إصدارات مركز الدراسات الفاطمية
العراق – البصرة
سلسلة حلقات نحو المجتمع الفاطمي العفيف
(8)
الحلقة الثامنة
الحياة الروحية للسيدة فاطمة ( عليها السلام).
بقلم
الشيخ الدكتور ثائرالعقيلي
مدير مركز الدراسات الفاطمية
الحياة الروحية للسيدة فاطمة ( عليها السلام).
لقد مثلت الحياة الروحية للسيدة فاطمة ( عليها السلام) الشاهد الحي والتطبيقي على صدق المنظومة العقدية التي تحمل ثنائية النظرية والتطبيق بأسمى صورها وتجلياتها لتكون المثال العملي لشخصية المرأة الحقيقة و المؤمنة عبر التاريخ. لقد كانت تعبد ربها ولكن لا بمعنى الانزواء في احد الأركان وممارسة الرياضة الروحية، ولا بهدف الابتعاد عن الواجبات الأخرى ولا التهرب عن أداء رسالتها الاجتماعية ،ولكن كانت عبادتها بالشكل الذي يزدهر فيه الوجود الإنساني وتكبت النفس الأمارة وتتفرع عنه شخصية جديدة وخلاقة،إن شعار فاطمة ( عليها السلام) هو ((أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)). ([1]).كلا إن ذلك لمن المستحيل لأنه هو الله ولي الصالحين وهو الذي يتولى المؤمنين. ([2]).. ويروى إن الحسن البصري حول في عبادة السيدة فاطمة ( عليهاالسلام): ((ما كان في هذه الأمة اعبد من فاطمة ، كانت تقوم حتى تورم قدماها)) ([3]).
نجد عند تتبعنا للحياة الروحية للسيدة فاطمة (عليها السلام) أنها كانت قائمة على مرتكزات عبادية تجمع ما بين الصلاة والدعاء ،وفق رؤية ممنهجة يومية تبدأ من الليل وصلاة الفجر وتنتهي في المساء من كل يوم ، ومن هذا المنطلق سيكون درسنا قائم على الترتب والتتبع العبادي للأعمال الروحية للسيدة الطاهرة (عليها السلام) بهدف رسم جدول عبادي يومي.
كانت أول الأعمال العبادية الروحية للسيدة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) صلاة الليل ،وقد أورد النص القرآني الشريف عدد من الآيات التي تبين مقامها([4])،في قوله تعالى :(( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) ([5]).وقد روي عن عبد الله بن عباس ما يؤكد نزول هذه الآية الشريف في السيدة فاطمة (عليهاالسلام) وأهل بيتها في قوله : (( نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) ، وكان علي يصلي ثلثي الليل الأخير ، وينام الثلث الأول ، فإذا كان السحر جلس في الاستغفار والدعاء ، وكان ورده في كل ليلة سبعين ركعة ختم فيها القرآن )). ([6]) .
ومما روي عن صلاتها في الليل ما روي عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :(( رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت لها يا أماه لم لا تدعون لنفسك كما تدعون لغيرك ؟ فقالت يا بني : الجار ثم الدار )). ([7]).
ويبدو إن لوقت الليل وفضله أهمية كبيرة في عقيدة أهل البيت (عليهم السلام) ليؤكد عليه النص القرآني والرسول الأعظم (ص) وهذا ما نجده في هذه الرواية المروية عن أبي جعفر الباقر ، عن أبيه علي بن الحسين ( عليهم السلام ) في قول الله عز وجل : ( وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها ) ،قال : (( نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأتي باب فاطمة ( عليها السلام ) كل سحرة ، فيقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )). ([8]).
بعد صلاة الليل يأتي وقد صلاة الفجر وقد رويت عده روايات تبين حال السيدة فاطمة (عليها السلام) في محرابها وقد جاءت مطلقة بمعنى إنها في جميع أوقات العبادة تكون الحال الذي بين في الروايات ومن ابرز تلك الروايات ما روي عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) قوله: )) … متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز وجل لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي ، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي…)). ([9]).دون شك بعد هذا الورد العظيم يكون للقرآن نصيب في وقت الفجر وهذا ما أكد عليه الباري عزوجل في قوله تعالى : ((إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)). ([10]). وقد أكدت السيدة فاطمة ( عليها السلام) على علاقتها بالقرآن في قولها : (( حبب إلي من دنياكم ثلاث ، تلاوة كتاب الله و … )) ([11]).ومن الروايات التي تبين اهتمام السيدة فاطمة (عليها السلام) بقراءة القران ما روي محمد بن علي بن الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال : (( بعث رسول الله سلمانا إلى فاطمة قال : فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا وتدور الرحى من برا ما عندها أنيس . وقال في آخر الخبر : فتبسم رسول الله وقال : يا سلمان ابنتي فاطمة ملا الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها تفرغت لطاعة الله فبعث الله ملكا اسمه زوقابيل . وفي خبر آخر : جبرئيل فأدار لها الرحى وكفاها الله مؤنه الدنيا مع مؤنه الآخرة)). ([12]).
روي إن السيدة فاطمة (عليهاالسلام) كان تدعوا بعدد من الأدعية في أوقات معينة منها ما كانت تدعوا به فجراً والتي منها ما كان يرتبط بزمان معين مثل دعاء الحريق ، فتقول:(( اللهم إني أصبحت أشهدك وكفي بك شهيدا ، وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سبع سماواتك وأرضيك وأنبياءك ورسلك وورثة أنبيائك ورسلك والصالحين من عبادك وجميع خلقك ، فاشهد لي وكفي بك شهيدا ، أني أشهد أنك أنت الله ، لا إله إلا أنت المعبود وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك …)) ([13]).
كذلك كان للسيدة فاطمة ( عليهاالسلام) أدعية تدعوا بها في كل يوم من أيام الأسبوع ، ولم نجد أشارة تبين زمان معين لقراءة أدعية تلك الأيام ، لذلك نرجح انها كانت بعد صلاة الفجر،كون الفجر بداية اليوم وتلك الأدعية دون شك تحمل كثير من الآثار التي لها علاقة في بداية الوقت فظلاً عن الأسرار التي تدفع البلاء وتنزل البركات ،والتي هي :
1-دعاء يوم السبت :
((اللهم افتح لنا خزائن رحمتك ، وهب لنا اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة ، وارزقنا من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا ، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك وزدنا لك شكرا وإليك فقرا وفاقة وبك عمن سواك غنا وتعففا . اللهم وسع علينا في الدنيا ، اللهم إنا نعوذ بك أن تزوي وجهك عنا في حال ونحن نرغب إليك فيه ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأعطنا ما تحب واجعله لنا قوة فيما تحب يا أرحم الراحمين)) ([14]).
2-دعاء يوم الأحد :
((اللهم اجعل أول يومى هذا فلاحا وآخره نجاحا وأوسطه صلاحا ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلنا ممن أناب إليك فقبلته ، وتوكل عليك فكفيته ، وتضرع إليك فرحمته )) ([15]).
3-دعاء يوم الاثنين :
اللهم إني أسئلك قوة في عبادتك ، وتبصرا في كتابك ، وفهما في حكمك ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تجعل القرآن بنا ما حلا ، والصراط زائلا ، و محمدا صلى الله عليه وآله عنا موليا)). ([16])
4-دعاء يوم الثلاثاء :
(( اللهم اجعل غفلة الناس لنا ذكرا ، واجعل ذكرهم لنا شكرا ، واجعل صالح ما تقول بألسنتنا نية في قلوبنا ، اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبنا ، ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، ووفقنا لصالح الأعمال والصواب من الفعال )). ([17]) .
5-دعاء يوم الأربعاء.
((اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ، وركنك الذي لا يرام ، وبأسمائك العظام وصل على محمد وآله ، واحفظ علينا ما لو حفظه غيرك ضاع ، واستر علينا ما لو ستره غيرك شاع ، واجعل كل ذلك لنا مطواعا إنك سميع الدعاء قريب مجيب)) . ([18]).
6-دعاء يوم الخميس :
(( اللهم إني أسئلك الهدى والتقى والعفاف والغنى والعمل بما تحب وترضى اللهم إني أسئلك من قوتك لضعفنا ، ومن غناك لفقرنا وفاقتنا ، ومن حلمك وعلمك لجهلنا ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأعنا على شكرك وذكرك ، وطاعتك وعبادتك برحمتك يا أرحم الراحمين)) ([19]).
7-دعاء يوم الجمعة
((اللهم اجعلنا من أقرب من تقرب إليك وأوجه من توجه إليك ، وأنجح من سألك وتضرع إليك ، اللهم اجعلنا ممن كأنه يراك إلى يوم القيامة الذي فيه يلقاك ، ولا تمتنا إلا على رضاك ، اللهم واجعلنا ممن أخلص لك بعمله وأحبك في جمع خلقك . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر لنا مغفرة جزما حتما لا نقترف بعدها ذنبا ، ولا نكتسب خطيئة ولا إثما ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، صلاة نامية دائمة زاكية متتابعة متواصلة مترادفة برحمتك يا أرحم الراحمين )). ([20]).
ومن جملة الأدعية التي تعلمتها السيدة فاطمة (عليهاالسلام) من رسول الله (ص) يوصيها بقراءتها في الفجر والمساء منها الأتي.
1-قال رسول الله (ص):((يا فاطمة ما لي لا أسمعك بالغداة والعشي تقولين : يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي )). ([21]).
2-قال رسول الله (ص):((يا فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي(إذا أصبحت وأمسيت) : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله)) ([22]).
ومن خلال ما تقدم يتضح لنا ترتب الأعمال العبادية للسيدة فاطمة (عليهاالسلام) أبتداءاً من صلاة الليل وصلاة الفجر والأدعية الصباحية واليومية والأذكار الصباحية والمسائية وهذا الأعمال تحتل مساحة أسبوعية تقريباً وعلينا الإشارة بعد ما تقدم إلى سائر الصلوات الأخرى والتسبيح، فظلاً عن مستحبات ما قبل النوم ، ونستطيع تقسيم ذلك إلى ما يأتي:
اولاً:الصلوات الفاطمية
1-يروى عن مولاتنا فاطمة ( عليها السلام ) ، قالت 🙁 علمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله) ، صلاة ليلة الأربعاء ، فقال : من صلى ست ركعات ، يقرأ في كل ركعة : الحمد ، و ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء بغير حساب) فإذا فرغ من صلاته ، قال : جزى الله محمدا ما هو أهله ، غفر الله له كل ذنب إلى سبعين سنة ، وأعطاه من الثواب ما لا يحصى )) . ([23]).
2-روى عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال لأمير المؤمنين ولابنته فاطمة (عليهما السلام ): إنني أريد أن أخصكما بشئ من الخير مما علمني الله عز وجل ، وأطلعني الله عليه فاحتفظا به ، قالا : نعم يا رسول الله ، فما هو ؟ قال : يصلى أحدكما ركعتين ، تقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي ثلاث مرات وقل الله أحد ثلاث مرات وآخر الحشر ثلاث مرات ، من قوله : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل – إلى آخره ، فإذا جلس فليتشهد وليثن على الله عز وجل وليصل على النبي صلى الله عليه وآله وليدع للمؤمنين والمؤمنات ثم يدعو على اثر ذلك فيقول : اللهم إني أسئلك بحق كل اسم هو لك ، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به واسئلك بحق كل ذي حق عليك واسئلك بحقك على جميع ما هو دونك ان تفعل بي كذا وكذا)) ([24]).
3-روي صلاة خاصة عرفت في المصادر بــــ ((صلاة الطاهرة فاطمة (عليها السلام )): وهي ركعتان تقرأ في الأولى الحمد ، ومائة مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وفي الثانية الحمد ، ومائة مرة قل هو الله أحد ، فإذا سلمت سبحت تسبيح الزهراء عليها السلام ، ثم تقول : سبحان ذي العز الشامخ المنيف ، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان من لبس البهجة والجمال ، سبحان من تردى بالنور والوقار ، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا ، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء ، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره … ويدعو ، ويسأل حاجته وما شاء من الدعاء ، ويقول وهو ساجد : يا من ليس غيره رب يدعى ! يا من ليس فوقه إله يخشى ! يا من ليس دونه ملك يتقى ! يا من ليس له وزير يؤتى ! يا من ليس له حاجب يرشى ! يا من ليس له بواب يغشى ! يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا وعلى كثرة الذنوب إلا عفوا وصفحا صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا)) ([25]).
4-صلاة أخرى لها عليها السلام تصلى للأمر المخوف :روى إبراهيم بن عمر الصنعاني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ((للأمر المخوف العظيم تصلي ركعتين ، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصليها ، تقرأ في الأولى الحمد ، وقل هو الله أحد خمسين مرة ، وفي الثانية مثل ذلك ، فإذا سلمت صليت على النبي صلى الله عليه وآله . ثم ترفع يديك ، وتقول : اللهم ! إني أتوجه بهم إليك وأتوسل إليك بحقهم العظيم الذي لا يعلم كنهه…. يا كريم)). ([26]).
5-روي عن زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) ، عن فاطمة بنت النبي (عليهاالسلام) قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وآله : إن في الجمعة لساعة لا يراقبها رجل مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه . قالت : فقلت : يا رسول الله أي ساعة هي ؟ قال : إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب . قال : وكانت فاطمة عليها السلام تقول لغلامها : اصعد على الضراب فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلى للغروب فأعلمني حتى أدعو)). ([27]).
ثانياً: تسبيح السيدة الزهراء ( عليهاالسلام).
يعد تسبيح السيدة الزهراء(عليهاالسلام) أشهر تسبيح في منظمة الفكر الروحي في مدرسة أهل البيت (عليهاالسلام) ، ونستطيع الإشارة إلى فضل هذا التسبيح في روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي منها:
1-روي عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) :((من سبح تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام قبل إن يثنى رجليه من صلاة الفريضة غفرله ويبدأ بالتكبير)) ([28]).
2- صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لأبي هارون المكفوف يا أبا هارون : إنا نأمر صبياننا بتسبيح الزهراء عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة فألزمه فإنه لم يلزمه عبد فيشقى)) ([29]).
3- محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام من سبح تسبيح الزهراء (عليهاالسلام) ثم استغفر غفر له وهي مائة باللسان وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضى الرحمن)) ([30]).
4- عن زرارة بن أعين ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : تسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من الذكر الكثير الذي قال الله عز وجل : ” اذكروا الله ذكرا كثيرا )) ([31]).
5-عن أبي خلف القماط قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم)) ([32]).
6-شكى أحدهم للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) مرضاً الم به قائلاً : (( شكوت إليه ثقلا في أذني . فقال (عليه السلام) : عليك بتسبيح فاطمة عليها السلام)) ([33]).
ومن خلال ما تقدم من الروايات يتضح عدد من أسرار هذا الدعاء والتي أشارت لها الروايات المتقدمة غفران الذنوب والسعادة وطرد الشيطان ورضى الرحمن والثواب العظيم والشفاء من الأمراض ، وهذه المصاديق تمثل العناوين الأبرز في أثار هذا التسبيح العظيم.
ثالثاً: أعمال ما قبل النوم.
روت المصادر عده وصايا من رسول الله (ص) للسيدة فاطمة (عليها السلام) والتي منها الأتي.
1-قال رسول الله (ص) للسيدة فاطمة (عليهاالسلام): ))إذا أخذت مضجعك فقولي ( الحمد لله الكافي ، سبحان الله الأعلى ، حسبي الله وكفى ، ما شاء الله قضى ، سمع الله لمن دعا ، ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجأ ، توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخر بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) ما من مسلم يقولها عند منامه ثم ينام وسط الشياطين والهوام فتضره)). ([34]).
2- دخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على السيدة فاطمة (عليها السلام) وقد افترشت فراشي للنوم ، فقال : ((يا فاطمة لا تنامي الا وقد عملت أربعة : ختمت القرآن وجعلت الأنبياء شفعاءك وأرضيت المؤمنين عن نفسك و حججت واعتمرت – إلى ان قالت : – قال : إذا قرأت ” قل هو الله أحد ” ثلاث مرات فكأنك ختمت القرآن ، وإذا صليت على وعلى الأنبياء قبلي كنا شفعاؤك يوم القيامة ، وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك ، وإذا قلت : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فقد حججت واعتمرت)) ([35]).
وبعد الذي تقدم يتضح لنا عظيم الحياة الروحية والعلاقة العبادية التي كانت عليها السيدة فاطمة (عليهاالسلام) وهي حياة تستحق بجدارة الإتباع والتقليد عبر التاريخ ،لأنها خلق النموذج الإسلامي الحقيقي الذي طبق الشريعة بصورة عملية .
[1] – سورة الأنعام ، الايه 14.
[2] – القائمي ،في مدرسة الزهراء ،59.
[3] – ابن شهر أشوب ، مناقب ،344،3/المجلسي ، بحار الأنوار ،67،43
[4] – للوقوف على تلك الآيات ينظر الإسراء،79/ المزمل ، 1-8 / المزمل ،20.
[5] – سورة الذاريات ،الآية 17-18.
[6] – الحسكاني ،شواهد التنزيل ،268،2.
[7] – الصدوق ، علل الشرائع ، 182،1/ الطبري الشيعي ، دلائل الإمامة ،152/المجلسي ، بحار الأنوار ، 82،43.
[8] – الحسكاني ، شواهد التنزيل ،497،1/ السيوطي ، الدر المنثور ،313،4/ البحراني ،تفسير البرهان ،790،3.
[9] – الصدوق ، الامالي ،175/ الحلي ، المحتضر ،197/المجلسي ، بحار الأنوار ، 28،38.
[10] – سورة الإسراء ، الآية 78.
[11] – الكليني ،الكافي ،416،1/أبو الفرج الأصفهاني ،مقاتل الطالبين،52/المجلسي ،بحار الأنوار ،134،43.
[12] – الطبري الشيعي ، دلائل الإمامة ،139/ابن حمزة الطوسي ، الثاقب في المناقب ،291/ ابن شهر أشوب ، مناقب ،116،3
[13] – الطوسي ، مصباح المتهجد ،220.
[14] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[15] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[16] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[17] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[18] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[19] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[20] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[21] – السيوطي ، مسند فاطمة ،2/المتقي الهندي ، كنز العمال ،169،2.
[22] – الغزالي ، أحياء العلوم ،569،3/ السيوطي ، مسند فاطمة ،3/ المتقي الهندي ، كنز العمال ،239،2.
[23] – ابن طاووس ، جمال الأسبوع ،70/المجلسي ، بحار الأنوار ،177،88.
[24] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[25] – الطوسي، مصباح المتهجد ،302.
[26] – الطوسي، مصباح المتهجد ،302/ المجلسي ، بحار الأنوار ،180،88.
[27] – الصدوق ،معاني الأخبار ،399/ الطبري الشيعي ، دلائل الإمامة ،71/ المجلسي ، بحار الأنوار ،269،86.
[28] – الطوسي ،تهذيب الأحكام ،105،2/ابن طاووس ،فلاح السائل ،165/الحلي ، المعتبر،250،2.
[29] – المجلسي ، بحار الأنوار ،339،78.
[30] – الصدوق ،ثواب الأعمال،163.
[31] – الكليني ، الكافي ،500،2.
[32] – الصدوق ، ثواب الأعمال ،163.
[33] – الراوندي ،الدعوات ،197/ المجلسي ،بحار الأنوار ،332،82.
[34] – السيوطي ، الدر المنثور ،208،4/ المتقي الهندي ، كنز العمال ،65،20.
[35] – القيومي ،صحيفة الزهراء ،166/ الشيرازي ، مسند فاطمة ، 220.