مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
البضعة البتول ودورها الجهادي في زمن الرســول (صل الله عليه واله وسلم)…م.د.علياء سعيد ابراهيم
+ = -

البضعة البتول ودورها الجهادي في زمن الرســول (صل الله عليه واله وسلم) م.د.علياء سعيد ابراهيم

 المقدمة: 2

المبحث الأول : قبسات من سيرة فاطمة الزهراء(عليها السلام) 5

المطلب الاول : ولادتها  واسمائها 5

المطلب الثاني : زواجها واولادها 6

المطلب الثالث : تسبيحها ووفاتها 8

المبحث الثاني: الجهاد في القران الكريم والأحاديث الشريفة 10

المطلب الاول : الابعاد اللغوية والاصطلاحية للجهاد : 10

المطلب الثاني : الجهاد في القران الكريم : 11

المطلب الثالث : الجهاد في الاحاديث الشريفة : 12

المبحث الثالث :الدور الجهادي لسيدة النساء في زمن ابيها 14

المطلب الاول: جهاد المرأة في الاسلام 14

المطلب الثاني: موقف الزهراء الجهادي ازاء الدعوة الاسلامية 15

المطلب الثالث : فاطمة الزهراء ودورها الجهادي والبطولي في معارك الرسول(صل الله عليه واله وسلم) 19

الخاتمة……………………………………………………………………22

المصادر …………………………………………………………….23

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه , من بعثه في الأميين رسولا , وجاهد في الله حق جهاده .

ان الحديث عن فاطمة الزهراء( عليها السلام) حديث شيق ,لكونه حديث عن القيم العليا والمثل السامية وهو الحديث عن المرأة التي جعلت كل جهودها العظيمة للرسالة السماوية لا للذات , وغضبها للحق لا للقرابة والنسب , ولأجل اظهار الحق والانتصار على الباطل , وهو الحديث عن المرأة صنيعة رسول الله (صل الله عليه واله وسلم)   التي قالت (( الجهاد عز الاسلام )) , فكيف لا تتحمل الاذى والالم والمحن من اجل دينها وكيف لا تقدم العون المادي والمعنوي من اجل تأدية الرسالة التي كلفت بها من اجل نشر الاسلام ونجاحه وتوسيعه في ربوع بقاع العالم, اذ ضحت بكل ما تمتلك من جهود جبارة لغرض تأدية الرسالة الربانية التي عهدت اليها , وكانت خير المرأة وخير السند لوالدها لغرض شد ازره ومساعدته في كافة المجالات , لذلك تم اختيار هذا الموضوع  لبيان ومعرفة ما قامت به فاطمة الزهراء(عليها السلام) من دور عظيم والتي ادت الى نجاح دورها الجهادي في زمن والداها .

وتقوم فرضية البحث على ان الجهاد من الامور التي اكد عليها الاسلام على المرأة وهذا لا يعني مشاركتها في المعارك وانما جهادها في بيتهما وما تقوم به من اعمال وواجبات تجاه زوجها واولادها واتجاه دينها الاسلامي.

وعليه قسم البحث الى ثلاث مباحث عرض فيه البحث البضعة البتول ودورها الجهادي في زمن الرسول (صل الله عليه واله وسلم) , ولاجل التحدث عن هكذا موضوع قسم البحث الى ثلاثة مباحث تضمن المبحث الاول” قبسات من سيرة فاطمة الزهراء(عليها السلام) “والذي قسم الى ثلاثة مطالب , اذ تطرق فيها الى ولادتها واهم اسمائها التي سميت به وزواجها وكيفته زواجها من الامام علي (عليه السلام) ثم اولادها وبعدها الى تسبيحها وماهو سببه ثم وفاته .

اما المبحث الثاني وهو يحمل عنوان “ الجهاد في القران الكريم والأحاديث الشريفة ” والذي قسم الى ثلاث مطالب  اذ تم التعرف الى الجهاد لغة واصطلاحا , علاوة على التعرف الى الجهاد في القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة عند اهل البيت (عليهم السلام).

اما المبحث الثالث فتطرق الى “الدور الجهادي لسيدة النساء في زمن ابيها ” والذي قسم الى ثلاث مطالب, وتطرق فيها الى مدى دور المرأة في الجهاد في الاسلام , فضلا عن دور فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الجهاد منذ طفولتها حتى استشهاد والداها اذ كانت خير السند لوالدها لاسيما بعد وفاة والداتها السيدة خديجة وحامي والداها ابو طالب .

واعتمد البحث على عدة مصادر كان من بينها  رسالة الماجستير لــ عذراء حمودي هوير السعدي“, وعنوانها , ” الجهاد في سبيل الله  احكامه وانواعه وضوابطه ” , وتم الاعتماد على عدد من الكتب من ابرزها لــ محمد باقر المجلسي وكتابة ” بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار / ج 19  و 34  ” ,  وكذلك ” الصدوق” وكتابة ” علل الشرائع ” , و ” الخصال ”  , بالإضافة الى  ” محمد الريشهري”  وكتابة  ”  ميزان  الحكمة /  مج 2 ” , فضلا عن  “محمد كاظم القزويني” , وكتابه ”  فاطمة من المهد الى اللحد فضلا على الاعتماد على مجموعة من المجلات من ابرزها  ” الموسم ” .

واخيرا اضع بحثي هذا بين يدي لجنة المناقشة المحترمين لتقويمه وابراز ما فيه من هفوات وجل من لا يسهو ومن الله التوفيق .

الباحــــــثـــــة

المبحث الأول : قبسات من سيرة فاطمة الزهراء(عليها السلام)

المطلب الاول : ولادتها  واسمائها

هي فاطمة بنت محمد بن عبد المطلب خاتم النبين وسيد المرسلين  وامها خديجة بنت خويلد التي كان لها دور كبير في انجاح الدور الاسلامي([1]).

ولدت فاطمة الزهراء(عليها السلام ) وقد اختلفت الروايات في تاريخ ولادتها , لكن المشهور ولادتها عند علماء الامامية انها ولدت يوم الجمعة في العشرين من جمادى الثانية في العام الخامس بعد البعثة في مكة المكرمة  ([2]), وقد انعقدت نطفتها من ثمار الجنة الذي جاء به جبرائيل (عليه السلام )  الى رسول الله  (صلى الله عليه واله وسلم)   في الاسراء والمعراج ([3]) .

وكانت قبل ان تولد عالمة محدثة وقد جاء في حديث عن الامام الصادق(عليه السلام) حينما دخل رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) وسمع خديجة تتحدث فسألها مع من تتحدث : ((  فقالت : الجنين الذي في بطني يا خديجة لمن تحدثين قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني قال : يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وإن الله سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاء في أرضه …… فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور ،…. فنطقت فاطمة بالشهادتين وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإن أبي رسول الله سيد الأنبياء ، وإن بعلي سيد الأوصياء ، وولدي سادات الأسباط ))([4]).

ولفاطمة اسماء  عدة وهي كلا  كما جاء عن محمد بن موسى عن  الامام الصادق(عليه السلام) : (( لفاطمة (عليها السلام) تسعة اسماء عند الله عز وجل فاطمة , والصديقة , والمباركة , والطاهرة , والزكية , والراضية , والمرضية , والمحدثة , والزهراء ثم قال (عليه السلام) أتدري أي شيء تفسير فاطمة ؟ قلت : اخبرني يا سيدي , قالت : فطمت من الشر ))([5]).

المطلب الثاني : زواجها واولادها

لفاطمة الزهراء (عليها السلام) فضائل ومميزات عدة لكونها سيدة نساء العالمين ومنها : زواجها من الامام علي (عليه السلام) بأمر من الباري عز وجل اذ تقدم لخطبتها رجال عدة لكن رسول الله لم يزوجها الى احد , وقد جاء عن خطبتها عن رسول الله على كل من خطبها من المهاجرين انتظر بها القضاء([6]), وقد جاء عن المنذر بن ثعلبه عن علباء  بن احمر اليشكري ان ابا بكر خطب فاطمة فقال النبي (صل الله عليه واله وسلم): (( ياابا بكر انتظر بها القضاء فذكر ذلك ابو بكر لعمر , فقال له عمر : ردك ياأبا بكر . ثم إن ابا بكر قال لعمر : اخطب فاطمة الى النبي (صل الله عليه واله وسلم) . فخطبها فقال له : ردك يا عمر . ثم ان  اهل عليّ قالوا لعليّ : اخطب فاطمة الى رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) . فخطبها فزوجه النبي (صل الله عليه واله وسلم) , فباع علي بعيرا له وبعض متاعه فبلغ اربعمائة وثمانين. فقال له النبي (صل الله عليه واله وسلم) : اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع))([7]) .

لذلك تزوجها الامام علي (عليه السلام) وكان الانسجام بينهما على اكمل وجه في الاتجاه والمبدأ ونوعية التفكير, ومبينا على اساس التقدير والاحترام للجانبين([8]) ,وقد جاء في البحار عن الامام علي (عليه السلام) : (( فو الله ما أغضبتها ، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل ، ولا أغضبتني ، ولا عصت لي أمرا ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان)) ([9]) .

اما بالنسبة لاولادها فقد شرفها الباري عز وجل بذرية طاهرة عجيبة, فكل الخلق تنسب الى ابائهم الا اولاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) فانهم ينتسبون  الى جدهم تشريفا وتعظيما لهم ولامهم سيدة نساء العالمين ([10]) وقد جاء عن رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) قول : ((كل بنى أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا بنى فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم )) ([11])  واودلاها  كلا من الحسن( عليه السلام ) ( 3 ه  – 50 ه ) ([12]) والحسين( عليه السلام )  ( 4 ه- 61ه)([13])  , والسيدة زينب(عليها السلام)( 5ه  -62ه) ([14])والسيدة ام كلثوم(عليها السلام)(   – 62م)  لكن الجنين الخامس سقط والذي سماه رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) باسم المحسن وكانت نتيجة سقوطه هو ان قنفذا واعوانه هجموا على دار الصديقة من اجل الدخول اليه واحراقه لكن سيدة النساء قاومت ذلك ولم تفتح لهم الباب لكنهم حاولوا فتحه فوقفت خلف الباب فاق لعنه الله عليه بحصرها بين الباب والحائط لدرجه ادت الى سقوط جنينها المحسن ([15]).

المطلب الثالث : تسبيحها ووفاتها

تتجلى فاطمة الزهراء(عليها السلام) بكرامات وخصائص وفضائل فضلها الباري عز وجل عن غيرها ومنها ان جعل  كافة الائمة المعصومين(عليهم السلام) من ذريتها وهم حجج الله على الارض , والتي ختمت بالأمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) , فضلا عن ذلك حين تقوم يوم القيامة يأذن الله لها بالشفاعة للمذنبين وتخلصيهم من عذاب يوم القيامة ([16]) , فضلا عن ذلك  التسبيح الذي خصه الباري عز وجل لها  وكان السبب في تشريعه هو ان امير المؤمنين(عليه السلام) عرض على فاطمة الزهراء(عليها السلام) بأن تسأل اباها رسول الله ( صل الله عليه واله وسلم) ان تطلب منه خادمة لكي تعينها على اعمال المنزل بعد ان لاحظ عليها علامات التعب والجهد والعناء , اذ روي عن الشيخ الصدوق في كتابه علل الشرائع عن  أبي الورد بن ثمامة عن علي ( عليه السلام )(( أنه قال لرجل من بنى سعد الا أحدثك عنى وعن فاطمة انها كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه وانها استقت بالقربة حتى اثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يدها وكسحت البيت حتى غبرت ثيابها وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل فاتت النبي صلى الله عليه وآله….... قال أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين قال فأخرجت فاطمة عليها السلام رأسها فقالت رضيت عن الله ورسوله ورضيت عن الله ورسوله ورضيت عن الله ورسوله)) ([17]).

لهذا علمها رسول الله( صل الله عليه واله وسلم) هذا التسبيح ذات  الشأن العظيم والذي كان له اثر كبير عليها , وقد اوصى رسول الله( صل الله عليه واله وسلم)  واهل بيته (عليهم السلام ) بجميع البشر بالالتزام به لتسهيل جميع امورهم الدنيوية والاخروية لما له من معاجزه والذي يعجز اللسان عن  وصفه ببركة هذا التسبيح المبارك.

اما بالنسبة الى تاريخ استشهادها ووفاتها فقد توفيت بعد ان تجرعت مختلف الغصص والاحزان بعد وفاة والداها رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) ([18]) ومن مأسيها هو الهجوم على بيتها واحراقه ,واسقاط المحسن, وكسر ضلعها وغيرها ([19]), وقد اختلف المؤرخون في تحديد يوم  تاريخها وفاتها فمنهم من  قال انها توفيت  بعد ابيها بأربعين  والاخر يقول انها توفيت بعد خمس وسبعين يوم  ([20]) والاخر قال  انها توفيت بعد خمسه وتسعين  عام 11 ه ([21]).

المبحث الثاني: الجهاد في القران الكريم والأحاديث الشريفة

المطلب الاول : الابعاد اللغوية والاصطلاحية للجهاد :

فالجهاد في اللغة ترجع الى الفعل جهد والجَهْدُ والجُهْد : الطاقة والمشقة , وقيل : الجَهْدُ بالفتح : المشقة ,والجُهْد : الوسع , وقيل الجهد للانسان([22] ): كقوله تعالى ((وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ)) ([23]) وقوله تعالى ((وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ))([24]) أي : حلفوا واجتهدوا في الحلف ان ياتوا به على ابلغ ما في وسعهم , والجهد ما جهد الانسان من مرض او امر شاق وتعب فهو مجهود , وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد ,كلاهما : جدَّ  , وجاهد مجاهدة وجهادا : بذل ما في وسعه ([25]) كقوله تعالى : ((وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ)) ([26]) .

اما الجهاد في الاصطلاح: هو القتال في سبيل الله او  هو اسم جامع لسلوك كل سبب ووسيلة لغرض اعلاء كلمة الدين ومقاومة الاعداء والحذر والتحذر منهم ,وعند الاطلاق يراد به قتال الكفار , ويراد به مقاومة الشر والسعي في ابطاله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل صوره مختلفة ([27]).

ويعرف الجهاد ايضا : انها حرب مقدسة تشن في سبيل الله من اجل توسيع رقعة ديار الإسلام ، أو لغرض الدفاع عنها , والتي تهددها العدوان  ، أو شرع واعتدى  عليها فعلاً , وهذه الحرب مفروضة على المسلمين في اماكن من القران الكريم عدة ([28]).

المطلب الثاني : الجهاد في القران الكريم :

وردت كلمة الجهاد وفضله  في العديد من الآيات القرآنية اما بالمعنى الصريح او بالمعنى الغير الصريح ومنها : (( وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ))([29]).

فهذه الآية تؤكد على فرض الجهاد على المسلمين.

وفي اية اخرى عن الجهاد تبين وجوب الجهاد لتخليص المستضعفين من ايدي الظالمين وقوله تعالى  : (( وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ([30]).

فضلا عن اية اخرى تحث على الجهاد من اجل القضاء على الشرك وعبادة الاصنام وقوله تعالى:  (( وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ &  وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )) ([31]).

ويبين في ايه اخرى اهميه الجهاد ونتيجته الجنة من اجل العقيدة الاسلامية  ويؤكد ذلك قوله تعالى : ((إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) ([32]).

واية اخرى تؤكد على الجهاد وهو ضرورة لتقوية المراكز الحساسة في الدولة منعا للأعداء من الحاق الاذى المواطنين .

(( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‏ءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)) ([33]).

المطلب الثالث : الجهاد في الاحاديث الشريفة :

وردت كلمة الجهاد في احاديث كثيرة وفي مواطن متعددة تحث على الجهاد وتؤكد وتحبب اليه ,وما هو جزاءه  ومنها :

وحديث اخر عن رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) : (( من لقي الله بغير اثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمه ))([34]).

وفي حديث اخر عن الامام علي( عليه السلام) : (( جاهدوا في سبيل الله بأيديكم فإن لم تقدروا فجاهدوا بألسنتكم , فإن لم تقدروا فجاهدوا بقلوبكم )) ([35]).

وايضا حديث اخر عن الامام علي ( عليه السلام ) : ((الْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ , عَلَى الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ,  والصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ وشَنَآنِ الْفَاسِقِينَ , فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤْمِنِينَ , ومَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْمُنَافِقِينَ ,  ومَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ , ومَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ وغَضِبَ لِلَّهِ غَضِبَ اللَّهُ لَهُ , وأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) ([36]).

كما ورد عن الامام الحسين ( عليه السلام) : ((الجهاد على أربعة أوجه : فجهادان فرض ، وجهاد سنة لا يقام إلا مع فرض ، وجهاد سنة . فاما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله وهو من أعظم الجهاد ، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض ، واما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فان مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الأمة وهو سنة على الامام وحده ان يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم ، واما الجهاد الذي هو سنة ، فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في اقامتها وبلوغها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال لأنها احياء سنة))  ([37]).

وكذلك في حديث اخر عن الجهاد اذ جاء عن الامام الباقر ( عليه السلام): (( إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها , فمره يقيم اودها ويخالف هواها في محبة الله, ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها , فينعشه الله فينتعش ويقبل الله عثرته فيتذكر )) ([38]).

هذه الاحاديث وغيرها على حثت على الجهاد واكدت عليه  لما له من منزله عند الباري عز وجل وما هو جزائه فهنيا من جاهد وجاهد.

المبحث الثالث :الدور الجهادي لسيدة النساء في زمن ابيها

المطلب الاول: جهاد المرأة في الاسلام

ان جهاد المرأة ليس فقط في المشاركة في المعارك وانما جهادها حتى بيتها بما تقوم به من اعمال وواجبات ,وقد جاء عن الامام الكاظم (عليه السلام ) : ((  جهاد المرأة حسن التَّبعّل  )) )[39]) وحسن تبعل المرأة اطاعته بغير معصية الله ,وعدم الخروج من بيته الا بأذنه , وكذلك الاهتمام به والحفاظ  عليه وعلى امواله([40]).

لقد جسد الاسلام للمرأة المجاهدة مع اخيها الرجل المجاهد الريادة المتوازنة من اجل تحقيق كلمة الحق ونشر الدين الاسلامي والحفاظ عليه اذ شاركت اخيها الرجل في الهجرة من اجل دينه ([41]) كما جاء في قوله تعالى : ((فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ )) ([42]).

وامير المؤمنين اوضح  الجهاد  على المرأة من خلال قوله : (( كتب الله الجهاد على الرجال والنساء ، فجهاد الرجل أن يبذل ما له ونفسه حتى يقتل في سبيل الله ، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها )) ([43]) .

أي انه يبين دور المرأة وجهادها ومكانتها واهميتها من خلال ما تقوم بهما اعمال وواجبات في بيتها وفي خارجه ,وما تتحمل به من اذى من بعلها.

المطلب الثاني: موقف الزهراء الجهادي ازاء الدعوة الاسلامية

ولدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكان الصراع على اشده بين الجاهلية والاسلام , وكان المسلمون يعيشون في جهاد وصراع مع الوثنية, لذلك حينما نزل الوحي على رسول الله ثم امره بدعوة الناس الى الاسلام لكن مشركي قريش لم يتقبلوا هذا الموضوع كون الإسلام يتعارض مع مصالحهم, وقاموا بالوقوف امام رسول الله(صل الله عليه واله وسلم ) بكافة الطرق والاساليب ومن اساليبهم هو فرض حصار على النبي محمد (صل الله عليه واله وسلم ) وانصاره من بني  هاشم , مما امرهم النبي(صل الله عليه واله وسلم )  بالهجرة الى الحبشة قائلا الى اتباعه المسلمين : (( لو خرجتم الى ارض الحبشة فأن بها ملك لا يظلم عنده احد ,وهي ارض  صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما انتم فيه ))([44]) لذلك انطلقت كوكبه من المهاجرين المسلمين وبقي النبي مع ما بقى معه يقاسون الالام المحنة وفاطمة حديثة الولادة في العهد وعاشت مع والديها في السنة الثانية من عمرها تعاني معهم الام حصار الشعب([45]) وكان ذلك من اجل اعلاء كلمة الدين ونشره , وذلك عندما اجتمعت قريش وزعمائها على محاصرة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)   من خلال حرب سياسية واقتصادية واجتماعية  اذ اقدمت على عدم الشراء من تجارتهم , وعدم البيع لهم لغرض رضوخ النبي  (صلى الله عليه واله وسلم) وإصحابه لهم وترك دينهم , لذلك قرر رسول الله  (صلى الله عليه واله وسلم)   الدخول الى شعب ابي طالب ومعه المسلمون وابنته فاطمة (عليها السلام) وعاشت معهم في جهاد وحصار سياسي واقتصادي وعناء ومشقه , اذ كان لا يملكون من طعام وشراب الا ما يسد رمقهم , وكانت فاطمة (عليها السلام) كبقية المسلمون تربط الحجر على بطنها من الجوع, وعاشت معهم تقاسي الحرمان والجوع, اذ كان المسلمون الا يخرجون الا في مواسم وهي : موسم العمرة في  شهرة رجب ,وموسم الحج في شهر ذي الحجة , واستمر الحال على ذلك مدة ثلاث سنوات حتى فرج الله عنهم بنقض صحيفة قريش ([46]) .

وبعد ان تم اجتياز هذه المحنة برفقه والديها وبني هاشم, اصبحت فاطمة الزهراء(عليها السلام) امام حياه جديدة وهي فقدانها والداتها وهي في السنة الخامسة من عمرها , فضلا عن فقدانها حامي والداها ابو طالب([47]),اذ شهدت اعتداءات المشركين على والداها ,حيث كان يعود الى بيته فلا يجد السيدة خديجة (عليها السلام) والتي كانت تواسيه حينما يعود محملا بالهموم والحزن من عناد وضلال المشركين, لذلك اخذت فاطمة دور والداتها في السهر على راحه والداها لذلك كناها  رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) باسم ام ابيها([48]) , وفي رواية اخرى ان المشركين كانوا مجتمعين قرب الكعبة ورسول الله يصلي فدافعت عنه ابنته فاطمة جاء في الرواية  :((  ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله دعا على قريش غير يوم واحد ، فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس ، وسلا جزور قريب منه ، فقالوا : من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره ؟ قال : فقال عقبة بن أبي معيط : أنا ، فأخذه فألقاه على ظهره ، فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة (عليهما السلام) فأخذته عن ظهره ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): اللهم عليك الملا من قريش ، اللهم عليك بعتبة بن ربيعة ، اللهم عليك بشيبة بن ربيعة ، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام ، اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط ، اللهم عليك بأبي بن خلف ،وأمية بن خلف .قال عبد الله : فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا ، ثم سحبوا إلى القليب ،غير أبي بن خلف ، أو أمية ، فإنه كان رجلا ضخما فتقطع)) ([49]).

يتبين لنا من ذلك مدى شجاعة وقوة السيدة فاطمة (عليها السلام) وهي تدفع عن ابيها الخطر من اجل نشر الدين الاسلامي ومبادئه ومن اجل هداية البشرية التي تغلب عليها الشرك وعبادة الاصنام .

فضلا عن ذلك كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) المسؤولة عن رعاية امور المسلمين في مكة اذ كانت تأتية بالأخبار التي تحاك ضده([50]), وفي احد الايام دخلت فاطمة الزهراء (عليها السلام)على ابيها وهي تبكي لسماعها على عزم القوم على قتله , وقد روي عن سعيد بن بن جبير عن ابن عباس: (( انه اجتمع الملأ من قريش في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ليقتلن محمدا فبلغ ذلك فاطمة بنت محمد فدخلت على أبيها فأخبرته فدعا بماء فتوضأ ثم خرج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهم كما هم جلوس في الحجر حتى جاءهم فلما نظروا إليه ضرب الله بأذقانهم في صدورهم فأقبل حتى وقف عليهم ثم قال شاهت الوجوه شاهت الوجوه وأخذ قبضة من تراب فرماهم بها فقال ما أصابت تلك الحصباء من أحد إلا قتل يوم بدر كافرا))([51]). 

يتضح لنا من ذلك ان فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت شديدة الحرص على والداها وعلى حياته من ايدي المنافقين والمشركين الحاقدين .

وبعد ان ازداد الاذى من المشركين على رسول الله (صل الله عليه واله وسلم )  والمسلمين هاجر رسول الله الى المدينة(يثرب) بعد مبايعه اهلها على حمايته والوقوف الى جانبه وجانب دينه الحنيف لذلك هاجر المسلمين ثم رسول الله الى المدينة ([52]) ثم كتب رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) الى الامام علي(عليه السلام) يأمره بالمجيء مع اهل بيته وبقيه المسلمين لذلك خرج الامام علي(عليه السلام) ليلا برفقه فاطمة الزهراء (عليها السلام) ووالدته فاطمة بنت اسد بن هاشم, وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وام ايمن وابنها ايمن, وقد خرجوا ليلا خوفا من اذى المشركين ([53])وهم بحماية وقيادة الامام علي (عليه السلام ) , وفي الطريق  ادركهم جماعة من فرسان قريش فقصدوا هؤلاء النسوة فما كان من الامام علي (عليه السلام) الا ان انزل النسوة جانبا واخذ يقاتلهم قتال الشجعان وهو ينشد قول :

خلو سبيل الجاهد المجاهد      آليت لا اعبد غير الواحد ([54]).

واثر ذلك تفرق القوم خوفا من الامام علي (عليه السلام ) ثم سار الامام بهم حتى وصلوا الى المدينة , وقد نزلت بهم قوله تعالى : ((فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ))([55]).

وكان المقصود من الذكر هو الامام علي(عليه السلام) والمقصود من الانثى هي فاطمة الزهراء(عليها السلام) ([56])

المطلب الثالث : فاطمة الزهراء ودورها الجهادي والبطولي في معارك الرسول(صل الله عليه واله وسلم)

عندما حدثت معارك للرسول(صل الله عليه واله وسلم ) عدة والتي كان لكل واحدة منها اسبابها مع مشركي قريش, كان لفاطمة الزهراء(عليها السلام) اثر في بعضها وهي :

1) فاطمة ومعركة احد 3 ه :

احد هو اسم من الجبال التي تقع في المدينة المنوة وسمي بهذه الاسم لتوحده من بين تلك الجبال , وحدثت فيه معركة احد في شوال عام 3 هــ بين المسلمين والمشركين, وكان من اسبابها هو ثأر المشركين لانهزامهم في معركة بدر اذ حرض المشركين الناس الذين كانت لهم قافلة وفيها اموالهم ان محمد قد احتجزها وطلبوا منهم بمساعدتهم لقتاله لذلك صدقوهم وساهموا بحرب  ضد رسول الله وعندما وضعت الحرب اوزرها  وانتهت ([57]), وجرح وقتل العديد من اصحابه , وكان النبي محمد (صل الله عليه واله وسلم) يتفقد الجرحى والقتلى, ويبحث عن المفقودين من اصحابه , وعندما وصل الى مصرع عمه الحمزة فوجده في حالة لا توصف , اذ مثل به ابشع تمثيل اذ قطعوا اصابع يده ورجليه وسملوا عينيه وجدعوا انفه واذنيه , وشقوا بطنه واخرجوا كبده , وبلغ حزن رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) , وبينما هو كذلك واذا به يرى عمته صفيه بنت عبد المطلب وفاطمة الزهراء (عليها السلام ) قد توجهت نحوه , وتوجه هو ايضا نحو عمه اذ غطى جثمانه ,واقبلت عمه النبي  وفاطمة (عليها السلام) وجلستا عند مصرع حمزة بالنحيب والبكاء ورسول الله يبكي معهما , ثم نظرت فاطمة( عليها السلام) الى جراحة جبهة رسول الله ( صل الله عليه واله وسلم) والى الدماء المتخثرة على وجه رسول الله ولحيته الشريفة فبكت وجعلت تمسح الدم وتقول : (( اشتد غضب الله على من ادمى وجه رسول الله ))  ([58]), وكان الامام علي( عليه السلام ), يساعدها في ذلك , وقد اخرج ذلك  البخاري عن سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال: (( اما والله اني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ومن كان يسكب الماء, وبماذا داووى جرحه , قال : كانت فاطمة  بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تغسل الدم , وكان علي بن ابي طالب يسكب بالمجن , فلما رأت فاطمة  ان الماء لا يزيد الدم الا كثرة , اخذت قطعة من حصيرة فأحرقته حتى صار رمادا ثم  ألصقته بالجرح فأستمسك الدم )) )[59](  .

لذلك نجد ان فاطمة الزهراء(عليها السلام) كانت من اسبق الناس الى ابيها , رغم ان المعركة كانت على اشدها ([60]).

2) فاطمة ومعركة الاحزاب 5هــ

حدثت معركة الاحزاب عام 5ه  وكان سببها ان جماعة من يهود من بني نضير حزبوا الاحزاب على رسول الله ( صل الله عليه واله وسلم ) وقدموا على قريش مكة ودعوهم لحرب رسول الله لذلك عندما سمع الرسول ذلك امر الرسول بحفر الخندق ([61]), وكان لفاطمة دور في هذه المعركة من خلال بقائها قريبة من ابيها لكي تهتم به وترعاه وتحضر له الطعام اثناء حفر الخندق ([62]) كما جاء عن علي بن ابي طالب(عليه السلام) ,((كنا مع النبي(صل الله عليه واله وسلم) في حفر الخندق اذ جاءته فاطمة ومعها كسره خبز , فدفعتها الى النبي(صل الله عليه واله وسلم) فقال النبي عليه الصلاة والسلام ما هذه الكسرة ؟ قالت قرصا خبزتها للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسرة فقال : للنبي (ص): اما انه اول طعام دخل فم ابيك منذ ثلاث ))([63]).

3) فاطمة ومعركة خيبر 6 هــ

خيبر مدينة كبيرة تحتوي على قلاع وحصون وعلى خيرات اقتصادية من نخيل وزوع وتقع في شمال شرق المدينة وقد سكنها يعود بني نضير قينقاع بعد صلح الحديبية ,وعملوا عل اثارة الفتنة والبغضاء فيها وحاولوا الاستيلاء عليها, لذلك امر عز وجل النبي بان يقاتلهم, واعطاء الغنيمة الى الذين يقاتلون الى جانب النبي, كما في قوله تعالى : (( وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً)) ([64] )وبعد انتهاء المعركة قسم رسول الله الغنائم ([65] ) وقد ذكرت الروايات ان النبي (صل الله عليه واله وسلم) قد منح ابنته فاطمة عليها السلام نصيبا من الغنائم : (( اطعم رسول الله…. ولفاطمة وعلي عليهما السلام من الشعير والتمر ثلاثمائة وسق , والشعير من ذلك خمسة وثمانين وسقا )) ([66]).

4) سيدة النساء وفتح مكة  7 ه:

بعد صلح الحديبية عام 6 ه والذي عقد بين رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) وقبائل العرب, كان من اهم بنوده حرية التحرك للمسلمين في مكة , فضلا عن حرية القبائل العربية ان تتحالف مع النبي , بالإضافة الى وقف الحرب اوزراها بينهما لمدة عشر سنين , مع عدم تقديم المساعدة للذي يقوم بالاعتداء على احد الطرفين , وكذلك ارجاع رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) من يأتيه مسلما منهم ([67]) لكنهم لم يلتزموا بهذه البنود لذلك قرر رسول الله فتح مكة ,  وعندما جاء ابو سفيان الى المدينة لما سمع ان رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) سوف يدخل الى مكة فلم يجد رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) فجاء الى فاطمة : (( وقال لها ، وقال : أجيري بين الناس ، فقالت : إنما أنا امرأة ، قال :إن جوارك جائز ، وقد أجارت أختك أبا العاص بن الربيع ، فأجاز محمد ذلك (صل الله عليه واله وسلم ). فقالت فاطمة : ذلك إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأبت عليه))([68]).

لذلك عندما شاهد النبي محمد (صل الله عليه واله وسلم )  بانهم نقضوا ذلك صلح  لذلك سار رسول الله(صل الله عليه واله وسلم ) واصحابه وانصاره وكذلك معه ابنته المجاهدة الصابرة سيدة نساء العالمين(عليه السلام) متوجهين الى مكة المكرمة لفتحها وتم فتحها ودخلوها وهم منتصرين ([69]).

 

 

([1]) للتفاصيل اكثر عن والدي فاطمة ينظر : محمد مهدي الاستانبولي ومصطفى ابو النصر الشلبي,نساء حول الرسول والرد على مفتريات المستشرقين ,( دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , ط 5 , 1995 م) , ص 37 – 45 ؛ محمد بن عبد الوهاب , مختصر سيرة الرسول , (جمعية احياء التراث الاسلامي , الضاحية , 1999م ) ؛ حسين علي الشرهاني , حياة السيدة خديجة بنت خويلد من المهد الى اللحد , (دار البحار , بيروت , 2005 م ) .

[2]) ) مصطفى خميس ,الزهراء (عليها السلام ) نفحات من حياتها وسيرتها , ( الغدير للدارسات والنشر , بيروت , 2001م ) , ص 13 .

[3])) نجاح عطا الطائي ,نساء النبي(ص) وبناته,( دار الهدى لأحياء التراث, لندن, ط 2, 2002م) , ص 35 .

[4]) )  محمد مهدي المازندراني الحائري , شجره طوبى , (المطبعة العلمية , النجف الاشرف , 1369 ه ),  ج 2 ,ص 35 ؛ محمد باقر المجلسي , بحار الانوار  الجامعة لدرر اخبار الائمة  الاطهار,( دار احياء التراث العربي , بيروت ,ط3 , 1983م ),  , ج 16 , ص 80 -81.

[5]) )  ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي , الخصال, تحقيق : مؤسسة النشر الاسلامي , ( مؤسسة النشر الاسلامي , قم , ط 6 , 1424ه.ق) , ص 452 .

[6]) علي محمد علي دخيل ,اعلام  النساء , ( دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 200 م ) , ص 100 .

[7])) محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري , الطبقات الكبرى , تحقيق : محمد عبد القادر عطا , (  دار الكتب العلمية , بيروت , ط2  , 1997 م ) , مج  8 , ص 14.

([8] ) سعد طعمة بليل الخفاجي , مظلومية فاطمة (ع) بين سقيفة وفدك , “الموسم ” ,(مجلة ),   هولندا  , السنة 27 , العدد 108 , 2015 م ,  ص 519 .

[9]) ) محمد باقر المجلسي ,المصدر السابق ,  ج 34 , ص 134

([10]) رسول كاظم عبد السادة , اشياء اختصت بها فاطمة الزهراء (عليها السلام),( د.م , د.ت ), ص  108 .

([11]) نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي , مجمع الزوائد ومنبع الفوائد , ( دار الكتاب , بيروت , ط 2 , 1967 م ), ج 4 , ص 224 .

[12]) ) محمد كاظم القزويني , فاطمة من المهد الى اللحد , ( مطبعة  النبراس , النجف الاشرف ,  د.ت ) , ص 101  ؛ محمد رضا عباس الدباغ ,سيرة الزهراء باسلوب  قصصي ميسر, ( دار المحجة البيضاء , بيروت , 2004 م ) ,  ص 96.

[13])) محمد رضا الطبسي النجفي , مقتل الامام الحسين (عليه السلام), تحقيق : محمد امين الاميني ,( مؤسسة محبين للطباعة والنشر , 2003م).

[14])) محمد شراد حساني , قصص السيدة زينب (عليها السلام),( منشورات الفجر للطباعة والنشر والتوزيع , 2008 م ) .

([15]) اسماعيل الانصاري الزنجاني الخوئيني , الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء, ( مطبعة نكارش , قم , ط 3 , 1435 ه.ش  ) ,مج 5 ,ص 384 – 385 ؛باقر شريف القرشي , حياة سيدة النساء فاطمة الزهراء, ( دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 2001 م ) , ص 289- 290 .

([16]) حجة الموحد الابطحي , كرامات الزهراء سلام الله عليها ,تعريب: علي ضميري , ( ذوي القربى , قم ,  1426 ق)  ,  ص 114 .

[17])) ابي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي , علل الشرائع للشيخ الصدوق , ( منشورات المكتبة الحيدرية  , النجف , 1966 م ), ج 2 , ص366 .

([18]) كمال معاش , فاطمة(عليها السلام) بين النبوة والامامة  , ( دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 2004م ) , ص 181.

([19] ) محمد حسين علي الصغير , الزهراء (عليها السلام)  من الوجه الاخر ,( مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع, بيروت , 2012م ) , ص 263.

[20]) )عباس القمي , الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية ,(مؤسسة النشر الاسلامي , قم , ط 2 , 1421 ه.ق) ,  ص 58  .

[21])) محمد فاضل المسعودي , الاسرار الفاطمية , (  مطبعة امير ,قم , 2000 م ) , ص 339 – 340 .

[22])) الراغب الاصفهاني , مفردات الفاظ القران , تحقيق : صفوان عدنان داوودي , ( دار القلم , دمشق , ط 3 , 2002  م ) , ص 208 .

[23]) ) سورة التوبة , اية 79 .

[24]) ) سورة النور , اية 53.

[25])) ابن منظور, لسان العرب, (دار احياء التراث العربي ,بيروت , 1988  ) , مج 2 ,ص 395 – 397 ؛ لويس معلوف , المنجد في اللغة , ( دار المشرق , دمشق  , ط 35 , 1996 م ) , ص 105 – 106 .

[26]))  سورة الحج , اية  78 .

([27]) مانع بن حماد الجهني,الموسوعة الميسرة  في الاديان والمذاهب والاحزاب المعاصرة ,( الندوة العالمية للشباب الاسلامي , الرياض, ط 3 , 1418ه ), مج 2 ,  ص  1049؛ محمد باقر الحكيم ,الجهاد , ( مطبعة بهمن , قم المقدسة, 2004م ),  ص 7  .

[28]))عذراء حمودي هوير السعدي , الجهاد في سبيل الله  احكامه وانواعه وضوابطه , رسالة ماجستير ,( كلية العلوم الاسلامية , جامعة بغداد , 2006 م ) , ,ص 16 .

[29]))  سورة الحج , اية 78 .

[30]))  سورة النساء, اية 74- 75  .

[31]))  سورة الانفال, اية 39  – 40  .

[32]))  سورة التوبة , اية  111 .

[33]))  سورة الانفال  , اية  60 .

[34]))علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي , كنز العمال في سنن الاقوال والافعال , ( بيت الافكار الدولية , د.ت ) مج 1 ,  ص 404 .

[35]) ) محمد باقر المجلسي , المصدر السابق ,  ج 100 , ص 49 .

[36]) )كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني , شرح نهج البلاغة ,(دار الثقلين للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 1999 م ), ج 5 , ص 236 .

[37])) ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي , تهذيب الاحكام , تحقيق : حسن الموسوي الخرسان, ( دار الكتب الاسلامية , طهران , ط4 , 1365ش ) , ج 6 , ص 124 .

[38])) محمد الريشهري , ميزان الحكمة  اخلاقي , عقائدي ,اجتماعي, سياسي, اقتصادي, ادبي, ( دار الحديث , قم ,  2000م), مج 2  , ص 595.

[39]) ) ابي جعفر بن علي بن الحسين  بن بابويه القمي , الخصال للشيخ الجليل الاقدم الصدوق, تحقيق : علي اكبر الغفاري , ( قم : مؤسسه النشر الاسلامي, 1324ه.ق. ),ص 680 .

[40])) ام فاطمة البدري, لمحات مضيئة من النهج التربوي والرسالي في قصص الشهيدة بنت الهدى ( رض ) , ( د.م , مطبعة المعمورة , 1329 ه  ) , ص 50 .

[41]))  فاضل النوري  , اسوة العاملين في رحاب الامام الشهيد  السيد محمد باقر الصدر والشهيدة بنت الهدى , ( بيروت : مؤسسة العارف للمطبوعات , 2008 م ) , ص 289 .

[42]))  سورة ال عمران , اية 195 .

[43]) )محمد بن الحسن الحر العاملي ,  تفصيل وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة , تحقيق : مؤسسة ال البيت عليهم السلام لاحياء التراث , (مطبعة مهر , قم , 1104 ه  ), ج 15 ,  ص23 .

[44]) ) شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي , تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام : السيرة النبوية ,تحقيق : عمر عبد السلام تدمري , ( دار الكتاب العربي , بيروت , 1987 م) ,ص 184 ؛  عماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي ,البداية والنهاية , ( دار احياء التراث العربي , بيروت ,2001م ) ,  ج 3 ,  ص 74 ؛ .

[45])) ابن عاشور , اعلام الهداية : فاطمة الزهراء (عليها السلام) , (الخضراء للطباعة النشر , بيروت , 2005 م) , ص 44 .

 

[46])) للتفاصيل اكثر عن الحصار في شعب ابي طالب ينظر : هاشم معروف الحسيني, سيرة المصطفى ” نظرة جديدة “, (بيروت :دار التعارف للمطبوعات , 1996م), ص 181 – 188.

[47])) مجيد ناصر هدهود الغزي, ام المؤمنين خديجة بنت خويلد( عليها السلام) وحقائق من التاريخ ,( دار الامير للطباعة والنشر , النجف الاشرف , 2012م) , ص 131 .

[48]) ) حسين علي الشرهاني ,حياة السيدة خديجة بنت خويلد من المهد الى اللحد , (دار البحار ,بيروت , 2005م  )  , ص224 .

[49]) )هاشم البحراني , حلية الابرار في فضائل محمد  واله الاطهار عليهم السلام ,(مؤسسة الاعلمي  للمطبوعات , بيروت , ط 2 , 1992م ), ج 1 , ص 179 .

([50]) علي عاشور, فاطمة بنت محمد قدوة للنساء ,(بيروت : دار الهادي, 2002م),ص 218 .

[51])) سعيد بن منصور بن شعبة الخرساني المكي , سنن سعيد بن منصور, (بيروت : دار الكتب العلمية ,  1985 ), ج2 , ص326- 327 .

[52]) ) ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي, الامالي ,تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية – مؤسسة البعثة , ( دار الثقافة ,قم , 1414ه ) ,ص 463 – 469 .

[53])) رشيد الدين ابي عبد الله محمد بن علي بن شهر اشوب, مناقب ال ابي طالب , ( المطبعة الحيدرية , النجف , 1956 م ) ,  ص 159 .

[54]) ) محمد باقر المجلسي ,المصدر السابق , ج  19 ,  ص 65 -66  ؛ علي نمازي الشاهرودي , مستدرك سفينة البحار, (مركز مؤسسة البعثة للطباعة والنشر , 1412هـ) ,مج 5 , ص 457 .

[55]) )  سورة ال عمران , اية 195.

[56]) ) محمد باقر المجلسي, المصدر السابق, ج 19  , ص66.

[57]))  للتفاصيل عن معركة احد واحداثها ينظر : زهير الكبي ,غزوات الرسول , ( دار الفكر العربي, بيروت ,  1996 م ) , ص 49 – 65 ؛ كمال علي المنتظر ,سرايا وغزوات الرسول , ( دار الجيل , بيروت ,  1998 ),ص 123 – 130 .

[58]))   حسن مكي الخويلدي, فاطمة الزهراء (عليها السلام) الحجة القدوة , ( بيروت : دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع , ط2 , 2008 ),ص 169 .

[59])) ابي الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني “ابن الاثير “, الكامل في التاريخ , تحقيق : ابي الفداء عبد الله القاضي, ( دار الكتب العلمية , بيروت , 1987 م  ) , مج 2 , ص 51 – 52 ؛ ابي الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري, الجامع الصحيح ,(منشورات دار الافاق الجديدة , د.ت) ,ج 5 , ص 178 .

([60]) المركز الثقافي اللبناني , موسوعة الإمام علي (عليه السلام)/مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام والحسن والحسين عليهم السلام , (المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , د.ت ) , ج 5 , ص 71 – 72 .

([61] ) للتفاصيل عن معركة الاحزاب : ابي الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني “ابن الاثير ” ,  المصدر السابق  , ص 70 – 77 .

([62]) انتصار عدنان عبد الواحد العواد , السيدة فاطمة الزهراء( عليها السلام) دراسة تاريخية ,  (مؤسسة البديل للطباعة والنشر, بيروت , 2009 م  ) , ص 554 .

[63])) ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي الصدوق, عيون اخبار الرضا, ( مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت , 1984 ), ج  2 ,  ص 43.

[64])) سورة الفتح , اية 20 .

[65]))للتفاصيل اكثر عن معركة خيبر ينظر :  اتيين دينيه وسليمان  ابراهيم , محمد رسول الله , (  دار المعارف , القاهرة , ط 3 , د.ت ) , ص 256 – 260 ؛ كمال علي المنتظر ,المصدر السابق , ص177 – 181 .

([66] )محمد بن عمر بن واقد , كتاب المغازي الواقدي, تحقيق : مارسدن جونس ,( مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت , ط 3 , 1989 ) , ج 2 , ص 693 – 694.

[67] )) للتفاصيل عن نقض صلح الحديبية  : علي الكوراني العاملي , السيرة النبوية عند اهل البيت (عليهم السلام) ( دار المعروف, قم المقدسة , 2017 )  ,مج 2, ص 398 – 434.

[68] )) ابن ابي الحديد , شرح نهج البلاغة , تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم , (دار احياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , ط 2 , 1967  ), ج 17 , ص 262 ؛ علي الكوراني العاملي , جواهر التاريخ , ( مطبعة ظهور , قم  , 1426 ه ) ,مج 2  , ص 25 –  26 .

([69] ) علي عاشور , المصدر السابق  , ص 221 .

الخاتمة

بعد اتمام البحث تم التوصل الى النتائج التالية :

قدمت فاطمة الزهراء ( عليها السلام) منذ نعومه اظفارها المهام الجسام لكي تهيء نفسها استعداد من اجل الدعوة الالهية التي كلفت بها فكانت اهلا لذلك .

تعد الزهراء(عليها السلام) المرأة المسلمة المجاهدة بكل معنى الكلمة عن الاسلام , وكانت النموذج الامثل للاقتداء بها والسير على نهجها فهي البنت البارة , والزوجة الصالحة , والمربية العالمة العابدة المجاهدة , وهي صاحبة القرار السياسي المتزن.

وكانت الزهراء(عليها السلام) مثلا عاليا في الجهاد عن الاسلام , إذ كانت مع ابيها في كل شدائده ومحنه , وكانت تخرج معه في الحروب ,وكانت تواسي جروحه  وكان رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) يستمد منها سلوة وطاقته في اللحظات العصبية والصعبة .

الدور الجهادي الذي ادته لفاطمة الزهراء(عليها السلام) كان مميزا  من خلال تحملها المسؤوليات التي القيت على عاتقها ولاسيما بعد وفاه والداتها وحامي ابيها ابو طالب اذ كانت خير السند لوالدها , فضلا عن التضحية والجهاد في سبيل الله الى حد البذل والعطاء بالغالي والنفيس من اجل انجاح الدين , اذ عملت على نصره والداها على اكمل وجه لتنهض بأفضل ما يمكن ان يؤديه أي انسان وهو في عمر الطفولة والشباب  .

وعلى المرأة المسلمة ان تكون كسيدة نساء العالمين جامعة كاملة لا يفوتها من الكمال شيئا ,ولأتترك واجباتها مهما بلغت الظروف بها.

الجهاد الذي ادته فاطمة الزهراء (عليها السلام) جهاد ديني ونفسي ومادي ومعنوي لأجل تأدية الرسالة الربانية التي كلفت بها فكانت خير النساء لذلك الاختيار الإلهي.

 

 

 

المصادر :

اولا : القران الكريم :

  • سورة ال عمران , اية 195.
  • سورة الانفال, اية 39  – 40  , و اية  60 .
  • سورة التوبة , اية 79 , واية 111 .
  • سورة الحج , اية 78 .
  • سورة الفتح , اية 20
  • سورة النساء, اية 74- 75 .
  • سورة النور , اية 53.

ثانيا : الرسائل الجامعية :

  • عذراء حمودي هوير السعدي , الجهاد في سبيل الله احكامه وانواعه وضوابطه , رسالة ماجستير ,( كلية العلوم الاسلامية , جامعة بغداد , 2006 م ).

ثالثا: الكتب العربية :

  • ابن ابي الحديد , شرح نهج البلاغة , تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم , (دار احياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , ط 2 , 1967 ), ج 17 .
  • ابن عاشور , اعلام الهداية : فاطمة الزهراء (عليها السلام) , (الخضراء للطباعة النشر , بيروت , 2005 م) .
  • ابي الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني “ابن الاثير “, الكامل في التاريخ , تحقيق : ابي الفداء عبد الله القاضي, ( دار الكتب العلمية , بيروت , 1987 م ) , مج 2  .
  • ابي الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري, الجامع الصحيح ,(منشورات دار الافاق الجديدة , د.ت) ,ج 5 .
  • ابي جعفر بن علي بن الحسين  بن بابويه القمي (الصدوق) , الخصال , تحقيق : علي اكبر الغفاري , ( قم : مؤسسه النشر الاسلامي, 1324ه.ق. ).
  • ……………………………………………. , علل الشرائع , ( منشورات المكتبة الحيدرية  , النجف , 1966 م ), ج 2 .
  • …………………………………………… , عيون اخبار الرضا, ( مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت , 1984 ), ج 2 .
  • ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي , تهذيب الاحكام , تحقيق : حسن الموسوي الخرسان, ( دار الكتب الاسلامية , طهران , ط4 , 1365ش ) , ج 6 .
  • …………………………, الامالي ,تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية – مؤسسة البعثة , ( دار الثقافة ,قم , 1414ه ) .
  • اتيين دينيه وسليمان ابراهيم , محمد رسول الله,( دار المعارف, القاهرة , ط 3 , د.ت ) .
  • اسماعيل الانصاري الزنجاني الخوئيني , الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء, ( مطبعة نكارش , قم , ط 3 , 1435 ه.ش ) ,مج 5.
  • ام فاطمة البدري, لمحات مضيئة من النهج التربوي والرسالي في قصص الشهيدة بنت الهدى ( رض ) , ( د.م , مطبعة المعمورة , 1329 ه ).
  • انتصار عدنان عبد الواحد العواد , السيدة فاطمة الزهراء( عليها السلام) دراسة تاريخية , (مؤسسة البديل للطباعة والنشر, بيروت , 2009 م  ) .
  • باقر شريف القرشي , حياة سيدة النساء فاطمة الزهراء, ( دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 2001 م ) .
  • حجة الموحد الابطحي , كرامات الزهراء سلام الله عليها ,تعريب: علي ضميري , ( ذوي القربى , قم , 1426 ق)  .
  • حسن مكي الخويلدي, فاطمة الزهراء (عليها السلام) الحجة القدوة , ( بيروت : دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع , ط2 , 2008 ).
  • حسين علي الشرهاني , حياة السيدة خديجة بنت خويلد من المهد الى اللحد , (دار البحار , بيروت , 2005 م ) .
  • رسول كاظم عبد السادة,اشياء اختصت بها فاطمة الزهراء (عليها السلام),(د.م , د.ت ).
  • رشيد الدين ابي عبد الله محمد بن علي بن شهر اشوب, مناقب ال ابي طالب , ( المطبعة الحيدرية , النجف , 1956 م ).
  • زهير الكبي ,غزوات الرسول , ( دار الفكر العربي, بيروت , 1996 م ) .
  • شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي , تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام : السيرة النبوية ,تحقيق : عمر عبد السلام تدمري , ( دار الكتاب العربي , بيروت , 1987 م) .
  • عباس القمي , الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية ,(مؤسسة النشر الاسلامي , قم , ط 2 , 1421 ه.ق).
  • علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي , كنز العمال في سنن الاقوال والافعال , ( بيت الافكار الدولية , د.ت ) مج 1 .
  • علي الكوراني العاملي , علي الكوراني العاملي , جواهر التاريخ , ( مطبعة ظهور , قم , 1426 ه ) ,مج 2 .
  • ……………. , السيرة النبوية عند اهل البيت (عليهم السلام) ( دار المعروف, قم المقدسة , 2017 )  ,مج 2.
  • علي محمد علي دخيل ,اعلام النساء , ( دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 200 م ) .
  • علي نمازي الشاهرودي , مستدرك سفينة البحار, (مركز مؤسسة البعثة للطباعة والنشر , 1412هـ) ,مج 5 .
  •  عماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي ,البداية والنهاية , ( دار احياء التراث العربي , بيروت ,2001م ) ,  ج 3.
  •  فاضل النوري  , اسوة العاملين في رحاب الامام الشهيد  السيد محمد باقر الصدر والشهيدة بنت الهدى , ( بيروت : مؤسسة العارف للمطبوعات , 2008 م ).
  • كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني , شرح نهج البلاغة ,(دار الثقلين للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 1999 م ), ج 5.
  • كمال علي المنتظر ,سرايا وغزوات الرسول , ( دار الجيل , بيروت ,  1998 ).
  • كمال معاش , فاطمة(عليها السلام) بين النبوة والامامة , ( دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , 2004م ) .
  • مجيد ناصر هدهود الغزي, ام المؤمنين خديجة بنت خويلد( عليها السلام) وحقائق من التاريخ ,( دار الامير للطباعة والنشر , النجف الاشرف , 2012م) .
  • محمد الريشهري , ميزان الحكمة اخلاقي , عقائدي ,اجتماعي, سياسي, اقتصادي, ادبي, ( دار الحديث , قم ,  2000م), مج 2  .
  • محمد باقر الحكيم ,الجهاد , ( مطبعة بهمن , قم المقدسة, 2004م ).
  • محمد باقر المجلسي , بحار الانوار  الجامعة لدرر اخبار الائمة  الاطهار,( دار احياء التراث العربي , بيروت ,ط3 , 1983م ),  , ج 16  , ج 19 , ج 34 , ج 100 .
  • محمد بن الحسن الحر العاملي,تفصيل وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة , تحقيق : مؤسسة ال البيت عليهم السلام لاحياء التراث,(مطبعة مهر,قم , 1104 ه ),ج 15.
  • محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري , الطبقات الكبرى , تحقيق : محمد عبد القادر عطا , ( دار الكتب العلمية , بيروت , ط2  , 1997 م ) , مج  8 .
  • محمد بن عبد الوهاب , مختصر سيرة الرسول , (جمعية احياء التراث الاسلامي , الضاحية , 1999م ) .
  • محمد بن عمر بن واقد , كتاب المغازي الواقدي, تحقيق : مارسدن جونس ,( مؤسسة الاعلمي للمطبوعات , بيروت , ط 3 , 1989 ) , ج 2 .
  • محمد حسين علي الصغير , الزهراء (عليها السلام) من الوجه الاخر ,( مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع, بيروت , 2012م ).
  • محمد رضا الطبسي النجفي , مقتل الامام الحسين (عليه السلام), تحقيق : محمد امين الاميني ,( مؤسسة محبين للطباعة والنشر , 2003م).
  • محمد رضا عباس الدباغ ,سيرة الزهراء باسلوب قصصي ميسر, ( دار المحجة البيضاء , بيروت , 2004 م ).
  • محمد شراد حساني , قصص السيدة زينب (عليها السلام),( منشورات الفجر للطباعة والنشر والتوزيع , 2008 م ) .
  • محمد فاضل المسعودي , الاسرار الفاطمية , ( مطبعة امير ,قم , 2000 م ) .
  • محمد كاظم القزويني , فاطمة من المهد الى اللحد,(مطبعة النبراس,النجف الاشرف,  د.ت ) .
  • محمد مهدي الاستانبولي ومصطفى ابو النصر الشلبي,نساء حول الرسول والرد على مفتريات المستشرقين ,(دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع,بيروت, ط 5 , 1995 م)
  • محمد مهدي المازندراني الحائري , شجره طوبى , (المطبعة العلمية , النجف الاشرف , 1369 ه ), ج 2 .
  • المركز الثقافي اللبناني , موسوعة الإمام علي (عليه السلام)/مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام والحسن والحسين عليهم السلام , (المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , د.ت ) , ج 5 .
  • مصطفى خميس ,الزهراء (عليها السلام ) نفحات من حياتها وسيرتها , ( الغدير للدارسات والنشر , بيروت , 2001م ) .
  • نجاح عطا الطائي ,نساء النبي(ص) وبناته,( دار الهدى لأحياء التراث, لندن, ط 2, 2002م) .
  • نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي , مجمع الزوائد ومنبع الفوائد , ( دار الكتاب , بيروت , ط 2 , 1967 م ), ج 4.
  • هاشم معروف الحسيني, سيرة المصطفى ” نظرة جديدة “, (بيروت :دار التعارف للمطبوعات , 1996م).

رابعا : الموسوعات العربية:

  • ابن منظور, لسان العرب, (دار احياء التراث العربي ,بيروت , 1988 ) , مج 2 .
  • الراغب الاصفهاني , مفردات الفاظ القران , تحقيق : صفوان عدنان داوودي , ( دار القلم , دمشق , ط 3 , 2002  م ) , ص 208 .
  • لويس معلوف , المنجد في اللغة , ( دار المشرق , دمشق  , ط 35 , 1996 م ) .
  • مانع بن حماد الجهني,الموسوعة الميسرة  في الاديان والمذاهب والاحزاب المعاصرة ,( الندوة العالمية للشباب الاسلامي , الرياض, ط 3 , 1418ه ), مج 2 .

خامسا : المجلات:

  • سعد طعمة بليل الخفاجي , مظلومية فاطمة (ع) بين سقيفة وفدك , “الموسم ” ,(مجلة ), هولندا  , السنة 27 , العدد 108 , 2015