يَا خليليَّ احْبِسا الجُردَ المَهارا
وابكيا داراً عليها الدّهرُ جَارا
وربُوعاً أقفَرتْ مِن أهلِها
فَغَدَتْ بعدهُمْ قَفْراً بَوارا
حَكمَ الدهرُ على تلكَ الرُّبا
فانمَحتْ والدَّهرُ لا يَرعى ذِمارا
لَمْ يُخلِّفْ أحمدٌ إلاّ ابنةً
ولَكَمْ أوصى بِها القومَ مِرارا
غَصَبُوها حقَها جَهراً ومِنْ
عَجَبٍ أنْ تُغصبَ الزَّهراءُ جِهارا
مَنْ لَحاها إذ بَكَتْ والِدَها
قائلا فلتَبْكِ لَيلاً أو نَهارا
ويلهُمْ ما ضَرَّهُم لو بَكِيتْ
بَضعَةُ المُختارِ أياماً قِصَارا
ومِنْ النَّارِ بها يَنجُو الورى
مَن على أعتابِها أضرَم نارا
لستُ أنْسَاها ويا لهفِي لَها
إذْ وراءَ البابِ لاذتْ كيْ تُوارا
لا تَسلْنِي كيفَ رضُّوا ضِلْعَها
واسْألنَّ البابَ عنها والجِدارا
واسْألن أعتابَها عَنْ مُحسِنٍ
كيفَ فيها دَمُّهُ راحَ جُبارا
وهلْ المسمارُ مَوتورٌ لها
فَغدى في صدرِها يَطلِبُ ثَارا
السيد صدر الدين الصدر (طاب ثراه)