خلق فاطمة النورانيّة عليها السلام
عن النبّي (صلى الله عليه وآله) إنّه قال : لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر (1) ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرض فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً ، قال آدم : يا ربّ هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا آدم ، قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الّذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ، ولا العرش ، ولا الكرسي ، ولا السماء ، ولا الأرض ، ولا الملائكة ، ولا الانس ، ولا الجنّ.
فأنا المحمود وهذا محّمد ، وأنا العالي وهذا علّي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا أبالي .
يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل . فقال النبّي (صلى الله عليه وآله) : نحن سفينة النجاة ، من تعلّق بها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت (2) .
في بدء خلقتها
* عن النبّي (صلى الله عليه وآله) قال : إنّ الله خلقني وخلق عليّا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) ، حين لا سماء مبنّية ، ولا أرض مدحيّة ، ولا ظلمة ولانور ، ولا شمس ولا قمر ، ولا جنّة ولا نار ، فقال العبّاس : فكيف بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عمّ : لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً ، ثمّ تكلّم بكلمة أخرى فخلق منها روحاً ، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليّا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح ، ونقدّسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشىء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش ، ثمّ فتق نور أخي علّي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علّي ، ونور عليّ من نور الله ، وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسموات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض . ثمّ فتق نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر . ثمّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنّة والحور العين ، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين (3) .
في عرض ولايتها على الأشياء
* في حديث الإسراء : يا محمّد ! إنّي خلقتك وخلقت عليّا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الظالّين « الظالمين خ ل » . يا محمّد ! لو أنّ عبداً من عبيدي عبدني حتىّ ينقطع ، أو يصير كالشنّ البالي ، ثمّ أتاني جاحداً لولا يتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم .
يا محمّد : أتحبّ أن تراهم ؟ قلت : نعم ، يا ربّ ! قال : التفت ، فالتفتّ عن يمين العرش ، فإذا أنا باسمي وباسم علّي وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعلّي والحسن ، والمهديّ في وسطهم كأنّه كوكب درّيّ ، فقال : يا محمّد ! هؤلاء حي على خلقي ، وهذا القائم من ولدك بالسيف من أعدائك (4) .
في سبق دخولها الجنّة
* عن علي (عليه السلام) عن النيّي (صلى الله عليه وآله) إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين . قال عليّ : فمحبّونا ؟ قال : من ورائكم (5) .
في كونها في خطيرة القدس
* وعنه (صلى الله عليه وآله) : إنّ فاطمة وعليّا والحسن والحسين في خطيرة القدس في قبّة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن (6) .
في جواز دخولها (عليها السلام) مسجد النبي
وعنه (صلى الله عليه وآله) : ألا لا يحلّ المسجد لجنب ولا حائض إلاّ لرسول الله وعلّي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (7) .
في سكونتها معهم في الجنّة
* عن النبّي (صلى الله عليه وآله) قال : في الجنّة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم الله فاسألوا لي الوسيلة . قالوا : يا رسول الله ! من يسكن معك فيها ؟ قال : علّي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (8) .
في كونها ركناً لعلّي (عليهم السلام)
* على النبّي (صلى الله عليه وآله) إنه قال لعلّي بن أبي طالب (عليه السلام): سلام عليك يا أبا الريحانتين ، فعن قليل يذهب ركناك ، والله خليفتي عليك . فلّما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال علي (عليه السلام) : هذا أحد الركنين ، فلمّا ماتت فاطمة (عليها السلام) قال : هذا الركن الآخر (9) .
أقول : ينبغي إمعان النظر في معنى الركنيّة ، فأيّ معنى تصوّر لركنيّة (صلى الله عليه وآله) لعلّي (عليه السلام) فهوثابت لفاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ولعمري هذا مقام شامخ لم ينله أحد إلاّ هي ، وهو من مختصّاتها (عليها السلام) .
في إصابة نور الله لها
* عن النبّي (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا خلق الله الجنّة خلقها من نور وجهه ، ثمّ أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة ثلث النور ، وأصاب عليّاً وأهل بيته ثلث النور . فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمّد (صلى الله عليه وآله) (10) ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضلّ عن ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله)
أقول : التدبّر في هذا الحديث يعطي جلالة شأنها وعلوّ درجاتها (عليها السلام) ، إذ جعلها الله ـ تعالى شأنه ـ في النور قسيم أبيها وبعلها وبنيها (عليهم السلام) ، بل هي أكبر حظّاً منهم . وهذا لعمري شأوّ لاتنالها أيدي المتناولين ، وبحر لا يدرك قعرها غوص المتعمّقين .
في كونها خير خلق الله تعالى
* عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل : على ساق العرش مكتوب : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، وعلى وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله (11) .
في اختيار الله تعالى ايّاها على النساء
* قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلّي (عليه السلام) : إنّ الله عزّ وجلّ أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ اطلع الثالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين (12) .
* قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، عليّ حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله (13) .
في وجوب إطاعتها على الكائنات
* عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل : ولقد كانت (عليها السلام) مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجنّ والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة ـ الحديث (14) .
* عن محمّد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل متفّرداً بوحدانّيته ، ثمّ خلق محمّداً وعليّاّ وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوّض أمورها إليهم ، فهم يحلّون ما يشاؤون ، ويحرّمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلاّ أن يشاء الله تبارك وتعالى . ثمّ قال : يا محمّد ، هذه الديانة التي من تقدّمها مرق (15) ، ومن تخلّف عنها محق ، زن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمّد (16) .
قال العلامة المجلسيّ في شرح هذا الحديث : « فأشهدهم خلقها » ، أي خلقها بحضرتهم وهم يطّلعون على أطوار الخلق وأسراره . « وأجرى طاعتهم عليها » أي أوجب على جميع الأشياء طاعتهم حتّى الجمادات والسماويّات والأرضيات . « وفوّض أمورها إليهم » من التحليل والتحريم والعطاء والمنع ، وإن كان ظاهره تفويض تدبيرها إليهم من الحركات والسكنات والأرزاق والأعمار وأشباهها (17).
* عن أبي سعيد الخدريّ قال : كنّا جلوساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا قبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ لإبليس : « أستكبرت أم كنت من العالمين » (18) ، من هم يا رسول الله الّذين هم أعلى من الملائكة المقرّبين ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، كنّا في سرادق العرش نسبّح الله فسبّحت الملائكة بتسبحنا قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم بألفي عام ، فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسّجود إلاّ لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلّهم أجمعون إلاّ إبليس أبي أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : « يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالمين » أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب الله الّذي يؤتى منه ، وبنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبّنا أحبّه الله وأسكنه جنّته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبّنا إلاّ من طاب مولده (19) .
في ركوبها يوم القيامة
* عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدوابّ ، ويبعث صالحاً على ناقته كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، وتبعث فاطمة ، والحسن والحسين (عليهم السلام) على ناقتين من نوق الجنّة ، وعليّ بن أبي طالب على ناقتي ، وأنا على البراق ، ويبعث بلالاً على ناقته فينادي بالأذان ـ الحديث (20) .
في تكلّمها في بطن أمّها
* عن بعض الرواة الكرام : إنّ خديجة الكبرى رضي الله عنها ـ تمنّت يوماً من الأيّام على سيّد الأنام أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السّلام ، فأتى جبرئيل إلى المفضّل على الكونين من الجنّة بتفّاحتين وقال : يا محمّد ، يقول لك من جعل لكلّ شيء قدراً :
كل واحدة وأطعم الاخرى لخديجة الكبرى ، فاغشها ، فإنّي خالق منكما فاطمة الزهراء . ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمر . فلّما سأله الكفّار أن يريهم انشقاق القمر ـ وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر ـ قالت خديجة : واخيبة من كذّب محمّدا وهو خير رسول ونبّي ! فنادت فاطمة من بطنها : يا أمّاه لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع أبي ـ الخبر (21) .
في كونها تحت قبّة العرش
* قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبّة تحت العرش . قلت « الحافظ الكنجيّ » ما كتبناه إلاّ من هذا الوجه «السند المذكور فيه » وهو حديث حسن عال (22) .
في ثواب السلام عليها
* عن يزيد بن عبدالملك النوفلّي ، عن أبيه ، عن جدّه قال : دخلت على الفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال : فبدأتني بالسّلام ، قال : وقالت : قال أبي ـ وهو ذا حيّ ـ من سلّم عليّ وعليك ثلاثة أيّام فله الجنّة . قلت لها : ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك ؟ قالت : في حياتنا وبعد وفاتنا (23) .
* عن ابن عبّاس قال : لمّا ولدت فاطمة بنت النبّي (صلى الله عليه وآله) سماّها المنصورة ، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال : الله يقرئك السّلام ويقرئ مولودك السّلام (24) .
في نزول حنوطها من الجنّة
* عن ابن سنان رفعه قال : السّنة في الحنوط ثلاثة عشر درهماً وثلث . قال محمّد بن أحمد : ورووا أنّ جبرئيل (عليه السلام) نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحنوط ، وكان وزنه أربعين درهماً ، فقسمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثة أجزاء: جزءاً له، وجزءاً لعليّ، وجزءاً لفاطمة (صلوات الله عليهم أجمعين) (25).
اشتراكها معهم في الحرب والسلم
* عن أبي حازم ، عن أبي هرية قال : نزر النبّي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسن والحسين وفاطمة فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم (26) .
أقول : ولمّا جرّ البحث بنا إلى هنا ينبغي لنا أن نورد شيئاً من الأخبار ثم من الكلام حول المسالة إتماماً للفائدة وإيفاءً لبعض حقّها (عليها السلام) فنقول :
عن مجاهد : خرج النبّي (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيد فاطمة ، فقال : « من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد ، وهي بضعة منّي ، وهي قلبي ، وهي روحي الّتي بين جنبّي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله » (27) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) إنّما فاطمة حذية (28) منّي ، يقبضني ما يقبضها .
وعن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنّ فاطمة شعرة منّي ، فمن آذى شعرة منّي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله لعنه الله مل السماوات والأرض (29) . وعن ابن عباس قال : قال (صلى الله عليه وآله) : يا علي إنّ فاطمة بضعة منّي ، هي نور عيني وثمرة فؤادي ، يسوءني ماساءها ويسرّني ما سرّها ، وإنها أوّل من يلحقني من أهل بيتي ، فأحسن إليها من بعدي ، والحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي ، وهما سيدا شباب أهل الجنّة ، فليكونا عليك كسمعك وبصرك . ثمّ رفع (صلى الله عليه وآله) يديه إلي فقال : اللّهمّ إنّي أشهدك أنّي محبّ لمن أحبهّهم ، مبغض لمن أبغضهم ، سلم لمن سالمهم ، حرب لم حاربهم ، عدوّ لمن عاداهم ، ولّي لمن والاهم (30) . وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّما فاطمة بضعة منّي ، يسوءني ماساءها (31) . وعن علّي (عليه السلام) إنّ الله عزّ وجلّ ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها (32) .
وعنه (عليه السلام) : يا فاطمة إنّ الله ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك (33) . وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : فاطمة بضعة منّي ن فمن أغضبها أغضبني (34) . وقال (عليه السلام) : إنّما فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما آذاها (35) . وعنه (عليه السلام) : فإنّما ابنتي بضعة منّي ، يريبني مارابها ، ويؤذيني ما آذاها (36) وعنه (عليه السلام) : إنّ فاطمة بنت محمّد مضغة منّي (37) . وعنه (عليه السلام) : « إنّما فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها » . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم ـ يخرجاه (38) . وعنه (عليه السلام) : إنّما فاطمة مضغة منّي ، فمن آذاها فقد آذاني (39) . وعنه (عليه السلام) : فاطمة بضعة منّي ، يسعفني ما أسعفها (40) . وعنه (عليه السلام) : فاطمة شجنة منّي ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها (41) .
اشتراكها معهم في تكوّن الميزان
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا ميزان العلم ، وعليّ كفّتاه والحسن والحسين خيوطه ، وفاطمة علاقته ، والأئمّة من أمّتي عموده ، يوزن فيها أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا (42) .
اشتراكها معهم في قصّة سفينة نوح (عليه السلام)
* عن النبّي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : لمّا أراد الله عزّوجلّ أن يهلك قوم نوح (عليه السلام) أوحى الله إليه أن شقّ ألواح الساج . فلّما شقّها لم يدر ما صنع ، فحبط جبرئيل (عليه السلام) فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار . فسمر المسامير كلّها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير ، فضرب بيده إلى مسمارٍ منها ، فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء فتحّير من ذلك نوح ، فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلقٍ ذلق فقال : أنا على اسم خير الأنبياء محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) .
فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال له : يا جبرئيل ، ما هذا المسمار الّذي ما رأيت مثله ؟ قال : هذا باسم خير الأولين والآخرين محمّد بن عبدالله (عليه السلام) ، أسمره في أوّلها على جانب السفينة الأيمن . ثمّ ضرب بيده على مسمار ثانٍ ، فاشرق وأنار ، فقال نوح (عليه السلام) : وما هذا المسمار ؟ قال : مسمار أخيه وابن عمه علّي بن أبي طالب ، فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها . ثمّ ضرب بيده على مسمار ثالث ، فزهر وأشرق وأنار ، فقال له جبرئيل (عليه السلام) : هذا مسمار فاطمة (عليها السلام) ، فأسمره إلى جانب مسمار أبيها (صلى الله عليه وآله) . ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار، فقال له : هذا مسمار الحسن (عليه السلام) فأسمره إلى جانب مسمار أبيه (صلى الله عليه وآله) . ثمّ ضرب بيده إلى مسمار خامس ، فأشرق وأنار وبكى وأظهر النداوة (43) ، فقال : يا جبرئيل ما هذه النداوة ؟ فقال : هذا مسمار الحسين بن عليّ سيّد الشهداء ، فأسمره إلى جانب مسمار أخيه .
ثمّ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال الله تعالى : ( وحملناه على ذات ألواح ودسرٍ ) (44) ، قال النبيّ (عليه السلام) : الألواح خشب السفينة ، ونحن الدسر ، ولولانا ماسارت السفينة بأهلها (45) .
****************
(1) تأويل الآيات : للعلامة السيّد شرف الدين النجفّي : 2 | 818 .
(2) فرائد السمطين : 1 | 36 .
(3) بحار الانوار : 15 | 10 .
(4) تأويل الآيات : 1 | 98 .
(5) مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) للسيوطيّ : 45 ، 46 .
(6) مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) : للسيوطي : 45 ، 46 .
(7) تأويل الآيات : 1 | 98 .
(8) المصدر السابق : 69 .
(9) ذخائر العقبي : 56 .
(10) البحار : 43 | 44 .
(11) بحر المعارف : للمولى عبدالصمد الهمداني : 428 .
(12) زين الفتى : للحافظ العاصميّ ، كما في « فاطمة الزهراء » للعلاّمة الأميني ص 43 .
(13) تاريخ بغداد : 1 | 259 .
(14) دلائل الإمامة : للطبريّ ، ص 28 .
(15) مرق من الدين : خرج منه بضلالة أو بدعة .
(16) بحار الانوار : 15 | 19 .
(17) مرآة العقول : 5 | 190 ـ 192 .
(18) 75 .
(19) تأويل الآيات : 2 | 509 .
(20) كنز العمّال : 6 | 193 ، كما في فضائل الخمسة : 3 | 163 .
(21) روض الفائق : للعلاّمة الشيخ شعيب الحريفش ، مطبعة المصطفى البابي الحلبي ، ص 255 وهذا الاشتراك مع ابنها الحسين (عليه السلام) حيث يكلّمها في بطنها .
(22) كفاية الطالب : الباب 85 |311 .
(23) المناقب : لابن المغازليّ : 363 .
(24) ملحقات إحقاق الحقّ : 10 | 134 .
(25) البحار : 22 | 504 .
(26) مسند أحمد : 2 | 442 .
(27) نور الأبصار للشبلنجي : 52 .
(28) الحذية من اللحم ما قطع طولاً .
(29) البحار : 43 | 54 .
( 30) أهل البيت توفيق أبو علم : 124 .
(31) الطبقات لأبن سعد : 8 | 262 .
(32) « كنز العمّال » 12 | 111 ، « مجمع الزوائد » 9 | 203 .
(33) كنز العمّال : 12 | 111 ، مجمع الزوائد : 9 | 203 .
(34) صحيح البخاري : 5 | 26 .
(35) صحيح مسلم : 7 | 141 ، 142 ، باب الفضائل ، ورابنى الأمر وأرابني إذا رأيت منه ماتكره .
(36) « صحيح البخاري » 5 | 141 و 142 ، باب الفضائل ، ورابنى الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره .
(37) صحيح مسلم : 7 | 141 و 142 . باب الفضائل . ورابني الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره .
(38) « مستدرك الصحيحين » : 3 | 159 .
(39) مستدرك الصحيحين : 3 | 159 .
(40) كنز العمّال : 12 | 111 . والاسعاف : القرب والإعانة وقضاء الحاجة .
(41) كنز العمال : 12 | 111 .
(42) مقتل الحسين الخوارزمي : 107 .
(43) النداوة : البلل .
(44) القمر : آية 13 .
(45) عبقات الأنوار : حديث السفينة | 1081 .
تأليف الشيخ محمد فاضل المسعودي
تقديم آية الله السيد عادل العلوي