مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
 أسماء فاطمة عليها السلام     
+ = -
 أسماء فاطمة عليها السلام   


  عدد أسمائها عليها السلام   
لأسماء أهل البيت عليهم السلام معان ودلالات تشير إلى انطباق وتلبس مصاديق هذه الأسماء على المسمى بها؛ وهذا خاص بهم دون غيرهم من الناس.
إذ قد يسمي الوالدان أبنائهما بأسماء يستحسنون معانيها لكنها ليست تنطبق مصاديقها عليهم. بينما أسماء العترة النبوية عليهم السلام فهي مختارة من الله تعالى لهم وهي كاشفة عن تلبس هذه المعاني بهم.
ولذلك فقد ورد في الأحاديث الشريفة عنهم عليهم السلام ان لفاطمة عدة أسماء تضمنت معان خاصة تكشف عن شخصيتها عليها السلام ودورها «اللدني» الذي اختاره الله لها.
فعن يونس بن ظبيان رحمه الله قال، قال أبو عبدالله ــ الصادق ــ عليه السلام: «لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل، فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزاكية، والرضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء»(1).

  اسمها في التوراة   
روى الشيخ المفيد رحمه الله عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ فسأل عن مسائل عدة، فكان منها أنه قال ــ: أخبرني عن ثمانية أشياء في التوراة مكتوبة أمر الله بني إسرائيل ان يعبدونه بعد موسى؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أن أول ما في التوراة مكتوب محمد رسول الله وهي مما أساط، ثم صار قائماً ثم تلا هذه الآية: >(يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ) (2) )ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (3).
وأما الثاني والثالث والرابع فعلي وفاطمة وسبطيهما وهي سيدة نساء العالمين، في التوراة إيليا وشبرا وشبيرا، وهليون، يعني فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
قال: صدقت يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم»(4).

  معنى اسم فاطمة عليها السلام   
ان لاسم فاطمة معان كثيرة أشارت إليها الأحاديث الواردة عن العترة النبوية عليهم السلام، وهي كالآتي:
1 . روى الشيخ الكليني رحمه الله عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله إلى ملك فانطلق به لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم فسماها فاطمة، ثم قال: إني فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث بالميثاق»(5).
2 . عن زيد بن علي عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله تعالى فطمها وفطم من أحبها من النار»(6).
3 . وعن الصادق عليه السلام قال: أتدري أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: «فطمت من الشر»(7)، أي أنها خير محض.

  بركة التسمية بفاطمة   
روى الشيخ الطوسي رحمه الله عن سليمان بن جعفر الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد وأحمد وعلي والحسن والحسين، أو جعفر أو طالب أو عبدالله أو فاطمة من النساء»(8).

  معنى اسم الزهراء عليها السلام   
ومما رواه عبدالله بن مسعود قال: دخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله أرني الحق لأتصل به؟
فقال: يا عبدالله لج المخدع، قال: فولجت المخدع وعلي بن طالب يصلي وهو يقول في ركوعه وسجوده اللهم بحق محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي فخرجت حتى أخبرت به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرأيته وهو يصلي ويقول: أللهم بحق علي ابن أبي طالب عليه السلام عبدك أغفر للخاطئين من أمتي.
قال: فأخذني هلع حتى غشي علي فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه وقال: يبن مسعود أكفر بعد إيمانا؟
فقلت: حاشا وكلا يا رسول الله ولكني رأيت علياً يسأل الله تعالى بك ورأيتك تسأل الله به فلم أعلم أيكم عند الله أفضل، فقال: أجلس، فجلست بين يديه، فقال لي: «أعلم ان الله تعالى خلقني وخلق علياً من نور عظمته قبل أن يخلق الخلق بألفي عام إذ لا تقديس ولا تسبيح ففتق نوري فخلق منه السموات والأرض وأنا والله أجل من السموات والأرض، وفتق نور علي بن أبي طالب عليه السلام فخلق منه العرش والكرسي وعلي بن أبي طالب أفضل من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم والحسن أفضل من اللوح والقلم وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين والحسين والله أجل من الجنان والحور العين ثم أظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله تعالى أن يكشف عنهم تلك الظلمة فتكلم الله جل جلالة بكلمة فخلق منها روحاً ثم تكلم بكلمة فخلق من تلك الروح نوراً فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها أمام العرش فزهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهراء ولذلك سميت الزهراء لأن نورها زهرت به السموات»(9).

  معنى اسم البتول عليها السلام   
معنى البتول لغتاً، هو: «الانقطاع وأصله: البتل، قال الأصمعي: المبتل النخلة يكون لها فسيلة قد انفردت واستغنت عنها»(10).
وبهذا يكون معنى البتول: المنقطعة المستغنية عن غيرها مما تحتاج إليه.
اما ما جاءت به الأحاديث من معان لهذا الاسم فهي كالآتي:
أولاً: انها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم:
1 . روى الصدوق عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل ما البتول، فانا سمعناك يا رسول الله تقول أن مريم بتول وفاطمة بتول؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: البتول التي لم تر حمرة قط، أي لم تحض فان الحيض مكروه في بنات الأنبياء»(11).
2 . روى الطبري (الإمامي) عن علي أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية وان بنات الأنبياء لا تحيض»(12).
3 . قال صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة: «يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما تعتلن»(13).
4 . عن الصادق عليه السلام قال: «حرم الله النساء على علي عليه السلام ما دامت فاطمة حية لأنها طاهرة لا تحيض»(14).
ثانياً: ليس لها نظير
روى المجلسي عن عبيد الهروي في الغريين: سميت مريم بتولاً لانها تبلت عن الرجال وسميت فاطمة بتول لأنها تبلت عن النظير»(15).

  بقية أسمائها وكناها  
روى المجلسي رحمه الله: ان لفاطمة عليها السلام مجموعة من الكنى والأسماء وهي:

  أولاً: كناها  
أم أبيها، أم الحسن، أم الحسين، أم الأئمة(16).
وقيل: «أم الأنوار، أم الهداة، أم الأبرار، أم النجباء، أم المطهرين، أم الأطهار، أم السبطين، أم البدرين، أم البررة، أم التقى، أم الخيّرة، أم الرأفة، أم الرواق الحسيبة، أم الريحانتين، أم العطية، أم العلا، أم العلوم، أم الفضائل، أم الكتاب، أم المحسن، أم المؤمنين، أم الموانح، أم التقى، أم النورين »(17).

  ثانياً: بعض من أسمائها  
أمة الله، أية الله العظمى، باكية العين، برزخ النبوة والولاية، بضعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بقية النبوة، بهجة الفؤاد، تفاحة الفردوس، ثالثة الشمس والقمر، ثمرة النبوة، جمال الآباء، الجميلة الجليلة، حاملة البلوى، الحانية، الحبة النابتة، حبها خير العمل، حبيبة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، حجاب الله المرخى، حجة الله الكبرى، الحرة، حظيرة القدس، الحوراء، خامسة أهل العبا، الخيرة من الخير، درة التوحيد، الدعوة المستجابة، الذروة الشامخة، ذريعة الشيعة، الراضية، ربيبة الحكمة، الرشيدة، ركن الدين، الصابرة في المحن، الصادقة في السر والعلن، الصلاة الوسطى، أمن الشفاعة، ظل الله الممدود، عيبة العلم، عين الحياة، قلادة الوجود، كلمة الله التامة، كلمة التقوى، روح بين جنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، الكوثر، الكوكب الدري، ليلة القدر(18).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأمالي للصدوق رحمه الله: ص 677، ط مؤسسة البعثة.
(2) سورة الأعراف، الآية: 157.
(3) سورة الصف، الآية: 6.
(4) الاختصاص للمفيد رحمه الله: ص 33 ــ 37، ط مؤتمر الشيخ المفيد ــ قم.
(5) علل الشرايع للصدوق: ج 1، ص 179، ط المكتبة الحيدرية.
(6) الكافي للكليني: ج 1، ص 464، ط دار الكتب الإسلامية ــ طهران.
(7) المناقب لابن شهر آشوب: ج 3، ص 110، ط الحيدرية.
(8) التهذيب: ج 7، ص 438، ط دارا لكتب الإسلامية ــ طهران.
(9) الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي: ص 129، ط المطبعة الحيدرية.
(10) لسان العرب لابن منظور: ج 11، ص 42، مادة «بتل».
(11) علل الشرايع: ج 1، ص 181، ط المكتبة الحيدرية.
(12) مستدرك الوسائل للنوري: ج 2، ص 37، ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام ــ قم.
(13) البحار: ج 43، ص 15.
(14) التهذيب للشيخ الطوسي: ج 7، ص 475، ح 1908.
(15) البحار: ج 43، ص 16.
(16) البحار: ج 43، ص 17.
(17) الخصائص الفاطمية للكجوري: ج 1، ص 125، ط شريعت.
(18) الخصائص الفاطمية للمسعودي: ص 379، ط مؤسسة الزائر.