مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
فاطمة الزهراء (عليها ‌السلام) في آية القربى .. السيد محمد كاظم القزويني
+ = -

وهي _آية القربى_ في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى: 23] .
هذه الآية كما تراها خطاب من الله العظيم إلى نبيه الكريم {قُل} يا محمد لأمتك : {لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} على أداء الرسالة {أَجْرًا} شيئاً من الأجر {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} أي إلاَّ أن تودّوا قرابتي.
وقد اتفقت كلمات أئمّة أهل البيت (عليهم‌ السلام) وكلمات أتباعهم أنّ المقصود من القربى هم أقرباء النبي، وهناك أحاديث متواترة مشهورة في كتب الشيعة والسُنّة حول تعيين القربى بأفرادهم وأسمائهم، ومن جملة الأحاديث التي ذكرها علماءُ السنّة في صحاحهم وتفاسيرهم هذا الحديث: لمّا نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): علي وفاطمة وابناهما… الخ.
ذكر هذا الحديث طائفة من علمائهم، منهم:
1 – ابن الحجر في الصواعق المحرقة له.
2 – الثعلبي في تفسيره.
3 – السيوطي في الدر المنثور.
4 – أبو نعيم في حلية الأولياء.
5 – الجويني الشافعي في فرائد السمطين.
وحديث آخر رواه الطبري وابن حجر أيضاً : أنّ رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) قال: إنّ الله جعل أجري عليكم المودّة في أهل بيتي، وإني سائلكم غداً عنهم.
هؤلاء بعض الرواة الذين ذكروا ونقلوا هذا الحديث بصورة إجماليّة.
وإليك بعض الأحاديث التي تصرّح باحتجاج أئمّة أهل البيت (عليهم‌ السلام) بهذه الآية على أنّ المقصود من القربى هم:
في الصواعق المحرقة لابن حجر : عن علي (عليه ‌السلام): فينا في آل حم ، لا يحفظ مودّتنا إلاَّ كل مؤمن ثمّ قرأ: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}.
وفي الصواعق أيضاً : عن الإمام الحسن (عليه ‌السلام) أنّه خطب خطبة قال فيها : وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وموالاتهم ، فقال فيما أنزل على محمد (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً} واقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت… الخ.
وفي الصواعق أيضاً عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما‌ السلام) أتاه رجل من أهل الشام ، وهو (عليه ‌السلام) أسير، وقد أقيم على باب الجامع الأموي بدمشق فقال له الشامي: الحمد لله الذي قتلكم… الخ.
فقال له: أما قرأت: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
وإلى هذا أشار الشاعر الكميت الأسدي بقوله:
وجدنا لكم في آل حا ميم آيةً         تأوّلها منَّا تقيٌّ ومعربُ
وعن جابر بن عبد الله قال : جاء إعرابي إلى النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله).
قال: يا محمد أعرض عليَّ الإسلام.
فقال: تشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله.
قال: تسألني عليه أجراً؟
قال: لا، إلاَّ المودّة في القربى.
قال: قرابتي أو قرابتك؟
قال: قرابتي.
قال: هات أبايعك، فعلى مَن لا يحبّك ولا يحب قرابتك لعنة الله.
فقال النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): آمين.
رواه الكنجي في (كفاية الطالب) ص31.
وذكر ابن حجر في الصواعق ص101 هذين البيتين لابن العربي:
رأيت ولائي آل طه فريضةً         على رغم أهل البعد يورثني القربا
فما طلب المبعوث أجراً على الهدى    بتبليغه إلاَّ المودّة في القربى

وهذين البيتين للإمام الشافعي:
يا أهل بيت رسول الله حبّكم         فرضٌ من الله في القرآن أنزله
كفاكمُ من عظيم القدر أنكُمُ         مَن لم يصلّ عليكم لا صلاة له
وقد ذكر شيخنا الأميني (عليه الرحمة) في الجزء الثالث من الغدير خمسة وأربعين مصدراً حول نزوله هذه الآية في شأن علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌ السلام) وهي: الإمام أحمد، ابن المنذر، ابن أبي حاتم، الطبري، ابن مردويه، الثعلبي، أبو عبد الله الملا، أبو الشيخ النسائي، الواحدي، أبو نعيم، البغوي، البزار، ابن المغازلي، الحسكاني، محب الدين، الزمخشري، ابن عساكر، أبو الفرج، الجويني، النيسابوري، ابن طلحة، الرازي، أبو السعود، أبو حيان، ابن أبي الحديد، البيضاوي، النسفي، الهيثمي، ابن الصباغ، الكنجي، المناوي، القسطلاني، الزرندي، الخازن، الزرقاني، ابن حجر، السمهودي، السيوطي، الصفوري، الصبان، الشبلنجي، الحضرمي، النبهاني.