحزحه فتزحزح , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج3 , ص456 .

[147])) التظني : إعمال الظن وأصله التظنن , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج13 , ص272 .

([148]) الغابر : الباقي وقد يطلق على الماضي , أبن منظور : معجم لسان العرب , ج7 , ص378 .

[149])) سورة يوسف , آية 18 . 

[150])) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص109 .

([151]) لمزيد من التفاصيل ينظر : الطائي , الشيخ نجاح : اغتيال النبي  (ط1 , دار الهدى لإحياء التراث بيروت/1419هـــــ) , ص62-77 .

(1) سورة البقرة , آية 12 .

(2) سورة يونس , آية 35 .

([154]) الجوهري , أحمد بن عبد العزيز ت323هـــــــ : السقيفة وفدك (تحقيق : محمد هادي الأميني , منشورات مكتبة نينوى الحديثة , طهران / د.ت) , ص120 .

([155]) نبيل الحسني : دور الخطاب الديني , ص161 . 

([156]) ينظر : الهلالي , سليم بن قيس ت 76هـــــ : كتاب سليم بن قيس الهلالي (تحقيق : محمد باقر الأنصاري الزنجاني ط2 , منشورات دار الحوراء , بيروت / 2009م) , ص138–160 ؛ ابن هشام : السيرة النبوية , ج4 , ص842–845 ؛ ابن قتيبة الدينوري , أبي محمد عبد الله بن مسلم ت 276هــــــ : الإمامة والسياسة والمعروف بتاريخ الخلفاء (تحقيق : علي شيري , ط1 , منشورات دار الأضواء , بيروت /1990م) , ج1 , ص21–35 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص83–86 .

([157]) اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص83 .

([158]) استندوا إلى شرعية سياسية كان أساسها إنهم (أنصار الله وكتيبة الإسلام) , ينظر : ابن هشام : السيرة النبوية , ج4 ص843 ؛ أو (السابقة في الدين وفضيلة في الإسلام) , ينظر : ابن قتيبة الدينوري : الإمامة والسياسة , ج1 ص22.

([159]) السيرة النبوية , ج4 , ص844 . 

([160]) الإمامة والسياسية , ج1 , ص23 .

([161]) تاريخ , ج2 , ص83 .

([162]) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص72 .

([163]) الأديب , عادل : دور أئمة أهل البيت في الحياة السياسية (ط1 , بيروت /1988) , ص75 .

([164]) ينظر : الهلالي : كتاب سليم , ص153–154 ؛ الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص85 .  

([165]) ينظر : الهلالي : كتاب سليم , ص153–154 ؛ الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص85 .  

([166]) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص107 .

([167]) نبيل الحسني : دور الخطاب الديني , ص164 , بتصرف .

([168]) المعشر : الجماعة , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص568 ؛ النقيبة : يمن الفعل , ابن منظور : لسان العرب , ج1 , ص765 .

([169]) الغميزة : ضعف العمل وجهلة في العقل , أبن منظور : لسان العرب , ج5 , ص388 .

([170]) السنة : النعاس من غير نوم , أبن منظور : لسان العرب , ج13 , ص449 .

([171]) أي سرعان وسرعان إي سرع كل ذلك , أبن منظور : لسان العرب , ج10 , ص513 .

([172]) أيه : كلمة زجر بمعنى حسبك , أبن منظور : لسان العرب , ج13 , ص473 .

([173]) بنو قيلة : هم الأوس والخزرج , قبيلتا الأنصار , وقيلة هي أسم أم لهم قديم وهي قيلة بنت كاهل .

([174]) هضمه يهضمه هضما وأهضمه وتهضمه ظلمه وغصبه وقهره , أبن منظور : لسان العرب , ج12 , ص613 .

([175]) القوم المجتمعون , أبن منظور : لسان العرب , ج15 , ص313 .

([176]) الخبرة : الدعوة أو نداء المظلوم للنصرة , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص226 .

([177]) أخلد إليها أي ركن إليها , أبن منظور : لسان العرب , ج3 , ص164 .

([178]) الخفض والخفيضة جميعا لين العيش وسعته , أبن منظور : لسان العرب , ج7 , ص145 .

([179]) إشارة إلى حق الإمام علي u في الخلافة والحكم .

([180]) الدعة : الخفض بالعيش والراحة , أبن منظور : لسان العرب , ج8 , ص380 .

([181]) مج الشراب والشيء من فيه يمجه مجاً ومج به رماه , أبن منظور : لسان العرب , ج2 , ص361 .

([182]) الدسع : الدفع , أبن منظور : لسان العرب , ج6 , ص568 .

([183]) ساغ الشراب في الحلق يسوغ سوغاً وسواغاً سهل مدخله في الحلق , أبن منظور : لسان العرب , ج8 , ص435 .

([184]) سورة إبراهيم , آية 8 .

[185])) الاحتجاج : الطبرسي , ج1 , ص105-107 .

([186]) لمزيد من التفاصيل عن دور الإمام علي u في معارك الرسول  , ينظر : الزبيدي , قيصر عبد الكريم جاسم : المعارضة العلوية للسلطة في روايات الحليين (ط1 , منشورات مؤسسة دار الصادق u , بابل / 2009م) ص42-51 .

([187]) وذلك بسبب العداوة القديمة بين الأوس والخزرج , وتخوف الأوس عن التخلف لبيعة أبي بكر إذا غلب عليها الخزرج , وكذلك حسد أسيد بن حضير الخزرجي وبشير بن سعد الخزرجي لسعد بن عبادة الخزرجي لتقديم الخزرج له عليهما في تولي الحكم , فسارعا إلى بيعة أبي بكر نكاية به , لمزيد من التفاصيل ينظر : أبن قتيبة الدينوري , أبي محمد عبد الله بن مسلم ت 276 هــــ : الإمامة والسياسة (تحقيق : علي شيري , ط1 , دار الأضواء , بيروت/1990م) ج1 , ص25-27 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص83 -84 .

([188]) الجوهري : السقيفة وفدك , ص120 . 

[189])) الخشن , حسين احمد : الزهراء القدوة (ط3 , دار الزهراء للطباعة والنشر , كربلاء المقدسة , 2003م)     ص 203 .

([190]) خامر الشيء قاربه وخالطه , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص254 .

([191]) الغدر ضد الوفاء بالعهد , أبن منظور : لسان العرب , ج5 , ص8 .

([192]) أستشعر الثوب لبسه , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص410 .

([193]) فاض الماء والدمع ونحوهما أي كثر , أبن منظور : لسان العرب , ج7 , ص210 .

([194]) النفث شبيه بالنفخ , أبن منظور : لسان العرب , ج2 , ص195 .

([195]) الخور : الضعف , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص261 .

([196]) القناة : الرمح , أبن منظور : لسان العرب , ج8 , ص76 .

([197]) البث الحزن والغم الذي تفضي به إلى صاحبك , أبن منظور : لسان العرب , ج2 , ص14 .

([198]) تقدمة الحجة : إعلام الرجل قبل وقت الحاجة قطعاً لاعتذاره بالغفلة , أبن منظور : لسان العرب , ج5 , ص358.

([199]) أحتقب خيراً أو شراً أدخره , أبن منظور : لسان العرب , ج1 , ص324 ؛ والدبرة بالتحريك قرحة الدابة والبعير , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص268 .

([200]) النقب : الثقب في أي شيء كان , أبن منظور : لسان العرب , ج1 , ص765 .

([201]) الشنار : العيب والعار , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص430 .

([202]) اقتباس من سورة الهمزة , آية 6-7 .

([203]) سورة الشعراء , آية 227 . 

([204]) اقتباس من سورة هود , آية 121 – 122 .

([205]) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص107 .

[206])) القول في الخير والشر والقال والقيل في الشر خاصة , أبن منظور : لسان العرب , ج11 , ص572 .

([207]) أغضيت على الشيء سكت عنه , أبن منظور : لسان العرب , ج15 , ص128 . 

([208]) اقتباس من سورة محمد , آية 24 .

([209]) الرين الطبع والدنس , وجاءت بمعنى غلب وختم وطبع , أبن منظور : لسان العرب , ج13 , ص192 .

([210]) التأويل هو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي , أبن منظور : لسان العرب , ج11 , ص32 .

([211]) شاوره مشاورة , طلب منه المشورة , أبن منظور : لسان العرب , ج4 , ص434 .

([212]) غب الأمر ومغبته عاقبته وآخره , أبن منظور : لسان العرب , ج1 , ص634 .

([213]) الوبال في الأصل الثقل والمكروه , ويراد به العذاب في الآخرة , أبن منظور : لسان العرب , ج11 , ص718 .

([214]) الضراء هو بالفتح والتخفيف الشجر الملتف , أبن منظور : لسان العرب , ج14 , ص482 .

([215]) اقتباس من سورة الزمر , آية 47 .

([216]) اقتباس من سورة غافر , آية 78 .

[217])) الطبرسي : الاحتجاج , ج1 , ص109 .

([218]) الجوهري : السقيفة وفدك , ص121 .

([219]) ينظر : خليفة بن خياط : تاريخ خليفة بن خياط , ص124-132 ؛ أبن قتيبة الدينوري : الإمامة والسياسة , ج1 , ص46-65 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص121-122 .

([220]) ينظر : خليفة بن خياط : تاريخ خليفة بن خياط , ص181-192 ؛ أبن قتيبة الدينوري : الإمامة والسياسة , ج1 , ص227-243 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص174-175 .

([221]) ينظر : خليفة بن خياط : تاريخ خليفة بن خياط , ص340-342 ؛ اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص262-266 ؛ الطبري : تاريخ , ج5 , ص209-240 .

([222]) ينظر : اليعقوبي : تاريخ , ج2 , ص283-284 ؛ الطبري : تاريخ , ج5 , ص361-368 ؛ أبو الفرج الأصفهاني علي بن الحسين ت 356هـــــ : مقاتل الطالبيين (تحقيق : احمد صقر , ط4 , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات   بيروت/ 2006م) , ص364-385 .

[223])) الشاكري , حسين : فاطمة بضعة مني (ط1 , دار المحجة البيضاء , بيروت , 2010م) , ص 70 .