مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
الموضوعات في السيرة الفاطمية ((الرواية التاسعة نوم السيدة فاطمة (ع) عن صلاة الفجر بأول وقتها))الشيخ الدكتور ثائر هادي رسن العقيلي
+ = -

الرواية التاسعة

نوم السيدة فاطمة (ع) عن صلاة الفجر بأول وقتها

روى البيهقي هذا العنوان في روايتين هما:

الاولى : أخبرنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق النيسابوري حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حبيب حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام الرياحي حدثنا أبي نا المشمعل بن ملحان القيسي حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم قالت: (( مر بي رسول الله6 وأنا مضطجعة متصبحة فحركني برجله ثم قال :يا بنية قومي اشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس )).اسنادة ضعيف ([1]).

 الثانية:  وأخبرنا أبو نصر بن قتادة حدثنا أبو العباس الضبعي حدثنا يعقوب بن إسحاق بن الحجاج حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن غالب حدثنا إسماعيل بن مبشر بن عبد الله الجوهري عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي قال: (( دخل رسول الله 6 على فاطمة بعد أن صلى الصبح وهي نائمة)).  فذكر معناه. ([2]).

اولا: الســـند :

أشار البيهقي إن الرواية ضعيفة السند ([3]). ونجد المنذري والشوكاني قد ترقوا في الحكم الى مستوى الحكم في الرواية بكونها موضوعة. ([4]).وانطلاقاً من هذه المتبنيات نرجح هذه الاحكام.

ثانياً: المتــــن.

وابرز ما نسجلة على الرواية الأتي.

1-تصنف هذه الرواية بعد التحقيق انها من مختصات مدرسة الصحابة حصراً ، إذ لم نجد هذه الرواية في جميع مصادر مدرسة أهل البيت :.

2-بعد الاستقراء  شبه التام للمصادر الحديثية اتضح لنا إن البيهقي يمثل الراوي الاول للرواية وهو من علماء القرن الخامس الهجري، ثم روى عنه المتأخرون.

3-نلاحظ ان الرواية الاولى الراوي الاول لها هي السيدة فاطمة 3 رواها عنها  عبد الملك بن هاون بن عنترة عن ابائه الذي لم تصرح بأسمه الرواية. ولا ادري اين ومتى وكيف روت السيدة هذه الرواية التي تفرد بها هذا الراوي،على عكس الرواية الثانية التي تروى عن الإمام علي بن ابي طالب 7 الذي من الممكن أن يرويها على عامة الناس،ولكن وجه الشبة بين الروايتين من ناحية الرواة انهما كليهما عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده.

4-من الجدير بنا الوقوف على إشارة البيهقي المتمثلة بوجود ضعف في اسناد الرواية ،فالرواية الاولى الراوي المجروح هو عبد الملك بن هارون بن عنترة الذي قال عنه البخاري  منكر الحديث، ([5]).وقال عنه النسائي  : متروك الحديث . ، ([6]).بينما العقيلي روى باسانيد مختلفة باوصاف مختلفة منها انه كان يحدث عنه  عشرون كذاب ومنها ضعيف الحدي ([7]).اما الرواية الثانية فالاشكال يرد فيها على إسماعيل بن مبشر بن عبد الله الجوهري من جهه كونه مجهول ، وقد بحثنا عنه في المصادر الرجالية وغيرها من المصادر فلم نقف عليه الا في روايه الشعبي. لو تنزلنا عن جميع الملاحظات التي وردت في النقاط السابقة فلا بد لنا من الوقوف على دلالات النص والتي منها 🙁 تحريك الرسول 6 السيدة فاطمة 3 برجله).

   إن هذه المحور يرد عليه عبر الآتي:

أ-إن هذا الموقف لا ينم عن أي صورة من صور اخلاق الإنسان المسلم فكيف بسيد الأخلاق رسول الله 6 الذي نعته الله تعالى بقوله : ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)). ([8]).

ب-اليس من الاولى إن يختار رسول الله 6 طريقة اخرى غير التحريك في القدم ، كونه من الاساليب غير اللائقة بمطلق الانسان المسلم ،فكيف بمن جُعل مثالاً وقدوة الهية لجميع البشرية الذي قال الحق فيه : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) ([9]).

ت-العلاقة بين رسول الله 6 والسيدة فاطمة 3 علاقة استثنائية في تاريخ العلاقة البشرية،فلو استقرأنا صور تلك العلاقة نجد كثيراً من الدلالات العظيمة ،  وقد رسم رسول الله6 صوراً لتلك العلاقة في احاديثه الشريفة منها قوله : (( هي بضعة مني ، وهو نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية … )). ([10]).وقال رسول 6 ايضاً: ((إن فاطمة بضعة مني ، وهي روحي التي بين جنبي ، يسوؤني ما ساءها ، ويسرني ما سرها )). ([11]). وانطلاقا من هذه المعاني تكون الاشارات في النص محل الدراسة من النصوص البعيدة التصديق.

6-إن السيدة فاطمة 3 نشأت وارتضعت التربية السماوية من السيدة خديجة 3 من جهه ومن رسول الله 6 من جهه أخرى، من غير المنطقي ان تكون اجواء السياحة الالهية في الليل غائبة عن ذهنها (سلام الله عليها)،هذا لودرسنا هذه البعدية دراسة طبيعة بعيداً عن الصناعة السماوية التي شملتها في الرعاية والتسديد.

7-روي عن رسول الله 6  في حديث يصف فيه عبادة السيدة فاطمة 3 في قوله: (( متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض  ويقول الله عز وجل لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي ، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها  من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار…)). ([12]).ومن هنا يتضح أن لا معنى لدعوتها إن تكون من الغافلين.

ومن هنا يتضح مما تقدم من ملاحظات على هذا النص أننا نرجح عدم صحته كما هو مبين .

 

 

 

 

 

 

[1] –  .البيهقي ، شعب الايمان،181،4

[2] –  .البيهقي ، شعب الايمان،181،4/ابن حجر،القول المسدد،102/.المتقي الهندي ، كنز العمال،525،15.

[3] –  .البيهقي ، شعب الايمان،181،4.

[4] –  الترغيب والترهيب ،116/الفوائد المجموعة،86.

[5] –  الضعفاء الصغير،77.

[6] –  الضعفاء والمتروكين،209

[7] –  ضعفاء العقيلي ،39،3.

[8] –  سورة القلم، ايه 4.

[9] – سورة الاحزاب ،الايه 21.

[10] –  الصدوق ، الامالي ،176.

[11] –  الصدوق ،الاعتقادات من دين الإمامية ،105./ المجلسي ،بحار الأنوار ، 63،27.

[12] –  الصدوق ،الامالي ،176.