مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
الاقتباس والتضمين في الخطبة الفدكية / دراسة دلالية / ا.م.د فضيلة عبوسي محسن العامري / البحث افائز الثاني في المسابقة الفاطمية السنوية الثالثة
+ = -

الاقتباس والتضمين في الخطبة الفدكية

 دراسة دلالية

اعداد

                  أ.م.د. فضيلة عبوسي محسن العامري

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

وبعد000

              قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي  ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ،ومن هذا الحديث القدسي  يتضح لها العلاقة المتلازمة بين القرآن   الكريم والعترة الطاهرة، فالقرآن الكريم يمثل الغذاء الروحي لآل البيت (عليهم السلام)،لذا وجدنا الثقافة القرآنية هي المشرقة في أقوالهم، وأفعالهم،وفي خطاباتهم، وعند التأمل في خطبة فاطمة الزهراء (عليها السلام)  الفدكية ؛نجد أن  هناك نفساً قرآنياً  وحديثياً  واضحيين، تارة يكون مباشرا وهو ما يسمى بالاقتباس،وتارة غير مباشر وهو ما يسمى بالتضمين ،ومن أجل الوقوف عند هذين النمطين البلاغيين في الخطبة الفدكية فقد جاء البحث تحت عنوان(الاقتباس والتضمين في الخطبة الفدكية دراسة دلالية) الذي تألف  من مبحثين تناول الأول الجانب النظري عن قصة فدك فجاء عنوانه فدك والتاريخ، وأما المبحث الثاني فقد تضمن الجانب التطبيقي فكان بعنوان(التوظيف الدلالي للاقتباس والتضمين في الخطبة الفدكية)،وقد سبقهما تمهيد تضمن  محورين الأول: التعريف بمفهوم الاقتباس والتضمين في اللغة والاصطلاح، وأما الثاني فقد تضمن شذرات من سيرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)،ثم جاءت الخاتمة مشتملة على بعض النتائج ،ومشفوعة بالهوامش ومتبوعة بالمصادر، والتي من أهمها اللمعة البيضاء للتبريزي .

        وأخيرا وليس آخرا ؛أرجو أن أكون قد وقفت في التبرك بسيرة الزهراء (عليها السلام) لتكون شفيعة لي في الآخرة،ووجيهة في الدنيا فهي الوجيهة  عند الله،والشافعة لنا في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

التمهيد

أولاً: مفهوم الاقتباس والتضمين

              الاقتباس في اللغة مصدر الفعل (اقتبس) ،وجذره الفعل الثلاثي (قبس)؛ والقَبَسُ:

 الشُّعْلة من النار؛ وفي التهذيب : القَبَس شُعلة من نار تَقْتَبِسها من مُعْظَم ، واقْتِباسها الأَخذ منها .[1] وقوله تعالى :﴿ إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ النمل/7، والقَبَس : الجَذْوَة ، وهي النار التي تأْخذها في طَرَف عُود .

 وفي حديث  الإمام عليّ ، (عليه السلام) في أحدى خطبه : ((حتى أَوْرى قَبَساً لِقابِس)) أَي بمعنى أوقد ، والقبس :الشعلة من النار. والقابِس : الآخذ من النار،والمعنى أنه(عليه السلام) أي أظهر نوراً من الحق[2] ، و القابس فاعِل من قَبَس ، والجمع أَقْباسٌ ، لا يكسَّر على غير ذلك ، وكذلك المِقْباس،ويقال : قَبَسْت منه ناراً أَقْبِس قَبْساً فأَقْبَسَني أَي أَعطاني منه قَبَساً ، وكذلك اقْتَبَسْت منه ناراً ، واقْتَبَسْت منه عِلْماً أَيضاً أَي استفدته؛ . قال الكِسائيّ : واقْتَبَسَت منه عِلماً وناراً سواء ، قال : وقَبَسْت أَيضاً فيها[3] .

          أما في الاصطلاح فالاقتباس له تعريفات عدة لا تخرج في دلالتها على تضمين النص شعراً أو نثراً  من  الحديث الشريف والقرآن الكريم ،  آية ، أو جملة  لا  على أنها منه:(ولا يُنبّه عَليه لِلعِلمِ بِه) [4]، وبعضهم  الحق بالاقتباس  التضمين من الحديث النبوي الشريف  ،بقولهم  (( الاقتباس هو أن يضمن الكلام شيئا من القرآن أو الحديث لا على أنه منه كقول الحريري فلم يكن إلا كلمح البصر أو هو أقرب حتى أنشد فأغرب))[5]،  وبعضهم أجمع على قصر الاقتباس على القرآن الكريم ؛إذ يقول:((الاقتباس هو أن يضمن المتكلم كلامه كلمة من آية أو آية من ايات كتاب الله خاصة هذا هو الإجماع ))[6] ، وقد قسم ابن حجة الحموي[7] الاقتباس من القرآن الكريم على ثلاثة أقسام مقبول، ومباح ،ومردود فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النبي ونحو ذلك ،والثاني ما كان في الغزل والرسائل والقصص، والثالث على ضربين أحدهما ما نسبه الله تعالى إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية من عماله ( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) ،والآخر تضمين آية كريمة في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقول القائل

( أوحى إلى عشاقه طرفه … ) ( هيهات هيهات لما توعدون )

ويجوز أن يغير لفظ المقتبس منه بزيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو إبدال الظاهر من المضمر أو غير ذلك فالزيادة وإبدال الظاهر من المضمر كقول الشاعر

( كان الذي خفت أن يكونا … إنا إلى الله راجعونا )

فزاد الألف في راجعون على جهة الإشباع وأتى بالظاهر مكان المضمر في قوله إنا إلى الله ومراده اية التعزية في المصيبة[8] وهي قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾البقرة/156

ومنهم من عد المضمن في الكلام من الحديث النبوي اقتباسا وزاد هنا الطيبي في الاقتباس من مسائل الفقه، ومنه قول الشاعر: (راجعون ) ، والنقصان ما تقدم من قول الحريري فلم يكن إلا كلمح البصر أو أقرب فإنه أسقط لفظة هو إذ الآية الكريمة لفظها ﴿ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾النحل/77 ،والتقديم والتأخير كقول الشاعر

( قال لي إن رقيبي … سيء الخلق فداره ) ( قلت دعني وجهك … الجنة حفت بالمكاره )

والشاعر قدم في لفظ الحديث وأخر لأن لفظ الحديث حفت الجنة بالمكاره[9]     

   وأما التضمين في اللغة  فهو مصدر الفعل الثلاثي (ضمّن)،وجذره  الفعل الثلاثي (ضمن)؛و ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً : كَفَل به، وضَمَّنَه إياه : كَفَّلَه، ونقل عن ابن الأَعرابي : فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ ويقال : ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً ، فأَنا ضامِنٌ ، وهو مَضْمون[10].

وفي الحديث :(( من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة))[11] أَي ذو ضمان على الله ؛ قال الأَزهري : وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل : ﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ النساء/100

       أما التضمين  في الاصطلاح فله تعريفات عدة بحسب استعماله من قبل العلماء  فهو عند البلاغيين (( أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء كقول بعض المتأخرين قيل هو ابن التلميذ الطبيب النصراني

( كانت بلهنية الشبيبة سكرة … فصحوت واستبدلت سيرة مجمل

وقعدت أنتظر الفناء كراكب … عرف المحل فبات دون المنزل )؛البيت الثاني لمسلم بن الوليد الأنصاري))[12]،وأما عند النحويين فهو :- : أَنْ يُضَمَّنَ لَفْظٌ مَعْنَى لَفْظٍ آخَرَ ، أَيْ إِيقَاعُ لَفْظٍ مَوْقِعَ غَيْرِهِ ، وَمُعَامَلَتُهُ مُعَامَلَتَهُ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَاهُ وَاشْتِمَالِهِ عَلَيْهِ ، وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ الفَاصِلَةِ مُتَعَلِّقاً بِهَا، وأما فِي عِلْمِ البَدِيعِ فهو: اِسْتِعَارَةُ الشَّاعِرِ شَطْراً أَوْ بَيْتاً[13]، وفي عِلم العَروض هُو أن  تقصد (( الى البيت من الشعر أو التقسيم  فتأتي به  في أواخر شعرك  أو في وسطه))[14] ،أو هو   ((أن يضمّن البيت الكامل من الشعر أو نصف البيت لبعض القرينة ))[15]، مع التأكيد على التنبيه الى الأبيات ألمقتبسة  حتى تتميز عن الأخذ والسرقة  لذا  قيل عنه   ((ان يضمن الشعر شيئا من شعر الغير ) بيتا كان أو ما فوقه أو مصراعا أو ما دونه ( مع التنبيه عليه ) أي على أنه من شعر غيرهم ( ان لم يكن ذلك مشهورا عند البلغاء ) ،وبهذا يتميز عن الأخذ والسرقة ))[16]، وهناك من عد التضمين  من العيوب التي  تلحق الشعر، والعيب المسمى بالتضمين هو أن يكون البيت متوقفا في معناه على البيت الذي بعده [17]،  وهناك تضمين حسن   الذي يكتسب به الكلام طلاوة فهو أن يضمن الآيات والأخبار النبوية وذلك يرد على وجهين أحدهما تضمين كلي والآخر تضمين جزئي،فأما التضمين الكلي فهو أن تذكر الآية والخبر بجملتها ،وأما التضمين الجزئي فهو أن تدرج بعض الآية والخبر في ضمن كلام فيكون جزأ منه[18]

        ومما تقدم ذكره يتضح لنا أن التضمين أوسع  استعمالاً من الاقتباس ويشتمل على معاني النصوص المضمّنة من النصوص  الأخر  من الشعر والنثر، وهو يستعمل بحسب استعماله في العلوم المختلفة من النحو والبلاغة، والبديع، والعروض ، في حين أن الاقتباس أخص منه أذ يقتصر على التضمين من القرآن الكريم أو الحديث الشريف  أو الشعر  من غير تأويل أو تقدير أي يقتصر على النصوص المقتَبسَة التي يحتاج اليها  النص المقتبِس ،وتنسجم مع مضامينه من غير تقدير معنى أو تغيير يلحق النص المقتبَس.

                    ثانياً: شذرات متلألئة من سيرة الزهراء الطاهرة (عليها السلام)

ولادتها

            ولدت فاطمة الزهراء عليها السّلام بنت النبيّ محمد( صلَّى الله عليه وآله )في مكَّة في العشرين من جمادى الثانية من السنة الخامسة من البعثة ، وهي رابع بنات النبي صلَّى الله عليه وآله من خديجة بنت خويلد عليها السّلام [19]؛ وكانت فاطمة الزهراء(عليها السلام)  بنت رسول الله صلَّى الله عليه وآله، قدوة المرأة المسلمة ،وسيدة نساء أهل الجنة .

         واختلف في مدة عمرها بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنها ثمانية أشهر ،أو سبعة أشهر ، أو أربعة أشهر ، أو ثلاثة أشهر ، أو مائة يوم ، أو خمسة وسبعون يوما ،أو اثنان وسبعون ، أو شهران ، أو خمسة وأربعون ، أو أربعون .وقال جماعة : عمرها ( عليها السلام ) على التحقيق ثماني عشر سنة وأربعون يوما ، منها ثماني سنة قبل الهجرة وعشرة بعد الهجرة ، والباقي بعد وفاة رسول الله( صلى الله عليه وآله )[20] .

زواجها في السماء

              روي أن عليا لما جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) لخطبة فاطمة ، وحصل منها الرضا بتلك الخطبة ، قال ( صلى الله عليه وآله )لعلي : يا أمير المؤمنين إذا زوجتكها فما تصدقها ؟قال : يا رسول الله إنك تعلم أنه ليس لي إلا سيفي وفرسي ودرعي وناضحي ،ولا شئ لي غير ذلك ، قال : أما ناضحك فهو وجه معيشتك ، وأما سيفك وفرسك فلا غناء بك عنهما تقاتل المشركين بهما ، وأما درعك فشأنك بها ، فذهب علي من عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مصلاه وكان يصلي ويتضرع إلى مولاه .فأرسل النبي ( صلى الله عليه وآله ) سلمان إليه وقال له : ادع لي عليا ، فذهب سلمان وسلم عليه ثم قال : يا علي أجب رسول الله فإنه يدعوك إليه ، فلما جاء علي( عليه السلام ) إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال له رسول الله : أبشر يا علي فإن الله قد زوجك بفاطمة في السماء قبل أن أزوجكها في الأرض ، فهذا ملك مسمى بنسطائيل له وجوه متعددة وأجنحة مختلفة ، وهو من جملة حملة قوائم العرش العظيم ، ولم ينزل علي قبل ذلك ، ويقول لي : أبشر يا محمد باجتماع الشمل وطهارة النسل ، فإن الله العلي الأعلى زوج فاطمة من علي في السماوات العلى ، وأمر شجرة طوبى أن تحمل الدر الأبيض والياقوت والمرجان ، وتنثرها على أهل الجنان [21]،وتلك ميزة لن تحصل لنساء العالم  في مشارق الأرض ومغاربها إلا فاطمة الزهراء(عليها السلام)

زواجها في الأرض

         روي عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : لما أمرني النبي ( صلى الله عليه وآله )بالخروج إلى المسجد ليخرج هو أيضا على الأثر ويتمم هذا الأمر ، فخرجت من عنده ولا أدري كيف أسير من غاية الحبور وشدة الفرح والسرور ، فلقيني أبو بكر وعمر فقالا لي : ما الخبر ؟ فقلت : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زوجني فاطمة وقال : إن الله تعالى عقدها لك في السماء ، والنبي البشير يجيء على أثري إلى المسجد ليتمم هذا الأمر الخطير ، ففرحا أيضا بذلك وأتيا معي إلى المسجد[22]

أولادها

            كان للزهراء ( عليها السلام ) خمسة أولاد ، الأول والثاني : الحسن والحسين( عليهما السلام ) ولها إحدى عشر سنة أو اثنتا عشرة سنة .، وروي أنها ولدت الحسن (عليه السلام)في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ،وأما الحسين ( عليه السلام ) فروى المجلسي[23] ( رحمه الله ) ان الحسين( عليه السلام ) ولد عام الخندق يوم الخميس أو الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه الحسن ( عليه السلام ) بعشرة أشهر وعشرين يوما، والمشهور في مدة حمله ( عليه السلام ) أنه ستة أشهر ، وأنه كان بينه وبين يحيى مشابهة في ذلك ، وفي المظلومية ، والشهادة ، وإهداء رأسه إلى ظالم عتل زنيم مولود من الزنية،والمولود الثالث : زينب الكبرى ، وكانت في الفصاحة ، والبلاغة ، والزهد ، والعبادة ،والفضل ، والشجاعة أشبه الناس بأبيها وأمها ، وكان بعد شهادة الحسين( عليه السلام ) أمور أهل البيت بل جميع بني هاشم قاطبة بيدها ، وخطبها ومكالماتها مع يزيد وابن زياد لعنهما الله مشهورة مأثورة مذكورة في كتاب الاحتجاج وغيره[24] ، وكانت زوجة عبد الله بن جعفر ، وكان لها منه ولدان استشهدا في الطف بين يدي الحسين ( عليه السلام ) .، والمولود الرابع : زينب الصغرى المكنية بأم كلثوم التي اختلف الأخبار فيها ، ففي بعضها أن عمر بن الخطاب خطبها في أيام خلافته فامتنع علي ( عليه السلام ) من ذلك ، والمولود الخامس : محسن ، وكان قريبا بالوضع فسقط بصدمة عمر حين صدم الباب عليها ، لما أراد إخراج علي ( عليه السلام ) من بيته قهرا إلى المسجد ليبايع أبا بكر بعد أن بويع بالخلافة[25].

نقش خاتمها ( عليها السلام )

           كان نقش خاتم الزهراء ( عليها السلام ) : ( ( الله ولي عصمتي ) ) ، وقيل : كان خاتمها من الفضة ونقشه : ( ( نعم القادر الله ) ) ، وقيل : ( ( آمن المتوكلون ) ) ،وذكروا أن لنقش هذه الكلمات في فص الخاتم تأثيرا عجيبا لدفع الأعداء ،وحفظ الأموال والأولاد والبدن عن شر الإنس والجن ، وجميع المكاره  ،والآفات ،والأسواء ، والبليات .وقيل : نقش خاتمها ( عليها السلام ) نقش خاتم سليمان بن داود ، وهو 🙁 ( سبحان من ألجم الجن بكلماته ) ) [26] .

ادعيتها( عليها السلام )

      كان دعاؤها ( عليها السلام ) : ( ( بسم الله الرحمن الرحيم ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثني ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ) ) [27] ،ودعاؤها المشهور بدعاء الحمى ، وعلمته سلمان وهو هذا:( ( بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله نور النور ، بسم الله نور على نور ، بسم الله الذي هو مدبر الأمور ، بسم الله الذي خلق النور من النور ، الحمد لله الذي خلق النور من النور ، وأنزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، في رق منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور ، وبالفخر مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ) )[28] .

المبحث الأول

فدك في التاريخ

       ولدت الزهراء(عليها السلام) في بيت النبوة والرسالة ومهبط الوحي والتنزيل،وهكذا تأدبت الزهراء بأدب أبيها النبي الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه ومن ثم فقد كانت سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام)، المثل الأعلى من الخلق الكريم، والطبع السليم، وقد عنى بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه و(آله) وسلم عناية تامة، فكان يثقفها ثقافة إسلامية، ويروضها على الهدى النبوي والصراط المستقيم، فقد نشأت الزهراء نشأة كانت المثل الأعلى من الكمال والجلال فهي إنما تمثل اشرف ما في المرأة من إنسانية وكرامة وعفة وقداسة ورعاية الى ما كانت عليه من ذكاء وقاد، وفطنة حادة، وعلم واسع، وكفاها فخرا انها تربت في مدرسة النبوة، وتخرجت في معهد الرسالة، وتلقت عن أبيها الرسول الأمين صلى الله عليه(وآله) وسلم ما تلقاه عن رب العالمين([29])

           أما  التعريف بـ(فدك ) وقضيتها  في تاريخ الزهراء(عليها السلام) فقد ذكر اللغويون والمؤرخون أنّ فَدَكَ قرية بخيبر وقيل بناحية الحجاز فيها عين ونخل أَفاءَها اللهُ على نبيه صلى الله عليه و(آله) ،وذكر عليّ (عليه السلام) أَن النبي صلى الله عليه و(آله) وسلم كان جعلها في حياته لفاطمة (عليها السلام) وولدها ([30])، أما عن كيفية انتقال هذه الأرض الخضراء المعمورة لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، فالمعروف هو أن الانتصار الذي حققه رسول الله(صلى الله عليه وآله) في فتح حصون خيبر أرعب أهل فدك المتعصبين، فأرسلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يصالحهم على نصف «فدك»، فقبل الرسول (صلى الله عليه وآله) ذلك منهم و أمضى ذلك الصلح، وبهذا فهي ممالم يوجف عليه بخيل و لا ركاب([31])؛وقد ذكر  الشيخ مكارم الشيرازي أنّ بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعتقد أنّ وجود (فدك) بيد زوجة الإمام علي (عليه السلام) تمثّل قدرة اقتصادية يمكن أن تستخدم في مجال التحرّك السياسي الخاصّ بالإمام علي (عليه السلام). ومن جهة أخرى كان هنالك موقف وتصميم على تحجيم حركة الإمام (عليه السلام) وأصحابه في المجالات المختلفة، لذا تمّت مصادرة تلك الأرض بذريعة الحديث الموضوع: ((نحن معاشر الأنبياء لا نورِّث ما تركنا صدقة))[32] مع أنّ (فدك) كانت بيد فاطمة (عليها السلام)، وذو اليد لا يطالب بشهادة أو بيّنة. والجدير بالذكر أنّ الإمام علي (عليه السلام) قد أقام الشهادة على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد منح فدكاً إلى فاطمة، إلاّ أنّهم مع كلّ هذا لم يرتّبوا أثراً على هذه الشهادة([33])؛ وقد استعملت قضيّة فدك عبر العصور التاريخية المختلفة كموضوع يراد التظاهر من خلاله بالودّ لأهل البيت (عليهم السلام) من قبل بعض الخلفاء وذلك لمآرب سياسيّة، فكانوا يرجعون فدكاً لآل الرّسول تارةً، ويصادرونها ثانية، وقد تكرّر هذا الفعل عدّة مرّات في فترات حكم خلفاء بني اُميّة وبني العبّاس([34]).وقد وصف السيد محمد باقر الصدر  أبعاد فدك السياسية  بالثورة الفاطمية في لونها العاطفي وهو لون من عدة ألوان أوضحها وأجلاها اللون السياسي الغالب على أساليبها وأطوارها. وأنا حين أقول ذلك لا أعني بالسياسة مفهومها الرائج في أذهان الناس هذا اليوم المركز على الالتواء والافتراء،وإنما أقصد بها مفهومها الحقيقي الذي لا التواء فيه([35])،دلّ حديث فاطمة (عليها السلام) على ألم و هيجان شديدين، فحرقة قلبها متأتية من ظهور أحكام الجاهلية مرةً أخرى حيث إن الأنثى لم تكن لتورث في زمن الجاهلية، أما الإسلام فقد أبطل ذلك بعد مجيئه مقراً بحصة و سهم جميع الأقارب في إرث المسلم، استناداً إلى ذلك فإن الموضوع لم يكن مقتصراً على مسألة «فدك» فحسب، بل إن المهم في الدرجة الأولى هو خطر إحياء سنن الجاهلية و محو سنن الإسلام، لذا قامت (عليها السلام) بتوجيه اللوم الشديد لهم، مكثفةً حملاتها عليهم([36]).

        وذكرت الأخبار الكثيرة أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أخبر فاطمة الزهراء ( عليها السلام) بأنها  أول الناس لحوقا به (صلّى الله عليه وآله وسلّم)  فاستبشرت بعد ما كانت باكية [37]؛ فكيف كان غضبها لأجل الدنيا الفانية وما كان طلبها فدك إلا لإظهار كفر هؤلاء واستحقاقهم اللعن من الله تعالى.

        ففي طرقهم أن فاطمة (عليها السلام) لما طلبت ميراثها وفيئها الذي أعطاها الله ورسوله، وأشهدت عليه أمير المؤمنين عليه السلام والحسنين (عليهما السلام) وأم أيمن وردوا شهادتهم قالت فاطمة (عليها السلام) بمحضر المهاجرين والأنصار : ألستم سمعتم أبي عليه السلام يقول فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ؟ فقالوا نعم فقالت اللهم اشهد أنهما آذياني – وأشارت إلى أبي بكر وعمر – لأجل هذه العداوة قتلوها [38].

المبحث الثاني

الاقتباس والتضمين في الخطبة الفدكية

         قبل الولوج في تناول ماتضمنته   الخطبة الفدكية من الاقتباس  والتضمين  لابد من الوقوف  عند الأجواء التي أحاطت بالخطبة بدءاً  من المتكلم وهي فاطمة الزهراء (عليها السلام)  التي  عاشت وتربت في بيت النبوة   الذي كان ملأه الخلق الرفيع ؛ وقد  ورد في القرآن الكريم الآيات الدالة على حسن الخلق  حتى وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ القلم/4 ،وجاءت روايات أهل البيت (عليهم السلام)،وأحاديث الرسول تؤكد على الخلق الحسن فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  ((أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، وأبغضكم إلى الله المشاؤن بالنميمة ،المفرقون بين الاخوان ، الملتمسون للبراء العثرات))[39]،وهذا يوحي بإنعكاس الأثر الأخلاقي على جوانب الحياة المختلفة حتى وصفها احد الشعراء بقوله:

                   هي الأخلاق تنبت كالنبات                    إذا سقيت بماء المكرمات[40]

وهنا نجد في ما يحيط بأجواء الخطبة الفدكية  من  الأخلاق النبيلة التي يجب أن تتصف بها أي امرأة  في الكون كله في ما لو أرادت ثواب الدنيا وجزاء الآخرة ، فقد خرجت الزهراء (عليها السلام) عندما اغتصب حقها في فدك بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  في هيبة وحشمة ووقار  مع حشد من النساء فقد ورد عن زيد بن علي (رحمة الله عليه )عن عمته زينب بنت الحسين (عليهما السلام )قالت لما بلغ فاطمة ( عليها السلام ) اجماع أبي بكر على منعها فدك ،لاثت خمارها ،وخرجت في حشدة نسائها ،ولمة من قومها تجر أذراعها ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا00))[41]، ، فضلاً  عن قوة الشخصية فقد وقفت الزهراء (عليها االسلام) في هيبتها ووقارها وهي صاحبة الحق المغصوب ولم تتكلم في البدء لكنها (أنّت) (عليها السلام) ، ولم تكن أية أنة بل كانت أنة  ملئها اللوم والعتاب  والحصرة على ما فعلوه الآخرون،لذا انعكست المسألة فأصبح الآخرون يبكون،وفاطمة الزهراء(عليها السلام) صاحبة الحق لم تنطق ببنة شفة بعد  ((00 فقد روي أنها (عليها السلام) وقفت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار فأنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء))[42]، ونجد  قمة  النهج العقلي في حسن التصرف إذ إنها (عليها السلام)  لم تبدأ بالكلام حتى سكت القوم  من فورتهم ثم قالت(عليها السلام):  ((ابدأ بحمد الله ثم أسبلت بينها وبينهم سجفا))[43]

  1. اقتباس جملة من القرآن  الكريم  متمثلة بقولها (عليها السلام) : ((الحمد لله))، مما يشير الى  التدرج البلاغي في التنقل الخطابي وليس في غرابة من ذلك فهي بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛إذ إنها لم تبدأ بالمطالبة بحقها المغصوب  وإنما بدأت خطبتها وكأنها في محفل خطابي اعد له – مسبقاً-  الاعداد الكامل للالقاء  والاستماع  فقد حمدت الله تعالى،  وشكرته على عموم النعم ، وسبوغ الآء  إذ  قالت (عليها السلام) )) الحمد لله على ما أنعم ،والشكر على ما الهم ،والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها ،واحسان منن والاها ،جم عن الاحصاء عددها ،وناءى عن المجازاة أمدها ،وتفاوت عن الادراك آمالها، واستثن الشكر بفضائلها، واستحمد إلى الخلائق باجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها))[44]؛ فالحمد لله  مقتبس من سورة الحمد أو ماتسمى بفاتحة الكتاب أو أم الكتاب في قوله تعالى:﴿الحمد لله رب العالمين﴾الحمد/1
  2.  التضمين الذي أكدت فيه على  البعد العقائدي في جعل كلمة الاخلاص  تأويل شهادة أن لا اله إلا الله   وهي الوحدانية التي تدرك بالعقول، ثم ذكرت الصفات التي تدل على اعجازه تعالى إذ تمتنع الأبصار عن رؤيته ، والاحاطة به ،وهو دليل مقتبس في معناه ويعرف عند البلاغيين بالتضمين من قوله تعالى ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الأنعام/103 إذ قالت(عليها السلام): ((00 واشهد ان لا اله إلا الله كلمة جعل الإخلاص تأويلها ،وضمن القلوب مو صولها، وأنى في الفكرة معقو لها ،الممتنع من الأبصار رؤيته ،ومن الأوهام الإحاطة به))[45]
  3. التضمين  في  استعمال المنهج البرهاني للدلالة  على الوحدانية في بيان  قدرة الله تعالى في ابتداع الخلق على غير مثال  بعد بيان صفاته إذ قالت(عليها السلام) ((00ابتدع الأشياء لا من شئ قبله ،واحتذاها بلا مثال لغير فائدة زادته إلا اظهارا لقدرته ،وتعبدا لبريته ،واعزازا لدعوته))[46] ففيه دلالة ايحائية الى قوله تعالى﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ البقرة/164
  4.  التوظيف الدلالي للتضمين  في الترغيب والترهيب من طريق الثوا ب  المترتب على طاعة والجزاء الآخروي المتمثل بالجنة ، والعقاب على معصيته  قائلة(عليها السلام): ((00 ثم جعل الثواب على طاعته ،والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته، وجياشا لهم إلى جنته))[47]، ففيها اشارة الى قوله تعالى ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾ الزلزلة/7،وقوله تعالى﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾ الزلزلة/8
  5. التوظيف الدلالي للاقتباس  في الدلالة على حقها الشرعي في فدك لذا قالت (عليها السلام) (أبي)؛ لبيان قربها من رسول الله وأحقيتها في فدك ، ثم قالت(عليها السلام) (رسوله) لبيان مكانته عند الله وان معصيته  يترتب عليها العقاب بحسب ما تقدم  ، ثم بينت مكانة الرسول عند الله  إذ ورد اسمه في كتب الأديان السابقة مما يدل على علو مكانته، وعظم وجاهته عند الله تعالى، إذ قال جلا وعلا ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾الصف/6 ، ،فكأنها تقول(عليها السلام)  أين أنتم من هذه العظمة؟وهل أديتم مالها من حقوق عليكم ؟،وهل رعيتم الله في بضعته إذ  يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، وقال :إن الله يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها ))[48]، وجاءت المعاني ماثلة   في قولها (عليها السلام): ((000واشهد ان أبي محمدا عبده ورسوله ؛اختاره قبل ان يجتبله، واصطفاه قبل ان ابتعثه، وسماه قبل ان استنجبه، إذ الخلائق بالغيوب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة ،وبنهاية العدم مقرونة ،علما من الله (عز وجل)، بمايل الأمور وإحاطة بحوادث الدهور ،ومعرفة بمواضع المقدور))[49]
  6. التوظيف الدلالي للتضمين  في التأكيد على الدور الرسالي لخاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)  في انقاذهم  من الشرك والعبودية ،وأنار لهم  الطريق بنور الايمان والتوحيد، وجلى الغم عن أبصارهم ، والهم عن قلوبهم بتعاليم الشريعة السماوية الخالدة  فقالت (عليها السلام): ((000 ابتعثه الله تعالى (عز وجل) اتماما لامره ،وعزيمة على امضاء حكمه، فرأى (صلى الله عليه وآله وسلم )الأمم  فرقا في أديانها ،عكفا على نيرانها ،عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها؛ فأنار الله (عز وجل)، بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ظلمها وفرج عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها))[50]، فقد جاء متضمناً  قوله تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ الانبياء/107، وقوله تعالى:﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾آل عمران/144
  7.  التوظيف الدلالي للتضمين في استعمال النكتة البلاغية العابرة على السامعين التي لم يلتفت اليها أحد فكأنها (عليها السلام) تؤكد بشكل غير مباشر بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كسائر البشر؛ وأنه يموت (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما تشير الآيات الكريمة  في قوله تعالى﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ الكهف/110 ،و أن هناك من يرثه ،وأنا ابنته ، ولكن ماميز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أن الله تعالى قبضة قبضة رأفة واختيار  من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فالله تعالى رغب بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دار الدنيا ، ورفع عنه أثقال هذه المهمة الصعبة التي قام بها (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد بدأت الدعوة سرية ثم علنية ؛ وقد تعرض (صلى الله عليه وآله وسلم) الى كثير من محاولات  القتل والغدر ، واتهم بصنوف الاتهامات من الشعر والجنون والسحر والشعوذة،ولكن الحق هو الذي ينتصر فقد خاض النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا من الحروب،وتمت على يديه كثير من الفتوحات، وأقام دولة إسلامية قوامها  المحبة، والتعاون ،والإخلاص في ما لو طبقت التشريعات الاسلامية التي جاء بها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)،وتم العمل بها،الا أن الذي حصل هو الانكار لدور الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الرسالي ، واظهار الحقد والعدوان لأقرب الناس إليه وهي فاطمة الزهراء(عليها السلام) ،وغصب ارثها في فدك بعد انتقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) الى الملك الجبار  محفوفاً بالملائكة،ورضوان الرب الغفار  ، فترجمت ذلك كله بقولها(عليها السلام) : ((000ثم قبض الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض رأفة واختيار، رغبة بابي عن هذه الدار، موضوع عنه العبء والأوزار ،محتف بالملائكة الأبرار، ومجاورة الملك الجبار، ورضوان الرب الغفار))[51]
  8.  التوظيف الدلالي للاقتباس في بيان قوة الاحتجاج العقلي في حسن الختام الذي تعلق بهذا الجزء من الخطبة الذي يخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد ختمته بالصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تقل (أبي)  بل وصفته بما وصفه الله تعالى في كتابه إذ قال تعالى﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء/107، فهو خطاب خاص بالنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) كونه رحمة للعالمين ؛فهو نبي الرحمة،وأمين الله على وحيه ،وقد اختاره الله تعالى لحمل الرسالة السماوية دون سائر البشر، وصلى عليه ورضيه إذ قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ الأحزاب/56، لذا جاء وصف الزهراء (عليها السلام) متضمناً ماورد في القرآن الكريم إذ قالت(عليها السلام): ((00صلى الله على محمد نبي الرحمة ،وأمينه على وحيه، وصفيه من الخلائق ،ورضيه صلى الله عليه وآله وسلم ورحمة الله وبركاته))[52]
  9.  التوظيف الدلالي  للتضمين  من القرآن الكريم،والسنة النبوية الشريفة  في استعمال المنهج النقدي الذي تمثل في الخطاب المباشر للآخرين بقولها (أنتم)  تعني أهل المجلس بأنهم يجدون  كتاب الله نصب أعينهم،وبين أيديهم  ،وفيه من الآيات الحكيمة التي تبين فضائل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله ،ومنها آية التطهير ،وغدير خم ، وفيه الشرائع المفروضة، والرخص المندوبة ،وفيه المحارم المحذورة، والعزائم المفسرة، والفضائل المندوبة ؛أي فيه الأحكام التشريعية جميعها من الحلال،والحرام،والواجب،والمندوب،والمستحب والمكروه، وأنتم  تعاملوننا نحن بقية الله في أرضه،واستخلفنا عليكم ،ومعنا كتاب الله تعالى بهذه الطريقة التي لا يقبلها  كلّ ذي عقل سليم؛فأين أنتم من هذه الشريعةالسماوية،وعبرت عن ذلك بقولها((000 ثم أنتم عباد الله ( تريد أهل المجلس ) نصب أمر الله، ونهيه ،وحملة دينه ،ووحيه ،وامناء الله على أنفسكم ،وبلغاؤه إلى الأمم زعمتم حقا لكم الله فيكم عهد قدمه إليكم ،ونحن بقية استخلفنا عليكم، ومعنا كتاب الله بينة بصائره ،وآي فينا منكشفة سرائره ،وبرهان منجلية ظواهره، مديم البرية اسماعه، قائد إلى الرضوان اتباعه ،مؤد إلى النجاة استماعه؛ فيه بيان حجج الله المنورة ،وعزائمه المفسرة ،ومحارمه المحذرة، وتبيانه الجالية ،وجمله الكافية ،وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة))[53]، ومما تضمنته الخطبة  قوله تعالى﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ النحل/64،  ومن الأحاديث قوله (صلى الله عليه وآله) في غدير غم ﴿ فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ،اللهم وال من والاه،وعاد من عاداه،وانصر من نصره، واخذل من خذله﴾[54]
  10. التوظيف الدلالي للاقتباس في استعمال المنهج ألبرهاني  الذي يقوم  على التأكيد في بيان  العبادات التي فرضها الله تعالى وعللها في كتابه المنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أبي الزهراء (عليها السلام)، ولا سبيل الى إنكارها ،أو ردها فقد فرضها الله ،وهم على علم بها،وهنا الزهراء(عليها السلام) تعيدها على مسامعهم  من باب التذكير أولاً،والبرهنة على عصيانهم ماورد في كتاب الله تعالى  ؛فقد بينت (عليها السلام) إن الله تعالى فرض الايمان تطهيراً للقلوب من الشرك، والصلاة رمز للتواضع ، والبعد عن الكبر، والصيام فيه الكف عن الطعام والشراب وسائر المفطرات قربة الى تعالى، وتثبيتاً للإخلاص في العبادة لله تعالى، والزكاة زيادة في الرزق، والحج تسلية للدين، والامامة أمناً من الفرقة وعز للإسلام  فيما لو اعتصموا بها  وتمسكوا بقوله تعالى﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ آل عمران/103 ، فالأئمة الأطهار (عليهم السلام) هم حبل المتين، وهم الواسطة بين العباد وربهم كما ورد في قولها(عليها السلام): ((000ففرض الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر، والصيام تثبيتا للإخلاص ،والزكاة تزييدا في الرزق ،والحج تسلية للدين، والعدل تنسكا للقلوب ،وطاعتنا نظاما ،وإمامتنا امنا من الفرقة ،وحبنا عزا للإسلام))[55]
  11. التوظيف الدلالي للتضمين  في التأكيد على ذكر التشريعات الإسلامية لا لأنهم لا يعرفها ؛بل لأنهم  يعرفونها ولا يعملون بها ؛فأرادت أن تبين لهم بشكل غير مباشر إن  الدين عند الله الإسلام،ويجب العمل بالشريعة التي جاء بها خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والإلمام بكل تفاصيلها وتطبيقها،ومنها الصبر فهو مفتاح لكل خير ،ومنجاة من كل شر، والقصاص فيه حقن للدماء فقد قال تعالى﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾البقرة/179 وتمثل هذه  الآية نوع من الاقتباس التركيبي في اقتباس آي من القرآن الكريم التي تتعلق بالقصاص،  أما بقية الخطبة فقد تحدثت عن الوفاء بالكيل والميزان، والوفاء بالنذر ، والنهي عن شرب الخمر ، وقذف المحصنات ، وترك السرقة في قولها(عليها السلام): ((000والصبر منجاة ،والقصاص حقنا للدماء ،والوفاء بالنذر تعرضا للمغفرة ،وتوفية المكاييل، والموازين تعبيرا للنحسة،والنهى عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، وقذف المحصنات اجتنابا للعنة،وترك السرق ايجابا للعفة ))[56]، فجاء الخطاب متضمناً قوله تعالى﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ البقرة/45، وقوله تعالى﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً﴾ الانسان/7، وقوله تعالى﴿ وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾هود/85، وقوله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾المائدة/90وقوله تعالى﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾النور/23،وقوله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ الممتحنة/12
  12. التوظيف الدلالي للاقتباس الجزئي  من القرآن الكريم  في بيان حرمة الشرك بالله  اخلاصاً  له بالربوبية  في قولها (عليها السلام): ((00 وحرم الله عز وجل الشرك اخلاصا له بالربوبية))[57]، ثم  قالت ((فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوه فيما امركم به ،ونهاكم عنه، فإنما يخشى الله من عباده العلماء )) [58]وهو مقتبس من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾آل عمران/102، وقوله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ فاطر/28
  13.  التوظيف الدلالي  للتضمين في الاستدلال بالخطاب على أحقيتها بفدك من أجل جذب انتباه السامعين ، ولفت أنظارهم،والتأكيد  على قضية الإرث  من طريق بيان نسبها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولها (أبي)  وخصت أبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) با لتسمية عندما قالت (عليها السلام) :((000 أيها الناس انا فاطمة ،وأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم))[59]، فهي (عليها السلام) ماثلة أمام عيونهم؛ وهي بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكأن في الكلام نوعاً من  التقريع، وتوجيه اللوم لهم ،والعتب  عليهم؛ لتجاهلهم  حقها ،والعمل على غير قوانين الشريعة الإسلامية؛فجاء خطابها (عليها السلام) متضمناً  قوله تعالى﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾آل عمران/144
  14. التوظيف الدلالي  في اقتباس آيات من القرآن الكريم  التي تدل على  كيفية تقسيم الميراث شرعاً  بين عامة الناس ،وبين الأنبياء،وشتى صنوف البشرية  فكيف لا يطبق على فاطمة الزهراء (عليها السلام) بقولها : ((00  أقولها عودا على بدء لقد جاءكم رسول من أنفسكم، أفعلى محمد تركتم كتاب الله ،ونبذتموه وراء ظهوركم ؛إذ يقول الله تبارك وتعالى ((وورث سليمان داود)) ،وقال الله عز وجل فيما قص من خبر يحيى بن زكريا ((رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب))، وقال عز ذكره(( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)) ، وقال ((يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين))، وقال ((إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين))[60]،وهو مقتبس من قوله تعالى :﴿قَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾التوبة/128، وقوله تعالى﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ﴾ مريم /5﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً﴾مريم/6،وتفصيل آيات المواريث  كانت مقتبسة من  قوله تعالى:﴿يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً ﴾النساء/11
  15. التوظيف الدلالي للتضمين في التأكيد على المنهج البرهاني الذي يستند الى البراهين والأدلة العقلية بعد أن حاججتهم بالأدلة النقلية التي تثبت حقها في الميراث  طلبت  منهم أن يؤكدوا على ما زعموه بكونها لا ترث أباها ،وطرحت عليها الخيارات التي تمنعها من الإرث ،وهي غير موجودة أصلا من  مثل وجود آية خاصة بحرمتها من الإرث ، أم هي وأبيها من ملتين مختلفتين فلا يتوارثون  فهذا نوع من الاستفهام الانكاري ،فهم يعلمون حقيقة الأمر، ولكنهم ينكرون ذلك ، ويحرمون فاطمة الزهراء(عليها السلام) من إرثها ظلماً وجوراً  بقولها (عليها السلام): ((00وزعمتم ان لا حق ولا إرث لي من أبي، ولا رحم بيننا ،أفخصكم الله بآية أخرج نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) منها ،أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثون، أو لست انا وأبي من أهل ملة واحدة، لعلكم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أأغلب على إرثي جورا وظلما))[61]
  16. الاقتباس من القرآن الكريم في التذييل الخطابي في قولها (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))[62] وهو مقتبس من قوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ الشعراء/227
  17. الاقتباس من الحديث الشريف في  استعمال المنهج النقدي  في التدرج الخطابي بعد أن  فرغت(عليها السلام) من كلام أبي بكر والمهاجرين عدلت إلى مجلس الأنصار ،وتذكيرهم بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتوجيه النقد الذي يفوح بالعتب ،واللوم ،والتأنيب لهم بوصفهم معشر البقية ،وأعضاد الملة،والمستند الى المأثور من أقوال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في أن المرء يحفظ بأهله وعياله ؛ إذ قالت(عليها السلام) ((00معشر البقية، وأعضاد الملة، وحصون الاسلام ما هذه لغميرة في حقي، والسنة عن ظلامتي ،اما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،(( المرء يحفظ في ولده سرعان000))[63]، فهذا المثل الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) (المرء يحفظ في ولده) له أصل قرآني يشير إلى قصة الخضر (عليه السلام) إذ أقام الجدار  للغلامين اليتيمين  في المدينة ،معللاً ذلك بصلاح أبويهما ؛كما جاء في قوله تعالى﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾الكهف/82،وهؤلاء القوم  لم يكرموا آل محمد (عليهم السلام) من أجل الرسول؛وصنعوا ما صنعوا فيهم[64].
  18. التوظيف الدلالي للتضمين  بواسطة   النهج العقلي الذي يستند الى الأدلة النقلية المقتبسة في مضامينها من القرآن الكريم ؛بأن الموت قد حلّ بأنبياء الله تعالى ،وما محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الا رسول  مثلهم، فقد قالت (عليها السلام): ((00 ما أجدبتم فأكديتم ،وعجلان ذا إهانة تقولون مات رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فخطب جليل استوسع وهيه ،واستنهر فتقه ،وبعد وقته ،واظلمت الأرض لغيبته ،واكثأبت خيرة الله لمصيبته ،وخشعت الجبال، واكدت الآمال وأضيع الحريم ،واذيلت الحرمة عند مماته (صلى الله عليه وآله وسلم)،وتلك نازل علينا بها كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم، يهتف بها في أسماعكم وقبله، حلت بأنبياء الله (عز وجل) ورسله ،وما محمد إلارسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ،ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين))[65] ،فهو مقتبس من قوله تعالى﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾آل عمران/144
  19. التوظيف الدلالي للاقتباس الجزئي لكلمة ( اختار لنا أهل البيت) في بيان الموقف الرسالي الخالد الذي بيّن قوة الحق وظهوره، وضعف الباطل و زهوقه الذي تمثّل بمخاطبة الخصم والاحتجاج عليه بالأدلة الرادعة التي دفعته إلى الخضوع والتذكير بمناقب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كوسيلة أو غطاء يتستر به على الظلم  والجور الذي لحق بالغير  بقولها (عليها السلام):((00بني قيلة أأهضم تراث أبي ، وأنتم بمرأى ومسمع، تلبسكم الدعوة ، و تثملكم الحيرة ،وفيكم العدد والعدة ولكم الدار ،وعندكم الجند ،وأنتم الألى نخبة الله التي انتخب لدينه ،وأنصار رسوله ،وأهل الإسلام ،والخيرة التي اختار لنا أهل البيت ، فباد يتم العرب، وناهضتم الأمم ،وكافحتم البهم لا نبرح نأمركم ،وتأمرون حتى دارت لكم بنا رحا الإسلام ،ودر حلب الأنام ،وخضعت نعرة الشرك ،وبأخت نيران الحرب، وهدأت دعوة الهرج، واستو سق نظام الدين فاني حرتم بعد البيان ،ونكصتم بعد الإقدام، وأسررتم بعد الإعلان))[66]، ففيه اشارة الى قوله تعالى﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ الأحزاب/33
  20. التوظيف الدلالي للتضمين بواسطة النهج العقلي في الرجوع الى مضامين القرآن الكريم  إذ قالت (عليها السلام): ((000 لقوم نكثوا ايمانهم ،أتخشونهم، فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، الا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة، فعجتم عن الدين، وبحجتم الذي وعيتم ،ودسعتم الذي سوغتم ،فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا ،فإن الله لغني حميد))[67]، وهو مقتبس من قوله تعالى:﴿أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ﴾التوبة/13
  21. التوظيف الدلالي للاقتباس القرآني في حسن الختام  وهو ما يسمى بالتذييل ويعني به ختم النصوص بالتراث الاسلامي من القرآن الكريم  حينما قالت (عليها السلام): ((000 ولكن قلته فيضة النفس، ونفثة الغيظ ،وبثة الصدر ومعذرة الحجة ،فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناكبة الحق، باقية العار، موسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع الأفئدة ،فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون))[68]  فهو مقتبس من قوله تعالى﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ الشعراء/227، وقوله تعالى:﴿وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾هود/ 122))، وهنا تقول سيدة النساء فاطمة (عليها السلام) نفس ما كان يقوله الأنبياء للمجرمين، حيث تنذرهم:إِنَّا عَامِلُونَ ﴿وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾هود/ 122))أنتم تنتظرون أن يقع بآل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) ظلماً أكبر، و نحن ننتظر فيكم عقاب الله المؤلم و المهلك!))[69]
  22. التضمين الذي ورد في خطبة الزهراء (عليها السلام)-قولها: (( ففرض الله تعالى الايمان تطهيرا من الشرك ، والصلاة تنزيها عن الكبر ، والزكاة زيادة ،في الرزق)  فهو متضمن  قوله تعالى : ﴿ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ الروم/39، وجاء في تفسيرها ؛أي ما بررتم به اخوانكم وأقرضتموهم لا طمعا في زيادة، وقال الإمام  الصادق (عليه السلام ): على باب الجنة مكتوب : القرض بثماني عشرة والصدقة بعشرة[70] .

الخاتمة

  1. الأثر القرآني يبدو جلياً في الخطبة الفدكية بواسطة دلالتي الاقتباس والتضمين التي خرجت لأغراض مختلفة منها الترغيب والتنبيه والتذكير حينا، والتحذير والتحقير حينا أخرى.
  2. الثقة العالية بالنفس ،والتأكيد على خذلان الآخر إذ قالت (عليها السلام): ((000 ألا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم ،واستشعرته قلوبكم ))[71]
  3. إن الزهراء ( عليها السلام ) في خطبتها يتضح ان دفاعها ( عليها السلام ) كان عن الإمامة المغصوبة والحق المهدور لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الخلافة ولم يكن مطالبة منها بفدك أو ميراث أو نحلة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) .
  4. الموقف الرسالي والأخلاقي للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)  المتمثل بالصبر  ،وتحمّل الأذى  من أجل تأكيد حقيقة  قضية  تظل ماثلة  كالشمس في تاريخ الإسلام ألا وهي قضية فدك.

هوامش البحث         


[1] ينظر: تهذيب اللغة، الازهري:8/419

[2]  ينظر: شرح نهج البلاغة،ابن أبي الحديد: 19/173

[3]ينظر:لسان العرب،ابن منظور: 6/167

[4] حسن التوسل الى صناعة الترسل،أبو الثناء الحلبي:90

[5] الايضاح في علوم البلاغة، الخطيب القزويني: 383

[6]خزانة الأدب، ابن حجة الحموي: 2/455

[7]ينظر: خزانة الأدب، ابن حجة الحموي: 2/455

[8]ينظر: خزانة الأدب، ابن حجة الحموي: 2/456

[9]ينظر: خزانة الأدب، ابن حجة الحموي: 2/457

[10]ينظر: لسان العرب،ابن منظور: 10/23

[11]  المهذب في اختصار  السنن الكبرى البيهقي، الامام الذهبي:7/8

[12]الايضاح في علوم البلاغة، الخطيب القزويني: 538

[13]  ينظر: المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية:1/444

[14]   العمدة، ابن رشيق القيرواني:2/84

[15]  صبح الأعشى،القلقشندي:1/324

[16]  مختصر المعاني، التفتازاني:310

[17]  ينظر: خزانة الأدب وغاية الأرب ،ابن حجة الحموي:377، وينظر: المثل السائر،ابن الأثير: 2/323

[18]  ينظر: المثل السائر،ابن الأثير:2/323

[19]  ينظر:فهرس التراث،محمد حسين الجلالي: 1/77

[20] ينظر: اللمعة البيضاء، التبريزي:233

[21] ينظر: اللمعة البيضاء، التبريزي:252

[22]ينظر: اللمعة البيضاء،التبريزي: 252

[23]  ينظر: بحار الأنوار، العلامة المجلسي:44/198

[24]  ينظر: الاحتجاج، الطبرسي:396، وينظر:الارشاد،الشيخ المفيد: 246

[25]ينظر: اللمعة البيضاء،التبريزي: 279- 282

[26]ينظر: اللمعة البيضاء،التبريزي:284-285

[27]ينظر: اللمعة البيضاء،التبريزي:284-285

[28]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي:43/66-68،  مهج الدعوات ، ابن طاووس:361

[29] السيدة فاطمة الزهراء(عليه السلام): محمد بيومي:8

[30] ينظر: لسان العرب،ابن منظور: 10/173مادة (فدك)

[31] ينظر: معجم البلدان،ياقوت الحموي:4/238، فاطمة الزهراء (عليها السلام)،ناصر مكارم الشيرازي:44

[32]  موطأ مالك،مالك:3/105

[33]  ينظر: شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: 16/ 209،الأمثل،  ناصر مكارم الشيرازي:18/183

[34]  ينظر: شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: 16/ 209،الأمثل،  ناصر مكارم الشيرازي:18/183

[35] ينظر: فدك في التاريخ،محمد باقر الصدر:17

[36] ينظر:ظلامات فاطمة الزهراء(عليها السلام)، عبد الكريم العقيلي: 31

[37] ينظر: بحار الأنوار، العلامة المجلسي:22/47

[38] ينظر: روضة المتقين، محمد تقي المجلسي: 1/588

[39] بحار الأنوار،العلامة المجلسي:68/383

[40]ديوان معروف الرصافي:351

[41]بلاغات النساء،ابن طيفور:12

[42]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[43]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[44]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[45]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[46]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[47]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[48] بحار الأنوار،العلامة المجلسي:21/279

[49]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[50]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[51]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[52]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[53]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[54]  الارشاد،الشيخ المفيد:94

[55]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[56]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[57]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[58]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[59]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[60]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[61]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[62]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[63]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[64] ينظر: بحار الأنوار، العلامة المجلسي:28/302

[65]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[66]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[67]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[68]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

[69] المرأة في رحاب الاسلام،باقر شريف القرشي:134

[70] تفسير نور الثقلين،الشيخ الحويزي:3/88

[71]بلاغات النساء،ابن طيفور:13

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

  • الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي،تعليقات وملاحظات:السيد محمد باقر الخرسان،منشورات الشريف الرضي
  • الإرشاد: الشيخ المفيد(ت413ه)،تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام)لتحقيق التراث،ط2،1414ه-1993م
  • الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ناصر مكارم الشيرازي،ط1،مطبعة الأميرة،بيروت،لبنان.
  • الإيضاح في علوم البلاغة ، محمد بن عبد الرحمن القزويني ، ت 739هـ ، شرح د. محمد عبد المنعم خفاجي ، جزءان ، الشركة العالمية للكتـاب ، بيروت ، ط3 ، 1989م .
  • بحار الأنوار : محمد باقر المجلسي(ت 1111)،ط2 ، مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان، دار إحياء التراث العربي،1403 – 1983 م.
  • بلاغات النساء : أبو الفضل بن أبي طاهر المعروف بـ( ابن طيفور)،(ت 380ه)،الناشر : مكتبة بصيرتي . قم المقدسة.
  • تفسير نور الثقلين : الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112 )، صححه وعلق عليه السيد هاشم الرسولي المحلاتي ، طبع بنفقة خادم الشريعة الحاج أبو القاسم المشتهر بسالك .
  • حسن التوسل الى صناعة  الترسل:أبو الثناء  محمود بن سليمان الحلبي،ط1،،المطبعة الوهبية،مصر ، القاهرة.
  • خزانة الأدب وغاية الأرب : تقي الدين أبي بكر علي بن عبد الله الحموي الأزراري، تحقيق : عصام شعيتو،ط1،الناشر : دار ومكتبة الهلال – بيروت،1987.
  • ديوان معروف الرصافي  :شرح و تصحيح أحمد السقا،ط4، دار الفكر العربي،1953
  • روضة المتقين في شرح أخبار الائمة المعصومين: الشيخ محمد تقي المجلسي،دار الكتاب الاسلامي.
  • الزهراء (عليها السلام)،أهداف،مواقف،نتائج: الشهيد محمد باقر الحكيم(قده)،ط1،العترة الطاهرة، النجف الأشرف،2006م.
  • الزهراء(عليها السلام) سيدة  نساء العالمين: ناصر مكارم الشيرازي،تعريب: عبد الرحيم الحمراني.
  • السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام):محمد بيومي مهران،ط2، 1418ه
  • شرح نهج البلاغة:ابن أبي الحديد ألمعتزلي، تحقيق:محمد أبو الفضل   إبراهيم،ط1،1426ه- 2005م.
  • صبح الأعشى في صناعة الإنشاء: أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي (ت 821هـ)،دار الكتب العلمية، بيروت.
  • صحيح البخارى : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري.
  •  ظلامات فاطمة الزهراء(عليها السلام): الشيخ: عبد الكريم العقيلي،إعداد: مركز الأبحاث العقائدية.
  • العمدة في صناعة الشعر ونقده:ابن رشيق القيرواني ،تحقيق: د. النبوي عبد الواحد شعلان،ط1،مكتبة الخانجي،1420هـ/2000م.
  • فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد : الخطيب محمد كاظم القز ويني، العراق ،كربلاء، 1392ه.
  • فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد وحتى الاستشهاد: السيد عبد الله العزيز الهاشمي.
  • فدك في التاريخ: السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس): تحقيق: عبد الجبار شرارة، ط1،مركز الغدير للدراسات الإسلامية، 1415ه- 1994م.
  • فهرس التراث: السيد محمد حسين الحسيني الجلالي، تحقيق: السيد محمد جواد الحسيني الجلالي،ط1، منشورات دليل ما،1432هـ.
  • لسان العرب:  محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، دار صادر – بيروت
  • اللمعة البيضاء: التبريزي الأنصاري( 1310ه)،تحقيق : السيد هاشم الميلاني، مؤسسة الهادي،ط1،- قم – ايران، 21 رمضان 1418.
  • مختصر المعاني : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني: سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (ت793هـ(،ط1، دار الفكر – قم ، 1411 هـ.
  • المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر: ابن الأثير؛ مجد الدين المبارك محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري الشافعي(606هـ) قدمه وعلق عليه: د. أحمد الحوفي ود. بدوي طبانة, دار النهضة ـ مصر.
  • المرأة في رحاب الإسلام: باقر شريف القرشي،ط1،دار الهدى،1426ه- 2005م.
  • معجم البلدان : ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله ، دار الفكر – بيروت
  • المعجم الوسيط:مجمع اللغة العربية،ط5،القاهرة،2011.
  • مهج الدعوات :السيد  علي بن طاووس، قم،دار الذخائر،1411ه،ق.
  • المهذب في اختصار السنن الكبرى للبيهقي: الامام الذهبي ، تحقيق:أبو تمام ياسر بن إبراهيم،دار الوطن.
  • موطأ الإمام مالك : مالك بن أنس أبو عبد الله الأصبحي، تحقيق : د. تقي الدين الندوي أستاذ الحديث الشريف بجامعة الإمارات العربية المتحدة،ط1،الناشر : دار القلم  – دمشق،1413 هـ – 1991 م.