تجليات قرآنية- ثقافية في الخطبة الفدكية للزهراء(عليها السلام)
قراءة تحليلية في المكون الثقافي
تجلي فدك 1
ازهار علي ياسين
إضاءة تمهيدية : معنى التجلي/ مقاربات ونتاجات
أولاً: مقاربة لغوية ، عند تتبع صيغ التجلي واشتقاقاتها من منظور لغوي نجد أنها مؤصلة لمعانٍ عدة , أهمها :-
– الكشف والظهور والبروز, تجلى الشيء أي: انكشف وبرز, ويقال: للقوم المقبلين على شيء, ومحدقين به, قد أجلوا عنه, أي: انكشفوا, وجلوتُ السيف, كشفت صدأهُ, وجلا الخبرُ الناسَ انكشف لهم وظهر, ومنه: الله يجلي الساعة , أي: يظهرها([1]).
–حقيقة الشيء أو الأمر, ومن ذلك قولهم: أخبرني عن جلية الأمر, أي: حقيقة الأمر([2]).
–الشهرة , يقال: هو ابن جلا, الذي لا يخفى أمره لشهرته,أو الرجل الذي فُضح أمرُهُ واشتهر([3]).
– الذهاب, ومنه : رجل أجلى, بمعنى ذهب شعر مقدّم رأسه([4]).
– التفريق, كما في أجلى القوم عن القتيل, تفرقوا عنه, وأجلوا البيت, فرقوا عنه بابه وستره([5]).
– الترك والخروج , ومنه : أجلوا عن منازلهم ، أي تركوها من خوف وغيره , وجلا القوم عن أوطانهم, بمعنى خروجهم من بلد إلى بلد([6]).
– الرفع, ومن ذلك: جلى العمامة إذا رفعها عن جبينه([7]).
–التنحي, ورد هذا المعنى في قولهم: جلا عن الموضع , أي : تنحى, وجلى الحصى, نحاها([8]).
– العلو, ورد في كلام العرب: تجلله, بمعنى علاه([9]).
ثانياً:مقاربة اصطلاحية،اصطلح الشريف الجرجاني(ت816هـ) على التجلي معنى((ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب))([10]),ويصطلح أيضاً على معاني((الظهور وكشف الحجاب بالتجلي))([11]), ومعنى تجلي الله، ظهور آياته وأدلته وجلاله, ويأتي أيضا كناية عن المعرفة ([12])،
ويستخدم المصطلح أيضاً بمعنى كشف أسرار المغيبات بظهور أنواع المعرفة في قلب المتجلي له, وتتسع دلالته ليمثل معنى الفيض والشهادة والرفعة والعلو والصقل([13]).
ثالثاً: مقاربة قرآنية ، وردت لفظة التجلي باشتقاقاتها المتنوعة في الآيات الكريمة كما يأتي:ـــــ
–صيغة الفعل الماضي، كما في قوله تعالى) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى_وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى(([14])، والمراد: ظهر النهار بزوال ظلمة الليل، ومعنى تجلى: تبين وتكشف أو ظهر وبان([15])، ونحوه قوله تعالى) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا(([16])، بمعنى الاظهار والإبراز، وتعود مرجعية الضمير (الهاء) في (جلاها) إلى الأرض؛ لأنها تنجلي وتنكشف وتظهر عند انبساط النهار أو طلوع الشمس([17]) ،
ونحو ذلك ما ورد في قوله تعالى) قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا( ([18]) ، تجلى بمعنى ظهر وبان وبرز والمراد ظهر اقتداره وامرهُ([19]) ، والفارق بين هذه الصيغتين( تجلى، جلاها ) مع أنَهما وردا بصيغة الماضي، أنّ التجلي والظهور في صيغة ( تجلى ) حصل بالذات ، فالنهار ظهر وانكشف بنفسه، وكذلك الجبل، أما الصيغة الأُخرى (جلاها) فإن التجلي والظهور حصل بالأمر والفعل، فالنهار هو من صيّر الأرض ظاهرة منكشفة([20]).
–صيغة الفعل المضارع، قال تعالى ) قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ(([21])، بمعنى لا يأتي مرساها ولا يبين وقتهاـــ أي الساعةــــإلا الله تعالى ولا يظهرها ولايحققها إلا هو([22]).
الصيغة المصدرية، قال تعالى) لَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ( ([23])،الجلاء بمعنى الترك، وهنا المراد ترك الوطن والخروج من الديار، أو الانتقال من موضع إلى آخر ومن بلدة إلى أخرى، وربما أريد بالجلاء الفرار([24])، ويُستشف من ذلك أنَ ثمة مقاربات دلالية بين المعاني اللغوية والاصطلاحية والقرآنية في مفهوم التجلي، فالرؤية متقاربة إذ انحصرت هذه المعاني بالكشف والظهور والبروز والفرار والترك والخروج.
الفصل الأول: تجليات قرآنية – تناصية في الخطبة الفدكية.
التناص بين التأصيل القرآني والامتداد الثقافي
ظهرت بواكير التجلي القرآني في الخطبة الفدكية التي يمكن للقارئ لمحها من الوهلة الأولى في توشيح الخطبة بالآيات القرآنية الكريمة، وتثمين حضورها فيها، التي ما لبثت أن تواءمت وسياق النصوص المطروحة والدلالات المصاغة، ويمكن دراسة هذهِ التوشيحات النصية وتحليلها تحت مسمى التناص ، كما وسم في اللسانيات النصية الحديثة*.
أولى بوادر توصيف مصطلح التناص فيما طرحته جوليا كريستيفا Julia christiva التي رأت في النص لوحة فيسفيائية متناغمة من الاقتباسات والتضمينات فـ(( كل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى))([25]) أو((أنّ كل نص هو صدى لنص آخر الى ما لا نهاية))([26])، وأكد تودوروف Todorov رؤيا جوليا حول التناص فصرح أنَ ((كل نصية هي تداخل نصي))([27])، ويحصل ذلك بـ(( نص يتسرب إلى داخل نص آخر ليجسد المدلولات))([28])، فالتناص يتمثل بــ(( الموجود الفعلي للنص في نص آخر))([29])، وقد وضح لوران جيني Laurent Jenny ذلك بقوله أنَ التناص ((عمل تحويل وتمثيل عدة نصوص يقوم به نص مركزي يحتفظ بزيادة المعنى)([30]). صفوة القول: لا يستبعد أي نص مهما كان مستواه الأدبي والفني والأسلوبي من فاعلية التناص، فكل نص لا بد أن يدخل في علاقات نصية – تناصية مع نص آخر أو نصوص أٌخر، فــ(( أي نص مهما كان ، ليس إلّا ركاماً وتكراراً لنواة معنوية موجودة من قبل))([31]).
الزوايا الوظيفية للتجليات التناصية
تحقق التجليات التناصية في أي نص زوايا وظيفية عدة، ابرزها:
–أفق واسع للقراءة والتأويل: فبدلاً من قراءة النص قراءة تجريدية تقليدية بعيدة عن الاشتغال التناصي يُقرأ قراءة تناصية- استنطاقية تثمر على مستوى تحليل الخطاب بنيات تأويلية ورمزية ودلالية، واستحضار المعاينة العلائقية الغائبة في ضوء الممارسة التناصية([32])، ولا شك أن هذا يفضي إلى توسيع قدرة القارئ القرائية العميقة وتفصح عن اجتهاداته التأويلية، فيعمل القصد القرائي والمحرك التأويلي على جعل النصوص المتناصة مفتوحة، قابلة لتعددية القراءة والتأويل و(( يحكمها الترابط والتداخل والتفاعل))([33]).
-إجراء ثقافي: فالنص المتناص يضم تكوينات نصية متنوعة، تشكل بمجموعها تلوينات ثقافية وتآلفات فكرية، تثري المنظومة المعرفية عند القارىء وتمده بجملة من الحمولات الثقافية، فالنص الأدبي في اجرائه التناصي استدرك نصيته إلى تناصيته، بمعنى أنَه تجاوز حدود مقاربة النصية الى الأطر المولدة للدلالات ضمن تشكيلة من المحمولات الثقافية والآيدولوجية التي تدخل ضمن سلسلة الكاتب والقارىء والمتلقي والسياق الاجتماعي([34]) كما عبر عن ذلك باختينBakhtin بقوله((لايوجد تعبير لاتربطه علاقة بتعبير آخر))([35])، مما يخلق ذلك متعة قرائية وتواصلاً فكريا بين القارىء والنص، فهذا يعزز آصرة انجذاب المتلقي إلى النص المتناص.
-تخصيب القيمة الدلالية*: إذ يضحى النص قادرا على التوالد و التناسل و التفاعل إمعاناً في اصطباغه بدلالات تتم عبر استرجاعه بأكثر من وجه([36])، من هنا عدّ جيرار جينيتGerard Genet التناص آلية خاصة تتمخض عنه القراءة الأدبية القادرة على نجاعة النص دلالياً([37]) حيث (( تصبح المتتالية [التناصية] متماسكة دلالياً عندما تقبل كل جملة فيها التفسير والتأويل في خط داخلي))([38])، ويسهم هذا في إثراء إحالات النص المتناص، خاصة الدلالات الايحائية، إذ(( يغدو النص حلقة من سلسلة متواصلة من الدلالات غير المقترنة بمرجع واحد))([39]). مستويات التجليات القرآنية – التناصية.
وسم جيرارجينيتGerard Genet التناص بالتعالي النصي أو التسامي النصيtranstexlud lite وحدده بقوله ((سمو النص عن نفسه يشمل كل ما يجعله في علاقة ظاهرة أو خفية مع نصوص أخرى))([40])، وفي موضع آخر يشير إلى التناص بقوله (( كُل ما يجعل نصاً يتعالق مع نصوص أخرى بطريقة مباشرة أو ضمنية))([41]) ، وفي ضوء رؤية جينيت
يمكن الافصاح أنَ التجليات القرآنية- التناصية في الخطبة الفدكية تشتغل على مستويين هما:-
أولاً: التجاذب التناصي – التـعالقــي
ثانياً: التجاذب التناصي – المتعالي
وبناءً على تفاعل النصوص المتناصة في الخطبة الفدكية الشريفة وامتزاجها بعلاقات سياقية متوافقة وحاضرة في أحياز اللفظ ومشارب المعنى، تتعزز كل من فاعلية التعالق التناصي والتعالي التناصي على المجاورة والمحايثة مع النصوص المتناص عليها، إذ(( يتعزز انفتاح النصوص وانهيار الحواجز الفاصلة بينها بوجود نصوص محايثة ومجاورة لها تعمل على إضاءتها))([42]).
أولاً: التجاذب التناصي التعالقي: يتمحور مصطلح التعالق حول وجود علاقة نصية بين نص وآخر تقوم على عنصر المجاورة، سواء أكانت هذه المجاورة متجزأة أم متكاملة([43])، فالتعالق هو((الدخول في علاقة ، نصوص مع نص، حدث بكيفيات مختلفة))([44])، مما يجعل ذلك النص مفتوحا لعلاقات ومستويات نصية متجاورة بانعقاد آصرته مع نص أو نصوص أُخرى.
يتبنى التعالق النصي في الخطبة الفدكية اعتلاء سلطة المقدس القرآني بالمناقلة اللفظية بتجاورها وتراصفها، و((مناقلة الألفاظ بين النصوص بهذا النحو تستبطن مدى القدرة على فهم المفردة[أوالجملة] داخل النص واستكشاف المساحة التي تتحرك في طياتها المعاني))([45])، فالخطبة الفدكية تزخر بالمتناصات مع المقدس القرآني، فلقد حفلت نصوص الخطبة بالاستشهاد بالآيات الكريمات، وما ذاك بغريب في كلام الزهراء(عليها السلام) وأهل البيت عامة، فكلامهم ترجمان القرآن وهم عدله وتجلياته، فلا أمضى عند الزهراء من الاحتجاج بالمقدس القرآني ، فالآيات المستقاة تباعاً تثبت صدق حجيتها وتدعم واقع قضيتها، فكان القرآن ملاذها الأول الآمن لتصدع به في مواجهة الظلم والتكالب السلطوي المادي، مصنفة الآخر/المختلف متضاداً معها فكرياً ومعرفياً وثقافياً وآيدولوجياً، عبر توكيدها شرعية المنظومة الإرثية كما جاءت في الإسلام ، مزلزلة بذلك عرش الآخر الذي ساوم على القضية الشرعية.
تقول الزهراء(عليها السلام)((أيُها المسلمون أأغلب على ارثي؟ يا ابن أبي قحافة! أفي كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبي؟ لقد جئت شيئاً فرياً! أفعلى عمد تركتم كتاب الله، ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول)وَوَرَثَ سُليمان دَاود([46])(، وقال) فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا(([47])، وقال) وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ (([48])، وقال) إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)([49])،وزعمتم ألا حضوة لي، ولا أرث من أبي ولا رحم بيننا أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم هل تقولون أن أهل ملتين لا يتوارثان؟ او لست أنا وأبي من ملة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكما مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد(ص)، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون) لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ([50])(،) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ(([51])،([52]))).
ساقت الزهراء (عليها السلام) هذه النصوص القرآنية في خطبتها لتكون إشارات بينة وحجج متينة في احقيتها بورث أبيها الرسول(ص)، إذ دارت هذه النصوص القرآنية حول موضوع محوري/ مركزي، وهو الورث وتوريث الآباء الأبناء، وكلها تدعم صدق الزهراء في دعواها، وتقول في موضع آخر من خطبتها((فدونكموها فاحتقبوها دَبرة الظهر، نَقبة الخُفِّ باقية العار، موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد، موصولة بــ “بنَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ”([53])، فبعين الله ما تفعلون، ) وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَموُا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ(([54])، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد،”فاعْمَلُوا إِنَّا عَامِلُونَ”([55])، “وانتظروا أنا منتظرون”([56])، ([57])))،لقد احتدم وعيد الزهراء على هؤلاء المنساقين وراء التغالب السلطوي المنزلقين، إلى مهاوي الظلام؛ لأنَها كشفت ما فيهم من خفض* وانتكاس ومعاداة الحق وأهله والاستكانة إلى الغدر والعار، فتناوبت هذه المعاني والصفات فيهم، ليأتي وعيدها قاصماً في وجوهم فمآواهم ) نار الله الموقدة (ويزداد الوعيد وعيداً باقتباسها قوله تعالى) وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون(، وتتصاعد وتيرة الوعيد بالإنذار والعذاب الشديد بتضمين قوله تعالى ((فاعْمَلُوا إِنَّا عَامِلُونَ))،(( وانتظروا أنا منتظرون))، لتطوى هذه الصفحة الوعظية بالوعيد والإنذار فالمراهنة على الحق بالباطل مازالت قائمة،إنَ الناظر لهذه التناصات القرآنية في الخطبة الشريفة، يستنتج أنَ هناك نمطين استعمالين للتعالق النصي، هما:
1-التنصيص على نسبة الشاهد القرآني، أي التصريح به والإيعاز أنَ هذه النصوص آيات قرآنية مقتبسة من النص القرآني الكريم إذ قبيل ورود الشاهد القرآني نجد إشارة الزهراء اليه بألفاظ مثل: (إذ يقول، وإذ قال، وقال) وهكذا، والمراد: قول الله عز وجل.
ب-عدم التنصيص على نسبة الشاهد القرآني ،وهذا قريب مما عُرف في زوايا النقد الحديث بـ(( الميتانص، الذي يرتكز حول العلاقة التي توحد نصين يتحدث أحدهما عن الآخر دون ضرورة ذكره))([58])، فيأتي الشاهد محفوفاً بنصوص سابقة ولاحقة من الخطبة ليبدو منصهراً فيها اثر الصياغة الفنية التي امتزجت فيها النصوص مع بعضها بعلاقات سياقية وأسلوبية متينة، لتبدو المقاربات بين النصين(القرآني والفدكي) قوية ومتينة، للتدليل على أن الخطبة(شكلاً ومضموناً) انتماؤها ومستقاها من فيوضات قرآنية ، فالنص الفدكي يخلق تواصلاً قرائياً وتأويلياً مع النص القرآني، وهذه الآلية التواصلية تقود المتلقي إلى التفاعل أكثر مع مضمون الخطبة.
ثانياً: التجاذب التناصي-المتعالي،يتسع مفهوم التناص ليشمل المتعاليات النصية التي تبنى على علاقات نصية قائمة على الشرح أو التفسير أو التعليق أو النقد([59])، عبر امتصاص نص لنص آخر،وهذا الاشتغال النصي يقوم على أصول نصيةــــاستبدالية، بمداخلة عنصرين:عنصر الجذب وعنصر الاستبدال بمتوالية راهنة، ففي الوقت الذي يقوم نص باستجلاب نص داخله وجذبه يحدث استبدال عنصر لغوي بآخر أو تركيب بآخر، ليكون الاستبدال وسطاً حيوياً يحدث فيه التبادل الحواري بين النصوص المتناصة([60])، فالتعالي النصي بمثابة تضمين استعمالي للكلمات والجمل والتراكيب من نص آخر وزجها في أوساط سياقية جديدة، مع الاحتفاظ بالدلالة الإيحائية للأفكار والطروحات لتتمظهر آفاقها التفسيرية والتأويلية ب((علاقات حوارية…تغذيه وترفده بجينات قابلة للتطور والبلورة))([61])، وذلك بنقل النصوص((من محيطها القرآني التي هي فيه الى موقف فني آخر، وتوظيفها [على] وفق علاقات جديدة))([62])، لتعمل على اضاءتها دلالياً حيث تظهر هذه البناءات اللغوية متمكنة في النص والسياق.
تقول الزهراء( عليها السلام) في معرض خطابها للمسلمين: (( فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحجّ تشييداً للدين، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملة ، وإمامتنا أمانة للفرقة، والجهاد عزاً للإسلام، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصِلة الأرحام منسأة في العمر ومتماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة ، وترك السرقة ايجاباً للعفة، وحرمَ الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية))([63]) .
فقولها(عليها السلام)((والزكاة تزكية للنفس))،واردٌ بمعناه في قوله تعالى) خُذ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا(([64])وقولها((نماء في الرزق))، إشارة إلى الآية ) وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ(،([65]) والآية) مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ اضعافاً كَثيرة[66])()، ((والصبر معونة على استيجاب الأجر))، كما قال تعالى) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ([67])(، ((والقصاص حقنا للدماء))، مفسرة الآية) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (([68])، ((والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس فيه)) إشارة إلى قوله تعالى)إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ(([69])، مستبدلة لفظة(رجس) القرآنية ب(الرجس) فبعد أن عُرفت الكلمة وشيعت في أوساط المسلمين بأنَها من عمل الشيطان الحقت بها ال التعريف؛ لأنها أصبحت معروفة ومعلومة،((واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة))،إشارة إلى النص الكريم) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ(([70]) فقول الزهراء (عليها السلام) فيه اختصار وتفسير للنص القرآني، إذ استبدلت جملة((يرمون المحصنات)) بلفظة(القذف)؛ لأنَها بمعناها، و((طاعتنا نظاما للملة)) تأويلاً لقوله تعالى) أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ([71])(، وقد عللت الزهراء في نصها سبب طاعة أولي الأمر إذ صرحت بأنَ هذه الطاعة توفر النظام للإسلام؛ لأنَهم أبواب الله والسبيل إليه والأدلة عليه([72])، و((الجهاد عزّ الإسلام)) تفسيراً لقوله تعالى) وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ([73])(، وقولها((توفية المكاييل والموازين تغييراً للبخسة))يوافقه قوله تعالى)وَلَاتَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ(([74])،([75])وهكذا تتوالى المتعاليات التناصية في الخطبة الفدكية وهي مستندة إلى تضمين المعاني القرآنية مع وجود إشارات لفظية مقتبسة من الفاظ القرآن الكريم التي هي دلائل على وجود التناص.إنَ هذا التناغم والعلاقة الحميمة بين النص القرآني والنص الفدكي حقق مكونات ثقافية ( ثقافة قرآنية) تعززت بمصاديق عقائدية وفكرية، فضلا عن الممارسة البنائية الفنية، بتوظيف تقنية التناص، وقد جسد ذلك :
أ-صدق الزهراء وثبات دعواها(قضية الأرث) لورود نظير تلك الدعوى في مواضع من القرآن .
ب-اعلاء سلطة النص الفدكي عندما يُدعم بنصٍ متعالٍ عليه،(النص القرآني).
ج-يسوق التناص القارئ/المتلقي لاستشعار مظلومية الزهراء باقصائها عن حقها الشرعي، إذ ضم هذا التناص إجراءات حجاجية تصور ذلك لكي تأثر في المتلقي.
د-ابطال مزاعم رموز السلطة غير الشرعية الذين استنفذوا حججهم في غير القرآن الكريم.
ه-حقق التناص في الخطبة الفدكية مستويات تفسيرية وتأويلية، أضاءت الفهم القرآني.
و-جسد التناص بتجلياته الإبداعية التنوع الأسلوبي في الخطبة، مما عزز ذلك المستوى البنائي والفني والبلاغي فيها.
ز-أصبحت الخطبة بوساطة نجاعتها التناصية من أسباب التواصل والإنسجام والإستئناس بالفيض القرآني.
ح-أفاد التناص القرآني توحداً في المرجعية القصدية، فمصدر التجربة مستقى من واقعها الحي، ورصيدها الدائم(القرآن الكريم) الذي نهلت منه الخطبة الدعوة إلى احقاق الحق والتوجه إلى نصرة المظلوم ورد المظالم ونحو ذلك مما يقبع تحت مظلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الفصل الثاني: تجليات قرآنية- ثقافية في الخطبة الفدكية.
قراءة في المكون القرآني ـــــ والوظيفي الثقافي
يُراد بالثقافة من منظور قبلي تلك((المضامين الفكرية التي تقع في الواقع في مقدمة العوامل التي تحمل فكرة او عنصر المواجهة))([76])،ويعتقد كاردينيKardine أنّ المنطلقات الثقافية تنسحب على كل ما يمس الأديان والعقائد والرموز الثقافية وآيدولوجيات وقيم اجتماعية وأشكال التعبير([77])،وإذا كان النظام المعرفي يتأسس على نشاط فردي بوصفه نواة هذا النظام، فإنّ نظيره النظام الثقافي يتأسس على سياق جمعي أي نشاط المجتمع بوصفه جوهر هذا النظام([78]).
يعتمد تأصيل الثقافة على توافر مقومات،أهمها الإنسان الجمعي(المجتمع) بوصفه منتجاً للثقافة، وقد عدّ ماركس((الثقافة الإنسانية ذات أصل اجتماعي تنشأ من الفعالية الانتاجية للإنسان))([79])، وأكد ذلك دوركهام بقوله((أنَ الثقافة هي ذات أصل اجتماعي))([80])، من هنا ارتبطت مكونات الثقافة بمتغيرات المجتمع على وفق رؤيته التطورية ، والثقافة أيضاً (انتاج تأريخي) بناء ينخرط في حركة التاريخ،((وبتحديد أدق في تاريخ العلاقات بين المجموعات الثقافية))([81])،وهناك من رأى أنّ الثقافة بما أنها ((ذاكرة أو سجل لتجربة الثقافة فإنها ترتبط ضرورة بماضي الخبرة التاريخية))([82])، أو أنها((سلوك مكتسب يمثل الأفكار والمفاهيم))([83]).
أما الإتجاهات الوظيفية في الثقافة فتبدأ في((التعامل مع المعرفة))[84]، ويضطلع بهذه المهمة المثقفون ، وهم صنف((من الناس لهم منزلة حيازة المعرفة))([85])، كما يتحقق الاتجاه الوظيفي في الثقافة ـــــ حسب ما نص عليه علماء الاجتماع ـــــــ في إطار الاهتمام بالمعتقدات الدينية، والعناية بالقيم الاجتماعية والأخلاقية، فضلاً عن الأساليب الحياتية اليومية، فالنسق الديني-مثلاً- يشكل أساساً في الوعي الجماعي المنصهر في العقائد والقيم الأخلاقية في المجتمع([86]) ، وتُعد الثقافة أيضاً مصدراً للاتصال والتفاعل((فالأفراد يستطيعون أن يتفاعلوا اجتماعياً فقط عندما تسمح الثقافة بإيجاد شكل من الاتصال بينهم))([87])،وقد عُدت هذه المشتركات الإنسانية المعرفية الدينية العقائدية، والاجتماعية الأخلاقية، واجهات وظيفية متبناة في الثقافة؛ لأنّ وجود أهداف مشتركة هي شرط وظيفي مسبق([88])، للاعتراف بالنشاط الثقافي.
المنتج الثقافي في الخطبة الفدكية :عبرّ النص الفدكي عن متغيرات ثقافية طالت البنى المعرفية في الدين والعقيدة والمجتمع، وتجسد ذلك عبر ممارستين:-
ـــ ممارسة دينية: يُعدّ الدين نسقاً ثقافياً تتضح مؤثراته على الأنظمة والبنى الثقافية كافة، وعادة ما يُستثمر في كل تحرك وتثوير مكونات النظم الاجتماعية([89])، وينحصر مفهومه عند المسلمين بالطاعة والانقياد لله تعالى([90]).
ــــ ممارسة سياسية: السياسة(( نسق ثقافي يتمثل بفعل وظيفي سلطوي))([91])،وهي وجه من وجوه المؤسسة القانونية التي تتسق بمفاهيم الفعل السياسي وقواعده المفعلة بالتنفيذ([92])،وهاتان الممارستان ارتبطتا بتفعيل المنتج الثقافي انذاك–وما زالتا-إذ يبرز الفعل الواقعي فيما عُرف بــ((الثقافةالسلوكية التي تتحصل من طقوس دينية وشعائر عقائدية وأدوار اجتماعية مختلفة))([93]).
استلاب السلطة الدينية/ تشظي ثقافي،إنَ الممارستين الدينية والثقافية تمثلتا بشخصيات متغايرة، تقاطعت مع بعضها فيالرؤى والاعتقادات، ويمكن تصنيف هذهِ الشخصيات في ضوء الهرم الثقافي الذي يحتل فاعليته التنظيمية بناءً على تفعيل الممارسات الدينية والثقافية.
1-شخصيات قيادية/حاسمة:وهي شخصيات تبلورت مفاهيمها حول مبادئ القرآن والعقيدة الايمانية الحقة والدين الإسلامي الحنيف والسمو الأخلاقي، فهي تجسد ثقافة جودية عالمية واعية، رزحت تحت حاكمية السلطة السماوية وتحكيم ثقافة القرآن، وآمنت بأن ذلك تكليفاً وتشريفاً لمقامها، إذ تمثل السلطة الشرعية للوجود الإنساني، وحاكميتها عليه مطلقة لذا هي في قمة الهرم الثقافي ، ومصادرةُ فعلها السلطوي يعني مصادرة شرعيتها المستمدة من السماء.ومسميات هذه الشخصيات –كما وردت في الخطبة الفدكية- هم النبي محمد والإمام علي، وفاطمة الزهراء.
تقول الزهراء((وأشهد أن أبي محمداً عبدهُ ورسولهُ، اختاره قبل أن أرسله، وسماه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه…فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عكفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمد(ص)ظلمها وكشف عن القلوب بُهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وانقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الصراط المستقيم))([94])، في هذا النص ثمة ثقافتين متضادتين متناقضتين، الأولى تجسد الثقافة الجاهلية، وتجسد الثانية الثقافة الإسلامية التي نهضت بقائدها الرسول الأعظم(ص)، ومحور النص يقيم مقارنة بين الثقافتين، فعرفتنا الزهراء (عليها السلام) أنَ المصطفى المختار قد جمع الأمم على ثقافة دينية واحدة، بعد أن كانوا اشتاتاً، يعبدون غير الله من الأوثان وغيرها، فكان النور بعد الظلام، والهداية بعد الضلال، والإبصار بعد العمى .
وتقول (عليها السلام) في موضع آخر مخاطبة معشر المسلمين((فإن تعزروه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم مبلغ الرسالة صادعاً بالنذارة…وكنتم على شفا حفرة من النار، مُذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد، اذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فانقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد(ص)))([95]) ، أي: أبدلكم الله بالرسول محمد ثقافة دينية-إسلامية واجتماعية وحياتية غير تلك التي تنتهجون فصولها وأبوابها، فبدلاً من القلة والذلة والحقارة والخوف والغدر والفقر والخسة وخباثة المشرب(تشربون الماء الذي تبول فيه الإبل وتبعر) ، وخسة المأكل (ورق الشجر أو الجلد المدبوغ) هداكم الله بمحمد(ص) فعزكم وآمنكم وأكثر عددكم وحفكم بحسن المشرب والمأكل([96]).
والشخصية الإيجابية القيادية الأخرى هي شخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليهما السلام)،تقول الزهراء عن الإمام علي ((تجدوه…أخا ابن عمي دون رجالكم قذف أخاه في لهواتها، فلا يتكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه… وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون))([97])، أي أنَ الإمام(عليه السلام)كان قريباً من رسول الله، لصيقاً بمبادئه، متقلداً أثارهِ، ولقد كنتم في حياتكم تعيشون برفاهية،آمنون، وادعون، ساكنون، متحفظون من غير مشقة وكلفة، فرحون، كل هذا بفضل ما نهض به الإمام نحو ثقافة القرآن والإسلام.
2-شخصيات منافقة/نافقة: تعرفنا الخطبة الشريفة أنَ المعصوم المركزي الذي أُقصيَّ عن مركزيته كان بفعل اشكالية المختلف ونوازعه السلطوية، الباحث عن الخلافة والنفود خاصة في موضوعة الوراثة ، التي أقرها القرآن الكريم بعدد من النصوص الشريفة، فحصلت أزمة ثقافة وتشظي ثقافي فبعيد استلاب السلطة من أصحابها الشرعيين استبدلت الثقافة القرآنية بثقافة غريبة لا تستند إلّا لأهواء وغايات دنيوية، فمثل ذلك تياراً ثقافياً غريباً عن الساحة الدينية.
إنَ اقصاء الشرعية وتهميشها المتمثلة بالمعصوم حصل بعد أن تقنعت هذه الشخصيات المنافقة قناع التزييف للحقائق وتعتيم الأجواء للتضليل، مستندة في ذلك إلى دلائل ضعيفة وواهنة قائمة على أقوال ومرويات يتيمة ما أنزل الله بها من سلطان، مخالفين بذلك سنن القرآن والدين وحقائق التشريعات، كما في ما أدلاه أبو بكر بن أبي قحافة وأبو بكر عبدالله بن عثمان ومن وآلاهم،إذ جسدت هذه الشخصيات أبواق الضلال ودولة الزيف، بسبب الاغراءات السياسة والتسلطية فحاولت تحويل مسار الثقافة الإسلامية إلى مسار مقارب للجاهلية، التي قامت على تغليب سلطة الأنا المهمشة، فجاء خطابهم خطاب شعارات صادمة وسجالات فارغة تغلب عليها لغة الاصطناع لغرض تمويه الناس ، وهدم الصروح الثقافية الناهضة ضدهم فغلبوا في مقولة الإرث عدم توريث الأنبياء ابنائهم بدلاً من الخضوع وتحكيم الثقافة القرآنية، كل هذا لغرض تفعيل الفتنة في الدين التي((تعد مواجهة خفية، ونوعاً من الخداع والتحايل…تحت غطاء الإيمان الظاهري بهدف القضاء على أصل الدين))([98]).
3-شخصيات مترددة/ مدمجة(ضلال شخصيات): شكلت هذه الشخصيات منطقة الظل في ممارسة الفعل الواقعي الديني والسياسي؛ لأنها عمدت بسلبيتهاــــ بوصفها متلقياً سلبياً لخطاب الزهراء ـــــ الى التماهي في صعود الهامش إلى المركز مما أدى إلى تخلخل التوازن الديني والاجتماعي، خاصة عندما تعاطت بتساكن مع المقدس المركزي السليب، منقادة في ذلك إلى الطرف المضاد، فحصل بذلك تسويف للثقافة الدينية وتقويضها لتستظهر ركام الثقافة السياسية بمتمظهرات النظام الرمزي المثالي، فشكلت هذه الشخصيات قيمة اغوائيةــــ اغرائية لأصحاب السلطة المزيفين، وبان تأثيرها على الساحة الثقافية بعد استمالتها بالزيف والكذب.لقد احتلت هذه الشخصيات حيزاً كبيراً في خطاب الزهراء في النص الفدكي، فجاء الخطاب بالتراكيب (أنتم عباد الله) ، و(أيها الناس)،و(أيَها المسلمون)،(و يا معشر النقيبة واعضاد الملة وحضنة الإسلام)،(أيها بني قبيلة)،محاولة تفعيل التعبئة الدينية والفكري وانعاش الثقافة الإسلامية بعد تعزيزها واستنهاض الأعراف السماوية، بوصفها بدائل من وقائع التزييف والتضليل… ولكن!!
الهوية والهوية الثقافية/التشكلات والتحولات ، الهويةIdentity مقولة وجودية- ثقافية وأيدولوجية، تكاد تتخطى حدود الجغرافية والسياسة، لتشكل قارة تحدد عمليات التفاعل الإنساني الوجودي، لذلك عُدت- ولا زالت-بناءً ثقافياً ومكوناً اجتماعياً([99]).
والهوية في ابسط تعريف لها((الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق))([100])، وقد حددها بول ريكور Paul Ricorبأنَها((مسار تكويني يُصاغ بفن سردي وبحركة تفاعلية بين الأنا والآخر تأسيساً للوجود))([101])،في حين رأى غوفمان أنَها((تلك الصورة التي يظهرها المرء أو يظهر خصائصها في تفاعلاته اليومية، أو هي السياق الذي يصيغه الفرد من أجل التفاعل مع الآخرين))([102])، فتعطينا حسب رؤية ريجارد جنكيزRargulaire Genie تصوراً وانطباعاً حول مَنْ نحن ومَنْ الآخرون، والكيفية التي يتصورها الآخرون حول أنفسهم وحول غيرهم([103])، فالهوية من منطلق جنكيز هي((جزء مكمل للحياة الاجتماعية))([104]) فهي-إذن-((جوهر الشيء وحقيقته، فهوية الإنسان أو الثقافة أو الحضارة هي جوهرها وحقيقتها))([105])، فالهوية بكل بساطة هي الماهية([106])التي تتحرك ضمن تشكلين، وإن بدا متناقضين بيد أنَهما يكملان بعضهما :
أــــ المسار الثابت : بوصفهاـــــ أي الهويةـــــ ماهية ثابتة مكتملة ،لا تقبل التحول والتطور، بإيعاز تحققها وتجذرها ضمن مرتكزات ثابتة في بناء الذات والمجتمع .
ب- المسار الحركي الناهض، الهوية تصور ديناميكي مكتسب، يخضع للتعديل والتكييف حسب التشكلات الثقافية والاجتماعية والسياسية والفكرية للفرد والمجتمع، فهي مدمجة مع((تحولات التاريخ وسيرورة الثقافة))([107]) مما يؤهلها ذلك لأن تبعث تجلياً ثقافياً أو مشروعاً ثقافياً ممنهجاً لقابليتها على المطاوعة، فهي تضم ((كل مكتسب مشترك في أفراد المجتمع، وتشمل أيضاً كل أشكال التعبيرات المختلفة والفعاليات المتنوعة التي تنبثق عن النظام المعرفي المكتسب))([108]) .
أما الهوية الثقافية فهي التماس فكري واجتماعي يحيل إلى مجموعة انتماء الفرد والجماعة ضمن أطار سوسيولوجيا الثقافة لديهم ،لأنَ خطاب الهوية يشتغل ضمن مجالات وجودية عدة منها علم النفس والاجتماعي والثقافة والسياسة والانثروبولوجيا والحقوق ونحو ذلك([109]).
الهوية الثقافية في الخطبة الفدكية/اشكالية وتأزم ، الاشكالية نوازع ثقافية تظهر عند مصادرة المركزي وتهميشه، وتمركز الآخر/المختلف حول الذات عبر تسلطه الاستبدادي وإعلاء سلطة الأنا، فأدى ذلك إلى أزمة هوية بغياب الوعي القرآني والثقافي، فالتأزم بهذا المنظور((ثقافة قائمة على الغاء الآخر[المركزي]مادام يتعارض فكرياً مع السلطة المهيمنة))([110])، وفي نص الخطبة الفدكية اشكاليات نبعت من تأزم الهوية الثقافية أهمها:-
2-اشكالية وجودية : عندما يندرج السلطوي في سياق ذاته لمحاولة التمركز حول الأنا متخيلاً أنَ له خصوصية وجودية وتاريخية والحاكمية عبر ممارسات الخداع والتحايل وخلق الفتن، تتحصن الهوية الشرعية نحو مجدها المنعزل عن المجتمع لتمارس مسؤوليتها بالمراقبة والتثقيف القرآني الديني والإسلامي، والتوجيه والتعديل ونحو ذلك. وهذا يثبت((أنَ حتمية هذه الهوية متولدة من حتمية الوجود نفسه))([113])، وقد ورد في نص الخطبة حكاية عن أبي بكر بن عثمان:((واني أشهد الله وكفى به شهيداً أني سمعتُ رسول الله(ص) يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً، وانما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة))([114]).إنَ هذه الشخصية يمكن أن تندرج في سياق الهوية الثقافية الرمزية، فهي لا تعبر فقط عن هوية فردية / متسشخصة بطابع المتكلم نفسه، بل هي رمز وشكل من أشكال انتهاك قدسية الثقافة القرآنية، بالادعاء على حامل القرآن الرسول الأعظم(ص) ما لم يقله أو لمح إليه، فأدى هذا كله إلى التفاف المجتمع حول هذه الأكذوبة التي صُنعت صنعاً مقنعاً لغرض استحواذي سلطوي، لتتقوقع حولها ضعاف النفوس والإيمان؛ لأنَّ ((الهويات ترتبط بقوة في الموقع الاجتماعي))([115]).
3-اشكالية ثقافية: ((انشطار الهوية يعني انشطار الثقافة))([116])، فعند صعود بعض الهويات المزيفة التي استحدثت كينونتها الثقافية من الجحور المظلمة، فهذا يعني وجود تواطؤ على الثقافة؛ لأنَها تغدو باحثة عن السلطة فقط، ليحدث بعد ذلك اغتراب الهوية الثقافية، خاصة عندما تعمل هذه الهويات المزيفة ثقافياً واجتماعياً على استمالة المجتمع لتمجيد المآزق والفتن والرهان على الاختلاف والتشتت، ولقد كشفت الزهراء(عليها السلام) في خطبتها الفدكية الشريفة المتآمرين على القرآن والإسلام، عندما وجهت خطاباً مدوياً نحو جمهور الإسلام آنذاك، فاضحة ثقافاتهم وسلوكياتهم قائلةً: ((معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر…ما أسأتم من اعمالكم، فأخذ بسمعكم وابصاركم، ولبئس ما تأولتم…، وغبَهُ وبيلاً إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراءه الضراء، وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون))([117])، وبذلك اسدلت هذه الخطبة الستار على تشظي الثقافة الإسلامية وانشطارها وانحسارها إلى الهاوية التي عرقلت التوحد الثقافي الإسلامي إلى اليوم.
أصالة الهوية أصالة انتماء في الخطبة الفدكية، من الصعب التمييز بين الهوية والإنتماء، بمعنى أنَ ((الهوية والانتماء وجهان لعملة واحدة…فالهوية تشير إلى الانتماء، والإنتماء يحيل إلى مفهوم الهوية))([118])، وبهذا ((ترتبط الهوية بمعايير الانتماء))([119])، ومن تمظهرات هذه المعايير السلوكيات الدينية والاجتماعية والسياسية لصاحب الهوية، وبهذا تصبح الهوية((مركب من مشاعر الانتماء والتكامل والإحساس بالاستمرارية))([120])، وتبرز فاعلية الإنتماء والاحساس بأهميته عند تأزم الثقافات بوصفه ((وسيلة دفاع بوجه النزوع نحو الإلغاء والتهميش والعزل والاقصاء))([121]).برزت أصالة الهوية في الخطبة الفدكية في مظهرين:-
1-أصالة الهوية عند صاحبها المعصوم: حرصت السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في خطبتها الشريفة على الإفصاح عن هوية المعصوم بمعية انتماءاته القرآنية والإسلامية، فقالت([122]):((واشهدُ أنّ أبي محمداً عبدهُ ورسولهُ)),و((أيّها الناس اعلموا أنَي فاطمة وأبي محمد(ص))).، و((يا ابن قحافة! أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي))،و((أيها بني قيله! أأهضم تراث أبي))، و((سبحان الله ما كان أبي عن كتاب الله صادفاً…)).هذه النصوص تفصح عن أصالة هوية الزهراء(عليها السلام)عبر كشف انتماءات هذه الهوية وماحرصها على تكرار النسب وتأكيده في قولها((أبي محمد…لا أرث أبي!…تراث أبي…ما كان أبي…إلّا لبيان قربها واتحادها نسباً وروحاً وعقيدة وايماناً ومكانة مع الرسول محمد، فهي الصديقة التي تنتمي إلى حضن الرسالة السماوية الإسلامية ومهبط الوحي وبيت الآيات، وهذا الافصاح عن أصالة الهوية كان حجة وبرهان لإثبات صدق قضيتها وشرعية مطالبتها بوراثة فدك، ومن تكن بهذه الأصالة والانتماء كيف تُرد لها كلمة؟!!.
2ـــــ أصالة الهوية عند الآخر المختلف: هي اعترافات تصدح بأحقيتها بوراثة أبيها دون غيرها جاءت على لسان الآخر المتضاد معها، فكانت هذهِ الأقوال والاعترافات حججاً تثبت صدق الزهراء فيما طالبت به،على الرغم من أنّ المتكلم أراد عكس ذلك، كما بعض في مواضع الخطبة([123])((فأجابها أبوبكر عبدالله بن عثمان، وقال ((يا بنت رسول الله… وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الانبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك…وأنت سيدة أمة ابيك، والشجرة الطيبة لبنيك، لا ندفع ما لك من فضلك، ولا يوضع في فرعك وأصلك))، وأيضا”((فقال أبو بكر: صدق الله ورسولهُ، وصدقت ابنتهِ، أنتِ معدن الحكمة، وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين وعين الحجة، لا أبعدُ صوابك ولا أنكر خطابك))،إنَ الآخر يحدد رموز الهوية الفاطمية، ويحيل بما قال إلى انتماءات هذهِ الرموز التي منها: إنَها سيدة النساء، وسيدة أهل بيتها، والصدق، ورجاحة العقل، حليمة، حكيمة، هادية، مهدية، ركن الإسلام، والحجة على المسلمين… هذه الامتيازات في الهوية والانتماء هي باب للاحتجاج لها لا عليها…
الإقصاء وتأزم الهوية الثقافية،الإقصاء مقولة ثقافية تقوم على تهميش الآخر،و((التمركز حول الذات بوصفها المرجعية الأساسية لتحديد أهمية كل شيء وإحالة الآخرإلى مكون هامشي))([124])، لتكون ثقافة الاقصاء بهذا المنظور ثقافة قائمة على((منع حرية التفكير والحراك الذهني وقمع ثقافة الجدال والحوار، ومن ثم وضع منظومة فكرية واحدة جامدة ، تتمحور حول فكر واحد هو بزعم أصحابه الأصح والأمثل))([125]).أما التأزم فهو من الأزمة((بمعنى الاضطراب))([126])، من أزم وهو الضيق والشدة وتداني الشيء من الشيء([127])، ويُشعر بالتأزم عندما تتوسع((دائرة التشظي والتناحر بين الهويات بعد مرحلة التغيير وما لحق بها من انقسامات دينية وطائفية وتداعيات في قضايا الهوية والانتماء))([128])، إذن((تحدث الأزمة عندما يتخلخل الانتماء))([129]).
على الرغم من أنَ الخطبة الفدكية لم تحقق أهدافها الآنية، فلم يتم استرجاع الحقوق ولم تقبل شهادة المعصوم في الخلافة والوراثة،إلّا أنَها على المدى البعيد والمطلق الزماني حققت مبتغاها، فكانت فدك فصلاً آخر من فصول مظلومية أهل البيت ومفصلاً من مفاصل سلب الحقوق، وفي الوقت نفسه رمزا” للنهوض الثوري وفيصلاً بين الحق والباطل، وما ذاك إلّا بسبب تأزم الهوية الثقافية واضطراب الانتماء وعتمة الهويات وتزييفها، فأدى كل ذلك إلى تشظي ثقافي، فاستحوذ المزيف على مركز الخلافة وعلى فدك، وأُقصيت الهويات الأصلية عن مركزها الثابت.
الخاتمة ونتائج البحث
إنَّ المتتبع لمسارات الواقع الإسلامي في تلك الحقبة التاريخية يدرك أنَّ المتغيرات الثقافية طالت الإنسان والمجتمع فمست الثوابت الإيمانية وأثرت في ثقافة العصر في تلك المرحلة، خاصة بعد أن تحكمت العوارض الدخيلة بالمجتمع وعطلت سيرورة الوعي الديني والثقافي فيه.
سلط هذا البحث الضوء على دور الارسالية القرآنية-الثقافية التي نهضت عليها الخطبة الفدكية في مواجهة المختلف/الدخيل الذي عطل تماسك الآصرة الثقافية وشق عصا المسلمين، وبعد هذه الرحلة البحثية في رحاب المقدس الفدكي بوصفه طيفا”من أطياف التماس مع المقدس القرآني، تمخضت الدراسة عن بعض النتائج والملاحظات أهمها:-
–مفهوم التجلي: كشفت الدراسة أنَ ثمة مقاربات وتناسب في مفهوم التجلي بين المعنى اللغوي والاصطلاحي والقرآني، التي ترادفت كلها مع دلالات الانكشاف والظهور والبروز والعلو والرفعة.
–التناص في القرآن: يُعدّ التناص القرآني في الخطبة الفدكية تجلي من تجليات الثقافة القرآنية، فقد قامت هذه الخطبة في كثير من سياقاتها على ضوابط المتعلقات التناصية والمتعاليات التناصية، فالأولى قامت على تضمين الآيات القرآنية لفظاً ومعنى في نص الخطبة، فيما ارتبطت الثانية بالسياق الاستعمالي(المعنى والدلالة) للآيات الكريمة وادماجها في سياق الخطبة، وهذه التناصات اسهمت بشكل جذري وملهم في بلورة مفهوم الثقافة من منظورها القرآني، كما كانت هذه الزوايا التناصية داعمة لطروحات الخطبة وظهوراتها الايمانية الثابتة، وهذا دليل على تماس الخطبة مع فضاءات قرآنية استمدت منها مضامينها وايحاءاتها.
–الثقافة والهوية:نوهت الخطبة الشريفة في أنساقها الثقافية إلى تعددية الهويات الثقافية، وتضادها في الانتماءات والرؤى، فاسفر ذلك عن بروز نماذج من شخصيات متناقضة، منها الشخصيات القيادية، بحصانتها الدينية والثقافية، فبرزت في تلك المرحلة الانتقالية من الخلافة الإسلامية فاحتوت الأزمات ولم تسعَ أبدا الى تصعيد وتيرة الأحداث الخاصة بالخلافة والوراثة، وأمور أخرى، فاكتسبت تلك الحصانة عن جدارة ويقين بوصفها شخصيات ملهمة لضوابط العقيدة والدين.ومنها الشخصيات المقنعة/المزيفة التي صيرّت موضوعة الخلافة والوراثة أمرا قابلا للنزاعات والصراعات والمراهنات على الكفاءات القيادية، حتى أصبحت آليات سلطوية انبثقت من افتراضات العرف الثقافي النفعي. وهناك أيضا” ظلال الشخصيات، إذ يُقرأ البناء الثقافي لهذه الشخصيات بوصفها شخصيات هامشية رضت أن تكون تابعة للآخر/الخارج عن النسق الديني والثقافي فهي لم تحافظ على التزاماتها وتعهداتها نحو وصايا الرسالة المحمدية، فصار بناؤها الثقافي متكأً على السلبية والإذعان والتبعية، فأصبحت القاعدة الجماهيرية المؤيدة والمشجعة للآخر المنشطر، حتى ترجحت كفته ضد الشرعية الدينية.
–الهوية الثقافية: أشار البحث إلى وجود اشكاليات في هوية المؤسسة الثقافية أهمها الاشكالية الوجودية، التي تأسست على الغاء المؤثر الوجودي للدور القيادي للمعصوم الصادر من جهة سماوية عليا، فحاول بعثرة هذا القانون ومصادرة الحقوق الشرعية والتلاعب بالهوية الثقافية. والاشكالية الذهنية الخاصة بالمؤثر الفكري الثقافي والمعرفي والايديولوجي التي انبثقت عن بعض السلوكيات والممارسات غير المصرح بها شرعاً. والاشكالية الثقافية التي غزت الهوية الثقافية عبر تصعيد الاقصاءات والأزمات حول ثقافة السلطة ورموزها وصلاحيتها وانتاجيتها الثقافية، والتي توغلت في أعماق البيئة الثقافية –المجتمعية، وقد استعرض البحث ذلك عبر تعامله مع انشطار الثقافة وتشظيها، وأزمة الهوية وتشتيتها، كما افصحت عنه محاور الخطبة .
إنَّ هذا التحفيز الثقافي الذي احتوته الخطبة الفدكية في كثير من مواضعها شجع البحث على قراءة هذه الخطبة الشريفة قراءة ثقافية في ضوء هذه الأنساق الثقافية، كاشفاً ومحللاً علاقتها بالأبعاد القرآنية. نسأل الله القبول والتوفيق…وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
الهوامش والاحالات
([1])يُنظر: مقاييس اللغة(م: جلو): 203، والمفردات في غريب القرآن(م: جلو): 103.
([2]) يُنظر: أساس البلاغة(م: جلو):110، والمعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم(م: جلو) :1/ 328.
([3] ) يُنظر: مقاييس اللغة(م: جلو): 203. ولسان العرب: (م: جلا): 4/149
([4] ) يُنظر: لسان العرب(م: جلا): 4/ 149، والمعجم الوسيط: (م: جل): 132.
([5] ) يُنظر: المصباح المنير(م: جلّ) : 121، والمعجم الوسيط(م: جَلَ): 132.
([6] ) يُنظر: لسان العرب(م: جلا): 4/ 149، والتحقيق في كلمات القرآن الكريم : 2/ 104.
([7] ) يُنظر: المعجم الوسيط:(م: جَلَ): 132.
([9] ) يُنظر: القاموس المحيط(م: جلّ): 900.
([11]) لفظة التجلي، دلالاتها ومراتبها وآثارها(بحث) د. حسين علي حسين، مجلة حوليات المنتدى للدراسات الإنسانية، ع3، 2015 : 273.
([12] )يُنظر: بحار الأنوار: 8/256.
([13] )يُنظر: لفظة التجلي، دلالاتها ومراتبها وآثارها (بحث سابق): 275.
([15] ) ينظر: تفسير غريب القرآن: 117، وتفسير القرآن العظيم: 4/ 227.
([17] ) ينظر: الكشاف: 2/ 1359، وفقح القدير: 2/ 1669
([19] ) ينظر: تفسير غريب القرآن: 117، والكشاف: 1/ 386.
([22] ) ينظر: تفسير القرآن العظيم: 2/ 826-827، والميزان: 8/ 137.
([24] ) ينظر: تفسير القرآن العظيم: 4/ 2072، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: 921.
* اتخذ التناص في المورث البلاغي مسميات عدة منها التضمين والاقتباس والاحتذاء، بينما اتخذ مسمى السرقات الأدبية والمحاكاة والاحتذاء في التراث النقدي، ينظر: الإيضاح في علوم البلاغة: 332و 342و 344، ومختصر المعاني: 301- 307، والبلاغة والتطبيق: 439-443.
([25] ) ينظر: علم النص: 38
([26] ) المصدر نفسه: 38، وينظر: المرايا المحدبة (من البنيوية الى التشريحية) : 363
([27] ) التناص في شعر الرواد: 29
([28] ) الخطيئة، والتكفير: 325
([30] ) في أصول الخطاب النقدي: 142
([31] ) تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية التناص) : 11
([32] ) وحدة النص, وتعدد القراءات التأويلية في النقد العربي المعاصر:163-164
([33] ) التناص في الخطاب النقدي البلاغي(دراسة نظرية وتطبيقية) : 75
([34] ) الميتانصية في أدبَ ما بعد الحداثة العربي(بحث) دجيب بوهرور، مجلة آداب البصرة،ع62 ، 2012م: 6
([35] ) التناص في الخطاب النقدي والبلاغي:111
*يقصد بالقيمة الدلالية قدرة العناصر اللغوية على التأثير في المعنى وانتاجيته ينظر: معجم المصطلحات الألسنية: 260.
([36] ) المتناصية(بحث سابق): 22
([37] ) سيميائية النص الادبي: 52
([38] ) بلاغة الخطاب وعلم النص: 255
([39] ) التناص في شعر الرواد: 27
([41] ) انفتاح النص الروائي: 96
([42] ) شعرية النص التفاعلي:167
([43] ) ينظر: ظاهرة التعالق النصي في الشعر العمودي الحديث
([44] ) تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية التناص): 121
([45] ) الأثر القرآني في نهج البلاغة: 98
([52] ) ينظر: بحار الانوار: 29/ 109،وكتاب الاحتجاج: 1/ 127، وبلاغات النساء: 12/ 19، ودلائل الامامة: 30، والشافي: 21.
([57] ) ينظر: بحار الانوار: 29/ 223، واللمعة البيضاء: 137-138
* الخفض: النزول في علو والضعف والاهانة، ينظر: لسان العرب(م: خفض): 5/ 211 وردت اللفظة في الخطبة الشريفة ((وقد ارى أن قد اخلدتم الى الخفض)) .
([58] ) التناص انتاجية النص(بحث) ، سعيد لحميداني، مجلة علامات في النقد، ع4، 2001: 99.
([60] ) ينظر: دراسات في النص والتناصية: 62
([61] ) شعرية النص التفاعلي: 268
([62] ) الأثر القرآني في نهج البلاغة: 98
([63] ) ينظر: كشف الحجة: 61-70، والشافي في الامامة: 73 وما بعدها
([72] ) ينظر: الدرة البيضاء : 386
المصدر نفسه: 889
([75] ) ينظر: كشف الحجة: 61، وما بعدها، واللمعة البيضاء: 548 وما بعدها
([76] ) مواقف في الفكر والثقافة: 49
([79] ) سوشيولوجيا الثقافة والهوية: 25- 26
([81] ) مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية: 119
(([82] انظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة: 298.
([84] ) صورة المثقف في التراث العربي: 12.
([86] ) ينظر: سوشيولوجيا الثقافة والهوية: 19
([89] ) ينظر: بلاغة الاخضر: 149
([90] ) ينظر: الميثولوجيا والمعتقدات الدينية: 30
([93] ) ينظر: الانساق الثقافية في القرآن الكريم: 24
([94] ) ينظر: الزهراء وخطبة فدك: 27 وما بعدها
([95] )المصدر نقسه ينظر: 80 وما بعدها
([97] ) ينظر: كشف المحجة في شرح خطبة اللمة: 86 وما بعدها
([98] ) تجلي القرآن في نهج البلاغة: 103
([99] ) ينظر: مفهوم الثقافة: 152
([102] ) الرواية العراقية من منظور النقد الثقافي: 67
([103] )يُنظر: الهوية والسرد: 92.
([105] ) أزمة الفكر الاسلامي: 24
([107] ) السرد وتشكل الهوية، ، قراءة في رواية البحث عن العظام للظاهر جارود(بحث)، د.هنية جوادي، مجلة المخبر، العدد13 السنة 2017 جامعة سكرة الجزائر: 88
([109] ) السرد وتشكل الهوية ( بحث سابق) (87)
([110] ) الرواية العراقية: من منظور النقد الثقافي: 54
([111] ) ينظر: الكلمات والاشياء: 7
([112] ) ينظر: دلائل الامامة: 119، والشافي في الامامة: 74، والسقيفة وفدك : 77
([113] ) الرواية العراقية من منظور النقد الثقافي: 75.
([114] ) ينظر: الرواية العراقية من منظور النقد ثقافي: 84 ، والمطابقة والاختلاف: 226
([116] ) الرواية العراقية من منظور النقد الثقافي: 84
([117] ) ينظر: كتاب الاحتجاج: 126
([118] ) اشكالية الهوية الاصلية في روايات علي بدر بعد عام 2003، (بحث)، د. ضياء الثامري وم. م غصون عزيز ناصر، مجلة حولية المنتدى للدراسات الانسانية، ع3، 2015: 255.
([119] ) اشكالية الهوية الاصلية ( بحث سابق): 251
([121] ) عراق الهوية النسقية (بحث) ، اسماعيل نوري الربيعي، 4ع ، مجلة الكوفة ، ع 4، س 2013: 137
([122] ) ينظر: بحار الأنوار: 29/ 107 وما بعدها، ودلائل الإمامة: 112 وما بعدها
([123] ) ينظر: دلائل الإمامة: 117 وما بعدها ، والشافي في الإمامة: 74 وما بعدها
([124] ) المطابقة والاختلاف : 22
([125] ) الرواية العراقية من منظور النقد الثقافي: 54
([126] ) المعجم الشامل ( المصطلحات الاجتماعية) : 58131-، وينظر : أساس البلاغة (م: أزم): 16
([127] ) ينظر: مقاييس اللغة ( م: أزم)
([128] ) اشكالية الهوية الأصلية في روايات علي بدر بعد عام 2003م( بحث سابق): 25
المصادر والمراجع
-القرآن الكريم، خير ما نبدأ به.
-الأثر القرآني في نهج البلاغة، دراسة في الشكل والمضمون، د. عباس علي حسين الفحام، منشورات الفجر، بيروت-لبنان، ط1، 2010م.
-أزمة الفكر الإسلامي ، محمد عمارة، دار الشروق، 1990، (د ط).
-أساس البلاغة، جار الله أبو القاسم الزمخشري، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، ط1، 2001م.
-الأنساق الثقافية في القرآن الكريم ـــ دراسة في معالم النص القرآني الثقافية في ضوء المنظومة السياقية، د. أزهار علي ياسين، دار الضياء، النجف الأشرف، ط1، 2017م.
-انفتاح النص الروائي(النص والسياق)، سعيد يقطين، المركز الثقافي العربي، بيروت-لبنان،ط1، 1989م.
-الإيضاح في علوم البلاغة، جلال الدين الخطيب القزويني، مكتبة المثنى، بغداد، (د ط).
-بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، الشيخ محمد باقر المجلسي ، مؤسسة الوفاء، بيروت-لبنان، ط2، 1983م.
-بلاغة الأخضر في الماء (الأنساق الثقافية في سياق الأهوار الروائي العراقية، عروبة جبار إصواب الله، دار ضفاف، عمان- الأردن ،ط1، 2013م.
-بلاغة الخطاب ولغة النص، د. صلاح فضل، سلسلة عالم المعرفة، 1990م.
-بلاغات النساء وطرائق كلامهن وملح نوادرهن..الامام أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر،مطبعة مدرشية، القاهرة، 1980م.
-البلاغة والتطبيق، د. أحمد مطلوب، ود. كامل حسن البصير، مطابع بيروت، ط1،(د.ت).
-تجلي القرآن في نهج البلاغة، آية الله محمد مصباح اليزدي، ترجمة: ماجد الخاقاني، مطبعة رمغان البصير، ط1، 1426ه.
-التحقيق في كلمات القرآن الكريم، حسين مصطفوي، اعتماد،ط1، 1427ه.
-تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية التناص)،محمد مفتاح، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء-المغرب، (د.ط)،(د.ت).
-التعريفات ، الشريف علي بن محمد الجرجاني، دار إحياء التراث العربي،، بيروت-لبنان،ط1، 2003
-تفسير غريب القرآن، محمد الصاغاني، حققه وعلق عليه محمد صبحي بن حسين حلاق، دار ابن كثير، دمشق، ط1، 2000م.
-تفسير القرآن العظيم، ابن كثير القرشي الدمشقي، دار الكتاب الحديث، الجزائر، 2012م.
-التناص في الخطاب النقدي والبلاغي(دراسة نظرية وتطبيقية)، عبد القادر التفشي، تقديم، د. محمد العمري ، افريقيا الشرق ، المغرب، 2007م.
-التناص في شعر الرواد، أحمد فاهم، دار الشؤون الثقافية العامة، العراق-بغداد، ط1، 2004م.
-تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن السعدي، عالم الكتب، بيروت-لبنان، ط1، 2010م.
-الخطيئة والتكفير(من البنيوية إلى التشريحية) قراءة نقدية، د. عبدالله الغذامي، دار البلاد، جدة، ط1، 1985م.
– دراسات في النص والتناصية، محمد خير البقاعي، مركز الاتحاد العربي، حلب، 1998م.
-الدرة البيضاء في شرح خطبة الزهراء(عليها السلام)، العلامة السيد هادي الحسيني الصائغ، تحقيق: محمد جواد نور الدين فخر الدين‘ المركز الإسلامي، إيران، طهران، 1354ه.
-دلائل الامامة، محمد بن جرير الطبري، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة العتبة، قم، ط1، 1413ه.
-الرواية العراقية من منظور النقد الثقافي (دراسات في تحولات الأنساق الثقافية)، حبيب النورس، دار الشؤون الثقافية العامة، العراق-بغداد، ط1، 2014م.
-الزهراء وخطبة فدك، شرح الخطبة الفدكية للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، علق عليه: الشيخ محمد تقي شريعتمداري، دار كلستان، كوثر-ايران، ط1، 2003م.
-السقيفة وفدك، تصنيف أبي بكر الجوهري، جمع وتحقيق وتعليق: الشيخ باسم مجيد الساعدي، إصدار قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، (د.ط)، (د.ت).
-سوشيولوجيا الثقافة والهوية، هارلمبس وهو لبورن، ترجمة: حاتم حميد محسن، دار كيران، دمشق، ط1، 2010م.
-سيميائية النص الأدبي، أنوار المرتجي، أفريقيا الشرق ، الدار البيضاء، ط1، 1987م.
-الشافي في الامامة، السيد الشريف المرتضى، د حققه وعلق عليه السيد عبد الزهرة الحسني الخطيب، راجعه السيد فاضل الميلاني، مؤسسة الصادق للطباعة و النشر، طهران-ايران، 1987م.
-شعرية النص التفاعلي، آليات السرد وسحر القراءة، د. لبيبة خمار، رؤية للنشر، القاهرة، 2014م.
-صورة المثقف في التراث العربي، رسول محمد رسول، العراق-بغداد، ط1، 2011م.
-ظاهرة التعالق النصي في الشعر السعودي الحديث، د. علوي الهاشمي، كتاب الرياض 52- مؤسسة اليمامة الصحيفة، 1418ه.
– علم النص، جوليا كريستيفا، ترجمة فريد الزاهي، مراجعة عبد الجليل ناظم، للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط 1، 1921م.
-فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية في علم التفسير، محمد بن علي الشوكاني، قدم له واعتنى به، محمد بن رياض الاثري، عالم الكتب، لبنان، ط1، 2002م.
– في أصول الخطاب النقدي الحديث، ترفتان تودوروف، ترجمة : أحمد المديني، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد- العراق، ط 1، 1997.
– القاموس المحيط، الفيروز آبادي، اعداد وتقديم محمد عبدالرحمن المرعشلي، دار إحياء
التراث العربي، بيروت- لبنان، ط- 2003م
– كتاب الاحتجاج، أبو منصور الطبرسي، مطبعة شريعت، ايران، 1380ه.
– الكشَّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل, الزمخشري، تحقيق عبدالرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي ، ط1 ، (د.ت).
– كشف المحجة في شرح خطبة اللمة (شرح خطبة الزهراء عليها السلام) العلامة عبدالله شبر، تحقيق الشيخ علي الأسدي، مكتبة فدك لاحياء التراث العربي، ايران، قم، ط 1، 2007م
– الكلمات والاشياء، ميشيل فوكو، ترجمة قطاع الصفدي و د. سالم يفوت و د. بدر الدين عزودكي، مركز الاتحاد القومي، لبنان، ط 1، 1999-199م
-لسان العرب، جمال الدين ابن منظور الانصاري، حققه وعلق عليه عامر أحمد حيدر، راجعه عبدالمنعم خليل ابراهيم، دار الكتب العربية، بيروت، ط 1، 200 م
– اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء (عليها السلام) المولى محمد علي بن احمد القراجة التبريزي الانصاري، تحقيق، السيد هاشم الميلاني، مطبعة مؤسسة الهادي ايران، ط 1، 1418ه
– مختصر المعاني، سعد الدين التفتازاني ، مؤسسة التاريخ العربي، ط1، 2010م
– مدخل لجامع النص، جيرار جينيت، ترجمة عبدالرحمن أيوب، دار لشؤون الثقافة العامة، بغداد- العراق(د.ت).
– المرايا المحدبة من البنيوية الى التفكيك، د. عبدالعزيز حمودة، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 1998م
– المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، أحمد الفيومي، المؤسسة الحديثة للكتاب لبنان، ط 1، 1997م
– المطابقة والاختلاف (بحث في المركزيات الثقافية)، عبدالله إبراهيم، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط 1، 4-2 م
– المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم، د. محمد حسن حسن، مكتبة الآداب، القاهرة، ط 2، 1202
المعجم الشامل (المصطلحات الاجتماعية)، مصلح الصالح، دار عالم الكتب،ط1، 1999م.–
-معجم المصطلحات الألسنية، مبارك مبارك، دار الفكر اللبناني-بيروت، ط1، 1995م.
-المعجم الوسيط، ابراهيم مصطفى، وأحمد الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد علي النجار، المكتبة الاسلامية، (د.ط)، (د،ت).
-المفردات ألفاظ القرآن الكريم، الراغب الأصفهاني، ضبطه وراجعه: خليل عيتاني، دار المعرفة، بيروت، ط2، 2001م.
مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية، دينيس كوش، ترجمة د. منير السعيداني، مراجعة د. الظاهر حبيب،مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، ط 1 ، 2005–
-مقاييس اللغة، أحمد بن فارس،، اعتنى به: محمد عوض مرعب،وفاطمة محمد آصلان، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، 2008م.
-مواقف في الفكر والثقافة، بديعة أمين، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد-العراق، ط1، 2001م.
الميثولوجيا والمعتقدات الدينية، د. جواد مطر الموسوي، رند للطباعة والنشر، سوريا-دمشق، ط1، 2001م.
-الميزان في تفسير القرآن، السيد محمد حسين الطباطبائي، مؤسسة دار المجتبى، ايران-قم، (د.ط)، (د،ت). الهوية اليكس ميكشييللي، ترجمة: د. علي وطفة، ط1، دار النشر الفرنسية ، دمشق 1993–
الهوية والسرد، ، بول ريكور، ترجمة: حاتم الورفلي، دار التنوير، تونس، 2009م.–
الهوية واللغة-قومية-أثنية-دينية، جون جوزيف، ترجمة: د. عبد النور خرافي، عالم المعرفة، 2007م.–
-وحدة النص وتعدد القراءات التأويلية في النقد العربي المعاصر، د. إيمان عيسى الناصر، المؤسسة العربية للدراسات، البحرين، 2011م.
البحوث المنشورة والدوريات
-اشكالية الهوية في روايات علي بدر بعد عام 2003م، د. ضياء الثامري، وغصون عزيز ناصر ، حولية المنتدى للدراسات الإنسانية، السنة الأولى، 2015م.
التناص انتاجية النص، سعيد كميداني، مجلة علامات في النقد، مج10 ، ج4، 2001م.–
-السرد وتشكل الهوية، قراءة في رواية البحث عن العظام للظاهر جارمد، د. هنية جواري، مجلة المنبر، جامعة سكرة، المغرب، ع13.
عراق الهوية النسقية، اسماعيل نوري الربيعي، مجلة الكوفة، جامعة الكوفة، ع4، 2013م.–
-لفظة التجلي، دلالاتها ومراتبها وآثارها-دراسة معرفية في القرآن والعرفان، د. حسين علي حسين، مجلة حوليات المنتدى للدراسات الإنسانية، ع3، 2015م.
ــــــ الميتانصية Metatextualite في أدبَ ما بعد الحداثة العربيدجيب بوهرور، مجلة آداب البصرة، ع62 ، 2012م .