تعد محورية الجوانب الاجتماعية من اهم الجوانب التي تستحق الدراسة في سيرة السيدة فاطمة 3،ونحن في هذا المفصل المهم سوف نركز على دراسة بعدية الخلافات الاسرية ،والتي كما يبدو انها اخذت مساحة كبيرة في الروايات التاريخية ، بالمقارنة مع سائر المحاور الأخرى ، ونجد النسبة العظمى في المرويات قد اشتركت في المفاصل الرئيسة في محورية خاصة من خلال الحدث المركزي في جميع الروايات وابعادها التوظيفية المختلفة وانطلاقاً من الحيثيات المتقدمة سوف ندرس هذه الجزئية عبر الاتي.
الاولى : روي عن يزيد بن هارون أخبرنا بن حازم حدثنا عمرو بن سعيد قال : (( كان في علي على فاطمة شدة، فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله ، فانطلقت وانطلق علي، بأثرها فقام: حيث يسمع كلامهما ، فشكت إلى رسول الله غلظ علي وشدته عليها فقال: يا بنية اسمعي واستمعي واعقلي إنه لا إمرة بامرأة لا تأتي هوى زوجها وهو ساكت قال علي: فكففت عما كنت اصنع وقلت والله لا آتي شيئا تكرهينه أبدا)). ([1]) .
ويُسجل على هذه الرواية عدد من الامور ابرزها الآتي.
اولا:ً السنـــــد
1-يزيد بن هارون :
يزيد بن هارون يكنى أبا خالد واسطي شامي ثقة ثبت في الحديث وكان متعبدا متنسكا حسن الصلاة توفى سنة ست ومائتين([2]) . قال يحيى بن معين عنه يزيد بن هارون ثقة و قال علي ابن المديني : يزيد بن هارون من الثقات . وروي ان أحمد بن سنان قال انتخب أحمد بن حنبل بعض حديثه وسألت أبى عن يزيد بن هارون فقال : ثقة امام صدوق في الحديث لا يسأل عن مثله . ([3]) .
2-ابن حازم .
جرير بن حازم بصري ثقة أزدي وهو من موالي حماد بن زيد . ([4]) . وقال : يحيى بن معين عن جرير بن حازم فقال : ثقة ([5]) .
3-عمرو ين سعيد :
عمرو بن سعيد القرشي ، ويقال : الثقفي ، مولاهم ، أبو سعيد البصري روى عن انس و جرير بن حازم وغيرهم وقال عنه يحيى بن معين : مشهور . وقال إبراهيم بن الجنيد شيخ بصري . وقال محمد بن سعد ، والنسائي : ثقة . وذكره أبن حبان في كتاب ” الثقات . ([6]).وقال عنه الذهبي ثقة . ([7]) وقال : عنه كذلك في مصدر أخر عمرو بن سعيد البصري صدوق . ([8]). وقال ابن حجر : عمرو بن سعيد القرشي أو الثقفي مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ([9]).
ومما تقدم يتضح ان سلسلة رواة هذه الرواية كلهم من الثقات بل لم نقف على مصدر من المصادر الرجالية ما يشوه مكانتهم.ولكن هذا القبول لا يعني التسليم في صحة الرواية لذلك سوف نعمد الى دراسة الرواية من حيث المتن لمعرفة الخلفيات الكامنة في ثنايا هذا النص.
ثانياً : المـــتـــن .
ومن ابرز الملاحظات التي تسجل على النص الآتي.
1-يلاحظ على هذه الرواية ان سندها مقطوع اذ ليس بين عمرو بن سعيد وبين من روى هذه الحادثة راوٍ،فضلاً انه لم ينقل عن أحد الاطراف ذات العلاقة.
2-إن الإمام علي بن ابي طالب 7 عاش تحت رعاية النبي 6،منذ نعومة أظفاره وولدت السيدة فاطمة 3 وكبرت تحت ناظرية ،وهما في بيت واحدٍ ،فكلاهما يعرفان طبعَ بعضهما البعض ،فليس من المنطقي ان يقع بينهما اي خلاف في داخل الاسرة بعد الأقتران .
3-إن الأقتران بين الإمام علي 7 والسيدة فاطمة 3 كان بأمر إلهي من السماء ومما روي في هذا الصدد ماروي عن الإمام محمد الباقر 7 قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :(( إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة 3 فإن تزويجها نزل من السماء )) ([10]) . وكذلك ايضاً ماروي عن انس : (( قال : كنت عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فغشيه الوحي فلما أفاق قال لي : يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم قال : أمرني أن أزوج فاطمة من علي…)) ([11]).
4-يلاحظ على النص أنه اغفل الإشارة الى سبب وقوع الخلاف بينهما،الامر الذي يعزز الشك في صحة هذه الرواية ،لان الراوي عمد الى الاطلاق في سبب النزاع بين الطرفين، ليؤكد فرضية صحة صدور الذنب من الطرفين من جهة ،وفقدانهما نظرية مثال الاقتداء والتاسي في عالم الإسلام من جهة أخرى.
5- ان النص يروم اثبات حالت الفوضى في البيت العلوي والفاطمي ،لتشويه، مكانتهما لتغير مسار نيلهما المثال الحقيقي في عالم الإسلام، والنص يشير الى ذلك،بقرينة ذهاب السيدة فاطمة 3 شاكية امرها لرسول الله 6 ،مع الإشارة الى موقف الإمام علي 7من ذلك بما نصه : (فقام: حيث يسمع كلامهما )، وهذه إشارة صريحة الى تجسس الإمام 7 وهذا الخلق خلاف الخلق القرآن الكريم الذي يحرم ذلك في قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا )). ([12]) .
6-نجد في النص أشارة الى قول النبي 6 للسيدة فاطمة 3 ،(يا بنية اسمعي واستمعي واعقلي) ،وهذه الإشارة اغرب ما ورد في النص ، ونرد عليه في امرين الاول : كونها المراة الاولى في دنيا الإسلام ،التي تركت لنا ابلغ التراث البلاغي والادبي من خلال خطبتها الفدكية الكبرى، وهي تستحق بجدارة ان نطلق عليها الاديبة الاولى في الإسلام ،والثاني :ان السيدة فاطمة 3 تربت على يديه 6 ، فكانت بحق اعظم امرأة في تاريخ الانسانية.حتى بلغت مقام السيادة على نساء جميع المسلمين في الدنيا والاخرة. ([13]) .
7-يوحي النص الى رسم معالم شخصية الإمام علي 7 بصورة سلبية ابرزها ،الاضطراب والقلق النفسي وعدم السيطرة على مخرجات تصرفاته الخاصة بعدد من الإشارات منها: (كان في علي على فاطمة شدة ) او بما قاله عن نفسه : (قلت والله لا آتي شيئا تكرهينه أبدا).فلا يستقيم امر الشدة مع ضبط النفس والاستقامة من حادثة واحدة .
8-رسم الإمام علي 7 والسيدة فاطمة 3 أسس التجربة الإسلامية على ارض الواقع بصورتها الحقيقة من خلال حياتهما الزوجية ، بأقدس صورة ،من خلال ماورد في الاثر عنهما في اخر حياة السيدة السيدة فاطمة 3 مانصة : (قالت : يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال 7: (معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله ان أوبخك غدا بمخالفتي). ([14]) .
وعلى الرغم من صحة سند الرواية الأ اننا لا نسلم في صحتها من حيث المتن لكثرة الملاحظات التي سجلت عليه .
الثانية : روي عن عبد الله بن الزبير في خبر عن معاوية بن أبي سفيان قال : (( دخل الحسن بن علي على جده 6 وهو يتعثر بذيله، فأسر إلى النبي سرا، فرأيته تغير لونه ثم قام النبي حتى أتى فاطمة، فأخذ بيدها فهزها إليه هزا قويا ثم قال : يا فاطمة إياك وغضب علي فان الله يغضب لغضبه ويرضى لرضاه ، ثم جاء علي فأخذ النبي بيده ثم هزها إليه هزا خفيفا قال : يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فان الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها ، فقلت : يا رسول الله مضيت مذعورا وقد رجعت مسرورا ، فقال : يا معاوية كيف لا أسر وقد أصلحت بين اثنين هما أكرم الخلق)) ([15]).
ويُسجل على هذه الرواية عدد من الامور ابرزها الآتي.
اولاً : السنـــد.
1-عبدالله ابن الزبير.
عبد الله بن الزبير بن العوام يكنى أبو بكر وأبو حبيب روى عنه أخوه عروة وابنه عامر وكان نهاية في الشجاعة غاية في العبادة استخلف سنة 64 للهجرة ومات شهيدا بالبيت العتيق سنة ثلاث وسبعين. ([16]).وقال كذلك كان عبد الله أول مولود للمهاجرين بالمدينة . ولد سنة اثنتين ، وقيل : سنة إحدى . وله صحبة ، ورواية أحاديث . عداده في صغار الصحابة ، وإن كان كبيرا في العلم ، والشرف ، والجهاد ، والعبادة . ([17]). وقال ابن حجر : وهو أحد العبادلة وأحد الشجعان من الصحابة وأحد من ولي الخلافة([18]).
مايلاحظ على هذا الراوي انه من الصحابة كا تقدم وهو بذلك من مصاديق نظرية عدالة الصحابة التي تحكم بعدالة جميع الصحابة ،ولم نجد له ترجمة في المصادر الرجالية الشيعية.ولكن التاريخ يروي عداوته لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب 7 ومما يروى في هذا السياق مارواة ابن ابي الحديد : ((. وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الاشهاد ، وخطب يوم البصرة فقال : قد أتاكم الوغد اللئيم علي بن أبي طالب وكان علي 7 يقول : ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى شب عبد الله)) ([19]).إن هذا النص يرسم صورة واضحة لعلاقة عبدالله بن الزبير مع اهل البيت : وحجم الحقد والعداوة التي يحملها لهم ومن هذا المنطلق دون شك اذا اراد ان يروي عنهم شيئاً كيف وهو يحمل فكر مشوة وشخصية كاذبة، ومن هنا يتضح عدم وثاقه شخص عبد الله ابن الزبير.
2-معاوية بن ابي سفيان.
شخصية معاوية من الشخصيات التي اختلفت عليها المدارس الاسلامية بين التوثيق من عدمه ، فنجد مدرسة أهل السنة والصحابة يوثقون هذه الشخصية كونه من الصحابة وهذا الامر لا يتحتاج اي توثيق من خلال الرجوع الى المصادر الرجالية .
أما علماء مدرسة أهل البيت : فهم يتبنون خلاف هذا المتبنى تماماً والقدر المتيقن من جميع التوجهات القول في فسق معاوية وعدم عدالته ومن بين من ترجم له النمازي قائلاً : (( خباثته ورجاسته وكفره وزندقته أشهر من كفر إبليس . وهو صاحب السلسلة التي قال الله تعالى : ” خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ” – كما قاله مولانا الصادق 7. و قال : إنه فرعون هذه الأمة و أمره بالسب واللعن على مولانا المظلوم أمير المؤمنين 7 واختلاق الأحاديث المكذوبة في فضائل الثلاثة([20]).
ومن الجدير بالاشارة اليه إن المصادر أشارت الى عدد من الاقول النبوية في حقه ومن اشهر تلك الاقول ماروي عنه 6 لما راى ابا سفيان مقبلًا ومعاوية يقوده حمارا ً ويزيد ابنه يسوق به قال : (( لعن الله القائد والراكب والسائق)). ([21]).وقال رسول الله 6 : (( يموت معاوية على غير الإسلام )) وفي لفظ اخر: (( يموت معاوية على غير ملتي )). ([22]).وروي عنه 6 كذلك : ((إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه)) ([23]).ومن خلال ما تقدم من ترجمة معاوية بن ابي سفيان نتبنى القول بفسقه وعدم عدالته.
وبعد دراسة سلسلة الرواية نلاحظ سقوط حجية السند لعدم وثاقة الرواة.
ثانياً : المتــــن.
ويُسجل على متن هذه الرواية عدد من الامور ابرزها الآتي.
1-ان الرواية رواها ابن شهر اشوب من العقد الفريد وهو لابن عبد ربه الاندلسي وهذا الكتاب من الكتب الادبية التي تصنف ضمن مصادر مدرسة اهل السنة .
2-من الغريب على ابن شهر اشوب رواية هذه الرواية التي تسيء الى السيدة فاطمة والإمام علي بن ابي طالب 8 من دون الاشارة الى تعليق يذكر بعد روايتها.
3-نجد بعد تتبع كتاب العقد الفريد عدم ورود هذه الرواية في هذا الكتاب بهذه الصيغة او صيغة أخرى قريبة من هذا المضمون.
4-ان الراوي الاول معاوية بن ابي سفيان الذي دخل في حرب مع الإمام علي بن ابي طالب 7،والإمام الحسن 7 ، فلا يمكن الاعتماد عليه في صحة هذه الرواية.
5-إن تعثر الإمام الحسن 7 بثيابه يدل على صغر سنه ،والراجح أن الطفل لا يتمكن من النطق في مثل هذا العمر هذا من جهه فظلاً عن اختيار طريقة الحديث التي أتصفت بالسرية وهي لا تنسجم مع عمر الإمام الحسن 7.
6-ان قيام النبي 6 متوجهاً الى منزل السيدة فاطمة 3، على فرض صحة هذا الامر من ابرز لوازمه أنقطاع نتائج ذلك التحرك النبوي الذي لم يروه الا عن معاوية الذي نقل امراً مجهولاً .
7- ان قيام النبي 6 بأخذ يد فاطمة 3، وهزها هزا قويا لا ينسجم مع اخلاقياته 6، فضلاً عن اخلاقيات السيدة فاطمة 7،خصوصاً ان هذا الاسلوب من اساليب التعنيف القاسية.
8-ان النص يحمل تعارضاً واضحا لايمكن قبوله من خلال الإشارة الى ثنائية الغضب والرضا الالهي بين الإمام علي 7 والسيدة فاطمة 7.
9- أن مفهوم الرضا والغصب الالهي للسيدة فاطمة 7 ،أكثر التصاقاً بها منه 7 ،وذلك للأثر الروائي المروي عنه 6، قوله : لفاطمة 3:(( ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)). ([24]).
10-أن النص ميز بين موقف النبي 6 مع السيدة فاطمة 7 ، كما بينا في النقطة السابقة وبين موقفه مع الإمام علي 7 ، من حيث اللين والشدة حيث اشار مانصه : (فأخذ النبي بيده ثم هزها إليها هزا خفيفا)، وفي ذلك أشعار واضح على ان موقف السيدة فاطمة 3 كان ضعيفاً.
11-يشير النص الى عودة حضور معاوية في الرواية من جديد بما نصه : (فقلت : يا رسول الله مضيت مذعورا وقد رجعت مسرورا ، فقال : يا معاوية كيف لا اسروقد اصلحت بين أثنين هما أكرم الخلق).وفي ذلك أشارة واضحة ، ان الاحداث التي وردت في النص أغفل النبي 6 التعرض لها ، فمن اين علم معاوية تلك الاحداث.
12-أن اشارة النص على لسان معاوية حول ذهاب النبي 6 مذعوراً أمرُ لا يمكن قبوله ،لان المتبادر من مفهوم الذعر الخوف الشديد وعدم السيطرة على الافعال او الاقول من الشخص، وهذا لايمكن قبوله لأنه لا ينسجم وعقيدتنا في النبي 6 الذي طهره الله سبحانه من كل عيب ونقص كما أن جميع المصادر التاريخية التي روت المعارك العسكرية التي قادها النبي 6 لم تشر الى تعرضه الى هذا الوصف الذي اشار اليه النص هذا من جهة ومن جهة اخرى ان الخلافات الزوجية لا تستدعي وقوع حالة الذعر من اي شخص له علاقة مع الاطراف المختلفة.
13-اغفال النص بصورة تامة اي اشارة الى طبيعة الحدث التي تشير جميع دلالات النص الى وقوع مشكلة وقعت بين السيدة فاطمة 3 والإمام علي 7،الامر الذي يعزز الشك في صحة النص.
14- ان النص يشير الى صغر عمر الإمام الحسن 7 أثناء وقوع الحادثة ،والمصادر اشارت الى أن ولادته كانت في السنة الثالثة . ([25]).وفي هذا التاريخ مكة لم تفتح ومعاوية مازال مشركاً،فكيف روى عن النبي فضلاً عن دخوله المسجد والتعايش بين المسليمن.
ومن خلال ماتقدم من ملاحظات نتبنى عدم صحة هذا النص المتقدم.
الثالثة: روى عبد الرزاق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : (( كان لعلي من النبي 6 دخلة ليست لاحد ، وكان للنبي6 من علي دخلة ليست لاحد غيره ، فكانت دخلة النبي6 من علي أن النبي6 ، كان يدخل عليهم كل يوم ، فإن كان عندهم شئ قربوه إليه ، قال : فدخل يوما فلم يجد عندهم شيئا ، فقالت فاطمة حين خرج النبي 6 : قد كنا عودنا رسول الله 6. . . . (هذه النقاط في النص الاصلي ) خرج النبي6 ولم يصب شيئا ، فقال علي : اسكتي أيتها المرأة ، فرسول الله 6 أعلم بما في بيتك منك ، فقالت : اذهب ، عسى أن تصيب لنا شيئا ، أو تجد أحدا يسلفك شيئا ، فخرج فلم يجد ، فبينما هو في السوق يمشي يجد دينارا ، فأخذه ثم قال : من يعرف الدينار ؟ فلم يجد أحدا يعترفه ، فقال : والله ، إني لو أخذت هذا الدينار فاشتريت به طعاما وكان سلفا علي ، إن جاء صاحبه غرمته ، فعرض له رجل، فباعه طعاما ، فلما استوفى عليه طعاما رد عليه الدينار ، فقال علي : قد أعطيتنا طعامك ، وأعطيتنا دينارا ، فلم يزل به الرجل حتى يرد إليه الدينار ، فقالت فاطمة لعلي حين حدثها ذلك : أما استحييت أن تأخذ طعام الرجل والدينار ؟ قال : فرددته ، فأبى ، فلما فني ذلك الطعام ، خرج بذلك الدينار إلى السوق ، فعرض له ذلك الرجل ، فاشترى منه طعاما ، ثم رد إليه الدينار ، فقال له علي : أيها الرجل ! قد فعلت في هذا مرة ، خذ دينارك ، فلم يزل الرجل بعلي حتى رد إليه الدينار ، فلما ذكر ذلك علي لفاطمة قالت : أيها الرجل ! استحي ، لا تعودن لهذا ، فلما فني ذلك الطعام ، خرج علي بذلك الدينار ، فعرض له ذلك الرجل فاشترى منه طعاما ، فأعطاه الرجل الدينار ، فرمى به علي ، والله لا آخذه ، فأخذه الرجل ، فذكروا شأنهم للنبي 6 ، فقال : ذلك رزق سيق إليك ، لو لم تردده لقام بكم )). ([26]).
وعلينا دراسة النص عبر محورين هما.
اولاً : السنـــــد.
1-عبدالرزاق :
عبد الرزاق بن همام بن نافع ويكنى أبا بكر مولى لحمير مات باليمن في النصف من شوال سنة إحدى عشرة ومائتين. ([27]).وقال العجلي : عبد الرزاق بن همام يماني ثقة يكنى أبا بكر وكان يتشيع. ([28]).وقال عنه النسائي : عبد الرزاق بن همام فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة . ([29]). بينما ابن حبان قال : وكان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه على تشيع فيه. ([30]).ويرى الذهبي انه : أحد الأئمة الثقات كان عباس العنبري أحد من رحل إليه وقال إنه لكذاب وقال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره وقال ابن عدي في كامله حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافق عليها قلت كان يتشيع. ([31]).وقال في موضع أخر راوياً وقال أحمد بن صالح : قلت لأحمد بن حنبل : رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق قال : لا ([32]).
2-ابو هارون العبدي:
وهو عمارة بن جوين وكان ضعيفا في الحديث وقد روى عن أبي سعيد الخدري. ([33]).وقال ابن معين : سمعت يحيى وقيل له ما تقول في أبي هارون العبدي قال : كانت عنده صحيفة يقول هذه الوصي وكان عندهم لا يصدق في حديثه. ([34]) وقال النسائي : متروك الحديث . ([35]) اما العقيلي قال : مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به([36]).. وروى حماد بن زيد قال : كان أبو هارون العبدي كذابا يروي بالغداة شيئا وبالعشي شيئا . ([37]).
3-ابو سعيد الخدري:
لا خلاف في المصادر المتقدمة والمتأخرة على كون ابي سعيد الخدري من الصحابة سواء في مدرسة أهل السنة والجماعة الذين دون شك يذهبون الى القول بعدالته ووثاقته للمتبنيات العقدية التي تعتمد على نظرية عدالة الصحابة.اما مدرسة أهل البيت : فهم يترجمون للصحابة او غيرة بما كانت سيرته وليس هناك قدسية لأي فرد لذلك ترجموا له ومن ابرز من ترجم له الطوسي بقوله:هو سعد بن مالك الخزرجي ، يكنى أبا سعيد الخدري الأنصاري العربي المدني. ([38])..وقال ابن داود أبو سعيد الخدري من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين 7 كان مستقيما (رحمه الله ) . ([39]).وقال النمازي عنه : من مشاهير أصحاب رسول الله6 ونجباء الأنصار و علمائهم . شهد مع رسول الله اثنتي عشرة غزوة ، أولها الخندق . وقيل : إنه استصغر يوم أحد فرد ، وهو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وإن الإمام الصادق 7 في رواية الأعمش في حديث شرايع الدين ، والرضا7 في مكاتبته للمأمون عداه من الذين تجب ولايتهم و لم يتغيروا ولم يبدلوا)). ([40]).
ونلاحظ على دراسة سند الرواية الاختلاف في وثاقة الراوي الاول وضعف الراوي الثاني ومن خلال هذه المعطيات نتبنى سقوط حجية سند هذه الرواية.
ثانيا:ً المتـــــــن.
ويُسجل على متن هذه الرواية عدد من الامور ابرزها الآتي.
1-ان الراوي لهذه الرواية هو ابو سعيد الخدري ، والملاحظ انه روى جميع التفاصيل التي اشار لها النص ،من دون الإشارة الى الطريق الذي اطلعه على جميع هذه التفاصيل.
2-من دون شك ان هذه التفاصيل من القضايا الشخصية والتي من ادبيات العلاقة الخاصة بين الازواج عدم نقل هذه الاخبار خصوصاً ان فيها عدد من الاشارات التي تعد انتقاص من السيدة فاطمة 3 والإمام علي بن ابي طالب 7.
3-ان هذه الرواية تعد من الروايات التي تفرد بها الصنعاني ،فلم نقف على مصادر من المصادر تنقل هذه الرواية سواه ،الامر الذي يجعلنا نشك في صحتها بناءاً على هذا المنطلق التفردي.
4-يشر النص الى قول الإمام علي 7 للسيدة فاطمة 3 ما نصه : (اسكتي أيتها المرأة ، فرسول الله 6 أعلم بما في بيتك منك )،وهذا اسلوب لا يعقل صدورة منه لما عرف عنه 7 بعظيم المقام والمنزلة ،وهو يخالف الرواية التي تبين طبيعة العلاقة الثنائية بينه وبين السيدة فاطمة 3:( قالت (السيدة فاطمة ): يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال 7: معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله ان أوبخك غدا بمخالفتي). ([41]).
5-يشر النص الى قول السيدة فاطمة 3 لأمير المؤمنين 7 مانصه: (: اذهب ، عسى أن تصيب لنا شيئا ، أو تجد أحدا يسلفك شيئا)،ويلاحظ على هذا الطلب أنه لايليق بشخصية الطالب او المطلوب منه ،وهو طلب يوحي بعدم كياسة الطالب والمطلوب منه وتسافل في المكانة الاجتماعية والبحث عن الكسب الوضيع ، وهذه الحيثيات لا تليق بالسيدة فاطمة 3 كونها سيدة نساء العالمين ،فضلاً عن الإمام علي 7 الذي يتمتع بمكانة متميزة في المجتمع قبل الهجرة وبعدها.
6-يصور النص شخصية الإمام علي 7،بصورة تحط من شأنه ومقامه من خلال الإشارة التالية : ( فبينا هو في السوق يمشي يجد دينارا ، فأخذه ثم قال : من يعترف الدينار ؟ فلم يجد أحدا يعترفه ، فقال : والله ، إني لو أخذت هذا الدينار فاشتريت به طعاما وكان سلفا علي ، إن جاء صاحبه غرمته)،وهذا الفعل لا يمكن صدورة من المسلم البسيط ، فكيف يعقل صدورة من الإمام علي 7.
7- يؤكد النص على مراجعة الإمام علي 7صاحب الدرهم والمتاع عدد من المرات ورفض ذلك الشخص أخذ الدرهم منه ودفع المتاع اليه، ومايلاحظ على ذلك عدم ندم الإمام علي 7 على موقفه وعدم الاعتذار منه هذا من جهه ومن جهه اخرى موقف السيدة فاطمة 3 من الإمام علي 7 بقولها له عدد من التصريحات بقولها له : (أما استحييت) و ( أيها الرجل ! استحي ، لا تعودن لهذا)،وهذه المواقف من المستبعد صدورها منه ولا منها (عليهما السلام).
8-ومن اغرب مما ورد في النص عدم تعرض رسول الله 6، الى اي موقف خصوصاً تجاه اخد الدرهم الذي تم التصرف به من دون وجه شرعي ، والاغرب من ذلك قوله : (رزق سيق إليك)، وهذا لايستقيم الا اذا قلنا كان يقصدق بالرزق بعد التعرف على المالك الشرعي للدرهم والمتاع.
خلاصة ما تقدم من ملاحظات من دراسة سند الرواية ومتنها نرجح عد صحة هذه الرواية.
الرابعة: روى قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : (( جاء رسول الله 6 لبيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال : أين ابن عمك قالت :كان بيني وبينه شئ فغاضبني ، فخرج فلم يقل عندي فقال:( رسول الله صلى الله عليه وسلم) لإنسان انظر أين هو فجاء فقال :يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله6، وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه واصابه تراب، فجعل رسول الله 6 يمسحه عنه ويقول قم أبا تراب قم أبا تراب)). ([42]).
ويلاحظ على هذه الرواية الاتي:
اولا: السنـــد.
1-قتيبة بن سعيد .
وهو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله مولى ثقيف كنيته أبو رجاء وكان جده جميل مولى الحجاج بن يوسف مات لليلتين خلتا من شعبان سنة أربعين ومائتين. ([43]). وقال أبو حاتم هو ثقة ([44]). وقال أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين والنسائي قد قالوا بوثاقه بقولهم ثقه و زاد الأخير بقوله : صدوق . ([45]).
2-عبدالعزيز بن ابي حازم.
ويكنى عبد العزيز أبا تمام واسم ابي حازم سلمة بن دينار ولد سنة سبع ومائة ومات سنة أربع وثمانين ومائة فجأة بالمدينة يوم الجمعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ([46]).و قال العجلي عنه : عبد العزيز بن أبي حازم المحاربي ثقة ([47]). وقال يحيى بن معين: عبد العزيز بن أبي حازم صدوق ثقة ليس به بأس. ([48]).بينما ابن حبان قال : العابد من خيار أهل المدينة مات وهو ساجد . ([49]).
3- أبو حازم:
سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المدني التمار القاص الواعظ الزاهد عالم المدينة وقاصها و شيخها سمع من سهل بن سعد الساعدي.و مناقب أبي حازم كثيرة وكان ثقة فقيها ثبتا كثير العلم كبير القدر وكان فارسيا وأمه رومية ارخ جماعة موته سنة أربعين ومائة . ([50]). وقال الرازي :قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن ابيه قائلاً : أبو حازم المديني ثقة ، وقال أبو محمد سألت أبى عن أبي حازم المديني فقال : ثقة . ([51]).وقال العجلي : مدني تابعي رجل صالح سمع من سهل بن سعد الساعدي ولم يسمع من أبي هريرة . ([52]).
4-سهل بن سعد.
يعد سهل بن سعد من صحابه النبي 6 الذي اجمعت عليه مدرسة أهل البيت : فلم نجد في المصادر الرجالية المتقدمة او المتاخرة ما سجل لديهم عليه في شيئ يشوه عدالته ووثاقته فروى الخوئي قائلاً عنه : عده الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله 6 تارة ، ومن أصحاب أمير المؤمنين 7 تارة أخرى ،([53])..بينما قال عنه النمازي : من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين 8. وكان عمره عند وفاة النبي 6 خمس عشرة سنة ، وعاش إلى عام 91 من الهجرة وهو ممن شهد لعلي 7 بحديث الغدير ولقي أهل بيت الحسين 7 في الشام وبكى لهم وقضى حاجة سكينة بنت الحسين7.([54])
أما أهل السنة والجماعة فهم دون شك يوثقونه ويقول بعدالته كون من الصحابة الذين يتبنون القول بجميع عدالتهم وقد ترجم له ابن حبان قائلاً: سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الساعدي من بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج كنيته أبو العباس مات سنة إحدى وتسعين وقد قيل سنة ثمان وثمانين كان اسمه حزنا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سهلا وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة ([55]). وكذلك الرازي الذي لم يختلف كثيراً عما ترجمة ابن حبان بقوله: سهل بن سعد الساعدي الأنصاري أبو العباس صاحب رسول الله 6 رأى النبي 6 وسمع منه وهو ابن خمس عشرة سنة مات بالمدينة سنة احدى وتسعين وهو ابن مائة سنة وأكثر روى عنه الزهري وأبو حازم المديني ([56]).
وبعد دراسة سند الرواية نرجح ان سلسلة رواتها كلهم من الثقات وليس في تراجمهم ما يقدح بهم.
ثانيا:ً المــتــــن.
ويُسجل على متن هذه الرواية عدد من الامور ابرزها الآتي.
1 – إن فاطمة 3 أجلّ وأتقى لله وأبرّ وأطهر وأنقى ، من أن تغضب علياً 7، وهي الصديقة الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً ، بنص الكتاب العزيز .
2- أن علياً 7 أجلّ ، وأرفع ، وأتقى ، وأورع ، من أن يغضب فاطمة 3 وسيرته وتطهير الله له من الرجس ، ومن كل مشين ، بنص كتابه العزيز أدل دليل على ذلك .
3 – لقد قال علي 7 وكأنه يتنبأ بما سوف يفتريه عليه الحاقدون : (فوالله ما أغضبتها ، ولا أكرهتها على أمر ، حتى قبضها الله عز وجل ، ولا أغضبتني ، ولا عصت لي أمراً ، ولقد كنت أنظر إليها ؛ فتنكشف عني الهموم والأحزان ).
4- إن وضعه التراب على رأسه كلما غاضبها لا يصدر من رجل عاقل ، حكيم لبيب ، له علم ودراية أمير المؤمنين 7.
5- إن تكنية الإمام علي 7 بهذه الكنية أمر مشهور فهي من أحب كناه إليه، والدليل وجود روايتين غير هذه الرواية ، تبدوان أكثر قبولا ًمما ورد هنا.
الرواية الاولى : روي (( ان النبي 6 آخى بين الناس ولم يؤاخ بينه وبين أحد ,فخرج مغضبأ حتى أتى كثيبا من رمل فنام عليه , فأتاه النبي 6 فقال قم أبا تراب ,وجعل ينفض التراب عن ظهره وبردته و ويقول :قم أبا تراب! أغضبت أن آخيت بين الناس ولم أواخ بينك وبين أحد ؟قال نعم .فقال: أنت أخي وأنا أخوك)) ([57])..
ولكن هل من الممكن ان يتضايق الإمام7 من تأخر رسول الله 6عن مؤاخاته ويترك النبي 6 ويغادر وهو معترض على فعل الذي لا ينطق عن الهوى ؟ ومن ثم هل آخاه رسول الله 6أرضاء ًله ؟ ! أو ان ذلك كان لأهداف أخرى منها : توضيح مكانته من النبي 6عُظم حقه ومنزلته لديه 6.إذن المؤاخاة وقعت ولكن ليس بهذه الطريقة .وان الكنية منحت للإمام 7 ولكن ليس في هذه المناسبة . وتبدو الرواية الآتية هي الأكثر قبولا ً.
الرواية الثانية : روي عن عمار بن ياسر قال : (( كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ،فلما نزلها رسول الله) 6وأقام بها؛ رأينا أناسا من بني مد لج يعملون في عين لهم وفي نخل , فقال علي بن ابي طالب: ياابا اليقظان , هل لك ان تآتي هؤلاء القوم فتنظر كيف يعملون؟… فنظرنا إلى عملهم ساعة, ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا فوالله مااهبنا إلا رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء ، فيومئذ قال رسول الله 6 لعلي بن ابي طالب : مالك يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب ثم قال : إلا أحدثكما بأشقى الناس؟ رجلين ، قلنا بلى يا رسول الله قال : احيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه ووضع يده على قرنه, حتى يبل منه هذه واخذ بلحيته)) ([58]).
وعلى الرغم صحة سند هذه الرواية فأننا لا نستطيع القول بصحتها بعد دراسه متنها وما سجل عليه من ملاحظات ومنهجنا لا يسلم في صحة اي رواية الا اذا كان السند والمتن صحيحين من كل الاشكالات المحتملة ومن هذا المنطلق نتبنى بالقول في وضع الرواية.
الخامسة روي عن الإمام جعفر بن محمد 8 قال : (( شكت فاطمة إلى رسول الله 6 عليا ، فقالت : يا رسول الله لا يدع شيئا من رزقه إلا وزعه على المساكين ، فقال لها : يا فاطمة أتسخطيني في أخي وابن عمي إن سخطه سخطي وإن سخطي سخط الله عز وجل )) ([59]).
ويُسجل على هذه الرواية عدد من الامور ابرزها الآتي.
اولاً: السنــــد.
تعد هذه الرواية من الروايات المرسلة على الرغم من المحاولات المتعددة في البحث عن مصادر متعددة لها وبذلك تكون ساقطة الحجة من هذه الناحية.
ثانياً: المتــــن.
1-ان هذه الرواية من المرويات الشيعية ولم نقف على اشارات مصدرية اخرى غير المجلسي في كتابة بحار الانوار وهو تفرد واضح منه دون شك.
2-ان اشارة الرواية الى تقدم السيدة فاطمة 3 بشكوى للرسول 6 على امير المؤمنين علي بن ابي طالب 7 بصرف النظر عن السبب لا يمكن صدورة وذلك للمنزلة الكبيرة التي تتميز بها السيدة 3، ولمعرفتها به 7 ، فضلاً عن كونها المصداق الابرز في اية التطهير بأتفاق المصادر الإسلامية.
3-يشير الى الى السبب الحقيقي الى شكواها مانصه : (لا يدع شيئا من رزقه إلا وزعه على المساكين).وهذا السبب لا يمكن تصورة من السيدة فاطمة 3 لمعرفتها ان هذا الموقف خلاف الثقافة القرآنية كما نصت عليه عدد من الايات الشريفة منها قوله تعالى : (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ). ([60])..وقال تعالى : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ([61])..و قال تعالى : (تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ([62]).
4- من دون شك ان السيدة فاطمة 3 ،على اطلاع بثقافة التصدق العلوي ،التي تنص على : (أذا املقتم فتاجروا الله بالصدقة ). ([63]).ومعنى ذلك كما اشار عبدالوهاب : ( (يعنى – إذا خشيتم خشية املاق فعاملوا الله تعالى بالتصدق للفقراء فان من كان معاملته مع الله تعالى يغنيه الله سبحانه بفضله وكرمه باعطاء الخلف في الدنيا والثواب في الآخرة قال الله تعالى : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ولما كان يستعيض العبد من الله تعالى في هذه التجارة بل يأخذه منه تعالى بدليل قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : الصدقة تقع في كف الرحمن قبل ان تقع في كف الفقير ، ولهذا لا رجوع فيها ، شبه بالمعامل ونزل منزلته حثا للناس على الصدقات والخيرات وتعظيما لشأن المواساة والمبرات)). ([64]).
5-نجد في سيرة السيدة فاطمة 3 مايخالف هذه الإشارة في هذا النص ،فقد نص القرآن الكريم في سورة الدهر على اهل البيت: ([65])،ومن بينهم السيدة فاطمة 3 لتصدقهم بطعامهم ولثلاثه ايام المسكين واليتيم والاسير،وكذلك في قصة العقد المدفوع الى الاعرابي ([66]).
6- نجد النص اشار قول رسول الله 6 للسيدة فاطمة 3 : (يا فاطمة أتسخطيني في أخي وابن عمي)، وهذا يعارض نصوص اخرى منها،قول رسول الله 6 : (( ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)). ([67]).وروي عنه ايضاً : ((فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)). ([68]).
والراجح كما يبدو ان هذه الاقول الاشهر بالمقارنه واكثر مقبولية ،الامر الذي يسقط حجية هذه الإشارة فيما لوقلنا من ان له حجية اصلاً.
7-ان قول رسول الله 6 للسيدة فاطمة 3 : (إن سخطه سخطي وإن سخطي سخط الله عز وجل)،يعارض الاحاديث التي وردت في النقطة السادسة،وهي ارجح في الرد على هذه الإشارة ،وما يقال ايضا في هذا السياق ان هذه الإشارة تظهرالسيدة فاطمة 3 في موقع السخط الالهي والنبوي من جهة ومن جهة اخرى ان السيدة فاطمة 3 كانت غيرقادرة على خلق اجواء اسرية جيدة في حياتها الزوجية مع الإمام علي 7، ومما ينتج من لوازم الجهتين ،عدم عصمتها لصدور الذنب منها وهذا الامر خلاف اية التطهير التي اجمع المفسرين ان السيدة فاطمة 3 من أبرز مصاديقها.
بعد دراسة سند الرواية ومتنها نرحج عدم صحتها للاسباب التي تم التعرض لها.
السادسة: أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال (( كان بين علي وفاطمة كلام ، فدخل رسول الله فألقى له مثالا ،فاضطجع عليه فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب، فأخذ رسول الله بيد علي فوضعها على سرته وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته، ولم يزل حتى أصلح بينهما ثم خرج قال : فقيل له دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي)) ([69]).
بعد دراسة هذا النص نسجل الملاحظات الاتية.
اولاً : السنــــد.
1-عبيدالله بن موسى.
عبيد الله بن موسى العبسي يكنى أبا محمد كوفي ثقة كان عالما بالقرآن صدوق وكان يتشيع. ([70]).وروى العقيلي عن معاوية بن صالح قال : سألت يحيى عن عبيد الله بن موسى فقال اكتب عنه فقد كتبنا عنه. . ([71]).واتفق يحيى بن معين مع من يقول : عبيد الله بن موسى ثقة . وروى عبد الرحمن قال سألت أبي عن عبيد الله بن موسى فقال : صدوق كوفي حسن الحديث ، وأبو نعيم أتقن منه ، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل كان إسرائيل يأتيه فيقرأ عليه القرآن وهو ثقة . ([72]). وقال الذهبي : عبيد الله بن موسى أبو محمد العبسي الحافظ أحد الأعلام على تشيعه وبدعته سمع هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وابن جريج وعنه البخاري والدارمي وعبد والحارث بن محمد ثقة مات في ذي القعدة سنة 213 . ([73]). ونجد ابن حنبل يختلف في عبيد الله بن موسى مع من قال بوثاقته ومما يروى في هذا الصدد ما روي عنه قائلاً : يا أبا محمد لي إليك حاجة لا تأت عبيد الله بن موسى فإنه بلغني عنه غلوا قال أبي فلم آته. ([74]).
2-عبدالعزيز بن سياه.
قال العجلي عنه : عبد العزيز بن سياه الأسدي ثقة. . ([75]). واتفق الرازي والمزي على عدد من المشتركات في ترجمة عبد العزيز بن سياه في كونه كوفي روى عن حبيب بن أبي ثابت و قال عنه يحيى بن معين : عبد العزيز بن سياه ثقة . وقد اعتمدوا في روايات عبدالرحمن ومن ابرز ماروى قائلاً : سُئل أبي عن عبد العزيز بن سياه فقال : محله الصدق . وروى كذلك عن عبد الرحمن قائلاً: سألت أبا زرعة عن عبد العزيز بن سياه فقال : لا بأس به هو من كبار الشيعة .([76]).بينما ابن حجر قال عنه : عبد العزيز بن سياه بكسر المهملة بعدها تحتانية خفيفة الأسدي الكوفي صدوق يتشيع. تقريب. ([77]).
3-حبيب بن ابي ثابت.
يلاحظ على هذا الراوي اننا وقفنا على ترجمته في المصادر الرجالية للمدرستين الشيعية والسنية ،ولم نجد من يتبى في كونه ليس من رواة الشيعة ومن ابرز من ترجم له في المدرسة السنية ابن سعد قائلاً: حبيب بن أبي ثابت الأسدي مولى لبني كاهل يكنى أبا يحيى واسم أبي ثابت قيس بن دينار مات سنة تسع عشرة ومائة. . ([78]).وقال العجلي عنه : حبيب بن أبي ثابت الأسدي كوفي ثقة تابعي وكان مفتي الكوفة قبل الحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان. ([79]).وقال الرازي : حدثنا عبد الرحمن حدثنا ابن أبي خيثمة فيما كتب قال: سألت يحيى بن معين عن حبيب ابن أبي ثابت فقال : كوفي ثقة سمعت أبي يقول : حبيب بن أبي ثابت صدوق ثقة .([80]).
اما المصادر الرجالية الشيعية فقد ترجمت له ومن بين ابرز من ترجم له الطوسي قائلاً :حبيب بن أبي ثابت ، أبو يحيي الأسدي الكوفي ، تابعي ، وكان أعور ، مات سنة تسع عشرة ومائة. . ([81]).وقد اتفق التفرشي والنمازي والخوئي على جملة مشتركات في ترجمه هذه الشخصية نجملها في انه حبيب بن أبي ثابت : أبو يحيى ، الأسدي ، الكوفي ، تابعي ، فقيه الكوفة ، وكان أعور من أصحاب علي وعلي بن الحسين والباقر والصادق :.([82]).
وبعد دراسة سلسة رواة هذه الرواية يتضح القول في وثاقه جميع رواة هذه السلسلة رغم الاختلاف في عبيدالله بن موسى من التوثق الا ان الراجح كان من الثقات ومن هذه المنطلق نرجح حجية السند كما اتضح.
ثانياً : المتـــــن.
ويُسجل على متن هذه الرواية عدد من الامور ابرزها الآتي.
1-تعد هذه الرواية من المرويات السنية ويعد ابن سعد أقدم من روى هذه الرواية ،ولم تروى في المصادر الشيعية المتقدمة مطلقاً.
2-الراوي الاول للرواية حبيب ابن ابي ثابت روى الرواية من دون بيان الراوي الذي نقل عنه هذه الرواية.
3-بعد تغيب الراوي لمصدره نحن امام فرضية حول المصدرية التي استقى منها ابن ابي ثابت روايته ،وهم اما رسول الله 6 او الإمام علي بن ابي طالب 7،او السيدة فاطمة 7،والراجح تعذر ان يروي احدهم هذه الامور كونها من القضايا الشخصية والاسرية ومن غير المستحسن ان تعلن على عامة الناس مهما كانت الاسباب .
4-ان الطريقة الاصلاحية التي اعتمدها رسول الله 6 ،في الاصلاح بين السيدة فاطمة 3 والإمام علي 7 ،طريقة لاتليق به وبهما ،ايضاً خصوصاً إن رسول الله 6 ،محل الاقتداء والتأسي لجميع المسلمين،فمن غير المنطقي ان شخص المقتدى به بهذه الحال،وقد وصفه تعالى في كتابه : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا). ([83]).
5-ان النص غيب حديث رسول الله 6 مع السيدة فاطمة 3 والإمام علي 7، وما نجده اضطجاع النبي 6 والسيدة فاطمة 3 بالقرب منه ،مع اخذ ايديهما ووضعها على سرته،جاعلاً ذلك طريقة اصلاح للمشكلة التي بينهما.
6- غيب النص كذلك طبيعة المشكلة التي وقعت بين الاطراف التي اشار لهما النص ،مكتفياً بالإشارة فقط وفي ذلك غموض متعمد كما هو واضح ،وهي مشكلة من دون شك بقرينة (اصلحت ) التي وردت في ذيل الرواية ، كذلك غيب النص اسماء الاشخاص الذين تكلموا مع النبي 6 عن تغير احواله من حال الى اخر.
7- من المستغرب جداً ان نجد بعض الباحثين المحدثين من يتبنى هكذا مرويات ومن بينهم بيومي الذي يرى ما نصه : (( أن هناك ساعات خلاف كانت جد شديدة ، شكايات ، لا شك انها انما كانت أكثر من شكاية بالنسبة للمرأة حتى وان كانت بنت المصطفى 6 ، ومن ثم فقد بلغ العتاب بين الزوجين ما يبلغه من خصومة بين زوجين))([84]).
ونلاحظ من ملاحظات ما تقدم عدم صحة هذا النص للأشكالات التي سجلت عليه.
[1] – ابن سعد ،الطبقات 26،8 / ابن حجر،الاصابة ،268،8.
[2] – العجلي ، معرفة الثقات ،368،2.
[3] – الرازي ، الجرح والتعديل ، 295،9.
[4] – العجلي ، معرفة الثقات ،267،1.
[5] – الرازي ، الجرح والتعديل ، 505،2.
[6] – .المزي، تهذيب الكمال ،345،22.
[7] – المغني ، 145،2.
[8] – ميزان الاعتدال 261،3
[9] – تقريب التهذيب ،735،1.
[10] – الكليني ، الكافي ،568،5/الصدوق ،من لايحضرة الفقيه ،393،3/الطبرسي، مكارم الأخلاق ،204/المجلسي ،بحار الأنوار,42, 145.
[11] – ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، 37 ، 113/المجلسي ، بحار الأنوار ،43،119/الزرندي ، نظم دررالسمطين ،186/المتقي ،كنز العمال ، 66, 101.
[12] – سورة الحجرات ،الاية 12.
[13] – للوقوف على روايات تشير الى مقام السيدة فاطمة ( ع) ينظر: الحيدري ، معالم الإسلام الاموي ، 230-235.
[14] – الفتال النيسابوري ،روضة الواعظين ،151/ المجلسي ،بحار الأنوار،191،43.
[15] – ابن شهر اشوب ، مناقب ،114،3/المجلسي ،بحار الأنوار،42،43.
[16] – الذهبي ،الكاشف ،551،1.
[17] – سير اعلام النبلاء ،364،3.
[18] – الاصابة ،78،4.
[19] – شرح نهج البلاغة ،23،1.
[20] – مستدركات ،443،7.
[21] – الطبري ، تاريخ الرسل والملوك،158،8.
[22] – ابن مزاحم ،وقعة صفين ،217
[23] – الجرجاني ،الكامل ،201،5/الكوفي ،مناقب الإمام اميرالمؤمنين ،305،2/ المجلسي ،بحار الأنوار ،186،33.
[24] – الضحاك ، الاحاد والمثاني ، 363،5/الطبراني ، المعجم الكبير،1،108 /الحاكم النيسابوري،المستدرك ،152،3/ابن حجر الهيثمي ، مجمع الزوائد ،203،9.
[25] – الكليني ،الكافي ،416،1/ابو الفرج الاصفهاني ،مقاتل الطالبين،52/المجلسي ،بحارالأنوار ، 43، 134.
[26] – الصنعاني ، المصنف ،140،10.
[27] – ابن سعد ، الطبقات ، 548،5.
[28] – معرفة الثقات ،93،2.
[29] – الضعفاء ،209.
[30] – الثقات ، 412،8.
[31] – المغني ،602
[32] – .تاريخ الاسلام ،263،15..
[33] – ابن سعد ،الطبقات ، 246،7.
[34] – تاريخ ابن معين ،117،2
[35] – الضعفاء ،224.
[36] – ضعفاء العقيلي ،205،3.
[37] – الرازي ،الجرح والتعديل ،178،1.
[38] – الطوسي ، رجال الطوسي ،65.
[39] – رجال ابن داود ،218.
[40] – الصنعاني ، المصنف ،140،10.
[41] – الفتال النيسابوري ،روضة الواعظين ،151/ المجلسي ،بحار الأنوار،43،191.
[42] – البخاري ،صحيح ،114،1/مسلم النيسابوري، صحيح ،124،7 /النيسابوري ، معرفة علوم الحديث،411/ /البيهقي ،السنن ،446،2/المحب الطبري ،الرياض النضرة ،105،3/ابن عساكر ،تاريخ مدينة دمشق ،17،42/الذهبي ، تاريخ الإسلام ،622،3/ابن الصباغ ، الفصول المهمة ،227.
[43] – ابن حيان، الثقات ،20،9.
[44] – الباجي ،التعديل والجرح ،1212،3.
[45] – المزي ، تهذيب الكمال ،528،33/ الذهبي ،سير اعلام النبلاء ،16،11.
[46] – ابن سعد ،الطبقات ،424،5.
[47] – .معرفة الثقات ،96،2.
[48] – المزي ، تهذيب الكمال ،123،18.
[49] – ابن حبان ،مشاهير علماء الامصار،225.
[50] – الذهبي ،تذكرة الحفاظ ،134،1.
[51] – الجرح والتعديل ،159،4.
[52] – معرفة الثقات ،420،1.
[53] – معجم رجال الحديث،371،9.
[54] – مستدركات علم رجال الحديث،178،4.
[55] – بن حبان، الثقات ،168،3.
[56] – الرازي ،الجرح والتعديل ،198،4
[57] –ابن عساكر :تاريخ دمشق :42/18
[58] -المجلسي ،بحار الأنوار،153،43
[59] -المجلسي ،بحار الأنوار،153،43
[60] – سورة ال عمران ،ايه 92
[61] – سورة البقرة ، ايه 274.
[62] – سورة البقرة ، اية 280.
[63] – الإمام علي ، نهج البلاغة ،57،4.
[64] – شرح كلمات اميرالمؤمنين،60 .
[65] – للوقوف على الايات الشريفة التي تدعوا الى التصديق ينظر: سورة البقرة ،177،195،254،261/التوبة ،104،103،60،الرعد ،22/الاحزاب،35/الحديد ،18،10.
[66] – للوقوف على تفاصيل ذلك وغيرها من المواقف الأخرى ينظر: مركز الدراسات الفاطمية، البحوث الفائزة في المسابقة الفاطمية الاولى .26-51
[67] – ابن سعد ، الطبقات ، 26،8 / الضحاك ، الاحاد والمثاني ، 363،5/الطبراني ، المعجم الكبير،1،108 /الحاكم النيسابوري،المستدرك ،152،3/ابن حجر الهيثمي ، مجمع الزوائد ،203،9.
[68] – البخاري ،صحيح ،210،4/النسائي ،فضائل الصحابة ،78/الحاكم النيسابوري،المستدرك ،159،3.
[69] – ابن سعد ،الطبقات, 8/25/ابن حجر،الاصابة ،268،8.
[70] – العجلي ، معرفة الثقات ،114،2.
[71] – ضعفاء العقيلي،127،3.
[72] – الرزاي ،الجرح والتعديل ،335،3/ المزي ،تهذيب الكمال ،168،19.
[73] – الكاشف ،687،1.
[74] – ضعفاء العقيلي،127،3.
[75] – العجلي ، معرفة الثقات ،97،2.
[76] – الجرح والتعديل ،383،5/ تهذيب الكمال ، 145،18.
[77] – التهذيب ،604،1.
[78] – الطبقات ، 320،6.
[79] – معرفة الثقات ، 281،1.
[80] – الجرح والتعديل ،108،3.
[81] – الطوسي ، رجال الطوسي،112.
[82] – نقد الرجال ،296،1/مستدركات ،293،2/ معجم رجال الحديث ،195،5.
[83] – سورة الاحزاب ، اية 21.
[84] – بيومي ،السيدة فاطمة ،128.