مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
بحوث المسابقة الثانية (الارث الفاطمي دراسة موضوعية ) ا.م.د فضيلة عبوسي محسن /جامعة الكوفة /كلية الفقه
+ = -

الإرث الفاطمِيّ دراسة موضوعية

    كلية الفقه / جامعة الكوفة    1439ه  / 2018م

    المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

وبعد000

لعل العنوان يبدو غريباً عندما يطرق الأسماع لأول وهلةٍ ؛ فيقول السامع في نفسه إن الزهراء(عليها السلام) هي(عليها السلام) من غصب إرثها فكيف توّرثّ؟؛ فهذا ما يكشف عنه البحث الذي جاء بعنوان(الإرث الفاطمي دراسة موضوعية)؛لأنها(عليها السلام) وإن سلب إرثها غصباً،لكنها خلفت لنا إرثاً لا ينضب عبر التاريخ بل حتى قيام الساعة؛وهذا الإرث فيه صلاح للأمة عامة، وللمرأة خاصة، إذ إن الزهراء(عليها السلام) عندما طالبت بحقها في فدك لم تكن عن حاجة مادية، وإنما من أجل احقاق الحق في تطبيق الشريعة الاسلامية،وإحياء  معالم الدين الاسلامي في الرجوع الى مصدر التشريع الاسلامي ألا وهو القرآن الكريم، وعدم اتباع الهوى في التشريع ،حتى وإن كان الحقد والكراهية والحسد يسود بعض العلاقات السائدة في المجتمع آنذاك  إلا أن ذلك لم يمنع من تطبيق الشريعة الاسلامية في المعاملات والعبادات،فهي أرادت أن تبين للبشرية جمعاء أياً كان الفرد فحقوقه محفوظة في ظل الاسلام، فلو سكتت الزهراء(عليها السلام) وهي بنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أنزل عليه مصدر التشريع الاسلامي (القرآن الكريم) ؛ لفتحت الباب أمام الآخر ليتبع هواه في كل شيء،ومن هنا طالبت الزهراء بحقها،وخطبت خطبة فدك المشهورة التي تحمل في طياتها معالم  النهج العقلي في محاججة الآخر،والثبات على الحق بالاستناد الى القرآن الكريم ،والسنة النبوية الشريفة؛ لذا جعلتها  عنواناً للمبحث الثاني في البحث وهو: النهج العقلي في الخطبة الفدكية، بينما جاء المبحث الأول بعنوان:الآلئ الفاخرة في تراث الزهراء الطاهرة(عليها السلام) الذي اشتمل على صلاة الزهراء(عليها السلام) و(تسبيح الزهراء(عليها السلام) و مصحف فاطمة(عليه السلام) ، ودعاء الزهراء(عليها السلام)، وقد سبقهما تمهيد بعنوان:  مفهوم الإرث الفاطمِيّ ،وشذرات من سيرة البتول(عليها السلام) من الولادة وحتى الوفاة،ثم جاء الخاتمة تضمنت النتائج التي أثمرها البحث ،وتلتها الهوامش مشفوعة بالمصادر.

وأخيراً وليس آخراً أرجو أن أكون قد وفقت في تناول شذرة من شذرات الإرث الفاطمي ؛لأن إرثها معين لاينضب،فما شاء ربي كان وما لم يشأ لم يكن ،وليس كما أراد الآخر واختم بقوله تعالى:﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾الأنفال/30

التمهيد

                                 أولاً: مفهوم الإرث الفاطمِيّ

مصطلح الإرث الفاطمي يتألف من جزأين هما الموصوف (الإرث) في اللغة من ورث يرث  بمعنى الإبقاء للشيء فقد جاء في كتاب العين  ((الإيراث الإبقاءُ للشيء . . يورثُ أي : يُبقى ميراثاً))

[1]، ويقولون للميراث وِرْثٌ وإِرثٌ، وأَصلُ همزته واو لأَنه من وَرِثَ يَرِثُ والإِرْثُ من الشيء البقية من أَصله والجمع إراث[2]؛فالإرث في اللغة يرجع الى معنيين أحدهما الإرث الدائم الذي يتعلق بالله  سبحانه وتعالى إذ قال تعالى﴿وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾ الحجر/23، والمعنى الآخر الذي يتعلق بالإرث الذي ينتقل من فرد الى آخر بحسب درجة القرابة من الميت في قوله تعالى﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ﴾ البقرة/233 ،أما  لفظ(الفاطمِيّ) فهو وصف منسوب الى فاطمة الزهراء(عليها السلام) بياء النسب المشددة المكسور ماقبلها بعد حذف التاء المربوطة ،وأفادت المصاحبة اللغوية بينهما في تحديد نوع الإرث وتخصيصه بالإرث المنسوب الى فاطمة الزهراء(عليها السلام) سواء كان الإرث المادي المعروف بـ(فدك) الذي خصص لها(عليها السلام) وسلب منها،ولها(عليها السلام) في ذلك خطبة تعرف بالخطبة الفدكية ، أم الإرث المعنوي الذي تناقلته المصادر المختلفة والذي اقترن ذكره بفاطمة الزهراء(عليها السلام)،ومنه تسبيح الزهراء(عليها السلام)،وصلاة الزهراء(عليها السلام)،ودعاء الزهراء(عليها السلام) ،وزيارة الزهراء(عليها السلام)،ومنه لم يصل الينا وخصه الله تعالى بها وهو ما يعرف بـ(مصحف فاطمة،  أما محل وجوده فيمكن أن نرجع فيه إلى ما رواه الطبري بسنده المتصل إلى أبي بصير في سؤاله لأبي جعفر بن محمد بن علي عن مصحف فاطمة قال:((…… قلت: جعلت فداك فلمن صار ذلك المصحف بعد مضيّها ـ يقصد فاطمة الزهراء (عليها السلام) ـ قال (عليه السلام): دفعته إلى أمير المؤمنين, فلما مضى صار إلى الحسن ثم إلى الحسين ثم عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب هذا الأمر…..))([3])

ثانياً: شذرات من سيرة الزهراء(عليها السلام)

ولادتها

إن من المفارقات العجيبة في شخصية الزهراء(عليها السلام) هو اختلاف الروايات في تاريخ ولادتها ،وفي تاريخ وفاتها ، فضلاً عن خفاء قبرها ، فقد اختلفت المصادر في تاريخ ولادة الزهراء(عليها السلام)  على أقوال منها أنها (عليها السلام) ولدت بمكة بعد النبوة بخمس سنين ، وقريش تبني البيت ، فيكون بثلاث سنين بعد الإسراء على المشهور ، وهي السنة الخامسة والأربعون من عام الفيل ، وقيل : إنه كان بالحساب الواقعي بأربع سنين وعشرة شهور وخمسة وعشرين يوما بعد البعثة ، أو ثلاثة أيام بدل الخمسة والعشرين ، والأشهر عند الأمامية أنها ولدت سنة خمس بعد المبعث ،وقيل :اثنتين بعده[4]، وقول آخر غير مشهور كون ولادتها بسنة أو بسنتين بعد المبعث[5] ،ونقل  أيضاً أن ولادتها كانت قبل النبوة وقريش حينئذ تبني الكعبة[6].

اسماؤها

روي عن الإمام  الصادق (عليه السلام) أنه قال ((لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله تعالى  :فاطمة ، والصديقة والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية والمرضية والمحدثة ، والزهراء )) [7]، وكنيتها : أم أبيها ، وقد لقبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين وقد دعيها أيضا بتولا ، فسئل صلوات الله عليه عن معناه فقال : هي المرأة التي لم تحض ولم تر حمرة قط،وان الحيض مكروه في بنات الأنبياء عليهم السلام[8]

أولادها

الحسن والحسين (عليهما السلام )والمحسن الذي أسقط ،وزينب الكبرى ،وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم رضي الله عنهما[9]

وفاتها

اختلفت المصادر في تاريخ وفاة الزهراء(عليها السلام) وقد أجمل الأحمدي الميانجي  الاختلافات جميعها مع مصادرها  قائلاً: ((اختلف في وفاتها صلى الله عليها ولا بأس بنقل الأقوال إجمالا )) [10]،ومنها  أنها توفيت في ثالث جمادى الآخرة يوم الثلاثاء ،وقيل: أنها عاشت بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خمسة وسبعين يوما ، وقيل :خمس وتسعين يوماً،وقيل إن عند الجمع بين القولين يمكن الأخذ  بالحديث الأول المصرح بأنه كانت وفاتها في يوم الثلاثاء الثالث من جمادى الآخرة وتأويل ما دل على القول الثاني بأن الأصل كان خمسة وتسعين ، لأن سبعين وتسعين متشابهان في الخط الكوفي[11]، و قد تولى أمير المؤمنين( صلوات الله عليه )غسلها ، وصلى عليها هو والحسن والحسين (عليهما السلام) وعمار ،والمقداد ،وعقيل والزبير، وأبو ذر، وسلمان ،وبريدة، ونفر من بني هاشم في جوف الليل، ودفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) سرا بوصية منها اليد ، فاختلف الناس في موضع قبرها ، فقال قوم : إنها مدفونة في البقيع ، وقال قوم إنها دفنت في بيتها ، وقال آخرون : إنها في الروضة بين قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ومنبره[12]

المبحث الأول

اللآلئ الفاخرة في تراث الزهراء الطاهرة (عليها السلام)

نتاول في هذا المبحث تراث الزهراء(عليها السلام) الذي فيه صلاح للناس عامة ،وللمرأة المسلمة خاصة ؛وهو تراث فيه ثواب الدنيا وجزاء الآخرة ،بوصفه نابعاً من سيرتها المليئة بدروس التواضع والإخلاص والمحبة فضلاً عن الشخصية التي تمتاز بالقوة والثبات،والحكمة، وحسن المنطق، والفصاحة والبلاغة فهي بضعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقول فيها((فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، وقال :إن الله يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها ))[13] ، فهي نشأت في بيت العلم والوحي والتنزيل ؛ولأجل ذلك كان إرثها يحمل مفارقة عجيبة جمعت بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي أي بين البقاء والخلود والنفع المعنوي والمادي في قضاء الحوائج فضلاً عن الثواب الآخروي؛ولكن ليس للزهراء(عليها السلام) فحسب ؛فالمعروف أن صاحب الإرث هو المنتفع الأول في حين نجد أن الزهراء(عليها السلام) قد جسدت في إرثها  النفع العام للبشرية عامة وللمرأة عامة إذا  ماتمسكن بهذا  الإرث العظيم الذي يتمثل بما يأتي:

  • تسبيح الزهراء – عليها السلام – وإنما نسب إليها لأنها السبب في تشريعه ، فقد روى الصدوق أن أمير المؤمنين عليها السلام قال لرجل من بني سعد : ((ألا أحدثكم عني ، وعن فاطمة أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وطحنت بالرحا حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل ؟ فأتت النبي صلى الله عليه وآله فوجدت عنده حداثا فاستحيت وانصرفت ، فعلم (عليه السلام) أنها جاءت لحاجة فغدا علينا ونحن في لفاعتنا ، فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال :

السلام عليكم ، فسكتنا ، ثم قال : السلام عليكم ، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف ، وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف ، فقلت : وعليك السلام يا رسول الله أدخل ، فدخل وجلس عند رؤوسنا ،فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم فأخرجت رأسي فقلت : أنا والله أخبرك يا رسول الله إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وجرت بالرحا حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل ، قال : أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة ، وسبحا ثلاثا وثلاثين ، وأحمدا ثلاثا وثلاثين ، فأخرجت فاطمة عليها السلام رأسها فقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ، رضيت عن الله وعن رسوله )) [14]؛ وهذا الحديث ينبئ عن التواضع في سيرة الزهراء(عليها السلام)  فهي التي تسقي بالقربة ،وتطحن بالرحا، وتنظف حتى تغبر ثيابها؛ ومع ذلك رضيت (عليها السلام) بالتسبيح والتقرب الى الله تعالى به بدلاً من الخادم في البيت، وهنا يجب أن تقف المرأة متأملة في أخذ العبرة والموعظة ودروس في التواضع في كيفية إدارة الأمور مع اختلاف المراتب والطبقات ؛فالزهراء(عليها السلام) مع علو منزلتها فقد فضلت ما فيه من النفع الدينوي و الأخروي المنتظر الخالد على النفع المباشر المؤقت الذي ينتهي بانتهاء وقت العمل،ولعل ما يؤيد ذلك هو ثواب و فضل التسبيح فقد  روى صالح بن عقبة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : (( ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح الزهراء(عليها السلام)، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله( صلى الله عليه وآله )فاطمة عليها السلام ))[15]  فتسبيح الزهراء (عليها السلام) يتألف من أربع وثلاثين تكبيرة ، وثلاث وثلاثين تسبيحة ،وثلاث وثلاثين تحميدة[16].

  • مصحف فاطمة فقد روي عن أبي بصير قوله: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ، هاهنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثمَّ قال: ((يا أبا محمد سل عما بدا لك قال : قلت : جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا (عليه السلام) بابا يفتح له منه ألف باب قال : فقال : يا أبا محمد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) ألف باب يفتح من كل باب ألف باب ، قال : قلت : هنا والله العلم ، ثم قال 000وإن عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام) قال : قلت : وما مصحف فاطمة (عليها السلام) ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلات مرات ؛والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ،إنما هو شئ املاها الله ،وأوحى إليها قال قلت هذا ؛والله هو العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك ،قال: ثم سكت ساعة، ثم قال: إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم))[17] ، وأما ما يتعلق بقضية هذا المصحف ومحتواه  فقد رواها الشيخ الكليني  عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن حماد بن عثمان قال : ((سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة (عليها السلام) ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال :إن الله تعالى لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السلام) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال : ثم قال :أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون))[18]، وروى عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين أبي العلاء قال : ((سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن عندي الجفر الأبيض ، قال :قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة وأرش الخدش))[19]
  • صلاة الزهراء(عليها السلام) وأما صلاة الزهراء عليها السلام فركعتان يقرأ في الأولى بعد الحمد سورة القدر مائة مرة ، وفي الثانية سورة الإخلاص مائة مرة [20]، ونقل عن ابن طاووس في صلاة الزيارة لها  في صورة أخرى قوله: ((لو أمكنك أن تفعل صلاة الزهراء( عليها السلام ) فافعل ، وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد ستين مرة ، ولو لم تقدر على ذلك ففي الركعة الأولى بعد الحمد سورة التوحيد مرة ،والركعة الثانية سورة الجحد مرة))[21] ،وما يترتب على هذه الصلاة من الثواب الجزيل والأجر العظيم لمؤديها عن وعيٍ واخلاص في النية والعمل.
  • زيارة الزهراء(عليها السلام) تستحب زيارة فاطمة (عليها السلام) ، فقد روي عن فاطمة (عليها السلام )،  أنها قالت : ((أخبرني أبي وهو ذا ، هو أنه من سلم عليه وعلي ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة ” قلت لها : في حياته وحياتك ، قالت : ” نعم وبعد موتنا))[22]، وتستحب الزيارة بالمنقول خصوصا ما روي  لفاطمة (عليها السلام )عن محمد العريضي  ، قال : حدثني أبو جعفر ( عليه السلام ) ذات يوم ، قال : ((إذا صرت إلى قبر جدتك فقل : يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك ، فوجدك لما امتحنك به صابرة ، وزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون وصابرون لكل ما أتانا به أبوك( صلى الله عليه وآله) وأتى به وصيه (عليه السلام )، فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك))[23]، وهناك من يرى أن زيارتها (عليها السلام) كزيارة أبيها (صلى الله عليه وآله) ، لأنها بضعة منه ، وقد تعددت الأقوال في مكان قبرها الشريف فقيل أنها (عليها السلام) دفنت بين القبر(قبر الرسول(صلى الله عليه وآله) والمنبر،وقيل في البقيع،وقيل في بيتها، والأقرب الأصوب أنها دفنت في بيتها المجاور لمسجد أبيها[24]، لذا يستحب زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام في بيتها، والروضة، والبقيع[25]
  • دعاء التوسّل بمحمّد وآله (صلى الله عليه وآله) ،إذ إن الإمام الصادق (عليه السلام) كان أكثر ما يلحّ في الدعاء على اللَّه بحقّ الخمسة : النبي( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم) ، والأمير( عليه السلام) ، والزهراء ، والحسنين (عليهم السلام)[26]، وعن أبي جعفر عليه السلام : (( إنّ عبداً مكث في النار سبعين خريفاً ، والخريف : سبعون سنة ، ثمّ إنّه سأل اللَّه تعالى بحقّ محمّد وأهل بيته لما رحمتني ، فأوحى اللَّه إلى جبرئيل أن اهبط إلى عبدي فأخرجه ، فقال له تعالى : يا عبدي كم لبثت في النار ؟ فقال : لا أُحصي يا ربّ ، قال : وعزّتي وجلالي ، لولا ما سألتني به لأطلت هوانك ، ولكنّي ضمنت على نفسي أن لا يسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني وبينه ، وقد غفرت لك اليوم)) [27]،ومن هنا  يجب علينا التمسك بهذا الدعاء الموروث عن أهل البيت(عليهم السلام)،لما له من أثر نفسي ومعنوي على الداعي في قضاء الحوائج ونجاح المهمات في الشدة والرخاء.
  • حديث الكساء : لا يخفى على أحد ما في هذا الحديث من البركة وقضاء الحوائج لنا، ومن العظمة  والتشريف لفاطمة الزهراء(عليها السلام) ، فقد تضمن كثيراً  من  الضمائر التي تعود لفاطمة الزهراء (عليها السلام) منها أنه   لولا فاطمة(عليها السلام) وأبوها وبعلها وبنوها لم يخلق الله  سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا 000  مما يزيدها شرفاً على شرف،إذ :(( قال جبرئيل : ومن تحت الكساء ؟ قال تعالى : « هم فاطمة وأبوهما وبعلها وبنوها0000 )) [28]

 المبحث الثاني

النهج العقلي في الخطبة الفدكية

قبل الولوج في الحديث عن النهج العقلي في الخطبة لابد من التذكير بما نقلته المصادر المختلفة عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) من كون حالها لم يتغير بعد امتلاكها لفدك ؛مما يعزز في أذهاننا أنها لم تطالب بفدك لأجل حال خاصٍ بها  قد تغير بل كان الهدف من مطالبتها بإرثها عاماً يحمل في طياته رسالة لكل ذي لبٍ سليم ؛ فقد  نقل عنها (عليها السلام) ((أنها  صلوات الله وسلامه عليها » ، لم تتغير حياتها – بعد فتح بني النضير وخيبر ، وملكها فدكاً وغيرها – عما كانت عليه قبل ذلك ، رغم غلتها الكثيرة والوافرة ، فهي لم تعمر الدور ، ولم تبن القصور ، ولا لبست الحرير والديباج ، ولا اقتنت النفائس ، ولا احتفظت لنفسها بشيء . وهكذا كانت حال زوجها علي « عليه الصلاة والسلام » رغم توفر الأموال له))[29]،وفي ضوء ما تقدم  يجب علينا التدبر والتفكر في عبارات الخطبة  التي عكست  النهج العقلي الذي اعتمدته الزهراء (عيها السلام)  في مخاطبة العقول ومحاججتها، مما يعكس أثره   في  الأبعاد  التربوية المختلفة على النحو الآتي:

  • البعد الأخلاقي تمثل الأخلاق جوهر الحياة فقد وردت في القرآن الكريم الآيات الدالة على حسن الخلق حتى وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ القلم/4 ،وجاءت روايات أهل البيت (عليهم السلام)،وأحاديث الرسول تؤكد على الخلق الحسن فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  ((أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، وأبغضكم إلى الله المشاؤن بالنميمة ،المفرقون بين الاخوان ، الملتمسون للبراء العثرات))[30]،وهذا يوحي بإنعكاس الأثر الأخلاقي على جوانب الحياة المختلفة حتى وصفها احد الشعراء بقوله:

           هي الأخلاق تنبت كالنبات                  إذا سقيت بماء المكرمات[31]

وهنا نجد في ما يحيط بأجواء الخطبة الفدكية  من  الأخلاق النبيلة التي يجب أن تتصف بها أي امرأة  في الكون كله في ما لو أرادت ثواب الدنيا وجزاء الآخرة ، فقد خرجت الزهراء (عليها السلام) عندما اغتصب حقها في فدك بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  في هيبة وحشمة ووقار  مع حشد من النساء فقد ورد عن زيد بن علي (رحمة الله عليه )عن عمته زينب بنت الحسين (عليهما السلام )قالت لما بلغ فاطمة ( عليها السلام ) اجماع أبي بكر على منعها فدك ،لاثت خمارها ،وخرجت في حشدة نسائها ،ولمة من قومها تجر أذراعها ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا00)) [32]

 

  • قوة الشخصية فقد وقفت الزهراء (عليها االسلام) في هيبتها ووقارها وهي صاحبة الحق المغصوب ولم تتكلم في البدء لكنها (أنّت) (عليها السلام) ، ولم تكن أية أنة بل كانت أنة ملئها اللوم والعتاب  والحصرة على ما فعلوه الآخرون،لذا انعكست المسألة فأصبح الآخرون يبكون،وفاطمة الزهراء(عليها السلام) صاحبة الحق لم تنطق ببنة شفة بعد  ((00 فقد روي أنها (عليها السلام) وقفت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار فأنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء))[33]
  • النهج العقلي في حسن التصرف إذ إنها (عليها السلام)  لم تبدأ بالكلام حتى سكت القوم  من فورتهم ثم قالت(عليها السلام):  ((ابدأ بحمد الله ثم أسبلت بينها وبينهم سجفا)) [34]
  • التدرج البلاغي في التنقل الخطابي وليس في غرابة من ذلك فهي بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛إذ إنها لم تبدأ بالمطالبة بحقها المغصوب  وإنما بدأت خطبتها وكأنها في محفل خطابي اعد له – مسبقاً-  الاعداد الكامل للالقاء  والاستماع  فقد حمدت الله تعالى،  وشكرته على عموم النعم ، وسبوغ الآء  إذ  قالت (عليها السلام) )) الحمد لله على ما أنعم ،والشكر على ما الهم ،والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها ،واحسان منن والاها ،جم عن الاحصاء عددها ،وناءى عن المجازاة أمدها ،وتفاوت عن الادراك آمالها، واستثن الشكر بفضائلها، واستحمد إلى الخلائق باجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها)) [35]
  • البعد العقائدي في جعل كلمة الاخلاص  تأويل شهادة أن لا اله إلا الله   وهي الوحدانية التي تدرك بالعقول، ثم ذكرت الصفات التي تدل على اعجازه تعالى إذ تمتنع الأبصار عن رؤيته ، والاحاطة به ،وهو دليل مقتبس في معناه ويعرف عند البلاغيين بالتضمين من قوله تعالى ﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الأنعام/103 إذ قالت(عليها السلام): ((00 واشهد ان لا اله إلا الله كلمة جعل الإخلاص تأويلها ،وضمن القلوب مو صولها، وأنى في الفكرة معقو لها ،الممتنع من الأبصار رؤيته ،ومن الأوهام الإحاطة به)) [36]
  • المنهج البرهاني في الدلالة على الوحدانية في بيان  قدرة الله تعالى في ابتداع الخلق على غير مثال  بعد بيان صفاته إذ قالت(عليها السلام) ((00ابتدع الأشياء لا من شئ قبله ،واحتذاها بلا مثال لغير فائدة زادته إلا اظهارا لقدرته ،وتعبدا لبريته ،واعزازا لدعوته))[37] ففيه دلالة ايحائية الى قوله تعالى﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ البقرة/164
  • الترغيب والترهيب من طريق الثوا ب  المترتب على طاعة والجزاء الآخروي المتمثل بالجنة ، والعقاب على معصيته  قائلة(عليها السلام): ((00 ثم جعل الثواب على طاعته ،والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته، وجياشا لهم إلى جنته)) [38]
  • النهج العقلي في الدلالة على حقها الشرعي في فدك لذا قالت (عليها السلام) (أبي)؛ لبيان قربها من رسول الله وأحقيتها في فدك ، ثم قالت(عليها السلام) (رسوله) لبيان مكانته عند الله وان معصيته  يترتب عليها العقاب بحسب ما تقدم  ، ثم بينت مكانة الرسول عند الله  إذ ورد اسمه في كتب الأديان السابقة مما يدل على علو مكانته، وعظم وجاهته عند الله تعالى، إذ قال جلا وعلا ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾الصف/6 ، ،فكأنها تقول(عليها السلام)  أين أنتم من هذه العظمة؟وهل أديتم مالها من حقوق عليكم ؟،وهل رعيتم الله في بضعته إذ  يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، وقال :إن الله يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها )) [39]، وجاءت المعاني ماثلة   في قولها (عليها السلام): ((000واشهد ان أبي محمدا عبده ورسوله ؛اختاره قبل ان يجتبله، واصطفاه قبل ان ابتعثه، وسماه قبل ان استنجبه، إذ الخلائق بالغيوب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة ،وبنهاية العدم مقرونة ،علما من الله (عز وجل)، بمايل الأمور وإحاطة بحوادث الدهور ،ومعرفة بمواضع المقدور)) [40]
  • التأكيد على الدور الرسالي لخاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)  في انقاذهم  من الشرك والعبودية ،وأنار لهم  الطريق بنور الايمان والتوحيد، وجلى الغم عن أبصارهم ، والهم عن قلوبهم بتعاليم الشريعة السماوية الخالدة  فقالت (عليها السلام): ((000 ابتعثه الله تعالى (عز وجل) اتماما لامره ،وعزيمة على امضاء حكمه، فرأى (صلى الله عليه وآله وسلم )الأمم  فرقا في أديانها ،عكفا على نيرانها ،عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها؛ فأنار الله (عز وجل)، بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ظلمها وفرج عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها)) [41]
  • النكتة البلاغية العابرة على السامعين التي لم يلتفت اليها أحد فكأنها (عليها السلام) تؤكد بشكل غير مباشر بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كسائر البشر؛ وأنه يموت (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما تشير الآيات الكريمة في قوله تعالى﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ الكهف/110 ،و أن هناك من يرثه ،وأنا ابنته ، ولكن ماميز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أن الله تعالى قبضة قبضة رأفة واختيار  من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فالله تعالى رغب بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دار الدنيا ، ورفع عنه أثقال هذه المهمة الصعبة التي قام بها (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد بدأت الدعوة سرية ثم علنية ؛ وقد تعرض (صلى الله عليه وآله وسلم) الى كثير من محاولات  القتل والغدر ، واتهم بصنوف الاتهامات من الشعر والجنون والسحر والشعوذة،ولكن الحق هو الذي ينتصر فقد خاض النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا من الحروب،وتمت على يديه كثير من الفتوحات، وأقام دولة إسلامية قوامها  المحبة، والتعاون ،والإخلاص في ما لو طبقت التشريعات الاسلامية التي جاء بها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)،وتم العمل بها،الا أن الذي حصل هو الانكار لدور الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الرسالي ، واظهار الحقد والعدوان لأقرب الناس إليه وهي فاطمة الزهراء(عليها السلام) ،وغصب ارثها في فدك بعد انتقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) الى الملك الجبار  محفوفاً بالملائكة،ورضوان الرب الغفار  ، فترجمت ذلك كله بقولها(عليها السلام) : ((000ثم قبض الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض رأفة واختيار، رغبة بابي عن هذه الدار، موضوع عنه العبء والأوزار ،محتف بالملائكة الأبرار، ومجاورة الملك الجبار، ورضوان الرب الغفار)) [42]
  • قوة الاحتجاج العقلي في حسن الختام الذي تعلق بهذا الجزء من الخطبة الذي يخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد ختمته بالصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تقل (أبي) بل وصفته بما وصفه الله تعالى في كتابه إذ قال تعالى﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء/107، فهو خطاب خاص بالنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) كونه رحمة للعالمين ؛فهو نبي الرحمة،وأمين الله على وحيه ،وقد اختاره الله تعالى لحمل الرسالة السماوية دون سائر البشر، وصلى عليه ورضيه إذ قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ الأحزاب/56، لذا جاء وصف الزهراء (عليها السلام) متضمناً ماورد في القرآن الكريم إذ قالت(عليها السلام): ((00صلى الله على محمد نبي الرحمة ،وأمينه على وحيه، وصفيه من الخلائق ،ورضيه صلى الله عليه وآله وسلم ورحمة الله وبركاته)) [43]
  • المنهج النقدي الذي تمثل في الخطاب المباشر للآخرين بقولها (أنتم) تعني أهل المجلس بأنهم يجدون  كتاب الله نصب أعينهم،وبين أيديهم  ،وفيه من الآيات الحكيمة التي تبين فضائل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله ،ومنها آية التطهير ،وغدير خم ، وفيه الشرائع المفروضة، والرخص المندوبة ،وفيه المحارم المحذورة، والعزائم المفسرة، والفضائل المندوبة ؛أي فيه الأحكام التشريعية جميعها من الحلال،والحرام،والواجب،والمندوب،والمستحب والمكروه، وأنتم  تعاملوننا نحن بقية الله في أرضه،واستخلفنا عليكم ،ومعنا كتاب الله تعالى بهذه الطريقة التي لا يقبلها  كلّ ذي عقل سليم؛فأين أنتم من هذه الشريعةالسماوية،وعبرت عن ذلك بقولها((000 ثم أنتم عباد الله ( تريد أهل المجلس ) نصب أمر الله، ونهيه ،وحملة دينه ،ووحيه ،وامناء الله على أنفسكم ،وبلغاؤه إلى الأمم زعمتم حقا لكم الله فيكم عهد قدمه إليكم ،ونحن بقية استخلفنا عليكم، ومعنا كتاب الله بينة بصائره ،وآي فينا منكشفة سرائره ،وبرهان منجلية ظواهره، مديم البرية اسماعه، قائد إلى الرضوان اتباعه ،مؤد إلى النجاة استماعه؛ فيه بيان حجج الله المنورة ،وعزائمه المفسرة ،ومحارمه المحذرة، وتبيانه الجالية ،وجمله الكافية ،وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة)) [44]
  • المنهج ألبرهاني الذي يقوم  على التأكيد في بيان  العبادات التي فرضها الله تعالى وعللها في كتابه المنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أبي الزهراء (عليها السلام)، ولا سبيل الى إنكارها ،أو ردها فقد فرضها الله ،وهم على علم بها،وهنا الزهراء(عليها السلام) تعيدها على مسامعهم  من باب التذكير أولاً،والبرهنة على عصيانهم ماورد في كتاب الله تعالى  ؛فقد بينت (عليها السلام) إن الله تعالى فرض الايمان تطهيراً للقلوب من الشرك، والصلاة رمز للتواضع ، والبعد عن الكبر، والصيام فيه الكف عن الطعام والشراب وسائر المفطرات قربة الى تعالى، وتثبيتاً للإخلاص في العبادة لله تعالى، والزكاة زيادة في الرزق، والحج تسلية للدين، والامامة أمناً من الفرقة وعز للإسلام  فيما لو اعتصموا بها  وتمسكوا بقوله تعالى﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ آل عمران/103 ، فالأئمة الأطهار (عليهم السلام) هم حبل المتين، وهم الواسطة بين العباد وربهم كما ورد في قولها(عليها السلام): ((000ففرض الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر، والصيام تثبيتا للإخلاص ،والزكاة تزييدا في الرزق ،والحج تسلية للدين، والعدل تنسكا للقلوب ،وطاعتنا نظاما ،وإمامتنا امنا من الفرقة ،وحبنا عزا للإسلام)) [45]
  • المنهج النقلي في ذكر التشريعات الإسلامية لا لأنهم لا يعرفها ؛بل لأنهم يعرفونها ولا يعملون بها ؛فأرادت أن تبين لهم بشكل غير مباشر إن  الدين عند الله الإسلام،ويجب العمل بالشريعة التي جاء بها خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والإلمام بكل تفاصيلها وتطبيقها،ومنها الصبر فهو مفتاح لكل خير ،ومنجاة من كل شر، والقصاص فيه حقن للدماء فقد قال تعالى﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾البقرة/179، والتوفية بالكيل والميزان، والوفاء بالنذر ، والنهي عن شرب الخمر ، وقذف المحصنات ، وترك السرقة في قولها(عليها السلام): ((000والصبر منجاة ،والقصاص حقنا للدماء ،والوفاء بالنذر تعرضا للمغفرة ،وتوفية المكاييل، والموازين تعبيرا للنحسة،والنهى عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، وقذف المحصنات اجتنابا للعنة،وترك السرق ايجابا للعفة )) [46]
  • المنهج النقلي في الخطبة من طريق الاقتباس الجزئي من القرآن الكريم  في بيان حرمة الشرك بالله  اخلاصاً  له بالربوبية  في قولها (عليها السلام): ((00 وحرم الله عز وجل الشرك اخلاصا له بالربوبية))[47]، ثم  قالت ((فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوه فيما امركم به ،ونهاكم عنه، فإنما يخشى الله من عباده العلماء )) [48]وهو مقتبس من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾آل عمران/102، وقوله تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ فاطر/28
  • المنهج الحسي الذي يعتمد على الحواس في الاستدلال بالخطاب على أحقيتها بفدك من أجل جذب انتباه السامعين ، ولفت أنظارهم،والتأكيد  على قضية الإرث  من طريق بيان نسبها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولها (أبي)  وخصت أبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) با لتسمية عندما قالت (عليها السلام) :((000 أيها الناس انا فاطمة ،وأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم)) [49]، فهي (عليها السلام) ماثلة أمام عيونهم؛ وهي بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكأن في الكلام نوعاً من  التقريع، وتوجيه اللوم لهم ،والعتب  عليهم؛ لتجاهلهم  حقها ،والعمل على غير قوانين الشريعة الإسلامية.
  • تكرار النهج العقلي في محاججتهم ،والاقتباس من النص القرآني الآيات التي تدل على  كيفية تقسيم الميراث شرعاً  بين عامة الناس ،وبين الأنبياء،وشتى صنوف البشرية  فكيف لا يطبق على فاطمة الزهراء (عليها السلام) بقولها : ((00  أقولها عودا على بدء لقد جاءكم رسول من أنفسكم، أفعلى محمد تركتم كتاب الله ،ونبذتموه وراء ظهوركم ؛إذ يقول الله تبارك وتعالى ((وورث سليمان داود)) ،وقال الله عز وجل فيما قص من خبر يحيى بن زكريا ((رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب))، وقال عز ذكره(( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)) ، وقال ((يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين))، وقال ((إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين))[50]،وهو مقتبس من قوله تعالى :﴿ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾التوبة/128، وقوله تعالى﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ﴾ مريم /5﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً﴾مريم/6،وتفصيل آيات المواريث  كانت مقتبسة من  قوله تعالى:﴿ يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً ﴾النساء/11
  • المنهج البرهاني الذي يستند الى البراهين والأدلة العقلية بعد أن حاججتهم بالأدلة النقلية التي تثبت حقها في الميراث طلبت  منهم أن يؤكدوا على ما زعموه بكونها لا ترث أباها ،وطرحت عليها الخيارات التي تمنعها من الإرث ،وهي غير موجودة أصلا من  مثل وجود آية خاصة بحرمتها من الإرث ، أم هي وأبيها من ملتين مختلفتين فلا يتوارثون  فهذا نوع من الاستفهام الانكاري ،فهم يعلمون حقيقة الأمر، ولكنهم ينكرون ذلك ، ويحرمون فاطمة الزهراء(عليها السلام) من إرثها ظلماً وجوراً  بقولها (عليها السلام): ((00وزعمتم ان لا حق ولا إرث لي من أبي، ولا رحم بيننا ،أفخصكم الله بآية أخرج نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) منها ،أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثون، أو لست انا وأبي من أهل ملة واحدة، لعلكم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أأغلب على إرثي جورا وظلما)) [51]
  • التذييل الخطابي بالنص القرآني في قولها (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))[52] وهو مقتبس من قوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ الشعراء/227
  • المنهج النقدي في التدرج الخطابي بعد أن  فرغت(عليها السلام) من كلام أبي بكر والمهاجرين عدلت إلى مجلس الأنصار ،وتذكيرهم بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتوجيه النقد الذي يفوح بالعتب ،واللوم ،والتأنيب لهم بوصفهم معشر البقية ،وأعضاد الملة،والمستند الى المأثور من أقوال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في أن المرء يحفظ بأهله وعياله ؛ إذ قالت(عليها السلام) ((00معشر البقية، وأعضاد الملة، وحصون الاسلام ما هذه لغميرة في حقي، والسنة عن ظلامتي ،اما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،(( المرء يحفظ في ولده سرعان000)) [53]
  • النهج العقلي الذي يستند الى الأدلة النقلية المقتبسة في مضامينها من القرآن الكريم ؛بأن الموت قد حلّ بأنبياء الله تعالى ،وما محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الا رسول  مثلهم، فقد قالت (عليها السلام): ((00 ما أجدبتم فأكديتم ،وعجلان ذا إهانة تقولون مات رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فخطب جليل استوسع وهيه ،واستنهر فتقه ،وبعد وقته ،واظلمت الأرض لغيبته ،واكثأبت خيرة الله لمصيبته ،وخشعت الجبال، واكدت الآمال وأضيع الحريم ،واذيلت الحرمة عند مماته (صلى الله عليه وآله وسلم)،وتلك نازل علينا بها كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم، يهتف بها في أسماعكم وقبله، حلت بأنبياء الله (عز وجل) ورسله ،وما محمد إلارسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ،ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين))[54] ،فهو مقتبس من قوله تعالى﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾آل عمران/144
  • الموقف الرسالي الخالد الذي بيّن قوة الحق وظهوره، وضعف الباطل و زهوقه الذي تمثّل بمخاطبة الخصم والاحتجاج عليه بالأدلة الرادعة التي دفعته إلى الخضوع والتذكير بمناقب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كوسيلة أو غطاء يتستر به على الظلم والجور الذي لحق بالغير  بقولها (عليها السلام):((00بني قيلة أأهضم تراث أبي ، وأنتم بمرأى ومسمع، تلبسكم الدعوة ، و تثملكم الحيرة ،وفيكم العدد والعدة ولكم الدار ،وعندكم الجند ،وأنتم الألى نخبة الله التي انتخب لدينه ،وأنصار رسوله ،وأهل الإسلام ،والخيرة التي اختار لنا أهل البيت ، فباد يتم العرب، وناهضتم الأمم ،وكافحتم البهم لا نبرح نأمركم ،وتأمرون حتى دارت لكم بنا رحا الإسلام ،ودر حلب الأنام ،وخضعت نعرة الشرك ،وبأخت نيران الحرب، وهدأت دعوة الهرج، واستو سق نظام الدين فاني حرتم بعد البيان ،ونكصتم بعد الإقدام، وأسررتم بعد الإعلان)) [55]
  • النهج العقلي في الرجوع الى مضامين القرآن الكريم إذ قالت (عليها السلام): ((000 لقوم نكثوا ايمانهم ،أتخشونهم، فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، الا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة، فعجتم عن الدين، وبحجتم الذي وعيتم ،ودسعتم الذي سوغتم ،فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا ،فإن الله لغني حميد))[56]، وهو مقتبس من قوله تعالى:﴿ أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ﴾التوبة/13
  • الثقة العالية بالنفس ،والتأكيد على خذلان الآخر إذ قالت (عليها السلام): ((000 ألا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم ،واستشعرته قلوبكم )) [57]
  • حسن الختام وهو ما يسمى بالتذييل ويعني به ختم النصوص بالتراث الاسلامي من القرآن الكريم  حينما قالت (عليها السلام): ((000 ولكن قلته فيضة النفس، ونفثة الغيظ ،وبثة الصدر ومعذرة الحجة ،فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناكبة الحق، باقية العار، موسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع الأفئدة ،فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون))[58]  فهو مقتبس من قوله تعالى﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ الشعراء/227، وقوله تعالى: ﴿وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾هود/ 122))، وهنا تقول سيدة النساء فاطمة (عليها السلام) نفس ما كان يقوله الأنبياء للمجرمين، حيث تنذرهم:إِنَّا عَامِلُونَ ﴿وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾هود/ 122)) أنتم تنتظرون أن يقع بآل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) ظلماً أكبر، و نحن ننتظر فيكم عقاب الله المؤلم و المهلك!)) [59]
  • بلاغة الحجاج في الموقف الرسالي والأخلاقي  المتمثل بالصبر  ،وتحمّل الأذى  من أجل تأكيد حقيقة  قضية  تظل ماثلة  كالشمس في تاريخ الإسلام ألا وهي قضية فدك.
  • ذكر الشيخ مكارم الشيرازي أنّ بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعتقد أنّ وجود (فدك) بيد زوجة الإمام علي (عليه السلام) تمثّل قدرة اقتصادية يمكن أن تستخدم في مجال التحرّك السياسي الخاصّ بالإمام علي (عليه السلام). ومن جهة أخرى كان هنالك موقف وتصميم على تحجيم حركة الإمام (عليه السلام) وأصحابه في المجالات المختلفة، لذا تمّت مصادرة تلك الأرض بذريعة الحديث الموضوع: ((نحن معاشر الأنبياء لا نورِّث ما تركنا صدقة))[60] مع أنّ (فدك) كانت بيد فاطمة (عليها السلام)، وذو اليد لا يطالب بشهادة أو بيّنة. والجدير بالذكر أنّ الإمام علي (عليه السلام) قد أقام الشهادة على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد منح فدكاً إلى فاطمة، إلاّ أنّهم مع كلّ هذا لم يرتّبوا أثراً على هذه الشهادة([61])؛ وقد استعملت قضيّة فدك عبر العصور التاريخية المختلفة كموضوع يراد التظاهر من خلاله بالودّ لأهل البيت (عليهم السلام) من قبل بعض الخلفاء وذلك لمآرب سياسيّة، فكانوا يرجعون فدكاً لآل الرّسول تارةً، ويصادرونها ثانية، وقد تكرّر هذا الفعل عدّة مرّات في فترات حكم خلفاء بني اُميّة وبني العبّاس([62]).وقد وصف السيد محمد باقر الصدر  أبعاد فدك السياسية  بالثورة الفاطمية في لونها العاطفي وهو لون من عدة ألوان أوضحها وأجلاها اللون السياسي الغالب على أساليبها وأطوارها. وأنا حين أقول ذلك لا أعني بالسياسة مفهومها الرائج في أذهان الناس هذا اليوم المركز على الالتواء والافتراء،وإنما أقصد بها مفهومها الحقيقي الذي لا التواء فيه([63])
  • دلّ حديث فاطمة (عليها السلام) على ألم و هيجان شديدين، فحرقة قلبها متأتية من ظهور أحكام الجاهلية مرةً أخرى حيث إن الأنثى لم تكن لتورث في زمن الجاهلية، أما الإسلام فقد أبطل ذلك بعد مجيئه مقراً بحصة و سهم جميع الأقارب في إرث المسلم، استناداً إلى ذلك فإن الموضوع لم يكن مقتصراً على مسألة «فدك» فحسب، بل إن المهم في الدرجة الأولى هو خطر إحياء سنن الجاهلية و محو سنن الإسلام، لذا قامت (عليها السلام) بتوجيه اللوم الشديد لهم، مكثفةً حملاتها عليهم([64]).

الخاتمة ونتائج البحث

من النتائج التي توصل اليها  مايأتي:

  • إن الزهراء(عليها السلام) قد حظيت بإرث لم تحظ به أيّ امرأة في العالم ،على الرغم من الظروف التي مرت بها من محاولة الآخر حرمانها من حقها الشرعي المادي؛لكنها امتازت بإرث لا تخفى ثماره عند الجميع المتمثل بتسبيح الزهراء(عليها السلام) الذي يعقب به في كلّ صلاة ؛فأي إرث،وأي عظمة خصّها الله تعالى بها،فهي(عليها السلام) لم ترث لنفسها فحسب بل للأمة عامة ،وهذا ليس ببعيد عنها فقد روي عنها(عليها السلام) أنها تطالب في يوم القيامة بالشفاعة لشيعتها؛فسلام من الله تعالى عليك ياسيدتي ومولاتي.
  • على المرأة عامة ،والمسلمة خاصة الإفادة من إرث الزهراء(عليها السلام) لنا، والمتمثل بالصلاة ،والتسبيح، والدعاء والزيارة؛ ففيهم صلاحنا في الدنيا،ونجاتنا في الآخرة، فالتسبيح والصلاة هما الواسطة بيننا وبين الله عز وجل،فكلما كانا تامين صحيحين ازددنا قرباً من الله تعالى في استجابة الدعاء،وقضاء الحوائج .
  • علينا التدبر والتفكر في سيرة الزهراء (عليها السلام)،واستلهام دروس التواضع، فعلى الرغم من مكانتها عند الله تعالى، وعند رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن ذلك لم يمنعها من ممارسة الواجبات الملقاة على عاتقها في إدارة المنزل.
  • إن البيئة الإسلامية ،والتنشئة الاجتماعية الصالحة لها الدور الكبير في بناء شخصية الفرد ولاسيما المرأة ، ويظهر ذلك جلياً في شخصية فاطمة الزهراء(عليها السلام) فقد امتلكت  هذه السيدة الشجاعة بصيرةً نافذةً في أدق الأمور، فهي تميط اللثام عن حقائق هامة، خاطبت بها المجتمع آنذاك ،ما يتعلق بفدك خاصة.
  • إن القدرة البلاغية في التعبير عن المراد يستند إلى ما يمتلكه المرء من الفصاحة  والبيان  والخزين الثقافي  والمعرفي التي تجعل من المتكلم برهاناً ناطقاً وحجة دامغة للآخر المتمثل بالخصم.
  • على المرأة أن تجعل من فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوة لها في حياتها الاجتماعية  من حيث التمسك في الستر والحجاب حتى في أصعب الموافق  المتمثلة باغتصاب الحق الشرعي ظلماً وجوراً.
  • في خطبة الزهراء (عليها السلام) رداً تاريخياً رادعاً لمن يرى أن الإسلام لا يحترم المرأة ولا يعطيها حقوقها الشرعية في الميراث،وبيان أنّ الحرمان لا يعود إلى تعاليم الإسلام بل يعود  إلى عدم امتثال الشريعة الإسلامية وتطبيق تعاليمها ،وإعطاء كلّ ذي حقٍ حقه،وعدم اغتصابه ظلماً وزوراً.
  • تغلق فاطمة الزهراء(عليها السلام) هذا الطريق عليهم أيضاً إذ يقولون نحن نفهم من القرآن كذا و كذا، فتخاطبهم بالقول: أي مكان من القرآن؟ و بأي تفسير؟ و من هو أجدر و أليق لهذا الأمر من ابن عمي على (عليها السلام)الذي تربّى في أحضان الوحي، و هو من كُتّابه، كما أنه سمع القرآن و تفسيره من شفتي الرسول (صلى الله عليه وآله)؟
  • أبدعت الزهراء (عليها السلام) في تبيان فلسفة الأحكام من خلال عبارات قصيرة، فبدأت بالإيمان حتى الوفاء بالنذر، و من التوحيد حتى ترك البخس في الميزان، فوصفت كلا منها بجملة واضحة الدلالة والمقصود لللآخرين.
  • القدرة العالية والحكمة البليغة التي تقود الآخر وأنصاره  إلى بيان الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى السكوت  بأسلوب الاستفهام البليغ ، فتشير (عليها السلام) إلى أن المسألة هي أن استولى عليكم حب الدعة و طلب الراحة، و استسلمت أجسادكم للاستراحة، فرغم أنكم شاهدتم بأعينكم تنحية و تبعيد من هو أحق و أليق بالخلافة من غيره عنها إلا أنكم التزمتم جانب الصمت؟
  • وأخيراً اكتفي بما قاله الدكتور محمد ألتيجاني عن قضية فدك بعد مناقشة أدلة الآخرين قائلاً((000 إنّه فصل من فصول المؤامرة التي حيكت لإبعاد أهل البيت عن المنصب الذي اختاره الله لهم ، وقد بدأت بإبعاد علي عن الخلافة ، واغتصاب نحلة الزّهراء وإرثها ، وتكذيبها واهانتها حتّى لا تبقى هيبتها في قلوب المسلمين ، وانتهت بعد ذلك بقتل علي والحسن والحسين وكلّ أولادهم ، وسُبيت نساؤهم ، وقُتل شيعتهم ومحبّوهم وأتباعهم ، ولعلّ المؤامرة متواصلة ولا زالت حتى اليوم ، تفعل فعلها وتأتي بثمارها))[65]

هوامش البحث

[1] العين،الخليل:8/234

[2] لسان العرب،ابن منظور:2/111

[3]دلائل الإمامة،الطبري: 29ـ30.

[4] ينظر: مكاتيب الرسول، الأحمدي الميانجي:3/675

[5] اللمعة البيضاء، التبريزي الأنصاري: 227

[6] ينظر: الغدير،الشيخ الأميني:3/295

[7] تاج المواليد،الشيخ الطبرسي:20

[8]  ينظر:تاج المواليد،الشيخ الطبرسي:20

[9]  ينظر:تاج المواليد،الشيخ الطبرسي:20

[10] مكاتيب الرسول، الأحمدي الميانجي:3/675

[11]  ينظر:أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين:154

[12]  ينظر:تاج المواليد،الشيخ الطبرسي:20

[13] بحار الأنوار،العلامة المجلسي:21/279

[14]  من لايحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 1/ 320، وينظر:تذكرة الفقهاء،العلامة الحلي:3/266

[15] المعتبر،المحقق الحلي:2/248

[16]  المقنع، الشيخ الصدوق:97

[17] بصائر الدرجات،الصفار:172

[18] الكافي،الكليني:1/240

[19] الكافي،الكليني:1/240

[20] غنية النزوع، الحلبي:109

[21]  اللمعة البيضاء، التبريزي الأنصاري:291

[22] تذكرة الفقهاء ،العلامة الحلي:8/452

[23] تذكرة الفقهاء ،العلامة الحلي:8/453

[24] ينظر:فقه الامام الصادق(عليه السلام)،محمد جواد مغنية:2/250

[25] رسائل الكركي،المحقق الكركي:2/162

[26] ينظر:كشف الغطاء  عن مبهمات الشريعة  الغراء،الشيخ جعفر كاشف الغطاء:3/500

[27] ينظر:كشف الغطاء  عن مبهمات الشريعة  الغراء،الشيخ جعفر كاشف الغطاء:3/500

[28] الخصائص الفاطمية،محمد باقر الكجوري:2/434

[29] الصحيح من سيرة النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)،السيد جعفر مرتضى العاملي:9/297

[30]  بحار الأنوار،العلامة المجلسي:68/383

[31] ديوان معروف الرصافي:351

[32] بلاغات النساء،ابن طيفور:12

[33] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[34] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[35] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[36] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[37] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[38] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[39] بحار الأنوار،العلامة المجلسي:21/279

[40] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[41] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[42] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[43] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[44] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[45] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[46] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[47] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[48] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[49] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[50] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[51] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[52] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[53] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[54] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[55] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[56] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[57] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[58] بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[59] المرأة في رحاب الاسلام،باقر شريف القرشي:134

[60]  موطأ مالك،مالك:3/105

[61]  ينظر: شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: 16/ 209،الأمثل،  ناصر مكارم الشيرازي:18/183

[62]  ينظر: شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: 16/ 209،الأمثل،  ناصر مكارم الشيرازي:18/183

[63] ينظر: فدك في التاريخ،محمد باقر الصدر:17

[64] ينظر:ظلامات فاطمة الزهراء(عليها السلام)، عبد الكريم العقيلي: 31

 

 

 

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

  • أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين( 1371)،تحقيق : تحقيق وتخريج : حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات – بيروت – لبنان.
  • الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ناصر مكارم الشيرازي،ط1،مطبعة الأميرة،بيروت،لبنان.
  • بحار الأنوار : محمد باقر المجلسي(ت 1111)،ط2 ، مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان، دار إحياء التراث العربي،1403 – 1983 م.
  • بصائر الدرجات:أبو محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار )(ت290ه)تحقيق : تصحيح وتعليق وتقديم: الحاج ميرزا حسن كوچه باغي، مطبعة الأحمدي – طهران، منشورات الأعلمي – طهران، 1404 – 1362 ش.
  • بلاغات النساء : أبو الفضل بن أبي طاهر المعروف بـ( ابن طيفور)،(ت 380ه)،الناشر : مكتبة بصيرتي . قم المقدسة.
  • تاج المواليد ( المجموعة ) : الشيخ الطبرسي( 548ه)، الناشر : مكتب آية الله العظمى المرعشي النجفي – قم، 1406ه.
  • تذكرة الفقهاء: الحسن بن يوسف المطهر المعروف بـ العلامة الحلي( 726ه)،تحقيق : مؤسسة آل البيت (عليها السلام) لإحياء التراث،ط1،المطبعة : مهر – قم، مؤسسة آل البيت (عليها السلام) لإحياء التراث قم.
  • الخصائص الفاطمية : الشيخ محمد باقر الكجوري(1255ه)،تحقيق : ترجمة : سيد علي جمال أشرف،ط1، انتشارات الشريف الرضي،مطبعة :شريعة،1380 ش
  • دلائل الإمامة, أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري( من علماء القرن الرابع), الطبعة الثانية, منشورات مؤسسة الاعلمي, بيروت, لبنان, 1988م.
  • ديوان الرصافي: معروف الرصافي،شرح وتصحيح مصطفى السقا،ط4،دار الفكر العربي،1953م.
  • رسائل الكركي : علي بن الحسين الكركي(ت940هـ)،تحقيق : تحقيق : الشيخ محمد الحسون / إشراف : السيد محمود المرعشي،ط1، مطبعة الخيام – قم، الناشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي – قم،1409
  • الزهراء (عليها السلام)،أهداف،مواقف،نتائج: الشهيد محمد باقر الحكيم(قده)،ط1،العترة الطاهرة، النجف الأشرف،2006م.
  • الزهراء(عليها السلام) سيدة نساء العالمين: ناصر مكارم الشيرازي،تعريب: عبد الرحيم الحمراني.
  • السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام):محمد بيومي مهران،ط2، 1418ه
  • شرح نهج البلاغة:ابن أبي الحديد ألمعتزلي، تحقيق:محمد أبو الفضل ،إبراهيم،ط1،1426ه- 2005م.
  • الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ): السيد جعفر مرتضى العاملي،ط1، المطبعة : دار الحديث، دار الحديث للطباعة والنشر – قم – ايران، 1426 – 1385 ش.
  • ظلامات فاطمة الزهراء(عليها السلام): الشيخ: عبد الكريم العقيلي،إعداد: مركز الأبحاث العقائدية.
  • العين، لأبي عبد الرحمن الخليل بن احمد الفراهيدي،( ت 175هـ) تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرائي، الجمهورية العراقية، 1981م.
  • الغدير : عبد الحسين أحمدا الأميني( 1392ه)،ط4، الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت – لبنان،1397ه – 1977 م.
  • غنية النزوع:السيد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي(ت 585ه)،تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري / إشراف : جعفر السبحاني،ط1، اعتماد – قم، مؤسسة الإمام الصادق (عليها السلام)،محرم الحرام 1417.
  • فدك في التاريخ: السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس): تحقيق: عبد الجبار شرارة، ط1،مركز الغدير للدراسات الإسلامية، 1415ه- 1994م.
  • فاسألوا أهل الذكر : الدكتور محمد التيجاني ،الناشر : مؤسسة الفجر – لندن.
  • فقه الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ): محمد جواد مغنية(ت 1400)،ط2،مطبعة الصدر – قم ، مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر – قم، 1421 – 1379 ش
  • الكافي :أبو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني(ت 329ه)،تحقيق : تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري،ط5، المطبعة : حيدري، دار الكتب الإسلامية – طهران ، 1363 ش
  • كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء : الشيخ جعفر كاشف الغطاء(ت1228)،تحقيق : مكتب الإعلام الإسلامي – فرع خراسان – المحققون : عباس التبريزيان ، محمد رضا الذاكري ( طاهريان ) وعبد الحليم الحلي،،ط1، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي،1422 – 1380 ش
  • لسان العرب: ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الافريقي المصري (ت711ه)، تحقيق: أمين محمد عبد الوهاب،ومحمد الصادق العبيديّ ،دار صادر – بيروت، لبنان، 1388 ه – 1968.
  • المرأة في رحاب الإسلام: باقر شريف القرشي،ط1،دار الهدى،1426ه- 2005م.
  • اللمعة البيضاء: التبريزي الأنصاري( 1310ه)،تحقيق : السيد هاشم الميلاني، مؤسسة الهادي،ط1،- قم – ايران، 21 رمضان 1418.
  • المعتبر : نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلي(ت676ه)،تحقيق : تحقيق وتصحيح : عدة من الأفاضل / إشراف : ناصر مكارم شيرازي، المطبعة : مدرسة الإمام أمير المؤمنين (عليها السلام)، الناشر : مؤسسة سيد الشهداء (عليها السلام) – قم،1364ش.
  • المقنع: أبو جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي(381ه)،تحقيق : لجنة التحقيق التابعة لمؤسسة الإمام الهادي (عليها السلام)، المطبعة : اعتماد، مؤسسة الإمام الهادي (عليها السلام)، 1415ه.
  • مكاتيب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): علي الأحمدي الميانجي ،ط1،دار الحديث،1998 م
  • من لا يحضره الفقيه: أبو جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي(ت381ه)،تحقيق : تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري،ط2، الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.
  • موطأ الإمام مالك : مالك بن أنس أبو عبد الله الأصبحي، تحقيق : د. تقي الدين الندوي أستاذ الحديث الشريف بجامعة الإمارات العربية المتحدة،ط1،الناشر : دار القلم – دمشق،1413 هـ – 1991 م.