مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
تأمّلات في رمزيّة ودلالة إخفاء الزهراء لقبرها عن هذهِ الأُمّة./الثقافة الزهرائية
+ = -

تأمّلات في رمزيّة ودلالة إخفاء الزهراء لقبرها عن هذهِ الأُمّة..!:❂

تقولُ الصدّيقة الكُبرى فاطمة الزهراء في وصيتها لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب “صلوات الله وسلامهُ عليهما وآلهما”:(لا تُصِلّي عَليَّ أُمةٌ نَقضتْ عَهْدَ الله وعهْد أبي رسول الله “صلَّى اللهُ عليهِ وآله” في أمير المؤمنين علي، وظلموني حقّي، وأخذوا إرْثي، وخَرّقوا صحيفتي الَّتي كتبها لي أبي بملك فدك، وكذَّبوا شُهودي وهُم – واللهِ – جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين “صلواتُ الله عليه” وأم أيمن.وطِفْتُ عليهم في بيوتهم وأميرُ المؤمنين يَحملني ومعي الحَسَن والحُسين لَيلاً ونهاراً، آتي إلى مَنازلهم، أُذكّرهُم باللهِ وبرسولهِ ألا تَظلمونا ولا تَغصبونا حَقَّنا الَّذي جَعَلهُ اللهُ لنا،فيُجيبونا ليلاً، ويقعدونَ عن نُصْرتنا نهاراً!ثُمَّ يُنفِذون إلى دارنا قُنفذاً ومَعَهُ عُمَـرُ بن الخطاب وخالدُ بن الوليد ليُخرِجوا ابنَ عمَّي عليَّاً إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة..! فلا يخرجُ إليهم، مُتشاغلاً بما أوصاهُ بهِ رسول الله “صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ” وبأزواجه وبتأليف القرآن، وقضاء ثمانين ألف درهم وصَّاه بقضائها عنهُ عِدَاةً وديناً – عداةً يعني وُعُوداً -فجمعوا الحَطَب الجَزْل – أيّ الشديد والسريع الاشتعال – على بابنا، وأتوا بالنار ليُحرِقُوه ويُحْرِقُونا، فوقفتُ بعُضادةِ الباب، وناشدتهم باللهِ وبأبي أن يكفُّوا عنَّا وينصرُونا،فأخذَ عُمَر السَوط مِن يد قُنفذ – مَولى أبي بكر – فضربَ بهِ عَضُدِي، فالتوى السَوطُ على عَضُدي حتَّى صَارَ كالدُملج، و ركلَ البابَ برجلهِ، فرده عليَّ وأنا حامل، فسقطتُ لوجهي، والنارُ تسعَرُ و تسفعُ وجْهي، فضَربني بيدهِ حتَّى انتثرَ قُرطي مِن أُذُني، وجاءَني المَخاض، فأسْقطتُ مُحْسناً قتيلاً بغيرِ جُرم!أ فهذهِ أمَّةٌ تُصلي عليَّ؟! وقد تبرَّأ اللهُ ورسولهُ منْهم وتبرَّأتُ منهم.فعَمِلَ أميرُ المُؤمنين “صلواتُ الله عليه” بوصيَّتها، ولم يُعْلِم أحداً بها – فصنع – في البقيع ليلةَ دُفنتْ فاطمة “صلواتُ الله عليها” أربعونَ قبراً جدداثُمَّ إنَّ المُسلمين لمَّا علموا بوفاةِ فاطمة ودفنها، جاءُوا إلى أمير المؤمنين “صلواتُ الله وسلامهُ عليه” يُعزّونهُ بها، فقالوا: يا أخا رسول الله، لو أمرتَ بتجهيزها وحَفْر تُربتها. فقال “عليه السلام”: قد وُرِيتْ ولحقتْ بأبيها.فقالوا: {إنَّا للهِ وإِنَّا إليهِ راجِعُونَ} تموتُ ابنةُ نبيّنا مُحمّد “صلّى اللهُ عليه وآله” ولم يُخلِّف فينا ولداً غيرها ولا نُصلي عليها..!! إنَّ هذا لشيءٌ عظيم.فقال أميرُ المُؤمنين “عليه السلام”: حسبكم ما جنيتم على اللهِ وعلى رسولهِ وعلى أهْل بيتهِ، ولم أكن – والله – لأعصيها في وصيّتها التي أوصتْ بها في أن لا يُصلّي عليها أحدٌ منكم، ولا بعد العهد فأغدُر.فنفض القومُ أثوابهم، وقالوا :لا بُدَّ لنا مِن الصلاةِ على ابنةِ رسول الله، ومضوا مِن فورهم إلى البقيع فوجدوا فيهِ أربعينَ قبراً جُددا، فاشتبهَ عليهم قبرها بين تلكَ القُبور، فضجَّ الناسُ ولامَ بعضُهم بعضاً وقالوا : لم تحضروا وفاةَ بنت نبيّكم ولا الصلاةَ عليها ولا تعرفونَ قبرها فتزورونه؟! فقال أبو بكر: هاتوا مِن ثقاتِ المُسلمين مَن ينبشُ هذهِ القُبور حتَّى تَجدوا قبرها فنُصلّي عليها ونزورها، فبلغَ ذلكَ أميرُ المؤمنين “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه” فخرجَ مِن دارهِ مُغضباً وقد احمرَّ وجههُ وقامتْ عيناهُ ودرَّت أوداجه، وعلى يده قباهُ الأصفر الذي لم يكن يلبسه إلّا في يوم كريهةٍ، يتوكّأ على سيفهِ ذي الفقار حتَّى ورد البقيع، فسبق الناس النذير، فقال لهم: هذا عليٌّ قد أقبل كما ترون يُقسم بالله لئن بُحِثَ مِن هذهِ القُبور – يعني نُبش – حجرٌ واحد لأضعنَّ السيف على غائر هذهِ الأُمّة ، فولَّى القومُ هاربين قطعا قطعا..).[بحار الأنوار: ج30]

〰
〰
〰
〰
〰

[[وقفات توضيحيّة]]✦ حينما أمرتْ الصدِّيقةُ الكُبرى بإخفاء قبرها الشريف، لم يكنْ هذا الأمرُ في وصيّتها مُحدَّداً بزمانٍ مُعيَّن، ولذا بقي قبرُها مُختفياً إلى هذهِ الَّلحظة، فكُلُّ الموقف الفاطمي بتفاصيلهِ في مُواجهة السقيفة لم يكنْ مُحدَّداً بمقطعٍ زمانيٍّ مُعيَّن.. فمِثلما بقي خَفاءُ قبرها رَمزاً لاستمرارية مَوقفها على طُول الزمانِ وعلى سِعة المكان، كذاك هي خُطبتها في مضامينها وفي محتواها.كلماتُها “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها” في وصيّتها هُنا مُوجّهةٌ لنا جميعاً ولكُلِّ مَن تصِل إليهِ هذه الكلمات، إنْ كان في زمنٍ قد ولّى أو في زمنٍ حاضر أو في زمنٍ آتي.والقضيَّةُ برُمَّتها إذا أردنا أن نتناولها في بُعدها الحقيقي فهي مُرتبطةٌ ارتباطاً مِفصلياً بمشروع إمام زماننا “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه”.فالقضيَّةُ بدأتْ مِن السيناريو الأوَّل وهُو سيناريو يوم الغدير، وحين غدرتْ الأُمَّةُ بغديرِ مُحَمَّدٍ وعليٍّ “صلّى اللهُ عليهما وآلهما” جاءَ السيناريو الثاني وهُو سيناريو “القُربان” وكانتْ البدايةُ مِن القُربان الفاطمي.. وإذا غدرتْ الشِِّيعةُ أيضاً بهذا المشروع فسيأتي السيناريو الثالث وهُو سيناريو اليوم الأخير المُرتبط بخروج إمام زماننا “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه” والذي تُوجِزهُ هذهِ العبارة: (لو لم يبقَ مِن عُمْر هذهِ الدُنيا إلَّا يومٌ واحد لأطال اللهُ ذلك اليوم كي يظهر إمامُ زماننا الحجّةُ بن الحسن).فالمشروعُ الفاطميُّ هُو بوابةٌ تقودنا إلى المشروع المهدويّ الأعظم، ولِذا ما جاءَ مِن تفاصيل في الموقف الفاطمي إنْ كان في رُموزِ موقف الزهراء أو في كلامها فهو ممتدٌ على امتداد الزمانِ والمكان وليس خاصّاً بمقطعٍ زمانيٍّ مُعيّن.✦ حين تقول الصدّيقة الكُبرى في وصيّتها: (لا تُصِلّي عَليَّ أُمةٌ نَقضتْ عَهْدَ الله وعهْد أبي رسول الله في أمير المؤمنين علي) فالزهراء تتحدّثُ هُنا عن عهد الإمامةِ والولاية، عن عهد بيعة الغدير الذي غدرتْ بهِ هذه الأُمّة جميعاً (سُنّةً و شيعة).• فإنَّ السقيفةَ بكُلِّ فُروعها واشتقاقاتها إلى يومنا هذا نقضوا بيعةَ الغدير نقضاً واضحاً، فكفروا بالعِترة وادَّعوا أنَّهم يتمسّكون بالكتاب (حسبُنا كتاب الله)..!• والشيعةُ أيضاً نقضوا بيعة الغدير حين ادّعوا التمسّك بالكتاب والعِترة.. فهم لم يتمسّكوا بالكتاب والعترة فعلاً على وجه الحقيقة، وإنّما تمسّكوا بالعترةِ على مُستوى العاطفة القلبيّة فقط، ولكنَّهم كفروا بحَديث العِترة..!وليس هُناك مِن معنىً حين نُحبّ العترة وندَّعي أنَّنا شيعةٌ لهم ولكنَّنا في الوقتِ نفسهِ نَضربُ بحَديثهم وبثقافتهم وبفِكْرهم عرضَ الجدار..! هذا نقضٌ أيضاً لبيعة الغدير.. فإنَّ أهمَّ شرطٍ أشترطهُ رسولُ الله على هذهِ الأُمّة في نصّ البيعة الغديريّة هي أن لا يأخذوا تفسير القرآن وفَهْم القُرآن ومعالم الدين إلّا مِن عليٍّ وآل عليٍّ فقط وفقط.. ولكنَّ الأُمّة سُنّةً وشيعة لم تلتزم بهذا الشرط، وحديثنا هُنا عن الشيعة ولا شأن لنا بالمُخالفين.. فهذهِ كُتُب تفسير القُرآن لِعُلمائنا ومراجعنا شاهدةٌ على هذا النقض لصريح لبيعة الغدير.راجعوا كُتُبَ التفسير المَشهورة التي كَتَبها عُلماؤنا في تَفسير القُرآن وأدرجوا فيها آراءهم وتَفاسيرهم للقُرآن مِثل (تَفسير التبيان، وتَفسير مَجمع البيان، وتَفسير المِيزان..) وأضراب هذهِ التفاسير التي كَتبها العُلماء وفقاً لآرائهم.. ستَجدونَ بأنفسكم أنّهم فسّروا الآيات بشكلٍ مُخالف تَماماً لِمنطق العترة الطاهرة.. ومُوافق تَماماً لذوق المُخالفين ولمنهجهم ولقواعدهم التفسيريّة لِفهم القرآن..! (هذا هو الواقع لِمَن راجع هذهِ التفاسير بنفسهِ وتأكّد مِن هذه الحقيقة).بل حتّى الكثير مِن (مَنابرنا الحُسينيّة) ومَنابر الجُمعات في وَسَطنا الشيعي هي أيضاً تُفسّرُ آياتِ القُرآن بشكلٍ مُخالف لِمنطق العترة ومنهج العترة الطاهرة؛ لأنَّ أكثر المُتحدّثين لا يَرجعون لأحاديث العِترة، وإنّما يرجعون إلى كُتب المُخالفين وإلى آراء العُلماء التي هي آراء غير معصومة (يكثرُ فيها الخطأ والاشتباه..).في حِين أنّ النبيّ الأعظم “صلّى الله عليه وآله” في بيعة الغدير وجّهنا بشكلٍ واضح إلى عليّ وآل عليّ فقط وفقط.. فقال: (هذا عليٌّ يُفهّمكم بعدي): فحين تقولُ الصدّيقة الكُبرى في خُطبتها: (لا تُصِلّي عَليَّ أُمةٌ نَقضتْ عَهْدَ الله وعهْد أبي رسول الله في أمير المؤمنين علي) فهذا الخطابُ يشملنا نحنُ الشيعةُ أيضاً.. لأنّنا نقضنا أيضاً بيعةَ الغدير بدرجةٍ مِن الدرجات حين لم نلتزم بأهمّ شُروط البيعة الغديريّة وهو أن نأخذ تفسير القرآن مِن عليٍّ وآل عليٍّ فقط وفقط..!فهذهِ الوصيّةُ مِن الصدّيقة الطاهرة بإخفاء قبرها عن هذه الأُمّة تشملُنا جميعاً.. والزهراء أرادتْ أن تُوصِل مِن خلال وصيّتها هذهِ رسالةً لِهذه الأُمّة العمياء الضالّة وهي: أنّ هَؤلاء الذين ظَلَموها وقَعدوا عن نُصْرتها ليسوا مِن أُمّة أبيها رسول الله، ولِذلك تبرّأتْ منهم، فبعد أن تحدّثتْ عن بعض ظلاماتها وما جرى عليها في وصيّتها قالتْ في نفس الوصيّة: (أ فهذهِ أمَّةٌ تُصلي عليَّ؟! وقد تبرَّأ اللهُ ورسولهُ منْهم وتبرَّأتُ منهم) وهذهِ الرسالةُ جاريةٌ في كُلِّ الأُمّةِ إلى يَومنا هــذا..والنُقطةُ المُهمّة هُنا هي:أنّهُ إذا كانَ المُهاجرون والأنصار قعدوا عن نُصْرة الزهراء ضِدّ مَن هجمَ على دارها وضربها وانتهكَ حُرْمتها وأسْقطَ جنينها وقَذفها وشَتمها وغَصبها حقّها.. فهُناك مِن الشيعةِ اليوم مَن يصنعُ مع الزهراء نفْس الصنيع وأشدّ.. بإنكارهِ لِظُلامتها والتشكيكِ فيها، أو بالسكوت والقعود عن نُصرتها ضِدّ مَن ينتقصُ مِن شأنها ومقامها الأقدس العالي.. فلا زالتْ الصدّيقةُ الكُبرى “صلواتُ الله وسلامهُ عليها” في كُل يومٍ تُضْرَب بالسِياط،في زَماننا هذا تُضربُ بِسِياط (الألسنة) ومِنْ أناسٍ يَـدَّعون أنَّهم مِنْ شِيعتها.. وهُم بيننا في الوسط الشيعي ومِن أصحاب “العَمائم والّلحى الكبيرة”..!وظُلْمُ ذوي القُربى أشدُّ مضاضةً..:عمائم كبيرة، ولـحى طويلة، وأسـماء ومُسمّيات وألقاب عريضة في داخل الوسط الشيعي هُناك مَن يُنْكر ظُلامة الزهراء ويُبرّئ مَن ظَلَـمها، وهُناكَ مَن يترضّى على قَتَلتها، وهُناكَ مَن يقول عن قَتَلةِ الزهراء أنّهم ليسوا نواصب، وهُناك مِن يُسيء إلى مقامها الأقدس الشريف العالي ويُخرجها مِن منظومة الأئمة..!!وهُناك مَن ينتقص مِن شأنها..!فهُناكَ مَرجعٍ كبير مِن مراجع الشيعة الراحلين يقول في كِتابٍ لهُ بسببِ جَهْلهِ بمَقام الصِدّيقة الكُبرى ومَعاني كلامها الأقدس الشريف.. يقول عنها: (أنّ فاطمة خرجتْ عن حدود الآداب)..!!ومرجع آخر مِن كبار مَراجع الشيعة الراحلين أيضاً يقول عن الصدّيقة الكُبرى في كتابٍ لهُ: أنَّ فاطمة قد فشلتْ في نَهضتها، والسبب في فشلها أنَّ الخليفة كان أذكى منها..!!ومرجعٌ آخر يقول وهو يصِف فاطمة، يقول عنها: أنّها مريضة وتحتاجُ إلى العلاج إذا قُلنا أنّها مُنزّهةٌ عن الدماء!! وأحدُ أكبر خُطباء الشيعة يصفُها بنفس الوصف أيضاً..كُلُّ هذا الانتقاص والإساءة للصدّيقة الكُبرى مِن قِبَل هذهِ العمائم الشيعيّة هُو بسبب نقضهم لبيعة الغدير بإعراضهم عن حديث عليٍّ وآل عليّ وثقافتهم الأصيلة.✦ قول أبو بكر: (هاتوا مِن ثقاتِ المُسلمين مَن ينبشُ هذهِ القُبور حتَّى تَجدوا قبرها فنُصلّي عليها ونزورها) هذا السعي لنبش قبر الزهراء والصلاةِ عليها وزيارتها ليس حُبّاً بفاطمة، وإنّما هي قضيّةٌ سياسيّة.. لأنّهُ إذا سَمِعَ الناسُ بأنَّ فاطمةَ ماتتْ ولم يحضرْ جنازتها الخليفة، ولم يحضرْ جنازتها الصحابة وكبارُ القوم ولم يصلّوا عليها، ستُثارُ الأسئلة حولهم.. لماذا لم يُصلّوا عليها..؟!فأرادوا أن ينبشوا القُبور حتّى يُصلّوا إلى جُثّتها الشريفة ويصلّوا عليها لقطع الألسنة عنهم لو أُثيرتْ حولهم التساؤلات.:✦ ومضة أخيرة على ضفاف الحديث:الصدّيقة الكُبرى “صلواتُ الله وسلامهُ عليها” كانتْ قد طلبتْ مِن سيّد الأوصياء في وصيّتها بأن يُعفّي موضع قبرها.. يعني يُخفيه تماماً بحيث لا يُرى لَهُ أيُّ أثرٍ بارز.فحين همَّ القومُ بنبش القُبور الأربعين التي صنعها أميرُ المؤمنين “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه” لم يكنْ قبرُ الزهراء أحدُ هذه القبور الأربعين الشاخصة والبارزة.. لأنَّ الزهراء كما ذكرنا أمرتْ بأن يُعفّى موضِعُ قبرها.. هذهِ القُبور الأربعين كانتْ للتمويه والتضييع فقط وليس فيها قبرُ الزهراء.. ورُغم ذلك حين همَّ القومُ بنبش القبور بحثاً عن الزهراء ثار سيّد الأوصياء وغضب غضباً شديداً وشهر سلاحهُ في وُجوه القوم، لأنَّ هذه القبور ترمز وتُشير إلى فاطمة.. وفي ذلكَ إشارةٌ لأشياع فاطمة في كُلِّ مكان بأن تثور ثائرتهم ويغضبوا ويهبّوا لنُصرة فاطمة حتَّى لو كان الانتهاكُ لـ(رمزٍ) يرمزُ ويُشير للصدّيقة الكُبرى.. فما بالك بانتهاك حُرمتها هي؟!