مركز الدراسات الفاطمية
مركز الدراسات الفاطمية
فلسفة الإسلام في منطق الزهراء(8): الوفاء بالنّذر تعريضاً للمغفرة/الشهيد عبدالزهراء عثمان محمد
+ = -
فلسفة الإسلام في منطق الزهراء(8): الوفاء بالنّذر تعريضاً للمغفرة
الوفاء بالنّذر تعريضاً للمغفرة:
وهنا بادرةٌ لطيفة تواجهنا بها الزّهراء(ع)، وهي تقطع أشواطاً بعيدةً في حديثها عن معالم الرسالة الإسلامية المقدسة، فالنّذر في حقيقته لم يكن فرضاً كلّفت الرسالة الإسلامية أتباعها بإتيانه كبقيّة الفرائض(1)، وإنّما هو عمل يباح للمرء تعاطيه أو ممارسته، والنّذرُ في واقعه لا يباح إلاّ إذا كان لله سبحانه، وسوى ذلك فإنّه محظور على المرء ارتياده.
وحين يمارس الإنسان المسلم هذا العمل، فإنّما يعني أنّه قد قيّد نفسه بنفسه بأداء فريضة لم يفرضها الله سبحانه، لأنّه -هو نفسه- قد أعلن طواعيّة هذا اللون من السُّلوك دون تكليف من السماء.
وحين يكون النّذر بمثابة سلوك يكلّف المرء به نفسه تقرُّباً إلى الله، فإنّ الوفاء به كوعد يقطعه الإنسان على نفسه يحقّق للإنسان ثواب الله ورضوانه، وهذه الحقيقة عينها قد حملت الزّهراء(ع) على إعلان فلسفة الوفاء بالنذر وأهدافه بقولها: «إنّه تعريض للمغفرة والرّضوان».
____________
(1) الكشاف في تفسير سورة الدّهر.

المصدر: الزّهَراء فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله: الشهيد عبد الزهراء عثمان محمد (الكتابُ الذي أحرز الجائزة الثانية في مُباراة التأليف عن حياة الصديقة الزهراء عليها السلام).