مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
فدك ملكاً للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)./ م.م. إسراء شرشاب عايد
+ = -

: فدك ملكاً للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).

كيف انتقلت ملكية فدك للسيدة فاطمة (عليها اسلام) ومتى ؟ قبل الإجابة نستعرض ما جاء لدى المصادر أولاً :

عن الريان بن الصلت قال :

  “حضر الرضا (عليه السلام)(21), مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعه من علماء أهل العراق وخراسان , فقال المأمون:أخبروني عن معنى هذه الآية : >ثم أورثنا الكتاب الذين أصطفينا من عبادنا<. فقالت العلماء : أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها , فقال المأمون : ما تقوا يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (عليه السلام) : لا أقول كما قالوا , ولكني أقول : اراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة.

   والحديث طويل إلى أن قال :

…. والآية الخامسة تقول الله عز وجل >وآت ذا القربى حقه< , خصوصيه خصهم الله العزيز الجبار بها وأصطفاهم على الأمة , فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال : أدعوا إلى فاطمة , فدعيت له , فقال : يا فاطمة , فقالت : لبيك يا رسول الله , فقال هذه فدك مما هي لم يوجف عليها بالخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين , وقد جعلتها لكِ لمّا أمرني الله تعالى , فخذيها لكِ ولولدك”.(22)

أّذاً اصبحت فدكاً ملكاً لفاطمة (عليها السلام) أما بالنص القرآني >وآت ذا القربى حقه< , حيث أمتثل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) للأمر الألهي, وأعطى فدكاً لفاطمة (عليها السلام) , أو نحلة منه (صلى الله عليه واله وسلم) لأبنته فاطمة (عليها السلام) لأن فدك ملكاً للنبي (صلى الله عليه واله وسلم), ولصاحب الملك التصرف بملكه كيفما يشاء, أضافة إلى فدك أعطى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فاطمة (عليها السلام) عامة أملاكه التي يملكها وهي حوائطمخيريقاليهودي وهي سبع حوائط, وأراضي اليهود وهي التي لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب, وتشمل جميع أراضي بني النظير وبني قينقاع ووادي القرى وسهامه من خمس خيبر, فسلم ذلك كله لفاطمة (عليها السلام).(23)

   سلّمَ النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فدكاً لفاطمة (عليها السلام) ولذريتها من بعدها , وقد كتب لها وثيقة تثبت لها هذا الحق وأشهد على هذه الوثيقة الإمام علي (عليه السلام) وأم ايمن ومولى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) رباح.(24)

أستلمت السيدة فاطمة (عليها السلام) الأرض ثم أرسلت وكلائها إلى فدك وأخذت تتصرف بموردها حيث تنفق بعضها في مصالح أهل البيت (عليهم السلام) , والباقي تنفقه على فقراء المسلمين طوال أربع سنوات حتى وفاة النبي (صلى الله عليه واله وسلم).(25)


(21) الإمام الرضا (عليه السلام) : ولد الإمام الرضا (عليه السلام) في 11 ذي القعدة عام 148هـــ في المدينة المنورة , والده الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) , وامه المراءة صالحة اسمها نجمة , امضى طفولته مع أبيه , وكان والدة يوصي اصحابه ويشير إلى إمامة أبنه , كان الإمام الرضا (عليه السلام) في المدينة المنورة فبعث إليه المأمون يأمره بالسفر إلى مرو – وكان يريده أن يكون ولياً للعهد – فشد الإمام الرضا (عليه السلام) الرحال إلى خراسان فوصل البصرة ومنها توجه==إلى بغداد ثم توقف في مدينة قم حيث استقبل استقبالاً حافلاً , ومنها إلى نيسابور حتى وصل الإمام (عليه السلام) هناك وفي استقباله المئات من العلماء وطلاب العلم , وحدثهم بالحديث المشهور “لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني أمن عذابي” , واكمل الإمام (عليه السلام) طريقه حتى وصل إلى مرو , واستقبل من قبل المأمون استقبالاً حافلاً… , اراد المأمون ان يتقرب إلى الناس بالتظاهر بحبه لأهل البيت (عليهم السلام) فقرر المأمون فرض ولاية العهد للإمام ولو بالقوة, أمام الحاح المأمون واصراره حتى تهديده , وافق الإمام على ان يكون ولياً للعهد شرط إلاّ يتدخل في شؤون الحكم , بويع الإمام (عليه السلام) بولاية العهد في 5 رمضان سنة 201هـــ , لقد اراد المأمون من وراء تعيين الإمام الرضا (عليه السلام) ولياً للعهد تحقيق اهداف سياسية عديده لعل اهمها اغراء العلويين بالمناصب الحكومية لكي يثبت للناس ان ثورتهم كانت من أجل الحكم والسلطة انهم لا يريدون تطبيق العدالة بل يعرفون الحصول على حصتهم من ثورات الحكم, فضلاً عن جمع الزعماء العلويين في العاصمة وتصفيتهم الواحد تلو الآخر والتخلص منهم , كان المأمون ينتهز الفرصة للتخلص من الإمام الرضا (عليه السلام) بعد ان يئس من اغرائه في السلطة , وبقي كما هو طاهراً … بعيداً عن الدنيا .. زاهداً فيها – وفي بغداد اعلن العباسيون تمردهم , ولكي يرضي المأمون بني العباس في بغداد ويحتفظ بالخلافة , قرر اغتيال الإمام (عليه السلام) متأثرا بالسم وذلك سنة 203هـــ ودفن في مدينة طوس (مشهد) حيث مرقدة الآن. للمزيد من التفاصيل ينظر: مهدي آيت اللّهي , الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) , مؤسسة انصاريان , قم المقدسة , (د.ت) , ص5 , ص16-22 , ص24-26 , ص33.

(22) أسماعيل الانصاري الرنجانيالخوئيني , المصدر السابق , ص111.؛ الميرزا جواد التبريزي , فدك , ط2 , دار الصديقة الشهيدة , قم المقدسة , 1383هــ/1963م , ص18.

(23) أسماعيل الانصاري الرنجانيالخوئيني , المصدر السابق , ص138.

(24) انتصار عدنان عبد الواحد العواد , المصدر السابق , ص580.

(25) المصدر نفسه.