بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .
نتقدم بخالص العزاء في هذه المناسبة الأليمة للأمة الإسلامية كلها بل للبشرية جمعاء في ذكرى شهادة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ..
وسوف تنقسم هذه المحاضرة إلى قسمين :
القسم الأول :
المقامات المعنوية للزهراء ( صلوات الله عليها ) ـ مقام الإنسان الكامل / ومقام الصديقة الكبري . القسم الثاني : فاطمة عليها السلام المثل الأعلى للمرأة المعاصرة .
نبدأ بالحديث عن مفهوم ( الإنسان الكامل ) باختصار شديد :
الإنسان الكامل
إن الهدف الذى من أجله خلق الله الإنسان هو التكامل الأخلاقي ، بل التكامل في كافة المجالات ، وإخراج قوى الإنسان الكامنة من حالة القوة والإستعداد والقابلية إلى حالة الفعل .. ولذلك كان لا بد من خلق نموذج لهذا الإنسان الكامل يُودعه جميع صفاته وكمالاته ، ويدعوا الناس لاتخاذه قدوة وأسوة حسنة إذا أرادوا سلوك الطريق إلى الله . فخلق الله أول ما خلق نور محمد وأل محمد صلوات الله عليهم وجعلهم مظهراَ لصفاته وأسمائه الحسنى …ونموذج لمن أراد معرفة الله .. ومن نورهم خلق الله كل خير .
فمثلا : صفة الرحمة
فالله هو الرحمن الرحيم ، وهذه الرحمة الرحمانية الرحيمية تجلت لعباده في رسوله الأكرم صلوات الله عليه وأله ، فوصفه الله بقوله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
صفة الولاية
الله هو الولي … يقول الله تعالي : (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۖ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9 ) الشورى
ولقد تجلت هذه الولاية العظمى الإلهية في محمد وأل محمد صلوات الله عليه وأله ، يقول تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) المائدة ) ولا ننسى أن هذه الأية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام زوج الزهراء البتول في غدير خُم عندما تصدق بالخاتم وهو راكع ..
صفة الحمد
والله هو المحمود ، والمستحق وحده للحمد ، كما في فاتحة الكتاب التدويني : ( الحمد لله رب العالمين ) ومع ذلك فقد أعطى حبيبه وصفية ( المقام المحمود ) فخاطب رسوله وحبيبه بقوله تعالى : ( عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا )
ثم كانت الأيات القرأنية أكثر وضوحا في أن الإنسان الكامل هو قلب العالم وخليفة الله في الأرض ، وبموجب هذه الخلافة الإلهية ، خاطبه الله عز وجل بقوله : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) وكذلك بقوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله )
الإنسان الكامل هو الأسوة الحسنة
هذا هو مقام الإنسان الكامل الذى أودعه الله كل الكمالأت والصفات الحسنى الإلهية ، ثم جعله المثل الأعلى والأسوة الحسنة لمن كان يرجوا لقاء الله … يقول الله عز وجل : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21 الأحزاب )
الزهراء الصديقة الكبرى
بعد هذه المقدمة عن مفهوم الإنسان الكامل القدوة والأسوة الحسنة ، نتكلم عن مقام ( الصديقة الكبرى ) . عن الإمام الصادق عليه السلام : ( فاطمة هى الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ) لقد حازت الزهراء الكثير من الأسماء والصفات التي تعبر عن مقامات حقيقية ، فعن الإمام الصادق ( ع ) :
( لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة * والصديقة * والمباركة * والطاهرة * والزكية * والراضية * والمرضية * والمحدثة * والزهراء .)
ومن ضمن هذه الألقاب لقب ( الصديقة الكبرى ) ، فما هو مقام الصديقة الكبري ؟ من أقرب التعريفات لمقام ( الصديق ) هو من صدقت أفعاله إيمانه وأقواله …
لقد ذكر مقام الصديقية في القرأن الكريم في عدة مواضع مقترنا بمقام النبوة : يقول الله تعالى : واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا
وقوله تعالى : ( واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاَ نبياَ ) ويلاحظ في الأيتين السابقتين تقدم مقام الصديقية على مقام النبوة
وقوله تعالى مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَام
وتم وصف المسيح وأمه بمقام الصديقية لتصديقهما بكلمات الله : يقول تعالي : (وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ ) والمعروف أن (كلمات الله ) غير (كلام الله ) ، فكلمات الله لفظ يطلق على أنبياء الله ، أم كلام الله فيطلق على الكتب المنزلة
فيستطيع الإنسان أن يحرف ( كلام الله ) أي المنهج ( يحرفون كلام الله ) ولكنه لا يستطيع تحريف ( كلمات الله ) أي القادة الإلهيون الذى يبلغون كلام الله ، لن يستطيعوا أن يحرفونهم سواء بالوعد أو الوعيد … ، يقول الله تعالى عن المسيح عليه السلام : ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) ولذلك جاء عطف الكتب على الكلمات ليفيد التغاير ( كلمات ربها وكتبه ) … واستمرارا لتتبع كلمة ( الصديق ) في القرأن :
يقول تعالي في فاتحة الكتاب : ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم )
من هم الذين أنعم الله عليهم ؟ تأتي الإجابة في سورة النساء : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) فهؤلاء هم الصراط المستقيم .
ولقد كان لهذه المقامات القرأنية مصاديق في هذه الأمة ذكرتها الروايات الشريفة وهى :
النبيين : ومصداقها الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله .
الصديقين : ومصداقها ( علي ) عليه السلام ، و ( فاطمة ) صلوات الله عليهما .. فعلي هو الصديق الأكبر …. وفاطمة هي الصديقة الكبرى …
الشهداء : ومصداقها الحسن والحسين ( صلوات الله عليهما ) .
والصالحين : الإئمة المعصومين من ذرية الحسين عليه السلام …
وحسن أولئك رفيقا : الإمام المهدي عليه السلام …
وهم جميعاَ الصراط المستقيم الذى ندعوا الله في كل ركعات الصلاة أن يهدنا إليه …
أليس الصراط المستقيم يتجلي في حديث التمسك بالثقلين …؟
أليس الصلاة عليهم في التشهد لأنهم طريق المعراج إلى الله …
أليس قولنا في التشهد في الصلاة : ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) إشارة لنفس عباد الله الصالحين في الأية الكريمة : ( الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين )………..؟ أليس هم نفسهم ( الصالحين ) في دعوة يوسف عليه السلام : تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
( ولكن لماذا الصديقة ( الكبرى ) وهل يوجد صديقة أخرى ..؟
مريم والزهراء عليهما السلام
لقد تحدث القرأن كثيرا عن السيدة مريم العذراء البتول بصفات تتشابه مع الصفات التي ذكرت للزهراء عليها السلام ، مثل :
1 ـ أنها سيدة نساء العالمين ( واصطفاك على نساء العالمين ) … أي نساء عالمها …والزهراء ( سيدة نساء أهل الجنة ) وسيدة نساء العالمين من الأولين والأخرين …
2 ـ أنها ( صديقة ) …. وذلك في قوله تعالى عن المسيح : ( وأمه صديقة كان يأكلان الطعام ) .. وهذا يدل على عظم مقام ( الصديقية ) لأن التعقيب بكانا يأكلان الطعام إيحاء بان مقام الصديقية مقام روحاني ، كما تم وصف الأنبياء بقوله تعالى : ( إنما أنا بشر مثلكم يوحي إليه ) فلما كانت مريم شبيهة الزهراء عليهما السلام هي صديقة بنص القرأن ولذلك فأن الصديقة الكبرى هى فاطمة عليها السلام ..
3 ـ ولو قيل أن مريم عليها السلام هى أم رسول من رسل أولي العزم وهو المسيح عليه السلام ، ففاطمة أيضا أم معنوية لخاتم الانبياء وسيد المرسلين صلوات الله عليه وأله .. فهي ( أم أبيها )
القسم الثاني
***********
الزهراء المثل الاعلى للمرأة المعاصرة
ــ ماهو وضع المرأة قبل الإسلام ؟
لقد وثق الله في القرأن وضع المرأة قبل الإسلام في قوله تعالى :
( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء مابشر به ، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ) فكان لابد أن يقوم الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله بتغيير هذه النظرة السيئة للمرأة بأسلوب عملي ، فكان مايقوم به من أحترام وتقدير لإبنته صلوات الله عليها ، من القيام عند حضورها ، والسعي أليها ، وتقبيل يدها ، وإجلاسها في مكانه ) فبهذا السلوك العملي من خاتم الأنبياء وسيدهم تم القضاء على كثير من العادات الجاهلية في إحتقار المرأة واعتبارها عاراَ يجب التخلص منه بدفنها حية في التراب .. والدرس الذي يستفيده الرساليون في دعوتهم للتغيير ، وتبديل العادات الجاهلية ، هو البدء بالنفس ، وبالأسلوب العملي ، وليس فقط الموعظة الحسنة
فاطمة ( عليها السلام ) الإبنة المثالية
ورغم المقامات المعنوية العالية للصديقة الكبرى ، وأنها في مقام الإنسان الكامل ، فهذا يعني أن الله عز وجل جعلها نموذجاَ ومثل أعلى لنساء العالمين ، فكانت حياتها في جميع مراحلها من : الإبنة إلى الزوجة ، إلى الأم .. كلها نماذج لنساء العصر ولكل عصر ..: ـ مرحلة الأبنة الوحيدة لخاتم الأنبياء والمرسلين والذى حمل رسالة نشر التوحيد في مجتمع الشرك وعبادة الأوثان ، ونشر رسالة العلم فى مجتمع الجاهلية ، والتصدي للمستكبرين والطغاة والمعتدين والمكذبين ، فكان لابد لها أن تكون مصدر الحنان والرحمة والمسئولية في مساندة الرسول صلوات الله عليه في دعوته .. فقامت بها خير قيام ،
فعندما قام أبو جهل زعيم الشرك بوضع ( السلا) وهو مخلفات وأمعاء الحيوانات ، على ظهر رسول الله صلوات الله عليه وأله وهو ساجد عند الكعبة ، فقامت بإزالة هذه القذورات وواجهت عدو الله أبو جهل ووبخته .
بل قامت بدور الأم لمربي البشرية ، فكانت تمتلك وهى طفلة مقومات الأمومة لخير خلق الله جميعا ، فكانت إبنة بارة وأما حنونا ، حتى أطلق عليها الرسول صلوات الله عليه وأله : ( أم أبيها )
فاطمة ( عليها السلام ) الزوجة المثالية
لم تكن فاطمة عليها السلام إبنة لنبي عظيم يحمل هموم البشرية كلها ، بل كانت أيضاَ زوجة للصديق الأكبر والمحارب العظيم بالحق الذى لا يُهزم على عليه السلام ، فكان عليها أن تهيئ لزوجها البيت المناسب لراحة محارب لا يترك السيف من يده ، فكان يدخل عليها بعد كل معركة وعليه أثار الدماء كما على سيفة ، فكانت تمسح عرقه والدماء التى عليه ، وتنظف سيفه من الدماء العالقة ، وكان إذا نظر في وجهها الكريم إنكشفت عنه الهموم .. فعن علي عليه السلام : ( فوالله ما اغضبتها ولا اكرهتها على امر حتى قبضها الله عز وجل. ولا اغضبتني ولا عصت لي امراً لقد كنت انظر اليها فتنكشف عني الهموم والاحزان) وهذا هو المطلوب من نساء العصر ، أن تتمتع بالهدوء والسكينة والجمال المعنوى …
فاطمة ( عليها السلام ) الأم القدوة والتربية الإلهية
إن الإنسان ليتعجب : ماهي المقامات المعنوية للأم التي سوف تتولي تربية الإنسان المعصوم … ؟ لقد تولت الزهراء عليها السلام مسئولية تربية المعصوم ، بل تربية سيدا شباب أهل الجنة ، فكان تربيتها للحسن والحسين عليهما السلام :
فكما كان أبوها صلوات الله عليه وأله يقف إليها إذا دخلت عليه ، ويهش إليها ، ويقبل يديها ويجلسها مقامه ، ويفرش لها رداءه ، وكان يجعل كل أهتمامه لها ، فكانت هكذا هي مع ولديها وقرة عينيها الحسن والحسين عليها السلام ….
كذلك كانت تأخذ معها الحسنين عليهما السلام إلى محرابها ، وكان يراقبان أمهما وهى تتهجد وتدعوا لمن حولهم من الناس ، فسألها الإمام الحسن ع عن ذلك ، فقالت : الجار قبل الدار
كذلك كانت تطلب من الحسن والحسين عليهما السلام إعادة خطب الرسول صلوات الله عليه وأله بعد رجوعهما من المسجد أمام ابيهما أمير المؤمنين علي عليه السلام
إن المرأة المعاصرة يجب أن يكون همها الأول تربية أولادها تربية صحيحة ، فإنسان واحد صالح كفيل بإصلاح العالم ، وإنسان فاسد واحد كفيل بإفساد العالم ..
يقول الأمام الخميني ( قدس ) :
( إن المرأة كالقرأن وظيفته تربية الإنسان )
وإن كنا نريد أن نجعل الزهراء هى المثل الأعلى للأمومة فإن القرأن الكريم هو صورة تدوينية للمعصومين … كما وصفت إحدى زوجات الرسول صلوات الله عليه وأله ، بأنه كان خلقه القرأن ، فعلينا بالعودة للقرأن قراءة وفهما وتدبرا وتفكرا ..
فاطمة عليها السلام والعمل العام
لقد كانت الزهراء عليها السلام عالمة غير معلمة ، وكانت أقرب الناس لمعلم البشرية الأول صلوات الله عليه وأله ، وفي بيتها كان مهبط الوحي ، فكان عندها علماَ جماَ لم تبخل على نساء المهاجرين والأنصار به ، فكانت تفتح بيتها لاستقبالهن والجواب على الأسئلة التى يطرحونها ، فلقد ورد : ومن ذلك إن امرأة جاءت تسألها مسائل علمية فأجابتها عن سؤالها الأول وظلت المرأة تسأل حتى بلغت اسئلتها العشرة ثم خجلت من الكثرة فقالت{لا أشق عليك يابنة رسول الله. فقالت فاطمة: هاتي وسلي ما بدا لك. إني سمعت ابي يقول: إن علماء أمتي يحشرون فيخلع عليهم من الكرامات على كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله}
الزهراء ( ع ) والعمل السياسي
إن مدرسة أهل البيت عليهم السلام الزهرائية قد دخلت السياسة من أوسع أبوابها ، أي من الصراع على المنصب الأول في الدولة الإسلامية ، وهو منصب الخلافة ، فبعد وفاة الرسول الأعظم صلوات الله عليه ، وابتعاد الأمة عن وصيه أمير المؤمنين على عليه السلام ، وماحصل حينها من أحداث وفواجع جرت على الزهراء وعلى أمير المؤمنين على ع ، قامت وتصدت ودافعت عن حق على عليه السلام بأقصي مايمكن أن تقوم به أمرأة في العمل السياسي ، والذى كان في الحقيقة عمل ديني .
ويمكن أن نلخص خصائص التحرك الفاطمى في المجال السياسي كالأتى :
ــ الذهاب إلى مسجد رسول الله صلوات الله عليه وأله وعرض مظلوميتها ومظلومية أمير المؤمنين عليه السلام في قضية الخلافة على الصحابة ( الشعب ) مباشرتاَ
ـ طالبت بحقها في فدك وميراثها من رسول الله صلوات الله عليه وأله ولقد أستندت إلى الأيات القرأنية في إثبات هذا الحق ، ولم يكن ذلك طمعاَ في حطام الدنيا ، بل رغبة في كشف حقيقة مواقف القوم منها .. . ـ
ـ طلبت من زوجها أن يبني لها بيتاَ للأحزان خارج المدينة تبكي فيه فراق أبيها رسول الله صلوات الله عليه وأله ، وكان أهل المدينة عندما يمرون على بيت الاحزان ويسمعون بكائها يتألمون ، ويعلمون أن مشكلة كبرى قد حدثت مع الزهراء عليها السلام ،
ـ وكان خروجها للمسجد في لمة من نساء البيت النبوى مراعية الحشمة والعفة والضوابط الشرعية .. وكانت بمكانتها في قلوب المسلمين تستثير مشاعر الوفاء لرسولهم صلوات الله عليه وأله .
ـ وعندما دخلت المسجد كانت تأن انة يرتج لها الحاضرون داخل المسجد ، فيعلمون أن ماحدث أمر عظيم ..
وهكذا تُعلمنا الزهراء عليها السلام وتعلم المرأة المعاصرة كيف تتطالب بحقها السياسي والخاص في إطار الضوابط الشرعية … ؟
وفي الختام :
لم تكن قصة الزهراء هي حكايات للتاريخ وما كان حديثاَ يفترى، بل كان في قصصهم عبرة و تصديق للذى بين يديها من أحداث أثرت على مسيرة الأمة ، ومازالت حتى الأن تؤثر .. وهدى ورحمة لقوم يؤمنون .. إن الزهراء نموذجاَ ومثلأَ أعلى لا يكفي أن نزرف عليها العَبارات ، وننظم في حقها الكلمات ،، بل يجب أن نأخذ منها العَبر في مسيرتنا إلى الله عز وجل ..
السلام على فاطمة وأبيها ، وبعلها وبنيها ، والسر المستودع فيها