شرح مقطع من زيارة الممتحنة للسيدة الزهراء عليها السلام…موقع هلال فاطمية استراليا…واحة الزهراء(ع)
السلام على الممتحنة الصابرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لم ادرِ ما اكتب في مثل هذه الأيام، ايام شهادة الصديقة الزهراء فاطمة صلوات الله عليها، الى ان فاجئني احد الأعزاء من احفاد الزهراء اهل الجود والكرم بسؤال عن احد المقاطع من زيارتها صلوات الله عليها فأجبت بعد الاستعانة بفيضها، واليكم الجواب دون مقدمات:
ورد في الزيارة ? يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَة)
الامتحان هو الاختبار والابتلاء، ولكن نحن هنا في هذا المقطع من الزيارة نتحدث عن عوالم هي غير عالم خلقنا هذا، ولذا جاء التعبير بـ قبل ان يخلقك، ولتقريب المعنى لنقرأ معا هذه الرواية:
- عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول:
[١] إن الله خلقنا من نور عظمته،
[٢] ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش……../ الكافي ج١
فهنالك خلق اول لهم صلوات الله عليهم، لهم وحدهم دون اي شيئ او خلق آخر، خلق من نور عظمة الله ، ما هو وكيف هو ؟ لا ادري ،،،وكيف كان الامتحان هناك؟! لا ادري أيضاً فنحن لا نتكلم هنا عن معانٍ دنيوية نستطيع فهمها باللغة الضيقة، نحن نتكلم عن عوالم وجدت قبل الكان والمكان وقبل كل شيئ بالمطلق.
فقد يكون المعنى هو الامتحان في ذلك العالم والذي لا نعلم كيفيته اصلا، في عالم خلقهم الاول.
وقد يكون الكلام عن عالم اخذ الميثاق، ما يصطلح عليه احيانا بعالم الذر: - عن داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما معنى السلام على رسول الله ؟ فقال : “إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الائمة ، وخلق شيعتهم .
أخذ عليهم الميثاق وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ، وأن يتقوا الله .
ووعدهم أن يسلم لهم الارض المباركة ، والحرم الامن …. وإنما السلام عليه تذكره نفس الميثاق ، وتجديد له على الله لعله أن يعجله عزوجل ، ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه”. /الكافي ج١
ولذا، ولذا، ولذا جاء في الرواية التالية:
- عن يزيد بن عبدالملك، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله إلى ملك فأنطلق به لسان محمد صلى الله عليه وآله فسماها فاطمة، ثم قال: إني فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث، ثم قال أبوجعفر عليه السلام: والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث في الميثاق./ الكافي ج١
فهنا أيضاً إرجاع الى الميثاق وما تم فيه.
فالامتحان وأخذ العهد كان في تلك العوالم، وما ابتلاءاتها في هذا العالم الأرضي الا انعكاس وصورة تتناسب مع هذا العالم، صورة تفدي بها الحق لأمومتها وقيمومتها على هذا الدين.
ولذا نجد ما وقع عليها صلوات الله عليها مذكورا من ضمن الاختبارات التي أُخبِر عنها محمد صلى الله عليه وآله حين اسري به ، وأنها تقع عليه في هذه الدنيا، وهذا ما هو مذكور في الرواية الشريفة التالية، والمذكورة في أوثق كتب الطائفة، في كامل الزيارات، هذه الرواية تذكر وبكل وضوح بأن الزهراء صلوات الله عليها ماتت من شدة الضرب.
- عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه السّلام «قال : لمّا اُسرِي بالنَّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى السّماء قيل له : إنّ الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صَبرُك ، قال : أسلم لأمرك يا رَبِّ ولا قوَّة لي على الصَّبر إلاّ بك فما هُنَّ ؟ قيل له :
أوَّلهنَّ الجوع والأثرة على نفسك وعلى أهلك لأهل الحاجة ، قال : قبلت يا رَبِّ ورضيت وسلَّمت ومنك التَّوفيق والصَّبر ،
وأمّا الثّانية فالتّكذيب والخوف الشَّديد وبذلُكَ مُهْجَتك في محاربة أهل الكفر… ، قال : قبلتُ يا رَبِّ ورضيت ومنك التَّوفيق والصَّبر ،
وأما الثالثة فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل ، أما أخوك علي فيلقى من أمتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم وآخر ذلك القتل ، فقال : يا رب قبلت ورضيت ومنك التوفيق والصبر ،
وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقُّها غَصباً الَّذي تجعله لها وتُضرَب وهي حامل ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن ثمَّ يمسّها هوان وذلٌّ ، ثمَّ لا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضَّرب وتموت من ذلك الضَّرب ،
قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، قَبلتُ يا ربِّ وسلّمت….كامل الزيارات ٣٤٧.
أرجو ان أكون قد وفقت، ولو بجزء من مليارات الأجزاء، في بيان شيئ من معنى المقطع الذي صدرنا به الكلام من زيارتها صلوات الله عليها.
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى الا منه