مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
مَشَاكِلُ السيّدَة فَاطِمَة في دَارِ أبيها /السيد محمّد كاظم القزويني .
+ = -
من المشاكل التي عكَّرت – على السيدة فاطمة الزهراء (عليها ‌السلام) – حياتها أنّها ابتليت ببعض زوجات أبيها الرسول، من اللواتي قد تكوَّنت عندهنَّ عقدة نفسية، فكنَّ يحسدن السيدة فاطمة الزهراء على مواهبها وفضائلها، وخاصة وأنّ الرسول (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) كان يغمر السيدة فاطمة بألطافه ويمطر عليها عواطفه، ويحبّها حبّاً عجيباً يهيِّج في قلوب بعض نسائه الحسد الكامن.
فقد روى شيخنا المجلسي (عليه الرحمة) في السادس من البحار، عن كتاب الخصال، عن أبي عبد الله الصادق (عليه‌ السلام) قال: دخل رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) منزله، فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها، وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أنّ لأُمُّك علينا فضلاً، وأي فضل كان لها علينا؟ وما هي إلاَّ كبعضنا!!
فسمع النبي مقالتها لفاطمة، فلما رأت فاطمة رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) بكت، فقال: ما يبكيك يا بنت محمد؟
قالت: ذكرت عائشة أُمّي فنقّصتها فبكيتُ.
فغضب رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) ثم قال: مَه يا حميراء! فإنّ الله تبارك وتعالى باركَ في الودود الولود وإن خديجة (رحمها الله) ولدت منّي طاهراً (وهو عبد الله) وهو المطهّر، ووَلدت مني القاسم ورقية وأُمّ كلثوم وزينب، وأنت ممّن أعقم الله رَحِمها. فلم تلدي شيئاً  .

ولعائشة مواقف غير مشكورة تجاه السيدة فاطمة الزهراء (عليها ‌السلام) تدل على جانب كبير من انحرافها العميق العريق المتواصل، بحيث لم يُعهد تلك المواقف المتطرّفة من بقيّة زوجات الرسول تجاه سيّدة العالمين.
فمنها: …أنّ عائشة شهدت عند أبيها أبي بكر أنّ الأنبياء لا يورِّثون؛ وذلك لكي تحرم السيدة فاطمة (عليها ‌السلام) عن إرث أبيها (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله)‌.
ومنها: لما بلغ عائشة خبرُ وفاة الزهراء (عليها ‌السلام) تبسّمت!!
وسوف تقرأ أنّ السيدة فاطمة أوصت أسماء بنت عميس بعدم السماح لعائشة أن تحضر عند جنازتها ساعة الوفاة، وهذا يدلّ على سخطها على عائشة وعدم رضاها عنها، وقد قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله)‌: إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
هذا… وفي هذا الحديث الأول تصريح بأنّ بنات السيدة خديجة الكبرى كلهنّ من رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) لا من زوج آخر، وليس هذا الحديث هو الدليل الوحيد على ذلك بل توجد أدلَّة وبراهين قطعيّة على أنَّهن كنَّ بنات رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) حقيقة، ومن صلبه، إلاّ أنّ المجال … لا يسع للشرح والتفصيل أكثر من هذا، ولعلّنا نلتقي بالقراء … حول هذا الموضوع، ونؤدّي بعض ما يتطلّبه البحث والتحقيق.